الموضوع: السؤال عن الكفار

صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 38
  1. افتراضي

    وأما عن نفسي فأنا أفتيكم عن نفسي بأني صاحب الطريقة المثلى في نصرة خلفاء الله في الأرض .. ومن قديم الزمان كنت أعتب على ربي لماذا لم يخلقني في زمن بعث رسول الله وحبيبي في حب ربي محمد صلى الله عليه وآله وسلم لأنصره بأحسن مانصره أبو بكر وعمر وبأنني خير منهم وأمثل طريقة . انتهى وصدقني الله وعده إنه سميع الدعاء ببعث آخر خلفاء الله في الأرض فهداني للحق مباشرة من أول ثلاث سطور من أول بيان قرأته وهذا أول فضل من فضل الله علي في الدعوة المباركة بأن أبصرني الحق وكان فضل الله عليا عظيما وكنت وقتها معلم صاحب شغل وعندي عمال يشتغلون عندي .. فعلمت بعد المتابعة في مسيرة الدعوة عن حال الإمام المهدي بأنه رجل غارم بالديون وذلك بسبب كرمه وبما أنه رجل كريم فلا تمنعه الديون الغارم بها عن الإنفاق والمسارعة بالخيرات .. فعلمت عندها بأنه بحاجة إلى نصرات موصولة ومتتالية بلا انقطاع حتى يستطيع أن يتحرك .. فأصبحت بعد ذلك من معلم صاحب شغل إلى أجير عند الناس فهل يكفي خلاص وأتوقف عند هذا الحد ...؟؟؟ هيهات هيهات بل توجهت للقروض البنكية واقترضت منها حتى ماعادوا يقبلون أن يقرضوني دولار واحد فهل توقفت لهذا الحد وكفى ..؟؟ هيهات هيهات بل أصبحت أشتغل شغلين الشغل الأول لأسدد فوائد القروض وليس القروض بل فوائد القروض والشغل الثاني لنصرة خليفة الله .. فهل توقفت عند هذا الحد وكفى ..؟؟ ههات هيهات بل قننت جميع النفقات لأهلي فلا نفقات إلا للشديد القوي فخليفة الله أولى بالمؤمنين من أنفسهم .. وسميت نفسي عويصم كبير الخدم عند خليفة الله المهدي المنتظر بل وعند كل من يصطفيه الله للناس إماما وليس كأبي بكر وعمر لبسوا العبائة وأصبحوا قادة وأمراء الدعوة بل أنا كبير الخدم عند خليفة الله المهدي المنتظر فلا أشغله بنفسي أبدا إلا بما أمر الله به عباده المؤمنين بقوله سبحانه وتعالى : ۞ لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا . صدق الله الحبيب الأعظم . وكله قربة إلى ربي حتى يرضى .. يعني بالمختصر المفيد لو كنت في زمن النبي وحبيبي في حب ربي محمد صلى الله عليه وآله وسلم لما استلم الخلافة بعده إلا أهلها ولمضت الخلافة على سنتها بلا انقطاع في أئمة آل البيت المصطفين من رب العالمين ولكنت لهم خدما وسندا قربة إلى ربي حتى يرضى تصديقا لقول الله تعالى : تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ . صدق الله الحبيب الأعظم .. ولا أقول بأن أبي بكر وعمر من المفسدين حاشى وكلا بل من الصالحين ولكن خسروا درجات عظيمة من درجات الحب والقرب إلى الرحمن بسبب حب الخلافة .. وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
    بسم الله الرحمن الرحيم : قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىٰ ۗ آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ . صدق الله الحبيب الأعظم

  2. افتراضي

    اقتباس المشاركة : عاصم
    فمن كان من المؤمنين يحب العدل ويظن بأنه أهل لإقامة العدل فلينصر خلفاء الله في الأرض نصرا عزيزا مؤزرا بالنشر والتبليغ وشد الأزر والتعزير وبعد الفتح والتمكين يكون تنافسه إلى الله ونصره بشدة السمع والطاعة لخلفاء الله في الأرض ومادون ذلك كله حكي فاضي .. وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=440585
    انتهى الاقتباس من عاصم

    باءذن الله يا حبيب الرحمن ربي يقدرنا على المنافسه قبل وبعد التمكين إلى أن يرضى الله في نفسه لا حزين ولا متحسر على عباده الضالين ♥️ النعيم الأعظم ♥️

  3. افتراضي

    اقتباس المشاركة :
    فأصبحت بعد ذلك من معلم صاحب شغل إلى أجير عند الناس فهل يكفي خلاص وأتوقف عند هذا الحد ...؟؟؟ هيهات هيهات بل توجهت للقروض البنكية واقترضت منها حتى ماعادوا يقبلون أن يقرضوني دولار واحد فهل توقفت لهذا الحد وكفى ..؟؟ هيهات هيهات بل أصبحت أشتغل شغلين الشغل الأول لأسدد فوائد القروض وليس القروض بل فوائد القروض والشغل الثاني لنصرة خليفة الله .. فهل توقفت عند هذا الحد وكفى ..؟؟
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=440594
    اظن مشاركتك هذه اخي المكرم عاصم ليست صدفه بالنسبه لي لانها توافقت مع ما افكر فيه
    وكان الله اراد ان يرشدني لامر ما عن طريقها
    اقتباس المشاركة :
    ۞ لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا .
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=440594
    صدق الله العظيم
    ﴿ وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين(55) ﴾
    - سورة الذاريات

  4. افتراضي

    اقتباس المشاركة : عاصم
    وأما عن نفسي فأنا أفتيكم عن نفسي بأني صاحب الطريقة المثلى في نصرة خلفاء الله في الأرض .. ومن قديم الزمان كنت أعتب على ربي لماذا لم يخلقني في زمن بعث رسول الله وحبيبي في حب ربي محمد صلى الله عليه وآله وسلم لأنصره بأحسن مانصره أبو بكر وعمر وبأنني خير منهم وأمثل طريقة . انتهى وصدقني الله وعده إنه سميع... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=440594
    انتهى الاقتباس من عاصم
    ما شاء الله عليك يا حبيب الرحمن ما قمت به مميز هذا يدل على حبك للخير وسابق الخيرات ومقتحم العقبة

  5. افتراضي

    اقتباس المشاركة : عاصم
    وأما عن نفسي فأنا أفتيكم عن نفسي بأني صاحب الطريقة المثلى في نصرة خلفاء الله في الأرض .. ومن قديم الزمان كنت أعتب على ربي لماذا لم يخلقني في زمن بعث رسول الله وحبيبي في حب ربي محمد صلى الله عليه وآله وسلم لأنصره بأحسن مانصره أبو بكر وعمر وبأنني خير منهم وأمثل طريقة . انتهى وصدقني الله وعده إنه سميع... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=440594
    انتهى الاقتباس من عاصم
    ما شاء الله لا قوة الا بالله ..
    اشهد الله اني احبك في الله يا عاصم والحمدلله على هذه المحبة لانصار خليفة الله المهدي المنتضر ناصر محمد اليماني عليه صلوات الله وسلامه اللهم ثبتنا على العهد يامن تحول بين المرء وقلبه
    ((وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. ))

  6. افتراضي

    لايخلو الامر ان كان يحكم عقله وضميره شاهدت قاضيا يحكم بالعدل ولكنه نصراني

  7. افتراضي

    اقتباس المشاركة : Amer
    لايخلو الامر ان كان يحكم عقله وضميره شاهدت قاضيا يحكم بالعدل ولكنه نصراني
    رابط الاقتباس :
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=440613
    انتهى الاقتباس من Amer
    أخي المكرم لا فرق الان بين المسلم الضال والكافر الضال كلاهما يتبع المندس من الشيطان وإذا كان عنده ضمير ولا يظلم قد يصيب في العدل ببعض القضايا ولكن ليس كلها كون ليس عنده منهاج حق في الحكم وهذا المنهاج يجب أن يكون بحكم الله بالاحتكام لي آياته من القرآن العظيم

  8. افتراضي

    فذلك هو ملف القضية لدى الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الذي يسعى إلى جعل الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مُستقيمٍ يعبدون الله لا يشركون به شيئاً فيتحقّق الهدف من خلقهم وليس رحمة مني بعباد الله فلستُ أرحم بهم من ربهم حتى أُذهب نفسي عليهم حسراتٍ؛ بل لأني علمت علم اليقين أنّ ربي هو أرحم بعباده من عبده ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين،*

    *وعلمت أنّ ربّي ليس سعيداً في نفسه بل مُتحسِّرٌ على جميع الأمم الذين كذبوا برسل ربهم فأهلكهم الله وظلموا أنفسهم؟ فإذا كان الإمام المهديّ يعبد رضوان ربه كغاية لي وكوسيلة فكيف يتحقق رضوان الله في نفسه ما لم يُدخل عباده في رحمته جميعاً فيجعلهم أمّةً واحدةً لا يختلفون في ربهم فيعبدونه وحده لا شريك له ويستمتعون بنعيم رضوان نفسه عليهم؟ ولذلك خلقهم.. ألا والله الذي لا إله غيره أنّ البشرى من الله ببعث الإمام المهديّ الذي يهدي به الأمّة جميعاً تجدونها في قول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿118﴾ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم [هود:118-119].]]*
    البيان كاملا هنا


    صبرٌ جميلٌ يا الحسين بن عمر ولن يضركم كيدهم شيئاً ..



    - 2 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    12 - 07 - 1431 هـ
    24 - 06 - 2010 مـ
    10:51 مساءً
    ـــــــــــــــــــــ

    صبرٌ جميلٌ يا الحسين بن عمر ولن يضركم كيدهم شيئاً ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    سلامُ الله عليك وآل بيتك أيها الليث الغضنفر (الحسين بن عُمر) وعلى كافة الأنصار السابقين الأخيار، وسلامُ الله على جميع المُسلمين في الأولين وفي الآخرين وفي الملإ الأعلى إلى يوم الدين..

    ويا حبيبي في الله الحسين بن عُمر، إنما ابتعثنا الله رحمةً للأمّة ووعدنا الله أنّنا سوف نجد أذًى كثيراً واستوصانا بالصبر ولن يضرّنا كيدهم شيئاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:120].

    وبالنسبة لمحمود المصري فلن يستطيع المهديّ المنتظَر أن يحكم عليه الآن أنّهُ من شياطين البشر حتى أجده يعرض عن الذِّكر بعد دحض حُجته بالحقّ، فإن اهتدى وأراد الهدى زاده الله هُدًى إلى هُداه، وإن زاده البيان الحقّ للقُرآن رجساً إلى رجسه فعند ذلك يتبيّن لنا حقيقة محمود المصري ويتبيّن للباحثين عن الحقّ أنّ ناصر محمد اليماني حقاً ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مُستقيمٍ.

    ويا حبيبي في الله الحسين بن عُمر إنّ إمامَك هو المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر يحكم عدلاً ويقول فصلاً يدركه من كان له عقلٌ يتفكّر ويتدّبر البيان الحقّ للذِّكر الذي يحاج به المهديّ المنتظَر ضيوف طاولة الحوار، فوجب علينا التحمل والصبر على الأذى من أجل الله، فما أجمل الصبر من أجل الله! فصبرٌ جميلٌ أيّها الحسين بن عُمر ولا تدعو على هذا الرجل الذي أرى قلبك قد أصابه منه غُلباً عظيماً ولكنّ حُبك لله هو أعظم، أفلا يستحق الله أن نعفو عن عباده من أجله حتى يتحقق الهدف من خلق عباده ويتمّ الله بعبده نوره فيهدي به الأمّة أجمعين حتى يتحقق الهدف من خلقهم فيرضى الله في نفسه فيتحقق لنا النعيم الأعظم من نعيم الملكوت أجمعين؟

    ويا حبيبي في الله الحسين بن عُمر أفرأيت لو أنّ الله أجاب دُعاءك على هذا الرجل فقبض على قلبه حتى يرى العذاب الأليم فيدخله الله ناره الموقدة ويدخل الحسين بن عُمر جنات النعيم، فهل سوف تستمتع بالنعيم والحور العين وربّك حزينٌ في نفسه ومُتحسرٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟

    ويا حبيبي الحسين بن عُمر سألتك بالله العظيم لو أنّ ولدك فلذة كبدك كان يعصيك في الدُنيا ولا يطيع لك أمراً وينهرك ولا قدَّر الله ذلك، ومن ثم يلقي به الله في نار جهنم أمام عينيك فتسمع صُراخ ولدك ولا قدَّر الله في عذاب الحريق، فتصور! فهل أنت سوف تكون فرحاً مسروراً برغم أنّه كان عاقاً لك؟ بل سوف تجد في نفسك حسرة كُبرى لو يحدث ذلك، فما بالك بحسرة ربك الذي هو أرحم منك الله أرحم الراحمين؟

    ويا أحباب الله؛ الحسين بن عمر وكافة الأنصار السابقين الأخيار، يا من يحبهم الله ويحبونه، فماذا تريدون من نعيم الجنة وحورها إذا كان ربكم الذي أحببتموه بالحُبّ الأعظم ليس سعيداً في نفسه ومُتحسراً على عباده برغم أنّه لم يظلمهم شيئاً بل ظلموا أنفسهم ولكن صفة الرحمة في نفس الله كانت سبب تحسّر الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم، فهو لا يزال مُتحسِّراً على جميع الأمم الذين كذبوا برسل ربهم فدعا أنبياء الله على أقوامهم فأجابهم الله، ولن يخلف وعده لرسله لا في الدُنيا ولا في الآخرة، ولكن للأسف لم تكن الإجابة سارّة لربّ العالمين بل يزداد حزناً وتحسراً على عباده، وقد آتيناكم بالبُرهان المُبين لكُل ذي لسانٍ عربيٍّ مُبين وضربنا لكم مثلاً بالحقّ في ذلك الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى يدعو قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له وأن يستجيبوا لدعوة رسل ربهم وأعلن إيمانه بالله بين أيديهم وما كان منهم إلا أن قاموا بقتله ومن ثم أمر الله أن يدخل جنته ومن ثم تجدون الرجل فرحاً مسروراً بتكريم الله له. وقال: {قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿26﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿27﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فبينما الرجل صار سعيداً فرحاً مسروراً بتكريم الله له فأدخله جنته فهل يا ترى ربه الذي أدخله جنته وأهلك قومه من بعده وأدخلهم ناره فهل هو كذلك فرح مسرور؟ والجواب يجده أولو الألباب الذين يتدبرون آيات الكتاب يجدون الجواب في مُحكم الكتاب في قول الله تعالى: { وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤﴾إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    إذاً يا أمّة الإسلام، إنّ ربّي ليس مُتحسِّراً فقط على قوم ذلك الرجل بل على جميع عباده الذين كذّبوا برسل ربِّهم وظلموا أنفسهم في جميع الأمم الذين أهلكهم الله بسبب تكذيب رسل ربهم ومن ثم يهلكهم وينصر رسله وأولياءه. وقال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم.

    إذاً يا أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، فما نبغي بجنة النعيم والحور العين وحبيبنا الرحمن حزينٌ ومُتحسرٌ على عباده المُكذبين بالحقّ من ربهم من الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدُنيا ويحسبون أنّهم مهتدون؟ فذلك هو ملف القضية لدى الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الذي يسعى إلى جعل الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مُستقيمٍ يعبدون الله لا يشركون به شيئاً فيتحقّق الهدف من خلقهم وليس رحمة مني بعباد الله فلستُ أرحم بهم من ربهم حتى أُذهب نفسي عليهم حسراتٍ؛ بل لأني علمت علم اليقين أنّ ربي هو أرحم بعباده من عبده ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، وعلمت أنّ ربّي ليس سعيداً في نفسه بل مُتحسِّرٌ على جميع الأمم الذين كذبوا برسل ربهم فأهلكهم الله وظلموا أنفسهم؟ فإذا كان الإمام المهديّ يعبد رضوان ربه كغاية لي وكوسيلة فكيف يتحقق رضوان الله في نفسه ما لم يُدخل عباده في رحمته جميعاً فيجعلهم أمّةً واحدةً لا يختلفون في ربهم فيعبدونه وحده لا شريك له ويستمتعون بنعيم رضوان نفسه عليهم؟ ولذلك خلقهم.. ألا والله الذي لا إله غيره أنّ البشرى من الله ببعث الإمام المهديّ الذي يهدي به الأمّة جميعاً تجدونها في قول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿118﴾ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم [هود:118-119].

    فأمّا البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً} فسوف تجدونه في قول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً} صدق الله العظيم [يونس:99].

    وأما البيان لقول الله تعالى: {وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} وذلك في عصر بعث الأنبياء والمرسلين وتجدون البيان لذلك في قول الله تعالى: {فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:30].

    وأما البيان الحقّ لقول الله تعالى: {إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم، فذلك هو عبد الله الإمام المهديّ الذي رحمه الله فهدى عباده من أجله فجعلهم أمّةً واحدةً فحقّق الهدف من خلقهم فتحقق لعبده النعيم الأعظم من نعيم جنته ولذلك خلقهم ليعبدوا نعيم رضوان نفسه على عباده ومن باء بسخطه فقد باء بجهنم وساءت مصيراً.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني الذين لا يعلمون ويقول: "إنّما يقصد الله تعالى بقوله: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿118﴾ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم؛ أي أنّه خلقهم ليختلفوا في ربِّهم فيدخل فريقاً في الجنة وفريقاً في السعير". ومن ثمّ يجد الردّ عليه من الحي القيوم في محكم كتابه في قول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56]. فقد بيَّن الله لكم الحكمة من خلق عباده ولم يخلقهم لكي يحرقهم في نار جهنم، فاتقوا الله يا من تقولون على الله ما لا تعلمون.

    ويا أمّة الإسلام، والله الذي لا إله غيره الواحد القهار الذي خلق الجان من مارجٍ من نارٍ وخلق الإنسان من صلصالٍ كالفخار أنّي الإمام المهديّ المنتظَر أُمرت أن أُحاجّكم بالبيان الحقّ للذكر فأهديكم بالقُرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد وما ينبغي لي أن أتّبع أهواءكم فتضلوني عن صراط العزيز الحميد بعد إذ هداني الله: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ ﴿11﴾ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ﴿12﴾ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿13﴾ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي ﴿14﴾ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴿15﴾ لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ﴿16﴾ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿17﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ﴿18﴾ أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ ﴿19﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني محمود المصري فيقول: "ما خطبك يا ناصر محمد تخاطبنا وكأننا لا نعبد الله وحده لا شريك له؟ بل نحن كذلك نعبد الله وحده لا شريك له". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: "فهل يحقّ لك أن تنافس محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حبّ الله وقربه ولو لم تفز بذلك؟ فإذا كان جواب محمود: "كيف ينبغي لنا نحن المُسلمون أن نبتغي الوسيلة إلى الله التي نرجوها أن تكون لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ وبما أنّ الوسيلة الدرجة العالية الرفيعة إلى عرش الرحمن بأعلى الجنة فلا ينبغي أن تكون إلا لمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: فهل أفتاكم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّها لا تنبغي إلا أن تكون لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أم إنّكم أنتم من تقسمون رحمة الله؟ ومعروف جواب محمود وسيقول: "بل قال عليه الصلاة والسلام أنّها لا تنبغي إلا أن تكون لعبدٍ من عبيد الله". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: فهل يا محمود أنت عبدٌ من عبيد الله؟ فإن كان الجواب: "اللهم نعم"، ثم أقول: ولماذا تحرمون الوسيلة إلى ربكم على أنفسكم ما دُمتم من تعبدون الله؟ أليست الوسيلة هي إلى الله لكافة عبيده، أم إنها إلى رسوله أو إلى المهديّ المنتظَر؟ بل قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].

    فتدبروا وتفكروا في قول الله تعالى: {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم، فما دامت الوسيلة هي إلى الله فهل تركتم الله لمحمدٍ رسول الله يعبده وحده عليه الصلاة والسلام؟ ألم تجدوا الذين هداهم الله لم يفضلوا بعضهم بعضاً إلى الله؛ بل يتنافسون إلى ربهم أيهم أقرب؟ أولئك الذين هدى الله من عباده كما أفتاكم الله في حقيقة عبادتهم في قول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    وبما أنّ محمداً رسول الله اقتدى بهديهم تنفيذاً لأمر الله إليه في محكم كتابه في قول الله تعالى: {أُوْلَئِكَ الَذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} صدق الله العظيم [الأنعام:90]، ولذلك تجدونه ينافسهم إلى ربهم ويريد أن يكون هو العبد الأحبّ والأقرب إلى الله، فلماذا لم تقتدوا بهديه عليه الصلاة والسلام فتعبدوا الله كما يعبده رسوله فتُنافسوا محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حبّ الله وقربه كما كان يفعل الذين اتَّبعوه في عصر بعثه قلباً وقالباً حتى استوصى الله رسوله أن يصبر نفسه معهم برغم أنه نبيّهم؟ ولكنهم لم يعظموا نبيّهم بغير الحقّ إلى ربهم بل استجابوا لدعوته وشمَّروا لعبادة ربهم ونافسوا نبيّهم إلى ربهم حتى استوصى الله نبيّه أن يصبر نفسه معهم. وقال الله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} صدق الله العظيم [الكهف:28]، وذلك لأنهم أطاعوا أمر ربّهم إليهم في محكم كتابه في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:35]. وأما أنتم فأطعتم أمر الشيطان فحصرتم الوسيلة لرسوله من دون المُسلمين وترجون أن يشفع لكم يوم الدين! فكيف تظنّون أنّكم لا تزالون مهتدين؟ وتالله لو كنتم لا تزالون على الهدى الحقّ لما ابتعث الله الإمام المهديّ إليكم ليهديكم ببصيرة القرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد ونذكر بالقرآن من يخافُ وعيد.

    ويا محمود سبق وأن اخترنا هذا الموضوع للحوار بيني وبينك وذلك لأنّ هذا الموضوع هو مضمون دعوة الإمام المهديّ ومضمون دعوة كافة الأنبياء والمُرسلين تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الأنبياء:25].

    {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ(65)} صدق الله العظيم [الزمر].

    غير أنّ الإمام المهديّ لم يأمركم أن تُحبّوه أكثر من محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل عليه الصلاة والسلام هو أولى بكم من الإمام المهديّ وذلك لأنّه هو الذي صبر على أذى الكفار حتى تمّ تنزيل هذا القرآن العظيم وبلَّغه للعالمين وجميعنا مقتدون بهديه عليه الصلاة والسلام، وإنما ابتعث الله الإمام المهديّ ليعيدكم إلى منهاج النبوة الأولى: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    ولكنكم تعظِّمون محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الله فتحصرون له الوسيلة وحده إلى الله وكأنه ولد الله سُبحانه برغم أن ليس له من الحقّ في ذات الله إلا ما لكم، ولا فرق بين عبيد الله أجمعين، وليس للإنسان إلا ما سعى إلى ربه بحسب درجاته إلى ربه في الحياة الدُنيا من غير تفريقٍ ولا مُجاملةٍ لعبدٍ بين يدي الله، ولو كان الله مجاملاً لنبيّه كونه خاتم الأنبياء والمرسلين إذاً لما أمره بقوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} صدق الله العظيم [الكهف:28].

    فاتّقوا الله يا أولي الألباب، فإلى متى ونحن ندعوكم لتخرجوا من الظُلمات إلى النور فتكونوا ربانيين من العبيد المُتنافسين إلى الربّ المعبود؟ وما ينبغي للإمام المهديّ أن يأمر أنصاره بتعظيمه بغير الحقّ ولا ينبغي لي أن أحصر لي الوسيلة إلى الله من دونهم ولا ينبغي لجميع الذين آتاهم الله علم الكتاب من الأنبياء والمرسلين أن يأمروا أتباعهم بحصر الوسيلة لهم إلى ربهم من دونهم سبحانه وتعالى علوَّا كبيراً. وقال الله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:79].

    ولذلك تجدونهم ينافسون نبيهم إلى ربِّهم حتى استوصى الله نبيّهم أن يثبت معهم في عبادة ربهم والتنافس في حبه وقربه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} صدق الله العظيم [الكهف:28].

    فصبرٌ جميلٌ معشر الأنصار مع المهديّ المنتظَر لهدى البشر، ولن يضيع الله أجر صبركم على الناس، وما صبركم إلا بالله ولله ومن أجل الله، واكظموا غيظكم من أجل الله تفوزوا بالمزيد من حبّ الله وقربه إن ذلك لمن عزم الأمور.

    ولا تزالون في عصر الحوار من قبل الظهور واشتدّ الحر بسبب اقتراب الكوكب العاشر، فأين المفر يا معشر البشر المُعرضين عن دعوة المهديّ المنتظَر الذي يدعوكم إلى اتّباع الذكر ولا تزالون عن النور مُعرضين؟ فمن يُجيركم ممن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وإليه تُرجع الأمور؟ ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نورٍ. فاعبدوا الله ربّي وربكم وإليه النشور، ولا تملّوا كثرة تكرار بيان التوحيد والإخلاص للربّ المعبود؛ بل هو من أشدّ البيانات وطأةً على القلوب لمن أراد أن يتوب، واعلموا أنّ الله ليغفر جميع الذنوب، واعلموا أنّ الله يحبّ التوّابين ويحبّ المُتطهّرين.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم، الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ______________





    ـــــــــــــــــــــــــــ
    ۞رابط مصدر البيان في منتديات البشرى الإسلامية۞
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=6613

  9. افتراضي

    ولكن الذين عرفوا حقيقة رضوان الله أقسم بالله العظيم لا يستطيع فتنتهم عن الحقّ من بعد ما عرفوه كافّة أهل السماوات والأرض ولن يزيدهم إلا إيماناً وتثبيتاً؛ أولئك هم الربانيّون في مُحكم الكتاب بما علموا من الكتاب أنّ النّعيم الأعظم من الملكوت كُله هو في رضوان الله على عباده. فهل تحبون الله؟ فهل تحبون الله؟
    *فهل تحبون الله؟ فاتّبعوني يحببكم الله فيُقرِّبكم فيمُدّكم برَوح ورَيحان في أنفسِكم روح النّعيم الأعظم تغشى جلودكم فيلين الله بها قلوبكم ثم تفيض أعينكم من الدمع مما عرفتم من الحقّ والحقّ هو الله ربّي وربّكم ربّ كلّ شيء ومليكه الله ربّ العالمين يا من يريدون أن يفوزوا بحُب الله اتّبعوني يحببكم الله

    #اقرا_وتدبر

    بيان الإمام المهديّ إلى كافة عبيد الله في ملكوت السماوات والأرض: هل حققتم الحكمة من خلقكم؟

    - 22 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    21 - 12 - 1430 هـ
    08 - 12 - 2009 مـ
    10:27 مساءً
    ـــــــــــــــــــــ

    بيان الإمام المهديّ إلى كافة عبيد الله في ملكوت السماوات والأرض: هل حققتم الحكمة من خلقكم؟

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. قال الله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا} صدق الله العظيم [الأنعام:١٥٣].

    {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:٥٦].

    {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كلّ أُمَّةٍ رَسُولًا أن اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} صدق الله العظيم [النحل:٣٦].

    {وَقَضَى ربّك أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالدّين إِحْسَانًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٢٣].

    {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} صدق الله العظيم [النساء:٣٦].

    {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} صدق الله العظيم [الأنعام:١٥١].

    {إِنْ كلّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرض إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا ﴿٩٣﴾ لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ﴿٩٤﴾ وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴿٩٥﴾ إِنّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا ﴿٩٦﴾ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا} صدق الله العظيم [مريم].

    من الإمام المهديّ إلى كافة عبيد الله في ملكوت السماوات والأرض إنّي الإمام المهديّ المنتظَر الخبير بالرحمن في مُحكمُ القرآن أدعوكم إلى عبادة الرحمن كما ينبغي أن يُعبد، وأقسم بالله العلي العظيم من يحيي العظام وهي رميم أنّي أهديكم إلى النّعيم الأعظم من نعيم ملكوت السماوات والأرض والأعظم من نعيم الجنّة التي عرضها كعرض السماوات والأرض، وأقسم بالله الواحدُ القهار الذي خلق الجان من مارجٍ من نارٍ وخلق الإنسان من صلصالٍ كالفخّار لَئن أجبتم دعوة الخبير بالرحمن أنّكم سوف تعلمون بالنعيم الأعظم من ملكوت الدُنيا والآخرة وأنتم لا تزالون هاهنا في الحياة الدُنيا، وإنا لصادقون وقد خاب من افترى على الله كذباً.

    ويا عباد الله في السماوات والأرض، ما خلق الله السماوات والأرض إلا من أجلكم وما خلقكم إلا لتعبدوا نعيم رضوان الله على عباده وفي ذلك تكمن الحكمة من خلقكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:٥٦].

    فهل حقّقتُم الحكمة من خلقكم فعبدتُم نعيم رضوان الرحمن على العرش استوى الله ربّ العالمين؟ وما خلق السماوات والأرض إلا من أجلكم وما خلقكم إلا لتعبدوا النّعيم الأعظم الذي تنحصر فيه الحكمة من خلقكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأرض وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ}صدق الله العظيم [الأنبياء:١٦].

    {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأرض وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} صدق الله العظيم [الحجر:٨٥].

    {وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ} صدق الله العظيم [الأنعام:٧٣].

    {فَإِذَا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلَى ربّهم يَنسِلُونَ} صدق الله العظيم [يس:٥١].

    {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} صدق الله العظيم [التكاثر:٨].

    فهل تعلمون البيان الحقّ: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عن النَّعِيمِ} لأنّ فيه يكمن سرّ الحكمة من خلقكم فألهاكم عنهُ التكاثر في الحياة الدُنيا فتنافستُم عليها فألهتكُم عن الحكمة من خلقكم أن تعبدوا نعيم رضوان الرحمن عليكم ثم يمدّكم بروح منه لتعلموا نعيم رضوان الله عليكم فتدرِكوا الحكمة من خلقكم، وإنا لصادقون، فإذا لم أدلّكم على النّعيم الأعظم من نعيم الدُنيا والآخرة فلستُ المهديّ المنتظَر الخبير بالرحمن الذي اختصّه الله بالبيان الحقّ لاسم الله الأعظم فأحاجّكم به من مُحكم القرآن العظيم إن كنتم مؤمنين.

    ويا عباد الله، لقد أخطأتم الوسيلة الحقّ فإنّي لا أدعوكم إلى اتّخاذ النّعيم الأعظم وسيلةً لتحقيق النّعيم الأصغر الحور العين وجنّات النّعيم؛ بل أقسم بالله النّعيم الأعظم أنّي أدعوكم إلى نعيم أعظم وأكبر من جنّات النّعيم ذلك نعيم رضوان الله الرحمن الرحيم تجدوه في أنفسكم وأنتم لا تزالوا في الدُنيا هو حقاً أعظم من نعيم الدُنيا وأكبر من نعيم جنّات النّعيم وإنّا لصادقون في الفتوى عن اسم الله الأعظم النّعيم الأعظم الذي جعله الله صفة لرضوان نفسه على عباده، وإنّا لصادقون بالفتوى الحقّ يجده الذين كتب الله في قلوبهم الإيمان وأيَّدهم بروح رضوان نفسه إلى أنفسهم فيجدون حقيقة اسم الله الأعظم في أنفسهم إنّهُ حقاً نعيمٌ أكبر من نعيم الدُنيا والآخرة تصديقاً لوصف الرحمن في مُحكم القرآن عن صفة رضوان الرحمن إنهُ نعيم أكبر من نعيم الدُنيا والآخرة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالدّين فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}صدق الله العظيم [التوبة:٧٢].

    وفي ذلك يكمن سرّ الهُدى للمهديّ المنتظَر الذي يهدي النّاس إلى الحكمة الحقّ من خلقهم، أفلا تؤمنون يا معشر المسلمين؟ فكيف يكون على ضلالٍ من يدعو النّاس أن يعبدوا نعيم رضوان الله على عباده فيعدهُم أنّهم حقاً سوف يجدون النّعيم الأعظم من نعيم الدُنيا والآخرة في تحقيق رضوان الله عليهم، فهل بعد الحقّ إلا الضلال؟ بل ابتعثني الله لأجعلكم بإذنه أمّةً واحدةً تعبدون رضوان الله وحده لا شريك له وفي ذلك سرّ رضوان كافة الأنبياء والمرسلين ورضوان خليفة الله المهديّ المنتظَر أن تعبدوا الله ربّي وربّكم وحده لا شريك له فتكونون ربانيّين فتعبدون نعيم رضوان الله عليكم إن كنتم مؤمنين بدعوة الحقّ من ربكم، فأنا الإمام المهديّ المنتظَر أدعوكم لتكونوا ربانيين فتعبدوا ما يعبدُ المهديّ المنتظَر عبد النّعيم الأعظم ناصر محمد اليماني، وأشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أنّي لا أعبدُ رضوان كافة ملائكة الرحمن وثناءهم عليّ، ولا أعبدُ رضوان كافة الجنّ والإنس وثناءهم عليّ، فسُحقاً لرضوانهم أجمعين؛ بل أعبدُ رضوان الرحمن فلا أتّخذهُ وسيلةً لتحقيق درجة الخلافة عليهم في الدُنيا والآخرة ثم يستخلفني الله عليهم وهم صاغرون. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّىٰ ﴿٢٤﴾ فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    وأعوذُ بالله عدد ذرات ملكوت الله أن أتّخذ نعيم رضوان الله وسيلةً لتحقيق ملكوت الدُنيا والآخرة، فكيف أتّخذُ النّعيم الأعظم وسيلة لتحقيق النّعيم الأصغر؟ ألم يقُل الله تعالى في مُحكم كتابه لعالمكم وجاهلكم أنّ نعيم رضوان الله على العابدين هو أكبر من نعيم جنّات النّعيم، وأفتاكم الله بذلك في مُحكم كتابه في قول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالدّين فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:٧٢].

    أي وربي.. ويا سبحان ربي ما أصدق ربي! وأقسم بربّي أنّي وجدت حُبّ الله وقُربه ونعيم رضوان نفسه لهو النّعيم الأعظم من ملكوت الله أجمعين مهما كان ومهما يكون، وأشهِدُ الله على ذلك وأشهِدُ كافة الإنس والجان وملائكة الرحمن وكفى بالله شهيداً أنّ نعيم رضوان الله لهو النّعيم الأعظم من نعيم الدُنيا وأكبر من نعيم جنّات النّعيم، إي وربي يا معشر المؤمنين بربّ العالمين حرام عليكم صدّقوني فإني لا أخدعكم ولا أعدُكم كذِباً لَئن أجبتم دعوة الحقّ بأنّكم من لحظة الاستجابة فور اطلاعكم على بياني هذا سوف يلبس الله المصدقين منكم بلباس التقوى روح رضوان نفسه فتشهدوا وأنتم لا تزالوا أمام الجهاز أنّكم حقاً وجدتم نعيم رضوان الله لهو النّعيم الأعظم وفور شهادتكم بأنّ عبد النّعيم الأعظم ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مُستقيم إلى حقيقة اسم الله الأعظم الذي جعله الرحمن صفة لرضوان نفسه على عباده وفور اعترافكم بالحقّ تقشعر جلودكم ثم تلين قلوبكم ثم تدمع أعينكم مما عرفتم من الحقّ لأنّكم أدركتُم الحكمة الحقّ من خلقكم آية التصديق لدعوة الحقّ تأتي إلى أنفسكم صفة رضوان الله عليكم للذين تابوا وأنابوا واستجابوا لدعوة الحقّ وقالوا: "ويا سبحان الله! كيف يكون الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مبينٍ وهو يدعو النّاس إلى عبادة النّعيم الأعظم من نعيم الدُنيا والآخرة (نعيم رضوان الرحمن على عباده) ولذلك خلقهم وخلق الدُنيا والآخرة من أجلهم فعبدوا نعيم رضوان الله"، فلا تلهِكم الدُنيا عن الحكمة من خلقكم فلله الآخرة والأولى. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّىٰ ﴿٢٤﴾ فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    فلا تتّخذوا النّعيم الأعظم وسيلةً لتحقيق النّعيم الأصغر، فإن فعلتُم فلم تقدِّروا الله حقّ قدره، ولكن الذين عرفوا حقيقة رضوان الله أقسم بالله العظيم لا يستطيع فتنتهم عن الحقّ من بعد ما عرفوه كافّة أهل السماوات والأرض ولن يزيدهم إلا إيماناً وتثبيتاً؛ أولئك هم الربانيّون في مُحكم الكتاب بما علموا من الكتاب أنّ النّعيم الأعظم من الملكوت كُله هو في رضوان الله على عباده. فهل تحبون الله؟ فهل تحبون الله؟
    فهل تحبون الله؟ فاتّبعوني يحببكم الله فيُقرِّبكم فيمُدّكم برَوح ورَيحان في أنفسِكم روح النّعيم الأعظم تغشى جلودكم فيلين الله بها قلوبكم ثم تفيض أعينكم من الدمع مما عرفتم من الحقّ والحقّ هو الله ربّي وربّكم ربّ كلّ شيء ومليكه الله ربّ العالمين يا من يريدون أن يفوزوا بحُب الله اتّبعوني يحببكم الله، وما كنت مُبتدِعاً بل مُتّبِعاً، وهل ابتعث الله خاتم الأنبياء والمرسلين النّبيّ الأمّي الأمين وكافة الأنبياء من قبله إلا ليدعو النّاس إلى عبادة الله وحده لا شريك له. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الأنبياء:٢٥].

    فلماذا لا تستجيبون لدعوة المهديّ المنتظَر طيلة هذه الخمس السنوات؟ ليس إلا بسبب أنّه لم يتّبع أهواءكم فيدعو شُفعاءكم من دون الله، إذاً فسحقاً لرضوانكم. وأقسم بالنعيم الأعظم لا ولن أتّبع أهواءكم لو استمرت دعوتي عُمر الدهر خمسين مليون سنة لما تزحزحتُ عن دعوة الحقّ ولما اتبعت الباطل، ولو يتّبع الحقّ أهواءكم لفسدت السماوات والأرض، ولعلا بعضُهم على بعضٍ واتّخذوا إلى ذي العرش سبيلاً لو كنتُم من الصادقين يا معشر المشركين بربّ العالمين ولا إله غيره ولا معبود سواه في أرضه وسماه.

    و أختمُ هذا البيان الحقّ بما أمر الله جدّي من قبلي أن يقوله: {قُلْ يَا أيُّها الْكَافِرُونَ ﴿١﴾ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴿٢﴾ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿٣﴾ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ ﴿٤﴾ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿٥﴾ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴿٦﴾}صدق الله العظيم [الكافرون].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الذليل على المؤمنين عبد النّعيم الأعظم؛ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
    ___________________
    ـــــــــــــــــــــــــــ
    ۞رابط مصدر البيان في منتديات البشرى الإسلامية۞
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=110803

    ـــــــــــــــــــــــــــ
    فارسى
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=228263
    ـــــــــــــــــــــــــــ
    Kurdî
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=322096

  10. افتراضي

    {{{{ اللهم إن عبد النّعيم الأعظم قد أحبّك أكثر من أي شيء ومن كل شيء مهما كان ومهما يكون حتى أصبح كل نعيم هو أن تكون راضياً في نفسك، ولن يتحقق رضوان نفسك حتى تدخل عبادك جميعاً في رحمتك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.}}}}*

    *https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=6419*
    الإمام ناصر محمد اليماني
    05 - 01 - 1431 هـ
    22 – 12 - 2009 مـ
    10:55 مساءً
    ـــــــــــــــــ

    ثمّ تبيّن للملائكة جميعاً أنّ ربّهم غير راضٍ في نفسه عليهم..
    " يا (من يخاف وعيد) أحبَّكَ الغفور الودود ذو العرش المجيد فعالٌ لما يُريد "

    بسم الله الرحمن الرحيم
    يا (من يخاف وعيد)، أَحبّكَ الغفور الودود ذو العرش المجيد فعّال لما يُريد، اللهم اغفر لأنصاري جميعاً، واغفر لعبدك معهم، اللهم أحِبَّ أنصاري جميعاً واجعلهم ينافسون عبدك في حبّك وقربك، اللهم ارضَ عن أنصاري جميعاً وأكرمهم، اللهم أكرم من أكرم عبدك وأنت أكرم الأكرمين، اللهم احشرنا مع من أحببناه جميعاً من أجلك محمد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، اللهم اجعل له أرفع درجةٍ في جنّات النّعيم فإنّه أحبّ إلى أنفسنا من آبائنا وأمهاتنا ومن أنفسنا ومن النّاس أجمعين، اللهم واجعلنا لهُ منافسين في حبّك وقربك لأنّك أحبّ إلى أنفسنا من عبدك محمد عليه الصلاة والسلام، اللهم إنّنا نستطيع أن نتنازل عن أعلى الدرجات المادية في جنّتك لمحمد رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - طمعاً في التنافس في الحُبّ في ذات نفسك سبحانك، ومن لم يَغِرْ عليك من عبادك فلن يرقى إلى الحُبّ الأعظم حتى يشعر أنّه يغير على الودود من كافة الأنبياء والمُرسلين ومن المهدي المنتظر.

    اللهم ولا تجعل في قلوبنا غلّاً ولا حقداً للذين آمنوا، اللهم ثبتنا على التنافس في حبّك وقربك، اللهم إنّنا نعلم أنّك لم تخلقنا من أجل التنافس على جنّتك؛ بل خلقت الجنّة من أجلنا وخلقتنا لنعبدك وحدك لا شريك لك لنتنافس في حبّك وقربك، اللهم إنّك قد علمتنا أنّه لا فرق عندك بين عبيدك فجميعهم عبيد مُتنافسون في حُبِّ ربّهم المعبود، اللهم اصرف المُغالاة من قلوب العبيد للعبيد، اللهم إنّي أشهد أن سبب هلاك الأمم هي المُغالاة في عبادك، فما أن يعلموا بتكريمك لأحد عبادك من الأنبياء والمُرسلين والصالحين إلا وتمسّحوا في قبره وتوسّلوا به إليك وسجدوا على ترابه لك فأشركوا في عبادتهم لربّهم، ولكن عبدك أفتاهم أنّك إلهٌ واحدُ للجميع ولعبيدك الحقّ جميعاً في التنافس في حبّك وقربك.

    اللهم إنّي وجدت عُلماء المُسلمين قد وضعوا أنبياءك ورُسلك خطاً أحمرَ بين العباد والمعبود وأفتوا المؤمنين أن الأنبياء أكرم عبادك وإنّه لا ينبغي للصالحين أن يكونوا أكرم منهم عندك أو أحبّ منهم إلى نفسك، وبسبب هذه العقيدة الباطلة استيأس التابعين من المنافسة في حبّك وقربك وجعلوك حصرياً للأنبياء والمرسلين من دون الصالحين بحُجة أنّك اصطفيتهم لرسالتك، ولم يتذكروا أنّك أمرت جبريل والملائكة أجمعين أن يسجدوا لبشرٍ خلقته من طينٍ برغم أن ملائكتك هم عبادك المُقربّون من قبل أن تخلق آدم عليه وعليهم الصلاة والسلام، أفلا يعلمون أنّك الغفور الودود فعّال لما تُريد وإنما فعلت ذلك بسبب أن ملائكتك ظنّوا في أنفسهم بغير الحقّ أنّهم أكرم عبادك نظراً لأنّهم ملائكتك المُقربّون المخلوقون من نورٍ، واعتقدوا إنّه لا ينبغي أن يكون من عبادك من هو أكرم منهم فمنهم حملة عرشك؟ ثم أراد ربّي أن يُعلمهم درساً في العقيدة، ثم خلقتَ آدم من طين حتى ينطقوا بما في أنفسهم مما أخفوا من الإعجاب بأنفسهم، ولذلك قالوا: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} صدق الله العظيم [البقرة:30].

    ولكني المهديّ المنتظَر أشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أنّها كادت أن تأخذهم العزة بأنفسهم وليس لأنّهم يخشون أن يُفْسِدَ فيها أو يسفك الدماء؛ بل يقصدون أنّهم خيرٌ منه وأنّهم أولى بك من عبادك. ولذلك قالوا: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} صدق الله العظيم [البقرة:30]. فأغواهم إعجابهم بأنفسهم حتى أخطأوا في حقّ ربّهم وكأنّهم أعلم من الله، ولكن الله أسرّ غضبه في نفسه ولم يبدهِ لهم حتى خلق آدم عليه الصلاة والسلام ثم زاده بسطةً في العلم عليهم، وقال لملائكته: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وهنا أدركت الملائكة أن ربّهم لم يعد راضٍ عليهم وأنّهم لم يعودوا صادقين في نظر ربّهم وأنّهم تجاوزوا حدودهم في الخطاب مع ربّهم فيما لا يحقّ لهم فليس لهم من أمر الخلافة شيء؛ بل صاحب الملك والملكوت له الأمر وحده من قبل ومن بعد وليس لملائكته من الأمر شيء. وحين قال الله تعالى: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم، ومن ثم تبين للملائكة جميعاً أن ربّهم غير راضٍ في نفسه عليهم فتابوا وأنابوا مُسبحين ربّهم تائبين، فقالوا: {قَالُوا سبحانك لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} صدق الله العظيم [البقرة:32].

    برغم أنّه كان في أنفسهم ما في نفس إبليس وكانوا يرون أنّهم خيرُ خلق الله وأكرم عبيد الله فهم عباد الله المُقربون فهم على مقربة من عرشه ومنهم حملة عرشة ولذلك ظنّوا أنّهم خير عباد الله وأكرمهم في كتابه، وكانوا يظنّون أنّه لا ينبغي أن يكون عبدٌ من جنسٍ آخر هو أكرم منهم، ألا والله إنّهم كادوا أن يزيغوا عن الصراط المُستقيم لو أنّهم أصروا على ما كان في أنفسهم، ولكنهم تابوا وأنابوا فخضعوا إلى قاموس العبيد فلا أفضلية بين العبيد في كتاب الله مهما كان خلقه أو جنسه أو حجمه إلا بالتقوى في كتاب ربّ العالمين، وأمّا إبليس فأخذته العزة بالإثم وقال: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} صدق الله العظيم [الأعراف:12].

    وقال: {لَمْ أَكُن لأسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مّنْ حَمَإٍ مّسْنُونٍ} صدق الله العظيم [الحجر:33]. وبسبب إعجابه بنفسه وتكبره وغروره لعنه الله وأزاغ قلبه وأغواه عن الصراط المستقيم، ولا يظلم ربّك أحداً.

    ويا معشر البشر الأنصار والمُسلمين جميعاً، فلو يكرمكم الله فيجعلكم ملائكةً فلا تهتموا بجنسكم ولا تتفاخروا بالملك، فلا يلهكم ملكوت الدُنيا والآخرة مهما أكرمكم الله إن اهتديتم فأكرمكم ربّكم فلا تعجبكم أنفسكم فيأخذكم الغرور بغير الحقّ.

    وأنا المهدي المنتظر، أقسمُ بالله الواحد القهار ما خلقكم الله من أجل التفاخر بالجمال والمال والملك وجنّات النّعيم؛ بل حرِّموا على أنفسكم جنّات النّعيم واتّبعوني لتحقيق النّعيم الأعظم من جنّات النّعيم، ولكني سوف أفتى جميع الصالحين وأقول لهم: "والله الذي لا إله غيره لن يُجب دعوة المهديّ المنتظَر فيحرِّم على نفسه جنّة النّعيم حتى يكون اللهُ هو أحبّ إليه من جنّات النّعيم والحور العين ومن الدرجة العالية الرفيعة"، ولكم الحقّ أن تُحاجوا ربّي وربّكم الله ربّ العالمين فتقولوا: "يا إله العالمين، قد علمنا أنّك أرحم بعبادك من عبيدك فنحن نؤمن أن الله الرحمن الرحيم أرحم الراحمين، وقد علّمنا عبدك ما تقول حين تهلك عبادك الكافرين من الإنس ومن الجن ومن كُل جنس، فإنّك تقول في نفسك: {إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30)} صدق الله العظيم [يس]، فيا ربّ إنّنا نحبّك أكثر من جنّتك وأكثر من كُل شيء، فمهما كرمتنا ومهما رفعت مقامنا وحتى لو جعلتنا ملائكة. تصديقاً لقولك الحقّ: {وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف:60]، فنحن مُتنازلون عن التكريم إلى ملائكتك لأنّه لا فائدة فليس في ذلك نعيمنا، فنحن عبيد سواء من البشر أو من الملائكة أو من الجنّ فلا يهمّنا أن تكرم جنسنا، فما الفائدة من التكريم وما الفائدة من الدنيا وما الفائدة من نعيم الآخرة مهما كان ومهما بلغ ومهما يكون؟ فكيف نكون فيه سُعداء وقد علمنا مدى حسرتك في نفسك على عبادك الذين ظلموا أنفسهم، فكيف نهنأ بالنّعيم والحور العين وقصور جنّات النّعيم، كيف.. كيف.. كيف يا إله العالمين وأنت غير راضٍ في نفسك؟ بل مُتحسر وحزين على عبادك الذين ظلموا أنفسهم.

    اللهم إنّنا عبادك من البشر قد اتّبعنا المهديّ المنتظَر وحرّمنا على أنفسنا جنّات النّعيم مهما بلغت ومهما تكون حتى تحقق لنا النّعيم الأعظم منها فتكون أنت راضياً في نفسك لا مُتحسراً ولا حزيناً، اللهم إنّك قلت وقولك الحقّ: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:49].

    ونحن على ذلك لمن الشاهدين ولكننا أتباع المهديّ المنتظَر نشكوا إليك ظُلمنا فلما خلقتنا يا إله العالمين ونحن نعلم بجوابك في كتاب الحقّ: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56].

    ثم نشكوا إليك ظُلمنا فقد حرمنا من نعيمنا الأعظم من كُل شيء وهو أن تكون راضياً في نفسك لا مُتحسراً ولا حزيناً ولا غضبان، ولكنه حال بيننا وبين تحقيق رضوان نفسك كافةُ عبادك الذين ظلموا أنفسهم، اللهم إنّك قلت وقولك الحقّ: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [يونس:99].

    اللهم فاهدِ من في الأرض جميعاً مما يَدِبُّ أو يطير من كافة الأمم أحياءهم وأمواتهم وليس رحمة مني بهم كلا وربنا بل لأنّنا آمنّا أنّك حقاً أرحم بعبادك منّا، وإنما نسألك هداهم لكي يتحقق نعيمنا الذي فيه سرّ الحكمة من خلقنا، فنحن لا نعبد رضوانك كوسيلة لتدخلنا جنّتك بل آمنا بحقيقة اسمك الأعظم إنّه النّعيم وإنّه حقاً أعظم من نعيم جنّتك فنحن نعبد رضوان نفسك غاية وليس وسيلة سبحانك، بل نريدك أن تكون راضٍ في نفسك، ولكن عبادك الذين ظلموا أنفسهم حالوا بيننا وبين تحقيق النّعيم الأعظم من جنّتك، ونحن نعبد رضوان نفسك حتى تكون أنت راضٍ في نفسك لا مًتحسراً ولا حزيناً ولا غضباناً، فذلك منتهى هدفنا وغايتنا وكُل مرادنا وكُل غايتنا، اللهم إذا لم تُحقق لنا النّعيم الأعظم من جنّتك فلِمَ خلقتنا يا إله العالمين؟ اللهم إنّك حرّمت الظلم على نفسك ونشكوا إليك ظُلمنا ممن ظلموا أنفسهم وأذهبوا نعيمنا من ذات نفسك ونحن لنعيم رضوانك عابدين ولذلك خلقتنا، اللهم ارفع بأسك ومقتك وغضبك عن عبادك ونحن نعلم أن لا ينبغي لنا أن نستغفر للكافرين رحمةً بهم وهم لا يزالون كافرين، ولكننا نشكو إليك ظلمنا، فإن دعونا عليهم فأهلكتهم فقد علمنا ما سوف يقول من هو أرحم بهم من عباده: {إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30)} صدق الله العظيم [يس] .

    فلن نفرح بنصرك ربّي أن أهلكتهم فما دمت سوف تتحسر عليهم فإن المهديّ المنتظَر وأتباعه الربانيون العابدون لنعيم رضوان نفس ربّهم يتضرعون إليك أن لا تهلك أحداً من عبادك من الذين إن أهلكتهم تقول: {إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30)} صدق الله العظيم [يس].

    فكلا يا إله العالمين، اللهم فانصرنا بآية هداية وليس آية عذاب، اللهم أنّك تحول بين عبادك وبين قلوبهم اللهم فاهدِ قلوبهم إلى ما اهتدينا إليه برحمتك يا أرحم الراحمين فتجعلهم لنعيم رضوانك عابدين حتى يستمتع بنعيم رضوانك عبادُك أجمعون فيتحقق الهدف من خلقهم، فلمَ خلقتهم أمِنْ أجل أن تدخلهم جنّتك أم من أجل أن تُعذبهم بنارك؟ بل خلقت عبادك ليعبدوا نعيم رضوان نفسك فيستمتعون بحبّك ونعيم رضوان نفسك، اللهم فاجعل عبادك أمّةً واحدةً على صراط نعيم رضوانك وحبّك، فألف بين قلوبهم فيجتمعوا في حبّك ونعيم رضوان نفسك أمةً واحدة يعبدون رباً واحداً لا إله إلا هو ربّ السموات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم الله ربّ العالمين ..
    ــــــــــــــــــ
    انتهى ..

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار لا تدعوا على البشر مُسلمهم والكافر إن كنتم تعبدون النّعيم الأعظم فاغفروا للناس يغفر الله لكم واعفوا عنهم من أجل الله يعفِ الله عنهم من أجلكم فيهديهم فيتحقق نعيمكم الأعظم.

    ويا معشر المُسلمين والمسلمات يا إخواني وأخواتي، سألتكم بالله العظيم البرِّ الرحيم كيف تستطيعون أن تهنأوا بالنّعيم والحور العين وبالولدان المخلدين وقصور الجنان وحبيبكم الله ليس راضياً في نفسه بل مُتحسرٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ فقد علّمناكم ما يقول في نفسه برغم إنّه لم يظلم عباده شيئاً ولكنهم ظلموا أنفسهم وأعرضوا عن دعوة رسله ليغفر الله لهم -كما أنتم مُعرضون عن دعوة المهديّ المنتظَر- ثم يهلكهم الله بصيحةٍ واحدةٍ من عنده من السماء أو من الأرض فإذا هم خامدون، ثم انظروا ما يقول في نفسه وقال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴿٢٩﴾يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    إذا يا أحبّاب الله يا من يحبون الله أكثر من جنّته وأكثر من ملكه وملكوته وأكثر من نعيم الدًنيا والآخرة، سألتكم بالله العظيم كيف تستطيعون أن تهنأوا بالنّعيم مهما بلغ ومها يكون في جنّات النّعيم وربّكم مًتحسرٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ وهل تدرون لماذا ربّ العالمين يقول: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}؟ وذلك لأنّه حقاً أرحمُ الراحمين فلا يوجد من هو أرحم من الله بعباده وما ذهبت رحمة الله من نفسه حتى ولو لم يظلم عباده بل هم من ظلموا أنفسهم فكيف إنّه بعث عليهم رسله ليدعوهم إليه ليغفر لهم فأعرضوا عن غفران الله لهم ونعيم رضوانه! وما كان جوابهم جميعاً إلا أن قالوا: {وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴿٩﴾ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّـهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ} صدق الله العظيم [إبراهيم:9-10].

    فيعرضون عن دعوة الغفران ونعيم الرضوان فيتأسف الله عليهم ثم يهلكهم ثم يتحسر عليهم، وقال الله تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} صدق الله العظيم [الزخرف:55].

    ويا معشر الأنصار، إنّي أعلم حسرتكم على النّاس أو على أهلكم الذين لم يصدقوا بدعوة الحقّ من ربّهم، ولكن تذكروا حسرة من هو أرحم بعباده منكم الله أرحم الراحمين، فأنيبوا إليه ليهدي عباده ولا تحصروا الرحمة على أهلّ بيوتكم فإن فعلتم فقد فتنتكم رحمتكم أنتم؛ بل تذكروا من هو أرحم بعباده منكم وأنيبوا إليه ليهدي عباده جميعاً، وساعدوني في صلاح البشر ساعدكم الله، فلا تدعوا عليهم إن كنتم تريدون الله يكون راضياً في نفسه، فاعلموا إنّه لن يتحقق ذلك حتى يدخل الأمم في رحمته جميعاً، ألا والله إنّ المهديّ المنتظَر لا يعتبر أُمَّه وهي أمُّه إلا جُزءاً من هدفه من أمَمٍ بأسرها، واعلموا أنّ الله على كُل شيء قدير.

    وأما الذين يرون أنّ الأمر عادي بالنسبة لهم فأهم شيء لديهم هو أن يرضى الله عنهم ليدخلهم جنّته ويقيهم من ناره فلهم ذلك، ولكن سؤال المهديّ المنتظَر إليهم هو: فهل ترون أنّكم سوف تستمتعون بالنّعيم والقصور وربّكم المستوي على عرشه من فوقكم متحسرٌ وحزينٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ فإذا كان جوابكم نعم، فأقول لكم: إذاً أنتم أصلاً تحبون أنفسكم، ولكن ربّي وعدني بقوم يحبهم ويحبونه.

    اللهم عجل لعبدك بهم برحمتك يا أرحم الراحمين فمنهم من انضموا إلى الوفد المُكرم ومنهم من لم يعلم بوجود المهديّ المنتظَر بعد، فكم قلبُ إمامهم في اشتياقٍ للقائهم من بعد التّصديق عند البيت العتيق. اللهم إنّ عبدك المهديّ المنتظَر يدعوك بحق لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك أن لا تُجِب دعوة المهديّ المنتظَر على عبادك بالهلاك لو ينفذ صبري، وأن لا تجِب دعوة الوالدين على أولادهم، وأن لا تجِب دعوة أي إنسان على أخيه الإنسان؛ بل أجِب دعوتهم لهم بالرحمة والهدى، ووعدك الحقّ وانت أرحم الراحمين. اللهم إن عبد النّعيم الأعظم قد أحبّك أكثر من أي شيء ومن كل شيء مهما كان ومهما يكون حتى أصبح كل نعيم هو أن تكون راضياً في نفسك، ولن يتحقق رضوان نفسك حتى تدخل عبادك جميعاً في رحمتك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خادم البشر؛ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ

صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
المواضيع المتشابهه
  1. الإجابة على السؤال
    بواسطة بن كنان جنات في المنتدى نفي شفاعة العبيد للعبيد بين يدي الرب المعبود
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 30-01-2017, 07:29 PM
  2. لقد أخبر محمد عليه السلام الكفار بجنة الله في السماء والارض
    بواسطة بيان في المنتدى بيان المهدي الخبير بالرحمن إلى كافة الإنس والجان
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-12-2012, 11:23 AM
  3. لقد أخبر محمد عليه السلام الكفار بجنة الله في السماء والارض
    بواسطة بيان في المنتدى بيان المهدي الخبير بالرحمن إلى كافة الإنس والجان
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-06-2012, 06:09 AM
  4. فكيف أفضِّل نفسي في جنّة النّعيم المادي على الذي صبر على الكفار حتى تمّ تنزيل الكتاب ؟
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-08-2010, 02:10 AM
  5. إنَّما النَّار فُرنٌ ناريٌّ لنُضوج لَحْم الكُفَّار ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-03-2010, 02:15 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •