الموضوع: كلمة الأنبياء تأتي شاملةً للأنبياء الذين يؤتيهم الله حُكْمَ الكتاب من بعد الرسل، وكذلك كلمة الأنبياء تشمل الذين يوحي الله إليهم رسالة الكتاب ..

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 24
  1. افتراضي كلمة الأنبياء تأتي شاملةً للأنبياء الذين يؤتيهم الله حُكْمَ الكتاب من بعد الرسل، وكذلك كلمة الأنبياء تشمل الذين يوحي الله إليهم رسالة الكتاب ..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    08 - 10 - 1433 هـ
    26 - 08 - 2012 مـ
    07:54 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ

    من كان يؤمن بالقرآن العظيم فليستجب لدعوة الاحتكام إليه إن كان من الصادقين ..

    كلمة الأنبياء تأتي شاملةً للأنبياء الذين يؤتيهم الله حُكْمَ الكتاب من بعد الرسل
    وكذلك كلمة الأنبياء تشمل الذين يوحي الله إليهم رسالة الكتاب

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أحبتي وقدوتي أنبياء الله ورسله المكرمين وإمامهم معهم ومن تبعهم في المنافسة في حبّ الله وقربه ولم يذرِ المنافسة في حبّ الله وقربه لأنبيائه ورسله، ومن فعل ذلك فقد خاب وخسر، وأشرك بالله من عظّم أنبياء الله والمهديّ المنتظَر بتعظيم المبالغة بغير الحقّ.

    وربّما يودّ أحبتي الأنصار جميعاً أن يقولوا: "وماهي المبالغة بغير الحقّ؟". ومن ثم نردّ عليهم وأقول: هو أن تعتقدوا بغير الحقّ، فيقول أحدكم: فكيف أطمع أنْ أنافس أنبياء الله ورسله والمهديّ المنتظَر في حبّ الله وقربه؟ فهُم الأولى. فكيف! ويقول أحد المشركين: "فكيف يحقّ لي أن أطمع في منافسة محمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في الفوز بالدرجة العاليّة الرفيعة؟ فصاحبها هو أقرب عبدٍ إلى الله، فقد تركتها لمحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كوني أرى بأنّه أولى بأقرب درجة إلى ذات الله المستوي على العرش العظيم". ومن ثم يردّ على المؤمنين المشركين الإمامُ المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا معشر الذين قال الله عنهم:
    {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:106]، وذلك بسبب تعظيم الأنبياء والأئمة الأولياء فترون بأنّ ليس لكم الحقّ في ذات الله كما لهم. ويا سبحان الله العظيم ولم يتخذ صاحبةً حتى تكون هي الأولى بأقرب درجةٍ في حبّ الله وقربه، ولم يتخذ ولداً ليكون هو الأولى بأقرب درجةٍ في حبّ الله وقربه، سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً! بل نحن العبيد والله وحده لا شريك له هو الربّ المعبود، وإنما جعل صاحبَ الدرجة العاليّة الرفيعة عنده عبداً مجهولاً فلم يَتمّ تحديده هل هو من الملائكة أم من الجنّ أم من الإنس؟ وما ذاك إلا لحكمةٍ إلهيّةٍ بالغةٍ وذلك حتى يتمّ التنافس بين كافة العبيد إلى الربّ المعبود (أيهم أقرب)؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    ولكن للأسف الشديد فلو يأتي أحد المسلمين إلى مجلسٍ ضمَّ كافة علماء المسلمين على مختلف فِرقهم وطوائفهم ومن ثم يقف بين أيديهم فيقول: "يا معشر علماء المسلمين، إني ملتزمٌ بأمر الله تعالى:
    {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43)} صدق الله العظيم [النحل:43]، فأفتوني هل يحق لي كمسلمٍ من الصالحين أن أطمع في منافسة الأنبياء والمرسلين في حبّ الله وقربه طامعاً أن أكون أحبّ إلى الله منهم وأقرب؟ ولسوف أعمل جاهداً ليلاً ونهاراً علّي أكون أنا الأحبّ والأقرب إلى الربّ، فهل يحقّ لي ذلك يا علماء المسلمين؟". ومن ثم يردّ عليه علماء المسلمين بلسانٍ واحدٍ فيقولون: "اُخرجْ! ليحرقنا الله بنارك". فزجروه ونهروه فخرج وهو يبكي و يقول: "يا ربِّ، ألستُ عبدك وأنبياؤك عبيدك وليسوا أولادك حتى يكونون هم الأولى بحبك وقربك؟". ومن ثم يجأرُ باكياً وهو يقول: " ياربّ، أليس لي الحقّ فيك يا ربّ؟ أليس لي الحقّ فيك يا ربّ؟ أليس لي الحقّ فيك كما لأنبيائك ورسلك والمهديّ المنتظَر؟ ألم تخلقني لعبادتك وحدك لا شريك لك وللتنافس في حبّك وقربك حتى ترضى؟ فهل جعلت أنبياءَك ورسلك خطاً أحمرَ بيني وبينك؟ فلو كانوا أولادك لما تمنيت أن أنافسهم في حبّك وقربك كونهم أولادك أولى بك من غيرهم، ولكنهم عبيدٌ مثلما نحن عبيدك، فأنت العَدْلُ، ولا يَظلم ربك أحداً، وقد أفتيتنا عن الحكمة من خلقنا وقلت وقولك الحقّ: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56]".

    ومن ثم يقول الإمام المهدي: يا معشر الذين ظلموا أنفسهم وأمّتهم، إنّ للإمام المهديّ سؤالاً إليكم وأقول: بما أنّكم تنازلتم عن التنافس إلى الربّ فلم تطمعوا أن ينال أحدكم أقرب درجةٍ إلى ذي العرش بأعلى جنّة النّعيم، فقربةٍ إلى من تنازلتم عنها فتسألوها لمحمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- عند كل صلاةٍ ولم تسألوها لأنفسكم؟ والسؤال هو مرةً أخرى: فقربة إلى من تنازلتم عنها؟ أللرسول؟ أجيبوني إن كنتم صادقين.
    ولكنّ الإمام المهديّ لو أوتي الوسيلة الدرجة العاليّة الرفيعة لأنفقتها إلى جدّي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حتى يتحقق النّعيم الأعظم منها. ولكنكم لا تعلمون لماذا تسمى بالوسيلة، كونها ليست الغاية من خلقكم، فابتغوها وسيلةً، وليتمنّى كلٌ منكم الفوزَ بها لينفقها لتحقيق النّعيم الأعظم منها ألا وهو رضوان الله نفْس الرحمن المستوي على العرش العظيم.
    وما رضوان الله على أحدكم إلا جزءٌ من رضوان نفس الله تعالى، ولن يتحقق رضوان الله نفس الرحمن حتى يذهب من نفسِه الحزنُ والتحسّرُ على عباده الذين ضلّوا عن الصراط المستقيم.

    ويا قوم إنّما التحسر في نفس الله على عباده هو بسبب عظمة صفة الرحمة في نفس الله أرحم الراحمين، فلو أنّ أحدكم عصاه ولدُه ألف عامٍ، ومن ثم شاهد ولدَه يصطرخ في نار جهنم ويسمعه يقول: يا ليتني لم أعصِ أبتي، فهل تظنون أن والدَه سوف يكون فرحاً مسروراً! وربّما يودّ أحدُ الآباء الرحماء أن يقول: "يا ناصر محمد، وكيف أكون فرحاً مسروراً وأنا أرى ولدي يصطرخ في نار جهنّم؟ فكيف لا أشعر بحسرةٍ في نفسي على ولدي وهو قد أصبح من النّادمين على العصيان؟ فكيف لا أتحسر عليه وأنا أراه يصطرخ في نار جهنّم ولم يعد مصرَّاً على عصياني بل يقول: يا حسرتي على ما فرّطتُ في جنب أبتي، وتالله يا ناصر محمد لأجثمنّ على ركبتاي بين يدي ربي فأقول: يا ربّ لقد شعرت بحسرةٍ عظيمةٍ على ولدي برغم عصيانه لي.
    وأقول: يا ربّ إذا كان هذا حالي فكيف بعظيم حسرة من هو أرحم بولدي مني! الله أرحم الراحمين؟"

    وربّما يودّ كافة علماء المسلمين على مختلف فِرقهم وطوائفهم أن يقولوا: "يا ناصر محمد اليماني، وهل الله يتحسر على الكافرين المُعرضين عن دعوة الحقّ من ربهم الذين يفسدون في الأرض؟". ومن ثم يردّ عليهم ناصر محمد اليماني وأقول: حاشا لله ربّ العالمين، فكيف يتحسّر الله على قومٍ مجرمين لا يزالون مصرّين على كفرهم وعنادهم ومُعرضين عن اتّباع دعوة الحقّ من ربهم؟ بل سَخِطَ الله عليهم وغضب عليهم وأعدّ لهم عذاباً عظيماً.
    فما خطبكم يا معشر البشر ومفتي الديار وخطباء المنابر لم تفقهوا فتوى المهديّ المنتظَر عن تحسّر الله الواحد القهّار على عباده الكافرين؟ فاسمعوا وعوا وافقهوا قولي بالحقّ: ألا والله الذي لا إله غيره لن تأتي الحسرة في نفس الله حتى تأتي الحسرة في أنفسهم على ما فرّطوا في جنْب ربهم، فيقول كلٌ منهم:
    {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ‌ينَ ﴿56﴾} صدق الله العظيم [الزمر:56].

    ومن ثم يردّ كافة علماء الأمّة بلسانٍ واحدٍ فيقولون: إنه لن تأتي الحسرة في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربهم إلا بعد حدوث العذاب يا ناصر محمد. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَ‌بِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُ‌ونَ ﴿54﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّ‌بِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُ‌ونَ ﴿55﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ‌ينَ ﴿56﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ومن ثم يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: فهنا تأتي الحسرة في نفس الله كونهم لم يعودوا مصرّين على كفرهم وعنادهم، ولم يعودوا مصرّين على الاستمرار في ذنوبهم. غير أنّ ندمهم جاء متأخراً بعد فوات الأوان، ورغم ذلك تجدون الله متحسراً عليهم وحزيناً ولم يظلمهم الله شيئاً، ولكن سبب تحسّر الله عليهم هو بسبب صفته بأنّه أرحم الراحمين، فلا يوجد شيء في خلق الله على الإطلاق من هو أرحم من الله.

    وربّما يودّ كافة علماء الأمّة أن يقولوا: "يا ناصر محمد اليماني، فما هو دليلك من محكم كتاب الله أنّ الله يتحسر على عباده من بعد أن سمع كلاً منهم يقول:
    {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ‌ينَ} صدق الله العظيم، فهذه حسرة عباده في أنفسهم على أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربهم فكانوا من المُعذَّبين، ولكن أين تحسّر الله على عباده بعد أن عَلِمَ بندمهم؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين". ومن ثم يردُّ الإمام المهديّ على السائلين، وأقول: بل الله يفتيكم. وقال الله تعالى: {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].

    إذاً يا معشر المسلمين، تعالوا نكون أمةً واحدةً، وذروا التعدديّة المذهبيّة في دين الله والتفرّق إلى شيعٍ وأحزابٍ وكل حزبٍ بما لديهم فرحون..
    فأضعتم أنفسكم وأضعتم أمّتكم المكلّفين بتبليغِهم وهداهُم. فلتتقوا الله، وتعالوا إلى جانب الإمام المهديّ لنكون أصحاب هدفٍ واحدٍ أن نعبد الله وحده لا شريك له، فنتخذ رضوان الله غاية النّعيم الأعظم من نعيم الجنّة.


    وربّما يودّ أحدُ الذين لم يستمتِعوا برضوان الله قطْ أن يقول: "ومن قال لك يا ناصر محمد أنّ رضوان الرحمن نعيمٌ أكبرٌ من نعيم جنّته؟". ومن ثم يردّ على السائلين الإمام المهديّ وأقول: يا معشر خطباء المنابر ومفتي الديار، إنَّ المهديّ المنتظَر لم يفتِ بذلك من عند نفسه بأنَّ رضوان الله نعيمٌ أكبرُ من نعيم جنّته بل اللهُ من أفتاكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:72].

    ويا معشر المسلمين، فبما أنّ رضوان الرحمن هو النّعيم الأعظم من نعيم الجنان فتعالوا يا معشر الإنس والجانِّ لنتخذ رضوانَ الرحمن غايةً، فإذا كنتم تريدون أن تتخذوا رضوان الله غاية وليس وسيلة لتحقيق النّعيم الأصغر نعيم الجنان فاعلموا أنّ الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر، فتعالوا لنناضل لنجعل الإنسَ والجنَّ أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ يعبدون الله لا يشركون به شيئاً، ولا تتمنوا أن تسفكوا دماء الكافرين ويسفكون دماءكم لتنالوا الشهادة إلا أن تُجْبَروا على ذلك، فلا تتمنَّوا ذلك، فالأحبّ إلى الله أنْ تتمنّوا هُداهم فيهديهم الله من أجلكم، تلكمُ الأمنية أحبّ إلى الله من تمنّيكم لقاءهم لسفك دمائهم وليسفكوا دماءكم لتنالوا الشهادة لتدخلوا الجنّة، فهل تحبّون أنفسكم أم تحبون الله؟ فإن كنتم تحبّون الله فاتبعوني لتحقيق ما يحبّه الله ويُفرح نفسُه.

    وربّما يودّ أحدُ السائلين أن يقول: "وما هو أشدّ ما يفرح الله أرحم الراحمين حتى أناضل على تحقيقه بكل حيلةٍ ووسيلةٍ؟". ومن ثم يردّ على السائلين الإمام المهديّ وأقول: إن أشدّ ما يُفرح الله أرحم الراحمين توبة عباده إليه كونه يرضى لهم الشكر ولا يرضى لهم الكفر والعذاب الأليم. وقد علّمكم جدي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- عن أشدّ ما يفرح الله: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالاَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا اِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ اَبِي طَلْحَةَ، حَدَّثَنَا اَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، - وَهُوَ عَمُّهُ - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ‏
    [لَلَّهُ اَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ اِلَيْهِ مِنْ اَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِاَرْضِ فَلاَةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَاَيِسَ مِنْهَا فَاَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ اَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ اِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَاَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ اللَّهُمَّ اَنْتَ عَبْدِي وَاَنَا رَبُّكَ ‏. اَخْطَأ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ].
    اِنتهى الحديث

    ويا أمّة الإسلام يا حجاج بيت الله الحرام، اتّبعوا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لتحقيق الفرحة في نفس الله إن كنتم تحبون الله، فاتبعوني يحببكم الله وكونوا من القوم الذي وعد الله بهم في محكم كتابه:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [المائدة:54].

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد وما يقصد الله تعالى بقوله:
    {أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}؟" ومن ثم يردّ على السائلين ناصر محمد وأقول: إنّما هم أعزَّةٌ على الكافرين الذين يحاربونهم في دينهم ويسعون ليطفئوا نور الله، ولا يقصد أن يكونوا أعزّةً على الكافرين الذين لا يحاربون المسلمين غير إنّهم لا يؤمنون بدين الإسلام، فقد أمركم الله أن تبرّوهم وتقسطوا إليهم وتعاملونهم بمعاملة الدين بالمعاملة الطيبة، والله يحب المحسنين.

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: وما يقصد الله بقوله تعالى:
    {يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ} صدق الله العظيم؟". ومن ثم يردّ على السائلين الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: إنما يقصد المجاهدين في الدعوة إلى سبيل الله على بصيرةٍ من ربهم لا يخافون لومة لائمٍ عند قول الحقّ، وقد أمر الله الإمام المهديّ وجميعَ علماء الدين ما أمرَ به جدي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أن نجاهد النّاس بهذا القرآن العظيم جهاداً كبيراً حتى نقيم عليهم الحجّة بالحقّ علّهم يهتدون. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} صدق الله العظيم [الفرقان:52].

    وربّما يودّ أن يقول أحد السائلين: "يا ناصر محمد، وهل الأمر الصادر إلى الرسول يصبح كذلك أمراً جبرياً ساريَ المفعول على من اتّبعه؟". ومن ثم يردّ على السائلين الإمام المهديّ وأقول: قال الله تعالى:
    {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:108].

    وبما أنّ الإمام المهديّ مُتَبِعٌ لمحمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وعلى من تَبِعَه- ولذلك تجدونني أجاهد النّاس بمحكم القرآن العظيم جهاداً كبيراً، ولن أفتُرَ ولن أستكينَ ومستمرٌ في الإصرار على دعوة الاحتكام إلى الذكر. فهل أنتم مسلمون وبالقرآن العظيم مؤمنون؟ أم إنّه لم يبقَ من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه وقد صرتم على غير كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ ولذلك أصبح قول الحقّ عليكم غريباً؟ ومن ثم يردُّ عليكم الإمام المهديّ وأقول: وما الغريب في دعوة رجل يقول ربي الله ويدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وأنِ اتّبعوا كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ التي لا تخالف لمحكم كتاب الله! ولم أقُل لكم إنني نبيٌّ ولا رسولٌ، فما الغريب في دعوة الحقّ من ربكم؟ أم يوسوس لكم الشيطان فتقولون إنما هي فترة من الزمن ثمّ يدّعي ناصر محمد النّبوة كغيره ممن سبقوه. ومن ثم يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وأقول: أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، فكيف أكذب بقول الله تعالى:
    {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40)} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    وربّما يودّ أحدُ الأحمديين أن يقول: "يا ناصر محمد؛ بل الإمام المهديّ المنتظَر نبيٌّ من بعد محمدٍ، وإنما محمدٌ رسول الله خاتم الرسل". ومن ثم يردّ علي الأحمديين الإمام المهديّ ناصر محمد، وأقول: و تالله لو قال الله تعالى: إنّ محمداً خاتم المرسلين لصدَقْتُم، ولكن الله يعلم أنّ كلمة الأنبياء تأتي شاملة للأنبياء الذي يؤتيهم الله حُكْمَ الكتاب من بعد الرسل وكذلك كلمة الأنبياء تشمل الذين يوحي الله إليهم رسالة الكتاب وهم الرسل، ولذلك قال الله تعالى:
    {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40)} صدق الله العظيم

    ويا معشر علماء المسلمين، تعالوا لنفتيكم عن سبب مكرِ الشياطين الذين يوسوسون إلى أصحاب المرض النّفسي ممن يقول إنّه الإمام المهديّ المنتظَر، وذلك حتى إذا بعث الله الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ فتُعرضون عنه حسب زعمكم أنه ليس إلا كمثل الذين سبقوه، فيأتيكم عذابُ الله وأنتم عن دعوته معرضون، فلا تتركوا الخطّة الشيطانيّة تنجح، ولا تصدّقوا من ادّعى إنّه الإمام المهديّ ولا تكذّبوه بل قولوا سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين، واستجيبوا لدعوة حواره بسلطان العلم، فإن وجدتم أن الله زاده بسطةً في العلم عليكم أجمعين وحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فهنا يكون قد تبيّن لكم الحقّ، وما بعد الحقّ إلا الضلال، وإنْ كان من الكاذبين فتالله ليغلبنّه أقلُّ علماء المسلمين علماً ويهيّمن عليه بسلطان العلم.

    وكذلك ناصر محمد، فإن هيّمن عليكم بسلطان البيان الحقّ للقرآن العظيم فصدق، وإن لم يستطع فتبيّن لكم إنّه من الكاذبين فستنقذون أمّتكم إن كان ناصر محمد اليماني كمثل ميرزا غلام وجهيمان وغيرهم ممن أضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم. فاستخدِموا عقولَكم التي جعلها الله شاهداً عليكم بأنّ الحقّ هو مع الإمام ناصر محمد اليماني، فصدّقوا عقولكم إنْ كنتم تعقِلون. أمْ إنّكم لا تعلمون عن سبب دخول أهلّ النّارِ النّار؟ فقد اكتشف ذلك جميع الذين أهلكهم الله وهم على ضلال مبين، فاكتشفوا سببَ ضلالهم عن الحقّ من ربهم بأنّه بسبب عدم استخدام العقل، ولذلك قالوا:
    {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [الملك:10].

    فاستمعوا للفتوى الحقّ، وأقولُ: أقسم بالله العظيم إنّه لن يتبع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني في عصر الحوار من قبل الظهور إلا الذين يعقلون، فهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّهم حكّموا عقولَهم فرضخت عقولُهم للحقّ من ربهم فسلّموا تسليماً، وكذلك أتباع الأنبياء في كل زمانٍ ومكانٍ لم يتّبعهم بادئ الأمر إلا الذين يعقلون.

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد، ومن هم الذين يعقلون؟". ومن ثم يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: هم الذين لا يحكمون من قبل الاستماع إلى قول الداعية والتفكّرِ إلى سلطان علمه؛ بل يؤخرون حكمَهم على الداعية أهو يدعو إلى الحقّ أم على ضلالٍ مبينٍ؟ حتى إذا سمعوا دعوة الداعي وسلطان علمه ومن ثم تفكّروا فيه بالعقل والمنطق، فإذا كان يدعوا إلى الله على بصيرةٍ تبيّنَ لهم الحقُّ من ربّهم بالعقل والمنطق. وأولئك الذين هداهم الله في كل زمانٍ وهم الذين لا يحكمون من قبل الاستماع بل يستمعون القولَ أولاً ويتفكرون فيه ومن ثم يتبعون أحسنه إن تبيّن لعقولهم أنّ الداعية يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَبَشِّرْ‌ عِبَادِ ﴿17﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    وربّما يودّ أن يقول أحدُ السائلين: "وبمَ تبشّر الذين سألهم النّاس عن شأن ناصر محمد اليماني فقالوا لا تتبعوه إنّه كذّابٌ أشِرٌ وليس المهديّ المنتظَر". ومن ثمّ يرد عليهم المهديّ المنتظَر، وأقول: حكمتم عليّ من قبل أن تتدبروا القول فلستم من أولي الألباب، ولذلك لستم من الذين هداهم الله كون الذين هداهم الله هم أولو الألباب الذين بشّرهم الله بالهدى في محكم الكتاب:
    {فَبَشِّرْ‌ عِبَادِ ﴿17﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿18﴾} صدق الله العظيم، فالذين أفتوا عن المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني من قبل التدبّر في سلطان علم دعوته فأقول لهم: يا أسفي عليكم، فقد أضللتُم أنفسَكم وأضللتم أمَّتَكم وصدَدْتم عن دعوة الاحتكام إلى محكم القرآن العظيم، فهل تريدون أن نبشّركم إلا بعذابٍ أليمٍ يا معشر المعرضين عن دعوة الاحتكام إلى محكم القرآن العظيم؟ فأبشركم بعذاب أليم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ ﴿16﴾ وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ ﴿17﴾ وَالْقَمَرِ‌ إِذَا اتَّسَقَ ﴿18﴾ لَتَرْ‌كَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ ﴿19﴾ فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿20﴾ وَإِذَا قُرِ‌ئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْ‌آنُ لَا يَسْجُدُونَ ﴿21﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا يُكَذِّبُونَ ﴿22﴾ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ ﴿23﴾ فَبَشِّرْ‌هُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿24﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ‌ غَيْرُ‌ مَمْنُونٍ ﴿25﴾} صدق الله العظيم [الإنشقاق].

    في ليلة القدر خيرٌ من ألف شهرٍ بحسب أيٍ من ليالي القدر في الكتاب إذ لها في كلّ كوكب سرٌّ! فلا تأمنوا مكر الله الواحد القهّار، فقد أدركت الشمسُ القمرَ، فاتّبعوا الذكر من قبل أن يسبق الليلُ النهارَ، اللهم قد بلغتُ اللهم فاشهد.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــ




    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  2. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    "إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون "صدق الله العظيم




    اقتباس المشاركة 53348 من موضوع بيان الإمام المهديّ إلى المعرضين عن دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم، وفتوى خاصة بشأن خدمة بيان نون على هاتف الجوال ..

    [لمتابعة رابط المشـاركـــــــــة الأصليَّة للبيــــــــــــــان]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=53341

    الإمام ناصرمحمد اليماني
    7 - 9 - 1433 هـ
    26 - 7 - 2012 مـ
    11:06 صباحاً

    ــــــــــــــــــــ


    بيان الإمام المهديّ إلى المعرضين عن دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم، وفتوى خاصة بشأن خدمة بيان نون على هاتف الجوال ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمدٍ رسول الله وآله الأطهار، وجميع أنصار الله في كل زمانٍ ومكانٍ في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، أما بعد..
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
    ونحيطكم علماً إننا أَذِنّا لحبيب قلبي أحمد الوصابي بخدمة الجوال للبلاغ عن أي بيانٍ جديدٍ في طاولة الحوار العالميّة؛ مدرسة الإمام المهديّ الكبرى لكل البشر وطالبي الحوار والباحثين عن الحقّ جعلناها سواءً للمسلم والكافر للحوار أو لتعلّم العلم بالحقّ، وما نريد قوله في مقدمة هذا البيان هو التراجع عن الاستمرار في خدمة الجوال لأسباب عديدة كما يلي:

    1- ليس من مصلحة الأنصار عدم زيارة منتديات البشرى الإسلاميّة إلا في حالة البلاغ ببيانٍ جديدٍ للإمام المهديّ كونها قد تمرّ أسابيع لا يكتب فيها الإمامُ المهديّ بياناً جديداً، وكذلك كثير من الأنصار قد يهجر موقع النور طيلة أسابيع بحجّة أنه لم يأتِه بلاغٌ في الجوال عن تنزيل بيانٍ جديدٍ أو ردٌ من الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.

    والسؤال الذي يطرح نفسه؛ فماذا يحدث لمن يهجر بيانات النور لفترةٍ طويلةٍ؟ والجواب: فسوف يضعف نوره شيئاً فشيئاً، ومن ثم يشعر أنه لم يعُد اليقين كما كان من قبل ولا يعلم عن السبب. وسوف نفتيكم عن السبب، وذلك بسبب توقف الشحن النورانيّ للقلب فإن الذكرى تنفعُ المؤمنينَ، وحتى ولو كانوا مؤمنين من قبل فإن الذكرى تقوّي نورهم، وهجر البيان الحقّ للذكر يضعف نور القلب. وأضرب لكم على ذلك مثلاً وهي بطاريات هواتفكم فأنتم تقومون بشحنها بالكهرباء نصف ساعة في كل 24 ساعة وإن لم تفعلوا فسوف تضعف البطارية شيئاً فشيئاً حتى ينطفئ الهاتف، وكذلك قلوبكم تحتاج إلى شحنٍ مستمرٍ في قراءة البيان الحقّ للذكر ولو لم يكن هناك جديدٌ.

    وربما يودّ أن يقاطعني أحد أحبتي الأنصار فيقول: "يا إمامي، ولكنَّني الحمد لله قرأت كافة بياناتِك للقرآن العظيم وهضمتُها جميعاً ولا أرى بالضرورةِ قراءتَها من جديد". ومن ثمّ يردّ على الأنصاري المهديّ المنتظَر وأقول: هيهات هيهات.. وتالله لو لم تستمر في تدبر البيانات الحقّ للذكر فإنه سوف يضعف نور قلبك شيئاً فشيئاً حتى ينطفئ النور.
    ويا حبيبي في الله لو كانت نظريتُك حقاً إذا لما أمرنا الله أن نقرأَ القرآنَ غيرَ مرةٍ واحدةٍ، ولكنَّ اللهَ أمرَنا بقراءةِ القرآن وتدبُّره طيلةَ الحياةِ ما استطعنا، ولولا أنّ الله قدّرَ ظُروفَنا لأَمَرَنا بقراءةِ القرآنِ كاملاً في كلِّ ليلةٍ ولكنّ الله خفَّفَ عنّا بِرَحْمَتِه كونَ ذلِكَ سَوْفَ يَكونُ شاقّاً عَليَنَا لِكُثْرَةِ القرآن فلنْ نَسْتَطِعْ أن نُحصي قِراءَةَ القرآنِ كُلِّهِ في لَيْلَةٍ واحدةٍ، ومِنْ ثُمَّ خَفّفَ عَنّا بِرحَمَتِهِ فَنَقْرأُ ما تيسّرَ مِنَ القُرْآنِ. وقال الله تعالى:
    {وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)} صدق الله العظيم [المزمل].

    فما هي الحكمة من تكرار قراءة القرآن بتدبرٍ واستحضار القلب؟ وذلك لكي تشحنوا قلوبكم بنور القرآن العظيم، وكذلك البيان الحقّ للقرآن العظيم فمَنْ طوَّل في هجره فسوف يضْعًفُ نورَهُ ويَخُفُّ يَقينهِ شيئاً فشيئاً حتى يَنْطَفِئ فينقلبُ على عَقِبَيْهِ، فالحذرُ الحذرُ ما اسْتطَعتُم فكلُّما وجدتم أنَّ لديكُم وقتَ فراغٍ فاهْرَعوا لموقع البشرى لِتَشحَنوا قُلوبَكم بنورِ البيان الحقّ للقرآنِ العظيمِ، فإن لم تَجِدوا بَياناً جَديداً للإمامِ المهديّ فاقرأوا ما تيَسّر من البياناتِ القديمةِ وسوف تجدون أنها تزيدكم نوراً فتخشع من كثيرٍ منها القلوبُ وتدمعُ الأعينُ ممّا عرَفتم من الحقّ.

    2- إن وجودَكم وزيارتكم لموقع البشرى فيه فائدة كبرى للإمام المهديّ ولكم ولدعوة المهديّ العالميّة كونكم تعينون إمامكم على الردود على السائلين باقتباسكم الجواب للسائل فتأتون له باقتباس الجواب من بيان الإمام المهديّ مما يُوفِّرُ على الإمام المهديّ الوقت ويتسنى له الوقت أن يكتب لكم وللباحثين بياناً جديداً فيه مزيد من علم الكتاب، وكذلك يستفيد نواب الردود أثناء البحث في الموقع في بيانات الإمام المهديّ ليقتبسوا الإجابات للسائلين، فالنواب يستفيدون فائدة كبرى بالإلمام وبمزيد من الفهم وبسطة العلم على كافة الأنصار كمثل حبيب قلبي أبو محمد الكعبي ومن على شاكلته من الأنصار.
    وتالله إني أستعجب منهم كيف استطاعوا ان يأتوا بالاقتباس بالرد على السائلين من بياناتٍ بعض منها لها سبع سنوات وست سنوات! فقلت: يا سبحان الله العليم الحكيم فكيف استطاع هؤلاء الأنصار أن يجدوا الردّ من بين آلاف البيانات! إنّ هذا لشيءٌ عُجابْ.

    وتالله لولا إنّ ربي يُعلِّمني بالرَدِّ لما استطعتُ أن أجِدَ كثيراً من الردود لآتي للسائلين بها من بيانات منذ سنوات كتبتُها، ولكنّ العثورَ عليها أراهُ صَعباً جِداً بسببِ تشابُهِ البياناتِ وتِكرارَ بعضٍ منها بسبب الترابط بين آيات القرآن العظيم.
    ولربما يوَدُّ حبيب قلبي أبو محمد الكعبي أن يقول: "يا إمامي فالأمر بسيطٌ، فسوف أُعلِّمُكَ كيفية الطريقة التي أُحضِرُ بها البيان المطلوب". ومن ثم أقول: يا حبيب قلبي وقلوب الأنصار، لا حاجة لي بذلك فما كتبته مخزون في ذاكرتي بفضلٍ من ربي، وإنما يكلِّفُني كتابتَه كرَدٍّ جديدٍ ليَزيدني ربي عِلْماً وحكماً، ورضي الله عنكم وأرضاكم وشكر الله سعيكم وجهودكم في نشر الدعوة والتبليغ. فمجموعة يردون في موقع البشرى وآخرين يقومون بنشر الدعوة والتبليغ بالبيان الحقّ للذكر بكافة مواقع البشر بمختلف لغات العالم ما استطعتم.

    ويا أحبتي في الله أرجو أن تتحمل طائفة منكم مسؤولية التبليغ للعجم ولا تحصروا التبليغ على العرب والمسلمين فإن العجمَ هم أقربُ للتصديق والإيمان بالبيان الحقّ للقرآن العظيم لو فقهوه، وأما علماء المسلمين فإني أرى كثيراً منهم أشد كفراً بدعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وآخرين ممن أظهرهم الله على بيانات الهدى لم يكذِّبوها، ولكنهم لم يكونوا موقنين ولا يزالون مذبذبين فلا هم مع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ولا هم ضدي! وأما أشد علماء الأمّة كفراً بدعوة الإمام ناصر محمد اليماني فهم الذين لم يطّلعوا على بيانات الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وإنما سمعوا بشخصٍ يقال إنه في الأنترنت العالميّة يقول إنه الإمام المهديّ واسمه ناصر محمد حتى إذا سمعوا بذكر اسمه استشاطوا غضباً على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ويقولون: "بل هذا رجل كذاب"، ولئن سألهم السائلون عن سبب الحكم عليه أنه كذّاب ولم يقرأوا بياناته بعد، ومن ثم يردون عليه من لم يجعلهم الله من أولي الألباب فيقولون: "كفى باسمه ناصر محمد برهاناً على أنه على باطل كذاب كون اسم الإمام المهديّ هومحمد بن عبد الله"، وآخرون يقولون: "بل اسمه محمد بن الحسن العسكري"، وآخرون: "بل اسمه أحمد الحسن اليماني"، وآخرون: "بل اسمه اللحيدي"، وآخرون: "بل اسمه ميرزا غلام". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ المنتظَر الحق من ربهم خليفته عليهم
    (ناصر محمد) وأقول: وتالله لو كنتم في عهد محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لكنتم من أشدّ الناس كفرا بمحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ولم أظلمكم شيئاً بهذه الفتوى، وتعالوا لأعلمكم يا معشر علماء الأمّة الذين يحكمون على الداعيّة من قبل أن يستمعوا إلى قوله ومنطق علمه عن سبب كفركم بالحقّ من ربكم لو كنتم في عصر بعث جدي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فبما إن لديكم من علوم أهل الكتاب فمجرد ما تسمعوا إنه يوجد رجل بعثه الله نبياً جديداً من بعد عيسى ابن مريم عليهم الصلاة والسلام ويقول إنه يوحى إليه بكتابٍ جديدٍ اسمه القرآن العظيم فأوّل قولكم لمن يخبركم فسوف تقولون وما اسمه فسوف يخبركم المحدث ويقول اسمه (محمد بن عبد الله)، ومن ثم تستشيطون غضباً فتقولون: "بل هذا النبي كذابٌ أشِر وليس النبي الذي وعد الله به على لسان عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام". ومن ثم يقول لكم المحدثين: "ولكن ما هو برهانكم على إنه كذابٌ أشِر وليس نبيّاً جديداً وأنتم لم تتدبروا القرآن الذي جاء به وتتبينوا من سلطان علمه؟". ومن ثم يكون جوابُكم: "لا داعي لذلك فيكفي برهانٌ على أنَّه كذابٌ أشِر قول الله تعالى في كتاب الإنجيل: {وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} صدق الله العظيم [الصف:6]، وهذا اسمه محمد فأين أحمد من محمد فلا تتَّبعوا هذا الرّجُلِ فإنه كذابٌ". ومن ثم تصُدون عن محمّدٍ رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم أعظم من صدِّ الكافرين من أهل الكتاب عن الحقّ من ربِّهم. والسؤال الذي يطرح نفسه، فما هو سبب فتنتِكم حتى كفرتُم بالحقِّ من ربِّكم من قبل أن تستمعوا إلى سلطان العلم؟ والجواب إنَّ سبب فتنتِكم هو في الاسم، في قول الله تعالى: {وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} صدق الله العظيم [الصف:6].

    كونُكم لا تعلمون أن للأنبياء من اسمين اثنين في كتاب علمه تعالى كمثل نبيّ الله إسرائيل فهو ذاته نبيّ الله يعقوب، ولله حكمةٌ بالغة ٌفي ذلك لكي تعلموا أنّ الله جعل الحجّة في العلم ولم يجعلها في الاسم نظرا لتشابُه الأسماء بين البشر، وتالله إنَّ بعضاً منهم يتشابه اسمه مع شخص آخر إلى الاسم الرابع فتجد أنّ اسمه فلان بن فلان بن فلان بن فلان، على سبيل المثال (عبدالله علي عبد الله صالح) ولكني أعلم أنَّ هذا الشخص في قريتِنا وليس من أبناء الرئيس علي عبد الله صالح.

    ويا قوم، لم يجعلِ اللهُ الحجّة في الاسم؛ بل في سلطان العلم برغم إن اسم النبي المبعوث من بعد عيسى عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى على لسان عيسى ابن مريم:
    {اسْمُهُ أَحْمَدُ} صدق الله العظيم، ولكن محمد رسول الله معروفٌ أنّ اسمه محمد منذ أن كان في المهد صبياً، ولم يجعل الله ذلك حجّة على جدي محمدٍ رسول الله لأهل الكتاب؛ بل أقام عليهم الحجّة بسلطان العلم، وكذلك هم يعلمون إن الحجّة ليست في الاسم؛ بل هي في العلم كونَ للأنبياءِ اثنين من الاسماء في كتاب علام الغيوب، وأما أنتم فلم يقُلِ الله و رسوله إن اسم الإمام المهديّ هو (محمد بن الحسن العسكري)، ولم يقل الله لرسوله إن اسم الإمام المهديّ محمد بن عبد الله؛ بل هي أسماء سمّيتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان، ولم يذكر لكم محمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أيَّاً من أسماء الإمام المهديّ غير اسم الصفة فقط (المهديّ المنتظَر)، ولكن الضالون من أسلافكم من قبلكم من الأمم القريبة من أجيالكم اصطفوا الإمام المهدي، وسميتم الإمام المهديّ وأبيه وجده من عند أنفسكم وأنتم اتبعتم آباءَكم اتباع الأعمى لمن يقوده في الطريق دونما أن تبصروا أو تتفكروا فيما وجدتم عليه آباءَكم، وكذلك اتبعتم كلَّ مفتَرٍ على الله ورسولِه واعتصمتم به، وقد فضحكم الإمام المهديّ الحقّ من ربكم، فإن معشر علماء هذه الأمّة لم يعودوا على كتاب الله القرآن العظيم ولا سنة نبيه الحقّ؛ بل معتصمون بكثيرٍ من أحاديث وروايات الشيطان الرجيم ويحسبون أنهم مهتدون وهم ليسوا على شيء، كونهم لم يُقيموا ما أنزل الله في القرآن العظيم إلا قليلاً مما وجدوه يتشابه مع ما لديهم من الأحاديث والروايات، ولكن حين يجدون آية محكمة بيِّنة جاءت مخالفَة لمعتقدِهم في الروايات والأحاديث فسرعان ما ينبذون كتابَ الله وراء ظهورِهم ويقولون لا يعلم تأويلَه إلا الله افتراءً على الله، ولم يقل الله تعالى إنه لا يعلم تأويلَ القرآن إلا الله بل المتشابه فقط.

    وعلى كل حالٍ فكم استفزَزْت علماءَ المسلمين للحضور للحوار في طاولة الحوار العالميّة للمهديّ المنتظَر من قبل الظهور لنخرجهم من كهف الظلمات في قعر بحر لُجِّيٍ إلى النور فأبَوا الحضور، وقالوا: "وأيُّ مهديٍّ منتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور؟ بل المهديّ المنتظَر يظهر في المسجد الحرام فيبايعه الناس". ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: ولكنه قد ظهر لكم في المسجد الحرام مهديٌّ منتظَر زايد مهدي منتظَر، وبين الحين والآخر يظهر لكم مهديّ منتظَر جديد في المسجد الحرام فيقول لكم إنه المهديّ المنتظَر ويطلب البيعة ولم تصدقوهم وهل تدرون لماذا لم تصدِّقوهم؟ كونَهم لم يقيموا عليكم الحجّة بسلطان العلم بل هم مثلُكم تشابهت قلوبُهم مع قلوبِكم فقد زعموا ما زعمتم أنّ المهديّ المنتظَر يظهر في المسجد الحرام للبيعة مباشرة وعلى الناس أن يصدقوه وما يُدري الناس في المسجد الحرام إن هذا هو المهديّ المنتظَر ما لم يكن الحوار من قبل الظهور ومن بعد التصديق يظهر المهديّ المنتظَر عند البيت العتيق.

    ولربّما يود أن يقاطعني أحد علماء الشيعة الاثني عشر فيقول: "يا ناصر محمد نحن علماء الشيعة من سوف يُفتي الناس بالحقّ كيف يعلمون المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم إذا ظهر في البيت العتيق، وذلك لأنّ الله سوف يرسِل معه الملائكةَ مقترنين فيُنادي جبريل من فوق رأسه فيقول هذا خليفة الله الإمام المهديّ فبايِعوه". ومن ثمّ يردّ المهديّ المنتظَر على الشيعة الاثني عشر وأقول: ما أشبه قلوبكم بقلوب الكفار الذين قالوا:
    {فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ (56)} صدق الله العظيم [الزخرف].

    أم إنكم لا تعلمون بالبيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54)} صدق الله العظيم؟ ويقصد أن فِرعَونَ استخفَّ بعقول قومه الذين لا يتفكرون فأَقنعهم أنَّ موسى كذاب ولو كان مرسلاً من ربه لألقى عليه أسورة من ذهبٍ فأغناه أو أرسل معه ملائكة مقترنين به ليعرِّفوه للناس إنّه رسولٌ من ربّ العالمين، ومن ثم اقتنع قومُه أنه مجردُ ساحرٌ كذابٌ فأطاعوا فِرعَوْنَ فجعلهم الله مثلاً للذين لا يعقلون، وكذلك الشيعة يعتقدون أن المهديّ المنتظَر يظهر في المسجد الحرام وأن الله يرسل مع الإمام المهديّ جبريل عن يمينه وإسرافيل عن يساره فيقولون للناس هذا خليفة الله المهديّ فبايعوه ثم يبايعه الناس، وإنه لكاذب من يعتقد بذلك من الشيعة الاثني عشر.

    وأما علماء أهل السّنة وما أدراك ما علماء أهل السّنة فيقولون: "بل نحن الذين نعرف الناس به فنقول للناس إن هذا هو الإمام المهديّ فبايعوه". ومن ثم يقول الإمام المهديّ فهل تعلمون الغيب يا أَشَرَّ الدواب؟ ولربّما يود أن يقاطعُني أحدُ علماءِ الشيعة أو السُنّة فيقول: "احترم نفسك يا ناصر محمد من التطاول على علماء الشيعة والسنة" ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ الحق من ربهم وأقول: لست من وصفتكم؛ بل الله في قوله تعالى:
    {إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلْبُكْمُ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:22].

    ولربما يود أن يقاطعني أحد علماء السنة والشيعة فيقول: "ومن قال لك إننا لا نعقل يا ناصر محمد؟". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: وتالله لو كنتم تعقلون لما اتبعتم الروايات التي لا يقبلها عقل ولا منطق، فأما الشيعة فاعتقدوا بهذه الرواية المفتراة كما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    [ وعندما يقف الإمام المهديّ بين الركن والمقام ليستعد للبيعة، يكون أول من يضرب على يديه جبرئيل وميكائيل ويبايعانه، وعندما يخرج من مكة ومعه أصحابه 313 وعشرة آلاف من الذين اتبعوه في مكة يكون جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله ].
    الحديث رقم 831 ج 3.
    انتهى الاقتباس
    وأما آخرين من الشيعة فقالوا:
    اقتباس المشاركة :
    [ جاء في الحديث عنه عليه السلام قوله المهديّ على راسه غمامه فيها ملك ينادي هذا المهديّ خليفة الله فاتبعوه ففي متى يقول اسمعوا له وفي الحديث عندنا يقول الملك في السحابة فبايعوه ].
    انتهى الاقتباس
    ومن ثمّ يردّ المهديّ المنتظَر على الشيعة الاثني عشر وأقول: ما أشبه قولكم بقول الضالين من أهل الكتاب في عقيدتهم في بعث المسيح عيسى ابن مريم حين يكلم الناس كهلا فقالوا ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    [ وفيما هو يتكلم إذا سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلاً هذا هو إبني الحبيب الذي سررت، له اسمعوا ].
    انتهى الاقتباس
    وأما علماء السُّنة فاكتفوا بأنهم مَن سوف يُعرِّفون الناس على المهديّ المنتظَر إذا جاء قدره المقدور فسوف يتعرفون عليه من دون أن ينطق لهم أنه الإمام المهديّ كونه لا يعلم أنه الإمام المهديّ؛ بل نحن علماء السُّنة من نُعرِّفُ شأنه أولا لنفسِه ومن ثم نُعرِّفُه للناس فنقول هذا هو الإمام، فيُنكِر ثم نجبره على البيعة وهو صاغر!! ومن ثمّ يردّ على الذين لا يعقلون من علماء الشيعة والسّنة المهديّ المنتظَر وأقول: وتا الله لا يُصدِّقُ هذه الخزعبلات إنسانٌ عاقلٌ، أفلا ترَونَ إنكم من أشرِّ الدوابِّ الذين لا يعقلون وسوف تكونون سبباً في عذاب البشر جميعاً بكوكب سقر ليلة يسبق الليل النهار؟ بل أنتم أشرُّ علماءٍ تحت سقف السماء إلا الذين استجابوا لدعوة الحقّ من ربهم من علماء السنة والشيعة فليسوا سواء، ولكنه طفح الكيل، ليس من علماء الشيعة والسّنة فحسب بل من كافة علماء المسلمين من أشرِّ الدوابِّ الذين لا يعقلون ممن يتَّبِعونَ خُزَعْبَلاتِ تخالف العقل والمنطق، ويعتصمون بها ويعضُّوا عليها بالنواجذِ والأيادي والأقدامِ، وها هو الإمام المهديّ منذ ثمان سنوات إلا قليلاً وهو يدعوهم للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم والسّنة النّبوية الحقّ فأبَوا إلا الاعتصامِ بما يُخالفُ لمُحكمِ كتاب الله وسنة رسوله الحقّ، فكيف يكونوا مُهتدين؟

    ولرُبَما يَوَدُّ أن يقاطعَني أحدَ عامّة المسلمين فيقول: "يا ناصر محمد لقد تجنّيْتَ في حقِّ علماء المسلمين". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: قال الله تعالى:
    {إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلْبُكْمُ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم.

    ألا واللهِ لو كانوا يعقِلون لاستجابوا لدعوةِ الاحتكامِ إلى كتابِ الله القرآنِ العظيمِ وأعلنوا الكفرَ بما يخالِف لمحكَم كتابِ الله القرآن العظيم سواءً يكونُ في التوراةِ أو في الإنجيلِ أو في السنَة النبويّة، وإن كانوا يرون أنَّ ناصرَ محمدٍ اليماني ضالٌ مضلٌ يُضِلُّ المسلمينَ فوجب عليهم الدفاع عن حياض الدين بكل ما أوتوا من سلطان العلم الحقّ في كتاب الله وسنة رسوله الحقّ، ولكنها أوشكت السنة الثامنة أن تنقضي ولم يستجبْ لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم لا علماء المسلمين ولا علماء النصارى ولا علماء اليهود كونهم على نهجٍ واحدٍ مخالفٍ لنهج كتاب الله القرآن العظيم، كلا لا وَزَرْ فأينَ الَمفَرْ يا مَعشرَ المُعرضين عن الذكر ليلةَ يسبِقُ اللّيلُ النهارَ ليلة ظهور المهديّ المنتظَر على كافة البشر وأنتم وهم صاغِرون مهطِعون، فتظل أعناقُكم لخليفةِ الله خاضعة، والأيامُ بيننا وإنّ لعنةَ الله على الكاذبين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    عدُوِّ أَعْدَاءِ الدِّيِنِ والمُسْلِمِيِنَ خَلِيِفَةُ اللهِ عَلَى العَالَمِيِنَ؛ الإِمامُ المهديّ نَاصِرَ مُحَمَّدٍ اليَمَانِي.
    ــــــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..





    اقتباس المشاركة 51032 من موضوع من المهديّ المنتظَر إلى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وكافة قادات العرب وعلماء المسلمين..



    - 7 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    26 - 04 - 1432 هـ
    01 - 04 - 2011 مـ
    12:51 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــــــ


    ويا عجبي من أمّةٍ تُدعى إلى كتابها القرآن العظيم فيعرضون عن الدَّاعي إلى الاحتكام إلى كتاب الله !


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين والتابعين الحقّ إلى يوم الدين..

    ويا عجبي من أمّةٍ تُدعى إلى كتابها القرآن العظيم فيعرضون عن الداعي إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم! ولئن سألتهم فهل تؤمنون بكتاب الله القرآن العظيم أنه الحقّ من ربّ العالمين؟ لقالوا جميعاً وبلسانٍ واحدٍ اللهم نعم، ولئن سألتهم وهل تؤمنون أنه الكتاب الوحيد المحفوظ من التحريف والتزييف إلى يوم الدين؟ لقالوا اللهم نعم، ولئن سألتهم وهل القرآن العظيم هو رسالة الله إلى الناس كافة في العالمين؟ لقالوا اللهم نعم، ولئن سألتهم وهل أخبركم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن فيه حكم ما بينكم فيما كنتم فيه تختلفون؟ لقالوا اللهم نعم، ولئن قلت لهم وما هو دليلكم من أحاديث السُّنة النّبويّة؟ لقالوا قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [ألا إنها ستكون ‏ ‏فتنة ‏ ‏فقيل وما المخرج منها يا رسول الله قال كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو ‏ ‏الفصل ‏ ‏ليس بالهزل من تركه من جبار ‏ ‏قصمه ‏ ‏الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضلَّه الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا ‏ ‏تزيغ ‏ ‏به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا ‏ ‏يخلق ‏ ‏على كثرة ‏ ‏الرد ‏ ‏ولا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: {إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به} من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم] صدق عليه الصلاة والسلام.

    ومن ثم يقول لكم الإمام المهديّ المنتظَر: إذاً يا علماء الأمّة وعامتهم لماذا لا تجيبون دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم وقد أضلّتكم الفتن فأدركتم زمن بعث الإمام المهديّ المنتظَر؟ وها هو يدعوكم إلى الاحتكام إلى محكم الذكر المحفوظ من التحريف القرآن العظيم لحقن دماء المُسلمين من هذه الفتنة الصماء العمياء التي تموج بالمنطقة العربيّة كموج البحار تجوب الأقطار.

    وقال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [ستكونُ فتنٌ يُصبِح الرجل فيها مؤمنًا ويُمسِي كافرًا، إلاَّ مَن أحياه الله بالعلم].

    [كيف تصنَعُ في فتنةٍ تَثُور في أقطار الأرض كأنها صَياصِي].


    وقال عليه الصلاة والسلام:
    [تكونُ فتنةٌ تعوج فيها عُقول الرجال حتى ما تَكاد ترى فيها رجُلاً عاقِلاً].

    وقال عليه الصلاة والسلام:
    [ثم تكونُ فتنةٌ لا تكون بعدها جماعة؛ تُرفَع الأصوات، وتَشخَص فيها الأبصار، وتُذهَل فيها العقول، فلا تَكادُ ترى فيها رجلاً عاقلاً].

    وقال عليه الصلاة والسلام:
    [ستكونُ فتنةٌ عَمياء بَكماء صمَّاء، مَن أشرَفَ لها استشرفَتْ له، وإشرافُ اللسان فيها كوقْع السَّيف].

    وقال عليه الصلاة والسلام:
    [تأتيكم أربعُ فتن؛ فالرابعة الصمَّاء العمياء المطبقة، تعرك فيها الأمَّة بالبَلاء عرْك الأديم حتى يُنكَر فيها المعروفُ ويُعرَف فيها المنكرُ، تموتُ فيها قلوبهم كما تموتُ أبدانهم]، وفي رواية: [والرابعة صمَّاء عمياء مُطبِقة تمورُ كمور موج البحر، حتى لا يجد أحدٌ من الناس منها ملجأً].

    ووقد أضلّتكم الفتنة الرابعة الصماء العمياء تمورُ بالبشر كمَورِ موج البحر، فأحدكم مع الحاكم والآخر مع المحكوم وآخرين أصحاب المواقف المزدوجة مع هذا وذاك في آنٍ واحدٍ وذلك حالكم في الفتنة الصماء العمياء، وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [والفتنة الرابعة يَصِيرون إلى الكُفر؛ مع هذا مرَّة، ومع هذا مرَّة، بلا إمامٍ ولا جماعة فتؤدِّ إلى ذَهاب السُّلطان وقِتال الناس بعضهم بعضًا] صدق عليه الصلاة والسلام.

    فاتّقوا الله يا عباد الله! فقد ابتعث الله عبده وخليفته الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني في زمن الاختلاف الأكبر بين الشعوب والحكام في زمن الفتنة الصماء العمياء تَدَعُ الحليم فيها حيراناً ينضم إلى مَنْ؟ فاتقوا الله وأجيبوا داعي الله للاحتكام إلى كتاب الله ليحكم بينكم وما على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلا أن يستنبط لكم حكم الله من محكم كتابه فيما كنتم فيه تختلفون، وأنفي تعدديّة الأحزاب المذهبيّة وأنفي التعدديّة بالأحزاب السياسيّة، فكونوا حزب الله الواحد ودستوراً واحداً فلكم إلهٌ واحدٌ سبحانه وتعالى علواً كبيراً، فأجيبوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم ولا تكونوا أوّل كافرٍ به يا معشر المسلمين وأنتم به مؤمنون فبئس ما يأمركم به إيمانكم أن تعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم أفلا تعقلون! أليس فيكم رجلٌ رشيدٌ ولو واحد يا هيئة عُلماء اليمن يأتي لحوار الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني؟ فهو بينكم في صنعاء، وهو فرج الله عليكم، ورحمةٌ لكم يا أهل اليمن ولجميع المُسلمين. فلماذا أنتم عن رحمة الله معرضون، أفلا تتقون؟ فما هي حجتكم على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إن كنتم صادقين؟ فهل دعاكم إلى عبادة غير الله حتى تكفروا بدعوته وهل دعاكم إلى الاحتكام إلى غير كتاب الله وسنّة رسوله حتى تعرضوا عنه فتنكروا عليه؟ ولكنكم لتعلمون حقيقة دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أنه يدعوكم والناس أجمعين إلى عبادة الله وحده لا شريك له وينذركم بالقرآن العظيم أن ليس لكم من دون الله وليٌّ ولا شفيعٌ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَنْذِرْ بِهِ الّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إلى رَبهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِي وَلا شَفِيعٌ لَعَلّهُمْ يَتّقُونَ} [الأنعام:51].

    وقال الله تعالى:
    {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [السجدة:4].

    وأدعوكم إلى الرجوع إلى كتاب الله القرآن العظيم وسنّة رسوله الحقّ التي لا تخالف لمحكم القرآن العظيم كون ما خالف لمحكم القرآن في سنة البيان فهو حديثٌ مفترى من عند غير الله أي من عند الشيطان أفلا تعقلون؟ فكيف السبيل لإنقاذكم من هذه الفتنة الصماء العمياء البكماء تدع الحليم فيها حيراناً؟ فكيف تريدون يا أهل اليمن أن يذهب الرئيس علي عبد الله صالح من السلطة من قبل تسليم القيادة إلى الذي سيحكم البلاد فينقذ العباد من الفساد ويحقن دماء المسلمين ويوحّد صفّهم ويجمع شملهم لتقوى شوكتهم ويؤلّف الله بين قلوبهم فيصبحوا بنعمة الله إخواناً؟ ولا تظنّوا أنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فرحاً بكرسي السلطان على العالمين، كلا وربّ السماوات والأرض إنّ كرسي المُلك على العالمين لَهَمٌّ وغَمُّ عظيمٌ في قلب الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ كرسي الخلافة من ارتقى إليه فليعلم أنّه مسؤولٌ بين يدي الله عن الذين استخلفه الله عليهم، ألا والله الذي لا إله غيره ولا يعبد سواه أنّه لولا أنّ الإمام المهديّ مجبرٌ على قبول الخلافة لأشفقت منها ولأبيت أن أحملها كما أشفقت منها السماوات والأرض وأبين أن يحملنها وقد خاب من قَبِلَها وهو فرحٌ بها مسرورٌ ويرى نفسه فرحاً فخوراً، أفلا يعلم أنه مسؤولٌ يوم النشور يوم يقوم الناس لله الوحد القهّار؟ وقد خاب من حمل ظلماً. فبالله عليكم أليس أهون لناصر محمد اليماني أن يكون مسؤولاً بين يدي ربِّه فقط عن نفسه أهون من أن يكون مسؤولاً عن العالمين؟ فيا عجبي من قوم يتناحرون على الملك والسلطان ويعرضون عن داعي الاحتكام إلى القرآن ومنهم من يصفه بالجنون! بل هو الإنسان الذي علمه الرحمن البيان الحقّ للقرآن.

    أما آن لكم يا معشر اليمانيين وكافة المسلمين أن تجيبوا داعي الاحتكام إلى القرآن؟ فمن يصرف عنكم عذاب الرحمن يا معشر المعرضين الرافضين أن يكون الرحمن هو الحَكَم بينهم فيما كنتم فيه تختلفون؟ فهل على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلا أن يستنبط لكم حكم الرحمن بينكم من محكم القرآن، أفلا تتقون؟ فكيف السبيل لإنقاذكم وكيف السبيل لهداكم، فما خطبكم وماذا دهاكم يا معشر هيئة علماء اليمن؟ أليس فيكم رجلٌ رشيدٌ يأتي لحوار الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني هل ينطق بالحقّ أم كان من اللاعبين؟

    ويا قوم إنّي أرى في موقع (حشد نت) رجلاً يفتري باسم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وما يلي رسالته المفتراة يقول فيها ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    2011-03-30 23:16
    17
    الاسم : ناصر محمد اليماني
    موضوع التعليق : الصراحه انا استسلم
    بصراحه انا حاولت اني اكون مشهور واستخدمت كل الطرق والوسائل لاكن محاولاتي كلها بائت بالفشل الذريع اخواني انا اسف لاني كذبت عليكم وعلى كل الناس وفي كل المواقع والمنتديات وكما قلت اني قد فشلت فشلآ ذريعأ ولا يسعني الا ان اطلب منكم السماح لاني راحل ولكن ليس ببعيد
    وستكون رحلتي الى مستشفى الامراض النفسيه والعقليه وادعو لى بالشفاء العاجل....اخوكم ناصر محمد اليماني
    انتهى الاقتباس
    اِنتهى الافتراء.

    ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا أيها المفتري علينا إن كنت من شياطين البشر تفتري بمعرف المهديّ المنتظَر لتصدّ دعوة الاحتكام إلى الذكر فإن عليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين فقد غضب الله عليك ولعنك وأعدّ لك عذاباً عظيماً، وإن كنت من الجاهلين فحسبي الله أن يغفر لك هذا الافتراء علينا بغير الحقّ، أفلا تستحي من ربّك الذي يراك حين تفتري علينا ما لم نقله؟ فويلٌ لك من ربّ العالمين وويلٌ للمُعرضين عن داعي الاحتكام إلى القرآن العظيم. وقال الله تعالى:
    {تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بالحقّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾ وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٧﴾ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّـهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٨﴾} [الجاثية].

    وقال الله تعالى:
    {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٦﴾ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٧﴾} [لقمان].

    وقال الله تعالى:
    {اللَّـهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّـهِ ۚذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ولربما تجدون من البشر التي لا تتفكر من يصدّق أنّ الذي كتب ذلك الاعتذار عن فشل الإشهار أنّه ذاته المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني كون من البشر أناس والله لا فرق بينهم وبين البقر التي لا تتفكر شيئاً، فهل معقول أن يكون ناصر محمد اليماني من الجاهلين وقد زاده الله بسطةً في علم البيان الحقّ للقرآن العظيم؟ ولسوف يحكم الله بيني وبين المُفتري بالحقّ وهو أسرع الحاسبين فلن يعجز الله هرباً إن كان من الشياطين، وإن كان من المسلمين فوالله أنّه من الذين لا يخافون الله ولا يتّقونه، وأقول صبرٌ جميلٌ على الجاهلين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله وعبده؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  3. افتراضي

    اقتباس المشاركة : الى رضوان الله
    بسم الله الرحمن الرحيم
    إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون صدق الله العظيم
    انتهى الاقتباس من الى رضوان الله

    قال الله تعالى:
    { فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ }
    صدق الله العظيم [يونس:32]
    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــــ




    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  4. افتراضي

    اللهم تقبلنا. رضينا برضوانك.


    اقتباس المشاركة 48193 من موضوع تحذير المهديّ المنتظَر إلى جميع المسلمين المعرضين عن الذِّكر من رجم الحجارة بالدخان المبين..



    الإمام ناصر محمد اليماني
    30 - 07 - 1433 هـ
    20 - 06 - 2012 مـ
    03:56 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشـاركـــــــــة الأصليَّة للبيــــــــــــــان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=48182
    ــــــــــــــــــــ


    تحذير المهديّ المنتظَر إلى جميع المسلمين المعرضين عن الذِّكر من رجم الحجارة بالدخان المبين..



    بسم الله الرحمن الرحيم
    {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7) لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16) وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (17) أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (18) وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (19) وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (20) وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (21) فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (22) فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (23) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (24) كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (28) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ (29) وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30) مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ (31) وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (32) وَآتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ (33) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ (34) إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (35) فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (36) أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (37) وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41) إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42) إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ (55) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (56) فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (57) فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58) فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (59)} صدق الله العظيم [الدخان].

    المنذر بالذكر؛ المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..





    اقتباس المشاركة 262 من موضوع سؤال المهديّ المنتظَر إلى عُلماء الأمّة وأتباعهم..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    23 - 10 - 1428 هـ
    04 -
    11- 2007 مـ
    09:29 مساءً
    ــــــــــــــــــــ



    سؤال المهديّ المنتظَر إلى عُلماء الأمّة وأتباعهم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..

    يا معشر عُلماء الدين الإسلامي الحنيف وجميع الشعوب الإسلاميّة، إليكم السؤال الذي يعلم إجابته كُلّ مُسلمٍ أو مسلمةٍ وهو: هل أنتم مؤمنون بالقرآن العظيم حديث ربّ العالمين وأنه أصدق الحديث؟ وبلا شكّ إنَّ جوابَكم سوف يكون وكأنه بلسانٍ واحدٍ: كيف لا نؤمن بالقرآن العظيم حديث ربّ العالمين، ومن لم يؤمن به فإنه من الكافرين". ومن ثم أوجّه إليكم سؤالاً آخر فأقول: فهل وعدكم الله بحفظه من التحريف إلى يوم الدِّين؟ وجوابكم بلا شكّ سوف تقولون: "بلى محفوظٌ، تصديقاً لقوله تعالى:
    {إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9]".

    ومن ثم أقول لكم: إذاً يا معشر عُلماء الأمّة وجميع المُسلمين، بالله عليكم لو لم يحفظ الله القرآن من التحريف ومن ثم ضلَلْتم عن الصراط المُستقيم، أليست لكم حُجّة على الله يوم القيامة فتقولون: "تمّ تحريف القرآن العظيم وكثُرَت الأحاديث والروايات ولم نعلمْ أيُّهم الصحيح وأيُّهم الباطل ولذلك ضلَلْنا عن الصراط المستقيم". فإذا صدقتم أنّه تمَّ تحريف القرآن العظيم حقاً فهُنا لن يُنكرَ الله حجّتَكم عليه بأنّه لم يحفظ القرآن من التحريف حتّى ضلَلْتم عن الصراط المستقيم وسوف تقولون وتقسمون بالله جهد أيمانِكم بأنّه لو كان القرآن محفوظاً من التحريف لما تمسّكتم بما خالف القرآن أبداً، ومن ثمّ علم الله بقولكم وحتى لا تكون لكم الحجّة على ربّكم فقد حفظ لكم القرآن العظيم من التحريف إلى يوم الدين، وتوعّدَكم بأنه سوف يسألكم عنه إذا لم تتمسكوا به وتبلِّغوا به. وقال الله تعالى:
    {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    إذاً بالله عليكم يا معشر عُلماء الأمّة أن تتدبَّروا هذه الآية جيداً إن كنتم من أولي الألباب، فهل يتذكَّر إلا أولو الألباب؟ وقال الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النّساء].

    فبالله عليكم يا معشر عُلماء الأمّة أليست هذه الآيات واضحةً وجليّةً ومحكمةً بأنّ الله أخبركم بأنه يوجد طائفةٌ إذا حضروا عند محمد رسول الله يقولون أمامه وأمام الصحابة الحقّ قلباً وقالباً يقولون: "طاعة لله ورسوله"، وذلك حتى يكسبوا ثقة المسلمين، وكذلك يعجب محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- بقولهم، ومن ثم أخبركم الله بأنهم يقولون بألسنتِهم ما ليس في قلوبِهم أمام محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأخبركم الله بأنهم إذا خرجوا من عند رسول الله يبيّتون أحاديث غير التي يقولها محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، بمعنى أنهم يمكرون بأحاديثَ ضدّ لحديث الله ورسوله، ولكنهم مُؤخِّرين مكرهم إلى حين وخصوصاً بعد موت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، لذلك قال:
    {يُبَيِّتُونَ}، ومن ثم يقومون بنشر هذه الأحاديث المُفتراة من بعد رحيل محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- بين صفوف المسلمين ليرويها الأجيال للأجيال التي تليها.

    إذاً يا معشر عُلماء الأمّة، ما هو الحل للنَّجاة من ذلك المكر الخبيث؟ وأبشِّرُكم أني أعلم الحل والله على ما أقول شهيد ووكيل، وأقسم بالله العلي العظيم ما أتيتُ به من رأسي كاجتهادٍ منِّي بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، بل الله مَنْ علَّمَكُم به في نفس الآيات. وقال الله تعالى:
    {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم.

    فلربّما يريد مُقاطعتي أحدُ فطاحلةِ عُلماءِ المُسلمين من الذين يقولون على الله بالظنّ الذي لا يُغني من الحقِّ شيئاً فيقول لي: "مهلاً مهلاً يا من تزعم أنّك المهديّ المنتظَر لقد أخطأتَ بتأويلِك لهذه الآية في قوله: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم، فإنما يقصد الكُفار بهذا القرآن بأن يتدبَّروا القرآن وأنّ القرآن لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً". ومن ثمّ أردّ عليه بالحقّ فأقول: حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ من نفس حديث الله بأنّ الله لا يخاطب في هذه الآيات الكُفار بالقرآن بل يُخاطب المسلمين المؤمنين بهذا القرآن العظيم، والحمدُ لله الذي جعل الموضوع مُتَّصلاً في آيةٍ واحدةٍ للبيان والتّوضيح حتى لا يَزيغ عنها إلا هالكٌ ظالمٌ لنفسه ويريد أن يجادل بالباطل ليدحضَ به الحقّ، ولسوف أدعو جميع المسلمين العرب؛ أي كُلَّ ذي لسانٍ عربيٍ مبينٍ وهم ليسوا علماء فأقول لهم: بالله عليكم احكموا بيني وبين عُلماء الأمّة المنكرين لدعوتي للرجوع إلى المرجعيّة الحقّ للدين الإسلامي الحنيف. ومن ثم يخاطبونني فيقولون: "يا ناصر اليماني ولكنّنا لسنا من علماء الدين حتى نَحْكُمَ بينك وبين علماء الأمّة". ومن ثمّ أردّ عليهم فأقول: إنّا لا نحتاج في هذه الآية لعالم فقهٍ بل نحتاج لإنسانٍ عربّي وذي لسانٍ عربّيٍ يفهم إذا أحدٌ خاطبه باللُّغة العربيَّة، ومن ثم يقول هذا العربّي: "إذا كان الأمر كذلك فأنا عربّيٌ وأفهم حديث من خاطبني بلغتي العربيَّة فما هي الآية؟". ومن ثم أقول له: هي قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النّساء].

    وإليكم جواب كُلِّ ذي لسانٍ عربيٍّ مبينٍ فسوف يقول: "يا إخواني إنّ الموضوع واضحٌ يخبرنا الله فيه بأنّ هُناك طائفتان يحضرون إلى مجلس محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- إحداهما طالبو علمٍ مؤمنون والطائفة الأخرى يؤمنون ظاهر الأمر ويخرجون بالكفر كما دخلوا به ومن ثم يُبيِّتون أحاديث غير التي يقولها محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومن ثمّ نرى في كلمات الآية الجليّة بأنّ الله أمر رسوله أن لا يطردهم وذلك واضحٌ في كلمات الآية في قوله:
    {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا}، بمعنى أنّهم استمروا في مرافقة رسول الله وصحابته والحضور إلى مجلسه حينما يشاءون، ولم يقُم محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- بطردهم، والحكمة من ذلك ليتبيَّن مَنْ الذي يتّبع القرآن ويُصدِّق حديث الله أصدق الحديث ممن ينبذ القرآن وراء ظهره فيتّبع ما خالف حديث الله، ونرى بأنّ الله قد أفتى المؤمنين بهذا القرآن بأنَّ عليهم الرجوع إلى القرآن فيما اختلفوا فيه من الأحاديث التي قالها محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وأنّها إذا كانت هذه الأحاديث من عند غير الله ورسوله فسوف يجد المُتدبِّرون لحديث القرآن بأنّ بينه وبين هذا الحديث المُفترى اختلافاً كثيراً".
    انتهى حكم ذي اللسانِ العربيِّ المبين.

    ويا معشر جميع علماء المُسلمين إنِّي أوجهُ إليكم سؤالاً آخر: لماذا سوف يعذّب الله جميع قُرى العالمين بما فيها قُرى المُسلمين بعذابٍ أليمٍ فيجعل هذا العذاب آيةَ التصديق للمهديّ المنتظَر قبل يوم القيامة؟ وقال الله تعالى:
    {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَاۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ولربّما يُقاطعني أحد فطاحلة علماء المُسلمين فيقول: "إنَّما يقصد قُرى ما قبل مبعث رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- كمثل قُرى قومِ نوحٍ التي أغرقها، وكذلك قُرى عادٍ التي أهلكها بالريح العقيم، وكذلك قُرى ثمود التي أهلكها بالرجفة، وكذلك قُرى قوم لوط وإبراهيم، وكذلك قوم شعيب، وكذلك دأب آل فرعون، فإنَّما يقصد القرى الأولى التي كذّبت برسلهم". ومن ثم نردّ عليه: إنك بتأويلك هذا قد نلت غضبَ الله وعدم مرضاته عليك لأنّ الله لا يقصد في هذه الآية القرى الأولى وإنما يدعوهم ليمشوا في الأرض لينظروا كيف فعل الله بالمكذِّبين الذين كذّبوا رسلهم من قبل؛ إذاً تكلَّم عن القُرى الأولى، أمّا هذا العذاب الموعود الذي سوف يشمل جميع قرى العالمين وذلك لأنَّ محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- رسولٌ إلى العالمين أجمعين، والقرآن رسالةٌ شاملةٌ للناس كافّة إذا كذَّبوا به فلا بُدّ أن يُرسِل الله العذاب على جميع قرى الكرة الأرضيّة.

    إذاً، يا قوم لقد علمتُ من خلال هذه الآية الجليّة الواضحة البيِّنة أنّكم سوف تكذّبون بمهديِّكم الحقّ حين يأتيكم ليدعوكم إلى الرجوع إلى كتاب الله القرآن العظيم فيما اختلفتم فيه من أحاديث السُّنة فإذا أنتم عنه مُعرِضون، ومن ثم يجعل اللهُ له آيةً كُبرى فهل تدرون ما هي؟ إنّها آيةُ عذابٍ أليمٍ، فهل تدرون لماذا؟ برغم أنّ المهديّ المنتظَر لم يكن نبيّاً ولا رسولاً، فلماذا سوف يعذِّبكم الله يا معشر المسلمين مع الكفار بهذا القرآن العظيم؟ وذلك لأنكم أعرضتم عن المهديّ المنتظَر الذي يدعوكم للاحتكام إلى القرآن العظيم. إذاً، من أعرض عن المهديّ المنتظَر الحقّ فقد أعرض عن القرآن العظيم ولسوف يناله الله بعذابٍ عقيمٍ.

    ويا أوليائي بلِّغوا المسلمين عني والنّاس أجمعين معذرةً إلى ربّكم ولعلهم يتقون.

    والسلام على من اتَّبع الهادي إلى الصراط ـــــــــــ المُستقيم..
    الإمامُ المهديّ المنتظر؛ النّاصر لمحمدٍ رسولِ الله والقرآن العظيم؛ ناصر محمد اليماني.
    _____________

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  5. افتراضي

    اللهم اننا سمعنا داعيك الى الحق فاجبنا اللهم فاكتبنا مع الشاهدين واهدي اللهم باقي عبيدك ولسنا بارحم بهم منك ولكننا احببنا رضوانك على عبادك فاهدهم يالله برحمة منك يا ارحم الراحمين

    اقتباس المشاركة 5083 من موضوع أساسُ دعوةِ الإمام ناصر للمسلمين والنَّاس أجمعين ..

    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    12 - ربيع الأول - 1430 هـ
    09 - 03 - 2009 مـ
    12:04 صبـاحًا
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ____________



    أساسُ دعوةِ الإمام ناصر للمسلمين والنَّاس أجمعين ..


    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ..

    ويا أَمَة الله زادك الله بصيرةً فلا تكوني في حيرةٍ، حقيقٌ لا أقول على الله غير الحقّ، وبالنّسبة لوالدتي فهي تزوّجتْ من أبي من (يكلا) بلاد أهلها، وأهلها نسلهم معروفٌ بين القبائل أنّهم من قريش من بني هاشم، ولكنّي لا أعلمُ عِلم اليقين مِن نسلِ أيّ بني هاشم، ولا يهمّني أن أعلم مِن نسلِ أيّ بني هاشم أهل والدتي، وما أستطيع أن أفتيك فيه هو أنّ أخوالي أهل والدتي هم حقًّا نسلهم من قريش من بني هاشم.

    ويا أَمَة الله لا تكوني في ريبةٍ من الحقّ والحقّ أحقّ أن يُتَّبَع وما بعد الحقّ إلّا الضلال، ويا أَمَة الله المُباركة لقد وهبك الله بصيرةً فكيف لا توقنين بما أراك الله من الحقّ؟ وهل بعد الحقّ إلّا الضلال؟ وبعض الباحثين عن الحقّ يتبيّن لهم أنّي الإمام المهديّ إلى الحقّ ومن ثُمّ يخشون أن يُصَّدقوني وأنا لست الإمام المهديّ وكأنّ عليهم إثمًا، ويا سبحان الله! ويا عباد الله فإن صَدَّقُتم أنّي الإمام المهديّ وحتى ولو لم أكُن الإمام المهديّ فهل تظنّون بأنّ الله سوف يحاسبكم على التصديق بالحقّ؟ ذلك لأنّ لكم حجّة على الله وهي ما أدعوكم إليه كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، فإن صدّقتم بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ فقد جعل الله لكم الحجّة عليه ولن يحاسبكم على التّصديق حتى ولو لم يكن الإمام المهديّ هو ناصر محمد اليماني؛ وذلك لأنّكم إنّما صدّقتم حُجّة ناصر محمد اليماني التي يحاجِج بها علماءكم من كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، فكيف يحاسبكم الله على التّصديق بالحقّ؟ أفلا تعقلون؟! وإن أعرضتُم عمّا يدعوكم إليه ناصر محمد اليماني بالرّجوع إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ فإنّكم لم تُكَذِّبوا ناصر محمد اليماني بل كذّبتم بالحقّ من ربّكم (كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ) ثُمّ تجعلون لله عليكم سُلطانًا فيُعذّبكم مع الكفار المُعرضين عن كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، أفلا تتّقون؟! وكذلك الكفار حين يكفرون بمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فإنهم لم يُكَذِّبوا محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وإنما كذّبوا بكلام الله الحقّ، ولذلك وبتكذيبهم لكلام الله الحقّ جعلوا لله عليهم سلطانًا أن يعذِّبهم في الدّنيا والآخرة، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:33].

    ويا معشر علماء الأُمّة وكافّة الباحثين عن الحقّ، أقول لكم الحقّ والحقّ أقول حقيقٌ لا أقول على الله إلّا الحقّ: لا ولن يعذّب الله الكفار والمسلمين بسبب تكذيبهم لناصر محمد اليماني إن كان ناصر محمد اليماني يُحاجِجهم من كلامه هو شخصيًّا بالظنّ والاجتهاد بغير علمٍ ولا سلطانٍ، أمّا إذا تبيّن لهم أنّ المدعو ناصر محمد اليماني يُحاجِج النَّاس بكتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ ويدعو المسلمين إلى الرجوع إلى كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ ومن ثُمّ يُعرِض الكفّار والمسلمون عمّا يدعوهم إليه ناصر محمد اليماني، وعند ذلك فسوف يكون العذاب يشمل كافّة قرى الكفار والمسلمين، ولم يكن السّبب للعذاب في الكتاب بسبب تكذيبهم لعبده ناصر محمد اليماني بل بسبب إعراضهم عن حُجّة الله عليهم كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    إذًا حُجّة الله عليكم هو ما ابتعث الله به عبده ورسوله وخاتم أنبيائه بكتاب الله وسنّة رسوله إلى النَّاس كافة، وإنّما يبتعث الله الإمام المهديّ ليكون ناصرًا لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، أيّ ناصرًا لما جاءكم به محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك يُحاجِجكم الإمام المهديّ بحُجّة الله عليكم كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ وتلك هي حُجّة الله عليكم لئن كذّبتم بالحقّ من ربّكم فقد جعلتم لله عليكم سلطانًا أن يعذبكم ولا حُجّة لكم على الله بقولكم: "إننا لم نعلم علم اليقين هل ناصر محمد اليماني هو الإمام المهديّ المنتظَر أم كذَّابٌ أشر".

    ولكن لله الحُجّة البالغة وسوف يقول لكم: ألم يُحاجِجكم بآيات ربّكم وفصّل لكم آيات ربّكم تفصيلًا وعلّمكم بحقائق آيات ربّكم على الواقع الحقيقي وتبيَّن لكم أين تكون الأراضين السّبع تصديقًا لِما جاء في ذكري وأنّهُنّ مِن بعد أرضكم، وبيّن لكم حقيقة قولي:
    {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ} [الرحمن:17]، وأنّها أرضٌ من تحت الثّرى وأنّها لربكم وليست لعدوّي تصديقًا لقول الله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [طه]، وأراكمُ الله آياته الحقّ على الواقع الحقيقي وبيّن لعلماء الفَلَك منكم أنّ الشّمس أدركت القمر وعلّمكم كيف يكون ذلك، وأعلنَ لكم حدوث آية التّصديق من ربّكم من قبل الحدث برغم استحالة حدث رؤية هلال الشّهر من قِبَلِ كافّة الذين أوتوا العلم منكم ومن ثُمّ أصْدَقَ عبدَه بالحقّ، وتبيّن لكم أنّه الحقّ ثُمّ أعرضتم عن الحقّ من ربّكم من بعد ما تبيّن لكم؟ فما هي حُجّتكم حتى كذّبتم عبدي الذي يُحاجِجكم بآيات ربّكم؟ فإنّكم لم تُكَذِّبوا عبدي ولكنّكم بآيات ربّكم تجحدون بغير الحقّ.

    ومن ثُمّ تقولون: "ربّنا ظلمنا أنفسنا ولو كنا نسمع أو نعقل ما كُنّا في أصحاب السعير".

    ثُمّ يقول لكم الله ورسوله: فسُحقًا لأصحاب السّعير الذين كذَّبوا بآيات ربّهم وتمسّكوا بما يخالف لمُحكَم آيات ربّهم ويحسبون أنهم مهتدون.

    ويا قوم والله الذي لا إله إلّا هو لئن كذّبتم بحقائق آيات ربّكم أنّ الله سوف يُحاجِجكم بها فيُعذّبكم في الدُّنيا والآخرة ولن تجدوا لكم من دون الله وليًّا ولا نصيرًا، ويا أُمّة الإسلام والله الذي لا إله إلّا هو لئن كذّبتم بالبيان الحقّ من ربّكم فإنّ الله سوف يُحاجّكم بالبيان الحقّ للذّكر حُجّة الله عليكم وعلى محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وعلى ناصر محمد اليماني، فإن كذّبنا بآيات ربّنا فلن نجد لنا من دون الله وليًّا ولا نصيرًا، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مستقيم ﴿٤٣﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    ويا معشر علماء الأُمّة فهل ترون ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مُّبين لأنّه مُستمسكٌ بالقرآن العظيم والسُّنة النَّبوية الحقّ التي لا تخالف لمُحكَم القرآن العظيم ومن ثُمّ ترون ناصر محمد اليماني كذابٌ أشِر وليس الإمام المهديّ المُنتظَر؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، والآن وأنتم سالمون قبل الوقوف بين يدي الله، وتذكّروا يوم تأتي كُلّ نفسٍ تُجادل عن نفسها ما هي حُجّتكم على ناصر محمد اليماني حتى أعرضتم عنه حتى تنظروا هل هي حُجّة منطقيّة سوف يقبلها الله؟ أم أن حُجّة ناصر محمد اليماني هي الحقّ من ربكم؟ فتعالوا لننظر ما ينهاكم عنه ناصر محمد اليماني، وتدبّروا هل أمركم بأمرٍ واحدٍ فقط لم يأمركم به الله ولا رسوله؟ إذًا فقد جعل الله لكم على ناصر محمد اليماني سُلطانًا مُّبينًا، والحقّ معكم لئن كذّبتم به ولكم الحقّ أن تقولوا: "بل أنت كذابٌ أشِر ولستَ المهديّ المنتظَر الحقّ، فكيف تأمرنا بما لم يأمرنا به الله ولا رسوله؟ فنحن نعلم أنّ الإمام المهديّ لم يجعله الله نبيًّا يوحى إليه بكتابٍ جديدٍ ولا سُنَّة جديدةٍ وإنّما يأتي الإمام المهديّ ناصرَ محمدٍ رسول الله النَّبيّ الأُميّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فلا حُجّة لك علينا ما دمتَ أمرتنا بما لم يأمرنا الله به ولا رسوله ولن يُعَذّبنا الله شيئًا ما دُمنا كذَّبنا بالباطل الذي لم يأمر به الله ولا رسوله، وأمّا إذا أمرتنا بما أمرنا الله به ورسوله ثُمّ أعرضنا عنك فتلك هي حجّة الله علينا؛ ما جاء به محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ".

    ومن ثُمّ يردُّ عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: ذلك بيني وبينكم، فإن أمرتُكم بما لم يأمركم به الله ولا رسوله فلا طاعة لي عليكم ولا يجوز لكم أن تصدّقونني ولا تنصرونني واستحق ناصر محمد اليماني لعنةَ الله ولعنةَ ملائكته والنَّاس أجمعين، وذلك على من افترى على الله كَذِبًا بغير ما جاء به خاتم الأنبياء والمُرسَلين محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كتاب الله والسُّنّة الحقّ من عنده.

    فتعالوا لننظر سويًّا إلى ما أدعوكم إليه، وهل يأمركم المدعو ناصر محمد اليماني بأمر يخالف ما أمركم به الله ورسوله؟ وما يلي أساسُ دعوتي للمسلمين والنَّاس أجمعين:

    1 - أن تعبدوا الله وحده لا شريك له، ومَن أشرك بالله فقد ظلم نفسه ولن يَجِد له من دون الله وليًّا ولا نصيرًا.

    2 - أن تؤمنوا بأنّ هذه الدعوة هي التي ابتعث الله بها كافّة الأنبياء والمُرسَلين، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    3 - أن لا تُفَرِّقوا بين رسل الله أجمعين الذين ابتعثهم الله بهذه الدّعوة الموحّدة، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُولَٰئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿١٥٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٨١﴾ فَمَن تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٨٢﴾ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وقال الله تعالى:
    {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن ربّهم لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿٨٤﴾ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٨٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وقال تعالى بعد ذكره دعوة خليله إبراهيم إلى التّوحيد وذِكر مَن معه مِن المُرسَلين:
    {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ﴿٨٩﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    4 - الدّعوة للمسلمين والنّصارى واليهود والمجوس والمُلحدين والنَّاس أجمعين إلى هذه الكلمة التي جاء بها كافّة الأنبياء والمُرسَلين، تصديقًا لقول الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    5 - التّصديق أنّ الدّين عند الله هو الإسلام الذي يدعو إليه محمدٌ رسول الله والمسيح عيسى وسليمان وكافّة الأنبياء والمُرسَلين مِن قبله، فانظروا لدين داوود الذي يدعو النَّاس إليه وسليمان لملكة سبأ: {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٣٠﴾ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مسلمين ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وانظروا لدين رسول الله المسيح عيسى ابن مريم - عليه الصلاة والسلام - وما يدعو بني إسرائيل إليه:
    {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٤٥﴾ وَيُكَلِّمُ النَّاس فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴿٤٦﴾ قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٤٧﴾ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ﴿٤٨﴾ وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن ربّكم أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٤٩﴾ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن ربّكم فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴿٥٠﴾ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَٰذَا صِرَاطٌ مستقيم ﴿٥١﴾ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولا أعلمُ بدينٍ للنصارى غير الإسلام الذي جاء به رسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وآله وسلّم، والذي جاء به محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - خاتم الأنبياء والمُرسَلين إلى النَّاس كافّة بكتاب الله القرآن العظيم الكتاب الجامع لكافّة كُتب الأنبياء والمُرسَلين، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الحقّ فَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وبما أنَه الكتاب الجامع لكافّة كتب الأنبياء والمُرسَلين إلى الأمم؛ قال الله تعالى:
    {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ ۚ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].

    6 - أن لا تُفرّقوا دينكم شيعاً وكُلُّ حزبٍ بما لديهم فرحون، فإن فعلتم فقد خالفتم أمر الله ورسوله، تصديقًا لقول الله تعالى: {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} صدق الله العظيم [الشورى:13].

    وتصديقًا لقوله تعالى:
    {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ‎﴿٣٠﴾‏ ۞ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ‎﴿٣١﴾‏ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ‎﴿٣٢﴾‏} صدق الله العظيم [الروم]

    وتصديقًا لقول الله تعالى:
    {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

    وكذلك في قوله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿١٥٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وتصديقًا لقوله تعالى:
    {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وتصديقًا لقوله تعالى:
    {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} صدق الله العظيم [الأنفال:46].

    ومن ثُمّ خالفتم يا معشر علماء الأُمّة كافّة أوامر الله إليكم المُحكَمة في أُمِّ الكتاب القرآن العظيم وأعرضتم عنها أجمعين واتّبعتم حديث الشيطان الرجيم:
    [اختلاف أُمّتي رحمة]، وزعمتم أنّ مَنْ قاله هو محمدٌ رسول الله! بل حتى الذين أنكروه فكذلك اتّبعوا هذا الحديث الذي جاء من عند الشّيطان الرّجيم على لسان أوليائه من شياطين الإنس المنافقين الذين يُظهرون الإيمان والاتّباع لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - حتى إذا خرجوا من عنده فيُبَيِّتون أحاديث غيرَ التي يقولها - عليه الصلاة والسلام - فصدّوا عن سبيل الله، وكم أدعوكم إليه فأبيتم أن تتّبعوه واتّبعتم أحاديثهم فصدّوكم عن سبيل الله الحقّ، تصديقًا لقول الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴿٣﴾ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    ومن ثُمّ علّمكم الله طريقةَ تصْدِيَتِهم عن الحقّ من ربّكم أنّه ليس بالسّيف، فإذًا لو كان بالسّيف فلا داعي أن يأتوا ليشهدوا بين يدي محمدٍ رسول الله بإسلامهم لأنّهم سوف يقاتلونه فينكشف أمرهم. إذاً ما هي طريقة تصْدِيَتِهم المقصودة في قول الله تعالى:
    {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم؟ ولكن لله الحُجّة البالغة فقد علّمكم كيف هي طريقة صدّهم عن الحقّ من ربّكم أنّها بالافتراء بأحاديثٍ وروايات لم يقُلها عليه الصلاة والسلام، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وتعالوا لأُعلّمكم لماذا أمر الله نبيّه أن يُعرض عنهم فلا يطردهم؟ وذلك ليستمر مَكرهم ليعلَم من يتّبع الحقّ ممّن يستمسك بما خالف لكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، وذلك لأنّ الله سوف يُعلّمكم كيف تعلمون الحديث النّبويّ الحقّ الذي جاء من عند الله والحديث الشّيطاني الباطل الذي جاء من عند غير الله ليصُدّوكم به عن سبيل الله.

    ولذلك أمَر الله علماء المسلمين أن لا يختلفوا في الأحاديث النَّبوية وأن لا يعتمدوا على الثقات أو غير الثقات، ولا تطعنوا في صحابة رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كيف ما كانوا هو أعلمُ بِمَن اتّقى، وأمركم الله أن تأخذوا الأحاديث الواردة بشكل عامٍ عن كافّة صحابة محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ومن ثُمّ يتمّ تطبيقها مع ما جاء في مُحكَم القرآن العظيم، وبما أنّ السُّنة النَّبوية جاءت من عند الله كما جاء القرآن العظيم، وبما أنّ الله علّمكم أنّ القرآن محفوظٌ من التّحريف وأنّ أحاديث السُّنة النَّبويّة ليست محفوظةً من التّحريف، وحتى تعلموا أيّ الحديث النّبوي في السّنة جاء من عند الله وأيّ الحديث في السُّنة النَّبوية مُفترًى مِن عند غير الله ولذلك أمركم أن تجعلوا مُحكَم القرآن هو الحكم مِن الله في هذه القضيّة، وعلّمكم أنّ أيّ حديثٍ نبويٍّ جاء من عند غير الله فحتمًا بلا شكّ أو ريبٍ سوف تجدون بينه وبين مُحكَم القرآن اختلافًا كثيرًا، ودائمًا الحقّ والباطل يأتي بينهما اختلافٌ كثيرٌ.


    وقال الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القرآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وهذا هو ما أمركم به الله في مُحكَم كتابه القرآن العظيم أن تجعلوا مُحكمَ القرآن هو الحَكَم حتى لا تكون لكم حُجّة بـ : " إنّ المنافقين افتروا على رسولك بالسُّنة النَّبوية ولم نعلم أيُّهم الحقّ وأيُّهم الباطل فأضلّونا عن سواء السبيل"، وكذلك أمركم رسول الله بذات الأمر الذي أمركم به الله تعالى.

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [اعرضوا حديثي على الكتاب فما وافقه فهو مني وأنا قلته].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [وإنها ستفشى عني أحاديث فما أتاكم من حديثي فاقرأوا كتاب الله واعتبروه فما وافق كتاب الله فأنا قلته وما لم يوافق كتاب الله فلم أقله].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [ستكون عني رواة يروون الحديث فاعرضوه على القرآن فإن وافق القرآن فخذوها وإلا فدعوها].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [عليكم بكتاب الله وسترجعون إلى قوم يحبون الحديث عني ومن قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار فمن حفظ شيئًا فليحدث به].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [عليكم بكتاب الله فإنكم سترجعون إلى قوم يشتهون الحديث عني فمن عقل شيئًا فليحدث به ومن افترى علي فليتبوأ مقعدًا وبيتًا من جهنم].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [ألا إنها ستكون فتنة قيل ما المخرج منها يا رسول الله قال كتاب الله فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا تشبع منه العلماء ولا يخلق عن كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجنّ إذ سمعته حتى قالوا‏:‏ ‏{‏إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ‏}‏ من قال به صدق ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [يأتي على النَّاس زمان لا تطاق المعيشة فيهم إلا بالمعصية حتى يكذب الرجل ويحلف فإذا كان ذلك الزمان فعليكم بالهرب قيل يا رسول الله وإلى أين المهرب قال إلى الله وإلى كتابه وإلى سنة نبيه‏ الحق].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [ما بال أقوام يشرفون المترفين ويستخفون بالعابدين ويعملون بالقرآن ما وافق أهواءهم، وما خالف تركوه، فعند ذلك يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض يسعون فيما يدرك بغير سعي من القدر والمقدور والأجل المكتوب والرزق المقسوم، ولا يسعون فيما لا يدرك إلا بالسعي من الجزاء الموفور والسعي المشكور والتجارة التي لا تبور].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [من اتبع كتاب الله هداه الله من الضلالة، ووقاه سوء الحساب يوم القيامة، وذلك أن الله يقول‏:‏ ‏{‏ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ }].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [يا حذيفة عليك بكتاب الله فتعلمه واتبع ما فيه].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [مهما أوتيتم من كتاب الله فالعمل به لا عذر لأحد في تركه، فإن لم يكن في كتاب الله فسنة مني ماضية].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [ما هذه الكتب التي يبلغني أنكم تكتبونها، أكتاب مع كتاب الله‏؟‏ يوشك أن يغضب الله لكتابه].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [يا أيها النَّاس، ما هذا الكتاب الذي تكتبون‏:‏ أكتاب مع كتاب الله‏؟‏ يوشك أن يغضب الله لكتابه قالوا يا رسول الله فكيف بالمؤمنين والمؤمنات يومئذ‏؟‏ قال‏:‏ من أراه الله به خيرًا أبقى الله في قلبه لا إله إلا الله].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [لا تكتبوا عني إلا القرآن، فمن كتب عني غير القرآن فليمحه، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي فليتبوأ مقعده من النار].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإني أخاف أن يخبروكم بالصدق فتكذبوهم أو يخبروكم بالكذب فتصدقوهم، عليكم بالقرآن فإن فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وفصل ما بينكم ].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا، إما أن تصدقوا بباطل وتكذبوا بحق، وإلا لو كان موسى حيًّا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني].
    صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم

    ويا معشر الباحثين عن الحقّ، فهل وجدتم اختلافًا شيئًا بين بيان محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وبين بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني للقرآن من ذات القرآن؟ فلا حُجّة لكم على المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني بعد إذ حاججتُكم بالبيان الحقّ للقرآن من ذات القرآن ثُمّ بالبيان الحقّ من عند الرحمن على لسان محمدٍ رسول الله في السّنة المُهداة فلم تجدوها تختلف مع بيان ناصر محمد اليماني للقرآن، ومن حاجّني الآن بِما خالف لمُحكَم كتاب الله وبما خالف لمُحكَم سُنّة البيان على لسان محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فاشهَدوا عليه بالكفر والإعراض عن الذِّكر وقد عصى الله ورسوله والمهديّ المنتظَر وما بعد الحقّ إلّا الضلال.

    وأُفتي كافّة البشر أنّ أشدّ كفرًا في الكتاب مِن بعد كفر اليهود هو كُفر المسلمين المؤمنين بالقرآن العظيم والذي يُحاجِجهم به الإمام المهديّ المنتظَر من ربّهم ويجادلهم بآياته المُحكَمات البيّنات لعالِمهم وجاهلهم ومن ثُمّ يُعرض عنه علماء المسلمين في عصر الإمام المهدي الحقّ من ربّهم أو يسكتون عن الحقّ والاعتراف به بعدما تبيَّن لهم أنّه لا يحاجِجُ إلّا بالحقّ ولم يكن على ضلالٍ مُّبين، ثُمّ يُعرِضون عن الحقّ أو يسكتون عنه حتى جاء وعد الله بالحقّ فأهلكوا أنفسهم وأُمّتهم أولئك أشرّ علماء من بين خلق الله أجمعين كما أفتاكم في شأنهم محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    وكذلك قال محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عن المسلمين اليوم وعُلمائهم:
    [يأتي على النَّاس زمان بطونهم آلهتهم ونساؤهم قبلتهم، ودنانيرهم دينهم، وشرفهم متاعهم، لا يبقى من الإيمان إلا اسمه، ومن الإسلام إلا رسمه، ولا من القرآن إلا درسه، مساجدهم معمورة، وقلوبهم خراب من الهدى، علماؤهم أشر خلق الله على وجه الأرض. حينئذ ابتلاهم الله بأربع خصال: جور من السلطان، وقحط من الزمان، وظلم من الولاة والحكام، فتعجب الصحابة وقالوا: يا رسول الله أيعبدون الأصنام ؟ قال: نعم، كل درهم عندهم صنم] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    وقال محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عن أُمّة اليوم وعلمائهم:
    [ يأتي على النَّاس زمان وجوههم وجوه الآدميين، وقلوبهم قلوب الشياطين، كأمثال الذئاب الضواري، سفّاكون للدماء، لا يتناهون عن منكر فعلوه، إن تابعتهم ارتابوك، وإن حدثتهم كذّبوك، وإِن تواريت عنهم اغتابوك، السُّنة فيهم بدعة، والبدعة فيهم سُنة، والحليم بينهم غادر، والغادر بينهم حليم، والمؤمن فيما بينهم مستضعف، والفاسق فيما بينهم مشرّف، صبيانهم عارم، ونساؤهم شاطر، وشيخهم لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، الالتجاء إليهم خزي، والاعتزاز بهم ذل، وطلب ما في أيديهم فقر، فعند ذلك يحرمهم الله قطر السماء في أوانه، وينزّله في غير أوانه، يسلط عليهم شرارهم فيسومونهم سوء العذاب ] صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    إلّا مَن رحم ربي من علماء الأُمّة فَمَنّ الله عليه وأظهره على أمرنا في الإنترنت العالميّة فلم يستكبر وقال: "سوف أتدبّر ما يقوله هذا الرجل وبيني وبينه كتاب الله والسُّنة النَّبويّة، فإن وجدته على الهُدى اتّبعته واعترفتُ أنّه الحقّ سواءً يكون الإمام المهديّ الذي ننتظر له أو هاديًا من الله إلى الصراط المستقيم، فلا يهمُّني يكون الإمام المهديّ المنتظَر أم لم يكن هو، المهم إنّي وجدته على الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم، فكيف أُعرضُ عن الحقّ بعدما تبيَّن لي أنه الحق؟" فيقول: "وهل بعد الحقّ إلّا الضلال؟ فأيّ مهديٍّ نبغي بعد هذا الذي يُفَصِّلُ كتاب الله تفصيلًا ويُحاجِجنا بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ ويُطَهِّر السُّنة النَّبوية من البِِدَع تطهيرًا ويُحَرِّم الاجتهاد في الفتوى بغير علمٍ ولا سلطانٍ، ويُحَرِّم على المسلمين أن يقولوا على الله ما لا يعلمون. أفلا تتّقون؟! فأخبروني أيّ مهديّ تنتظرونه؟ فهل تريدون أن يقول لكم إنّي رسولٌ من الله إليكم، أم ناصرًا لِما بين أيديكم كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ؟ أفلا تعقلون؟!".

    ويا قوم أُفتيكم أنّه ليس شرطٌ عليكم أن تتّبعوني حتى تعترفوا أنّي الإمام المهديّ؛ بل اتّبعوا الحقّ وإذا اتَّبعتم الحقّ من ربّكم فذلك اعترافٌ منكم أنّي الإمام المهديّ إلى الحقّ، فهل بعد الحقّ إلّا الضلال؟

    ويا قوم ليس المنطق أن أظهر لكم عند الركن اليماني وأقول يا معشر المسلمين بايعوني إنّي الإمام المهديّ الحقّ من ربِّكم، وما يُدريكم أنّي الإمام المهدي الحقّ من ربّكم ما لم أدعُكم للحوار من قبل الظهور؟ وثمّ ومن بعد التصديق أظهر لكم عند البيت العتيق، أليس هذا هو العقل والمنطق؟ أم إنّكم لا تعقلون؟! ويا قوم عليكم باستخدام عقولكم التي ميَّزكم الله بها عن الأنعام؛ وهو التّفكير واتّخاذ القرار من بعد التّفكير. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

    وتصديقًا لقول الله تعالى:
    {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿١٨٤﴾ أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴿١٨٥﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وتصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    وتصديقًا لقول الله تعالى:
    {أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُم بالحقّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    ويا قوم إنّما ابتعثني الله ناصرًا لِما جاءكم به محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الحقّ فأبيتُم الحقّ من ربّكم وقلتم هذا كذابٌ أشِر وليس المهديّ المُنتظَر! ويا قوم أفلا ترون أنّكم لم تكذّبوا ناصر محمد اليماني بل كذّبتم بما يدعوكم إليه؟ فكيف لا يعذّبكم الله إن استمرَرْتُم بالتكذّيب بالدعوة الحقّ إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ؟ ويا قوم ليست حُجّةً لكم إذ لم تروا ناصر محمد اليماني فليست حُجّةً لكم أن لا تُصدّقوني حتى تنظروا إليّ! فليس الهدى في رؤيتي ولا في صوتي بل الهدى في كلام الله، ومن كَذَّب به أضلّه الله وعذّبه، وقال الله تعالى:
    {وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُم بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٤١﴾ وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٢﴾ وَمِنْهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وذلك لأنّ بعضهم ينشَغِل بالنظرة إلى محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم – دون أن يصغي إلى ما يقول! وليس الهدى في صورته عليه الصلاة والسلام ومَن نظر إليه هداه الله، إذًا لآمن الكفار أجمعون؛ بل الهدى: الاستماع إلى كلام الله وفهمه، فبأيّ حديثٍ بعد الله وآياته تؤمنون؟! اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد..

    ويا معشر علماء الأُمّة إنّي أدعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله فإنّ اتّبعتُ أهواءكم وتركته وراء ظهري فلن تُغنوا عني من الله شيئًا، وكذلك محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لو اتّبع المفترين وتَرَك حُكم الله العربيّ المُّبين وراء ظهره فلن تُغنوا عنه من الله شيئًا. فانظروا للتهديد الذي تلقّاه محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - من ربه وهو خيرٌ منكم وأعلمُ، فما بالكم بعُلمائكم الذين هم من دونه عليه الصلاة والسلام؟! تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

    فأين تذهبون يا معشر علماء أُمّة الإسلام المُستكبرين؟ أم إن نوُّاب التّبليغ لم يُبلّغوكم شيئًا؟ إذاً فهم كاذبون بتصديق الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ولو كانوا صادقين لَما وهنوا ولَما استكانوا في التّبليغ عن الحقّ ليلًا نهارًا على كافة البشر بكُلّ حيلةٍ ووسيلةٍ ولَنَصروا الحقّ من ربهم، أفلا يعلم السّابقون الأنصار من الذين أعثرهم الله على النّبأ العظيم بالإنترنت العالميّة أنّ الله علِم أنّ منهم باحثون عن الحقّ فأعثرهم على الحقّ ليصطفي الله الصّادقين منهم فيجعلهم نوّابَ التّبليغ والوزراء المُكرّمين وولاتي على العالمين؟ ومَن أعرض منهم عن الحقّ فقد أعرض عن نعمة ربِّه وكرمِه ورحمته فيعذّبه الله عذابًا نُكرًا، ويوعظ من يشاء منهم برؤية كوكب العذاب ليثبّته به على الحقّ إن كان يريد الحقّ ليعلم أنّ ناصر محمد اليماني لا يُحَذِّرهم كَذِبًا وافتراءً على ربّ العالمين، فيُنبِّههم الله بذلك لكي يلزموا الحقّ فلا يفتنهم الذين يصدّون عن سبيل الحقّ بغير علمٍ ولا هُدًى ولا كتابٍ مُّنير؛ بل بالظنّ الذي لا يغني عن الحقّ شيئًا. وللأسف لم أرَ من الأنصار السّابقين الأخيار الذي صدّقوا ونصروا وبلّغوا بيانات الحقّ من ربّهم إلّا قليلًا! ومن ثُمّ يقوم الإمام المهديّ بالذهاب إلى مواقعٍ أخرى فيُسجّل كعضوٍّ فيها ويُبَلِّغ بيان الحقّ ولو كان كافّة الأنصار يشتغلون ليلًا نهارًا بالتّبليغ عن طريق المواقع العالميّة والمُنتديات الإسلاميّة لانتشر الخبر بالدّعوة للحوار إلى كافّة المسلمين وعلمائهم.

    ولربّما يودُّ أحد الأنصار أن يُقاطعني فيقول:" مهلًا مهلًا أيها الإمام ناصر، فأنا لا أملك بما أنصرك به في شراء القناة الفضائيّة (منبر المهديّ المنتظَر) برغم أنّي من السابقين المُصدّقين". ومن ثُمّ أردُّ عليه بالحقّ وأقول: وهل يُكلّفُ الله نفسًا إلّا وسعها حسب قدرتها؟ فإذا كنت لا تستطيع أن تشارك في شراء منبر المهديّ المنتظَر ولكنّك قادر أن تسجّل كعضو في المنتديات الإسلاميّة ثُمّ تُبلّغ البيان الحقّ في المنتديات الإسلاميّة وذلك نصرةً مِنك وأضعفُ الإيمان إن كنت حقًّا من الأنصار الصّادقين الأخيار من الذين نحسبهم خير البريّة وصفوة البشريّة الأنصار الأبرار السابقين الأخيار،
    ولا ينفع التّصديق لوحده: [أنا صدّقت ناصر محمد اليماني أنه الإمام المهدي المُنتظر]؛ بل يتوجّب عليه أن يصدق إيمانه بالحقّ من ربّه بالعمل ونُصرة الحقّ من ربه بكُلّ ما أوتي من قوة وبكُلّ حيلةٍ ووسيلة حسب قُدرته وجُهده ولا يُكلف الله نفسًا إلّا وسعها وحسب طاقتها وقُدرتها.

    ويا معشر الباحثين عن الحقّ فهل تريدون الحقّ إن كنتم مِن أولي الألباب؟ فأفتوني في شأن الإمام المهديّ الذي له تنتظرون، فهل سوف يأتي بكتابٍ جديد ودينٍ جديد ودعوةٍ جديدةٍ وحُجّةٍ جديدةٍ لم يأتِ بها محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ وأعلم جواب أولي الألباب منكم فيقولون: "يا ناصر محمد عليك أن تعلم إنّما يبتعث الله الإمام المهديّ ناصرَ محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - النَّبي الأُميّ خاتم الأنبياء والمُرسَلين، فلا كتابٌ جديدٌ من بعده ولذلك يأتي الإمام المهديّ ناصرًا لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، أيّ ناصرًا لما جاء به محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، أيّ ناصرًا لدعوة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم". ومن ثُمّ يردُّ عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: إذًا لماذا تُعرِضون عن الإمام المهديّ الحقّ ناصر محمد اليماني إن كنتم صادقين؟ فهل تبيَّن لكم الحكمة مِن تواطؤ الاسم محمد في اسم الإمام المهديّ ناصر محمد؟ وهل تبيّن لكم لماذا جعل الله موضع التواطؤ للاسم محمد في اسمي في اسم أبي (ناصر محمد)؟ وذلك لكي يحمل الاسم الخَبَر لدعوة الإمام المهديّ المنتظَر.

    وأما الحِكمة من عدم بيان محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في اسم المهديّ؛ وفي ذلك حكمةٌ بالغةٌ من الله ورسوله وذلك لأنّ الله يعلمُ أنّه سوف يفتري شخصيّة الإمام المهديّ كثيرٌ من النَّاس في كلّ جيلٍ من بعد موت محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى جيل الإمام المهديّ الحقّ من ربّهم، فإنّهم بالمئات وأغلبهم ما كان اسمه (محمد بن عبد الله) أو (أحمد بن عبد الله) وكذلك أصحاب أسماءٍ أُخرى، ولكنّكم لا ولن تجدوا شخصًا واحدًا من المفترين اسمه ((ناصر محمد)) إلّا الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم والذي يُبيّن لكم كيف تواطَأ الاسم محمد في اسم الإمام المهديّ؛ بل ويُبيّن لكم كثيرًا من كثير من الأمور ويُفَصِّل لكم كتاب الله وسنّة رسوله تفصيلًا، ويدعوكم إلى توحدكم من بعد تفرّقكم إلى شيعٍ وأحزاب وكُلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، فضعُفت شوكتكم وفشلتم وذهبت ريحكم وأظهر الله عليكم عدوّكم، ويخشى علماء المسلمين أن يتخطفهم النَّاس في كُلّ بقاع الأرض بحُجّة الإرهاب ولا يصدع بالحقّ إلّا قليلٌ من علماء المسلمين مِن الذي لا يخشون إلّا الله، ولكنكم سوف تجدونهم يصدعون بالحقّ في شأن الإمام المهديّ الحقّ من ربّهم بعدما تبيَّن لهم أنّه الحقّ من ربّهم فأعلنوا اعترافهم للحقّ لأمتِّهم فلا يخافون لومة لائم، أولئك المُتّقون من التّابعين من علماء الأُمّة من الذين يُحشَرون إلى الرحمن وفدًا مُباركًا أولئك هم الصدّيقون للحقّ أقلهم درجةً عند الله كدرجة نبيّ الله يونس، أولئك هم الآخرون لمّا يلحقوا بهم مثلهم كمثل التّابعين الأولين الصّديقين لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وكانوا غرباء، والغريب لدى النَّاس هو تصديقهم لهذا النّبي الأُميّ، وكذلك الغُرباء في عصر الإمام المهديّ من علماء الأُمّة الذين تبيّن لهم أنّه الحقّ من ربّهم أولئك علماء حقًّا بالحقّ أولئك من علماء الأُمّة الصّدّيقين المُصَدِّقين بالحقّ من ربّهم وعلموا أنّ هذا هو البيان الحقّ للقرآن فهم به موقنون أولئك هم الآخرون لمّا يلحقوا بهم مثلهم كمثل التّابعين الأوّلين الصّديقين لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. وأما الذين لم يفقهوه منهم وهم له حافظون وبه مؤمنون ثُمّ ينكرون البيان الحقّ من ربّهم فمثلهم كمثل الحمار يحمل الأسفار في وعاءٍ على ظهره ولكنّه لا يفهم ما يحمل على ظهره، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴿١﴾ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢﴾ وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٣﴾ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿٤﴾ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٥﴾ قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاس فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٦﴾ وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿٧﴾ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [الجمعة].

    أولئك هم المُقرّبون عند ربّهم ثُلَّةٌ من الأولين وقليلٌ من الآخرين كما ترون، وكذلك في كلّ زمانٍ يبدأ الحقّ غريبًا لدى النَّاس وسبب غُربة الحقّ لديهم هو لأنّ الشّياطين قد أخرجوا آباءهم عن الحقّ فهم على أثارهم يهرعون، وتعوّدوا على ذلك جيلًا من بعد جيلٍ حتى إذا بعث الله المهديّين إلى الحقّ مِن الأنبياء والرّسل والأئمة الحقّ من ربّهم ليهدوهم إلى سواء السّبيل فتكون دعوتهم بادئ الأمر غريبةً جدًا على الذين ضلّوا عن الصّراط المستقيم، وشيئًا فشيئًا حتى يعود النَّاس إلى الصّراط المستقيم، حتى إذا مات مهديّهم على الصّراط المستقيم ومن ثم يبدأ شياطين الجنّ والإنس بمكرهم وبِدَعهم ومُبالغتهم في عباد الله الصّالحين بغير الحقّ وذلك حتى يدعوهم النّاس مِن دون ربّهم ويتوسَّلوا بهم ليُقرّبوهم إلى الله زُلفًا ليعيدوا النَّاس إلى ما كانوا عليه في ضلالهم القديم إلى ما يشاء الله، ومن ثُمّ يبعث الله مَن يعيدهم إلى الصّراط المستقيم فتكون دعوته غريبةً على النَّاس في عصره، وسبب غرابة دعوته لدى النَّاس لأنهم قد أخرجتهم الشّياطين بافترائهم عن الصّراط المستقيم وهكذا إلى دعوة خاتم خُلفاء الله أجمعين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الذي يدعو النَّاس إلى الرجوع إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، فإذا علماء أُمته - إلّا مَن رحم ربّي منهم - ما كان ردهم علينا إلّا قولهم: "إننا ننصحك أن تذهب إلى مستشفى الأمراض النفسيّة فإنّه يتخبّطك مَسّ شيطانٍ رجيمٍ، أو اذهب إلى شيخٍ يقرأ عليك القرآن فإنّك يا ناصر محمد اليماني لمجنون والجنون فنون". ومن ثُمّ يردُّ عليهم الإمام المهديّ الحقّ من ربّهم وأقول:" كذلك قيل لكافّة الأنبياء والمُرسَلين المهديّين الذين ابتعثهم الله ليهدوا النَّاس إلى الحقّ بعد أن ضلّوا عن الصراط المستقيم، وقال الله تعالى:
    {كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ‎﴿٥٢﴾‏ أَتَوَاصَوْا بِهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ‎﴿٥٣﴾‏} صدق الله العظيم [الذاريات].

    وكذلك الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني الذي يدعو المسلمين والنَّاس أجمعين إلى الرّجوع إلى منهاج النبوّة الأولى كما كان عليه محمد رسول الله والذين معه قلبًا وقالبًا، وما كان ردّ كثيرٍ من الذين أظهرهم الله على شأني إلّا أن قالوا إنّ ناصر محمد اليماني مجنونٌ، فبعضهم ينصحني أن أذهب إلى مستشفى الأمراض العقليّة وآخرون النفسيّة وآخرون القُرآنيّة وآخرون يقولون بل عنده علمٌ بارعٌ في التّنجيم بل هو مُنجّم! ومن ثُمّ أردُّ عليهم وأقول: ألا تخافون الله أن تَصِفوا بهذا مَن يدعوكم إلى الرّجوع إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، ويدعوكم للحوار والدخول إلى طاولة الحوار العالميّة وأنتم في بيوتكم ثُمّ تفتحوا أجهزتكم فإذا أنتم لدينا في طاولة الحوار فتطّلعوا على بيانات المدعو ناصر محمد اليماني؟! فإن تبيَّن لكم أنّه الحقّ فاعترفوا بالحقّ وانصروا الحقّ من ربِّكم، وإن تبيَّن لكم أنّ ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مُّبين فعلى كافّة علماء الأُمّة الإسلامية أن يهبّوا للدّفاع عن دينهم ويتنازلوا عن كِبرهم من أجل الذّود عن دينهم فيدخلوا إلى طاولة الحوار العالميّة (
    موقع الإمام ناصر محمد اليماني) ثُمّ يجادلوا ناصر محمد اليماني بعلمٍ هو أهدى من علمه وأقوم قيلًا.

    ولربّما المفترون يقولون علينا بغير الحقّ: "ولكنّه سوف يحذف بيانات علماء الأُمّة ويترك بياناته". ومن ثُمّ أردُّ عليهم وأقول: لقد وعدتكم مِن قبل ولا أزال عند وعدي أنّي لا ولن أحذف بيان أحد علماء الأُمّة أبدًا مهما كان يخالفني الرأي، غير أنّ لي شرطًا واحدًا فقط وهو أن لا يهينني وأنصاري بموقعي، فإن فعل فقد جعلنا لأعضاء مجلس الإدارة عليه سلطانًا وليس فقط يحظروه بل يجتثوه من الموقع كشجرةٍ خبيثةٍ اجّتُثت من فوق الأرض ما لها من قرار، وذلك هو الخط الأحمر لا ينبغي لا لعالمٍ ولا لجاهلٍ أن يتعدّاه فيُهيننا في موقعنا ولكن يجادلنا بعلمٍ هو أهدى من علمنا وأقوم سبيلًا حتى يُبَيِّن أنّ سبيلنا مُعوَجُّ، وإن لم يستطيعوا فقد علموا أنّهم هم على سبيلِ مُعوَجٍّ ووجب عليهم أن يتّبعوا الذي يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.

    وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله وعبده الإمام المهديّ الذّليل على المؤمنين العزيزُ على الكافرين ناصر محمد اليماني.
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 48653 من موضوع الفهرسة الموضوعية لموسوعة بيانات الإمام المهدي

    ۩ بسم الله الرحمن الرحيم النعيم الأعظم ۩
    ۞۞۞۞۞۞۞

    ۞۞الفهرسة الموضوعية۞۞
    الشاملة لجميع بيانات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

    ۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞



    اقتباس المشاركة 116269 من موضوع اللهم قـــد بلغت اللهم فاشـــهد ..



    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=116254

    الإمام ناصر محمد اليماني
    10 - 11 - 1434 هــ
    16 - 09 - 2013 مـ
    05:05 صباحــاً
    ــــــــــــــــــــــ



    اللهم قـــد بلّغتُ، اللهم فاشـــهد
    ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، السلامُ عليكم أحبتي الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، السلامُ علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..

    كونوا شهداء على أمّتكم أنّ عذاب الله على الأبواب وعلماء المسلمين والنّصارى واليهود لم يستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى الكتاب القرآن العظيم، وأفوّض الأمر الى الله إنّ الله بصيرٌ بالعباد، فانتظروا إنّي معكم من المنتظرين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ______________


    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    ((وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. ))

  6. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي جميع الانبياء والمرسلين وعلى الإمام المهدى ناصر محمد اليماني من بعثه الله بالحق وأيّده بالبيان الحق للكتاب وآلهم الطاهرين وأنصارهم السابقين الأخيار وعلي جميع عباد الله الصالحين في الأولين والآخرين.. بارك الله فيك إمامنا العليم الكريم وعجل ظهورك الشريف ,وحمدااً لله رب العالمين أرحم الراحمين أن منّ علينا ببعث المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني ليخرج الناس من الظلمات إلى نور الهدى واليقين مُؤيّداً بحسن البيان للكتاب,فلا أوضح ولا أيسر ولاأجمل من بيان الذكر الحكيم الذي يبينه الإمام الخبير بالرحمن الامام ناصر محمد اليماني اللهم إنا قد علمنا من خليفتك أن أعظم غايه في كتابك هي عظيم نعيم رضوانك في نفسك . فهيهات هيهات.. أن نرضى ربي حتى تكون أنت راضٍ في نفسك لا متحسر ولا حزين ووعدك الحق وأنت أرحم الراحمين (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً).
    اللهم لك الحمد على بعث المهدي المنتظر رحمة الله التي وسعت كل شيء

    بصيرة الإمام المهدي كتاب الله وسُنة رسوله الحق
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=10391


    اقتباس المشاركة 4446 من موضوع بصيرة الإمام المهديّ كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ ..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    28 - 02 - 1431 هـ
    12 - 03 - 2010 مـ
    10:59 مساءً
    ـــــــــــــــــــ



    بصيرة الإمام المهديّ كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ ..

    {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:7]، وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [حملة القرآن المخصوصون برحمة الله، الملبسون نور الله، المعلمون كلام الله، المقربون عند الله، من والاهم فقد والى الله، ومن عاداهم فقد عادى الله] صدق عليه الصلاة والسلام.

    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [أهل القرآن هم أولياء الله وخاصته] صدق عليه الصلاة والسلام.

    قال الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل على خير سبيل، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وهو الفصل ليس بالهزل، وله ظاهر وباطن، فظاهره حكم باطنه] صدق عليه الصلاة والسلام.

    قال الله تعالى: {إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [يس].

    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لا يعذب الله قلباً وعى القرآن فاتّبعه] صدق عليه الصلاة والسلام.

    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع آخرين] صدق عليه الصلاة والسلام.

    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده] صدق عليه الصلاة والسلام.

    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [القرآن شافع مشفع وماحِل مصدَّق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه قاده إلى النّار] صدق عليه الصلاة والسلام.

    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه، لا ينبغي لصاحب القرآن أن يجد مع من يجد، ولا يجهل مع من يجهل وفي جوفه كلام الله] صدق عليه الصلاة والسلام.

    قال الله تعالى: {وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً ۚ كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [الجاثية].

    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [يؤتى يوم القيامة بالقرآن، وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا] صدق عليه الصلاة والسلام.

    قال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} صدق الله العظيم [آل عمران:103].

    قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ألا إنها ستكون فتنة فقيل و ما المخرج منها يا رسول الله قال كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم] صدق عليه الصلاة والسلام.

    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [إني تارك فيكم، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض فاعتصموا بحبل الله ولا تفرقوا] صدق عليه الصلاة والسلام.

    من خليفة الله الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى علماء المسلمين وأمّتهم، فلمَ أنتم معرضون عن دعوة الإمام ناصر محمد اليماني؟ فهل ترونه مبتدعاً بدعوتكم إلى الاحتكام إلى كتاب القرآن العظيم واتّباعه والكفر بما خالف لمحكم القرآن العظيم سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النبويّة نظراً لأنّ الله لم يعدكم بحفظهم من التحريف؟ فأيُّ مهديٍّ تنتظرون ليتبع أهواءكم؟ إذاً لمَ بعثني الله إليكم ما دمت سأتبع أهواءكم، فكيف أستطيع أن أحكم بينكم بالحقّ ما لم أهيمن عليكم بمحكم كتاب الله القرآن العظيم؟

    ويا عجبي منكم ومن عقيدتكم الحقّ والباطل! فأمّا عقيدتكم الحقّ فهو إيمانكم إن الإمام المهديّ المنتظر هو خليفة الله في الأرض، وأما عجبي فهو من عقيدتكم الباطل إذ تزعمون أنكم أنتم من يصطفي خليفة الله!

    ولربّما يودّ أن يقاطعني طائفة منكم فيقولون: "نحن لم نقل أننا نحن من نصطفيه وإنما نعرف أنّه هو الإمام المهديّ ومن ثم نعرّفه على نفسه أنه هو الإمام المهديّ، وحتى ولو أنكر فنُكرهه على البيعة". ومن ثم يقول لكم الإمام المهديّ: فهل عندكم سلطان بهذا من كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ أنكم أنتم من يصطفي خليفة الله من بين البشر فيُعرِّفونه بنفسه في قدره المقدور؟ فما يدريكم يا قوم إنه هو المهديّ المنتظَر إذا كان هو لا يعلم أنه هو المهديّ المنتظَر؟ فكيف علمتم أنتم أنّه المهديّ المنتظَر أفلا تعقلون؟ فما هو السبيل لإنقاذكم يا قوم أفلا تتقون؟ وتالله إني أصبحت لفي حيرةٍ من علمائكم وأمّتكم فهل أنتم مسلمون حقاً؟ ولكن الله قال في محكم كتابه: {إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ} صدق الله العظيم [النمل:81].

    فما خطبكم يا قوم وماذا دهاكم أم إنكم لفي حيرةٍ من الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني؟ فأقول لكم: وكذلك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لفي حيرةٍ منكم، ولكني بيّنت لكم الحيرة منكم فلماذا لا تُبيِّنون لي الحيرة لديكم في شأن الإمام ناصر محمد اليماني؟ فما هو الذي أشكل عليكم ولم يتبيّن لكم في دعوة الإمام ناصر محمد اليماني وذلك حتى نزيدكم علماً وتفصيلاً مما علّمني ربّي فلن أعلم الغيب وما يدريني بما في أنفسكم فما خطبكم صامتون يا معشر علماء الأمّة؟ أم إنكم تنتظرون كوكب العذاب حتى يتبيّن لكم هل ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ؟ ويا عجبي من أمركم ولكني أحاجّكم بما أنتم به مؤمنون من قبل أن يبعث الله إليكم الإمام ناصر محمد اليماني، وذلك لأنّ جميع المسلمين يؤمنون بالقرآن العظيم. ويا قوم ليس من الحكمة في شيء أن تُنظِروا إيمانكم حتى يأتيكم عذاب يوم الظُلّة إنّه كان عذاب يومٍ عظيمٍ، وأخشى أن يصيبكم كما أصاب المعرضين عن ذكر ربّهم ممن كانوا من قبلكم من الأمم، فكيف السبيل لإنقاذكم يا معشر علماء المسلمين وأمّتهم؟ ويا قوم إنّ كوكب العذاب آتٍ لا محالة وإنما نريد إنقاذكم، ويا قوم والله الذي لا إله غيره أن كوكب العذاب آتٍ في عصري وعصركم وجيلي وجيلكم وزماني وزمانكم والإمام المهديّ المنتظر فيكم وأنصاره وإنما ينجّينا الله برحمته كما أنجى الذين من قبلنا من أولياء الله الذين اتّبعوا الحقّ من ربّهم، ولا أدري ما الله فاعل بكم فتوبوا إلى الله متاباً واتّبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربّكم في محكم القرآن العظيم وسنّة رسوله الحقّ، وإنما ننهاكم عمّا خالف لمحكم القرآن العظيم، ونفتيكم أنّ ما خالف محكم القرآن فإنه من عند غير الله أي من عند الشيطان الرجيم على لسان أوليائه الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، فكيف اتّبعتم ما يخالف لمحكم كتاب الله وتحسبون أنكم مهتدون؟ فكيف يهتدي من اتّبع ما خالف محكم كتاب الله أفلا تعقلون؟ ولو تدبّرتم كتاب الله لوجدتم أنكم مخالفون لكثيرٍ من محكم كتاب الله لو كنتم تتقون الله وتدبرتم محكم القرآن العظيم.

    ولم يبعثني الله إليكم بكتابٍ جديدٍ وإنما لنعيدكم إلى منهاج النبوّة الأولى فنجعلكم على صراطٍ مستقيمٍ فتتبعوا كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ فإنهما نورٌ على نورٍ، ولا ينبغي لأحاديث البيان أن تخالف محكمَ القرآن أفلا تتفكرون؟ وإنما أعظكم بواحدةٍ أن تتفكروا سوياً أو فرادى في منطق ناصر محمد اليماني وفي سلطان علمه وفي صميم دعوته وبصيرته التي يستند عليها فهل تجدونها قولاً على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً أم إنه يدعو إلى سبيل الله على بصيرةٍ من ربّه؟ ومن ثم تفكرون في بصيرته هل هي بصيرةٌ جديدةٌ أم إنّها هي ذاتها بصيرة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    أفلا تتفكرون في القول الحقّ: {أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}، أم إنّكم تنتظرون مهديّاً منتظَراً مبتدِعاً وليس مُتَّبِعاً أفلا تعقلون؟ ويا قوم إني أشهدكم أني لا ولن أتّبع أهواءكم ما دمت حياً بل أتبع قول الله وقول رسوله الحقّ ولا أفرّق بين الله ورسوله فأتّبع قولاً في السنّة يخالف لقول الله في محكم كتابه إذاً فليس قول رسوله ما دام قد تخالف مع قول الله أفلا تتقون؟ وما ينبغي للحقّ أن يتبع أهواءكم.

    ويا قوم، إنما أعظكم وأقول لكم في أنفسكم قولاً بليغ الحكمة فحتى تعلموا فهل لا تزالون على الحقّ، فلن تعلموا ذلك حتى تتدبروا كتاب الله القرآن العظيم فتنظروا في آياته المحكمات لعالِمكم وجاهلكم، فتنظروا هل ما أنتم عليه يخالف لأحد آيات أمّ الكتاب في القرآن العظيم، ومن ثم تتركوا ما يخالف لمحكم القرآن، ومن ثم تعتصموا بمحكم القرآن العظيم، واعلموا أن ما خالف لمحكم القرآن فهو باطل مفترًى، فكيف تتبعوا الباطل المفترى وكيف ترضى بذلك قلوبكم أفلا تُبصرون؟ اللهم قد أفتيت وعلمتهم بالبيان الحقّ اللهم فاشهد.

    وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين ..
    أخو المسلمين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 4148 من موضوع { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ } صدق الله العظيم ..

    -1-
    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    05 - ذو القعدة - 1430 هـ
    24 - 10 - 2009 مـ
    02:18 صباحًا
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــــــ



    { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ }
    صدق الله العظيـــــم ..


    اقتباس المشاركة :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ربّ العالمين وصلاة ربّي وسلامه على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله الطاهرين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..
    الإمام ناصر محمد اليماني رفع الله درجاتكم أود معرفة رأيكم وبما تنصحون الأمة ، في :
    أولا : وسائل الإعلام تنشر مواقف وفتاوى محيرة منسوبة لبعض العلماء المحسوبين على الأمة تكاد تفتن الأمة
    في شق صفها ومرجعيتها الدينية .ماهو موقفكم من هذا التخبط ؟
    ثانيا : ما رأيكم !!! هل كتب محمد عيسى داود تشكل خطر على الأمة !!!هل توافق العلماء الذين حذروا من الكاتب وكتبه !!! الغموض الذي تتضمنه كتب محمد عيسى داود يشعر القارئ بأن خلف هذا الكاتب قوى خفية وأسرار غامضه
    انتهى الاقتباس

    اللّهم أنت ربّي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، سبحانك اللّهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

    بسم الله الرّحمن الرّحيم، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

    أخي الكريم هذا اقتباسٌ من بيانٍ تقول فيه:
    اقتباس المشاركة :
    أولاً: وسائل الإعلام تنشر مواقف وفتاوى محيرة منسوبة لبعض العلماء المحسوبين على الأمة تكاد تفتن الأمة في شق صفها ومرجعيتها الدينية .ماهو موقفكم من هذا التخبط ؟
    انتهى الاقتباس
    ومن ثمّ نردّ عليك ونقول: وهل ترى أنّ الأمّة لم تتشقَّق صفوفها بعدُ أم إنك لا تعلم؟ فكم قسّموا دينهم شيعًا وأحزابًا وكل حزبٍ بما لديهم فرحون!

    وبالنسبة للفتاوى؛ فمهما كان عالمًا مشهورًا فلا يجوز لطالب العلم أن يُصَدِّق فتواه لأنه مشهور؛ بل ينظر إلى سلطان علمه وبرهانه الذي أسَّسَ عليه فتواه ومن ثم يستخدم العقل والمنطق فيُرجِع سلطانَ علم الدّاعية إلى عقله، هل يجد سلطان علم الدّاعية يقبله العقل والمنطق؟ تنفيذًا لأمر الله في مُحكَم كتابه إلى طالب العلم في قوله تعالى:
    {
    وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ولذلك إذا أرجعتم البصيرة التي يحاجِجكم بها الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى سبيل ربّه إلى عقولكم هل بصيرته التي يحاجِج النّاس بها مفهومةٌ ومضمونةٌ ويقبلها العقل والمنطق؟ ثم تردُّون بصيرته إلى عقولكم فلن تجد عقولكم إلّا أن تُسلِّم للحقّ تسليمًا، وذلك لأنها لا تعمى الأبصار ذات الفكر والتَّفَكُّر لأنّذ ذلك شيءٌ تَمَيَّزَ به الإنسان عن الحيوان، فأمّا الذين لا يستخدمون عقولهم فيُعرِضون عن الحقّ أو يتَّبعون الاتّباع الأعمى فأولئك قومٌ لا يعقلون لأنهم أصلًا لا يتفكّرون، ومن لَم يتفكّر في منطق الداعية وبصيرة علمه فهو كالأنعام البقر التي لا تتفكَّر، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ‎﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    ألا والله الذي لا إله غيره أنّه لن يَتَّبِع الإمامَ المهديّ ناصر محمد اليمانيّ إلا الذين يعقلون من العالَم كافّةً، وأمّا من كان من الذين لم يستخدموا عقولهم وقال: "لن أستخدم عقلي بل سوف أسأل أهل العلم عن المدعو ناصر محمد اليمانيّ، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكر إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [النحل]"، ثم يذهب فيسأل عالمًا لم يطّلع على أمرنا فمجرد أن يقول له: "يوجد شخصٌ يدّعي أنه المهديّ المنتظَر واسمه ناصر محمد اليمانيّ"، فمن ثم يقول له العالم: "فالحذر الحذر فإنّ هذا ليس المهديّ المنتظَر بل هو كذابٌ أشِر؛ بل المهديّ المنتظَر محمد بن عبد الله أو أحمد بن عبد الله كما في الأثر كما يقول أهل السُّنة"، أو يقول له غير ذلك إذا كان من الشيعة الاثني عشر: "بل هو كذّابٌ أشِرٌ هذا الإمام ناصر؛ بل كما جاء في الأثر عن الأئمة الاثني عشر أن اسم المهديّ المنتظَر محمد الحسن العسكريّ"، ومن ثم يقوم السّائل مقتنعًا إن كان من السّنة وسأل أهل السُّنة أو من الشيعة فسأل الشيعة فيقوم هذا السّائل الذي لا يتفكّر من جنس البقر من بين يدي الثور المسؤول وليس من أهل الذِّكر وهو مُقتنعٌ أن ناصر محمد اليمانيّ كذابٌ أشِرٌ وليس المهديّ المنتظَر.

    ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر فأقول له: سبحان الله العظيم! ألم تَقُل إنّك سوف تذهب لتسأل العلماء هل ناصر محمد اليمانيّ هو حقًّا المهديّ المنتظَر؛ تنفيذا لأمر الله في مُحكَم كتابه:
    {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكر إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [النحل]؟ والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ألم تجد أيّها السّائل أنّ ناصر محمد اليمانيّ هو حقًّا الذي من أهل الذِّكر؟ ولذلك تجده يُحاجِج النّاس بالذِّكر الحكيم فيهيمن على العلماء بسلطان العلم من مُحكَم الذِّكر، فكيف تذهب من عند الداعية بالذِّكر المُتسلِّح بسُلطان العلم من مُحكَم القرآن العظيم الذِّكر المحفوظ من التحريف، ومن ثم تذهب طالبًا الفتوى من علماء ليسوا على قلبٍ واحدٍ وكلٌّ له عقيدة في شأن المهديّ المنتظَر واختلفوا في الإمام المهديّ اختلافًا كثيرًا؟ ثمّ يردّ الله علي السائلين مباشرةً بقوله تعالى: {فَمَاذَا بَعْدَ الحقّ إِلَّا الضَّلَالُ} صدق الله العظيم [يونس:32].

    أمّا بالنسبة لسؤالك الذي قلت فيه:
    اقتباس المشاركة :
    (هل كُتب محمد عيسى داود تشكل خطر على الأمة ؟).
    انتهى الاقتباس
    فالحقيقة لا أعلم بما في كُتب محمد عيسى داوود حتى أفتي عنه بغير ظُلمٍ، فهل لو تقتبس لنا من فتاويه ما تشاء ومن ثمّ يتبيّن لي هل هو من شياطين البشر أم من الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدُنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا، أم من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، أم إنه ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ؟ فهذا يعود على الأساس الذي يؤسِّس عليه الدّعوة إلى الله، ألا وهي البصيرة من الرّحمن؛ ألا وإنّ البصيرة الحقّ هي القرآن المحفوظ من التّحريف فلا نبيّ جديد من بعد خاتم الأنبياء محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وإنّما المهديّ المنتظَر يبعثه الله ناصرًا لمُحمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فكيف تعلمون إنّ هذا الداعية هو الإمام المهديّ ناصر محمدٍ؟ فانظر لبصيرته التي يحاجِج النّاس بها فيقنعهم بالحقّ، فهل هي ذاتها بصيرة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ وحتى لو وجدتم أنّه يحاجِج النّاس بالقرآن فتبيّنوا بما يحاجِج النّاس به، فهل يحاجِجهم بالآيات المُتشابهات ويذَر الآيات المُحكَمات؟ فاعلموا إنَّ في قلبه زيغٌ عن الحقّ واعلموا أنَّ المُتشابهات في القرآن لا تُمثِّل إلا نسبة عشرة في المِائة، فأغلب الآيات هي المُحكَمات البيّنات ولذلك سوف تجدون أنَّ من يحاجِجكم بالمُحكَم أنّه لا يأتي بدليلٍ واحدٍ بل أدّلةٍ كثيرةٍ في ذات الموضع، فتجدون أنَّ كلّ آيةٍ توضِّح الأخرى أكثر فأكثر، ويا أخي الكريم فهل كُتب محمد عيسى داوود هذا تحمل في طيّاتها الدّعوة إلى الله على بصيرةٍ من ربّه؟ فلا بدّ للدّاعية أن يكون على بصيرةٍ من ربّه، ما لم ذلك فهو على ضلالٍ مبين، تصديقًا لقول الله تعالى: {قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:108].

    فانظروا للقول الحقّ
    { أَنَا }، وذلك محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ثم انظروا ما هي البصيرة التي أمر الله رسوله أن يدعو النّاس إلى سبيله بها، وتجدون الجواب في قول الله تعالى: {
    إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَـٰذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٩١وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢} صدق الله العظيم [النمل].

    {
    الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿١} صدق الله العظيم [إبراهيم].

    وتصديقًا لقول الله تعالى:
    {
    قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٥يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٦} صدق الله العظيم [المائدة].

    ولكن ما هو هذا الكتاب بالضّبط؟ تجدون الجواب في قوله الله تعالى:
    {
    إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴿٩} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وتصديقًا لقول الله تعالى:
    {
    وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} صدق الله العظيم [الأنعام:153].

    ثم نتساءَل: وهل الذين ابتغوا الهدى في كتاب محمد عيسى داوود أو غيره من الكتب فهل تراهم اتّبعوا الحقّ؟ وقال الله تعالى:
    {
    وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ۙ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ۚ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿١٥قُل لَّوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُم بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٦فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ﴿١٧} صدق الله العظيم [يونس].

    وتصديقًا لقول الله تعالى:
    {
    وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿٣٦وَمَا كَانَ هَـٰذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٣٧أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ﴿٣٩وَمِنْهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُم مَّن لَّا يُؤْمِنُ بِهِ ۚ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ ﴿٤٠وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ ۖ أَنتُم بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٤١وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ ۚ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٢وَمِنْهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ ۚ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ ﴿٤٣إِنَّ اللَّـهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَـٰكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿٤٤}
    صدق الله العظيم [يونس].

    وقال الله تعالى:
    {
    إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿١١} صدق الله العظيم [يس].

    إذًا البصيرة الحقّ في الدعوة إلى الله حصريًّا القرآن العظيم، ولذلك كان يحاجُّهم به محمدٌ رسول الله فيجاهدهم به جهادًا كبيرًا، تصديقًا لقول الله تعالى: {
    فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴿٥٢} صدق الله العظيم [الفرقان].


    وكلّ ذلك بيانٌ لقول الله تعالى:
    {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا.. } صدق الله العظيم،
    فمَن المقصود بقوله {أَنَا}؟ فأنتم تعلمون إنَّ المقصود هو محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومن ثم نأتي لقول الله تعالى: {وَمَنِ اتَّبَعَنِي} صدق الله العظيم، إذًا المهديّ المنتظَر ناصر محمد لا بدّ له أن ينهج نفس وذات نهج محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فيحاجِج النّاس بذات بصيرة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، إذًا لا سبيل للنجاة إلا باتِّباع كتاب الله، فمَن أنذركم بمُحكَم كتاب الله القرآن العظيم فقد اتّبع محمدًا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فلكلّ دعوى برهان، ولا أعلم ما في كتب محمد عيسى هذا ولكنّي أفتيتُكم بالفتوى الدّائمة إلى يوم يقوم النّاس لربّ العالمين، وعلى هذا الأساس تستطيع أن تحكم على أيِّ داعيةٍ هل حقًّا ينطبق عليه قول الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} صدق الله العظيم؟

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



  7. افتراضي

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته صدق ايها الشيخ الكريم و الله ما بعد الحق الا الضلال قال عز وجل
    ((ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد)
    وقال تبارك و تعالى (وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ )
    و انك والله تنصر الدين و كان حقا على الحق ان ينصرك و سلاحك لا يقهر


    اقتباس المشاركة 4149 من موضوع { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ } صدق الله العظيم ..

    -2-
    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    02 - ربيع الثاني - 1431 هـ
    18 - 03 - 2010 مـ
    01:21 صباحًا
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ــــــــــــــــــــ


    الإمام ناصر محمد اليماني يدعو إلى سبيل الله على بصيرةٍ من ربّه ..


    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    {سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [البقرة:32].

    {
    رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ﴿١٩٣} [آل عمران].

    {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ‎﴿٢٨٦﴾‏} [البقرة].

    {
    رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴿٨} [آل عمران].

    {
    رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ﴿١٠} [الكهف].

    {
    رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴿٧٤} [الفرقان].
    صدق الله العظيــــم.

    ويا إيهاب؛ تدبّر الحقّ والقول الصّواب وقد علَّمكم الله بكثيرٍ من الدُّعاء في مُحكَم الكتاب، وكُن من أولي الألباب من خير الدّواب الذين يعقلون، وهل اهتدى إلى الحقّ من كافّة الأمم إلا أولي الألباب الذين يستخدمون عقولهم ولا يتّبعون الذين من قبلهم الاتّباع الأعمى؟ بل يستمعون القول ويتدبّرونه بعقولهم التي أنعم الله بها عليهم ومن ثم بصَّرهم الله أنه الحقّ من ربّهم إن كان هو الحقّ من ربّهم، وقال الله تعالى:
    {
    فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨} صدق الله العظيم [الزمر].

    وأمّا أشَرّ الدّواب فهم الذين لا يستخدمون عقولهم وأولئك قومٌ لا يعقلون، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {
    إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿٢٢} صدق الله العظيم [الأنفال].

    وأولئك هم أصحاب النّار من كافّة الأمم، ولذلك قالوا:
    {
    لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠} صدق الله العظيم [الملك].

    فهل تدري يا إيهاب كيف اهتدى أولو الألباب فصدّقوا البيان الحقّ للكتاب؟ وذلك لأنهم استخدموا عقولَهم فتدبَّروا دعوة الإمام ناصر محمد اليماني فوجدوا ما يلي: إنّ الإمام ناصر محمد اليمانيّ يقول إنَّه يدعو إلى سبيل الله على بصيرةٍ من ربّه، ومن ثمّ تدبروا ما هي البصيرة التي يُحاجِج النّاس بها ناصر محمد اليمانيّ فوجدوها آياتٍ مُحكماتٍ من آيات أمّ الكتاب في القرآن العظيم لا يزيغ عنها إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ المُحكَم للعالِم والجاهل يدركها كلُّ إنسانٍ عاقلٍ، ومن ثم أخذتهم الدّهشة لماذا لم يعترف علماء الأمّة بعدُ بشأن الإمام ناصر محمد اليماني؟ ومن ثم رجعوا إلى حُجّة كثيرٍ من الذين يحاجّون ناصر محمد اليماني فوجدوا أنّهم يحّاجون برواياتٍ تختلف من الآيات المُحكَمات جملةً وتفصيلًا، ومن ثم أدركوا أنّ حُجّة ناصر محمد اليماني هي الحقّ، وكيف لا تكون هي الحقّ وهو يحاجِج النّاس بآياتٍ مُحكَماتٍ هُنّ أمّ الكتاب؟ ومن ثم قالوا: "فما لنا لا نتّبع الحقّ فلا نكون إمّعات وقد جعل الله لنا عقولًا وسوف يسألنا عنها لو لم نتّبع الحقّ الذي من عند الله لا شكَّ ولا ريبَ آياتٍ بيناتٍ مُحكَماتٍ هُنّ أمّ الكتاب؟".

    ومن ثم قالوا: "أليس المنطق أن نعقل الآن فنتّبع الحقّ الذي جاء من عند الله على لسان رسوله في مُحكَم القرآن العظيم بدل أن نقول يوم يقوم النّاس لربّ العالمين:
    {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠} صدق الله العظيم [الملك]؟

    ومن ثم قالوا: "نعوذُ بالله أن نكون من أشرِّ الدّوابّ الذين لا يعقلون كمثل المُعرِضين عن آياتٍ مُحكَماتٍ بيّناتٍ هُنّ أمّ الكتاب لا يزيغ عنهنّ إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ". ومن ثم قرَّروا أن يتّبعوا الحقّ من ربّهم الذي أقرَّته عقولُهم أنّه الحقّ من ربّهم واطمأنت إليه قلوبُهم، ومن ثم زادهم الله هُدًى إلى هُداهم وأتمَّ لهم نورَهم فأيقنوا بالآيات التي يحاجِج بها الإمام ناصر محمد اليمانيّ. فلماذا لا تكون منهم يا إيهاب؟ وتذكّر قول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ‎﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولكن الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ ويريدون اتّباع الفتنة الموضوعة وهم يعلمون فمهما كانت حُجّة الإمام ناصر محمد اليمانيّ آياتٍ بيِّناتٍ فسوف يقولون لا يعلم تأويله إلا الله، أو كأنهم لا يعلمون بها فيجعلون كتاب الله وراء ظهورهم فأولئك مثلهم كمثل اليهود لأنّهم اتّبعوا ملَّتهم وهم لا يعلمون، وقال الله تعالى:
    {
    وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّـهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٠١} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولذلك تجد المسلمين الذين اتّبعوا ملّتهم أعرضوا مثلهم عن الدّعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، وقال الله تعالى:
    {
    أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وبما أنّكم اتَّبعتم ملّتهم ولذلك أعرضتم عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله كما أعرضوا، فبأيّ حديثٍ تريدوني أحاجِجكم به يا إيهاب من بعد آياتٍ محكماتٍ هُنَّ أمّ الكتاب؟! برغم أنّي لا أُكَذِّب بالأحاديث والروايات في السُّنة النّبويّة الحقّ التي لا تُخالف الآيات المُحكَمات حتى ولو لم يكن لهنّ برهانٌ في مُحكَم القرآن إذا صَدَّق الحديث أو الرواية العقل والمنطق فأعتبِرهُنَّ من أحاديث الحكمة وذلك لأنّ الله يؤتي رُسله الكتاب والحكمة، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {
    وَأَنزَلَ اللَّـهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ﴿١١٣} صدق الله العظيم [النساء].

    ولكن هل من الحكمة أن يأتي حديثٌ أو روايةٌ تخالف لمُحكَم الكتاب فأتَّبعها؟ وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين، فلا نزال نُحاجِجكم بآياتٍ مُحكَماتٍ بيِّناتٍ هُنّ أمّ الكتاب ونقول لكم: ما كان ينبغي لكم أن تصطفوا خليفة الله من دونه حتى يبعثه الله إليكم فيُعَرِّفكم على نفسه أنّه هو المهديّ المنتظَر الحقّ المبعوث من ربّكم ويفتيكم بأنّ الله زاده عليكم بسطةً في العلم على كافّة علماء المسلمين واليهود والنّصارى ليجعل النّاس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {
    أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّـهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [الرعد:31].

    ويا أخي إيهاب؛ بالله عليكم فهل تنتظرون المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم أن يُحاجِجكم برواياتٍ ويترك القرآن العظيم الذي جعله اللهُ حُجّتَه على العالمين؟ تصديقًا لقول الله تعالى:
    {تَبَارَكَ الذِي نَزلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} صدق الله العظيم [الفرقان:1].

    وتصديقًا لقول الله تعالى:
    {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ‎﴿٢٧﴾‏ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ‎﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

    ولذلك حفظه الله من التّحريف ليكون الحجّة على العالمين بالحقّ، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ‎﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

    وذلك حتى يجعل الحُجّة على محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومن ثم يجعله الله الحجّة على قومه من بعد التّبليغ ليبلِّغوا به العالمين، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {
    وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤} صدق الله العظيم [الزخرف].

    ولذلك جعل الله رسوله شاهدًا على قومه بأنّه بلَّغهم رسالة ربّهم إليهم ومن ثم يأتي بقومه الأمّة الوسط شهداءَ على النّاس بأنهم بلَّغوهم رسالة ربّهم إليهم، وقال الله تعالى:
    {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} صدق الله العظيم [البقرة:143].

    ولكن الذين يقولون على الله ما لا يعلمون قالوا: "
    إنّما الأمّة الوسط شهداءُ على أمَمِ الأنبياء أنّهم بلَّغوهم برسالة ربّهم". ويا سبحان ربي! ولم يجعل الله ناموس الشهادة كما يفترون، وذلك لأنّ أمّة محمدٍ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لم يكونوا موجودين في عصر الأمم الأولى حتى يشهدوا أنَّ رسل الله بلَّغوا أقوامهم رسالة ربّهم، وإنما علَّمهم الله ما بال القرون الأولى في مُحكَم كتابه لعلهم يعتبرون مِن الذين كذّبوا برسل ربّهم وليس ليتَّخذهم شهداءَ على أقوامٍ لم تشاهدهم الأقوام الأولى وكذلك هم لم يشاهدوهم، فكيف يأتي الله بأمّة محمدٍ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - شهداءَ على الأمم الأولى ورسلِ الله إليهم؟ ولكن أمّة محمدٍ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كانوا غائبين فكيف يُسأل الغائب عن الشهادة؟! بل كفى بالله شهيدًا ولن يسأل الأمّةَ الوسط شيئًا إلا عن أنفسهم ونبيّهم، وقال الله تعالى: {
    فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ﴿٦فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ ۖ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ ﴿٧} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ولكن الذين يقولون على الله ما لا يعلمون قد توَّهوكم عن التبليغ للعالمين برسالة ربّكم وما جاء فيها، أفلا تعلمون إنما القرآن العظيم رسالةٌ من الله إلى الإنس والجنّ ليجعله الحُجّة عليهم بالحقّ لو كنتم تتَّقون؟ وقال تعالى:
    {
    وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ ﴿٢٩قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٣٠يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّـهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣١} صدق الله العظيم [الأحقاف].

    ولذلك قال الله تعالى:
    {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ‎﴿١﴾‏ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ‎﴿٢﴾‏ وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ‎﴿٣﴾‏ وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا ‎﴿٤﴾‏ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ‎﴿٥﴾‏ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ‎﴿٦﴾‏ وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا ‎﴿٧﴾‏ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا ‎﴿٨﴾‏ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا ‎﴿٩﴾‏ وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ‎﴿١٠﴾‏ وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَ ۖ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا ‎﴿١١﴾‏ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا ‎﴿١٢﴾‏ وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَىٰ آمَنَّا بِهِ ۖ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا ‎﴿١٣﴾‏} صدق الله العظيم [الجنّ].

    ولكن للأسف يا إيهاب فإنَّ الإمام المهديّ يشكو إلى ربّه ما شكاه إليه من قبلُ الرسولُ بالكتاب جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقال الله تعالى:
    {
    وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴿٣٠} صدق الله العظيم [الفرقان].

    وإن قال للإمام المهديّ علماءُ المسلمين قال الله تعالى:
    {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} صدق الله العظيم [آل عمران:7]، ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم وأقول، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ‎﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وأمّا هذه الآية التي تحاجُّوني بها:
    {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} صدق الله العظيم، فإنها لا تخصّ الآيات المُحكَمات في شيءٍ أبداً؛ بل يقصد الآيات المُتشابهات وهنَّ بنسبة عشرةٍ في المائة أو أقل من ذلك، ولكن الإمام المهديّ يحاجِجكم بآيات الكتاب المُحكَمات البيّنات هُنَّ أمّ الكتاب وما يكفر بها إلا الفاسقون، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ‎﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وقال الله تعالى:
    {
    هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ويا إيهاب، نصيحتي لك أن تكون من أولي الألباب المُتَّبعين لآيات أمّ الكتاب فهنَّ أمّ الكتاب وأساس هذا الدين الحنيف، إني لكم لمِنَ الناصحين.

    ويا أخي الكريم، فما بالكم على الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ؟ فمنكم من يصفه وأتباعه بالباطل كما وصفوا جدّي محمدًا رسول الله وصحابتَه بالباطل برغم أنّهم يحاجّون النّاس بهذا القرآن العظيم، وقال الله تعالى:
    {
    وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَّيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ ﴿٥٨} صدق الله العظيم [الروم].

    ويا سُبحان ربي! وكأنّ المعرضين عن القرآن العظيم تواصوا بهذا الجواب، فهل تَروننا قد أجرمنا لأنّنا نُنكِر ونُكَذِّب ما يخالف لمُحكَم كتاب الله القرآن العظيم؟ فكيف نُكَذِّب كلامَ الله ونتّبع ما يخالف لمُحكَم كلام الله في الروايات التي تأتي مخالفةً لآيات الكتاب المُحكَمات؟! هيهاتَ هيهاتَ، فكيف يهتدي مَن صَدَّق بما يخالف لمُحكَم القرآن العظيم؟ وقال الله تعالى:
    {
    تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦} صدق الله العظيم [الجاثية].

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
    _______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 5080 من موضوع سبيل النّجاة هو اتّباع كتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ ..

    - 1 -
    الإمام المهديّ ناصر محمّد اليمانيّ
    15 - شوّال - 1429 هـ
    15 - 10 - 2008 مـ
    10:24 مساءً
    (بحسب التقويم الرّسمي لأمّ القُرى)
    ـــــــــــــــــــــ



    سبيل النّجاة هو اتّباع كتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين وآله الطيّبين والتَّابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..

    يا من تُسمّي نفسك (أثر السلف)، ما خطبك لا تفقه دعوتي إلى الحقّ؟! فأنا لست قرآنيًّا أدعوكم إلى القرآن وحده وإلى نبذ السنّة وراء ظهوركم، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين؛ بل أدعوكم إلى كتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ التي إمّا أن تتفق مع مُحكَم القرآن العظيم أو لا تُخالفه في شيء، ولو لم يكن للحديث برهانٌ في القرآن فإنّي آخذ به ما دام ثبت أنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما أُنكِر من الأحاديث النبويّة ما جاء مخالفًا لمُحكَم القرآن العظيم، وذلك لأنّي أعلم أنَّ القرآن مِن عند الله، وأعلم بأنّ السنّة النبويّة الحقّ من عند الله، وأعلم بأنّ القرآن محفوظٌ من التحريف، وأعلم بأنّ السنّة النبويّة ليست محفوظةً من التحريف، وأعلم بأنّ الله جعل مُحكَم القرآن هو المرجِع لِما اختلف فيه علماء الحديث في السنّة النبويّة، وأعلم أنّ كلّ ما جاء مخالِفًا لمُحكَم القرآن من السنّة فإنّ ذلك الحديث النبويّ المخالِف لمُحكَم القرآن العظيم ليس من عند الله ورسوله تصديقًا لحُكم الله المُحكَم في القرآن العظيم بين علماء المسلمين المختلفين في الأحاديث النبويّة إذ أمَرَهم أن يتدبّروا القرآن العظيم للمُقارنة بين ما جاء في أمّ الكتاب في آياته المُحكَمات وبين ما جاء في هذا الحديث المُختَلَف عليه في السنّة، فإذا كان هذا الحديث النبويّ من عند غير الله ورسوله فإنّهم سوف يجدون بينه وبين آيات أمّ الكتاب في القرآن العظيم اختلافًا كثيرًا، وذلك لأنّ أحاديث السنّة من عند الله كما القرآن من عند الله، ووعدكم الله بحفظ القرآن من التحريف ولم يعِدكم بحفظ السنّة من التحريف، ثم جعل آيات القرآن المُحكَمات أمّ الكتاب هي المرجع والحُكم، فإذا جاء الحديث مخالِفًا لما جاء في إحداهنّ فقد علمتم أن هذا الحديث النبويّ من عند غير الله. تصديقًا لحديث رسول الله الحقّ: [ألا وأني أوتيت القرآن ومثله معه] صدق محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    فهلمَّ إلَيّ أخي الكريم (أثر السلف) الصالح لنقوم بتطبيق هذا الحديث النبويّ مع ما جاء في مُحكَم القرآن العظيم، فهل حقًّا الأحاديث النبويّة من عند الله كما القرآن من عند الله؟ وهل مُحكَم القرآن هو المرجع للأحاديث النبويّة؟ فإذا كان هذا الحديث النبويّ من عند غير الله فسوف يجد علماء الأمّة بأنّ بينه وبين مُحكَم القرآن العظيم اختلافًا كثيرًا. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ويا أيها (الأثر الصالح) وجميع علماء الأمّة الإسلامية، لا تحرّفوا كلام الله عن مواضعه المقصودة بالتأويل بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئًا، فإن كثيرًا منكم يقول بأنّ معنى الآية (82) بأنّ الله يدعو فيها الكفار أن يتدبّروا القرآن وإذا كان من عند غير الله فسوف يجدون فيه اختلافًا كثيرًا، وأقول: اللهم إن كان تأويلهم لهذه الآية هو ما تقصده بالضبط فيها فإنّ على ناصر محمد اليمانيّ لعنة الله فقد أصبحتُ كذَّابًا أشِرًا ولست المهديّ المنتظَر إن كان الله يُخاطب فيها الكافرين بأن يتدبّروا القرآن، وإذا كان من عند غير الله فسوف يجدون فيه اختلافًا كثيرًا.

    ويا معشر المسلمين الباحثين عن الحقيقة كونوا شُهداءَ بالحقّ بيني وبين علمائكم، فأيُّنا رأيتموه ينطق بالحقّ الذي يدخل العقل رغم أنف الباحث عن الحقّ فذلك هو المنطق الحقّ من ربّكم، وعليكم أن تعلموا بأنّ علماءكم يقولون بأنّ المُخاطَب في الآية رقم (82) من سورة النساء هم الكُفّار، ولكني أقسم بالله الذي لا إله إلا هو ربّ السموات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أنه يُخاطب علماء الأمّة المُختلفين في أحاديث السنّة النبويّة؛ يخاطبهم بأن يتدبّروا آيات أمّ الكتاب بمُحكَم القرآن العظيم فإذا كان هذا الحديث النبويّ في السنّة من عند غير الله فسوف يجدون بينه وبين القرآن اختلافًا كثيرًا، وبرغم أن هذه الآية من آيات أمّ الكتاب من مُحكَم القرآن العظيم فقد جعل الله حُكمه بينكم بالحقّ واضِحًا وجليًّا فيفتيكم بأنّ السنّة ليست محفوظةً من التحريف، وكذلك يفتيكم بأنّ الأحاديث السنيّة هي كذلك من عند الله، ولأنّها ليست محفوظةً من التحريف أمركم بأن تقوموا بالمقارنة بين الأحاديث الواردة عن محمدٍ رسول الله وبين ما جاء في مُحكَم القرآن العظيم، فإذا كان هذا الحديث النبويّ من عند غير الله فحتمًا سوف تجدون بينه وبين ما جاء في مُحكَم القرآن اختلافًا كثيرًا وبتطبيق هذه القاعدة تستطيعون غربلة أحاديث السنّة جميعًا فتهتدوا إلى الحقّ المُستَقيم، وكلّا ولا ولن يستطيعَ المفترون على الله ورسوله أن يضلّوكم عن الحقّ من ربّكم إذا استمسكتم بكتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ التي لا تُخالف لِما جاء في مُحكَم القرآن العظيم.

    ويا معشر المُفسِّرين، اتَّقوا الله حقّ تقاته ولا تحرّفوا كلام الله عن مواضعه، وإذا أردتم تدبّر آيةٍ في القرآن حقّ تدبّرها فلا تفسّروا الآية حتى تنظروا إلى الآية التي قبلها مباشرةً لتنظروا هل أنزلهنّ الله في موضوعٍ واحدٍ وينطقن بالحقّ في موضوعٍ واحدٍ؟ فقد جعل الله الآيات التي تتحدّث في موضوعٍ واحدٍ تفصيلًا في ذلك الموضوع فيُفَصّله الله لكم تفصيلًا، كمثال ما أنزله الله في سورة النساء من الآية (81) إلى الآية (83) وجميعهنّ يتكلم الله في موضوع هامٍ جدًا جدًا جدًا، ويحكم بينكم بالحقّ، ومن ثم يقوم الذين لا يعلمون منكم بتحريف كلام الله عن مواضعه المقصودة بالتأويل الذي لا يقصده الله في هذا الموضوع، فمن ذا الذي يغنيني عنه من الله بعد أن حرّف كلام الله عن مواضعه بطريقة التأويل الذي لا يقصده الله في الموضوع؟ كمثال قولكم بأنّ الله يقصد في قوله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم، وهذه الآية إذا أخذتموها من بين أخواتها اللاتي يتحدّثن معها في قلب وذات الموضوع فإنّكم تستطيعون أن تقنعوا الذين لا يعلمون بتأويلكم الذي لا يقصده الله إطلاقًا. ولكن من يقصد الله بقوله: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم؟ فهل يقصد الكافرين بالقرآن ويقول: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم؟ أم إنّه يقصد علماء المسلمين؟ وكيف لكم أن تعلموا علم اليقين من يقصد الله بالضبط حتى لا تقولوا على الله ما لا تعلمون؟ عليكم أن تنظروا للآية التي قبلها وسوف تعلمون مَن يقصد الله بقوله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم، وحتمًا بلا شكٍّ سوف تعلمون مَن يقصد الله إذا تدبّرتم القرآن وليس الآية وحدها فتقطّعوها عن أخواتها في نفس الموضوع حتى تؤوِّلوها حسب هواكم، فإنّ ذلك جُرمٌ عظيمٌ وتحريفٌ لكلام الله عن مواضعه، وأطلب من علماء الأمّة تدبّر هذه الآيات جميعًا وسوف يعلمون عِلم اليقين مَن يقصد الله بقوله: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ويا أسفي؛ أمّةٌ عمياء عن الحقّ! مضى عليّ وأنا أعلّمهم بيان آيةٍ في القرآن وأكرر بيانها عليهم الليل والنهار بِما يقارب أربع سنواتٍ وإلى حدّ الآن هم لم يفقهوا هذه الآيات المُحكَمات الواضحات مِن أمّ الكتاب لا يزيغ عمّا جاء فيهنّ إلّا مَن كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ، ألا لعنة الله لعنًا كبيرًا على الذين لا يريدون الحقّ وعلى الذين إذا علموا الحقّ أعرضوا عنه لأنّه خالف هواهم لَعنًا كبيرًا عداد ثواني الدَّهر والشهر إلى اليوم الآخر، أو لعنة الله على ناصر محمد اليمانيّ إذا كان يُخاطب الله الكفار في هذه الثلاث الآيات التترى في سورة النساء من الآية (81) إلى الآية (83) من آيات الله المُحكمَات الواضحات البيّنات من أمّ الكتاب لا يزيغ عن أمّ الكتاب الواضح والبيّن إلا الذين في قلوبهم زيغٌ عنه.

    فأمّا الشيعة فعَجِبوا ببعض تفصيلي لهذه الآيات لأنّي برهنت بأنّ أولي الأمر منكم هم الذين يزيدهم الله بسطةً في عِلم القرآن العظيم ليجعلهم أئمةً للمسلمين وأمَر الله المسلمين بطاعتهم كما يطيعوا الله ورسوله، ولكن لم يُعجِب الشيعة فتواي بالحقّ وهي بأنّ السُنّة جاءت من عند الله كما جاء القرآن من عند الله لأنّه مخالف لحديثهم: [تركت فيكم ما أن تمسكتم به لا تضلّوا بعدي أبدًا كتاب الله وعترتي].

    والحديث الحقّ هو قوله عليه الصلاة والسلام: [تركت فيكم ما أن تمسكتم به لا تضلّوا بعدي أبدًا كتاب الله وسُنّتي] صدق محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    وأنا الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهر يا معشر الشيعة الاثني عشر لا نأتي للمسلمين بدينٍ جديدٍ ولا كتابٍ جديدٍ؛ بل ندعوهم إلى الرجوع لكتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ، ولأنّ السنّة ليست محفوظةً من التحريف ولذلك ندعو علماء الأمّة لنحكُم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون من الأحاديث النبويّة فنقوم بغربلتها فندافع عن سنة محمدٍ رسول الله الحقّ، ذلك لأنّ الله لم يجعلنا نحن الأئمة مُبتدعين بل مُتّبعين كتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ، وليس لدينا كتاب فاطمة الزهراء بل كتابها هو كتاب أبيها القرآن العظيم يا معشر الشيعة الاثني عشر، أفلا تؤمنون؟

    وأما أصحاب السنّة فأعجبهم بُرهاني الذي استنبطته من الثلاث الآيات فأثبتنا بأنّ السنّة جاءت من عند الله كما جاء القرآن من عند الله ولكنّه لم يعجبهم برهان البيان للأئمة (أولي الأمر منكم) الذي أمركم الله بطاعتهم كما تطيعون الله ورسوله. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ومن ثم أقول لكم يا معشر الشيعة والسنّة إني أنا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم أدعوكم للحُكم بينكم أنتم وجميع علماء المسلمين في جميع ما كنتم فيه تختلفون لكي أجمع شملكم وأوحّد صفّكم وأجبر كسركم، ولم يجعلني مُبتَدِعًا بل مُتَّبِعاً لكتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ، فمَن تبعني فقد هُدي إلى صراطٍ مستقيمٍ ومن رغَب عن كتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ إلى ما خالفهم فإنّه في الآخرة لَمِن الخاسرين، فهلمّوا الى طاولة الحوار العالميّة (موقع الإمام ناصر محمد اليمانيّ) ليتبيّن لكم هل جاءكم المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم أم كنت من اللاعبين، أو من المهديّين الذين وسوست لهم الشياطين بغير الحقّ حتى إذا جاءكم المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم ومن ثم تقولون: "وهل مثلُ هذا المدعو ناصر محمد اليمانيّ إلا كمثل المهديين المفترين بين الحين والآخر ومن ثم قد يتبيّن لنا أنه اعترتهم مسوس الشياطين؟ وكذلك ناصر محمد اليمانيّ مجنونٌ ومثله مثلهم!" كما يقول عَنّي ذلك الذين لا يفرّقون بين الحقّ والباطل ولا بين النور والظلمات؛ بل لو تدبّرتم بيان المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم (الإمام ناصر محمد اليمانيّ) للقرآن وبين بيان المفترين الذين اعترتهم مسوس الشياطين لوجدتم الفرق العظيم بين الحقّ والباطل بيِّنٌ وواضحٌ كالفرق بين النور والظُلمات، وعلى سبيل المثال بيان أحد الذين اعترتهم مسوس الشياطين أحمد الحسن اليمانيّ عن قول الله تعالى: {وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا} صدق الله العظيم [فصلت:12].

    يقول أحمد حسن اليمانيّ:
    اقتباس المشاركة :
    والمصابيح هم الأنبياء والمرسلون والأوصياء (ع) ، يحفظون الذين يتبعونهم من وسوسة الشياطين، بالتعاليم والأخلاق الإلهية، التي يعلمونها الناس
    انتهى الاقتباس
    ويا سبحان الله فإنّه يدعو للإشراك بالله ويقول بأنّ المقصود بقول الله تعالى: {وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا}، بأنّ المصابيح هم الأنبياء والمُرسَلون والأوصياء يحفظون الذين يتّبعونهم مِن وسوسة الشياطين، فهو يريد الناس أن يستعيذوا بالأنبياء والمُرسَلين والأوصياء فيستعيذوا بهم من الشياطين ومن ثم يحفظون أتباعهم مِن الشياطين! إذًا هو يدعو للإشراك بالله، وحين يستعيذون بالصالحين سوف يَحضر أحدُ الشياطين فيقول: "أنا مَن استعذتَ به فجئتُ أُعيذك من الشياطين." فيزيدوهم رَهَقًا، فضلّ سعيهم في الحياة الدّنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعًا. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    ألا وإنّ أحمد الحسن اليمانيّ لَمِن دعاة الشرك والضلال بخبثٍ ومكرٍ خبيثٍ، ويأتون بالحقّ ويريدون به الباطل لكي يُؤوِّلونه حسب أهوائِهم وكما يحبّون أن يُشرِكوا، وأما الحقّ الذي جاء به ليُؤَوِّله بالباطل فإنّي له لبالمرصاد بإذن الله لأنّي المهديّ المنتظَر الحقّ حقّيقٌ لا أقول على الله بالبيان للقرآن غيرَ الحقّ، وإليكم البيان لقول الله تعالى: {وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا} صدق الله العظيم [فصلت:12].

    وفي هذه الآية يخبركم الله بأنّه زيّن السماء بمصابيح، وكذلك جعلها حِفظًا مِن كلّ شيطانٍ ماردٍ لا يسَّمّعون للملإ الأعلى ويُقذَفون مِن كل جانبٍ. تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴿٦﴾ وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ ﴿٧﴾ لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ﴿٨﴾ دُحُورًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ﴿٩﴾ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    وتصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ﴿١٦﴾ وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ ﴿١٧﴾ إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

    فهذا هو المقصود بالحفظ في قول الله تعالى: {وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا} صدق الله العظيم. بمعنى: إنّها زينةٌ وكذلك حفظٌ للسماء الدّنيا من الشياطين فلا يستَرِقون السمع، وليس كما يزعم الداعي إلى الشرك أحمد الحسن اليمانيّ.

    فهل تستطيعون يا معشر علماء المسلمين وأتباعهم أن تفرّقوا بين الحقّ والباطل وبين النور والظلمات؟ فسوف تعلمون أنّ ناصر محمد اليمانيّ يدعو الناس إلى توحيد الله فيعبدونه كما ينبغي أن يُعبَد فلا يشركون بالله شيئًا، ولكن أحمد الحسن اليمانيّ يدعو إلى الشرك بالله ولكن بطريقةٍ خبيثةٍ كما بيّناها لكم لعلكم تُفرِّقون بين النّور والظلمات لعلكم تتَّقون.

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني..
    ـــــــــــــــــــــــــ
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



  8. افتراضي

    الله أكبر ولله الحمد بصيرتنا كتاب الله وسنة نبيه

    اقتباس المشاركة 5655 من موضوع عندي سلاحُ محمدٍ رسولِ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الذي أُجاهدكم به جهاداً كبيراً ..



    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    06 - 08 - 1431 هـ
    18 - 07 - 2010 مـ
    09:48 مساءً
    ــــــــــــــــــــ



    عندي سلاحُ محمدٍ رسولِ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الذي أُجاهدكم به جهاداً كبيراً ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..

    ويا معشر السائلين، إنّي الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أنّي أُجاهدُكم بسلاحِ محمدٍ رسولِ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الذي جاهد به الكفار جهاداً كبيراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    ولذلك تجدون أنّ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني يُجاهدُ البشرَ بالقرآنِ العظيمِ جهاداً كبيراً وأنتم على ذلك لمن الشاهدين.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
    خليفة الله؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 5656 من موضوع عندي سلاحُ محمدٍ رسولِ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الذي أُجاهدكم به جهاداً كبيراً ..


    - 2 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    16 - 01 - 1431 هـ
    02 - 01 - 2010 مـ
    12:50 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــ



    اِتقِ الله أخي الكريم فلا تحرف كلام الله عن مواضعه المقصودة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    إنما الوصية في التركة للوالدين والأقربين؛ وإنما الأقربون هم الإخوة، أما الورثة الأصليون وهم ذريته فلا وصية لهم حتى لا يُوَرِّثَ بينهم العداوة والبغضاء فيوصي لأحدهم أكثر من الآخر. تصديقاً لقول الله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّـهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ} صدق الله العظيم [النساء:11].

    وليست الخلافة تركة يا رجل! فاتّقِ الله، والذي يصطفي الأئمة من بعد الرسل هو الذي يصطفي الرسل؛ الله وحده لا شريك له ولا يُشرك في حكمه أحداً، فهل الإمام طالوت اصطفاه نبيُّ بني إسرائيل أم اللهُ هو الذي اصطفى الإمام طالوت وزاده عليهم بسطةً في العلم؟
    تصديقاً لقول الله تعالى: {قَالَ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:247].

    وسبق منّي بيانٌ مفصَّلٌ في هذا الشأن، فذروا الماضي السحيق يا معشر الشيعة الاثني عشر وخلافاتهم فلن يسألكم اللهُ يا أمّة اليوم عمّا كانوا يفعلون. تصديقاً لقول الله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٣٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولكن الله سوف يسأل الشيعة والسُّنّة اليوم عن أمَّتهم التي في جيلهم وعصرهم؛ لماذا لم يسعوا إلى إصلاح أمَّتهم ولجمع شملهم ولتوحيد صفّهم ولجمع كلمتهم لتقوى شوكتهم ويعود عزّهم، فإلى متى سوف تستمرون في تنمية الأحقاد بين الشيعة والسُّنة جيلاً بعد جيلٍ ومن قبل أكثر من ألف سنةٍ؟ فمن يجيركم من عذاب الله؟ فما لكم والأمم الأولى؟ فكيفما كانت خلافاتهم فقد حكم الله بينهم فريقاً في الجنة وفريقاً في السعير، فاتّقوا الله واعلموا أنّ الله سوف يسألكم عن إصلاح أمّتكم التي في عصركم، فاستجيبوا لدعوة الإصلاح بينكم لنحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فنوحّد صفّكم فيعود عزّكم، وليس لي شرط عليكم إلا شرطاً واحداً وهو أن تؤمنوا بالقرآن العظيم الذي بين أيديكم فتستجيبوا إلى دعوة الاحتكام إلى كتاب الله فيما كنتم فيه تختلفون لعلكم تهتدون، فما خطبكم ما إن تَرِدُون إلى موقع الإمام ناصر محمد اليماني حتى تباشروا كتابة المُشاركة من قبل التدبّر والتفكّر في بيانات ناصر محمد اليماني علّه ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم أو يكون من الضالين المُضلّلين من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، فهذا يعود لقوة حجّة السلطان لدى ناصر محمد اليماني، ولن تستطيعوا أن تفهموا عقليّة ناصر محمد اليماني حتى تتدبّروا في بياناته، فإن كان من الذين يفسّرون القرآن بالرأي والظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً فسوف يتبيّن لكم أنّه لا يأتي بالسلطان للبيان، وإن كان يستنبط لكم البيان للقرآن من ذات القرآن فلن تستطيعوا أن تهيمنوا عليه أبداً حتى ولو حضر إلى طاولة الحوار كافّة علماء المسلمين والنَّصارى واليهود الأحياء منهم والأموات أجمعين فلما استطاعوا أن يهيمنوا على الإمام ناصر محمد اليماني وإنّا لصادقون، فلكلّ دعوى بُرهان، فلنحتكم إلى مُحكم القرآن إن كنتم به مؤمنين. فتدبّر أخي الكريم الأساس الذي يُبنى عليه دعوة الحوار وسنقوم باقتباسه من أهم بيانات موقع الإمام ناصر محمد اليماني بما يلي:

    ألا والله الذي لا إله غيره لو يُلقي إلى أهل العلم منكم المهديّ المنتظَر سؤالاً وأقول فيه: أخبروني هل تنتظرون المهديّ المنتظَر أن يبعثه الله إليكم نبيًا جديداً؟ وإنّه سوف يكون جوابكم واحداً موحّداً وكأنّكم تنطقون بلسانٍ واحدٍ فتقولون: "كلا ثم كلا يا من تزعم أنّك المهديّ المنتظَر فلن يبعث الله المهديّ المنتظَر نبيّاً جديداً، سبحانه! فيُناقض كلامه المحفوظ من التحريف في قوله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب]، ولذلك نحن ننتظر المهديّ المنتظَر ناصرَ مُحمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم". ثم ألقي إليكم بسؤالٍ آخر وأقول: وما تقصدون أنّكم تنتظرون المهديّ المنتظَر ناصرَ مُحمد؟ ثم يكون جوابكم واحداً موحّداً فتقولون: "نقصد أنّ الله لن يبعث المهديّ المنتظَر نبيّاً جديداً بكتابٍ جديدٍ؛ بل يبعثه الله ناصراً لمحمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فلا ينبغي لهُ أن يُحاجنا إلا بما جاء به محمدٌ صلّى الله عليه وآله وسلّم". ومن ثم يقول لكم المهديّ المنتظَر ناصر محمد: والله الذي لا إله غيره ولا معبود سواه إنّي المهديّ المنتظَر ناصر محمد وقد جعل الله في اسمي خبري وراية أمري (ناصر محمد)، وجعل الله اسمي بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور منذ أن كنت في المهد صبيّاً (ناصر محمد)، وجاء قدر التواطؤ في اسمي للاسم محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في اسم أبي (ناصر محمد) وبذلك تقتضي الحكمة من التواطؤ للاسم محمد في اسم المهديّ المنتظَر ناصر محمد لكي يحمل الاسم الخبر وراية الأمر، وذلك لأنّ الله لم يبعث المهديّ المنتظَر بكتابٍ جديدٍ لأنّه لا نبيّ مبعوث من بعد خاتم الأنبياء والمرسَلين محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ بل بعثني الله ناصراً لمُحمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فأدعوكم والناسَ أجمعين إلى الاستمساك بما جاء به مُحمدٌ صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأدعوكم إلى ما دعاكم إليه جدّي محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأحاجّكم بما حاجّ الناسَ به جدّي محمدٌ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - القرآن العظيم، وأدعوكم إلى الاحتكام إليه في جميع ما كنتم فيه تختلفون، فأستنبط لكم حُكم الله الحقّ من مُحكم كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل لتحريفه من بين يديه في عصر محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولا من خلفه من بعد مماته، وحَفِظَهُ اللهُ من التحريف ليكون المرجع لعلماء الدين فيما كانوا فيه يختلفون، ولذلك أدعوكم إلى الله ليحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، وما على المهديّ المنتظَر ناصر محمد إلا أن يستنبط لكم حُكم الله الحقّ من محكم كتابه فيما كنتم فيه تختلفون بشرط تطبيق الناموس لكشف الأحاديث المدسوسة والمُحرّفة في السُّنة النَّبويّة، وذلك لأنّ أحاديث السُّنة النَّبويَّة جاءت كذلك من عند الله لتزيد القرآن بياناً على لسان محمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولكنّ الله أفتاكم في مُحكم كتابه أنّه لم يعِدكم بحفظ الأحاديث من التحريف والتزييف في السُّنة النَّبويَّة، ولذلك أمركم الله بتطبيق الناموس في الكتاب لكشف الأحاديث المدسوسة والمكذوبة في السُّنة النَّبويّة، وعلّمكم الله في مُحكم كتابه العزيز أنّ ما وجدتُم من الأحاديث النَّبويَّة جاء مخالفاً لمُحكم القرآن العظيم فأفتاكم الله أنّ ذلك الحديث في السُّنة النَّبويَّة المخالف لمُحكم القرآن جاء من عند غير الله ورسوله؛ بل من عند الشيطان ليصدّكم عن الصراط المستقيم عن طريق المؤمنين من صحابة رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - من الذين جاءوا لما بين يدي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وقالوا: "نشهدُ أن لا إله إلا الله ونشهدُ أنّ محمداً رسول الله" فأظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر ليكونوا من رواة الحديث فصدّوا عن سبيل الله. وقال الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    ومن ثم علّمكم الله كيفية صدّهم عن سبيل الله، وبيَّن لكم في محكم كتابه طريقة مكرهم، وبيّن لكم عن سبب إيمانهم ظاهر الأمر؛ وذلك حتى يكونوا من رواة الأحاديث النَّبويَّة فيصدّوا المسلمين عن طريق السُّنة التي لم يعِدهم الله بحفظها من التحريف ولذلك يقولون طاعةٌ لله ولرسوله ويحضرون مجالس أحاديث البيان في السُّنة النَّبويَّة ليكونوا من رواة الحديث، وقال الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وفي هذه الآيات المُحكمات بيَّن الله لكم البيان الحقّ لقول الله تعالى: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم، فعلّمكم عن طريقة صدّهم: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} صدق الله العظيم، فعلّم اللهُ رسولَه والمؤمنين في محكم القرآن العظيم عن مكر الذين أظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر والمكر وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ}، ولكنّ الله لم يأمر نبيّه بكشف أمرِهم وطردِهم؛ بل أمر الله نبيَّه وقال: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا} صدق الله العظيم، ثم بيّن الله الحكمة من عدم طردهم لينظر مَنْ الذين سوف يستمسكون بكلام الله ومَنْ الذين سوف يُعرضون عن كلام الله المحفوظ القرآن العظيم ثم يذرونه وراء ظهورهم فيستمسكون بكلام الشيطان الرجيم الذي يجدون بينه وبين مُحكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، وذلك لأنّ الله علَّمكم بالناموس لكشف الأحاديث المُفتراة في السُّنة النَّبويَّة فعلّمكم الله أنّ ما ذاع الخلاف فيه بينكم في شأن الأحاديث النَّبويَّة فعندها أمركم أن تحتكموا إلى مُحكم القرآن، فإذا كان هذا الحديث في السُّنة النَّبويَّة جاء من عند غير الله فسوف تجدون بينه وبين محكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً لأنّ الحقّ والباطل دائماً نقيضان مختلفان ولذلك جعل الله القرآن هو المرجع والحكم فيما اختلفتم فيه من أحاديث السُّنة النَّبويَّة وقال الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم.

    وإذا جاء المؤمنين أمرٌ من الأمن أي من عند الله ورسوله؛ لأنّ مَن أطاع الله ورسوله فله الأمن من عذاب الله في الدنيا ويأتي يوم القيامة آمناً تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ۗ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٤٠﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴿٤١﴾ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴿٤٢﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    وأما قوله: {أَوِ الْخَوْفِ}، فذلك من عند غير الله ولن يجد من يأمنه من عذاب الله من اتّبع ما خالف لأمر الله ورسوله، وأما قول الله تعالى: {أَذَاعُوا بِهِ}، وذلك علماء الأمّة من رواة الحديث، فطائفة تقول: إنَّ هذا الحديث حقٌ من عند الله ورسوله وأخرى تُنكره وتأتي بحديثٍ مُخالفٍ لهُ ثم حكم الله بينهم أن يحتكموا إلى رسوله إذا لا يزال بينهم، أو إلى أولي الأمر منهم من أئمة المسلمين (الذين يأتيهم علم البيان للقرآن العظيم) من الذين أمرهم الله بطاعتهم من بعد رسوله فيأتونهم بحُكم الله بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فيستنبطون لهم حُكمَ اللهِ بينهم من محكم كتابه تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

    وما على أولي الأمر منكم إلا أن يستنبطوا لكم حُكم الله بينكم من مُحكم كتابه فيما كنتم فيه تختلفون؛ بمعنى أنّ الله هو الحكم بين المُختلفين، وإنّما الأنبياء والأئمة الحقّ يأتوكم بحُكم الله من مُحكم كتابه فيما كنتم فيه تختلفون، تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

    وها هو المهديّ المنتظَر قد حضر في قدره المقدور في الكتاب المسطور في زمن اختلاف علماء المسلمين وتفرّقهم إلى شيعٍ وأحزابٍ وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وأشهدُ أنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وأشهدُ أنّي المهديّ المنتظَر ناصر محمدٍ أدعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله فيما كنتم فيه تختلفون يا معشر علماء المسلمين والنَّصارى واليهود، فقد جعل الله القرآن العظيم هو المهيمن والمرجع لكم فيما كنتم فيه تختلفون، وما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم سواءً كان في السُّنة النَّبويَّة أو في التوراة أو في الإنجيل فاعلموا أنّ ما خالف محكم القرآن فيهما جميعاً أنّه قد جاء من عند غير الله (من عند الشيطان الرجيم) ولذلك حتماً تجدون بين الباطل ومحكم الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه اختلافاً كثيراً إن كنتم بالقرآن العظيم مؤمنين، فقد جعله الله المرجع الحقّ فيما كنتم فيه تختلفون يا معشر النَّصارى واليهود والمسلمين.

    ولم يجعل الله المهديّ المنتظَر مُبتدعاً بل مُتَّبِعاً لدعوة محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى الاحتكام إلى كتاب الله فيما كنتم فيه تختلفون يا معشر المسلمين من الأمّيّين والنَّصارى واليهود، وذلك لأنّ نبيّ الله موسى وعيسى وجميع الأنبياء يدعون إلى الإسلام تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّـهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّـهِ فَإِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وتصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّـهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴿٨٣﴾ قُلْ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿٨٤﴾ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٨٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّـهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    والبرهان على دعوة نبيّ الله موسى لفرعون وبني إسرائيل أنّه كان يدعوهم إلى الإسلام والذين اتّبعوا نبيّ الله موسى من بني إسرائيل الأولين كانوا يُسمّون بالمسلمين وذلك لأنّ نبيّ الله موسى كان يدعو إلى الإسلام، ولذلك قال فرعون حين أدركه الغرق قال الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} صدق الله العظيم [يونس:90].

    وذلك لأنّ الله ابتعث رسوله موسى - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ليدعو آل فرعون وبني إسرائيل إلى الدين الإسلامي الحنيف، وكذلك ابتعث الله رسوله داوود ونبيّه سليمان ليدعو الناس إلى الإسلام ولذلك جاء في خطاب نبيّ الله سليمان لملكة سبأ وقومها قال الله تعالى: {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٣٠﴾ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وكذلك ابتعث الله عبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم - صلّى الله عليه وعلى أمِّه وآل عمران المكرمين وسلّم تسليماً كثيراً - ليدعو بني إسرائيل إلى الإسلام ولذلك يُسمّى من اتّبع نبيّ الله عيسى بالمسلمين. وقال الله تعالى: {وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ ﴿٥٠﴾ إِنَّ اللَّـهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿٥١﴾ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّـهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّـهِ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٥٢﴾ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وبما أنّي الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم مُصدّقاً لما بين يديّ من التوراة والإنجيل والقرآن أدعوكم إلى ما دعاكم إليه نبيّ الله موسى وداوود وسليمان والمسيح عيسى ابن مريم ومحمد رسول الله - صلّى الله عليهم أجمعين وسلّم تسليماً كثيراً - إلى الدين الإسلامي الحنيف ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة لمن الخاسرين، وأدعوكم إلى أن نتّفق على كلمةٍ سواءٍ بيننا وبينكم أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فلا نعبد سواه، فلا ندعو موسى ولا عزير ولا المسيح عيسى ابن مريم ولا محمداً من دون الله صلّى الله عليهم وأوليائهم وسلّم تسليماً كثيراً. وأقول لكم ما أمرنا الله أن نقوله لكم في محكم القرآن العظيم: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّـهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ويا معشر المسلمين الأمّيّين من أتباع محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فكم حذّركم الله يا معشر الشيعة والسّنّة أن تتّبعوا الأحاديث والروايات المفتراة على نبيّه من عند الطاغوت على لسان أوليائه المنافقين بين صحابة رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فكانوا يُظهرون الإيمان ليحسبوهم منهم وما هم منهم؛ بل صحابة الشيطان الرجيم مدسوسين بين صحابة رسول الله الحقّ، فكم اتّبعتم كثيراً من افترائهم يا معشر علماء السُّنّة والشيعة وأفتوكم أنّكم أنتم من يصطفي خليفة الله في قدره المقدور في الكتاب المسطور وإنّكم وإنهم لكاذبون، وما كان لملائكة الرحمن المقرّبين الحقّ أن يصطفوا خليفة الله في الأرض، فكيف يكون لكم أنتم الحقّ يا معشر علماء الشيعة والسُّنُة؟ فأما الشيعة فاصطفوه قبل أكثر من ألف سنةٍ وآتوه الحُكم صبيّاً، وأمّا السُّنّة فحرّموا على المهديّ المنتظَر إذا حضر أن يقول لهم أنّه المهديّ المنتظَر خليفة الله الذي اصطفاه الله عليهم وزاده بسطةً في علم الكتاب وجعله حَكماً بينهم بالحقّ فيما كانوا فيه يختلفون فيدعوهم للاحتكام إلى الذِّكر المحفوظ من التحريف، وما كان جواب من أظهرهم الله على شأني من الشيعة والسُّنّة في طاولة الحوار العالميّة إلا أن يقولوا: "إنّك كذاب أشِر ولست المهديّ المنتظَر، بل نحن من نصطفي المهديّ المنتظَر من بين البشر فنجبره على البيعة وهو صاغر"! ومن ثم يردّ عليهم المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم و أقول: أقسمُ بالله العظيم الرحمن على العرش استوى إنّكم لفي عصر الحوار للمهديّ المنتظَر من قبل الظهور بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور قبل مرور كوكب سقر {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة:111] واصطفوا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم إن كنتم صادقين شرط أن تؤتوه علم الكتاب ظاهره وباطنه حتى يستطيع أن يحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فلا تُجادلونه من القرآن إلا غلبكم بالحقّ إن كنتم صادقين، وإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فإنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم لم يصطفِني جبريل ولا ميكائيل ولا السُّنّة ولا الشيعة؛ بل اصطفاني خليفةً لله في الأرض الذي اصطفى خليفته آدم، إنّه الله مالك الملك يؤتي ملكه من يشاء، فلستم أنتم من تُقسِّمون رحمة الله يا معشر الشيعة والسُّنّة الذين أضلّتهم الأحاديثُ المُفتراة والروايات ضلالاً كبيراً، واستمسكتم بها وهي من عند غير الله، بل من عند الطاغوت. ومثلكم كمثل العنكبوت اتّخذت بيتاً وإنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت، أفلا تتقون؟

    بل أمركم الله أن تعتصموا بالعروة الوثقى المحفوظة من التحريف القرآن العظيم الذي أدعوكم للاحتكام إليه الحقّ من ربّكم ولكنّكم للحقّ كارهون، فما أشبهكم باليهود يا معشر الشيعة والسّنة، فهل أدلّكم متى لا يعجبكم الاحتكام إلى القرآن العظيم؟ وذلك حين تجدون في مسألة أنّه مُخالف لأهوائكم، ولكن حين يكون الحقّ لكم فتأتون إليه مُذعنين وتُجادلون به، ولكن حين يخالف في موضع آخر لأهوائكم فعند ذلك تُعرضون عنه وتقولون لا يعلم تأويله إلا الله فحسبنا ما وجدنا عليه أسلافنا عن أئمة آل البيت كما يقول الشيعة أو عن صحابة رسول الله كما يقول السُّنّة والجماعة، ومن ثم يردّ عليكم المهديّ المنتظَر وأقول: ولكن حين يكون الحقّ معكم في مسألة ما فتأتي آيةٌ تكون بُرهاناً لما معكم فلماذا تأتون إليه مُذعنين فلا تقولوا لا يعلم تأويله إلا الله؟ ولكن حين تأتي آيةٌ مُحكمة بيِّنة ظاهرها وباطنها مُخالفة لما معكم فعند ذلك تُعرضون فتقولون لا يعلم تأويله إلا الله! ومن ثم أقيم الحجّة عليكم بالحقّ وأقول: أليست هذه خصلة في طائفة من الصحابة اليهود يا معشر السُّنّة والشيعة فلماذا اتبعتم صفتهم هذه؟ وقال الله تعالى: {لَّقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ ۚ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤٦﴾ وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَـٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ﴿٤٧﴾ وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٤٨﴾ وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ ﴿٤٩﴾ أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ۚ بَلْ أُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٥٠﴾ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [النور].

    ويا معشر الشيعة والسُّنة وجميع المذاهب الإسلاميّة، فهل أنتم مسلمون أم يهودٌ مُعرضون عن الدعوة والاحتكام إلى كتاب الله؟ فكم سألتكم لماذا لا تجيبوا دعوة الاحتكام إلى الكتاب؟ فلم تردّوا بالجواب، ومن ثم أقيم الحجّة عليكم بالحقّ أنّ المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم جعله الله مُتّبعاً وليس مُبتدعاً، فهل دعا مُحمدٌ رسول الله المُختلفين في دينهم من أهل الكتاب إلى كتاب الله القرآن العظيم؟ أم أنّ ناصر محمد اليماني مُبتدعٌ وليس مُتبعاً كما يزعم أنّ الله ابتعثه ناصراً لمحمد صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ ولكنّي من الصادقين، ولأنّي من الصادقين مُتّبعٌ لمحمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولستُ مُبتدعاً، وآتيكم بالبرهان من مُحكم القرآن العظيم تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111]. إذاً لكُلّ دعوى برهان إن كنتم تعقلون، ومن ثم أوجّه إليكم سؤالاً آخرَ أريد الإجابة عليه من أحاديث السُّنة النَّبويَّة الحقّ: فهل أخبركم محمدٌ رسول الله كما علّمه الله أنّكم سوف تختلفون كما اختلف أهل الكتاب؟ وجوابكم معلوم وسوف تقولون: قال محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه و آله وسلّم - الذي لا ينطق عن الهوى: [افترقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة، افترقت النَّصارى على اثنتي وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا واحدة] صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    ومن ثم أقول لكم: نعم إنّ الاختلاف واردٌ بين جميع المسلمين في كافة أمم الأنبياء من أوّلهم إلى خاتمهم النَّبيّ الأمي محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، فكُل أمّة يتّبعون نبيّهم فيهديهم إلى الصراط المستقيم فيتركهم وهم على الصراط المستقيم ولكنّ الله جعل لكُل نبيٍّ عدواً شياطين الجنّ والإنس يضلّونهم من بعد ذلك بالتزوير على الله ورسله من تأليف الشيطان الأكبر الطاغوت، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾ وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ﴿١١٣﴾ أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿١١٤﴾ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١١٥﴾ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦﴾ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿١١٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ومن ثم يوجّه المهديّ المنتظَر سؤالاً آخرَ: أفلا تفتوني حين يبعث الله النَّبيّ من بعد اختلاف أمَّة النَّبيّ الذين من قبله فإلى ماذا يدعوهم للاحتكام إليه؟ فهل يدعوهم إلى الاحتكام إلى الطاغوت أم يدعوهم إلى الاحتكام إلى الله وحده وليس على نبيِّه المبعوث إلا أن يستنبط لهم حُكم الله الحقّ من مُحكم الكتاب الذي أنزله الله عليه؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّـهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٢١٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وهكذا الاختلاف مستمرٌ بين الأمم من أتباع الرسل حتى وصل الأمر إلى أهل الكتاب فتركهم أنبياؤهم على الصراط المستقيم، ثم تقوم شياطين الجنّ والإنس بتطبيق المكر المستمر بوحيٍّ من الطاغوت الأكبر إبليس إلى شياطين الجنّ ليوحوا إلى أوليائهم من شياطين الإنس بكذا وكذا افتراءً على الله ورُسله ليكون ضدّ الحقّ الذي أتى من عند الله على لسان أنبيائه، ومن ثم أخرجوا أهل الكتاب عن الحقّ وفرّقوا دينهم شيعاً ونبذوا كتاب الله التوراة والإنجيل وراء ظهورهم واتّبعوا الافتراء الذي أتى من عند غير الله؛ بل من عند الطاغوت الشيطان الرجيم، فأخرج الشياطين المسلمين من أهل الكتاب عن الصراط المستقيم، ومن ثم ابتعث الله خاتم الأنبياء والمرسَلين النَّبيّ الأمي الأمين بكتاب الله القرآن العظيم؛ موسوعة كتب الأنبياء والمرسَلين. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ۖ هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي ۗ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُم مُّعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:24].

    ومن ثم أمر الله نبيَّه بتطبيق الناموس للحُكم في الاختلاف أن يجعلوا الله حَكماً بينهم فيأمر نبيّه أن يستنبط لهم الحُكم الحقّ من مُحكم كتابه فيما كانوا فيه يختلفون، ومن ثم قام محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بتطبيق الناموس بدعوة المختلفين إلى كتاب الله ليحكم بينهم لأنّ الله هو الحكم بين المختلفين وإنّما يستنبط لهم الأنبياء حكم الله بينهم بالحقّ من مُحكم كتابه تصديقاً لقول الله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّـهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٢١٣﴾} صدق الله العظيم.

    إذاً تبيَّن لكم أنّ الله هو الحكم، وما على محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - والمهديّ المنتظَر إلا أن نستنبط حُكم الله بين المختلفين من مُحكم كتابه ذلك لأنّ الله هو الحَكَمُ بينهم تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

    ومن ثم طبّق محمدٌ رسول الله الناموس لجميع الأنبياء والمهديّ المنتظَر بدعوة المختلفين إلى كتاب الله ليحكمَ بينهم، فمن أعرض عن الاحتكام إلى كتاب الله فقد كفر بما أُنزل على محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وقال الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّـهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وقال الله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    وقال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّـهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨﴾ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    وقال الله تعالى: {وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٥٥﴾ أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقال الله تعالى: {كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم} صدق الله العظيم [الأعراف:2-3].

    وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ﴿١٧٠﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وقال الله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وقال الله تعالى: {أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ أُولَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ۚ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ ۚ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [هود].

    وقال الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّـهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

    وقال الله تعالى: {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وقال الله تعالى: {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢﴾ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٩٣﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وقال الله تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً ۖ قُلِ اللَّـهُ ۖ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۚ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ} صدق الله العظيم [الأنعام:19].

    وقال الله تعالى: {كَذَٰلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ﴿٢٠٠﴾ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴿٢٠١﴾ فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿٢٠٢﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ۗ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٤٠﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴿٤١﴾ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴿٤٢﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    و قال الله تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَـٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} صدق الله العظيم [فصلت:44].

    وقال الله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾ وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٧﴾ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّـهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٨﴾ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٩﴾ مِّن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ ۖ وَلَا يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ أَوْلِيَاءَ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠﴾ هَـٰذَا هُدًى ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [الجاثية].

    وقال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَىٰ ﴿١٣٤﴾} صدق الله العظيم [طه].

    وقال الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّـهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم [لقمان].

    وقال الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّـهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴿١٧٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿١٣٦﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وقال الله تعالى: {أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقال الله تعالى: {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٩٧﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۖ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّـهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وقال الله تعالى: {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وقال الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

    وقال الله تعالى: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

    وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَّيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الروم].

    وقال الله تعالى: {تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٢﴾ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٣﴾ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    فلماذا تعرضون عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله يا معشر علماء المسلمين إن كنتم به مؤمنين؟ فلماذا تعرضون عن دعوة الاحتكام إليه إن كنتم صادقين؟

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
    أخو الشيعة والسُّنّة؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _____________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  9. افتراضي


    وانا اشهد على هذه البصيرة لهذا الامام المُعلم .. وكفى بالله شهيدا
    {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}



    اقتباس المشاركة 21282 من موضوع وصية الإمام ناصر محمد باتّباع كتاب الله وسنّة رسوله الحق.. وردّه المُفحم على من ادّعى أن الصلاة المفروضة أول ما فرضت هي صلاة الليل.

    الإمام ناصر محمد اليماني
    07 - 10 - 1432 هـ
    05 - 09 - 2011 مـ
    10:37 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=21268
    ـــــــــــــــــــ



    وصيّة الإمام ناصر محمد باتّباع كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ
    وردّه المُفحم على من ادّعى أنّ الصلاة المفروضة أول ما فُرضت هي صلاة الليل ..


    بسم الله العزيز الغفور والصلاة والسلام على النبيّ الأمّي وآله وجميع المسلمين إلى يوم النشور..

    ويا بنّور (bennour) ، اتّقِ الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور واتّبع كتاب الله وسُنَّة رسوله الحقّ تفُز بتجارةٍ لن تبور، ولم يأمركم الله بالاعتصام بالقرآن العظيم وحده إلا حين تجدون ما يخالفه في سُنّة البيان كون ما خالف لمُحكم القرآن في سُنّة البيان فهو حديثٌ مفترى من عند الشيطان جاءكم من عند غير الرحمن ولذلك ستجدونه مخالفاً لمحكم القرآن، وهنا عليكم بالاعتصام بمحكم القرآن والكفر بما خالف لمحكم القرآن إن كنتم به مؤمنين. ولكنّكم معشر القرآنيين كفرتم بسنّة البيان الحقّ والباطل وقلتم سوف نعتصم بالقرآن وكفانا، ومن ثم نقول لكم: ولكنّي الإمام المهدي من أشدِّ الناس اعتصاماً وتمسّكاً بالقرآن العظيم وأعلم بمُحكمه وبيان متشابهه ولا أقول على الله إلا الحقّ الذي لا يحتمل الشكّ شيئاً، غير أنّي لا أكفر بسُنّة البيان الحقّ النبويّة، ألا والله إنّ إيماني بسُنّة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كدرجة إيماني بهذا القرآن العظيم كون الأحاديث الحقّ في السُّنة النبويّة هي كذلك من عند الله كما القرآن العظيم من عند الله، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِذَا قَرَ‌أْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْ‌آنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    فما خطبكم يا معشر القرآنيّين تكفرون بالسُّنة النبويّة الحقّ، أفلا تعلمون أن أحاديث السُّنة النبويّة هي كذلك من عند الله؟ ولذلك علمكم كيف تستطيعون أن تكشفوا الأحاديث في السُّنة التي لم يقلها النبيّ فأمركم أن تتدبّروا محكم القرآن العظيم، فلو كان ذلك الحديث من عند غير الله فسوف تجدون بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً كون الحقّ والباطل نقيضان لا يتّفقان، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافاً كَثِيرً‌ا﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء]، وقد علمتم أنّ الله يخاطب المؤمنين بهذا القرآن العظيم وأعلَمهم بوجود طائفة بينهم يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر والمكر بإضلال المسلمين عن طريق أحاديث السُّنة النبويّة، ولذلك قال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ} صدق الله العظيم.

    ومن ثمّ نعود لقول الله تعالى:
    {فَإِذَا قَرَ‌أْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْ‌آنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة]، فانظر لقول الله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم. إذاً يا رجل، فإذا كان الحديث النّبويّ مفترى على الله ورسوله في سُنّة البيان فحتماً ستجدون بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً، وهذا هو الناموس في الكتاب لكشف الأحاديث المدسوسة في سنّة البيان، أمركم الله بتدبّر محكم القرآن، فلو كان الحديث في سُنّة البيان مفترى من عند غير الله أي من عند الشيطان فسوف تجدون بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً، وقد علمتم أنّ الله يخاطب في هذا الموضع المؤمنين وليس خطابه موجّهاً للكافرين بالقرآن العظيم، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافاً كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    إذاً فالخطاب موجّه للمسلمين وليس للكافرين بهذا القرآن العظيم، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم.

    ونستنبط من هذه الآيات أحكاماً عدّة كما يلي:
    أولاً: إنه توجد طائفة بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يُظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر للصدِّ عن اتِّباع الذِّكر عن طريق الأحاديث - أحاديث عن النبي - زوراً وبهتاناً، فيجعلونها تأتي مخالفةً لمحكم القرآن العظيم، كونه لئن نجح أعداء الله بصدّكم عن اتِّباع محكم القرآن فقد أخرجوكم من النور إلى الظلمات، فمن اعتصم بما خالف لمُحكم القرآن العظيم فقد ضلَّ ضلالاً بعيداً.

    وهذا هو حكم الله بينكم استنبطناه لكم من محكم كتابه بأنّ الله أمركم بعرض أحاديث النبيّ على القرآن للمقارنة بين حديث الله في محكم كتابه وحديث رسوله في سُنّة البيان، وعلمكم الله أنّه إذا كان حديثٌ مفترًى فسوف تجدون بينه وبين محكم القرآن البيِّن اختلافاً كثيراً، فكيف يكون مجيء هذا الحديث بياناً لآياتٍ في القرآن ومن ثمّ يأتي مخالفاً لمحكم القرآن؟ فلا يقبل ذلك عقلٌ ولا منطقٌ كون الأحاديث الحقّ في سُنّة البيان لا تزيد القرآن إلا بياناً وتوضيحاً للمسلمين، أما أن تخالف محكم القرآن فهي حتماً أحاديثٌ مفتراة من عند غير الله ولم ينطق الذي لا ينطق بها في الدين الذي لا ينطق عن الهوى جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الرواية الحق:

    وعن ثوبان أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
    [ألا إنّ رحى الإسلام دائرة. قال: كيف نصنع يا رسول الله؟ قال: اعرضوا حديثي على الكتاب، فما وافقه فهو مني وأنا قلته]. رواه الطبراني في الكبير، وفيه يزيد بن ربيعة، وهو متروك منكر الحديث.

    وقال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [ما أتاكم عنّي فاعرضوه على كتاب الله فإن وافق كتاب الله فأنا قلته وإن خالف كتاب الله فلم أقله وإنما أنا موافق كتاب الله وبه هداني الله] صدق عليه الصلاة والسلام.

    وقال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [إنها تكون بعدي رواة يروون عني الحديث، فأعرضوا حديثهم على القرآن، فما وافق القرآن فخذوا به، وما لم يوافق القرآن فلا تأخذوا به] صدق عليه الصلاة والسلام وآله الأطهار.

    حدثنا ‏عبد بن حميد ‏حدثنا ‏حسين بن علي الجعفي ‏قال سمعت ‏حمزة الزيات ‏عن ‏أبي المختار الطائي ‏عن ‏‏ابن أخي الحارث الأعور عن ‏الحارث ‏قال: ‏مررت في المسجد فإذا الناس يخوضون في الأحاديث فدخلت على ‏عليّ‏ ‏فقلت يا أمير المؤمنين ألا ‏‏ترى أن الناس قد خاضوا في الأحاديث قال وقد فعلوها قلت نعم قال أما إني قد سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏يقول:
    ‏[ألا إنها ستكون ‏ ‏فتنة ‏ ‏فقلت ما المخرج منها يا رسول الله قال كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو ‏الفصل ‏ليس بالهزل من تركه من جبار‏ ‏قصمه ‏الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا ‏تزيغ ‏به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا ‏يخلق ‏على كثرة ‏الرد‏ ‏ولا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنته الجنّ إذ سمعته حتى قالوا ‏ {إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به‏} ‏من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم] صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام.

    حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثنا هَارُونُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ بُكَيْرٍ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
    [إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَتَانِي، فَقَالَ : إِنَّهُ سَتَكُونُ فِي أُمَّتِي فِتْنَةٌ! فَقُلْتُ: فَمَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا جِبْرِيلُ؟ فَقَالَ: كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، مَنْ وَلِيَ هَذَا الأَمْرَ مِنْ جَبَّارٍ فَيَقْضِي بِغَيْرِهِ يَقْصِمُهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَبْتَغِي الْهُدَى فِي غَيْرِهِ يُضِلُّهُ اللَّهُ] صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام.

    ولكن للأسف إنّ علماء السنّة كفروا بهذه الأحاديث النّبويّة الحقّ ونقتبس من فتواهم بما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    حديث عرض السنة على القرآن مكذوب.. الحديث الذي يرويه القائلون بعدم استقلال السنة بالتشريع، وهو: "إذا جاءكم عني حديث فاعرضوه على كتاب الله فما وافق فخذوه وما خالف فاتركوه". فقد بين أئمة الحديث وصيارفته أنه موضوعٌ مختلقٌ على النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وضعته الزنادقة كي يصلوا إلى غرضهم الدنيء من إهمال الأحاديث، وقد عارض هذا الحديث بعض الأئمة فقالوا: عرضنا هذا الحديث الموضوع على كتاب الله فوجدناه مخالفا له، لأنا وجدنا في كتاب الله {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}، ووجدنا فيه {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ}، ووجدنا فيه {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ}. وهكذا نرى أن القرآن الكريم يكذب هذا الحديث ويرده. وقد حاول بعض المستشرقين واتباعهم الذين صنعهم الإستعمار على يديه أن يُحيون ما ندرس من هذه الدعوة الخبيثة، ولكن الله سبحانه قيَّض لهؤلاء في الحديث -كما قيض لأسلافهم في القديم- من وضع الحقّ في نصابه، ورد كيدهم في نحورهم {وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}.
    انتهى الاقتباس
    ومن ثمّ نقول لهم: يا معشر علماء السُّنة المحترمين، فما دمتم تقولون أنّ هذا الحديث مفترى على النبيّ فأنتم تؤمنون أنّ الأحاديث السنيّة ليست محفوظةً من التحريف، ولكن للأسف أنّ منكم من ينكر الحقّ ويقرّ بالباطل الذي فيها، ويحسبون أنهم مهتدون! واعتصمتم بالسُّنة النّبويّة الحقّ منها والباطل، وتحسبون أنّكم مهتدون! وكذلك علماء الشيعة فهم كذلك مثلكم سُنيّين فهم معتصمون بروايات العترة والأحاديث الواردة عنهم - الحق والباطل - ويحسبون أنّهم مهتدون وهم على ضلالٍ مبينٍ كما أهل السُّنّة والجماعة على ضلالٍ مبينٍ إلا من رحم ربي.

    وأما القرآنيّون! وما أدراك ما القرآنيّون، فهم كذلك على ضلالٍ مبينٍ كأمثال فضيلة الشيخ (بنّور) الذي يستمسك حسب زعمه بالقرآن العظيم ويكفر وينكر سنّة محمدٍ رسول الله الحقّ، وأعوذ بالله أن أكون من القرآنيّين من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، وأعوذ بالله أن أكون من السُنيّين الذين يتمسّكون بالحقِّ والباطل المفترى ويحسبون أنّهم مهتدون، وأعوذ بالله أن أكون من الشيعة فأكثرهم مشركون بالله بسبب المبالغة في آل البيت ويحسبون أنّهم مهتدون، إلا من رحِم ربّي وجاء لربّه بقلبٍ سليمٍ من جميع المسلمين لا يشرك بالله شيئاً.

    ويا بنّور، أقسم بمن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور الذي وعد بالجنة للأبرار والنار للفجّار الله الواحد القهار أنّ الفرقة الناجية ليست كما تزعمون بأنّها فرقةٌ مذهبيّة؛ بل هي من مختلف الفرق وهم الذين جاءوا ربّهم بقلوبٍ سليمةٍ من الشرك، ويغفر الله لهم ما دون ذلك إنّ ربّي غفور رحيم.

    ويا بنّور إنّي المهديّ المنتظَر أعلن الكفر المطلق بالتعدديّة المذهبيّة في دين الله، وأدعو القرآنيّين والشيعة والسُّنّة والجماعة إلى اتِّباع كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ، فمن اتّبع القرآن وحده وترك السُّنة النبويّة الحقّ فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ومن اتّبع السنّة وحدها وترك القرآن العظيم فقد كفر بما أُنزل على محمد، فلا تكونوا كمثل القوم الذين يكفرون يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، ولا تفرِّقوا بين قول الله ورسوله، فاتّقوا الله واتَّبعوا كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ إلا ما خالف في سنّة البيان لمحكم القرآن فهنا أمركم الله أن تعتصموا بحبل الله القرآن العظيم وتكفروا بالحديث المخالف لمحكم كتاب الله سواءً يكون في السُّنة النبويّة أو في الإنجيل أو في التوراة فقد أمركم الله بالكفر المطلق بما جاء مخالفاً لمحكم كتاب الله القرآن العظيم.

    يا معشر المسلمين والنصارى واليهود فإنّي أدعوكم جميعاً للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم لنستنبط لكم من محكمه الحُكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون إن كنتم مؤمنين بالقرآن العظيم أنه كتابُ ربّ العالمين المحفوظ من التحريف ليكون المرجع الحقّ للتوراة والإنجيل والسنّة النبويّة.

    ويا قوم إنّ الله حين بعث جدّي محمد رسول الله بالقرآن العظيم لم يدعُ أهل الكتاب للاحتكام إلى التوراة والإنجيل برغم أنّه يؤمن بها كمثل إيمانه بالقرآن العظيم، ولكن، هل تعلمون ما السبب؟ وذلك لأنّها لم تعد محفوظة من التحريف والتزييف ولذلك جعل الله القرآن هو المرجع للتوراة والإنجيل، فما جاء مخالفاً فيها لمحكم القرآن العظيم فلم يقله الله ولا موسى ولا عيسى عليهم الصلاة والسلام، كون الله أفتاكم أنّ التوراة والإنجيل ليسا محفوظين من التحريف، وقال الله تعالى:
    {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِ‌يقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ونظراً لأنّ التوراة والإنجيل لم تعد محفوظة من التحريف أمرَ الله نبيَّه أن يدعو أهل الكتاب إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم ليحكم بينهم بالحقِّ فيما اختلفوا فيه في التوراة والإنجيل، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْ‌آنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ أَكْثَرَ‌ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦﴾ وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَ‌حْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    ولذلك دعاهم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم المحفوظ من التحريف والتزييف فأعرض المعرضون عن الحقّ منهم عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ‌ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِ‌يقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِ‌ضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران]، وكذلك علماء المسلمين في عصر بعث المهديّ المنتظَر! فقد وصل عمر دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى نهاية السّنة السابعة وعلماء المسلمين لا يزالون معرضين عن دعوة الإمام المهديّ للاحتكام إلى القرآن العظيم المحفوظ من التحريف والتزييف حجّة الله على رسوله وعلى المؤمنين إلى يوم الدين حتى لا تكون لهم الحجّة على ربّهم يوم الدين، قال الله تعالى: {وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَ‌كٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْ‌حَمُونَ ﴿١٥٥﴾ أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَ‌اسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّ‌بِّكُمْ وَهُدًى وَرَ‌حْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ويا بنّور، اتّقِ الله من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وإنّي المهديّ المنتظَر المتّبع لكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ إلا ما وجدته مخالفاً في سنّة البيان لمحكم القرآن فعندها أعتصمُ بحبل الله القرآن العظيم وأكفر بما يخالفه في السُّنة النبويّة كون ما خالفه في أحاديث السنّة فهو حديث مفترى من عند الشيطان وليس من عند الرحمن، فهل أنتم مهتدون؟

    ويا بنّور، إني المهديّ المنتظَر لم يجعلني الله من القرآنيّين من الذين يقولون على الله بالتفسير ما لا يعلمون كمثل قول بنّور أنّ الصلاة المفروضة أول ما فرضت هي صلاة الليل ومن ثمّ يأتي بقول الله تعالى:
    {
    إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ‎﴿٢٠﴾
    } صدق الله العظيم [المزمل].

    ومن ثم يردّ على بنّور المهديُّ المنتظر الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: اتّقِ الله حبيبي في الله، وتالله إنّكم لتخلطون بين صلاة النَافلة والصلاة المفروضة فخلطتم الحابل بالنابل وعجنتم القرآن وضلَلْتم عن سواء السبيل كما ضلَّ الشيعة والسنّة وفِرَق المسلمين إلا من رحم ربي، ويا رجل فلو تدبّرت الآيات التترى لتَبيَّنَ لكم أنّه يقصد صلاة النافلة وليس الصلاة المفروضة، فانظر لقول الله تعالى:
    {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِ‌ضُوا اللَّـهَ قَرْ‌ضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ‌ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّـهِ هُوَ خَيْرً‌ا وَأَعْظَمَ أَجْرً‌ا ۚ وَاسْتَغْفِرُ‌وا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم؛ وهنا يقصد الصلاة المفروضة وما قبلها هي صلاة النافلة الطوعيّة بالتهجد بالقرآن العظيم، تصديقاً لقول الله تعالى: {
    وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا ﴿٧٩} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وكان محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتهجّد بكافة ما قد تنزّل عليه بالقرآن العظيم في نافلة الليل، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا ﴿٧٩} صدق الله العظيم، ومن ثم لم يصلِّ صلاة النافلة الطوعية كافة صحابة النبيّ بل فقط طائفة من الذين معه كون نافلة الليل لم تكن صلاةً مفروضةً جبريّاً على المؤمنين بل لمن شاء التّنفل، ولذلك قال الله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ} صدق الله العظيم [المزمل:20].

    فانظر يا بنور لقوله تعالى:
    {وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ} صدق الله العظيم، أي وطائفة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وليس جميع الذين معه من المؤمنين، ولكنّ الذين معه ملتزمون جميعاً بالصلاة المفروضة، تصديقاً لقول الله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ} صدق الله العظيم [الفتح:29].

    وهذا منظر محمد رسول الله والذين معه بشكل عام في صلاة الجماعة المفروضة، كونهم كانوا يحضرونها جميعاً وهم الذين معه بشكل عام، ولكن حين يأتي لذكر صلاة نافلة الليل فهنا جاء التبعيض بقول الله تعالى:
    {وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ} صدق الله العظيم، كونهم لا يصلي النافلة الليلية إلا طائفةٌ من الذين معه كونها ليست صلاة مفروضة بل لمن شاء وهي أشدُّ وَطْئاً وأقومُ قيلاً، كون القلب يتأثر حين يخلو مع ربه يتبتّل إليه تبتيلاً، ولكنّكم يا بنور خلطتم ذكر صلاة النافلة بالفرض كونكم تقولون على الله ما لا تعلمون بل تفسّرون القرآن برأيكم من عند أنفسكم.

    وتهجَّدَ بما تنزّل على رسول الله من القرآن في نافلة الليل بعضٌ من صحابة النبيّ كما يفعل النبيّ برغم أنّ تلك صلاة نافلة ولم تكن فرضاً جبرياً على المؤمنين، ولكن حين كثر القرآن العظيم فقد أصبح عليهم شاقّاً ولن يحصوا قراءة القرآن أجمعين حتى لو صلّوا إلى الصبح، ولذلك قال الله تعالى:
    {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ‎﴿٢٠﴾
    } صدق الله العظيم [المزمل].

    فانظر لقول الله تعالى:
    {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} صدق الله العظيم. فهل تعلم البيان لقول الله تعالى: {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ} أي علم أنكم لن تستطيعوا أن تقرأوا القرآن كاملاً في النافلة الليلية، فتذكّروا يا قرآنيين قول الله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} صدق الله العظيم [الإسراء:79].

    ولذلك كان محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتهجّد بالقرآن كاملاً في صلاة النافلة الليلية وبعض صحابته طوعاً من أنفسهم برغم أنّها ليست مفروضة من الله، ولكن حين كثر تنزيل القرآن أصبح عليهم طويلاً وشاقاً لن يستطيعوا أن يُحصوا كافة القرآن، ولذلك قال الله تعالى:
    {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} وذلك في صلاة النافلة الليلية.

    ومن ثمّ نأتي لقول الله تعالى:
    {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} وهنا يقصد الصلاة المفروضة عليهم وهي غير صلاة النافلة التي كانوا يقرأون فيها القرآن كاملاً، ثم أمرهم الله أن يقرأوا ما تيسّر منه رحمة من الله بهم، قال الله تعالى: {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [المزمل:20]. فما خطبكم يا معشر القرآنيّين تخلطون بين صلاة النافلة وصلاة الفرض؟

    ويا رجل، إنّما الصلوات أول ما فرضت خمسين صلاة وتمّ التخفيف في ذات الموقف من قبل التنفيذ إلى خمس صلواتٍ مفروضاتٍ، أوّلهم المغرب وثانيهم العشاء وثالثهم الصلاة الوسطى (الفجر) ورابعهم صلاة الظهر وخامس الصلوات وآخرها صلاة العصر، وإنّا لصادقون. ولكن غرّكم ذكر المواقيت الثلاثة كونكم لا تعلمون أنّ صلاة الظهر والعصر لا يفترقان جمع تقديم أو جمع تأخير، وكذلك صلاة المغرب والعشاء لا يفترقان جمع تقديم أو تأخير، وأما الصلاة الوسطى فهي صلاة وسطى بمفردها، وهي صلاة الفجر.

    ألا والله الذي لا إله غيره لو يحضر لدينا أحد علماء القرآنيّين المشهورين لدى الأمّة للحوار في شأن الصلوات الخمس ويقوم بتنزيل صورته واسمه بالحقِّ ومن ثم يبدأ الحوار بينه وبين الإمام المهدي ناصر محمد اليماني لأجعلنّه بين خيارين اثنين إما أن يتّبع القرآن أو يكفر به ولا خيار ثالث سيكون بين يديه، كونه كلما جاء يجادلني بآيةٍ فسوف نأتيه بالحقِّ وأحسن تفسيراً - بإذن الله - حتى يفقد كافة ما كان يعتبره برهاناً له من القرآن، كون ناصر محمد اليماني سوف يأتيه بالبيان لذات الآية من محكم القرآن في قلب وذات الموضوع وأُبيِّنُ القرآن بالقرآن وليس بظنّ الشيطان بغير علمٍ من الله، فلن أقول مثلكم: فإن أخطأتُ فمن نفسي والشيطان وإن أصبتُ فمن الله! هيهات هيهات؛ بل ذلك قول الظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً، كون القول في الدين محرّم أن يكون بالنسبيّة المئوية يحتمل الصح ويحتمل الخطأ.

    ولربما بنّور يودّ أن يقاطع المهدي المنتظر فيقول: "ولكنّنا نحن القرآنيّون ليس لدينا قولٌ بالظنّ بل نجادل بآيات الكتاب، ألم ترَ أنّي أتحدّى بالقسم بالله العظيم؟ وذلك لأنّنا لا نقول بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً"، ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر ناصر محمد وأقول: بل قسمُك قسم الفُجّار كونك تأتي بالتفسير من عند نفسك وليس من محكم الذِّكر بآياتٍ بيِّناتٍ، ويا رجل فلا ينبغي لي أن أصدّقك فاتّبعك نظراً لأنّك تقسم بالله العظيم أنّ الحقّ معك ولا ينبغي لك أن تتّبعني لو أقسمت لك بالله العظيم أنّ الحقّ معي، هيهات هيهات.. فلم يجعل الله سلطان دين الهدى في القسم ولا في الاسم ولا في الرؤيا بالمنام بل في سلطان العلم من الرحمن تأتينا به من آيات الكتاب المحكمات أو آتيك به من آيات الكتاب المحكمات، أفلا تعلم أنّه يوجد في القرآن آيات مُبيِّناتٍ لآيات أُخر؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ} صدق الله العظيم [النور:34]، وكذلك آيات بيِّنات، وهنَّ آيات الكتاب المحكمات، هُن أمّ الكتاب وأصل الدين، فإذا تركتموهم هلكتم.

    ويا أخي الكريم بنّور، سبق لنا الحوار معك في مواضيع أُخر وأقمنا عليك الحجّة بالحقِّ وها أنت تأتينا لتجادلنا في الصلوات الخمس! ويا رجل قل لأكبر علماء القرآنيّين المشهورين أن يتقدّم لحوار المهديّ المنتظَر عبر طاولة الحوار العالميّة
    (موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني منتديات البشرى الإسلامية) ويقوم بتنزيل صورته واسمه ومن ثمّ يتمُّ التأكّد من شخصيّته ومن ثمّ نبدأ الحوار في عمود الدين - الصلاة - الصلة بين العبد وربّه من تركها فقد كفر وإن كان من المسلمين فهو في النار، وقال الله تعالى: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ‌ ﴿٤٢﴾ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [المدثر].

    ألا والله لو تعلم يا بنّور كم يحرجني أحبّتي في الله الأنصار السابقين الأخيار أن أستكمل لهم بيان الصلوات فأعتذر لهم إلى أجل مسمى بإذن الله، وأمرتهم أن يصلّوا كما يصّلي أهل السنّة والجماعة، فبرغم أنّ صلواتهم زائدة وشاقة كثيراً على المسلمين كونها زائدة في ركعاتها وتَفَرُّق أوقاتها ولكنّها خالية من الشرك، فليس فيها تراب الحسين وليس فيها يا علي ولا يا أبا الحسن، فهم لا يدعون آل بيت رسول الله ولا غيرهم من دون الله، غير أنّ أهل السنّة أوقعهم أخيراً الشيطانُ في الشِّرك بسبب عقيدة الشفاعة للعبيد بين يدي الربّ المعبود ولن يجدوا لهم من دون الله وليّاً ولا نصيراً.

    وأكثر المستهزئين بالمهديّ المنتظَر هم من علماء الشيعة والسُّنّة برغم أنّ كلهم سنيّون، كونهم معرضون عن كتاب الله القرآن العظيم ويتّبعون الروايات وحسبهم ذلك ولا يأخذون من القرآن إلا ما وافق لرواياتهم، وما جاء في محكمه مخالفاً لها فتجدهم شيعة وسُنّة يعرضون عنه ويقولون لا يعلم تأويله إلا الله، أولئك كذلك يكفرون؛ يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، ولن يجدوا لهم من دون الله وليّاً ولا نصيراً.

    ويا قوم اتَّبعوا كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ ولا تفرّقوا بين الله ورسوله، فلا يختلف حديث الله عن حديث رسوله كون القرآن والسُّنّة الحقّ نور على نور، ولسوف أضرب لكم على ذلك مثلاً، فقد تنزَّل جبريل عليه الصلاة والسلام على رسول الله وهو بين صحابته بقول الله تعالى:
    {
    لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ ۚ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ‎﴿٣﴾‏} صدق الله العظيم [الممتحنة]، ومن ثم سمع الصحابة محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينادي فجأة بأعلى صوته حتى أفزعهم وهو يقول: [يا فاطمة بنت محمد اعملي فلا أغني عنك من الله شيئاً، فقد جاءني جبريل آنفاً وقال: {لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ ۚ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
    } صدق الله العظيم].

    فاتّقوا الله عباد الله واتَّبعوا كتاب الله وسُنّة رسوله ولا تكونوا قرآنيّين فتتّبعوا القرآن وتذروا سُنّة البيان، ولا تكونوا سنّيّين فتتّبعوا السنّة الحقّ منها والباطل وتذروا محكم القرآن؛ بل الحقّ هو أن تتّبعوا كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ إلا ما خالف لمحكم القرآن العظيم، فهنا أمركم الله أن تعتصموا بحبل الله القرآن العظيم وتكفروا بما يخالف لمحكم القرآن العظيم سواءً يكون في سُنّة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو في التوراة أو في الإنجيل، فلا تتّبعوا ما يخالف لمحكم القرآن العظيم في كافة الكتب والنسخ التوراتيّة والإنجيل ولا في كتاب البخاري ومسلم ولا بحار الأنوار ولا غيرهم، إنّي لكم من الله نذيرٌ مبين، وأوشكَ الله أن يغضب لكتابه القرآن العظيم فاتّقوا الله وأطيعوني وتواضعوا للحوار لعلكم تهتدون.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    أخو المسلمين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    _______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 4389 من موضوع المهديّ المنتظَر يُلجم بالبرهان أنّ القرآن المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث ..

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    22 - 11 - 1428 هـ
    02 - 12 - 2007 مـ
    09:34 مساءً
    _________



    المهديّ المنتظَر يُلجم بالبرهان أنّ القرآن المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث ..

    بسم الله الرحمن الرحيم من المهديّ المنتظَر الناصر لمحمدٍ رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - والقرآنِ العظيم؛ الإمام ناصر محمد اليماني إلى جميع علماء المذاهب الإسلاميّة على مختلف فرقهم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم أمّا بعد..

    يا معشر علماء الأمَّة أنا المهديّ المنتظَر أدعوكم إلى الحوار الفصل وما هو بالهزل شرط أن نحتكم إلى القرآن العظيم الذي جعله الله المرجع الحقّ لما تنازعتم فيه من سُنّة محمد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، ولسوف أقدِّم لكم البرهان بأنّ الله أمركم أن تجعلوا القرآن هو المرجع الأساسي فيما اختلف فيه علماء الحديث، فإن استطاع ناصر اليماني أن يُلجِمَكم بالحقّ بأنّ القرآن هو المرجع لصحة الأحاديث النَّبويّة فسوف أغلبُكم بالحقّ من القرآن الذكر المحفوظ من التحريف ليكون هو المرجع لما اختلفتم فيه.

    ويا معشر علماء الأمَّة لقد أخبركم الله بأنّ هناك طائفةٌ من المسلمين ظاهر الأمر من علماء اليهود من صحابة محمد رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - ظاهر الأمر وهم يبطنون المكر ضدّ الله ورسوله اتّخذوا أيمانهم جُنّة ليصدّوا عن سبيل الله فيكونوا من رواة الحديث، وأنزل الله سورةً باسمهم (المنافقون) وقال الله تعالى:
    {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴿٣﴾ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    ويا معشر علماء الأمَّة تدبّروا قوله تعالى:
    {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، ولسوف أبرهن لكم بأنّ تلك الطائفة قد افترت بأحاديث غير التي يقولها محمدٌ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وقال الله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وإلى البيان الحقّ:
    {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} صدق الله العظيم، وذلك أمرٌ من الله إلى المسلمين أن يطيعوا محمداً رسول الله فيتّبعوا ما أمرهم به ويجتنبوا ما نهاهم عنه، تصديقاً لقوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} صدق الله العظيم [الحشر:٧].

    وأما البيان لقوله:
    {وَمَنْ تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}، وذلكم الذين تولّوا وكفروا بمحمدٍ رسول الله فأنكروا أنّه مُرسلٌ من الله؛ أولئك هم الكفار ظاهر الأمر وباطنه، وأما البيان لقوله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ}، وهم المسلمون الذين قالوا نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أنّ محمداً رسول الله فيحضرون مجلسه للاستماع إلى الأحاديث النَّبويّة التي جاءت لتزيد القرآن توضيحاً وبياناً، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} صدق الله العظيم [النحل:٤٤].

    وأما البيان الحقّ لقوله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء]، وهذا القول موجَّهٌ للمسلمين وليس للكافرين؛ بل للمسلمين الذين يقولون طاعةٌ؛ أي أنّهم شهدوا لله بالوحدانية ولمحمد بالرسالة لذلك يقولون طاعة أي أنّهم يريدون أن يطيعوا الله بطاعة رسوله، ولكن طائفة من المسلمين وهم من علماء اليهود إذا خرجوا من مجلس الحديث بيَّتوا أحاديث عن رسول الله لم يقلها هو صلَّى الله عليه وسلَّم، وذلك ليصدّوا عن سبيل الله، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ}، وبرغم أنّ الله أخبر رسوله بمكرهم ولكنّ الله أمر رسوله أن يُعرض عنهم فلا يطردهم وذلك ليتبيَّن مَنْ الذين سوف يستمسِكون بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ ومَنْ الذين يستمسِكون بما خالف كتاب الله وسنة رسوله الحقّ من المسلمين، لذلك لم يأمر الله رسوله بطردهم لذلك استمر مكرهم، وقال الله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا}، ومن ثمّ صدر أمر الله إلى علماء الأمَّة فعلّمهم بالطريقة التي يستطيعون أن يكشفوا الأحاديث التي لم يقُلها محمدٌ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ على اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    بمعنى أنّ العلماء يسندون الأحاديث الواردة عن رسول الله والتي تمثل أوامره للمسلمين فيسندوها إلى القرآن فإذا وجدوا فيه اختلافاً كثيراً بينه وبين أحاديث واردة عن النَّبيّ - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - فإن تلك الأحاديث من عند غير الله؛ من شياطين البشر من المسلمين ظاهر الأمر وهم من علماء اليهود الذين إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنّا معكم إنّما نحن مستهزِءون.

    وأما البيان لقوله تعالى:
    {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ}، ويقصد علماء المسلمين إذا جاءهم حديثٌ عن رسول الله، وذلك هو الأمن لمن أطاع الله ورسوله، وأما قوله {أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} وذلك من عند غير الله، وأما قوله أذاعوا به فهم علماء المسلمين يختلفون فيما بينهم، فطائفةٌ تقول أنَّه حديثٌ مفترى مخالفٌ للحديث الفلاني، وأخرى تقول بل هذا هو الحديث الحقّ وما خالفه فهو باطلٌ وليس عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.

    وأما البيان لقوله:
    {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا}، بمعنى أن يردّوه إلى محمدٍ رسول الله إن لم يزل موجوداً وإلى أولي الأمر منهم إذا لم يكن موجوداً ليحكم بينهم فيردّوه إلى أولي الأمر منهم وهم أهل الذكر الذين يزيدهم الله بسطةً في العلم بالبيان الحقّ للقرآن الكريم لعَلِمَه الذين يستنبطونه منهم أي: لعَلِم هذا الحديث هل هو مفترى عن رسول الله فيستنبط الحكم من القرآن وهي الآية التي تأتي تخالف هذا الحديث ومن ثمّ يعلمون أنّه مُفترى عن رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - نظراً لتخالف هذا الحديث مع آيةٍ أو عدّة آياتٍ في القرآن العظيم.

    وأما البيان لقوله تعالى:
    {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} ويقصد المسلمين بأنّه لولا فضل الله عليهم ورحمته بالمهديّ المنتظَر لاتَّبعتم يا معشر المسلمين المسيح الدجال إلا قليلاً، وذلك لأنّ الشيطان هو نفسه المسيح الدجال يريد أن يقول أنّه المسيح عيسى ابن مريم ويقول أنّه الله وما كان لابن مريم أن يقول ذلك بل هو كذّاب لذلك يسمى المسيح الكذّاب كما بيَّنا لكم من قبل.

    ولكنّكم يا معشر علماء الأمَّة ظننتم بأنّ الله يخاطب الكفار في قوله تعالى:
    {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}، فظننتم أنّه يخاطب الكفار بهذا القرآن العظيم بأنّه لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً، ونظراً لفهمكم الخاطئ لم تعلموا بأنّ القرآن هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث ولذلك استطاعت طائفة المنافقين أن تضلّكم عن الصراط المستقيم، ولو تدبّرتم الآية حقَّ تدبرها لوجدتم أنّه حقاً لا يخاطب الكفار بقوله: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}؛ بل إنّه يخاطب المسلمين المؤمنين بالقرآن العظيم الذين يقولون طاعة لله ولرسوله وليس الذين كفروا، فتدبّروا الآية جيّداً كما أمركم الله: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    فكيف تظنّون أنّه يخاطب بهذه الآية الكفار؟ ألم يقل فيها:
    {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} فهل ترونه يخاطب الكفار أم المسلمين ما لكم كيف تحكمون؟

    ولربّما يودّ أحد المتابعين لبياناتي أن يقاطعني فيقول: "يا ناصر اليماني ما خطبك تردّد بيان هذه الآيات كثيراً؟". ومن ثمّ نردّ عليه فأقول: أخي الكريم، إذا لم أقنع علماء المسلمين أنَّ القرآن هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث، فكيف أستطيع الدفاع عن سنّة رسول الله الحقّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم؟ وذلك لأنّ سُنَّة محمدٍ رسول الله لم يعِدْكم الله بحفظها من التحريف والتزييف؛ بل وعدكم بحفظ القرآن العظيم ليكون المرجع لسُنة رسول الله فيما خالف من الأحاديث القرآن فاعلموا أنّه حديثٌ مفترى ولم ينزل الله به من سلطان، وأمّا الأحاديث الحقّ فسوف تجدونها متشابهةً مع ما أنزل الله في القرآن العظيم تصديقاً لحديث رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم:
    [ما تشابه مع القرآن فهو مني] صدق محمدٌ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.

    وأما أحاديث الحكمة عن رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - فخذوا بها أجمعين ما دامت لا تخالف القرآن في شيء حتى ولو لم يكن لها برهان في القرآن فخذوا بها ما دامت لا تخالفه في شيء فلا أنهاكم عنها، كمثل حديث السواك وغيره من أحاديث الحكمة عن رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - وخذوا منها ما اطمأنّت إليها قلوبكم وتقبلها عقولكم وذلك لأنّ الله يُعلِّم رُسلَه وأنبياءَه الكتاب والحكمة، فما خطبكم يا معشر علماء المسلمين من الذين أظهرهم الله على أمري لا تكادون أن تفقهوا البيان الحقّ وقد فصَّلناه تفصيلاً؟! ومنهم من يظنّ بأنّي أجعل سُنّة محمد رسول الله وراء ظهري وأستمسك بالقرآن وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين؛ بل أستمسك بكتاب الله وسنة رسوله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - وإنّما أكفر بالأحاديث التي جاءت مخالفة لما أنزل الله في القرآن العظيم جملةً وتفصيلاً فعلمت بأنّ تلك الأحاديث من عند غير الله ورسوله وذلك لأنّي المهديّ المنتظَر أشهد أنّ القرآن من عند الله وكذلك السُّنّة من عند الله وما ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام؛ بل بالبيان للقرآن بالأحاديث النَّبويّة فاتّبعوني أهدِكم صراطاً مستقيماً.

    واتّقوا الله، فأنا المهديّ المنتظَر أدعوكم إلى الحوار من شهر محرم 1426 للهجرة إلى حين صدور هذا البيان والذي طالما كرّرته كثيراً لعلكم تتّقون فتؤمنون أنَّ القرآن هو المرجع لما اختلفتم فيه من السنة ولبثت فيكم ثلاث سنوات إلا قليلاً وأنا أدعوكم إلى الحوار إلى حدّ الساعة لصدور خطابنا هذا وكأنّي لم أكن شيئاً مذكوراً بينكم، وكثيرٌ من الذين اطلعوا على أمري يُعرضون عنه ويقولون كيف نقبل مهديّاً منتظراً عن طريق الإنترنت؟ وذلك لأنّهم قومٌ لا يفقهون؛ بل يريدون تحريم الإنترنت (نعمةّ من الله كبرى) فلا تكون لصالح نشر الدّين والبشرى ويريدونها أن تكون حصريّاً لصالح الطاغوت وأوليائه لنشر السوء والفحشاء والمنكر فتنة للمؤمنين فيجعلون نعمة الله الإنترنت نقمة كما يعلمون، وتالله ما اخترتُ وسيلة الإنترنت عن أمري؛ بل تلقّيت ذلك أمراً من الله عن طريق الرؤيا، أفلا يعقلون؟

    ويا معشر علماء المسلمين، لربّما تدرك الشمس القمر مرةً أخرى في هلال شهر ذي الحجّة 1428 إذا شاء الله فترون الهلال بعد غروب شمس الأحد ليلة الإثنين، وليس ذلك حكماً بأنّها سوف تدركه بلا شك أو ريب، ولكن ما أريد قوله لئن أراد الله أن تدركه فتشاهدون الهلال بعد غروب شمس الأحد ليلة الإثنين لعلكم تتّقون، فهل سوف تعترفون بأنّه حقاً أدركت الشمس القمر والناس في غفلةٍ معرضون أم إنّكم سوف تستمرون في صمتكم مذبذبين لا معي ولا ضدّي؟ ولكنّي سوف أُحمِّلكم المسؤولية بين يدي الله وذلك لأنّ عامة المسلمين قد أنظروا إيمانهم بأمري حتى يعترف بشأني علماءُ المسلمين، وقد أوشك كوكب العذاب أن يظهر لكم بضوئه الباهت ثم يعكس دوران الأرض فتطلع الشمس من مغربها وأنتم لا تزالون في ريبكم تتردّدون في شأن الإمام ناصر محمد اليماني، ولاتزال عجلة الحياة مستمرة وإنّما طلوع الشمس من مغربها هو شرط من أشراط الساعة الكبرى، ولكنّها سوف تطلع من مغربها بسبب كوكب العذاب ولن ينفع الإيمان حينها للذين لم يؤمنوا بعد أو المؤمنين الذين لم يكسبوا في إيمانهم خيراً وهم لا يصلّون ولا يزكّون ولم يطيعوا الله ورسوله ويزعمون أنّهم مؤمنون، هيهات هيهات! من أطاع الله ورسوله فله الأمن ومن عصى غوى وهوى، ولو كان من المسلمين ولم يطع الله ورسوله فليس له الأمن من العذاب الأليم، ولسوف يُهلك الله أشر هذه الأمّة من الشياطين ويعذب ما دون ذلك عذاباً عظيماً عقيماً أليماً حتى يعلموا أنّ الله حقٌّ والقرآن حقٌّ والمهديّ المنتظَر حقٌّ فيهتدون.

    اللهم قد بلّغتُ، اللهم فاشهد، ومن أراد له الله المنّ لمن يشاء فأظهره الله على خطابنا هذا وبلّغه للعلماء؛ إلى من استطاع من علماء الأمَّة ومفتيي الديار الإسلاميّة، فأنا المهديّ المنتظَر كفيل على الله ليصرف عنه العذاب الأليم ويكون من الآمنين، ومن منَّ الله عليه بالعثور على خطابنا هذا ولم يُبلّغه فيراه أمراً هيّناً أو ضلالاً فسوف يحكم الله بيني وبينه بالحقّ وهو أسرع الحاسبين، فبأي حديثٍ بعده تؤمنون! أم إنّكم تنتظرون مهديّاً منتظراً يأتيكم بكتابٍ جديدٍ وأنتم تعلمون أنّ محمداً رسول الله هو خاتم الأنبياء والمرسَلين؟ فما لكم كيف تحكمون؟

    وبعضٌ من الجاهلين يجعل الله فتنته في أخطائي اللغويّة فتفتنه عن التدبّر والتفكّر، إذاً كيف يستطيع أن يأتي ناصر اليماني بهذه البيانات مع أنّ العلماء يفوقونه في الإملاء والتجويد والغنّة والقلقلة؟ وذلك مبلغهم من العلم إلا قليلاً.

    أخوكم عبد النعيم الأعظم المهديّ المنتظَر؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
    وقد جعل الله صفاتي في أسمائي لتكون خبري وعنوان أمري، ولم يجعلني الله نبيّاً ولا رسولاً، أفلا تعقلون؟
    _______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  10. افتراضي


    مع الامام سلاح لايقهر لأن هذا السلاح هو كلام رب العالمين الحق فماذا بعد الحق الا الضلال
    لا إله إلا الله وحده لاشريك له


    اقتباس المشاركة 6485 من موضوع المهديّ المنتظَر يُلجم بالبرهان أنّ القرآن المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث ..

    - 3 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    25 - 12 - 1430 هـ
    12 - 12 - 2009 مـ
    01:34 صباحاً
    __________



    هذه الآية الكريمة هي أساس دعوة الاحتكام إلى كتاب الله:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَّلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صـــــدق الله العظيم ..



    اقتباس المشاركة :
    الأحاديث بالآلاف في كتب الفريقين، ومارأينا إلا حديثاً واحداً قد أسهبت فيه وسورة واحدة، فهل هذا يعد مسوغاً أن تتعالى على الأمة وتدعي المهدويه؟ يا أخ إن أردت المحاورة فلا تقبع وراء الكمبيوتر، فالأحرى بك أن تنزل إلى الناس بالشارع إن كنت من الصادقين، ثم متى تبعث لتنقذ العالم؟ هذه مقدمات بحثي معك ومحاورتك. واربأ بك أن لا تستخدم سلاح الإشراف البائس لكي تحذف المشاركات فان لي عدة أجهزة أدخل من خلالها إليك إلى أن أبطل أحدوثتك. سلام
    انتهى الاقتباس

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسّلين والحمدُ للهِ ربّ العالمين..
    السلام عليكم (يا نصر الله) ورحمته وبركاته، وأهلاً وسهلاً ومرحباً بك لدينا ضيفاً كريماً وذا مقامٍ عظيمٍ إذا حاججتنا بالعلم وليس بالجدل العقيم، ولا تفكّر أنّنا جُبناء نحظر من زاده الله بسطةً في العلم علينا كما يفعل بعض المشرفين على مواقعكم الإسلاميّة، كلا ثم كلا، إذاً لماذا أعدَدْنا هذه الطاولة العالميّة لحوار علماء المسلمين والنّصارى واليهود وكافة البشر إلا لنحاججهم من البيان الحقّ للذّكر لمن شاء منهم أن يتقدّم إلى البيعة من بعد التصديق أو يتأخّر فيؤخِّر التّصديق في اتّباع البيان الحقّ للذِّكر حتى يسبق الليل النهار بسبب مرور كوكب النار.

    ويا أخي الكريم؛ إنما يتمّ حجب السفهاء الذين لا يجادلون بالعلم بل بالسّبِّ واللعن والشتم، فما دُمت تقرع الحجّة بالحُجة فسوف نأتيك بأهدى من علمك وأقوم سبيلاً وأصدق قيلاً، ولكن للأسف قد رأيتُ فيك عيباً وهو أنّك حكمتَ علينا من قبل أن تتدبّر بيان ناصر محمد اليماني؛ بل قرأت له البيان الأول الذي قرأته فتظنّ أنّي لا أجادل إلا بآيةٍ واحدةٍ! وأراك تقصد قول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَّلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ثم أقول لك فإن غلبتني أنت وكافّة علماء الأمَّة في بيان هذه الآية وجئتم ببيان لها أهدى سبيلاً وأقوم قيلاً، فإذا فعلتم ولن تفعلوا فعلى كافة أنصار الإمام ناصر محمد اليماني في مختلف الدول العربيّة والأعجميّة أن ينقلبوا عن اتِّباع ناصر محمد اليماني لو تستطيع أن تغيّر بيان هذه الآية وذلك لأنّها هي الأساس الذي تأسست عليه دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، فإذا استطعتم أن تهدموا الأساس فحتماً سوف ينهدم قصر اليماني طولاً وعرضاً، ولكنّي أقسمُ بالرحمن خالق الإنس والجان الذي علّمني البيان الحقّ للقرآن قسماً مقدّماً من قبل أن تحاورني أنّك لا ولن تستطيع أن تأتي له ببيانٍ هو أهدى من بيان ناصر محمد اليماني وأصدق قيلاً وأقوم سبيلاً ما دامت السماوات والأرض، فهل بعد الحقّ إلا الضلال؟

    ويا أخي الكريم إليك نصيحتي: تدبّر كثيراً من بيانات ناصر محمد اليماني وسوف يقوى النور شيئاً فشيئاً في قلبك ثم تكون من الموقنين بالحقّ من ربّك وذلك لأنّك سوف تجد أنّك ظلمت ناصر محمد اليماني بقولك أنّه لم يجادلكم إلا بآيةٍ واحدةٍ ويريد أن يقيم الدنيا ويقعدها فيقول أنّه المهديّ المنتظَر. ثم يردّ عليك المهديّ المنتظَر وأقول: إنّ الكذب حباله قصيرةٌ، واختلافكم في مسائلَ كثيرةٍ وليس فقط في هذه الآية، فلا تكن عجولاً وتدبّر لما أقول فلن تجده قولَ الشيطان بل كلام الرحمن في محكم القرآن، فلكل دعوى برهانٌ، فألجِمْني بعلمٍ أهدى ممّا علّمني ربّي إن كنت من الصادقين ولو في مسألةٍ واحدةٍ فقط. وهيهات هيهات يا أخي الكريم، فكم تجهل قدري ولا تحيط بسرّي غفر الله لك وبصّرك بالحقّ إنّ ربّي غفور رحيم.

    وسلامٌ على المرسَلين والحمدُ للهِ ربّ العالمين ..
    أخوك الإمام ناصر محمد اليماني .
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 4390 من موضوع المهديّ المنتظَر يُلجم بالبرهان أنّ القرآن المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث ..

    - 2 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    02 - 02 - 1429 هـ
    09 - 02 - 2008 مـ
    11:52 مساءً
    ـــــــــــــــــــ



    أنا المهديّ المنتظَر لا كذب يا طالب العلم ويا معشر علماء الأمَّة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسَلين والحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وبعد..
    إلى أخي الكريم طالب العلم وكذلك إلى جميع علماء المسلمين من الذين اطّلعوا على بيان القرآن الحقّ في الإنترنت العالميّة أو تسلّمت لهم نسخ منه، اتّقوا الله وجميع المسلمين في ذمّتكم لئِن صدّقتم صدّقوا ولئن كذّبتم كذّبوا، فإن كنتم ترَونَني على الحقّ فلا تصمتوا والساكت عن الحقّ شيطانٌ أخرسٌ، وإن كنتم ترَونَني على ضلالٍ مُبينٍ فكذلك لا ينبغي لكم الصّمْت حتى لا يُضِلّ المدعو ناصر اليماني المسلمين إن كنتم ترَونَني على ضلالٍ مُبينٍ، فذودوا عن حياض الدين إن كنتم صادقين، ولكن للأسف إنّي أرى بعض علماء المسلمين يحاورني فيجادلني في الدّين حتى إذا غلبته بالحقّ انسحبَ ولم يعترف بشأني بعد ما تبيّن له أنّ الله حقاً زادني على جميع علماء الأمَّة بسطةً في علم الكتاب القرآن العظيم.

    وأنا المهديّ المنتظَر الحقّ أُكرِّر فأقول: إنّني لم أقل بأنّني المهديّ المنتظَر من ذات نفسي؛ بل أفتاني في ذلك جدي محمدٌ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، ولكنّ محمداً رسول الله يعلم بأنّ الرؤيا لا يُبنى عليها حكمٌ شرعيٌ ولذلك جعل بإذن الله برهان التصديق للرؤيا أنّه ما جادلني أحدٌ من علماء الأمَّة من القرآن العظيم إلاّ غلبتُه بالحقّ، فإن رأيتم يا معشر المسلمين بأنّه حقاً لا ترون عالماً يجادلني من القرآن إلاّ غلبتُه بالحقّ فقد تبيّن لجاهلكم وعالمكم التصديق للرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي في الحوار، فلا ينبغي لكم أن تصمتوا عن الحقّ وتلك حجة لله عليكم أن يُصدق الله الرؤيا بالحقّ، وإلى متى الصمت عن الحقّ؟

    ويا معشر المسلمين كونوا شهداء بالحقّ بيني وبين علمائكم فإن رأيتموهم غلبوني بعلمٍ وسلطانٍ منيرٍ فقد كفّوا عن المسلمين شرّي حتى لا أُضِلَّ الأمَّة، وإن رأيتم أنّ الله قد جعلني المُهيمن عليهم بسلطان العلم من القرآن العظيم فقد تبيّن لكم أنّي حقاً المهديّ المنتظَر، وأنا المهديّ المنتظَر الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني أفتي بما يلي:

    أولاً: في شأن عقيدتكم في عذاب القبر أنّه في حفرة الجسد فأنكر ذلك جملةً وتفصيلاً، ولم ينزل الله في ذلك من سلطان في القرآن العظيم بل ينفيه القرآن ويؤكد العذاب من بعد الموت للمجرمين منكم على الروح في النار من دون الجسد في الحياة البرزخيّة إلى يوم يبعثون.

    ثانياً: في شأن عقيدتكم في صحة الروايات لفتنة المسيح الدجال بأنّ الله يؤيّده بالمعجزات فيقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت ويُحيي الموتى فيفلق الرَجُل إلى نصفين فيمر بين الفلقتين ومن ثم يبعثه حيّاً بمعنى أنّه يُحيي الموتى كما تزعمون، ولكنّي أنكر ذلك جُملةً وتفصيلاً، فإنّ الله لا يؤيّد بآيات المعجزات للتصديق لأهل الباطل وكأنّه يريد لعباده الكفر؛ بل يؤيّد بآيات المعجزات للتصديق لدعوة الحقّ، ولكنّي أفتي في فتنة المسيح الدجال أنّها جنّة ونار ليس إلا، فأما النار فيستطيع أن يُوقدها أحدكم وأما الجنة فهي جنة الله في الأرض توجد في باطن أرضكم من تحت الثرى في أرض الريحان والأنام في الأرض المفروشة بالخضرة مستوية التضاريس مهّدها الله ونِعم الماهدون وقد بيّناها من القرآن العظيم وفصّلناها تفصيلاً وهي أرض المشرقين فتشرق عليها الشمس من جهتين متقابلتين وربّها الله وليس المسيح الدجال، تصديقاً لقول الله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} صدق الله العظيم [الرحمن:١٧].

    وتصديقاً لقوله تعالى:
    {الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ ﴿٥﴾ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [طه]. وقد أمرناكم بالتطبيق للتصديق فتجدون البيان الحقّ حقاً على الواقع الحقيقي.

    ثالثاً: في شأن حدٍّ من الحدود الشرعيّة في رجم الزاني أو الزانية المتزوجين بأنّ الله لم يأمركم بذلك؛ بل حدّهم مائة جلدة للزاني والزانية الأحرار وخمسين جلدة للعبد والأمَة سواءً كانوا مُتزوّجين أم عازبين وأثبتنا ذلك من القرآن العظيم وفصّلناه تفصيلاً لأولي الألباب منكم.

    رابعاً: في شأن عقيدتكم في البعث فأكثركم يظنّ أنّه بعثٌ واحدٌ، فنقول: بل يوجد في الكتاب بعثٌ في هذه الدنيا فيرجع إليكم جميع الذين يفترون على الله الكذب وهم يعلمون، ولكنّ المسيح الدجال سوف يستغل هذا البعث المحدود لبعض الأموات فيقول هذا يوم الخلود وأنّه الله وأنّ لديه جنّة وناراً ويقول أنّه المسيح عيسى ابن مريم وأنّه الله ربّ العالمين، وما كان لابن مريم أن يقول ذلك؛ بل هو كذّابٌ ولذلك يُسمّى المسيح الكذاب، بمعنى أنّه ليس المسيح عيسى ابن مريم الحقّ والدليل على أنّه ليس المسيح عيسى ابن مريم هو أنّه يقول أنّه الله وما كان لابن مريم أن يقول ذلك؛ بل سوف يقول لكم كما قال لبني إسرائيل من قبل وهو في المهد صبيّاً: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ} صدق الله العظيم [مريم:٣٠].

    خامساً: أكفر بعقيدتكم نتيجة الحديث الباطل أنّ سورة الإخلاص تعدل ثُلث القرآن وذلك مكرٌ يهوديٌّ لكي يكون الله ثالثَ ثلاثٍة وأنّ الله ثلث الكتاب والمسيح ثُلث ومريم الثلث الباقي من الكتاب! فكيف تعتقدون أنّ ذلك الحديث عن محمدٍ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم؟ فكيف يجعل سورة الإخلاص الخاصة بوصف ذات الرّب سبحانه تعدل ثلث القرآن؟ فهل تعلمون ما يريد المفترون على الله ورسوله من ذلك الحديث المُفترى؟ وذلك لكي يكون تصديقاً لعقيدة الباطل بأن الله لا يعدل إلا ثلث الكتاب وثلث المسيح عيسى ابن مريم وأمه الثلث الآخر؛ بل إنّكم بربكم تعدلون وأنتم لا تعلمون يا معشر المسلمين، أم إنّكم لا تفقهون ما جاء في سورة الإخلاص التي يقول الله فيها أنّه الأحد لا إله إلا هو الصمد وأنّه لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد.
    إذاً الآية تتكلم عن ذات الله سبحانه، فكيف تجعلون الله ثُلث القرآن أفلا تعقلون؟

    ولربّما يود أحدكم أن يقاطعني فيقول: "إنّما يقصد الأجر". فنقول إنّما ذلك تمويه من المفترين بل الأجر في قراءة القرآن هو كما علّمكم محمدٌ رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - بأنّ لقارئ القرآن بكل حرفٍ حسنةً ولا أقول
    {أَلَمْ} حرف بل ألف حرف واللام حرف والميم حرف. وكذلك يريد المنافقون أن لا تتدبّروا القرآن فيقول أحدكم ما دامت سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن فسوف أقرأها ثلاث مرات في اليوم وكأنّي ختمت القرآن في يوم، ومن ثم يتولّى عن التدبّر في آيات القرآن العظيم ويكتفي بقراءة سورة الإخلاص ثلاث مرات في اليوم وكأنّه قرأ القرآن كُلّه، فلا داعي أن يُتعب نفسه في قراءة القرآن!

    ولكن ناصر اليماني يفتيكم في سورة الإخلاص أنّها حقيقةُ جميع ما يدعو إليه هذا القرآن العظيم وتهدي إلى صراط العزيز الحميد الذي عرَّف لكم صفات ذاته سبحانه في سورة الإخلاص أنّه الأحد الصمد وأنّه لم يلد ولم يولد وأنّه لم يكن له كفؤاً أحد.
    وجميع ما جاء في القرآن العظيم وفي جميع الكتب السماويّة تدعو إلى التصديق بما جاء في سورة الإخلاص وباقي القرآن تجدونه يجادل عن حقيقة سورة الإخلاص ويدعوكم إلى توحيد ربكم بأنّه الأحد؛ لا إله إلا هو ولا ثاني له، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد، وذلك هو كُلّ ما جاء به القرآن العظيم وكذلك جميع الكتب السماوية من قبله.


    وقال الله تعالى:
    {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الأنبياء:٢٥].

    فكيف تجعلون ذلك ثلث القرآن، أفلا تعقلون؟ بل جميع ما جاء في القرآن يدعو إلى حقيقة القول الثقيل لا إله إلا الله الأحد، ولا أعلم بشيء يزن هذا القول الثقيل حتى لو جُعلت السماوات والأرض وما بينهما في كفة وكلمة التوحيد في كفة لرجحت كلمة لا إله إلا الله الأحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد، فكيف يفتنونكم عن عقيدتكم يا معشر علماء الأمَّة فتجعلون ذلك يعدل ثُلث القرآن؟ أفلا تتّقون؟

    سادساً: أنفي عقيدتكم الباطل بأنّ الصراط المستقيم يؤدي إلى نار جهنم، ولربّما يود أحد علماء الأمَّة أو عامة المسلمين أن يقول: "ومن ذا الذي يقول أنّ الصراط المستقيم يؤدي إلى نار جهنم؟". فنقول: عقيدة الباطل المدسوسة والتي جعلت صراط الحقّ وصراط الباطل طريقاً واحدة تمرّ على نار جهنم فيسقط أهل النار في النار ويمضي أصحاب الجنّة على الصراط فوق جهنم ثم يدخلون إلى الجنّة.

    ولربّما يودّ أحدكم يا معشر علماء الأمَّة أن يقاطعني فيقول: "بل الصراط المستقيم أحدُّ من السيف وأرهفُ من الشعرة هذا ما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام، وأنّه يمر فوق النار فيسقط أصحاب النار". ومن ثم يأتيني بالآيات المتشابهات مع روايات الفتنة في ظاهرهن ولا يزَلن بحاجة إلى التأويل فيقول: "أم لم تقرأ يا ناصر اليماني قول الله تعالى:
    {وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ} صدق الله العظيم [المؤمنون:٧٤]؟ وكذلك ألم تقرأ يا ناصر اليماني قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ﴿٧١﴾ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [مريم]؟".

    ومن ثم يُردّ المهديّ المنتظَر الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني فأقول لكم: يا معشر علماء الأمَّة إنّّي
    لا أدعوكم إلى الاحتكام إلى الآيات المتشابهات مع أحاديث الفتنة؛ بل أدعوكم إلى الاحتكام إلى الآيات المحكمات الواضحات البيّنات واللاتي لم يجعلهن الله في أسف ناصر اليماني ولا جميع الراسخين في العلم لكي يأتوكم بتأويلهن؛ بل جعلهن الله واضحاتٍ بيّناتٍ لأنهنَّ أمّ الكتاب لذلك جعلهن واضحات لعالمكم وجاهلكم لا يزيغ عنهن إلا هالكٌ، وحتماً الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ الواضح والبيّن فيهن فسوف يتّبع الآيات المُتشابهات مع أحاديث وروايات الفتنة وينبذ الآيات المُحكمات الواضحات البيّنات وراء ظهره ويستمسك بالآيات المتشابهات مع الأحاديث الموضوعة، وذلك لأنّه يبغي إثبات حديث الفتنة لأنّه لا يريد إلا التمسّك بالسُّنة فقط وإنّما أعجبته آيات متشابهات في القرآن مع تلك الأحاديث برغم أنّه يعلم أنّ تلك الآيات لا تزال بحاجة إلى التأويل فيزعم أنّ هذه الأحاديث جاءت تأويلاً لتلك الآيات فهو كذلك يريد تأويل المتشابه من القرآن ولذلك قال الله تعالى:{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧} صدق الله العظيم [آل‌ عمران]

    وإذا تدبّرتم هذه الآية التي تحذّركم من اتّباع الآيات المتشابهة مع أحاديث الفتنة برغم أنّ هذه الأحاديث تُخالف الآيات المحكمات في القرآن في نفس الموضوع فسوف تجدون بأنّ الله يقول إنّ الذين يتَّبعون المتشابه إنّما يبتغون الفتنة، فهل تظنّون بأنّ هذا العالم الذي اتّبع المتشابه أنّه يريد الفتنة للأمّة؟ كلا ثم كلا، فلو كان يريد الفتنة للأمّة لما قال الله عنه بأنّه يريد كذلك تأويل القرآن بالحقّ في قوله تعالى:
    {ابْتِغاءَ الفِتْنَة وَابْتِغاءَ تَأْويلِهِ}، إذاً ما هو المقصود من هذه الآية التي تتكلّم عن بعض العلماء بأنّهم يبتغون الفتنة وكذلك يبتغون تأويل القرآن؟

    وسوف نفتيكم بالحقّ أنّ هؤلاء من العلماء المجتهدين يريدون تأويل القرآن المتشابه مع هذه الأحاديث التي هم متمسّكون بها فيظنّون بأنّها جاءت لتأويل هذه الآيات المتشابهات مع أحاديث الفتنة غير أنّهم لا يعلمون أنّها فتنةٌ موضوعةٌ من قبل شياطين البشر من اليهود؛ بل يظنّونها عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.

    وما أريد قوله لكم يا إخواني علماء المسلمين هو: لماذا لا تتركون تأويل المُتشابه والذي لا يعلم بتأويله إلا الله وحده ويُعلِّمه للراسخين في العلم ومن ثم تتمسّكون بالآيات المحكمات الواضحات البيّنات والتي جعلهن الله أمّ الكتاب في تصحيح عقيدة المسلم ولا يزيغ عنهن إلا هالكٌ، فإذا رجعتم إلى المحكمات في شأن الصراط المستقيم فسوف تجدون في الكتاب أنّ الصراط المستقيم هو صراط العزيز الحميد يؤدي بمن سلكه إلى النّعيم وليس إلى الجحيم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ومن مات وهو سالك نجدَ الصراطِ المستقيم دخل الجنة لأنّ نجد الصراط المستقيم يؤدي إلى جنة النعيم وليس الناس يسلكون الصراط المستقيم في الآخرة كلا ثم كلا، فلا يوجد هناك عمل بل حساب بلا عمل
    ؛ بل السلوك في الصراط المستقيم هو في الدنيا حتى يأتيه الموت وهو على صراط العزيز الحميد ومن ثم يدخله هذا الصراط إلى الجنة.

    وإنّما الصراط المستقيم معنويٌ عقائديٌ؛ درب القلوب المُبصرة، فمن أراد صراط العزيز الحميد فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك في عبادة ربه أحداً وذلك نَجْدُ الصالحين. وأما النّجْدُ الآخر فهو سبيل الطاغوت ويؤدي إلى نار جهنم فإذا مات وهو في سبيل الغيِّ والضلال دخل النار.

    ولم يجعل الله صراط الأخيار وصراط الكفار صراطاً واحداً يؤدي إلى نار جهنم، ما لكم كيف تحكمون؟ بل هما نَجْدان في اتجاهين متعاكسين، فنَجْدٌ تجدون من سلكه فازَ برضوان الله وأمّا النّجْدُ الآخر فمن سلكه فقد نال غضب الله وأرضى عدوَّه الشيطان الرجيم، وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ ﴿٨﴾ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ ﴿٩﴾ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [البلد].

    فنجْد الحقّ يؤدي إلى النعيم ونَجْدُ الطاغوت يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، وقال الله تعالى:
    {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴿٣} صدق الله العظيم [الانسان]، فإن سلك سبيل الحقّ فهو من الشاكرين لربّهم وإن انقلب على عقبيه وسلك الطريق المخالف للسبيل الحقّ فهو من الكافرين.

    ويا معشر علماء الأمَّة لا أجد في الكتاب بأنّ السلوك في الصراط المستقيم يوجد في الآخرة على نار جهنم؛ بل هو في الدنيا، وعجبي من أمركم أفلا ترون أنّكم تقولون في اليوم عديد المرات في جميع الركعات:
    {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴿١﴾ الْحَمْدُ لِلَّهِ ربّ العالمين ﴿٢﴾ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٣﴾ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٤﴾ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴿٥﴾ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿٦﴾ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [الفاتحة]! ولكنّكم جعلتم بعقيدتكم صراط الحقّ والمعوج واحدة برغم أنّكم تقولون غير صراط المغضوب عليهم بفاتحة الدعاء: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿٦﴾ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم، وفي جميع الآيات عن الصراط في الكتاب تجدونه في الدنيا صراطاً معنويّاً عقائديّاً يسلكه أصحاب القلوب المبصرة، وقال الله تعالى:{وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَىٰ صِرَاطِ الْحَمِيدِ ﴿٢٤} صدق الله العظيم [الحج].

    فكيف يؤدي الصراط المستقيم إلى نار جهنّم ثم إلى الجنة؟ أفلا تعقلون؟ وهو طريق الأمن والأمان ويأتي صاحبه آمناً يوم القيامة، أفلا تتّقون؟ وقال الله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٧٣} صدق الله العظيم [المؤمنون]، وسلوكه في الدنيا وليس في الآخرة، وأما في الآخرة فصراط الجنة والنار ليس معنويّاً، بل طريق تؤدي إلى الجنة وطريق أخرى تؤدي إلى نار جهنم، وقال الله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٢٢﴾ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    ولا أظنّ هذه الآية تحتاج إلى التأويل نظراً لأنّها من المُحكمات الواضحات تُفيد بأنّ الطريق إلى النار غير الطريق إلى الجنّة ولكنّكم بعقيدتكم جعلتموهما طريقاً واحداً تؤدي إلى نار جهنّم وهي نفس الطريق إلى الجنة، وإنّما أهل النار يتساقطون من على الصراط إلى النار! ولو كانت هذه العقيدة حقّاً لما وجدتم هذه الآية في القرآن للتحديد بأنّ الطريق إلى النار غير الطريق إلى الجنَّة، ولن أفسّر هذه الآية فهي واضحة وكذلك توجد في القرآن العظيم من ضمن الآيات المحكمات تقول أنّه عندما يُساق أصحاب النار صوب النار بأنّهم يفترقون إلى سبع جماعات زُمراً متوجّهين صوب أبواب جهنم السّبعة، فلكل بابٍ منهم جزء مقسوم، وكذلك يتوجّه أصحاب الجنَّة إلى الجنة زُمراً فهذه تخالف لما تعتقدون جملة وتفصيلاً؛ بل اختلافاً كثيراً وتنفي عقيدتكم بأنّ الناس يساقون أجمعين صوب نار جهنم ليسلكوا الصراط المستقيم الممدود على نار جهنم فمنهم من يسقط من على الصراط في نار جهنم والآخرون يستمرون في سلوك الصراط المستقيم الممدود على نار جهنم حتى يدخلوا إلى الجنة! ولكنّ الآيات المحكمات لعقيدتكم لبالمرصاد وسوف تجدون الآيات المحكمات في هذا الشأن تخالف لعقيدة الباطل، فانظروا إلى هذه الآية المحكمة والتي لم يجعلها الله بأسف ناصر محمد اليماني لكي يُأوِّلَها للأمَّة، ولم يجعلها الله بأسف جميع الراسخين في العلم لتأويلها نظراً لأنّها واضحةٌ وبيّنةٌ ومُفصَّلةٌ تفصيلاً من لدن عليم حكيم، وقال الله تعالى:
    {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ﴿٦٨﴾ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بالحقّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٦٩﴾ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿٧٠﴾ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٧١﴾ قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٧٢﴾ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴿٧٣﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    فقد علمتم يا قوم من خلال هذه الآية المُحكمة والتي لا تحتاج إلى تأويل بأنّ أهل النار يُساقون صوب النار زُمراً فيتمّ تقسيمهم إلى سبع جماعاتٍ بعدد أبواب نار جهنم السبعة فلكل باب منهم جزءٌ مقسومٌ:
    {حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٧١﴾ قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم.

    وكذلك أصحاب الجنّة يساقون صوب الجنّة زمراً جماعات، ولكنّ عقيدة الباطل التي يعتقدها المسلمون بمكرٍ من اليهود تقول أنّ الناس يساقون أجمعين صوب نار جهنم فيسلكون الصراط المُستقيم جميعاً على نار جهنم فأصحاب النار يسقطون! أفلا ترون بأنّ بين هذه العقيدة المنكرة وبين الآيات المُحكمات البيّنات اختلافاً كثيراً؟ ولكنّكم ستجدون هذه العقيدة المنكرة تتشابه مع ظاهر آيات أُخر لا تزال بحاجة إلى تأويل كمثال قول الله تعالى:
    {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ﴿٧١﴾ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    ومن ثم تجدون الحديث المُفترى المدسوس بخبث قد تشابه مع ظاهر هذه الآية وذلك لكي تظنّوا بأنّ هذا الحديث جاء بياناً لها عن محمد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وإليكم الحديث المفترى والذي يشابه هذه الآية في ظاهرها:
    [ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَرِد النَّاس النَّار ثُمَّ يَصْدُرُونَ مِنْهَا بِأَعْمَالِهِمْ فَمِنْهُمْ كَلَمْحِ الْبَصَر ثُمَّ كَالرِّيحِ ثُمَّ كَحُضْرِ الْفَرَس ثُمَّ كَالرَّاكِبِ الْمُجِدّ فِي رَحْله ثُمَّ كَشَدِّ الرَّجُل فِي مَشَيْته]، وكذب أعداء الله، وما كان لمحمدٍ رسول الله أن ينطق بحديثٍ يخالف القرآن المحكم البيّن في هذا الشأن، أفلا تعقلون؟

    ولكنّي المهديّ المنتظَر الحقّ حقيق لا أقول على الله ورسوله غير الحقّ أفتيكم في تأويل هذه الآية المتشابهة مع حديث الفتنة المدسوس وأبيّن لكم حقيقة الورود في هذا الموضع وأفصِّله من القرآن تفصيلاً، فأمّا الورود في هذا الموضع فلا يقصد به الدخول وإن ظننتم أنّه الدخول فسوف تكون لكم الآيات المحكمات لعقيدة المنكر لبالمرصاد فتجدونها تنفي ذلك جملةً وتفصيلاً.

    إذاً ما هو الورود المقصود في هذه الآية؟ وإليكم الفتوى بأنَّه الوصول إلى الساحة لرؤية جهنّم لمن يرى من الناس أجمعين، فبشكل عامٍ يرونها أجمعون لكي يحمد اللهَ أهلُ الجنّة إذ نجّاهم من هذه النار التي تلظّى لا يصلاها إلا الأشقى، وأما أصحابها فسوف ينزع الرُعبُ منهم أفئدتَهم، نزّاعة للشوى تدعو من أدبر وتولّى، فالورود إلى ساحة جهنّم شاملٌ للناس أجمعين، فبُرِّزت الجحيم لمن يرى بشكل عام
    تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴿٦﴾ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [التكاثر]، ومن ثم يتفرّقون من بعد الحشر للناس أجمعين إلى ساحة جهنم ثم يتفرّقون تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ ﴿١٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ ﴿١٥﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَٰئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الروم].

    إذاً الورود المقصود في هذه الآية مَثَلُه كمثل ورود موسى عليه الصلاة والسلام إلى ماء مدين ولكنّكم تعلمون بأنّه لم يدخل إلى ماء مدين؛ بل ورد إليه أي وصل إلى ساحة بئر مدين، وقال الله تعالى:
    {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [القصص]. وليس هذا قياساً؛ بل لفهم أنواع الورود في القرآن العظيم.

    ويا معشر علماء الأمَّة الإسلاميّة أقسم لكم بالله العلي العظيم البرّ الرحيم لئن آمنتم بالقرآن العظيم أن نحتكم إلى آياته المُحكمات الواضحات البيِّنات لأُلْجِمَنَّكُم بالحقّ إلجاماً وأخرس ألسنة الممترين بالباطل وأغربل جميع الأحاديث النَّبويّة في سنة محمدٍ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، فأدافع عن سُنّة جدّي بكل ما آتاني الله من العلم فأجعلها مع القرآن العظيم فوق رأسي وأجعل الأحاديث المُفتراة تحت قدمي فأفركها بنعلي، فإن كنتم ترَونَني على ضلالٍ فاغلبوني بعلمٍ وسلطانٍ هو أهدى من سلطاني إن كنتم صادقين. وإن كنتم ترونَني على الحقّ ومن ثمّ تصمتون فإنّ عليكم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

    ولربما يودّ أحد الباحثين عن الحقيقة أن يقاطعني فيقول: "كيف تلعن علماء الأمَّة؟". فأقول له إنّما ألعن من تبيّن له أنّي أدعو إلى الحقّ وأهدي إلى صراط مستقيم ومن ثمّ يصمت عن الاعتراف بالحقّ بعد ما تبيّن له الحقّ، فإذاً هو شيطانٌ أخرس يستحق لعنة الله وغضبه، وأمّا إذا كان من أولياء الله فسوف يكون مع الحقّ ولا يخشى في الله لومة لائم، ولكنّي أعلم أنّهم ليسوا مكذّبين بشأني؛ بل لا يوقنون، ومن ثمّ أقول لهم: صدق ربّي بأنّ الناس كانوا بآياته لا يوقنون، حتى المسلمين في زمن ظهور المهديّ بآيات ربّهم لا يوقنون، إلا من رحم ربّي فصدّق بآيات ربّه في زمن الحوار من قبل الظهور بعذابٍ أليمٍ من جرّاء مرور الكوكب العاشر والسابع من بعد أرضكم ولكنّكم قومٌ تجهلون:
    {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿١٠٥} صدق الله العظيم[الأنعام].

    صاحب علم الكتاب المهديّ المنتظَر الناصر لمحمدٍ رسول الله والقرآن العظيم؛ الإمام ناصر محمد اليماني .
    _____________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
المواضيع المتشابهه
  1. من هم الأنبياء الذين قُتِلوا ومن هم الذين قتلوهم؟
    بواسطة ابواياس في المنتدى قسم يحتوي على مختلف المواضيع والمشاركات
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 19-02-2019, 02:42 AM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-08-2012, 11:32 AM
  3. ردّ الإمام المهديّ على السائل الذي يريد أن يحصر علم الغيب على الأنبياء من دون الأئمة الصالحين الذين يؤتيهم الله علم الكتاب ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-08-2012, 01:21 PM
  4. فتوى الذي آتاه الله علم الكتاب عن الاقتداء بُهدى الأنبياء والمُرسلين..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 13-06-2012, 03:54 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •