الموضوع: سؤال اريد معرفة جوابه

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 17
  1. افتراضي سؤال اريد معرفة جوابه

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ونعيم رضوانه .
    السلام على امامنا المكرم خليفة الله المختار وعلى كافة الانصار السابقين الاخيار
    ونصر من الله وفتحٌ قريب

    ومن ثم سادخل في موضوعي وهو ان
    لدي معضله يا حبذا لو احصل على جوابها
    فشخصياً انا اعرف بان الاشكال يتعلق بفهمي

    ولكن امامي المكرم قد وضح وبين ان العصمة من القتل تكون للرسل وان الأنبياء هم من يقتلون وفعلاً هذا ما قاله الله في كتابه
    قال الله {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا ﴿٢٦﴾ إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ﴿٢٧﴾ لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [الجن].


    ولكن الاشكال هو ان الله يقول في آية اخرى
    ( لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا ۖ كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ ) صدق الله العظيم .
    وانا لم اجد في بيانات إمامي جواباً لذلك
    وصراحةً لم اكن اريد طرح السؤال وقد اسررته في نفسي واقوال متى اراد الإمام سيوضح ذلك

    ولكن احد الباحثين يحاججني بهذه المسالة
    ولم اجد جواباً لكي اعطيه

    فيا حبذا لو اجد جواباً لسؤالي

  2. افتراضي

    اقتباس المشاركة :

    بل سوف تُصبح حُجّةً للشّيطان في الطّعن في كلمة التّوحيد أنّها تموتُ بمُجرَّد مَقتَل صاحب الدّعوة، يا سبحان الله العظيم! فإن الأنبياء وأئمّة الكتاب يَدعون إلى كلمةٍ سواءٍ بين عبيد الله أجمعين؛ ذلكُم القول الثّقيل في مُحكَم التّنزيل: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له في العبادة كما لا شريك له في خلق عبيده" لتحقيق الحِكمة مِن خَلقِهم تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ‎﴿٥٦﴾‏} صدق الله العظيم [الذاريات].
    انتهى الاقتباس


    30 - 03 - 2022 مـ

    ويا قمر بني هاشم فلتَكوني واسعة الفِكر؛ فسُؤالِك عن قول الله تعالى:
    {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ‎﴿١٤٤﴾‏ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا ۗ وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ۚ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ‎﴿١٤٥﴾‏ وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ‎﴿١٤٦﴾‏ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ‎﴿١٤٧﴾‏ فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ‎﴿١٤٨﴾‏}
    صدق الله العظيم [آل عمران].

    وكان سُؤالكِ هو: لماذا ورَدت احتِماليَّة قتل محمد رسول الله
    برغم أنّ الله وعده بالعِصمة مِن الناس؟ ولكنّك نسيتِ أنّ الخِطاب ليس خاصًّا بمحمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بل فتوى تشمل كافّة الدُّعاة إلى الله بشكلٍ عامٍّ؛ سواءً رُسُل الكتاب، أو الأنبياء الذين يُؤتيهم الله حُكْم الكتاب، أو أئمة الكتاب المُصطفِين وخلفاء الله أجمعين الدُّعاة إلى الله على بصيرةٍ مِن ربّهم (أَفَإِن مَّاتَوا أَوْ قُتِلَوا انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ)؟ يا سبحان الله العظيم! ولذلك قال قد خلت مِن قبله الرُّسُل بشكلٍ عامٍّ؛ أصحاب دعوةٍ واحدةٍ مُوَحَّدةٍ؛ تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ‎﴿٢٥﴾‏}
    صدق الله العظيم [الأنبياء].

    ويا أيّتها السّائلة، هل تعلَمين لو أنّ الله سبحانه ذَكَر الموت فقط ولم يذكُر القتل؟ إذًا لأصبحت فتوى الارتِداد للتّابعين عن اتّباع مَن يُقتَل مِن الدُّعاة إلى عبادة الله وحده سبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا؛

    بل سوف تُصبح حُجّةً للشّيطان في الطّعن في كلمة التّوحيد أنّها تموتُ بمُجرَّد مَقتَل صاحب الدّعوة، يا سبحان الله العظيم! فإن الأنبياء وأئمّة الكتاب يَدعون إلى كلمةٍ سواءٍ بين عبيد الله أجمعين؛ ذلكُم القول الثّقيل في مُحكَم التّنزيل: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له في العبادة كما لا شريك له في خلق عبيده"

    لتحقيق الحِكمة مِن خَلقِهم تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ‎﴿٥٦﴾‏}
    صدق الله العظيم [الذاريات].

    ويا قمر بني هاشم إنّكِ ركَّزتِ على نقطةٍ في الآية

    ونَسيتِ مَضمُونها العظيم أنّ الله حيٌّ لا يموت ولا تموت الدّعوة إلى عبادة الله وحده بسبب قتلِ أو موتِ الدّعاة
    إليه سبحانه

    ، فليس لهم علاقةٌ بعبادة الله سواءً الرّسُل والأنبياء وأئمّة الكتاب وكافّة الصّالحين وكافّة الكافرين، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ ۖ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ‎﴿٣٤﴾‏ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ‎﴿٣٥﴾‏}
    صدق الله العظيم [الأنبياء].

    فهل وصلَت الفكرة إلى عقلِكِ؟ كونه سبحانه يقصد الدّعوة إلى عبادة الله على بصيرةٍ مِن الله فلا تموت عبادة الله بسبب موت الدُّعاة إلى الله كون ليس لهم علاقة مع عبادة الله كونهم ليسوا شركاءه في العبادة تصديقًا لقول الله تعالى:
    {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ‎﴿٧٩﴾‏ وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ‎﴿٨٠﴾‏}
    صدق الله العظيم [آل عمران].

    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=376449#post376449

    تسجيل متابعه ويا هلا بالسائل المكرمـ

  3. افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وأنعم الله علينا بنعيم رضوانه الأعظم ، وتحيّة طيبة للسائل الكريم ، وتحيّة طيبة مُعطرة لمن يقطف لنا ويغرف من البيّان زبدته وحلاوته ، فالله يجزاك خير الجزاء يا هيثم الحبيب ….

    يقول الله تعالى :
    لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا
    صدق الله العظيم

    وفي هذه الآية خلاصة الحكمة من عصمة الرسل ، وحكمة الله تعالى تقتضي ان يعصم الرسل من القتل حتى يبلغوا رسالة ربهم ، فلا ينبغي أن يُقتل الرسول من قبل ان يبلغوا الرسالة ، فمتى بلغوا وأدوا أمانتهم وأتخذهم رب العالمين شهوداً على قومهم وأمتهم ، فمتى حصل هذا فلا عصمة بعدها لمخلوق يأكل الطعام ويمشي بالأسواق ، وقل إنما هم بشر مثلنا إنما يوحى إليهم ، وإلا من أدركته رحمة ربه فعصمه بمشيئته وبحوله وقوته …

    والحمد لله رب العالمين

  4. افتراضي

    الاجابه عن سؤال قريباً جداً من سؤالك عن قول الله تعالى

    { ولقد اتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون } صدق الله العظيم

    وقال الله تعالى
    { الذين قالوا ان الله عهد الينا الا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تاكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم ان كنتم صادقين } صدق الله العظيم


    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 54388 من موضوع ردّ الإمام المهديّ على السائل الذي يريد أن يحصر علم الغيب على الأنبياء من دون الأئمة الصالحين الذين يؤتيهم الله علم الكتاب ..




    - 2 -
    [ لمتابعة رابط المشـاركـــــــــة الأصليَّة للبيــــــــــــــان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=54387

    الإمام ناصر محمد اليماني
    15 - 09 - 1433 هـ
    03 - 08 - 2012 مـ
    11:45 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    فريق الأنبياء الرسل معصومون من القتل، وفريق الأنبياء الذين يؤتيهم الله الحكم لم يعدهم بالعصمة من القتل فمنهم من يقتل ..

    اقتباس المشاركة : من الظلام الى النور
    بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وأخص خاتمهم محمد بن عبد الله الصادق الأمين وعلى أله المطهرين وعليك يا إمامنا المهدي ناصر محمد اليماني يا صاحب علم الكتاب وعلى جميع الانصار الاخيار السابقين منهم واللاحقين وعلى من تبع هدى الله الى يوم الدين
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

    يا حبيب قلوب أنصارك، لقد أشكل علي فهم هذه الأيات التالية لأن ظاهرها أن مِن رُسل الله من كُـذّب ومنهم من قـُتل - فهل تبيّن لنا البيان الحق لها:
    قال تعالى:
    { ولقد اتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون } صدق الله العظيم

    { الذين قالوا ان الله عهد الينا الا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تاكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم ان كنتم صادقين } صدق الله العظيم
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    انتهى الاقتباس من من الظلام الى النور


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء الرسل المُنَزَّلُ عليهم الكتاب، والأنبياء الذين يؤتيهم الله الحُكم وعِلْمَ الكتاب لا نفرق بين أنبيائه ورسله ونحن له مسلمون، أمّا بعد..

    قال الله تعالى:
    {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلاً} صدق الله العظيم [النساء:155]. فلو تعتقدون أنه يقصد الأنبياء الرسل لجعلتم تناقضاً في كتاب الله بين هذه الفتوى وبين فتوى الله بحماية الأنبياء الرسل في قول الله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28)} صدق الله العظيم [الجن].

    كون فتوى الله في هذه الآية يفتي بأنّه كلف حرساً ملائكياً بحماية الرسل من القتل كونهم موكلين بتبليغ رسالة أُنزلت عليهم، وجميع الأمم همّوا بقتل رسلهم وحال الله بينهم وبين قتل الرسل المُنَزَّلِ عليهم الكتاب، فمكر بأعداء رسله. وقال الله تعالى:
    {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ (4) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5) وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (6)} صدق الله العظيم [غافر].

    فانظر لقول الله تعالى:
    {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5) وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ(6)} صدق الله العظيم. فتدبر في قول الله تعالى: {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5)} صدق الله العظيم.

    والهمُّ هو: ليس الفعل المعروف لغةً، وإنما همَّت كل أمّة أن يقتلوا رسول ربهم وحال الله بينهم وبين رسوله فلم يقتلوه.
    مثال رسول الله صالح عليه الصلاة والسلام. قال الله تعالى:
    {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَ‌هْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْ‌ضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ﴿٤٨﴾ قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّـهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ﴿٤٩﴾ وَمَكَرُ‌وا مَكْرً‌ا وَمَكَرْ‌نَا مَكْرً‌ا وَهُمْ لَا يَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٠﴾ فَانظُرْ‌ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِ‌هِمْ أَنَّا دَمَّرْ‌نَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٥١﴾ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٥٢﴾ وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    كونهم همُّوا بقتل رسول الله صالح وأولاده وزوجته في ظلمات الليل، ومن ثم يقولون لولي دمِّه: ما شهدنا مهلك أهله، وإنا لصادقون، وحال الله بينهم وبين قتل رسوله. وقال الله تعالى:
    {وَمَكَرُ‌وا مَكْرً‌ا وَمَكَرْ‌نَا مَكْرً‌ا وَهُمْ لَا يَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٠﴾ فَانظُرْ‌ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِ‌هِمْ أَنَّا دَمَّرْ‌نَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٥١﴾ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٥٢﴾ وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم. ونجد أنهم همُّوا برسول ربهم ولكنّ من الأمّة من يصرف اللهُ عن رسوله كيدَهم، وآخرين يَحُولُ بينهم وبينَه صاعقة العذاب. ولذلك قال الله تعالى: {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5)} صدق الله العظيم [غافر].

    وأُلْقيَ السؤال عن الأنبياء المقصودين في قول الله تعالى. ونقول إنَّ الله لا يقصد الأنبياء الرسل الذين يتنزل عليهم الكتاب بل يقصد الأنبياء الذين يؤتيهم الله الحُكم وعلم الكتاب، كمثل نبيّ الله يحيى عليه الصلاة والسلام، فهو ليس من الأنبياء الرسل بل من الأنبياء الذين يؤتيهم الله حكم الكتاب. وقال الله تعالى:
    {يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:12]. ألا وإن نبي الله يحيى من الأنبياء الذين قتله الفاسقون من بني إسرائيل. ولذلك قال الله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا} صدق الله العظيم [النساء:155].

    وتبيّن لكم أنه يقصد الأنبياء الذين يؤتيهم الله حكم الكتاب فمنهم من يقتل، وأما الرسل فلا رسول واحد مات مقتولاً كونهم مكلفين بتبليغ رسالة مُنَزَّلَةٍ عليهم، ولذلك يحول الله بين قومهم ورسله فلا يقتلونهم برغم أن كل أمّة همّت بقتل رسول ربها. وقال الله تعالى:
    {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5)} صدق الله العظيم [غافر].

    فهل فَهمْتَ يا قرة العين؟ وإنما كنت أريده فخاً لغير الأنصار ليهرع قوم آخرون ليدحضوا فتواي بعدم قتل الرسل، ومن ثم يقولون: بل من الرسل من يقتل. ومن ثم يأتون بالآية التي تفتي بقتل بعض الأنبياء.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    قال تعالى
    {وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ ٱللَّهِ ۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ إِذْ يَرَوْنَ ٱلْعَذَابَ أَنَّ ٱلْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعَذَابِ}
    -------------------------------
    {قُلْ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَٰنُكُمْ وَأَزْوَٰجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَٰلٌ ٱقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرْضَوْنَهَآ أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٍۢ فِى سَبِيلِهِۦفَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأْتِىَ ٱللَّهُ بِأَمْرِهِۦ ۗ وَٱللَّهُ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلْفَٰسِقِينَ}




  5. افتراضي

    اقتباس المشاركة : احمد محمد علي الجمالي
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ونعيم رضوانه .
    السلام على امامنا المكرم خليفة الله المختار وعلى كافة الانصار السابقين الاخيار
    ونصر من الله وفتحٌ قريب

    ومن ثم سادخل في موضوعي وهو ان
    لدي معضله يا حبذا لو احصل على جوابها
    فشخصياً انا اعرف بان الاشكال يتعلق بفهمي

    ولكن امامي المكرم قد وضح وب... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=421981
    انتهى الاقتباس من احمد محمد علي الجمالي
    ___۩ اقتــباس ۩___
    من بيانات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني:

    ولربّما يودّ أن يقاطعني الذين لا يعلمون، ويقول قال الله تعالى: {وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:112]، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ويقول:

    إنّما آتاني الله عصمة الرسل الذين يتنزّل عليهم الكتاب وليس الأنبياء الذين يأتيهم الحكم ولم يتنزّل عليهم الكتاب كمثل نبيّ الله يحيى لم يتنزّل عليه الكتاب ولكنّ الله آتاه الحكم صبياً وقتله بنو إسرائيل عدواناً وظلماً، وهو كان يريد الشهادة في سبيل الله فكتب الله له ذلك.

    وأما الرّسل فهم مكلّفون برسالةٍ للأمّة، والرّسل هم الذين يتنزّل عليهم الكتاب؛ أولئك لم تستطِع الأمم أبداً أن يقتلوا أحداً من رُسله وهمّوا بما لم ينالوا.

    وقال الله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ ۖ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ ۖ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ ۖ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    وقال الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا ﴿٢٤﴾ قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا ﴿٢٥﴾ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا ﴿٢٦﴾ إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ﴿٢٧﴾ لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    ويقصد الرّسل الأنبياء الذين تنزّل عليهم الكتاب ولم يقصد الأنبياء الذي يأتيهم الحكم بالعلم، وأمّا الإمام المهديّ فهو ليس رسولاً ولا نبيّاً ولكن الله آتاه عصمة الرسل وحُكم الأنبياء فهو بأعين ربّه الليل والنهار كما كان جدّه محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَٰلِكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٤٧﴾ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ﴿٤٨﴾ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [الطور].

    وقال الله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ﴿٢١٧﴾ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ﴿٢١٨﴾ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ﴿٢١٩﴾ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٢٢٠﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    ألا والله الذي لا إله غيره إنّ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني لَيمشي في أسواق البشر غير مُتلثِّمٍ ولا يخاف في الله لومة لائمٍ، ونعم أنّي أحمل معي سلاحي وكذلك المرافقين معي بأسلحتهم وإنّما ذلك تنفيذاً لأمر الله في مُحكم كتابه: {وَخُذُوا حِذْرَكُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا} صدق الله العظيم [النساء:102].

    _____ ۩ عنوان البيــــان ۩ _____
    المهديّ سبقَ له الوعد من ربّه كما لرُسله أن يعصمَهم من الناس ..

    ___۩ تاريخ اصدار البيان ۩___
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    21 - 04 - 1431 هـ
    06 - 04 - 2010 مـ
    05:08 صباحاً

    ____ ۩ رابط مصدر البيان ۩ ____
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=4312

    ====== ۩ البيـــــــــان ۩ ======

    اقتباس المشاركة 4312 من موضوع المهديّ سبقَ له الوعد من ربّه كما لرُسله أن يعصمَهم من الناس ..



    الإمام ناصر محمد اليماني
    21 - 04 - 1431 هـ
    06 - 04 - 2010 مـ
    05:08 صباحاً
    ________



    المهديّ سبقَ له الوعد من ربّه كما لرُسله أن يعصمَهم من الناس ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
    سلام الله عليكم أحبتي في الله؛ إنّما أقصد أن تُعلِموا الإمام المهديّ بأسمائِكم على الخاص وليس على العام، فأمّا على العام فلا تثريب عليكم أن تجعلوها مستعارةً إلى أجل مسمى حتى لا يُؤذيَكم الجاهلون الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدُّنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً، ما عدا الإمام المهديّ فلا ينبغي له أن يكون اسمه مستعاراً ولا اسم أبيه؛ بل اسمه الحقّ منذ أن كان في المهدِ صبيّاً (ناصر محمد)، فقد جعل الله في اسمي خبري وراية أمري، ولن يستطيع قتلي كافة الجنّ والإنس حتى يُتمَّ بعبده نوره ولو كره المجرمون ظهوره فإن استطاعوا قتلي فلستُ المهديّ المنتظر، وإن مسخهم الله إلى خنازير فيعلمون أنّ الله على كلّ شيءٍ قديرٍ وكان حقّاً على الله أن يدافع عن خليفته حتى يُظهره الله في ليلةٍ على كافة البشر وهم صاغرون، وبما أنّي أعلم أنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين أقول لأعداء الله المشركين كما قال رسل الله في محكم الكتاب: {قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّـهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٥٤﴾ مِن دُونِهِ ۖ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ ﴿٥٥﴾ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّـهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [هود].

    {وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء]، وذلك لأنّ الإمام المهديّ سبق له الوعد من ربّه كما لرُسله أن يعصمَهم من الناس.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني الذين لا يعلمون، ويقول قال الله تعالى: {وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:112]، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ويقول:

    إنّما آتاني الله عصمة الرسل الذين يتنزّل عليهم الكتاب وليس الأنبياء الذين يأتيهم الحكم ولم يتنزّل عليهم الكتاب كمثل نبيّ الله يحيى لم يتنزّل عليه الكتاب ولكنّ الله آتاه الحكم صبياً وقتله بنو إسرائيل عدواناً وظلماً، وهو كان يريد الشهادة في سبيل الله فكتب الله له ذلك.

    وأما الرّسل فهم مكلّفون برسالةٍ للأمّة، والرّسل هم الذين يتنزّل عليهم الكتاب؛ أولئك لم تستطِع الأمم أبداً أن يقتلوا أحداً من رُسله وهمّوا بما لم ينالوا.

    وقال الله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ ۖ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ ۖ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ ۖ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    وقال الله تعالى:
    {حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا ﴿٢٤﴾ قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا ﴿٢٥﴾ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا ﴿٢٦﴾ إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ﴿٢٧﴾ لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    ويقصد الرّسل الأنبياء الذين تنزّل عليهم الكتاب ولم يقصد الأنبياء الذي يأتيهم الحكم بالعلم، وأمّا الإمام المهديّ فهو ليس رسولاً ولا نبيّاً ولكن الله آتاه عصمة الرسل وحُكم الأنبياء فهو بأعين ربّه الليل والنهار كما كان جدّه محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَٰلِكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٤٧﴾ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ﴿٤٨﴾ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [الطور].

    وقال الله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ﴿٢١٧﴾ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ﴿٢١٨﴾ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ﴿٢١٩﴾ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٢٢٠﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    ألا والله الذي لا إله غيره إنّ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني لَيمشي في أسواق البشر غير مُتلثِّمٍ ولا يخاف في الله لومة لائمٍ، ونعم أنّي أحمل معي سلاحي وكذلك المرافقين معي بأسلحتهم وإنّما ذلك تنفيذاً لأمر الله في مُحكم كتابه: {وَخُذُوا حِذْرَكُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا} صدق الله العظيم [النساء:102].

    ولكنّي أعلم أن لو يأمر الله كافة الصالحين من جنده في سمواته وأرضه بحراسة المهديّ المنتظَر أنّهم لن يغنوا عنّي ما لم ينصرني وإياهم ربّي هو مولانا نعم المولى ونعم النصير، وقال الله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ﴿٩﴾ وَمَا جَعَلَهُ اللَّـهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].

    {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّـهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    وأما أنصاري؛ أحباب قلبي فلا تثريب عليهم أن يذكروا أسماءهم في الشاشة العامة للموقع فليأخذوا حذرهم ولم نأمرهم بذكر أسمائِهم الحقّ في الصفحة العامة للموقع ولا حتى في الاستشارات الخاصة لأنّه يطَّلع على الاستشارات الخاصة أعضاء مجلس الإدارة، وأسماء أنصاريَّ أمانةٌ في عنقي، ولذلك آمرهم أن يرسلوا بأسمائهم على الخاص وألوم عليهم حين لا يخبرني كثير منهم عن اسمه واسم أبيه ولقبه فهو أمانة لدينا إلى أجله المسمّى حين يظهر الله خليفته فيناديهم بأسمائهم من بعد التصديق عند البيت العتيق على مسمعٍ ومشهدٍ من العالمين إن يشاء الله، وإلى الله ترجع الأمور.

    وكذلك أحيط أنصاري أنّها ذهبت مني أسماءٌ لبعضٍ منهم بسببٍ ما ولم أعد أحفظ منهم إلا قليلاً من الذين أشدّ الله بهم أزري وأشركهم في أمري، وعليه فإنّي آمر أنصاري بالأمر أن يبعثوا إلينا أسماءهم على الخاص أي على الرسائل الخاصة وليس البريد الإلكتروني؛ بل على الرسائل الخاصة وهو أن يضغط على اسمي فيظهر له عدّة خيارات منها ابعث رسالة خاصة للإمام ناصر محمد اليماني، وذلك حتى أحتفظ بها من جديد، وكذلك للتأكيد والتجديد.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    - - - تم التحديث - - -

    اقتباس المشاركة : احمد محمد علي الجمالي
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ونعيم رضوانه .
    السلام على امامنا المكرم خليفة الله المختار وعلى كافة الانصار السابقين الاخيار
    ونصر من الله وفتحٌ قريب

    ومن ثم سادخل في موضوعي وهو ان
    لدي معضله يا حبذا لو احصل على جوابها
    فشخصياً انا اعرف بان الاشكال يتعلق بفهمي

    ولكن امامي المكرم قد وضح وب... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=421981
    انتهى الاقتباس من احمد محمد علي الجمالي
    ___۩ اقتــباس ۩___
    من بيانات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني:

    وذلك كان سبب فِتنة ذُرِّيّة الأسباط العَشَرة مِن بني إسرائيل؛ وسبب فِتنتِهم أنّ الله لم يبعث مِن ذُرِّيّة الأسباط العَشَرة لا نبيًّا ولا رَسولًا وجميعهم مِن ذُرِّيَّة يوسف عليه الصَّلاة والسَّلام، فذلك ما أغضبَ أُمَمُ ذُرِّيَّة الأسباط العَشَرة ولذلك كانوا يَقتُلونَ الأنبياء المَبعوثينَ الذين ينتَسِبونَ إلى ذُرِّيَّة يوسف حسَدًا مِن عندِ أنفسهم، وقال الله تعالى: {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىٰ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ ۗ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ‎﴿١٨٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    فكذلك مَكَروا بأنبياء آلِ عِمران كونهم يَنتَسِبونَ لذُرِّيَّة يوسف عليهم الصَّلاة والسَّلام، وآخِر مَن قتَلوا (نبيّ الله يحيَى) ولذلك تمّ إخفاء تكليم نبيّ الله عيسى لِقَوم مَريم وهو في المَهدِ صَبِيًّا وذلك خشيَة أن يَقتلوه - بنو إسرائيل - كونهم قتَلوا نبيّ الله يحيَى مِن قبلِه وهم يعلَمونَ أنَّه نبيٌّ حملَت به أمُّه وهي عاقِر، وأوحى نبيّ الله زكريا إلى بني إسرائيل أنَّ زوجته سوف تُنجِبُ له ولَدًا وهي عاقِر قاعِد دخَلتْ سِنَّ اليأسِ بسبب انقِطاعِ المَحيضِ مُنذ سِنين، وأنّ تلك مُعجزةٌ مِن الله ليُصَدِّقوا بنُبوَّة نبيّ الله يحيَى؛ مُعجِزة خارقة مِن الله وأنَّ الله قد جعله لهم مِن بعدِه نبيًّا وآتاهُ الله الكتابَ والحُكمَ والنُبوَّة صبِيًّا مِن بعدِ أبيه فقتَلوه - بنو إسرائيل - حسَدًا مِن عندِ أنفسِهم كونَ الله بعَثَه مِن ذُرِّيّة آل يعقوب ابن عمران المَعروف نسَبهم إلى نبيّ الله يوسف عليه الصَّلاة والسَّلام؛ فهُم لأنبياء آل عمران كارهونَ بسبب أنّهم مِن ذُرِّيّة رسول الله يوسف عليه الصّلاة والسّلام، وسبب فتنتِهم (لماذا لم يبعث الله مِن ذُرِّيَّة الأسباط العشرة نبيًّا؟)، فكأنَّ لهم الخِيَرَة! سبحان الله العظيم يَخلقُ ما يشاءُ ويختار؛ بل يبعثهم مِن ذُرِّيّة نبيّ الله يوسف وكان ذلك سبب فِتنة الأُمَم الأسباط، ولذلك يَقتُلونَ الأنبياء مِن ذُرِّيَّة يوسف، ولذلك قال الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ‎﴿٨٧﴾‏} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    ومعنى قوله تعالى: {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ‎﴿٨٧﴾‏} صدق الله العظيم، ويَقصِدُ في هذا المَوضِع بما لا تَهوَى أنفسُهم: كونَ الله يبعثُهم مِن ذُرِّيَّة نبيّ الله يوسف فذلك ما لا تهوى أنفسهم كونهم يريدونَ أن يبعثَه الله مِن ذُرِّيّة الأسباط العَشَرة، فكان ذلك سبب فِتنتِهم فغَضِبَ الله عليهم ولعنَهم، وقال الله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ‎﴿١٥٥﴾‏ وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا ‎﴿١٥٦﴾‏ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ‎﴿١٥٧﴾‏ بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ‎﴿١٥٨﴾‏ وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ‎﴿١٥٩﴾‏ فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا ‎﴿١٦٠﴾‏ وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ‎﴿١٦١﴾‏ لَّٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ‎﴿١٦٢﴾‏} صدق الله العظيم [سورة النساء].

    _____ ۩ عنوان البيــــان ۩ _____
    رَسولُ الله موسى وآل عِمران مِن ذُرِّيَّةِ رَسولِ الله يوسف ..

    ___۩ تاريخ اصدار البيان ۩___
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    10 - رمضان - 1444 هـ
    01 - 04 - 2023 مـ
    10:57 صباحًا

    ____ ۩ رابط مصدر البيان ۩ ____
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=411353

    ====== ۩ البيـــــــــان ۩ ======

    اقتباس المشاركة 411353 من موضوع رَسولُ الله موسى وآل عِمران مِن ذُرِّيَّةِ رَسولِ الله يوسف ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    10 - رمضان - 1444 هـ
    01 - 04 - 2023 مـ
    10:57 صباحًا
    (بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=411290

    ______________



    رَسولُ الله موسى وآل عِمران مِن ذُرِّيَّةِ رَسولِ الله يوسف ..


    سَلامُ الله عليكُم ورَحمة الله وبركاتُه أحِبَّتي الأنصار السَّابقين الأخيار وجميع المُسلِمين لرَبِّ العالَمين، ورمضان مُبارك علينا وعليكم وجَميع المُسلِمين، وتقبَّل الله صِيامَكم وصالِحَ أعمالكم..

    وأفتِيكُم بالحَقِّ أنّ رسولَ الله موسى ونبيّ الله هارون عليهم الصَّلاة والسَّلام هُم عَلَى أخَوَين يَنتَسِبونَ إلى أبيهم الأوَّل (الأب لأبَوَيهِم) وهو ينتَسِبُ في الأسباطِ إلى ذُرِّيَّةِ رسولِ الله يوسف عليه الصَّلاة والسَّلام، كون رسول الله موسى ونبيّ الله هارون هُم أبناء عُمومَةٍ - مِن ذُرِّيَّة إخوةٍ أشِقّاء - وإخوَة مِن أمٍّ؛ كونَ الأخ الأكبَر هو أبو نبيّ الله هارون تزوَّجَ امرأةً صالِحةً فأنجبَتْ له هارون وأخته الأكبَر مِن هارون ثمّ ماتَ وهم لا يزالوا صِغارًا، ثُمّ تزوَّجها أخوه ليقومَ بتربية أبناءِ شقيقِه؛ فذُرّيّة شقيقهِ (هارون وأخته)، ولذلك تزوّجها حِرصًا على تربيةِ أولادِ أخيهِ، وحتى لا يتيَتَّموا مِن أبيهم وفِراقِ أُمّهِم ولذلك تزوَّجها الشَّقيقُ فأنجبَت له نبيّ الله موسى عليه الصَّلاة والسَّلام؛ بمعنى أنّ نبيّ الله هارون وأخته هُم أبناء عَمّ نبيّ الله موسى، ولكنَّهم إخوته مِن أُمِّه فَهُم أكبَر مِن موسى عليهم الصَّلاة والسَّلام، وتزوَّجَت أُخت هارون أحَدَ بَنِي إسرائيل فأنجبَتْ طِفلًا وهو مِن الأطفال الذين قتلَهم فِرعون في جِيلِ موسى مِن بَنِي إسرائيل - الرُّضَّع - مواليد ذلك العام الذي وُلِدَ فيه نبيُّ الله موسى عليه الصّلاة والسّلام، ولذلك قالت أُمّ موسى لأختِه مِن أُمِّه: ''فبِما أنَّكِ مِن المُرضِعاتِ تُدِرِّينَ لَبَنًا فاذهبي إلى قصرِ فِرعون كمُرضِعةٍ لتَأتِيني بأخبار أخيكِ؛ ما لم.. فسوف أذهبُ فأُخبِرهُم أنّه ابني فأُرضِعه لهم ببَلاش، وقال الله تعالى: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا ۖ إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ‎﴿١٠﴾‏ وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ ۖ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ‎﴿١١﴾‏ ۞ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ‎﴿١٢﴾‏ فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ‎﴿١٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة القصص].

    بِمَعنى أنَّ هارون وأخته هُم أكبَرُ مِن موسى؛ بل البِنت أجِدُها أكبر مِن هارون وهارون أصغَر مِنها، ولكنّ هارون أكبر سِنًّا مِن موسى.

    ألا وإنَّ المرأة المُرضِع وهارون هُم أبناء عمِّ موسى (شقيق أبيه) وإخوة موسى مِن أمِّه عليهم الصَّلاة والسَّلام.

    وأمّا آل يعقوب ابن عِمران فيَنتَسِبون لذُرِّيّة نبيّ الله يوسف كَما يَنتَسِبُ لذُرِّيّةِ رسول الله يوسف نَبيُّ الله موسى وابن عمِّه نبيّ الله هارون، وذلك كان سبب فِتنة ذُرِّيّة الأسباط العَشَرة مِن بني إسرائيل؛ وسبب فِتنتِهم أنّ الله لم يبعث مِن ذُرِّيّة الأسباط العَشَرة لا نبيًّا ولا رَسولًا وجميعهم مِن ذُرِّيَّة يوسف عليه الصَّلاة والسَّلام، فذلك ما أغضبَ أُمَمُ ذُرِّيَّة الأسباط العَشَرة ولذلك كانوا يَقتُلونَ الأنبياء المَبعوثينَ الذين ينتَسِبونَ إلى ذُرِّيَّة يوسف حسَدًا مِن عندِ أنفسهم، وقال الله تعالى: {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىٰ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ ۗ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ‎﴿١٨٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    فكذلك مَكَروا بأنبياء آلِ عِمران كونهم يَنتَسِبونَ لذُرِّيَّة يوسف عليهم الصَّلاة والسَّلام، وآخِر مَن قتَلوا (نبيّ الله يحيَى) ولذلك تمّ إخفاء تكليم نبيّ الله عيسى لِقَوم مَريم وهو في المَهدِ صَبِيًّا وذلك خشيَة أن يَقتلوه - بنو إسرائيل - كونهم قتَلوا نبيّ الله يحيَى مِن قبلِه وهم يعلَمونَ أنَّه نبيٌّ حملَت به أمُّه وهي عاقِر، وأوحى نبيّ الله زكريا إلى بني إسرائيل أنَّ زوجته سوف تُنجِبُ له ولَدًا وهي عاقِر قاعِد دخَلتْ سِنَّ اليأسِ بسبب انقِطاعِ المَحيضِ مُنذ سِنين، وأنّ تلك مُعجزةٌ مِن الله ليُصَدِّقوا بنُبوَّة نبيّ الله يحيَى؛ مُعجِزة خارقة مِن الله وأنَّ الله قد جعله لهم مِن بعدِه نبيًّا وآتاهُ الله الكتابَ والحُكمَ والنُبوَّة صبِيًّا مِن بعدِ أبيه فقتَلوه - بنو إسرائيل - حسَدًا مِن عندِ أنفسِهم كونَ الله بعَثَه مِن ذُرِّيّة آل يعقوب ابن عمران المَعروف نسَبهم إلى نبيّ الله يوسف عليه الصَّلاة والسَّلام؛ فهُم لأنبياء آل عمران كارهونَ بسبب أنّهم مِن ذُرِّيّة رسول الله يوسف عليه الصّلاة والسّلام، وسبب فتنتِهم (لماذا لم يبعث الله مِن ذُرِّيَّة الأسباط العشرة نبيًّا؟)، فكأنَّ لهم الخِيَرَة! سبحان الله العظيم يَخلقُ ما يشاءُ ويختار؛ بل يبعثهم مِن ذُرِّيّة نبيّ الله يوسف وكان ذلك سبب فِتنة الأُمَم الأسباط، ولذلك يَقتُلونَ الأنبياء مِن ذُرِّيَّة يوسف،
    ولذلك قال الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ‎﴿٨٧﴾‏} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    ومعنى قوله تعالى: {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ‎﴿٨٧﴾‏} صدق الله العظيم، ويَقصِدُ في هذا المَوضِع بما لا تَهوَى أنفسُهم: كونَ الله يبعثُهم مِن ذُرِّيَّة نبيّ الله يوسف فذلك ما لا تهوى أنفسهم كونهم يريدونَ أن يبعثَه الله مِن ذُرِّيّة الأسباط العَشَرة، فكان ذلك سبب فِتنتِهم فغَضِبَ الله عليهم ولعنَهم، وقال الله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ‎﴿١٥٥﴾‏ وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا ‎﴿١٥٦﴾‏ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ‎﴿١٥٧﴾‏ بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ‎﴿١٥٨﴾‏ وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ‎﴿١٥٩﴾‏ فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا ‎﴿١٦٠﴾‏ وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ‎﴿١٦١﴾‏ لَّٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ‎﴿١٦٢﴾‏} صدق الله العظيم [سورة النساء].

    ورُبّما يَودُّ أحدُ السَّائلين أن يقول: ''يا ناصِر محمد اليماني، فما هو الدَّليل القطعِيّ أنّ آل عمران وقومهم قد أخفَوْا على بني إسرائيل بعثَ نبيّ الله عيسى الذي كلَّمَهم في المَهدِ صبِيًّا؟''

    فمِن ثمّ نرُدُّ على السَّائلين أجمعين وأقول؛ قال الله تعالى: {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ‎﴿٢٧﴾‏ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ‎﴿٢٨﴾‏ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ‎﴿٢٩﴾‏ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ‎﴿٣٠﴾‏ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ‎﴿٣١﴾‏ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ‎﴿٣٢﴾‏ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ‎﴿٣٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة مريم].

    فسَلوا عقولَكم؛ فهل يَحتاجُ نبيّ الله عيسى لمُعجزاتِ آياتِ التَّصديق حينَ بعثَه الله بعد أن بَلَغَ رُشدَه فبَعَثهُ الله بكتابِ الإنجيل إلى بني إسرائيل؟ فماذا بعد مُعجزة مولودٍ في المَهدِ صبِيًّا عرَّفهُم بشأنِه يومَ ولَدَتهُ أمّه فكلَّمَ آلَ عِمران والصَّالحين مِن أبناء عُمومتِهم مِن ذُرِّيَّة أسباطِ أخِ يوسف فَهُم آباء الحَوارِييّنَ الصّالحينَ منهم؟!

    وحتى لا نَخرُجَ عَن الموضوع نعودُ لنبيّ الله عيسى بن مريم صلى الله عليه وعلى أُمِّه وأُسَلِّم تسليمًا الذي عَرَّفَ بشأنِه في نفس اليوم الذي حمَلت بِه أُمّه بكلمةٍ مِن الله (كُن فَيكون)، فوَلدتهُ في نفس يوم الجمعة كونها انتبَذتْ مِن أهلها مكانًا شَرقيًّا صباح يوم الجمعة؛ مكانًا شرقيًّا فاتَّخَذَت مِن دونهما حِجابًا لتتعبَّدَ بذِكرِ ربِّها، وفي نفس اللحظة تنزَّلت عليها الملائكة والرُّوح فيها فتَمثَّل لها الرُّوح القُدُس - جبريل - بشَرًا سوِيًّا ليَهَبَ لها قَولَ البُشرى مِن الله أنَّ الله يُبشِّرُها بالمسيح عيسى بن مريم بكلمةٍ مِن الله (كُن فيكون)، وقال الله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ‎﴿٤٥﴾‏ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ‎﴿٤٦﴾‏ قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ‎﴿٤٧﴾‏ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ‎﴿٤٨﴾‏ وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ‎﴿٤٩﴾‏ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ‎﴿٥٠﴾‏ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ‎﴿٥١﴾‏ ۞ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ‎﴿٥٢﴾‏} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    والسُّؤالُ الذي يَطرحُ نفسه: أليس مِن المفروضِ أن ينتَظروا - بنو إسرائيل - أن يكبُرَ وهم على أحَرِّ مِن الجَمْرِ مُستعجِلينَ بتكليفِه بتبليغِ رسالة ربّه كونَه عرَّفهُم بشأنه وهو في المَهدِ صبِيًّا؟! وقال الله تعالى: {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ‎﴿٢٧﴾‏ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ‎﴿٢٨﴾‏ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ‎﴿٢٩﴾‏ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ‎﴿٣٠﴾‏ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ‎﴿٣١﴾‏ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ‎﴿٣٢﴾‏ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ‎﴿٣٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة مريم].

    إذًا فَلَم يَعُد هُناكَ داعي لمُعجزةِ آياتِ التَّصديقِ برسالتِه لبني إسرائيل حين يَكبُر كونَه كلَّمهم بنُبوَّتِه وهو في المَهْدِ صَبِيًّا، فنستَنبِطُ أنّ آلَ عِمران والحَوَاريّين الأوَّلين اضطرُّوا أن يُخفوا مُعجِزَة تكليم نبيّ الله عيسى وهو في المَهدِ صبِيًّا حِفاظًا على حياتِه مِن أشرار أسباط العَشَرة مِن بني إسرائيل كونَ بني إسرائيل قتَلوا نبيَّ الله يحيى قُبَيلَ بعثِ نبيّ الله عيسى بِرَغم أنّ نبيّ الله يحيى مُعجزةٌ مِن الله في حَملِه وهم يعلمونَ بقِصَّة حَملِه وأُمّه عاقِر في سنِّ اليأسِ، وأخبَرهم نبيّ الله زكريا بأنَّ الملائكة بشَّرَتهُ بغُلامٍ اسمُه يحيى وجاؤوا باسمِه مِن رَبِّ العالَمين ولم يجعلِ الله له مِن قَبلُ سَمِيًّا فصَدَقَهُ الله البِشارَة وحمَلتهُ زوجة زكريا القاعِد ووضَعتهُ وآتاهُ الله الحُكمَ صبِيًّا، ورغم ذلك قتَلوه - الأشرار مِن بني إسرائيل - حَسَدًا مِن عِند أنفسهم، ولهذا السّبب تم إخفاء تكليم نبيّ الله عيسى وهو في المَهدِ صبِيًّا، فَكلَّم آلَ عِمران؛ وقومَهم مِن أبناء عمومتِهم (آباء الحَواريِينَ) على ذلك مِن الشَّاهدين، وكانوا في عُزلةٍ عن قبائل الأسباط (عايشين لوَحدِهم في عُزلتِهم) بَعيدًا عن قُرى القبائل العَشر الذين يُؤذونَهم مِن ذُرِّيَّة الأسباط العَشَرة مِن قبائل بني إسرائيل؛ ولذلك فانعَزلوا - آل عمران - والحَواريّون معهم في عُزلتِهم ثمّ تَسَنَّت لهم فُرَصة كِتمانِ تكليمِ المسيح عيسى في المَهدِ صبِيًّا حتى حين يَبعَثهُ الله خَشيَة أن يقتلوه - الأشرار مِن بني إسرائيل - كما قتَلوا نبيّ الله يحيى مِن قَبلِه، ولذلك لم تَتِم مُحاجَّة بني إسرائيل بالتَّكليم في المَهدِ صبِيًّا كونهم لا يَعلمون، وبعد أن كَبرَ عيسى ابن مريم وصار يتنقَّلُ بين الناس مِن قبائل بني إسرائيل سَألوا عنه فقيلَ لهم أنّه ابن مريم ابنة عمران وأنّه تكلَّمَ وهو في المَهدِ صبِيًّا؛ إنّه عبد الله آتاهُ الكِتاب وجعله نبيًّا، فقال قبائل الأسباط: "أتَستخِفُّونَ بعقولنا؟! بل أتَتْ مريمُ فاحِشةً مُبَيِّنَةً"، ولم يُصَدِّقوا أنّ هذا الشاب - المسيح عيسى بن مريم - مُعجِزَةٌ مِن الله بل قالوا: "مُؤكَّدٌ أنَّ مريم ارتكبَت فاحِشةً فأنجَبتْ هذا الولدَ الشاب المُراهِق".

    فلم يأبَهُوا له أو يَجعَلوا له أيّ أهميّةً أو حتى يُفَكَّروا بالمَكْرِ به كونهم مُعتَقِدينَ جازِمينَ أنَّ مريم أتَتْ فاحِشَة الزِّنا، وقدَّسَها الله مِمّا قالوا،
    وقال الله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ‎﴿١٥٥﴾‏ وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا ‎﴿١٥٦﴾‏} صدق الله العظيم [سورة النساء].

    فقذَفوها بالبُهتانِ فبرَّأها الله مِمّا قالوا حين آتاه الله الإنجيل وأيَّدَهُ الله بمُعجزاتِ التّصديقِ لنبُوَّتِه ليُصَدِّقوا دعوَتَه، فمِن ثمّ عَلِموا أنّه حقًّا تكَلَّمَ في المَهدِ صبِيًّا بعد أن أرسَله الله إلى بني إسرائيل وأيَّدَه بالمُعجزاتِ الخارِقة الكُبرى، فمِن ثمّ عَلِموا أنّه حقًّا رسولٌ مِن رَبّ العالَمين فتَيقَّنوا أنّ قِصّةَ التَّكليمِ في المَهدِ كانت حَقًّا، وتبيَّنَ لهم أنّه رسول الله ولذلك أيَّدهُ الله بمعجزاتِ التَّصديقِ فدَرَأَ عن أمّهِ شُبهَةَ بُهتانِهم على مريم - عليها الصّلاة والسّلام - فعلِموا أنّه حقًّا رسول الله؛ بل عَلِموا أنّه تكريمٌ عظيمٌ لآل عِمران أكبر مِن كرامةِ نبيّ الله يحيى، فعلِموا أنَّ المسيح عيسى بن مريم رسول الله ولذلك أرادوا المَكْرَ برسول الله، ولذلك قال الله تعالى: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ‎﴿١٥٧﴾‏} [سورة النساء].

    ونَستنبطُ أنّه تبيَّنَ لقبائل العشَرة مِن بني إسرائيل أنَّ مريم لم تُنجِبه بسبب فاحِشةِ الزِّنا كما كانوا مُعتَقِدينَ جازِمينَ؛ فعلِموا مِن بعد تكليفهِ وتأييدِه بالمُعجزاتِ كمثل إحياءِ الموتى؛ فعَلِموا أنّه رسول الله وأنّ قصة التَّكليم في المَهدِ التي ظهرت على المَلَإ مُؤَخَّرًا بعد أن صارَ شابًّا يَتنقلُ في بني إسرائيل؛ فتَبيَّنَ لهم أنّها فِعلًا كانت قِصّةً صحيحةً تمّ إخفائها عليهم منذُ أن ولَدتهُ أمّه وتبيَّنَ لهم ذلك حين أرسَله الله فأيّدَهُ بآياتِ المُعجزاتِ الكُبرى للتَّصديقِ، فعَلِموا أنّه الحقّ مِن ربِِهم فما زادَهم إلّا رِجسًا إلى رِجسِهم بسبب الحَسَدِ مِن عند أنفسهم لآل عمران. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ‎﴿٤٩﴾‏ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ‎﴿٥٠﴾‏ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ‎﴿٥١﴾‏ ۞ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ‎﴿٥٢﴾‏} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    ورمضان مُبارَك علينا وجَميع المُسلِمين.

    ولا نزالُ نُؤكِّدُ للعالَمين بأنَّ ما كتبناهُ مِن البيانِ الحَقِّ للقرآن العَظيم فسوف يَرَوْنَ آياتِ التَّصديقِ على الواقِِع الحقيقيّ لا شَكَّ ولا رَيبَ متى ما يشاءُ الله ربُّ العالَمين وإلى الله تُرجَعُ الأمور تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ‎﴿٧٧﴾‏ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ‎﴿٧٨﴾‏ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ‎﴿٧٩﴾‏ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ‎﴿٨٠﴾‏ وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ ۖ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ‎﴿٨١﴾‏ ۞ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ‎﴿٨٢﴾‏} صدق الله العظيم [سورة النمل].

    وسَلامٌ على المُرسَلينَ، والحمدُ لله رَبِّ العالَمين..
    أخوكم خليفة الله على العالم بأسرِه؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    - - - تم التحديث - - -

    ___۩ اقتــباس ۩___
    من بيانات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني:

    وإنما سياسة التقيّة تحقّ لأتباع الأنبياء وأتباع المهدي المنتظر، ولكنّ السؤال الذي يطرح نفسه: فهل يجوز لمُحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - والمهديّ المنتظَر أن نتّخذ مبدأ التقيّة؟ والجواب: كلا وربي أنّه لا يجوز لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولا يجوز للمهدي المنتظر أن نتّخذ سياسة التقيّة أبداً، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والمهديّ المنتظَر مكلّفين ببيان رسالة الله إلى العالمين فلا ينبغي لنا أن نخفي من الحقّ شيئاً اتّقاء شرّ الكفار والمُعرضين عن الحقّ، بل أمر الله محمداً عبدَه ورسولَه أن يبلغ الحقّ، وأن التقيّة لا تجوز له كونه مُكلّف بتبليغ رسالة للأمة لذلك لا يجوز له أن يتّخذ سياسة التقيّة، ولذلك قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴿٦٧﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    وقال الله تعالى: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} صدق الله العظيم [الكهف:29]، كونه مُكلف ببيان رسالة الله للأمّة فلا ينبغي له أن يخفي الحقّ من ربِّه اتّقاء شر الأشرار بل يبلّغ رسالة ربّه ويعصمه الله الواحد القهار وينصره على الذين يمكرون به نصرَ عزيزٍ مقتدر أو يدفع الله عنه السوء بملائكته أو يدفع الله عنه السوء بحوله وقوته بكن فيكون إنَّ الله على كلّ شيء قدير.

    وكذلك الإمام المهديّ المنتظَر المُكلّف ببيان القرآن بالقرآن للإنس والجان، فلا ينبغي للمهدي المنتظر الإمام ناصر محمد اليماني أن أكتم البيان الحقّ للذِّكر خشية شرّ الأشرار من شياطين البشر، ولا ينبغي لي أن أستخدم سياسة التقيّة فهي مُحرَّمة عليّ أن أتّخذ سياسة التقيّة كما هي محرَّمة على المُرسَلين كوننا مُكلّفون ببيان رسالة الله للعالمين، فكونوا على ذلك لمن الشاهدين فلن تتغيّر بيانات المهديّ المنتظَر من بعد الظهور والتمكين، وأعوذُ بالله أن أقول على الله غير الحق؛ بل أشهدُ الله الواحدُ القهار أنّي المهديّ المنتظَر أنطق بالحقّ من محكم الذِّكر فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، فإن أعرض البشر أظهرني الله الواحد القهار (خليفته المهديّ المنتظَر) عليهم بكوكب النار ليلة يسبق الليل النهار وهو بما يسمّونه بالكوكب العاشر، قد أعذر من أنذر.

    _____ ۩ عنوان البيــــان ۩ _____
    وأنذركم بالصيحة يا أصحاب الشريحة ..

    ___۩ تاريخ اصدار البيان ۩___
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    10 - 01 - 1432 هـ
    16 - 12 - 2010 مـ
    12:24 صباحاً

    ____ ۩ رابط مصدر البيان ۩ ____
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=10522

    ====== ۩ البيـــــــــان ۩ ======


    - - - تم التحديث - - -

    اقتباس المشاركة : احمد محمد علي الجمالي
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ونعيم رضوانه .
    السلام على امامنا المكرم خليفة الله المختار وعلى كافة الانصار السابقين الاخيار
    ونصر من الله وفتحٌ قريب

    ومن ثم سادخل في موضوعي وهو ان
    لدي معضله يا حبذا لو احصل على جوابها
    فشخصياً انا اعرف بان الاشكال يتعلق بفهمي

    ولكن امامي المكرم قد وضح وب... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=421981
    انتهى الاقتباس من احمد محمد علي الجمالي
    ___۩ اقتــباس ۩___
    من بيانات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني:

    ولكني أشهدُ لله إنّما العصمة للرسل هي من النّاس؛ أي أنّ رسل الكتابِ معصومون من النّاس ليعلم أنّهم أبلغوا رسالة ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً (26) إلا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ ربّهم وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كلّ شَيْءٍ عَدَداً (28)} صدق الله العظيم [الجن].

    فانظر للحكمة من تكليف الحرس الملائكي لرسل ربّهم: {لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ ربّهم وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كلّ شَيْءٍ عَدَداً} صدق الله العظيم [الجن].

    ولا ولن تجد في الكتاب أنّ أُمّةً قط قتلوا رسول ربّهم من الذين تتنزل عليهم الرسالات السماوية جميعاً نظراً لأنهم معصومون من ربّهم، وإن همت أُمّةٌ بقتل رسول ربّهم يصرف الله عنه مكرهم أو يأخذهم أخذ عزيز مُقتدرٍ وعَصَمَ رُسلَه منهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كلّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الحقّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ} صدق الله العظيم [غافر:5].

    وذلك ما أعلمه من عصمة الرسل أنّهم معصومون من النّاس. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أيّها الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاس} صدق الله العظيم، ولا أقصد الأنبياء الذين يؤتيهم الله حُكم الكتاب بل الذين تتنزّل عليهم رسالات ربّهم فكذلك يعصمهم من الافتراء على ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً(73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شيئاً قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا(75)} صدق الله العظيم [الإسراء].

    _____ ۩ عنوان البيــــان ۩ _____
    معنى العِصمة ..

    ___۩ تاريخ اصدار البيان ۩___
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    14 - ذو القعدة - 1430 هـ
    02 - 11 - 2009 مـ
    07:53 مساءً

    ____ ۩ رابط مصدر البيان ۩ ____
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=141010

    ====== ۩ البيـــــــــان ۩ ======

  6. افتراضي

    يا حبيب الرحمن اني لك من الناصحين كلمة رسول يعني أحد يبعث برسالة أو شيء مادي إرساله مع شخص آخر وبين لنا أمامنا عليه الصلاة والسلام الرسل أصحاب الرسالات السماوية هم الذين لا يقتلون ام الرسل الذين ليس لهم رسالات سماوية مثل النبي يحيى هو نبي ويعتبر رسول من الله أيضا مثل الملك جبريل أيضا رسول من الله إلى الانبياء والرسل وعندما بعثت الملكة بلقيس رسل إلى نبي الله سليمان أيضا اسموهم رسل يعني انت نفسك لو تبعث شيء مع ابنك الى صديق لك يعتبر ابنك رسول لك لي صديقق بما بعثت له تصديق لي قوله تعالى {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35)} [النمل]

  7. افتراضي

    و عليكم سلام الله و رحمته و بركاته و عظيم نعيم رضوانه
    نعم ما رد عليك احباب الله ببيانات الحق المفصلة تفصيلا و منها نعلم
    إن الرسل منهم رسل الكتاب المرسلون برسالات سماوية إلى أقوامهم و منهم رسل حكم الكتاب و هم الذي آتاهم الله حكم الكتاب و علمه و هم الأنبياء و منهم أئمة الكتاب الخلفاء المصطفين و هم جميعا أتوا لينقذوا اقوامهم من الشرك بالله و برسالة واحدة موحدة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فاعبدوه .
    و إن رسل الكتاب معصومون من أمرين اثنين و هما :
    العصمة الاولى : معصومون من أن يقولوا على الله غير الحق . قال الله تعالى {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ (42) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47)} صدق الله العظيم [الحاقة : 40-47]

    العصمة الثانية : معصومون من الناس ليبلغوا رسالات ربهم و ايضا معصومون من الناس من بعد أن يبلغوا رسالات ربهم و يتوفاهم الله متى جاء الأجل في الكتاب . قال الله تعالى {۞ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم [المائدة : 67] .

    و أما عصمة الأنبياء و الخلفاء عموما فهي العصمة الاولى فقط أي معصومون من أن يقولوا على الله غير الحق ، و ليسوا معصومين من الناس و لذلك منهم من قتل ظلما من اقوامهم و منهم من توفاه الله بالموت .
    إلا المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني عليه الصلاة والسلام فهو ليس رسولاً ولا نبيّاً ولكن الله آتاه عصمة الرسل وحُكم الأنبياء فهو بأعين ربّه الليل والنهار كما كان جدّه محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَٰلِكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٤٧﴾ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ﴿٤٨﴾ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [الطور].

    وقال الله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ﴿٢١٧﴾ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ﴿٢١٨﴾ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ﴿٢١٩﴾ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٢٢٠﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].
    من أحياه الله بكلماته لا يموت
    بل يذوق الموت ليحيا الحياة
    و من عرف النعيم الأعظم من نعيم الجنان
    لن يرضى إلا برضوان الرحمن
    اللهم نعوذ بعزتك و جلالك ربي أن نرضى حتى ترضى


  8. افتراضي إقتباس من بيانان الإمام (ناصر محمد اليماني )

    إقتباس من بيانات الإمام ( ناصر محمد اليماني )

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    10 - رمضان - 1444 هـ
    01 - 04 - 2023 مـ
    10:57 صباحًا
    (بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)

    ______________



    رَسولُ الله موسى وآل عِمران مِن ذُرِّيَّةِ رَسولِ الله يوسف ..


    سَلامُ الله عليكُم ورَحمة الله وبركاتُه أحِبَّتي الأنصار السَّابقين الأخيار وجميع المُسلِمين لرَبِّ العالَمين، ورمضان مُبارك علينا وعليكم وجَميع المُسلِمين، وتقبَّل الله صِيامَكم وصالِحَ أعمالكم..

    وأفتِيكُم بالحَقِّ أنّ رسولَ الله موسى ونبيّ الله هارون عليهم الصَّلاة والسَّلام هُم عَلَى أخَوَين يَنتَسِبونَ إلى أبيهم الأوَّل (الأب لأبَوَيهِم) وهو ينتَسِبُ في الأسباطِ إلى ذُرِّيَّةِ رسولِ الله يوسف عليه الصَّلاة والسَّلام، كون رسول الله موسى ونبيّ الله هارون هُم أبناء عُمومَةٍ - مِن ذُرِّيَّة إخوةٍ أشِقّاء - وإخوَة مِن أمٍّ؛ كونَ الأخ الأكبَر هو أبو نبيّ الله هارون تزوَّجَ امرأةً صالِحةً فأنجبَتْ له هارون وأخته الأكبَر مِن هارون ثمّ ماتَ وهم لا يزالوا صِغارًا، ثُمّ تزوَّجها أخوه ليقومَ بتربية أبناءِ شقيقِه؛ فذُرّيّة شقيقهِ (هارون وأخته)، ولذلك تزوّجها حِرصًا على تربيةِ أولادِ أخيهِ، وحتى لا يتيَتَّموا مِن أبيهم وفِراقِ أُمّهِم ولذلك تزوَّجها الشَّقيقُ فأنجبَت له نبيّ الله موسى عليه الصَّلاة والسَّلام؛ بمعنى أنّ نبيّ الله هارون وأخته هُم أبناء عَمّ نبيّ الله موسى، ولكنَّهم إخوته مِن أُمِّه فَهُم أكبَر مِن موسى عليهم الصَّلاة والسَّلام، وتزوَّجَت أُخت هارون أحَدَ بَنِي إسرائيل فأنجبَتْ طِفلًا وهو مِن الأطفال الذين قتلَهم فِرعون في جِيلِ موسى مِن بَنِي إسرائيل - الرُّضَّع - مواليد ذلك العام الذي وُلِدَ فيه نبيُّ الله موسى عليه الصّلاة والسّلام، ولذلك قالت أُمّ موسى لأختِه مِن أُمِّه: ''فبِما أنَّكِ مِن المُرضِعاتِ تُدِرِّينَ لَبَنًا فاذهبي إلى قصرِ فِرعون كمُرضِعةٍ لتَأتِيني بأخبار أخيكِ؛ ما لم.. فسوف أذهبُ فأُخبِرهُم أنّه ابني فأُرضِعه لهم ببَلاش، وقال الله تعالى: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا ۖ إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ‎﴿١٠﴾‏ وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ ۖ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ‎﴿١١﴾‏ ۞ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ‎﴿١٢﴾‏ فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ‎﴿١٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة القصص].

    بِمَعنى أنَّ هارون وأخته هُم أكبَرُ مِن موسى؛ بل البِنت أجِدُها أكبر مِن هارون وهارون أصغَر مِنها، ولكنّ هارون أكبر سِنًّا مِن موسى.

    ألا وإنَّ المرأة المُرضِع وهارون هُم أبناء عمِّ موسى (شقيق أبيه) وإخوة موسى مِن أمِّه عليهم الصَّلاة والسَّلام.

    وأمّا آل يعقوب ابن عِمران فيَنتَسِبون لذُرِّيّة نبيّ الله يوسف كَما يَنتَسِبُ لذُرِّيّةِ رسول الله يوسف نَبيُّ الله موسى وابن عمِّه نبيّ الله هارون، وذلك كان سبب فِتنة ذُرِّيّة الأسباط العَشَرة مِن بني إسرائيل؛ وسبب فِتنتِهم أنّ الله لم يبعث مِن ذُرِّيّة الأسباط العَشَرة لا نبيًّا ولا رَسولًا وجميعهم مِن ذُرِّيَّة يوسف عليه الصَّلاة والسَّلام، فذلك ما أغضبَ أُمَمُ ذُرِّيَّة الأسباط العَشَرة ولذلك كانوا يَقتُلونَ الأنبياء المَبعوثينَ الذين ينتَسِبونَ إلى ذُرِّيَّة يوسف حسَدًا مِن عندِ أنفسهم، وقال الله تعالى: {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىٰ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ ۗ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ‎﴿١٨٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    فكذلك مَكَروا بأنبياء آلِ عِمران كونهم يَنتَسِبونَ لذُرِّيَّة يوسف عليهم الصَّلاة والسَّلام، وآخِر مَن قتَلوا (نبيّ الله يحيَى) ولذلك تمّ إخفاء تكليم نبيّ الله عيسى لِقَوم مَريم وهو في المَهدِ صَبِيًّا وذلك خشيَة أن يَقتلوه - بنو إسرائيل - كونهم قتَلوا نبيّ الله يحيَى مِن قبلِه وهم يعلَمونَ أنَّه نبيٌّ حملَت به أمُّه وهي عاقِر، وأوحى نبيّ الله زكريا إلى بني إسرائيل أنَّ زوجته سوف تُنجِبُ له ولَدًا وهي عاقِر قاعِد دخَلتْ سِنَّ اليأسِ بسبب انقِطاعِ المَحيضِ مُنذ سِنين، وأنّ تلك مُعجزةٌ مِن الله ليُصَدِّقوا بنُبوَّة نبيّ الله يحيَى؛ مُعجِزة خارقة مِن الله وأنَّ الله قد جعله لهم مِن بعدِه نبيًّا وآتاهُ الله الكتابَ والحُكمَ والنُبوَّة صبِيًّا مِن بعدِ أبيه فقتَلوه - بنو إسرائيل - حسَدًا مِن عندِ أنفسِهم كونَ الله بعَثَه مِن ذُرِّيّة آل يعقوب ابن عمران المَعروف نسَبهم إلى نبيّ الله يوسف عليه الصَّلاة والسَّلام؛ فهُم لأنبياء آل عمران كارهونَ بسبب أنّهم مِن ذُرِّيّة رسول الله يوسف عليه الصّلاة والسّلام، وسبب فتنتِهم (لماذا لم يبعث الله مِن ذُرِّيَّة الأسباط العشرة نبيًّا؟)، فكأنَّ لهم الخِيَرَة! سبحان الله العظيم يَخلقُ ما يشاءُ ويختار؛ بل يبعثهم مِن ذُرِّيّة نبيّ الله يوسف وكان ذلك سبب فِتنة الأُمَم الأسباط، ولذلك يَقتُلونَ الأنبياء مِن ذُرِّيَّة يوسف،
    ولذلك قال الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ‎﴿٨٧﴾‏} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    ومعنى قوله تعالى: {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ‎﴿٨٧﴾‏} صدق الله العظيم، ويَقصِدُ في هذا المَوضِع بما لا تَهوَى أنفسُهم: كونَ الله يبعثُهم مِن ذُرِّيَّة نبيّ الله يوسف فذلك ما لا تهوى أنفسهم كونهم يريدونَ أن يبعثَه الله مِن ذُرِّيّة الأسباط العَشَرة، فكان ذلك سبب فِتنتِهم فغَضِبَ الله عليهم ولعنَهم، وقال الله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ‎﴿١٥٥﴾‏ وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا ‎﴿١٥٦﴾‏ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ‎﴿١٥٧﴾‏ بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ‎﴿١٥٨﴾‏ وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ‎﴿١٥٩﴾‏ فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا ‎﴿١٦٠﴾‏ وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ‎﴿١٦١﴾‏ لَّٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ‎﴿١٦٢﴾‏} صدق الله العظيم [سورة النساء].

    ورُبّما يَودُّ أحدُ السَّائلين أن يقول: ''يا ناصِر محمد اليماني، فما هو الدَّليل القطعِيّ أنّ آل عمران وقومهم قد أخفَوْا على بني إسرائيل بعثَ نبيّ الله عيسى الذي كلَّمَهم في المَهدِ صبِيًّا؟''

    فمِن ثمّ نرُدُّ على السَّائلين أجمعين وأقول؛ قال الله تعالى: {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ‎﴿٢٧﴾‏ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ‎﴿٢٨﴾‏ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ‎﴿٢٩﴾‏ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ‎﴿٣٠﴾‏ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ‎﴿٣١﴾‏ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ‎﴿٣٢﴾‏ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ‎﴿٣٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة مريم].

    فسَلوا عقولَكم؛ فهل يَحتاجُ نبيّ الله عيسى لمُعجزاتِ آياتِ التَّصديق حينَ بعثَه الله بعد أن بَلَغَ رُشدَه فبَعَثهُ الله بكتابِ الإنجيل إلى بني إسرائيل؟ فماذا بعد مُعجزة مولودٍ في المَهدِ صبِيًّا عرَّفهُم بشأنِه يومَ ولَدَتهُ أمّه فكلَّمَ آلَ عِمران والصَّالحين مِن أبناء عُمومتِهم مِن ذُرِّيَّة أسباطِ أخِ يوسف فَهُم آباء الحَوارِييّنَ الصّالحينَ منهم؟!

    وحتى لا نَخرُجَ عَن الموضوع نعودُ لنبيّ الله عيسى بن مريم صلى الله عليه وعلى أُمِّه وأُسَلِّم تسليمًا الذي عَرَّفَ بشأنِه في نفس اليوم الذي حمَلت بِه أُمّه بكلمةٍ مِن الله (كُن فَيكون)، فوَلدتهُ في نفس يوم الجمعة كونها انتبَذتْ مِن أهلها مكانًا شَرقيًّا صباح يوم الجمعة؛ مكانًا شرقيًّا فاتَّخَذَت مِن دونهما حِجابًا لتتعبَّدَ بذِكرِ ربِّها، وفي نفس اللحظة تنزَّلت عليها الملائكة والرُّوح فيها فتَمثَّل لها الرُّوح القُدُس - جبريل - بشَرًا سوِيًّا ليَهَبَ لها قَولَ البُشرى مِن الله أنَّ الله يُبشِّرُها بالمسيح عيسى بن مريم بكلمةٍ مِن الله (كُن فيكون)، وقال الله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ‎﴿٤٥﴾‏ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ‎﴿٤٦﴾‏ قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ‎﴿٤٧﴾‏ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ‎﴿٤٨﴾‏ وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ‎﴿٤٩﴾‏ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ‎﴿٥٠﴾‏ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ‎﴿٥١﴾‏ ۞ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ‎﴿٥٢﴾‏} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    والسُّؤالُ الذي يَطرحُ نفسه: أليس مِن المفروضِ أن ينتَظروا - بنو إسرائيل - أن يكبُرَ وهم على أحَرِّ مِن الجَمْرِ مُستعجِلينَ بتكليفِه بتبليغِ رسالة ربّه كونَه عرَّفهُم بشأنه وهو في المَهدِ صبِيًّا؟! وقال الله تعالى: {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ‎﴿٢٧﴾‏ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ‎﴿٢٨﴾‏ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ‎﴿٢٩﴾‏ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ‎﴿٣٠﴾‏ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ‎﴿٣١﴾‏ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ‎﴿٣٢﴾‏ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ‎﴿٣٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة مريم].

    إذًا فَلَم يَعُد هُناكَ داعي لمُعجزةِ آياتِ التَّصديقِ برسالتِه لبني إسرائيل حين يَكبُر كونَه كلَّمهم بنُبوَّتِه وهو في المَهْدِ صَبِيًّا، فنستَنبِطُ أنّ آلَ عِمران والحَوَاريّين الأوَّلين اضطرُّوا أن يُخفوا مُعجِزَة تكليم نبيّ الله عيسى وهو في المَهدِ صبِيًّا حِفاظًا على حياتِه مِن أشرار أسباط العَشَرة مِن بني إسرائيل كونَ بنيإسرائيل قتَلوا نبيَّ الله يحيى قُبَيلَ بعثِ نبيّ الله عيسى بِرَغم أنّ نبيّ الله يحيى مُعجزةٌ مِن الله في حَملِه وهم يعلمونَ بقِصَّة حَملِه وأُمّه عاقِر في سنِّ اليأسِ، وأخبَرهم نبيّ الله زكريا بأنَّ الملائكة بشَّرَتهُ بغُلامٍ اسمُه يحيى وجاؤوا باسمِه مِن رَبِّ العالَمين ولم يجعلِ الله له مِن قَبلُ سَمِيًّا فصَدَقَهُ الله البِشارَة وحمَلتهُ زوجة زكريا القاعِد ووضَعتهُ وآتاهُ الله الحُكمَ صبِيًّا، ورغم ذلك قتَلوه - الأشرار مِن بنيإسرائيل - حَسَدًا مِن عِند أنفسهم، ولهذا السّبب تم إخفاء تكليم نبيّ الله عيسى وهو في المَهدِ صبِيًّا، فَكلَّم آلَ عِمران؛ وقومَهم مِن أبناء عمومتِهم (آباء الحَواريِينَ) على ذلك مِن الشَّاهدين، وكانوا في عُزلةٍ عن قبائل الأسباط (عايشين لوَحدِهم في عُزلتِهم) بَعيدًا عن قُرى القبائل العَشر الذين يُؤذونَهم مِن ذُرِّيَّة الأسباط العَشَرة مِن قبائل بنيإسرائيل؛ ولذلك فانعَزلوا - آل عمران - والحَواريّون معهم في عُزلتِهم ثمّ تَسَنَّت لهم فُرَصة كِتمانِ تكليمِ المسيح عيسى في المَهدِ صبِيًّا حتى حين يَبعَثهُ الله خَشيَة أن يقتلوه - الأشرار مِن بني إسرائيل - كما قتَلوا نبيّ الله يحيى مِن قَبلِه، ولذلك لم تَتِم مُحاجَّة بني إسرائيل بالتَّكليم في المَهدِ صبِيًّا كونهم لا يَعلمون، وبعد أن كَبرَ عيسى ابن مريم وصار يتنقَّلُ بين الناس مِن قبائل بني إسرائيل سَألوا عنه فقيلَ لهم أنّه ابن مريم ابنة عمران وأنّه تكلَّمَ وهو في المَهدِ صبِيًّا؛ إنّه عبد الله آتاهُ الكِتاب وجعله نبيًّا، فقال قبائل الأسباط: "أتَستخِفُّونَ بعقولنا؟! بل أتَتْ مريمُ فاحِشةً مُبَيِّنَةً"، ولم يُصَدِّقوا أنّ هذا الشاب - المسيح عيسى بن مريم - مُعجِزَةٌ مِن الله بل قالوا: "مُؤكَّدٌ أنَّ مريم ارتكبَت فاحِشةً فأنجَبتْ هذا الولدَ الشاب المُراهِق".

    فلم يأبَهُوا له أو يَجعَلوا له أيّ أهميّةً أو حتى يُفَكَّروا بالمَكْرِ به كونهم مُعتَقِدينَ جازِمينَ أنَّ مريم أتَتْ فاحِشَة الزِّنا، وقدَّسَها الله مِمّا قالوا،
    وقال الله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ‎﴿١٥٥﴾‏ وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا ‎﴿١٥٦﴾‏} صدق الله العظيم [سورة النساء].

    فقذَفوها بالبُهتانِ فبرَّأها الله مِمّا قالوا حين آتاه الله الإنجيل وأيَّدَهُ الله بمُعجزاتِ التّصديقِ لنبُوَّتِه ليُصَدِّقوا دعوَتَه، فمِن ثمّ عَلِموا أنّه حقًّا تكَلَّمَ في المَهدِ صبِيًّا بعد أن أرسَله الله إلى بني إسرائيل وأيَّدَه بالمُعجزاتِ الخارِقة الكُبرى، فمِن ثمّ عَلِموا أنّه حقًّا رسولٌ مِن رَبّ العالَمين فتَيقَّنوا أنّ قِصّةَ التَّكليمِ في المَهدِ كانت حَقًّا، وتبيَّنَ لهم أنّه رسول الله ولذلك أيَّدهُ الله بمعجزاتِ التَّصديقِ فدَرَأَ عن أمّهِ شُبهَةَ بُهتانِهم على مريم - عليها الصّلاة والسّلام - فعلِموا أنّه حقًّا رسول الله؛ بل عَلِموا أنّه تكريمٌ عظيمٌ لآل عِمران أكبر مِن كرامةِ نبيّ الله يحيى، فعلِموا أنَّ المسيح عيسى بن مريم رسول الله ولذلك أرادوا المَكْرَ برسول الله، ولذلك قال الله تعالى: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ‎﴿١٥٧﴾‏}[سورة النساء].

    ونَستنبطُ أنّه تبيَّنَ لقبائل العشَرة مِن بني إسرائيل أنَّ مريم لم تُنجِبه بسبب فاحِشةِ الزِّنا كما كانوا مُعتَقِدينَ جازِمينَ؛ فعلِموا مِن بعد تكليفهِ وتأييدِه بالمُعجزاتِ كمثل إحياءِ الموتى؛ فعَلِموا أنّه رسول الله وأنّ قصة التَّكليم في المَهدِ التي ظهرت على المَلَإ مُؤَخَّرًا بعد أن صارَ شابًّا يَتنقلُ في بني إسرائيل؛ فتَبيَّنَ لهم أنّها فِعلًا كانت قِصّةً صحيحةً تمّ إخفائها عليهم منذُ أن ولَدتهُ أمّه وتبيَّنَ لهم ذلك حين أرسَله الله فأيّدَهُ بآياتِ المُعجزاتِ الكُبرى للتَّصديقِ، فعَلِموا أنّه الحقّ مِن ربِِهم فما زادَهم إلّا رِجسًا إلى رِجسِهم بسبب الحَسَدِ مِن عند أنفسهم لآل عمران. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ‎﴿٤٩﴾‏ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ‎﴿٥٠﴾‏ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ‎﴿٥١﴾‏ ۞ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ‎﴿٥٢﴾‏} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    ورمضان مُبارَك علينا وجَميع المُسلِمين.

    ولا نزالُ نُؤكِّدُ للعالَمين بأنَّ ما كتبناهُ مِن البيانِ الحَقِّ للقرآن العَظيم فسوف يَرَوْنَ آياتِ التَّصديقِ على الواقِِع الحقيقيّ لا شَكَّ ولا رَيبَ متى ما يشاءُ الله ربُّ العالَمين وإلى الله تُرجَعُ الأمور تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ‎﴿٧٧﴾‏ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ‎﴿٧٨﴾‏ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ‎﴿٧٩﴾‏ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ‎﴿٨٠﴾‏ وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ ۖ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ‎﴿٨١﴾‏ ۞ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ‎﴿٨٢﴾‏} صدق الله العظيم [سورة النمل].

    وسَلامٌ على المُرسَلينَ، والحمدُ لله رَبِّ العالَمين..
    أخوكم خليفة الله على العالم بأسرِه؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ______________

  9. افتراضي إقتباس من بيان الإمام ( ناصر محمد اليماني )

    إقنباس من بيان الإمام ( ناصر محمد اليماني )


    - 2 -
    [ لمتابعة رابط المشـاركـــــــــة الأصليَّة للبيــــــــــــــان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=54387

    الإمام ناصر محمد اليماني
    15 - 09 - 1433 هـ
    03 - 08 - 2012 مـ
    11:45 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    فريق الأنبياء الرسل معصومون من القتل، وفريق الأنبياء الذين يؤتيهم الله الحكم لم يعدهم بالعصمة من القتل فمنهم من يقتل ..

    اقتباس المشاركة : من الظلام الى النور
    بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وأخص خاتمهم محمد بن عبد الله الصادق الأمين وعلى أله المطهرين وعليك يا إمامنا المهدي ناصر محمد اليماني يا صاحب علم الكتاب وعلى جميع الانصار الاخيار السابقين منهم واللاحقين وعلى من تبع هدى الله الى يوم الدين
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

    يا حبيب قلوب أنصارك، لقد أشكل علي فهم هذه الأيات التالية لأن ظاهرها أن مِن رُسل الله من كُـذّب ومنهم من قـُتل - فهل تبيّن لنا البيان الحق لها:
    قال تعالى:
    { ولقد اتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون } صدق الله العظيم

    { الذين قالوا ان الله عهد الينا الا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تاكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم ان كنتم صادقين } صدق الله العظيم
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    — انتهى الاقتباس من من الظلام الى النور




    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء الرسل المُنَزَّلُ عليهم الكتاب، والأنبياء الذين يؤتيهم الله الحُكم وعِلْمَ الكتاب لا نفرق بين أنبيائه ورسله ونحن له مسلمون، أمّا بعد..

    قال الله تعالى:
    {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلاً} صدق الله العظيم [النساء:155]. فلو تعتقدون أنه يقصد الأنبياء الرسل لجعلتم تناقضاً في كتاب الله بين هذه الفتوى وبين فتوى الله بحماية الأنبياء الرسل في قول الله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28)} صدق الله العظيم [الجن].

    كون فتوى الله في هذه الآية يفتي بأنّه كلف حرساً ملائكياً بحماية الرسل من القتل كونهم موكلين بتبليغ رسالة أُنزلت عليهم، وجميع الأمم همّوا بقتل رسلهم وحال الله بينهم وبين قتل الرسل المُنَزَّلِ عليهم الكتاب، فمكر بأعداء رسله. وقال الله تعالى:
    {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ (4) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5) وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (6)} صدق الله العظيم [غافر].

    فانظر لقول الله تعالى:
    {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5) وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ(6)} صدق الله العظيم. فتدبر في قول الله تعالى: {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5)} صدق الله العظيم.

    والهمُّ هو: ليس الفعل المعروف لغةً، وإنما همَّت كل أمّة أن يقتلوا رسول ربهم وحال الله بينهم وبين رسوله فلم يقتلوه.
    مثال رسول الله صالح عليه الصلاة والسلام. قال الله تعالى:
    {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَ‌هْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْ‌ضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ﴿٤٨﴾ قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّـهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ﴿٤٩﴾ وَمَكَرُ‌وا مَكْرً‌ا وَمَكَرْ‌نَا مَكْرً‌ا وَهُمْ لَا يَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٠﴾ فَانظُرْ‌ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِ‌هِمْ أَنَّا دَمَّرْ‌نَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٥١﴾ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٥٢﴾ وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    كونهم همُّوا بقتل رسول الله صالح وأولاده وزوجته في ظلمات الليل، ومن ثم يقولون لولي دمِّه: ما شهدنا مهلك أهله، وإنا لصادقون، وحال الله بينهم وبين قتلرسوله. وقال الله تعالى:
    {وَمَكَرُ‌وا مَكْرً‌ا وَمَكَرْ‌نَا مَكْرً‌ا وَهُمْ لَا يَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٠﴾ فَانظُرْ‌ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِ‌هِمْ أَنَّا دَمَّرْ‌نَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٥١﴾ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٥٢﴾ وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم. ونجد أنهم همُّوا برسول ربهم ولكنّ من الأمّة من يصرف اللهُ عن رسوله كيدَهم، وآخرين يَحُولُ بينهم وبينَه صاعقة العذاب. ولذلك قال الله تعالى: {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5)} صدق الله العظيم [غافر].

    وأُلْقيَ السؤال عن الأنبياء المقصودين في قول الله تعالى. ونقول إنَّ الله لا يقصد الأنبياء الرسل الذين يتنزل عليهم الكتاب بل يقصد الأنبياء الذين يؤتيهم الله الحُكم وعلم الكتاب، كمثل نبيّ الله يحيى عليه الصلاة والسلام، فهو ليس من الأنبياء الرسل بل من الأنبياء الذين يؤتيهم الله حكم الكتاب. وقال الله تعالى:
    {يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:12]. ألا وإن نبي الله يحيى من الأنبياء الذين قتله الفاسقون من بني إسرائيل. ولذلك قال الله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا} صدق الله العظيم [النساء:155].

    وتبيّن لكم أنه يقصد الأنبياء الذين يؤتيهم الله حكم الكتاب فمنهم من يقتل، وأما الرسل فلا رسول واحد مات مقتولاً كونهم مكلفين بتبليغ رسالة مُنَزَّلَةٍ عليهم، ولذلك يحول الله بين قومهم ورسله فلا يقتلونهم برغم أن كل أمّة همّت بقتل رسول ربها. وقال الله تعالى:
    {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5)} صدق الله العظيم [غافر].

    فهل فَهمْتَ يا قرة العين؟ وإنما كنت أريده فخاً لغير الأنصار ليهرع قوم آخرون ليدحضوا فتواي بعدم قتل الرسل، ومن ثم يقولون: بل من الرسل من يقتل. ومن ثم يأتون بالآية التي تفتي بقتل بعض الأنبياء.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــ

  10. افتراضي إقتباس من بيانات الإمام ( ناصر محمد اليماني )

    أقتباس من بيانات الإمام ( ناصر محمد اليماني )


    الإمام المهدي ناصر محمد اليمانيّ
    02 - ربيع الثاني - 1431 هـ
    18 - 03 - 2010 مـ
    04:53 صباحًا
    ( بحسب التقويم الرسمي لأم القرى )

    ـــــــــــــــــــ



    المهديّ المنتظَر ليس معصومًا مِن الأخطاء، ولكنّه معصومٌ من الافتراء على الله بغير الحقّ ..


    بِسم اللهِ الرحمن الرحيم، وسَلامٌ على المُرسَلين والْحَمدُ لله ربّ العالمينَ..

    أخي الكريم إنّ المهديّ المُنتظَر ليس معصومًا مِن الأخطاء ولكنّه معصومٌ من الافتراء على الله بغير الحقّ، ولذلك لا يُحاججه مؤمنٌ بالقرآن إلّا هيمن عليه بسلطانِ البيان للقرآن، ولكلِّ دعوى برهانٌ، وطاولة الحوار هي الميدان؛ رافعًا القرآنَ العظيم فوق سنان رُمحي لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله لنحكُم بين المُختلفين في الدّين من النّصارى واليهود والمسلمين، فأحكمُ بينهم بالحقّ وأُهيمن عليهم بسلطان العلم فأستنبطه لهم من مُحكَم القرآن العظيم حتى لا يجد الذين يريدون الحقّ حرجًا في أنفسهم من الاعتراف بالحقّ ويسلّموا تسليمًا.

    وَسَلامٌ عَلَى المُرسَلين وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ربِّ الْعَالَمِينَ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمداليمانيّ.
    ___________

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
المواضيع المتشابهه
  1. اريد الجواب على سؤال السائل ان سبق بيانه من الامام المهدي
    بواسطة محمد حسن غارب الشمري في المنتدى قسم يحتوي على مختلف المواضيع والمشاركات
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 29-11-2021, 04:34 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •