إلى من ينكر نعيم الرضوان، هل استغنيت ؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي لا غنى عن رضوانه وهو النعيم الأكبر بدون شك والحمدلله الذي هدانا لنعرف كيف نعبد الله حق عبادته فرضوانه الأكبر وعدُ الله لمن أراد الحق وبشرى لهم ليخرجهم من دائرة اليأس والقنوط نتيجة أغلالهم التي طوقوا بها أعناقهم بما لم ينزل الله به من سلطان فحالت دون الروح والريحان في القلوب.
والحمد لله الذي سخر لنا عبده الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وخصه بآية النعيم الأعظم فصلاة الله وسلامه عليك يا عبد النعيم وياقائد عبيد النعيم وبإذن الله سننال رحمة الله وسيتم نعيمنا فنسأل الله الثبات لما حبانا الله به من هدى وفضل عظيم .
فالنعيم في القلب قبل الجسد .
كما علمنا الله عندما قال : (وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
وأي نعيم أكبر من رضى الله رضاء لا سخط بعده فالرضوان هو كرم عظيم من غنيٍ متكبرٍ جبار كونه رحمنٌ ورحيم
فطلب رضوان من الله في نفسه جزء من كمال العبادة للكامل والمعرفة للخالق
فكيف نستغني عن النعيم (الرضوان الأكبر )
بحجة أن الله غني عنا ؟
ألسنا نحن في حاجة هذا الرضوان ؟!
وكيف نستغني عن هذا المن والفضل العظيم؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فالعبد المتوقد في حبه للخالق هو الدائم سعيه للتقرب من خالقه . والقرب له وسائل عديدة والله ارشدنا الى الطريقة وترك لنا الوسائل وكيفية التفنن في التقرب وراحة العبد في رضى المعبود رضاء شامل لتنعم روحه وتكتمل عبوديته الخالصة
إن العهد الجديد سيكون قائم على الرحمة والرحمة لن تكون إلا برضى الله لتعم وتشمل الخلق فيدخل الناس في دين الله أفواجا
والحديث المروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل، قال: ((إذا تقرب العبد إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة)) رواه البخاري. يشير إلى نظرية حاجة الخلق للقرب فما اكرم الخالق وما أعظم ردة الفعل من غني عظيم .فالله أراد أن يثبت لنا قاعدة عظيمة :
وهي السعي وراء كمال العبادة وحكمة الخالق في طرح الوسائل بالرغم أنه الغني عن قربهم ولا يزيد ولا ينقص من ملكوته شي إن ابتعد عبدٌ أو استغنى .
وقد خلقنا لنعبده وهو الغنيٌ عن عبادتنا .
فالواجب في مثل هذا أن يُتلقى بالقبول، وأن يحمل على خير المحامل، وأن هذه الصفة تليق بالله لا يشابه فيها خلقه فليس تقربه إلى عبده مثل تقرب العبد إلى غيره، وليس مشيه كمشيه، ولا هرولته كهرولته،
وهكذا غضبه، وهكذا رضاه الرضوان الأعظم صفة عظيمة تليق بالله جل وعلا، لا يشابه فيها خلقه. جزء من كونه غنيٌ ودود كريم . وهو الرحمن الرحيم .
والرضوان الأكبر هدف في قلوب الأنقياء يعاينهم الله به ويعاينونه فكما علمنا الإمام الحبيب أن النظر لله بالقلب وليس بالعين المجردة . وهو نعيم أدركناه وشعرنا به فكيف إذا تحقق وعد الله وتم الرضوان الله الأكبر ؟ ياله من نعيم .
وصدق ربنا حين قال (هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
قال الله تعالى(( قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ))صدق الله العظيم