الإمام ناصر محمد اليماني
05 - 11 - 1433 هـ
21 - 09 - 2012 مـ
03:50 صباحاً
ــــــــــــــــــــ


سؤالٌ وجوابٌ عن الشفاعة ردّاً على فضيلة الشيخ العقبي ..


بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمدٍ رسول الله وكافّة أنبياء الله وآلهم الطيبين الطاهرين لا نفرّق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، أدعو إلى الله على بصيرةٍ من ربّي القرآن العظيم وسنّة البيان التي لا تخالف لمحكم القرآن، وأنا من المسلمين وأعلن الكفر المطلق بالتعدديّة المذهبيّة وتعدّد الأحزاب السياسيّة في دين الله ومتبعٌ لكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ ولست مبتدعاً، والحمد لله ربّ العالمين، أمّا بعد..

ويا حبيبي في الله نجيب العقبي، إنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني برغم أنّه يدعو كافة علماء المسلمين والنّصارى واليهود إلى الاحتكام إلى محكم القرآن العظيم ولكنّ هذا لا يعني أنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لا يتّبع إلا القرآن العظيم؛ بل إنّي متبعٌ لكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، وإنّما أدعو علماء المسلمين وعامّتهم إلى الاعتصام بالقرآن العظيم حين يجدون ما يخالف محكمَه في السنّة النبويّة، فهنا أمرهم الله ورسوله أن يعتصموا بالقرآن العظيم وينبذوا ما يخالف لمحكمِه وراء ظهورهم سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السنّة النبويّة، كون ما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم باطلٌ مفترى على الله ورسله من قبل شياطين الجنّ والإنس سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في سُنن البيان لأنبياء الله، فاتقوا الله وأطيعونِ، ولا تفرّقوا بين كتاب الله والسنّة النبويّة الحقّ، وتالله إنّ سنّة البيان الحقّ على لسان نبيّه إنّما هي من عند الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)} صدق الله العظيم [القيامة].

وأشهد لله أنّ البيان الحقّ في السنّة النبويّة إنّما هو من عند الله بوحي التفهيم، ومنها ما يتعلمه عن طريق معلّمه رسولِ الله جبريل عليه الصلاة والسلام وعلى جميع ملائكة الله المقربين.


ويا معشر علماء الأمّة المختلفين في دينهم ما خطب طائفةٍ منكم نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم وقالوا حسبنا سنّة البيان ويسمّون أنفسهم بالسُنِّيين؟ فقد ضللتم عن الصراط المستقيم يا معشر أهل السنّة، كونكم نبذتم كتاب الله القرآن العظيم وراء ظهوركم وتأخذون ما تستطيعون أن تؤَوِّلونه حسب أهوائكم فقلتم: قال الله تعالى:
{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} صدق الله العظيم [الحشر:7].

ومن ثم يردّ عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: فمن الذي جاء بالقرآن العظيم إليكم إن كنتم صادقين؟ ألم يأتكم به محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، أفلا تتقون؟ فكيف تنبذون كتاب الله القرآن العظيم وراء ظهوركم؟ وحين تأتي فيه آيةٌ محكمةٌ مخالفةٌ للباطل المفترى في السنّة النبويّة فتقولون: لا يعلم بتأويله إلا الله! افتراءً على الله.

ولربّما يودّ أن يقول أحد علماء السُّنة: "يا ناصر محمد، ألم يقل الله تعالى:
{‏وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ} صدق الله العظيم [آل عمران:7] ؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: إنّما يقصد بأنّ المتشابه من القرآن لا يعلم بتأويله إلا الله والراسخون في علم الكتاب، ولم يأمركم الله باتّباع ظاهر المتشابه لأنّ له تأويلٌ غير ظاهره؛ بل أمركم الله باتّباع آيات الكتاب المحكمات البيّنات هنّ أمّ الكتاب فتحتكمون إليها كونها آيات بيّنات لعلماء الأمّة وعامّة المسلمين لكلّ ذي لسانٍ عربيٍّ مبينٍ، وما يكفر بآيات الله المحكمات البيّنات إلا الفاسقون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيات بيّنات وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ (99)} صدق الله العظيم [البقرة].

وتلك الآيات المحكمات هنّ آيات أمّ الكتاب البيّنات لعلماء الأمّة وعامّة المسلمين آياتُ محكماتٌ لكلّ ذي لسانٍ عربّي مبينٍ، وأمركم الله بالاحتكام إلى تلك الآيات المحكمات واتّباعها والإيمان فقط بالآيات المتشابهات، ولم يأمركم الله باتّباع ظاهر المتشابه من القرآن العظيم بل أمركم باتباع المحكم والإيمان بالمتشابه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هنّ أمّ الكتاب وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿7﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

فقد نهاكم الله عن اتّباع ظاهر المتشابه من القرآن العظيم، وإنّما أمركم أن تتبعوا محكم القرآن والإيمان بالمتشابه حتى يبعث الله إماماً كريماً يبيّنه لكم ويفصّله تفصيلاً.

وربّما يودّ أحد عامّة المسلمين أن يقول: "يا ناصر محمد، إنّك تقول إنّ آيات الكتاب المحكمات آياتٌ بيّناتٌ لعلماء الأمّة وعامّة المسلمين وأنا من عامّة المسلمين فآتني بآياتٍ محكماتٍ بيّناتٍ من آيات أمّ الكتاب، وترى هل أستطيع فهمها من دون الرجوع إلى علماء الأمّة كونك تقول إنّ آيات الكتاب المحكمات آياتٌ بيّناتٌ لعلماء الأمّة وعامّة المسلمين؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إليك من آيات الكتاب المحكمات البيّنات هنّ أمّ الكتاب وأقسم بالله العظيم إنّه ليعلمها من قرأها أو سمعها من عامّة المسلمين في فتوى الله في نفيِّ شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود.

ويا أُمّة الإسلام يا حُجاج بيت الله الحرام، اتقوا الله فإنّي أنذركم بما أُنذر به الذين من قبلكم بالكفر بعقيدة الشفاعة من العبيد للعبيد بين يدي الربّ المعبود إني لكم نذيرٌ مبينٌ بالبيان الحقّ للقرآن العظيم، وأشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين بين يدي الله بأنّ الذين يعتقدون بشفاعة الأنبياء والأولياء الصالحين بين يدي الله قد أشركوا بالله وكذّبوا على أنفسهم وضلّ عنهم ما كانوا يفترون، أفلا تعلمون أنّ تماثيل الأصنام كانت بدايتها تماثيل لصور أنبياء الله وأوليائه الصالحين؟ والذين كانوا يعرفون سرَّ عبادة الأصنام سألهم رسل الله لماذا يعبدون أصناماً تماثيل لبشرٍ من دون الله؟ فقال الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مشركون قالوا: "إنّما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفاً فيشفعوا لنا بين يدي الله، وإنّما الأصنام هي تماثيل عملناها لعباد الله المقرّبين من الأنبياء والأولياء". فردّ الله علي الأوّلين المشركين الذين يعلمون سرّ عبادة الأصنام وبأنها تماثيل لعباد الله المقربين من الأنبياء والأولياء، فقال الله تعالى:
{أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتخذوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} صدق الله العظيم [الزمر:3].

ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ولكنّ الله يعلم أنّه لا يتجرأ لطلب الشفاعة أيُّ عبدٍ في السموات والأرض سواء كان من ملائكة الرحمن المقربين أو من الجنّ أو من الإنس، وبما أنّ الذين يعبدون تماثيل لعباد الله الصالحين كونهم يعتقدون بشفاعتهم لهم بين يديّ ربّهم يوم الدين، ولذلك قال الله تعالى:
{وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يونس:18].

وإليكم السؤال والجواب مُباشرةً من الربّ في آيات أمّ الكتاب المحكمات البيّنات لعلماء الأمّة وعامّة المسلمين لكلّ ذي لسانٍ عربّيٍ مبينٍ:

ســ 1- فهل يعلمُ الله بأنّ أحداً من عبيده يتجرأ أن يشفع لعبيده بين يدي ربّهم يوم القيامة؟
جــ 1- قال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يونس:18]، ويتبيّن لكم أنّ أصحاب عقيدة شفاعة العبيد للعبيد بين يدي الربّ المعبود قد أشركوا بربّهم، ولذلك قال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم.

ســ 2- وهل أمر الله رُسله أن ينهوا النّاس عن الاعتقاد بشفاعة الأنبياء وأولياء الله بين يدي ربّهم؟
جــ 2-
قال الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51].

ســ 3- وهل للكافرين شُفعاء بين يدي ربّهم يطيعهم الله في طلب الشفاعة كما يعتقدون في الدُنيا والآخرة؟
جــ 3- قال الله تعالى: {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ} صدق الله العظيم [غافر:18].

ســ 4 - وهل للمؤمنين شُفعاء بين يدي الله كما يعتقدون بشفاعة العبيد للعبيد بين يدي الربّ المعبود؟
جــ 4 - قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ} صدق الله العظيم [البقرة:254].

ســ 5- إذاً لن يجرؤ أحدٌ أن يتقدم بين يدي ربّه يُحاجّه من أن يعذب عباده الذين ظلموا أنفسهم فيشفع للظالمين بين يدي ربّهم؟
جــ 5- قال الله تعالى: {فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً} صدق الله العظيم [النساء:109].

ســ 6- فإذا كان الأبّ من أولياء الله وابنه من الذين ظلموا أنفسهم فهل يغني عنه من عذاب الله شيئاً فيشفع لولده بين يدي ربّه؟
جــ 6- قال الله تعالى: {وَاخْشَوْاْ يَوْماً لاّ يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلاَ مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنّ وَعْدَ اللّهِ حَقّ فَلاَ تَغُرّنّكُمُ الْحَيَاةُ الدّنْيَا وَلاَ يَغُرّنّكُم بِاللّهِ الْغَرُورُ} صدق الله العظيم [لقمان:33].

ســ 7- وهل إذا كان الزوج من أولياء الله وزوجته من الذين ظلموا أنفسهم فهل يغني عن زوجته شيئاً فيشفع لها بين يدي ربّها حتى ولو كان نبيّاً ورسولاً؟
جــ 7- قال الله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النّار مَعَ الدَّاخِلِينَ (10)} صدق الله العظيم [التحريم].

ســ 8- فهل هذا يعني نفيّ الشفاعة مُطلقاً للعبيد بين يدي الربّ المعبود لكافّة عبيده؟
جــ 8- قال الله تعالى: {وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:48].

ســ 9- إذاً لن ينفع الأرحام أرحامهم بين يدي ربّهم فلا يأذن الله لأحدٍ منهم أن يشفع لأهله بين يدي ربّه، فزدنا فتوى في ذلك من محكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب؟
جــ 9- قال الله تعالى: {لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامـُكُـمْ وَلَا أَوْلَادُكُـمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3)} صدق الله العظيم [الممتحنة].

ســ 10- إذاً الشفاعة هي من الله إليه فلم تتجاوز ذاته سُبحانه إلى أحدٍ من عباده، فزدنا فتوى للتأكيد من محكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب؟
جــ 10- قال الله تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} صدق الله العظيم [الزمر:44]، ولذلك أمر الله الرسل أن ينذروا أقوامهم فينهونهم عن عقيدة شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود. وقال الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51].

ســ 11- فهل يوجد في سنّة البيان في الأحاديث النبويّة الحقّ ما يزيد ذلك بياناً وتوضيحاً للأمّة عن محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - الذي كان يبيّن للنّاس الكتاب بالحقّ فلا ينطق عن الهوى؟
جــ 11- قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [يا فاطمة بنت محمد! يا صفية بنت عبد المطلب! يا بني عبد المطلب! لا أملك لكم من الله شيئاً].

وقال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله الأطهار وسلم:
[يا بني كعب بني لؤي! أنقذوا أنفسكم من النّار. يا بني مرة بن كعب! أنقذوا أنفسكم من النّار يا بني هاشم! أنقذوا أنفسكم من النّار، يا بني عبد المطلب! أنقذوا أنفسكم من النّار، يا فاطمة! انقذي نفسك من النّار،فإني لا أملك لكم من الله شيئاً].

وقال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:
[يا معشر قريش! اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا بني عبد المطلب! لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً، يا صفية عمة رسول الله! لا أغني عنك من الله شيئاً، يا فاطمة بنت رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً] صدق عليه الصلاة والسلام.

إذاً فلماذا يا أمّة الإسلام تذرون الآيات البيّنات المُحكمات هُنّ من آيات أمّ الكتاب في فتوى نفيّ شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود ، وكذلك الأحاديث النبويّة الحقّ عن فتوى نفيّ شفاعة العبيد للعبيد بين يدي الربّ المعبود نفيّاً مُطلقاً ومن ثمّ تتبعون الآيات المتشابهات عن ذكر الشفاعة التي لا تحيطون بسرّها علماً؟ وكذلك تتبعون الأحاديث المفتراة عن رسوله في سنّة البيان التي تشابه الآيات المتشابهات في ظاهرها وتختلف مع آيات الكتاب المحكمات من آيات أمّ الكتاب البيّنات، فهل في قلوبكم زيغٌ عن الحقّ البيّن في آيات أمّ الكتاب فتذروهنَّ
وراء ظهوركم وكأنكم لا تعلمون بهنّ وتتبعون الآيات المتشابهات بذكر الشفاعة؟ ومن فعل ذلك ففي قلبه زيغٌ عن الحقّ. وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هنّ أمّ الكتاب وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

ولربّما يودّ أحد الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ البيّن في آيات الكتاب المحكمات اللاتي يذرهنّ وراء ظهره فيقول: "يا ناصر محمد اليماني، ألم يقل الله تعالى:
{لهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} صدق الله العظيم [البقرة:255]". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: فتلك من آيات الكتاب المتشابهات في ذكر الشفاعة، وإنّما يأذن الله له بالخطاب بالقول الصواب. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} صدق الله العظيم [النبأ:38]، وإنّما يأذن الله لمن يشاء لتحقيق الشفاعة بالقول الصواب وليس بالقول الباطل الذي يزيدهم شركاً إلى شركهم حسب اعتقادكم بأنّ الله يأذن بطلب الشفاعة من الربّ للعبيد بين يدي الربّ المعبود، بل يأذن الله لعبده بالخطاب لتحقيق الشفاعة في نفس الله فتشفع لكم رحمة الله من عذابه. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعَاً} صدق الله العظيم [الزمر:44].

وربّما يودّ الذين يتّبعون الآيات المتشابهات في ذكر الشفاعة أن يقولوا: ألم يقل الله تعالى:
{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (85) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (86) لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلا مَنِ اتخذ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (87)} صدق الله العظيم [مريم]؟ فانظر يا ناصر محمد إلى قول الله تعالى: {لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلا مَنِ اتخذ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا} صدق الله العظيم". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: إنّ الذين اتّخذوا عند الرحمن عهداً عاهدوا الله من قبل على أنّهم لن يرضوا حتى يرضى، ولم يأذن الله لهم بطلب الشفاعة بل بتحقيق الشفاعة في نفس الله حتى تشفع لكم رحمة الله من عذابه، فيطلبون من ربّهم أن يرضى في نفسه وأن لا يكون متحسراً وحزيناً بسبب ظلم عباده لأنفسهم، وسبب حزنه كونه أرحم الراحمين.

وقالوا: "يا أرحم الراحمين إننا من عبادك وقد اتخذنا رضوانك غايةً وليس وسيلةً لتحقيق جنّة النّعيم بل رضوان نفسك هو النّعيم الأعظم بالنسبة لنا من نعيم جنّة النّعيم، وقد اتخذنا عندك عهداً على أنفسنا ونحن لا نزال في الحياة الدنيا أنّنا لن نرضى حتى ترضى ولا نزال ثابتين على عهدنا ولم تفتنّا رؤية جنّة النّعيم عن عهدنا الذي قطعناه على أنفسنا ونحن لا نزال في الحياة الدنيا، فإنّنا لن نرضى حتى ترضى".

ثم يردّ الله عليهم: "ألم يرضى ربّكم عنكم؟ ولذلك سوف أدخلكم جنّات النّعيم. أفلا يكفيكم ذلك؟".

ومن ثم يردّون على ربّهم فيقولون: "ولكننا لم نتخذ رضوانك وسيلة لتدخلنا جنّة النّعيم بل اتخذنا رضوان نفسك غايةً في أنفسنا، فلسنا متحسرين على عبادك الظالمين لأنفسهم فلسنا أرحم بهم من الله أرحم الراحمين، فهل أنت فَرِحٌ وسعيد؟".

ومن ثم يردّ عليهم ربّهم فيقول: "إنّما يفرح الله بتوبة عباده إليه حتى لا يعذبهم فيدخلهم جنّات النّعيم، فكيف يكون ربّكم فَرِحاً ولم يتب إليّ من عبادي إلا القليل؟ وسبقت فتوى ربّكم إليكم في محكم كتابه أنّه متحسرٌ على الكافرين الظالمين المكذبين برسل ربّهم من لحظة ندمهم على ما فرّطوا في جنب ربّهم، ولكنهم لم يندموا على ما فرّطوا في جنب ربّهم إلا بعد أن أهلكناهم من بعد التكذيب برسل ربّهم فأهلكتهم فأصبحوا نادمين على ما فرّطوا في جنب ربّهم، فقد علمتم بفتوى ربّكم في محكم كتابه عن حاله بأنّه متحسرٌ على عبادة النادمين على ما فرّطوا في جنب ربّهم، ولكنهم لم يندموا على ما فرّطوا في جنب ربّهم إلا من بعد أن أهلكناهم بعذابٍ أليمٍ وألقيناهم في نار الجحيم فإذا هم مبلسون من رحمة ربّهم أرحم الراحمين، وما ظلمناهم ولكن أنفسهم يظلمون".

ومن ثم يردّ الوفد المكرمون فيقولون: "يا رب العالمين، فهل ضلّ عن الصراط المستقيم الذين اتخذوا رضوان نفسك غايةً وليس وسيلةً لتحقيق الدخول إلى جنّات النّعيم؟".

ومن ثم يردّ عليهم ربّهم فيقول: "بل ذلك هو أهدى سبيلٍ إلى ربّكم أن تتخذوا رضوان الله غايةً؛ وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون، ولكن بسبب عزّة نفس الله ربّكم لم يجعل ذلك أمراً جبريّاً عليكم أن تتخذوا رضوان ربّكم غاية لا طمعاً في جنتي ولا خوفاً من ناري، ولذلك جعلنا الجنّة لمن شكر والنّار لمن كفر، وأما أن تتخذوا رضوان ربّكم غاية ففي ذلك الحكمة من خلق العبيد. تصديقاً لفتوى ربّكم إلى الجنّ والإنس في محكم كتابه:
{وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56].

فأنتم القوم الذين وعد الله ببعثهم في عصر بعث الإمام المهديّ إلى النّعيم الأعظم من نعيم جنتي فاستجبتم لدعوة الحقّ من ربّكم واتخذتم عند ربّكم عهداً بأنّكم لن ترضوا حتى يرضى فسلوا ما شئتم" .

فيقولون بلسانٍ واحدٍ: "نريد أن تحقق لنا النّعيم الأعظم من جنتك فترضى، فوعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين، وما ينبغي لعبيدك أن يطلبوا الشفاعة لعبيدك سبحانك فأنت أرحم بعبادك من عبيدك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين، فلسنا أرحم بعبادك منك سبحانك فأنت أرحم الراحمين".

ومن ثم يردّ عليهم ربّهم فيقول: "صدقتم وبالقول الصواب نطقتم، فبعزّتي وجلالي لا يرضيكم الله ربّكم بملكوته جميعاً حتى يرضى، فقد رضيت بقولكم كونه القول الصواب يا معشر قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه فلقد أبيتم أن ترضوا بجنّات النّعيم حتى يرضى من هو أحبّ إليكم من مُلْكِه أجمعين الله ربّ العالمين، فقد رضي حبيبكم، وشفعت رحمتي لعبادي من عذابي، فادخلوا في عبادي وادخلوا جنتي".

وهنا يتفاجأ النادمون على ما فرّطوا في جنب ربّهم كونهم سمعوا الله يقول: "قد شفعت رحمتي لعبادي من عذابي فادخلوا في عبادي وادخلوا جنتي". ومن ثم يقول النادمون على ما فرّطوا في جنب ربّهم لقومٍ يحبّهم الله ويحبّونه:
{مَاذَا قَالَ ربّكم قَالُوا الحقّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم [سبأ:23].

وربّما يودّ أن يقاطعني أحد فطاحلة علماء المسلمين فيقول: "ما هذا يا ناصر محمد! فهل هذا وحيٌّ جديد تفتريه على الله؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: لا وحيٌ جديدٌ من بعد القرآن العظيم وإنّما ذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى:
{لَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ ربّكم قَالُوا الحقّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم [سبأ:23].

وتالله ما أجبرني على بيان ذلك إلا فهمكم الخاطئ لتحقيق شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود فزعمتم أنّ الله يأذن لمن يشاء من عباده أن يشفع لعباده بين يديه سبحانه وتعالى علواً كبيراً! بل يأذن لهم بتحقيق الشفاعة في نفس الله تعالى كونهم اتّخذوا رضوان نفس الله غايةً، كونهم يرون أنّ رضوان الله حبيبهم هو النّعيم الأعظم من جنّته وهم لا يزالون في هذه الحياة.
ألا والله الذي لا إله غيره ولا معبوداً سواه لا يوقن ببياني هذا إلا من كان من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه في هذه الأمّة، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّهم يعلمون عظيم إصرارهم في أنفسهم الآن في هذه الحياة الدنيا بأنّهم لن يرضوا بملكوت الله جميعاً في الدنيا والآخرة حتى يرضى.

وربّما يودّ أحد علماء الأمّة أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني، فهل تعرفهم حتى تشهد بوجودهم في هذه الأمّة؟". ومن ثم يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: إنّهم ليعلمون أنّ ناصر محمد اليماني لا يعرفهم، ولو عرفتهم وصادقتهم وصاحبتهم فما يدريني بما في أنفسهم! بل هم الذين يعلمون ما بأنفسهم فيجدون هذه الحقيقة الكبرى آية التصديق للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني. وربّما يودّ عالِمٌ آخر أن يقول: "وماهي هذه الآية لديهم التي علم بها قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه علم اليقين بأنّها آية التصديق للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني؟". ومن ثم يردّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني على السائلين أجمعين وأقول: أقسم بالله العظيم ربّ السموات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم إنّ القوم الذي وعد الله بهم في محكم كتابه:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءاَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} صدق الله العظيم [المائدة:54]؛ إنّهم موجودون في هذه الأمّة.

ولربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "وكيف سوف يعلم بهم العالمون ما دُمْتَ لن تعرّفهم للعالمين! بل الأعجب من ذلك أنك تقول إنّك لا تعرفهم! فكيف إذاً سوف نعرفهم؟". ومن ثم يردّ على السائلين الإمام المهديّ وأقول: إنّما هم الذين سوف يعلمون علم اليقين إنّهم من القوم الذين يحبّهم الله ويحبّونه. وربّما يودّ سائل آخر أن يقول: "يا ناصر محمد أوجز وأوضح وأفصح فكيف لي أن أعلم علم اليقين أنّني من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه في هذه الأمّة؟". ومن ثم يردّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إن كنت من القوم الذي وعد الله ببعثهم في محكم كتابه قوم يحبّهم الله ويحبّونه فأقسم بالله العظيم ربّ السموات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أنك سوف تجد في نفسك بأنّك لن ترضى بملكوت السموات والأرض ولا بملكوت الجنّة التي عرضها السموات والأرض ومثله معه ومثله معه ومثله معه إلى ما لا نهاية؛ فلن ترضى بذلك كلّه حتى يرضى حبيبك الله أرحم الراحمين فتذهب الحسرة والحزن من نفسه فيرضى، كون القوم الذين يحبّهم الله ويحبّونه اتّخذوا رضوان الله غايةً وليس وسيلةً للفوز بملكوت الدنيا والآخرة، ألا والله الذي لا إله غيره ولا معبودَ سواه لو يؤتي الله أحدهم ملكوت الله أجمعين فأنه لن يرضى وسوف يقول: هيهات هيهات أن يرضى عبدك ربّي حتى ترضى! فقد علمتُ بحالك من خلال فتواك عن حالك في محكم كتابك لعلماء الأمّة وعامّة المسلمين:
{يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [يس]، وبما أنك متحسرٌ وحزينٌ على عبادك النادمين من الذين لم يتّبعوا الحقّ من ربّهم فأهلكتهم فأصبحوا نادمين تصديقاً لفتواك الحقّ في محكم كتابك: {إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أنّهم إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ (31) وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].

فَمِنْ بعد هذا البيان لهذه الآية فَمَنْ كان من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه فأقسم بربّ العالمين إنّهم سوف يتخذون عند الرحمن عهداً عليهم ويُشهدوا الله عليه بأنّهم لم يرضوا حتى يرضى حبيبهم الله ربّ العالمين أرحم الراحمين.

وربّما يودّ أحد الباحثين عن الحقيقة أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني، إنّي أشعر أنّي لن أرضى حتى يتحقق رضوان الله غير متحسرٍ ولا حزينٍ ولكني من المذنبين كثيراً وممن أسرفوا على أنفسهم فارتكبوا كافّة الذنوب، فهل ينبغي لي أن أكون من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه لو تبت إلى ربّي متاباً واتّبعت دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: ربّما ذنوب الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أكثر من ذنوبك يا هذا، ولكنّي آمنت بفتوى الله في محكم كتابه في القرآن العظيم:
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:222]، ولذلك طَمِعَ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أن يجعله الله من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه من الذين وعد الله ببعثهم في محكم كتابه في آخرالزمان، ومن ثمّ جعلني الله لهم إماماً وهداني صراطاً مستقيماً وزادني علماً وحكماً.

وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين ..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_______________


[ لقراءة البيان من الموسوعة ]
https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=8751