الموضوع: من المهديّ المنتظَر إلى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وكافة قادات العرب وعلماء المسلمين..

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11
  1. من المهديّ المنتظَر إلى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وكافة قادات العرب وعلماء المسلمين..



    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    09 - 04 - 1432 هـ
    15 - 03 - 2011 مـ
    02:38 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــ


    من المهديّ المنتظَر إلى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وكافة قادات العرب وعلماء المسلمين ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جَدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله الواحد القهار في الأولين وفي الآخرين إلى يوم الدين..

    من المهديّ المنتظَر إلى فخامة الرئيس اليماني علي عبد الله صالح وكافة قادات العرب والمُسلمين، وكذلك فضيلة الشيخ عبد المجيد الزنداني وكافة عُلماء المُسلمين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين وجميع المُسلمين، أمّا بعد..

    إنّني المهديّ المنتظَر ابتعثني الله بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور وأنتم الآن في عصر الحوار من قبل الظهور، وجئتكم على قدَرٍ قُبَيل مرور ما تسمّونه بالكوكب العاشر حتى أنذر البشر أنّهم دخلوا في عصر أشراط الساعة الكبر، فاتّقوا الله الواحد القهار واتّبِعوا الذِّكر من قبل أن يسبق الليل النهار، وإني أدعوكم إلى الحوار من قبل الظهور عبر طاولة الحوار العالميّة
    (موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني منتديات البشرى الإسلاميّة).

    ويحقّ لكم أن تضعوا
    احتمالين الآن في شأني، فإمّا أن أكون المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم، وإمّا أن يكون مثلي كمثل المهديِّين المفترين الذين تتخبّطهم مسوس الشياطين وبين الحين والآخر يظهر لكم من يدّعي شخصيّة المهديّ المنتظَر وذلك مكرٌ من الشياطين عن طريق الممسوسين يوسوسون لقرنائِهم أنّه هو المهديّ المنتظَر، والحكمة الخبيثة لدى الشياطين من هذا المكر وذلك حتى إذا ابتعث الله المهديّ المنتظَر في قدره المقدور في الكتاب المسطور فتعرِضون عنه بظنِّكم أنّ مثله ليس إلا كمثل المهديّين الذين تتخبطهم مسوس الشياطين!

    ويا أولي الألباب فإمّا أن أكون المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم وإمّا أن أكون من الذين تُوسوِسُ لهم الشياطين أن يدّعوا شخصية المهديّ المنتظَر، فلا ينبغي لكم أن تحكموا عليَّ من قبل أن تستمعوا إلى منطقي وسلطان علمي بالحقّ بظنِّكم أنّي من الذين يدّعون شخصيّة المهديّ المنتظَر ولا ينبغي لكم أن تصدقوا أنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم من قبل أن أقيم عليكم الحجّة بسلطانِ العلم المبين، فلكلّ دعوى برهان والظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً.

    ولربما فضيلة الشيخ عبد المجيد الزنداني يودّ أن يقاطعني فيقول: "يا من يدّعي أنّه المهديّ المنتظَر فنحن علماء المسلمين أدرى من الآخرين من عامة المسلمين لو كنت المهديّ المنتظَر أو كذّاباً أشِراً، فبما أنّ المسلمين لا ينتظرون أن يبعث الله المهديّ المنتظَر نبيّاً ولا رسولاً جديداً بل رجلاً من الصالحين كون خاتم الأنبياء والمرسلين هو محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} صدق الله العظيم [الأحزاب:40]، وبناءً على هذه الفتوى المُحكمة في كتاب الله القرآن العظيم يفقهها العالِم والجاهل من أنّ خاتم الأنبياء والمرسلين هو محمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وبرغم اختلاف علماء المسلمين في بعض العقائد في الدين إلا أنّهم اتّفقوا جميعاً في عقيدة بعث (الإمام المهديّ المنتظَر ناصِراً لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم)".

    ومن ثمّ نردّ على الشيخ عبد المجيد الزنداني ونقول: يا فضيلة الشيخ أفلا تفتيني ماذا تقصد بقولك أنّ علماء المسلمين متفقون جميعاً في عقيدة بعث الإمام المهديّ المنتظَر ناصراً لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم؟ ومن ثمّ يردّ علينا الشيخ عبد المجيد ويقول: "ألم يفتِنا الله في محكم كتابه أنّ خاتم الأنبياء والمرسلين هو محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ وبناءً على ذلك تجد عقيدة كافة علماء المُسلمين أنّ الله يبعث الإمام المهديّ المنتظَر ناصرَ محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، بمعنى أنّ الله يبعث المهديّ المنتظَر
    ناصراً لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كون الله لن يبعثه نبيّاً جديداً بل ناصراً لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلا بدّ له أن يدعونا إلى اتّباع ما تنزل على محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويحاجِجنا بما تنزل على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فهكذا ينبغي أن تكون صفة الإمام المهديّ المنتظَر الدعويّة إذا أوجده الله بيننا فنعلم أنّه المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين إذا وَجدناه أَعلَمَنا بكتاب الله القرآن العظيم كونه إذا كان هو حقاً المهديّ المنتظَر فلا بدّ أن يزيده الله علينا بسطةً في علم الكتاب القرآن العظيم حتى يستطيع أن يحكم بين علماء المُسلمين فيما كانوا فيه يختلفون في الدين. ومن ثم يقنعنا بالحكم الحقّ يستنبطه لنا من محكم القرآن العظيم ومن أحاديث السّنة النّبويّة الحقّ وسوف نأخذ بنصيحتك يا من يدعَّي أنه المهديّ المنتظَر فلن نحكم عليك أنك من المهديين الذين تتخبطهم مسوس الشياطين؛ بل سوف نُنظر ذلك الحكم حتى نسمع قولك ومنطق سلطان علمك هل يتقبله العقل والمنطق كونك إذا أذهب الله عقلك فلم تذهب عقولنا، فأولاً عليك أن تعرفنا على شخصكم الكريم يا من يدّعي أنه المهديّ المنتظَر فأخبرنا أولاً عن صفة بعثك واسمك واسم أبيك".

    ومن ثمّ نردّ على الشيخ عبد المجيد الزنداني وأقول: أقسمُ بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم إنّي الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد صلى الله عليه وآله الأطهار وسلم، وقد جعل الله صفتي في اسمي
    (ناصر محمد) فواطأ الاسم (محمد) في اسمي في اسم أبي لكي يحمل الاسم الخبر وراية الأمر، كون الله لم يبعثني نبيّاً جديداً بكتابٍ جديدٍ؛ بل الإمام المهديّ المنتظَر ناصِرُ محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - فأدعوكم والناس أجمعين إلى اتِّباع ما تنزَّل على محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يجعلني الله مبتدعاً؛ بل متّبعاً لمحمد رسول الله - صلى الله عليه وآله - فأدعوكم إلى اتّباع كتاب الله القرآن العظيم والسّنة النّبويّة الحقّ التي لا تخالف لمحكم القرآن العظيم المحفوظ من التحريف، ولن تجدوني أحيدُ عنهما قيد شعرةٍ عن كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، ولم يبعثني الله بكتابٍ جديدٍ بل لكي أعيدكم وجميع المسلمين إلى منهاج النّبوة الأولى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ.

    واسمح لي يا فضيلة الشيخ عبد المجيد أن أحكم بالنتيجة للحوار بيني وبينكم من قبل الحوار فأزكّي حُكْمي بالقسم وأقول: اقسمُ بربّ العالمين أنّ الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد سوف يهيمن عليكم بسلطان العلم من ربّ العالمين وأنّ جميع علماء المُسلمين والنصارى واليهود لن يستطيعوا أن يهيمنوا على الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد حتى في مسألةٍ واحدةٍ في الدين، وأشهدُ الله أنّي لو أغلبكم في 99% وتغلبوني بنسبة 1% أنّي لست الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد حتى تجدوني غلبتكم بنسبة 100% وليس لي عليكم غير شرطٍ واحد فقط هو أن تقبلوا الله ربّي وربّكم هو الحكم بينكم بالحقّ فيما كنتم فيه تختلفون في الدين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [الشورى:10].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

    وما على الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد إلا أن يستنبط لكم حكم الله بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فنأتيكم به من آيات أمّ الكتاب المحكمات البيّنات لعالمكم وجاهلكم يفقههنَّ ويعلم ظاهرهنَّ وباطنهنَّ علماء المُسلمين وعامتهم لا يزيغ عمّا جاء فيهن إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ البيّن في محكم كتاب الله القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ إِلاَّ الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].

    وهم الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ البيّن في محكم كتاب ربهم القرآن العظيم فيذروهن وراء ظهورهم وكأنهم لم يسمعوهن فيذروهن فيتّبعون آياتٍ أُخر متشابهاتٍ لا يزلن بحاجةٍ للتأويل كون ظاهرهن ليس كباطنهن وإنما تشابه في كلمات اللسان مختلفات في البيان وهنّ قليلات لسْن إلا بنسبة 10% من آيات الكتاب و90% من آيات الكتاب محكمات هُنّ أمّ الكتاب لا يزيغ عمّا جاء فيهن إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أمّ الكتاب وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

    ولئن جادلتم الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد بآيات الكتاب المتشابهات فإني بتأوليهن عليمٌ مما علمني ربّي بوحي التّفهيم وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ، وآتيكم بسلطانِ بيانهنَّ من ذات القرآن حتى تعلموا أن ربّي علّمني بوحي التّفهيم من الربّ إلى القلب وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ.


    ولربما يودّ أن يقاطعني فضيلة الشيخ عبد المجيد الزنداني فيقول: "يا ناصر محمد اليماني كيف أنّك تقول أنك لا تدَّعي النّبوة بوحيٍ جديدٍ وها أنت تزعم أنّ الله يوحي إليك بوحي التّفهيم من الربّ إلى القلب؟ وهذه أوّل حجّة عليك يا من يزعم أنه المهديّ المنتظَر إلا إذا هيمنت علينا بحجتك من محكم الكتاب كما وعدتنا"، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد وأقول: يا فضيلة علماء اليمن المُكرمين لم يجعلني الله نبيّاً ولا رسولاً؛ بل إن طرق الوحي في الكتاب
    ثلاث طُرُق حسب فتوى الله إليكم في محكم كتابه القرآن العظيم في قول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الشورى:51].

    1- فأما الطريقة الأولى فهي وحي التّفهيم بالإلهام من الربّ إلى القلب.
    2- وأما الطريقة الثانية فهي وحي التكليم من وراء الحجاب.
    3- وأما الطريقة الثالثة فهي عن طريق إرسال جبريل عليه الصلاة والسلام فيوحي إلى الأنبياء بإذن الربّ ما يشاء.

    ومن ثمّ يردّ علينا الشيخ عبد المجيد الزنداني ويقول: أفلا تفصّل هذه الآية تفصيلاً حتى تزيدنا علماً إن كنت من الصادقين؟ ومن ثمّ نردّ عليه بالحقّ ونبدأ بتفصيل سلطان العلم لوحي التّفهيم من الربّ إلى القلب بما يلي: وقال الله تعالى:
    {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً} صدق الله العظيم [الأنبياء:79].

    فتجدون أنّ الله ألهم نبيّه سليمان بالحكم الحقّ بين المختصمين، وهذا هو البرهان الأول لوحي التّفهيم من الربّ إلى القلب، ومن ثم نأتي لبرهانٍ آخر وقال الله تعالى:
    {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم [البقرة:37].

    فما هي هذه الكلمات؟ ألا وإنّها الكلمات التي تلقاها آدم من الربّ هو وزوجته أن يقولوا بعد أن ظلموا أنفسهم حتى يتوب عليهم:
    {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23].

    ومن ثمّ نأتي للبرهان الثالث في وحي التّفهيم من الربّ إلى قلب يوسف عليه الصلاة والسلام ولا يزال صغيراً من قبل أن يبعثه الله رسولاً. وقال الله تعالى:
    {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:15].

    فأوحى الله إلى قلب يوسف عليه الصلاة والسلام بوحي التّفهيم أنّ ربه لن يتخلى عنه وأنّ مكرهم هذا سوف يكون سبباً لتحقيق رؤياه لدرجة أنّه سوف ينبئهم بأمرهم هذا وهو ما فعلوه به في غيابة الجبّ، غير أنّ يوسف عليه السلام في موقع عزٍّ وهُم في موقع ذلٍ مهينٍ يسألونه الصدقة وهم لا يشعرون أنّ الشخص الذي يسألونه الصدقة هو أخوهم يوسف كونه صار في موقع عزٍّ عظيمٍ ولم يعرفوا أنّه أخوهم يوسف حتى ذكَّرهم بما فعلوه به في غيابت الجبّ. وقال الله تعالى:
    {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ‌ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّـهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ ﴿٨٨﴾ قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ ﴿٨٩﴾ قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَـٰذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّـهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ‌ فَإِنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ‌ الْمُحْسِنِينَ ﴿٩٠﴾ قَالُوا تَاللَّـهِ لَقَدْ آثَرَ‌كَ اللَّـهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ ﴿٩١﴾ قَالَ لَا تَثْرِ‌يبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ‌ اللَّـهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْ‌حَمُ الرَّ‌احِمِينَ ﴿٩٢﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:15].

    ومن ثم تجدون الحقّ على الواقع الحقيقي أنّ يوسف عليه الصلاة والسلام كان إخوته يسألونه أن يفي لهم الكيل ويتصدّق عليهم وهم لا يشعرون أنّه أخوهم يوسف كونه صار في موقع عزٍّ كبيرٍ ومُلكٍ ولذلك لم يشعروا أبداً أنّه أخوهم يوسف إلا حين ذكّرهم بما صنعوا به في غيابت الجبّ. وقال الله تعالى:
    {قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ‌ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّـهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ ﴿٨٨﴾ قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ ﴿٨٩﴾ قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَـٰذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّـهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ‌ فَإِنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ‌ الْمُحْسِنِينَ ﴿٩٠﴾ قَالُوا تَاللَّـهِ لَقَدْ آثَرَ‌كَ اللَّـهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ ﴿٩١﴾ قَالَ لَا تَثْرِ‌يبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ‌ اللَّـهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْ‌حَمُ الرَّ‌احِمِينَ ﴿٩٢﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    والآن علمتم أنّ الله أوحى إلى يوسف عليه الصلاة والسلام وهو لا يزال صبياً بوحي التّفهيم في قول الله تعالى:
    {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:15].

    وفعلاً لم يشعروا أنّه أخوهم يوسف إلا حين نبَّأهم بأمرهم هذا. وقال الله تعالى:
    {قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ} صدق الله العظيم [يوسف:89].

    ومن ثمّ عرفوا أنّه أخوهم يوسف وقبل أن يذكّرهم بما فعلوه به في غيابت الجبّ لم يكونوا يشعرون أنه أخوهم يوسف حتى ذكرهم بما فعلوه به في غيابت الجبّ وقال:
    {قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ ﴿٨٩﴾ قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ} صدق الله العظيم [يوسف:89-90].

    وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:15].

    وإنما تلقّاه من ربه بوحي التّفهيم ولم يتنزّل عليه جبريل عليه الصلاة والسلام يوم ألقاه إخوته في غيابت الجبّ ولم يكلمه الله من وراء حجابٍ، وكذلك الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد؛ الإنسان الذي يعلّمه الله البيان الحقّ للقرآن بوحي التّفهيم وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ، كون الله يلهمني بسلطان البيان الحقّ للقرآن فآتيكم بسلطان البيان من آيات القرآن البين لعالمكم وجاهلكم لعلكم تتذكرون.

    ويا فضيلة الشيخ عبد المجيد الزنداني إنّي أدعوك وكافة عُلماء اليمن خاصةً وعلماء المُسلمين عامةً للحضور إلى طاولة الحوار العالميّة للمهديّ المنتظَر
    (موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني) ذي اللون الأزرق كون مواقعنا كثيرة وحقوقكم محفوظة لدينا مصونة، وكذلك سوف تكونون لدينا معزّزين ومكرّمين ضيوفاً محترمين ولن نحجبكم ولن نغيّر من قولكم شيئاً ونعوذ بالله أن نكون من الجاهلين، فإن تبيّن لكم أنّ الإمام ناصر محمد هو حقاً الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد فسوف تعلمون الحقّ من ربكم، وإن هيمنتم على الإمام ناصر محمد اليماني ولو في مسألةٍ واحدةٍ فقط فعلى ناصر محمد اليماني التراجع عن عقيدة أنّه المهديّ المنتظَر وعلى جميع الأنصار في مختلف الأقطار التراجع عن اتّباع ناصر محمد اليماني لئن غلبني علماء المُسلمين ولو في مسألةٍ واحدةٍ فكونوا من الشاهدين يا معشر المسلمين على أنفسكم وعلى علمائكم وعلى المهديّ المنتظَر الحقّ، كون ناصر محمد اليماني سوف ينسف بعض عقائدكم في الدين نسفاً كونها ليست من دين الله في شيء بل وردت إليكم من عند غير الله أي من عند الشيطان الرجيم على لسان أوليائه الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر والمكر ضدّ اتباع الذكر المحفوظ من التحريف والتزييف وأرادوا أن يضلوكم عمّا أنزل الله إليكم في محكم القرآن العظيم ولكن عن طريق أحاديث السّنة النّبويّة كونها ليست محفوظةً من التحريف ولذلك جاءوا إلى محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليظهروا الإيمان ويبطنوا الكفر والمكر وإنما اتخذوا أيمانهم ستاراً ليكونوا من رواة الأحاديث في السُّنة النبويّة. وقال الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَ‌سُولُ اللَّـهِ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَ‌سُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    ومن ثم علَّمكم الله كيفية طريقة صدّهم عن سبيل الله أنّه ليس بالسيف بل بأشدّ خطر من ضرب السيوف بل ليكونوا من رواة الأحاديث في السّنة النّبويّة ليضلّوكم عن اتّباع ما أنزل الله إليكم في محكم القرآن العظيم ولذلك كانوا يحضرون مجالس الحديث حتى يكونوا من رواة الحديث. وقال الله تعالى:
    {مَّن يُطِعِ الرَّ‌سُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْ‌سَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وبما أنّ قرآنه وأحاديث بيانه كلٌّ من عند الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَإِذَا قَرَ‌أْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْ‌آنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة]، ولذلك علَّمكم الله أنّ حديث البيان في السّنة النّبويّة لو كان من عند غير الله أي من عند الشيطان فسوف تجدوا بينه وبين محكم قرآنه اختلافاً كثيراً، كون الحقّ والباطل نقيضان لا يتفقان.

    إذاً يا قوم لقد جعل الله محكم القرآن هو المرجع للأحاديث في السّنة النّبويّة وعلّمكم الله عن طريقة كشف الأحاديث المكذوبة عن النبيّ زوراً وبهتاناً أنّكم سوف تجدون بينها وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً، ولذلك أدعوكم إلى الله الواحد القهار ليحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون في الدين وما على المهديّ المنتظَر إلا أن يستنبط لكم حكم الله الحقّ من محكم الذكر المحفوظ من التحريف حجّة الله عليكم يوم القيامة لو لم تتّبعوا الحقّ من ربكم. وقال الله تعالى:
    {وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَ‌كٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْ‌حَمُونَ ﴿١٥٥﴾ أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَ‌اسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّ‌بِّكُمْ وَهُدًى وَرَ‌حْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فأجيبوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم يا معشر علماء المُسلمين واعلموا أنّ محمداً رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال لي في الرؤيا الحقّ:
    [كان مني حرثك وعلي بذرك، أهدى الرايات رايتك وأعظم الغايات غايتك وما جادلك أحدٌ من القرآن إلا غلبته]، وفي رؤيا أخرى: [وإنك أنت المهديّ المنتظَر وما جادلك عالمٌ من القرآن إلا غلبته] انتهت الرؤيا بالحقّ.

    ولكني أشهدُ الله أنّه ما أمركم أن تجعلوا الأحكام الشرعيّة على الرؤيا المناميّة كون الرؤيا فتوى تخصّ صاحبها ولكن هذه الرؤيا سوف تكون حجّةً عليكم لو أنّ الله أصدقني الرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي فتجدون أنّه حقاً لا يجادل ناصر محمد اليماني عالِمٌ من القرآن إلا وأقام عليه ناصر محمد اليماني حجّة العلم والسلطان من محكم القرآن.

    ويا معشر الشعب اليماني أشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أنّ اليمن التي يسخر منها المتكبرون أنّها ستكون
    "عاصمة الخلافة الإسلاميّة العالميّة" وما ينبغي للرئيس علي عبد الله صالح أن يُسلّم قيادة الخلافة الإسلاميّة العالميّة إلا للإمام المهديّ المنتظَر طوعاً عن اقتناعٍ وليس بانقلابٍ عسكريٍّ بل لأنه سوف يعلم أنّ من سلّمها إليه أنه هو المهديّ المنتظَر فكونوا على ذلك من الشاهدين.

    ألا والله الذي لا إله غيره لا ينبغي أن يتسلّمها الحوثيون ولا المُعارضة ولا ينبغي للرئيس علي عبد الله صالح أن يذهب من السلطة قبل أن يسلم قيادة الخلافة الإسلاميّة العالميّة للمهديّ المنتظَر، غير أنّه للأسف لا يزال يتهرب من المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني بسبب مكر العرافين أولياء الشياطين كونهم يحذرونه من الأسرة التي منها المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ولم يقولوا له احذر من تلك الأسرة فسوف يخرج منهم المهديّ المنتظَر؛ بل قالوا: "يا سيادة الرئيس اِحذر آل فلان فلا تقترب منهم ولا يقتربوا منك فإذا لم تحذرهم فسوف يزيلوك من مكانك فيؤول ملكك إليهم"، ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: قاتلكم الله يا معشر العرَّافين المشعوذين أولياء الشياطين إنكم لا تحذّرون إلا من الصالحين، ألم تحذّروا فرعون من موسى وهو رجلٌ صالحٌ؟ ولن تجدوهم يحذِّورن من الكافرين كونهم أولياؤهم. ألا والله لا يزيد علي عبد الله صالح تصديق المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني إلا شرفاً وعزّاً كبيراً فليكن من الشاكرين إذ جعله الله في عصر بعث المهديّ المنتظَر ليهديه بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد وليعلمَ أنّ العرافين أولياء الشياطين لا يحذِّرون إلا من الصالحين، ألم يحذِّروا فرعون من موسى وهو رجلٌ صالح! ولن تجدوهم يحذِّروا من الكافرين ونرجو أن يكون الردّ من الرئيس فيقول: "صدقت، كونهم أولياؤهم". وأرجو من الله العلي العظيم أن يبصّر علي عبد الله صالح بحقيقتكم يا معشر العرافين أولياء الشياطين فكم تسببتم في ظُلمنا وحرماننا من الحقوق الحقّ فإذا لم تتوبوا من قبل الظهور والتمكين فنحن نعلم ما هو حكم الله فيكم وإنكم لمن ألدّ الخصام للرحمن وأوليائه في الكتاب كونكم من أولياء الشياطين الذين يسترقون السمع من الملأ الأعلى فقد أفتانا الله في شأنكم في محكم كتابه. وقال الله تعالى :
    {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ﴿٢٢١﴾ تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٢٢٢﴾ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُ‌هُمْ كَاذِبُونَ ﴿٢٢٣﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    كونه لا يعلم الغيب في السماوات والأرض إلا الله وحده لا شريك له. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} صدق الله العظيم [النمل:65].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: إذاً كيف عَلِم العرافون المشعوذون بالخطفات الغيبيّة ؟ وتجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴿٦﴾ وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِ‌دٍ ﴿٧﴾ لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ﴿٨﴾ دُحُورً‌ا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ﴿٩﴾ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    ومن ثمّ يتنزّل بالخطفة الشياطين إلى أوليائهم فيخبروهم بالخطفة وأكثرهم كاذبون. ولذلك قال الله تعالى:
    {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ﴿٢٢١﴾ تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٢٢٢﴾ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُ‌هُمْ كَاذِبُونَ ﴿٢٢٣﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    إذاً يا قوم الآن تبيّن لكم المقصود من الحديث الحقّ عن محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [كذب المنجمون ولو صدقوا]؛ بمعنى أنهم كذبوا أنهم علموا بتلك الخطفة الغيبيّة نتيجة رصدهم لحركات النجوم ولو صدقوا؛ بل علَّمهم بذلك أولياؤهم من الشياطين الذين {يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى} الملائكيّ كون ملائكة الرحمن يتكلمون فيما بينهم عمّا أخبرهم ربهم مما يشاء من الأحداث الغيبيّة المستقبليّة في الأرض وإنما الشياطين يسترقون السمع كما كان يفعل الجنّ من قبل التحدي في القرآن كان الجنّ يتسمعون إلى الملأ الأعلى بكل يُسرٍ وسهولةٍ إلا من بعد التحدي في محكم القرآن العظيم. ولذلك قالوا: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً (9) وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً (10) وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْساً وَلَا رَهَقاً(13)} صدق الله العظيم [الجن].

    وما يلي رابط
    (موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني) في انتظاركم للحوار لإخراج البلاد من "فتنة الحرب الأهليّة" الطامة الكبرى على الشعب اليماني لو تحدث، فكفّوا عن سفك الدماء والشغب حكومةً وشعباً وهلمّوا للحوار فقد حضر المهديّ المنتظَر وهو يناديكم للحوار منذ ست سنواتٍ ونحن الآن في بداية السَّنة السابعة وأنتم لم تستجيبوا للحوار لا علماء اليمن ولا علماء المُسلمين إلا قليلٌ. وكذلك ندعو فخامة الرئيس للحضور إلى طاولة الحوار ليتبيّن له هل حقًا الإمام ناصر محمد اليماني زاده الله بسطةً في العلم على كافة علماء الأمّة وهل هو حقاً لا يجادله عالِمٌ من القرآن إلا غلبه الإمام ناصر محمد بسلطان العلم المُبين؟ وإن أبيتم فأعرضتم عن الداعي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم إلى الاحتكام إلى الذكر فأقسمُ بالله الواحدِ القهار الذي خلق الجانّ من مارجٍ من نارٍ وخلق الإنسان من صلصالٍ كالفخار ليُظهرن الله خليفته المهديّ المنتظَر عليكم وعلى كافة قادات البشر في جميع الأقطار في ليلةٍ وهم صاغرون ليلة يسبق الليل النهار بسبب مرور ما تسمونه بالكوكب العاشر ذلكم "كوكب سقر" اللوّاحة للبشر من عصرٍ إلى آخر فتمطر بأحجارٍ من نارٍ فتذكّروا قول الله الواحد القهار في محكم الذكر وقال الله تعالى: {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِ‌يكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ‌ وَلَا عَن ظُهُورِ‌هِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُ‌ونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَ‌دَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُ‌ونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    ذلكم كوكب سقر اللوّاحة للبشر ومرورها الأكبر شرط من أشراط الساعة الكبر. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا هِيَ إِلا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31) كَلا وَالْقَمَرِ (32) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33) وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34) إِنَّهَا لإٍحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيراً لِلْبَشَرِ (36) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ(37)} صدق الله العظيم [المدثر].

    فترقبوا مرورها من جهة أطراف الأرض أي من جهة الأقطاب في ليلة اكتمال البدر لأحد الأشهر ليلة يسبق الليل النهار ولن تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا نصيراً يا معشر المُعرضين عن دعوة الاحتكام إلى الذكر، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين.

    ويا أحباب الله بلّغوا بالبيان الحقّ للكتاب ذكرى لأولي الألباب بكلّ حيلةٍ ووسيلةٍ فتلك مهمتكم يا من أظهركم الله على أمري وصدّقوا واتّبعوا ولا تستيئسوا ممن يحظرونكم ولا تستيئسوا ممن يكذّبونكم وقولوا كما قال أتباع أحد الأنبياء لطائفة منهم في قول الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165)} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فهل تعلمون بالبيان الحقّ لقولهم:
    {قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم؟ أي معذرةً إلى الله حتى لا يحاسبنا على عدم التبليغ بما أنزل الله إلينا ما دمنا صدّقنا واتّبعنا، وكذلك لعلهم يتّقون فيتّبعون الحقّ من ربهم. فكونوا من الشاكرين أحبتي في الله وبلِّغوا بالبيان الحقّ للكتاب أجمعين في عصر الحوار من قبل الظهور فجميعه نورٌ على نورٍ وشفاءٌ لما في الصدور، ولا تهنوا ولا تحزنوا وقولوا للناس حُسناً، وبشّروا ولا تُنفّروا وكونوا ليِّنين ذوي خُلُقٍ عظيمٍ في دعوتكم، وتذكروا قول الله تعالى: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} صدق الله العظيم [آل عمران:159].

    وأطيعوا أمر الله إليكم وإلى جميع الدُعاة إلى سبيله في قول الله تعالى:
    {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل:125].

    وقول الله تعالى:
    {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴿٣٤﴾ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُ‌وا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    وتذكّروا وصيّة الله لنبيِّه موسى عليه الصلاة والسلام، فبرغم أنّ فرعون كان عالٍ في الأرض من المُسرفين
    {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات:24]؛ وبرغم ذلك أمر الله نبيّه موسى وأخاه هارون عليهم الصلاة والسلام وقال الله تعالى: {اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْ‌عَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ ﴿٤٣﴾ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ‌ أَوْ يَخْشَىٰ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [طه].

    ويا أحباب الله إن كنتم حريصين على تحقيق ما يحبّه الله ويرضاه فسوف تجدون فتوى ما يحبّه الله ويرضاه في قول الله تعالى:
    {وَلاَ يَرْضَىَ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُواْ يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7].

    وأحبّ إلى نفس الله أن تدعوا عباده إلى سبيله فتصبروا على أذاهم حتى يهديهم؛ وذلك أحبّ إلى الله من أن لو يقاتلوكم فتقاتلوهم فتقتلوهم فيدخلهم النار. ولم يأمركم الله بقتال عباده حتى يكونوا مؤمنين فلا إكراه في الدين وإنما عليكم ما على رسوله والإمام المهديّ في قول الله تعالى:
    {وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ} صدق الله العظيم [الرعد:40].

    ولربما يودّ أن يقاطعني أحد الذين يتّبعون أحاديث الشيطان المُخالفة لمحكم القرآن ويحسبون أنّهم مهتدون فيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني؛ بل قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما روي عن عبدالله عمر رضي الله تعالى عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
    اقتباس المشاركة :
    [أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى]
    انتهى الاقتباس
    رواه البخاري ومسلم هذا الحديث أخرجاه في الصحيحين من رواية واقد بن محمد بن زيد بن عبدالله بن عمر عن أبيه عن جده عبد الله بن عمر وقوله إلا بحقّ الإسلام هذه اللفظة تفرّد بها البخاري دون مسلم، وقد روى معنى هذا الحديث عن النبيّ صلى الله عليه وسلم من وجوه متعددة ففي صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:
    اقتباس المشاركة :
    [أمرت أن أقاتل الناس يعني المشركين حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فإذا شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وصلوا صلاتنا واستقبلوا قبلتنا وأكلوا ذبيحتنا فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها]
    انتهى الاقتباس
    وخرج الإمام أحمد من حديث معاذ بن جبل عن النبيّ صلى الله عليه وسلم".
    انتهى

    ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: بل ذلك حديثٌ جاءكم من عند الشيطان الرجيم بمكرٍ خبيثٍ حتى يؤلِّبوا البشر على حربكم كونهم إذا لم يحاربوكم فسوف تُكرهوهم على الدخول في دينكم كرهاً وهم صاغرون أو تقتلوهم وتسفكون دماءهم وتَسْبُون نساءهم وتأخذوا أموالهم غنيمةً لكم بحجّة عدم دخولهم في دين الله ولم يأمركم الله ورسوله بذلك أبداً؛ بل أمركم الشيطان الرجيم. فكيف تطيعوا أمر الشيطان وتعصوا أمر الرحمن في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا} [المزمل:19].

    {فَذَكِّرْ‌ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ‌ ﴿٢١﴾ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ‌ ﴿٢٢﴾}
    [الغاشية].

    {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتْ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا (13) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسم رَبِّهِ فَصَلَّى (15) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17)}
    [الأعلى].

    {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}
    [يونس:99].

    {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
    [البقرة:256].

    {وَقُلِ الحقّ من ربكم فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ‌ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارً‌ا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَ‌ادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَ‌ابُ وَسَاءَتْ مُرْ‌تَفَقًا ﴿٢٩﴾}
    [الكهف].

    {وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّ‌سُولَ وَاحْذَرُ‌وا فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَىٰ رَ‌سُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿٩٢﴾}
    [المائدة].

    {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ}
    [النحل:35].

    {قلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}
    [النور:54].

    {وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}
    [العنكبوت:18].

    {وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ}
    [الرعد:40].
    صـــــدق الله العظيم

    فاتقوا الله يا أولي الالباب، وسألتكم بمن أجرى السحاب وأنزل الكتاب وخلق الإنسان من ترابٍ؛ أليست كافة أوامر الله إلى رسوله في محكم الكتاب مخالفةً لأمر الشيطان في سنّة البيان في الحديث المُفترى على الرحمن إلى رسول القرآن أنه قال:
    اقتباس المشاركة :
    [أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى]
    انتهى الاقتباس
    ؟

    ولا أقول في صحابة رسول الله الذين ورد هذا الحديث أنه عنهم إلا خيراً، فكما افترى شياطين البشر على رسول الذكر كذلك يفترون على صحابته الأخيار، فاتقوا الله واتبعوا كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ إلا ما خالف من أحاديث سنّة البيان لمحكم القرآن فاعلموا أنّه حديثٌ مفترى من عند الشيطان، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

    أفلا تعلمون أنّكم حتى ولو أكرهتم كافة الجنّ أو الإنس حتى يكونوا مؤمنين بالرحمن ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة لما تقبل الله صلاتهم ولا زكاتهم وهم كارهون حتى تكون صلاتهم وزكاتهم خالصةً لله من قلوبهم وليست خشيةً من أحدٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم [التوبة:18]، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

    وأما بالنسبة للجهاد في سبيل لله لرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان فذلك أمرٌ من الرحمن إلى الذين مكنهم الله في الأرض. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأْرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الأْمُورِ} [الحج:41].

    {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:110].

    ولكن للأسف إنّ كثيراً من علماء الأمّة وخطباء المنابر لا يفرّقون بين الآيات في محكم الذكر التي تخصّ الدعوة إلى الله ولا بين الآيات في محكم الذكر التي تخصّ في الجهاد في سبيل الله للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان وليس لإكراه الناس بالإيمان بالرحمن. أفلا تتدبرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها يا معشر الذين أضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم؟ ولسوف أضرب لكم مثلاً كيف استطاع الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ويحسبون أنهم مهتدون أن يقنعوا أتباعهم في قتل الكفار الذين لا يؤمنون، فعلى سبيل المثال يقولون لهم قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    اقتباس المشاركة :
    [عن عبدالله عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى] رواه البخاري ومسلم
    انتهى الاقتباس
    ، ومن ثم يقول فهذا يعني أنّ الله أمرنا بقتال المشركين وقتلهم حتى يكونوا مؤمنين فيقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، ما لم ذلك فقد أحلّ الله لنا دماءهم ونساءهم وأبناءهم وأموالهم غنيمةً لنا، ومن ثم يقول وقال الله تعالى: {فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم [التوبة]. ومن ثمّ يزيدهم بآيات أُخر ويقول قال الله تعالى:

    {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة:111].

    وقال الله تعالى:
    {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} صدق الله العظيم [الأنفال:39].

    ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني: إنما أمركم الله بقتال الكفار الذين يقاتلونكم في دينكم ويفتنون من اتّبعكم ولذلك أمركم الله بقتال الكفار الذين يقاتلونكم حتى لا يفتنوا من آمن بدعوتكم وصدقكم واتبع دين الحقّ من ربه فهنا وجب عليكم نصرة إخوانكم في الدين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} صدق الله العظيم [الأنفال:72]. تصديقاً لحديث محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى تَدَاعَى بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى] صدق عليه وآله الصلاة والسلام.

    وإنما أمركم الله بقتال من يقاتلكم من الكفار الذين يريدون أن يطفئوا نور الله ولم يأمركم الله بالاعتداء على من لم يقاتلوكم من الكفار. وقال الله تعالى:
    {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:190].

    كون الله لم ينهَكم عن الكفار الذين لم يقاتلوكم في دينكم بل أمركم الله أن تبرّوهم وتقسطوا إليهم وتعاملوهم كما تعاملون إخوانكم المؤمنين بمُعاملة الدين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} صدق الله العظيم [الممتحنة:8].

    ولم يأمر الله رسوله أن يقاتلهم حتى يكونوا مؤمنين بل أمر الله عبده ورسوله أن يعدل بين المؤمنين والكافرين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لا حجّة بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم [الشورى:15].

    فكيف يخالف محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويقول:
    اقتباس المشاركة :
    [أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى]؟ رواه البخاري ومسلم.
    انتهى الاقتباس

    وأما بالنسبة لقول الله تعالى:
    {فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم [التوبة:5]؛ فإنما يقصد المشركين المتخلفين في مكة من بعد البراءة كون الله أمر المُسلمين بعدم اقتراب المشركين لبيته المعظم حتى يكون خالصاً للمُسلمين يحجّوا إليه وتبرأ الله من حجّ المشركين إلى بيته المعظم شاهدين على أنفسهم بالكفر؛ بل جعله الله سواءً للناس لمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر لا يشرك بالله غيره في عبادته لربه ولذلك أمر الله المُسلمين بعدم اقتراب المشركين من المسجد الحرام. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [التوبة:28].

    ومن بعد إعلان البراءة من الله ورسوله يوم الحجّ الأكبر فمن وجدوه في مكة المكرمة فقد تحدّى براءة الله ورسوله فأمركم الله بقتاله حتى ولو كان متعلقاً بستار الكعبة إلا أن يعلن لكم إسلامه فيقيم الصلاة ويؤتي الزكاة فهذا يعني أنّهم صاروا إخواناً لكم في الدين ولهم الحقّ في المسجد الحرام كما لكم ولذلك أمركم الله أن تخلوا سبيلهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرَ‌سُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ‌ أَنَّ اللَّـهَ بَرِ‌يءٌ مِّنَ الْمُشْرِ‌كِينَ وَرَ‌سُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ‌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ‌ مُعْجِزِي اللَّـهِ وَبَشِّرِ‌ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣﴾ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِ‌كِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُ‌وا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴿٤﴾ فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ‌ الْحُرُ‌مُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِ‌كِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُ‌وهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْ‌صَدٍ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿٥﴾ وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِ‌كِينَ اسْتَجَارَ‌كَ فَأَجِرْ‌هُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّـهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    غير أنّ الله أمر المؤمنين أنّ من استجار به من الكفار والمشركين أن يجره حتى يسمع كلام الله فإن اتبع الحقّ من ربه فكان بها، وإن أبى فأمركم الله أن تبلغوه مأمنه فتخرجوا معه حتى يتعدّى مكة وتعاملوه المعاملة الحسنة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم، فاتقوا الله يا معشر الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فأضلوا أنفسهم وأضلوا أمتهم.. واتقوا الله يا معشر عُلماء المُسلمين يا من لا تفرقون بين الحمير والبعير برغم أن الفرق بين الحمير والبعير مختلف جداً! فكيف انكم لا تفرقون بين المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم وبين المهديين الذين تتخبطهم مسوس الشياطين كالذي يوسوس له قرينه الشيطان أنه المهديّ المنتظَر وبين الحين والآخر يظهر لكم مهدي منتظر جديد أفلا تعلمون أنما ذلك مكر من الشيطان الأكبر؟ حتى إذا بعث الله اليكم المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم فتقولون إنما هو كمثل الذين يدعون شخصية المهديّ المنتظَر بين الحين والآخر فتعرضون عنه حتى يأتيكم عذاب الله بما تسمونه الكوكب العاشر أفلا تتقون؟ أفلا تتدبرون البيان الحقّ للذكر الذي يحاجكم به المهديّ المنتظَر الحق الإمام ناصر محمد اليماني ومن ثم تقارنون بين سلطان علمه وسلطان علم المهديين المفترين الذين تتخبطهم مسوس الشياطين، أفلا تتقون؟ فإذا كنتم من الذين لا يحكمون من قبل أن يسمعوا القول ثم يتدبروا منطق وسلطان علم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وسلطان علم المهديّين الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فسوف تجدون أنّ الفرق بين المهديّ المنتظَر وبين المفترين لشخصيّة المهديّ المنتظَر هو كالفرق بين الحمير والبعير أم إنكم لا تفرقون بين الحمير والبعير، أفلا تتفكرون؟

    ويا قوم أزِفت الآزفة ليس لها من دون الله كاشفة أفمن هذا الحديث تضحكون ولا تبكون! أفلا تعلمون أنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ليخاطبكم بكلام الله ربّ العالمين فآتيكم بالبيان الحقّ للقرآن بقرآن من محكم القرآن العظيم بآيات بيّنات هُن أمّ الكتاب المحكمات لعالمكم وجاهلكم بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ يفقههن ويعلم ظاهرهن وباطنهن العالِم منكم والجاهل كون ظاهرهن كباطنهن لا يزيغ عمّا جاء فيهن إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ.

    ويا فضيلة الشيخ عبد المجيد الزنداني وعلماء اليمن أما آن لكم الأوان أن تنطقوا بكلمة الحقّ فتخرجوا أنفسكم وأمّتكم بالصعود على سفينة النجاة لكم من ربكم فتتّبعوا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني؟ ألم يحمِّلكم الرئيس علي عبد الله صالح المسؤولية بين يدي الله يوم القيامة أن تنطقوا بالحقّ ولا تخشوا في الله لومة لائم فوعدكم أنه سوف يقول لكم سمعاً وطاعة؟ أفلا تتقون! فلماذا أنتم معرضون عن دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وهو معكم في صنعاء أم إنّكم لا تعلمون؟ أم إنّ الأنصار لم يبلغوكم بشأن دعوة المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني أم أنّهم بلغوكم فأعرضتم عن دعوة الحقّ من ربكم فما خطبكم وماذا دهاكم؟

    ولربما يودّ فضيلة الشيخ عبد المجيد الزنداني أن يقاطعني فيقول: "يا ناصر محمد اليماني إننا ننتظر المهديّ المنتظَر يأتي اسمه (محمد بن عبد الله) كما أخبرنا محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّ اسم الإمام المهديّ (محمد بن عبد الله)". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول قال الله تعالى:
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة:111].

    وقال الله تعالى:
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:24].

    ومن ثمّ يردّ علينا فضيلة الشيخ عبد المجيد الزنداني فيقول: "وهل تؤمن بالأحاديث في السّنة النّبويّة يا ناصر محمد اليماني؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: اللهم نعم، فإن درجة يقيني وإيماني بسُنّة البيان الحقّ للقرآن العظيم على لسان جدّي محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كدرجة إيماني بهذا القرآن العظيم، وإنما أنكر وأكفر بما خالف من الأحاديث لمحكم الذكر المحفوظ من التحريف القرآن حسب فتوى الرحمن أن ما خالف من الأحاديث النّبويّة لمحكم القرآن فإن ذلك الحديث جاء من عند غير الله أي من عند الشيطان كون القرآن وأحاديث البيان جميعاً من عند الرحمن تصديقاً لفتوى الرحمن في محكم القرآن إلى الإنس والجان:
    {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْ‌آنَهُ ﴿١٧﴾ فَإِذَا قَرَ‌أْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْ‌آنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    غير أنّ الرحمن أفتاكم في محكم القرآن كيف تستطيعون أن تُميّزوا بين أحاديث البيان الحقّ من عند الرحمن وأحاديث الشيطان المفتراة على الله ورسوله فأمركم الله أن تجعلوا محكم القرآن هو المرجع فيما اختلفتم فيه من أحاديث سنة البيان في السّنة النّبويّة وعلمكم الله أنّ ما كان من أحاديث البيان في السّنة النّبويّة ليس من عند الرحمن فإنّكم سوف تجدون بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً تصديقاً لفتوى الله في محكم القرآن أنّ أحاديث سُنّة البيان هي كذلك من عند الرحمن. وكذلك أفتاكم أنه لم يعِدكم بحفظ سنة البيان من التزييف والتحريف وإنّما حفظ لكم القرآن العظيم وعلمكم الله أنّ ما اختلفتم فيه من أحاديث سنة البيان أن تحتكموا إلى القرآن فتتدبرون محكم قرآنه وعلمكم الله أنّ ما كان من أحاديث بيانه جاء من عند غير الله ويقصد إذا كان من عند الشيطان فسوف تجدون بين محكم القرآن والحديث المفترى في سُنّة بيانه اختلافاً كثيراً كون الحقّ والباطل نقيضان لا يتفقان وتلك الفتوى لكشف الأحاديث المكذوبة تجدوها من الله في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    {مَّن يُطِعِ الرَّ‌سُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْ‌سَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ومن ثمّ يردّ علينا الشيخ عبد المجيد الزنداني ويقول: "إذاً الآن قد تبيَّن لنا الحكم الحقّ في الاختلاف بين السُّنة والشيعة في الحديث المروي عن النبيّ قال عليه الصلاة والسلام:
    [تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي]، ولكن هذا الحديث في الروايات لدى الشيعة يختلف آخره عن هذا الحديث فلديهم عن النبيّ أنه قال: [تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي]، وتبيَّن لنا الحكم الحقّ في نقطة الاختلاف أنّ الحديث الحقّ هو الذي لدى السنة والجماعة كما يلي: [تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي]، وهذا تصديق لبيانك الحقّ أنّ الأحاديث النّبويّة هي كذلك من الرحمن، ولكن يا ناصر محمد اليماني فما تقول في الشيعة الاثني عشر؟". ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر وأقول: إنّ الافتراء في الروايات هي أقل لدى الشيعة الاثني عشر من أهل السُّنة والجماعة ولكن أهل السُّنة والجماعة برغم أنّ الأحاديث المفتراة الأكثر هي لديهم ولكنهم أقرب إلى الحقّ كون أهل السُّنة والجماعة لا يدعون أئمة آل البيت من دون الله.

    ويا شيخ عبد المجيد وكافة علماء اليمن والمُسلمين اتقوا الله فما ينبغي للإمام المهديّ أن يبعثه الله متّبعاً لأهوائكم بل لجمع شملكم وتوحيد صفّكم. وأشهدُ الله شهادة الحقّ اليقين أني أعلن الكفر المُطلق "بالتعدديّة المذهبية" في الدين والسياسة برغم أننا لا نحرّم الانتخابات الشوريّة بالحقّ ولكن نُحرّم التعدديّة الحزبيّة في الدين أو في سياسة الحكم كون الحزبيّة تكون سبب في تمزق شمل المُسلمين وتورث بينهم العداوة والبغضاء وتجعل قلوبهم شتى، أفلا تذكر يا شيخ عبد المجيد قبل الوحدة اليمانيّة كان في الشمال حزبٌ واحدٌ يُسمى بالمؤتمر الشعبي العام؟ وبما أنه حزبٌ واحدٌ بغض النظر عن عيوبه فقد كان اليمانيون إخواناً حتى إذا جاءت التعدديّة الحزبيّة فشتّتت قلوب العباد وأورثت العداوة والبغضاء بين قلوبهم! فذلك محرَّم في دين الله وليس ذلك هو حكم الشورى الإسلامي؛ بل حكم الشورى الإسلامي طبقته في اليمن الملكة بلقيس رضي الله عنها وأرضاها، والشيء العجيب أنها طبقت حكم الشورى الإسلامي بالحقّ من قبل أن تسلم لله مع سليمان كونها امرأة حكيمة وذات ذكاء وفطنة وقد انتخبت لها مجلس شورى من أعيان البلاد فتمّ إحضارهم من كلّ قريةٍ أعزة أهلها فجعلتهم لها مجلس شورى وقالت لهم:
    {مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ} [النمل:32]، فكانت لا تقطع أي أمرٍ في شؤون البلاد والاقتصاد للدولة حتى تلقيه على مجلس الشورى للتشاور في ذلك الأمر وجعلت القرار بيدها من بعد الشورى، وهذا هو حكم الشورى الذي يؤيّده الإسلام بالحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} صدق الله العظيم [آل عمران:159]، أي وشاورهم في الأمر حتى تسمع آراءهم وليس لهم من الأمر شيء وإنما حق الشورى فإذا اتخذت القرار بالرأي المناسب فتوكَّل على الله فكذلك كان حكم الملكة بلقيس رضي الله عنها وأرضاها.

    وإذا لم تجيبوا دعوة الحوار الآن فنقترح على الرئيس علي عبد الله صالح دمج الأحزاب جميعاً إلى حزبٍ واحدٍ يُسمّى (حزب الوحدة اليمانية)، فكيف تتبعون ملّة قومٍ لا يؤمنون؟ فليست التعدديّة الحزبيّة في دولةٍ واحدةٍ من الدين في شيء سواء التعدديّة الحزبيّة في الدين تحت مسمّى المذاهب أو تحت مسمّى (الأحزاب السياسيّة) فجميعها محرَّمة في كتاب الله القرآن العظيم كون التعدديّة الحزبيّة في الدين أو السياسة تورث العداوة والبغضاء بين العباد، فكم ضحايا التعدديّة الحزبيّة في الدول لا يحصيهم إلا الله، أفلا تتقون؟

    ولو أنّ كلّ دولةٍ يوجد فيها حزبٌ واحدٌ فقط لما كانت هناك مشاكل بين الشعوب وسفك دماء، فيكفي فساد في الأرض إني لكم ناصح أمين، وهلمّوا للحوار لرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وأشهدُ أن محمداً رسول الله وأشهدُ أنّي المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني أسعى إلى تحقيق السلام العالمي بين شعوب البشر وإلى التعايش السلمي بين المُسلم والكافر حتى يعيشوا البشر في سلامٍ آمنين من شرّ المفسدين في الأرض.


    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ______________


  2. رسالة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى الرئيس علي عبد الله صالح السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

    - 2 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    14 - 04 - 1432 هـ
    20 - 03 - 2011 مـ
    12:48 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركـة الأصليّة للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=13031
    __________



    رسالة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى الرئيس علي عبد الله صالح السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي النبيّ الأمي خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله وآله الطيبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..

    يا أيها الأخ الرئيس نحن لا نظنّ في شخصكم الكريم إلا خيراً ونراك بريئاً من مذبحة يوم الجمعة المنقضي بحيّ الجامعة كون الذين فعلوها لم يختاروا يوم الجمعة بالذات إلا وهم يريدون أن يفجّروا الوضع بين الحكومة والمعارضة حتى يُدخلوا اليمن في حربٍ أهليةٍ لا يُحمدُ عقباها..

    سلامُ الله عليكم أحبتي الأنصار، لقد سبقت فتوانا بالحقّ على الذين يعلم الله أنهم القتلة عن قدر الإثم عليهم من ربهم بفتوى الله في جريمتهم:
    {أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً} صدق الله العظيم [المائدة:32].

    سواء تكون نفس مؤمنٍ أو نفس كافرٍ لم يقاتلكم في الدين فجريمة ذلك في محكم الكتاب:
    {أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً} صدق الله العظيم، فما بالكم بقتل المؤمنين! وقال الله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:93] .

    وما ينبغي للأنصار أن يحكموا على أحدٍ بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، فلم يثبت إلى حدّ الآن من المسؤول عن جريمة يوم الجمعة المنقضية في حيّ الجامعة بسفك دماء المعتصمين، وهدف أصحاب الفعل أنّهم يريدون أن يفجِّروا الوضع تفجيراً، وبما أنّهم يعلمون أنّ يوم الجمعة بالذات يكون المعتصمون في هيجانٍ ولذلك اختاروا عملية الجريمة المنكرة يوم الجمعة حتى يفجّروا الوضع تفجيراً فيدخلوا البلاد في حربٍ أهليةٍ لا يُحمد عقباها.

    والسؤال الذي يطرح نفسه إلى أولي الألباب: فهل من صالِحِ الرئيس على عبد الله صالح أن يفجّر الوضع في اليمن؟ وجواب العقل والمنطق: كلا، كون ذلك ليس من صالحه، إذاً يا إخواني لا تحكموا على أحدٍ بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، ولذلك قمنا بحذف بيانات الاتهام التي يرفضها العقل والمنطق.

    ولكنّي الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لا ينبغي لي مجاملة أحدٍ على الإطلاق، وأقول يا فخامة الرئيس علي عبد الله صالح إني أظنك بريئاً من جريمة يوم الجمعة وإثبات براءتك هو البحث عن الجُناة المعتدين ومن ثم تقيم عليهم حكم الله بالحقّ كونك مسؤول عن رعيتك بين يدي الله. ولكن يا سيادة الرئيس فهل لأنك ترى أنّك بريء ولا ذنب لك بما حدث يوم الجمعة ولا راضٍ؛ فهل ترى أنك غير مسؤول عن مطاردة الجناة بين يدي الله؟ بل مسؤولٌ عن أمن البلاد ومطاردة المُفسدين كون الله مكنك في أرض اليمن، ولذلك فأنت مسؤولٌ بين يدي الله عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} صدق الله العظيم [الحج:41] .

    ومن ثم تحكم بالحقّ فإن ثبت أنّ الجناة كانوا مدافعين عن ديارهم وعرضهم فتحكم بينهم بما أنزل الله، وإن ثبت أنّ الجناة معتدين فتحكم بينهم بما أنزل الله ولا ينبغي لك يا فخامة الرئيس أن تترك أمر تلك الجريمة يذهب سدىً كونهم من المعارضة، وبما أنّك ترى أنّك بريءٌ من دمهم فلا ينبغي لك أن تنصت فتعرض عن مطاردة الفاعل! كلا وربي؛ بل إنّك مسؤول أن تحكم بينهم بالعدل حتى ولو كانت المعارضة من الكافرين والجناة من المسلمين فقد أمرك الله أن تحكم بالعدل بينهم وبين المسلمين وأن لا تجامل المسلمين كونهم على دينك بل تنصف المظلوم من الظالم، وبذلك أمركم الله بالعدل بين المسلمين والكافرين من غير مجاملةٍ ولا تحيّزٍ إلى جانب المسلم، ألا والله الذي لا إله غيره لو أنّ أخي ابن أمي وأبي قام بقتل كافرٍ بحجّة كفره وهو لم يعتدِ عليه إلا بحجّة كفره، إذاً لأقمت على أخي حدّ الله بالصلب ولا أبالي تنفيذاً لأمر الله في محكم كتابه إلى الذين مكَّنهم الله في الأرض من المسلمين، فقد أمرهم الله بما أمر به رسوله بالعدل بين المُسلم والكافر. تصديقاً لقول الله:
    {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ وَلاَ تَتّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لأعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللّهُ رَبّنَا وَرَبّكُمْ لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لاَ حجّة بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم [الشورى:15] .

    فما بالك بمن هم إخوانك من المسلمين ولو كانوا من المعارضة! فما ينبغي لك أن تترك دماءهم تذهب هدراً كونهم من المعارضة ومن ثم لا تهتم بمطاردة الجناة؛ بل وجب عليك أمام ربك إنْ كنت تعلم بالجناة أن تقيم حدّ الله عليهم إن كانوا معتدين ولم يعتدِ المتظاهرون عليهم فيلزمك مطاردة القتلة حتى تحكم فيهم بما أنزل الله، وهذه فتوى الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بالحقّ.

    ويا معشر هيئة علماء اليمن، ويا أيها الرئيس علي عبد الله صالح، ويا معشر قادة المُعارضة استجيبوا لداعي الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم إنْ كنتم به مؤمنين واعلموا أنّ اليمن هي عاصمة الخلافة الإسلاميّة العالميّة والله على ما أقول شهيد ووكيل، وإني أُشهدُ الله أنّ السفياني هو صدام حسين، ويسمّى السفياني كونه من ذرية معاوية بن أبي سفيان وقد مضى وانقضى وقد وقف اليماني إلى جانب السفياني بادئ الأمر ولكنه تبيّن لي أنّه كان من الظالمين ثم ولّى الله عليه أظلم منه وعسى أنّه تاب إلى الله متاباً ونرجو من الله أن يتغمده برحمته.

    وإني أشهدُ الله أنّ المؤسس لحركة الخراساني أنه حسين بدر الدين الحوثي؛ ويسمى بالخراساني نسبة إلى أوليائه خراسان إيران وقد مضى وانقضى ونرجو من الله كذلك أن يرحمه ولا تزال حركته حيّة وعسى أن يهديهم الله إلى الحقّ بعدما يتبيّن لهم الحقّ من ربِّهم إنْ كانوا يريدون الحقّ فإن اتّبعوا الحقّ فعفى الله عمّا سلف كونهم لم يكونوا يعلمون أنّهم على ضلالٍ، وإنّي أشهدُ الله أنّ اليماني صاحب الثورة الوحدويّة التمهيديّة لتحقيق وحدة اليمنين إلى يمنٍ واحدٍ تمهيداً لظهور الإمام المهديّ بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور وليس بقصدٍ من صاحب الثورة بل بمكرٍ مقدرٍ من ربّ العالمين كون اليمن سوف يكون عاصمة الخلافة الإسلاميّة العالميّة كون حركته الثوريّة من أجل ترسيخ وحدة اليمنين إلى يمنٍ واحدٍ كون ذلك من علامات قرب بعث الإمام المهديّ في عاصمة الخلافة الإسلاميّة العالميّة فأصبحت حركة اليماني صاحب الثورة إنما هي حركة تمهيديّة لوحدة عاصمة الخلافة قبيل بعث الإمام المهدي، فتبيَّن لكم أنّ اليماني صاحب ثورة ترسيخ وحدة اليمنين إلى يمنٍ واحدٍ أنه الرئيس علي عبد الله صالح اليماني وحركته الثوريّة في عام 1994 م هي حركة ثوريّة من أجل ترسيخ وحدة اليمنيين إلى يمنٍ واحدٍ وتلك الحركة من علامات عصر بعث الإمام المهديّ وإنما حركة اليماني الأول ليست حركة دعويّة كونه ليس بعالِم ولم يجعله الله للناس إماماً وإنما تعتبر حركة ثوريّة تمهيديّة لترسيخ وحدة اليمنيين إلى يمنٍ واحدٍ، ولذلك قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [وَاللهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لا يَخَافُ إِلاَّ اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ. ولَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ ومعنى قوله عليه الصلاة والسلام [ولَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُون] أي تستعجلون ببعث الإمام المهديّ قبل قدره المقدور في الكتاب المسطور فأخبركم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعلامةٍ تحدث في العصر الذي يتمّ فيه بعث الإمام المهديّ وهي حركة اليماني الثوريّة لترسيخ الوحدة اليمانيّة بعد أن كاد يعود إلى شطرين كما كان. وها هو أوشك أن يعود إلى شطرين ومن ثم يظهر الإمام المهديّ لتحقيق السلام والعدل والإيمان والأمان بين اليمانيين بادئ أمر الظهور ومن ثم يصبح اليمن بلد الأمن والإيمان والسلام في عصر اشتداد الفتن ولذلك قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [إذا هاجت الفتن فعليكم باليمن] صدق عليه الصلاة والسلام، ولذلك سوف نأذن للأنصار من مختلف الأقطار وجميع المُسلمين المصدِّقين بالإمام المهديّ بالهجرة إلى اليمن في عصر اشتداد الفتن والمِحن، ولكن مهلاً مهلاً فالهجرة سوف تكون من بعد استلام قيادة عاصمة الخلافة الإسلاميّة طوعاً وليس كرهاً كون اليماني صاحب ثورة الوحدة التمهيديّة لوحدة اليمن عاصمة الخلافة الإسلاميّة سوف يسلم القيادة إلى الإمام المهديّ عن طيب نفس ورضى طوعاً حسب علمي، فليكن من الشاكرين.

    وقد علمتم أنّ اليماني صاحب الثورة التمهيديّة لتحقيق وحدة اليمنين أنّه الرئيس علي عبد الله صالح، وأما نَسَبُه فحقيقٌ لا أقول إلا الحقّ أنّ نسبه ونسب الإمام المهديّ من ذرية الإمام الحُسين بن علي (عليه الصلاة والسلام)، ولكنّه لا يعلم كون السبب في اختفاء ذرّيات الإمام الحسين عن نسبهم الحقّ كان في الزمن القديم كونهم أجبروا آباءهم على أن يخفوا على ذرياتهم نسبهم خشيةً عليهم من مكر قومٍ قطعوا رأس الحسين وقد تشردوا في العالمين، ولكن الذين أخفوا نسبهم من آل البيت بالضبط هم من كانوا من ذرّيات أبتي الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام كون الطغاة كانوا يريدون أن يقضوا على من كان من ذرّيات الإمام الحسين جيلاً بعد جيلٍ حتى لا يثأروا لأبيهم يوماً ما، فقد مرّ آل البيت في ظلمٍ عظيمٍ في عهد الخلافة الأمويّة والعباسيّة لا يعلمه إلا الله ولكن أكثركم تجهلون، أفلا يعلمون أنهم كانوا يلعنون الإمام علي - عليه الصلاة والسلام - في كل يوم جمعةٍ على منابرهم زمناً طويلا؟ ولكن تلك أُمّةٌ قد خلت ولا يحاسب الله ذرّياتهم بذنب آبائهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يفعلون} صدق الله العظيم. [البقرة:134] .

    فاستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم وإن أبيّتم فلا تظنّوا أنّ الله مخلف وعدِه! فأقسمُ بالله العظيم ليظهرني عليكم وعلى الناس كافة بكوكب العذاب وهو بما تسمونه بالكوكب العاشر ليلة يسبق الليل النهار بسبب طلوع الشمس من مغربها تصديقاً لأحد أشراط الساعة الكبر، أفلا تعلمون أنّ الله كلّ يوم هو في شأن بسبب دعاء الصالحين منكم؟ وما يفعل الله بعذابكم؟ ولكن أكثر الناس لا يشكرون. فإن شكرتم واستغفرتم وأنبتم واهتديتم فعذاب الله على قومٍ آخرين لم يتّبعوا داعي الحقّ من ربِّهم فيُظهره الله عليهم في ليلةٍ وهم صاغرون، أفلا تعلمون أنّ الإمام المهديّ هو فرج الله على المسلمين والعالمين يأتي من اليمن. تصديقاً لحديث محمد رسول الله الحقّ صلى الله عليه وآله وسلم:
    [إني أرى نفس الله يأتي من اليمن] صدق عليه الصلاة والسلام، والنَّفَس أي الفرج، فلمَ تعرضون يا معشر المُسلمين عن فرج الله الإمام المهديّ رحمة لكم من ربكم؟

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ______________


  3. { الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } صدق الله العظيــــم ..



    - 3 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    11 - 04 - 1432 هـ
    17 - 03 - 2011 مـ
    10:26 مساءً

    [ لمتابعة رابط المشاركـة الأصليّة للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=12895
    __________



    { الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }
    صدق الله العظيــــم ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمدٍ رسول الله وآله والأطهار وجميع الأنصار للحقّ إلى يوم الدين..

    سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته أحبتي الأنصار، فكما أمرناكم بالتبيلغ بكلّ حيلةٍ ووسيلةٍ كلّاً منكم على قدر جهده وفي نطاق قدرته ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وبالنسبة لتقسيمكم إلى جماعاتٍ وكلّ جماعةٍ تُكَلَّفُ بأحد مواقع علماء الأمّة الكبار ومفتيي الديار لمراسلتهم والتركيز على علماء الأمّة المشهورين، فقوموا بتقسيم أنفسكم بأنفسكم وحسب اختياركم وبلِّغوا كذلك فرادى فليكن الواحد منكم يعدل أمّة بأسرها في التبليغ فلا تهِنوا ولا تحزنوا كون الذين لا يعقلون ربطوا تصديقهم بتصديق علمائهم وكأنهم لا يعقلون، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل الذين اتّبعوا دعوة الأنبياء فصدّقوهم كانوا علماء من قبل ولذلك صدّقوا واتّبعوا؟ والجواب تجدوه في محكم الكتاب:
    {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [الزمر:18]؛ إذاً هم اتّبعوا عقولهم.

    وكذلك أتباع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ما كان سبب اتّباعهم إلا عقولهم سلّمت للحقّ من ربِّهم تسليماً كونهم استمعوا إلى القول فتدبّروا في سلطان علم الإمام ناصر محمد اليماني فوجدوه يحاجِجْ بكلام الله فيأتي به من آيات الكتاب البيّنات للعالِم والجاهل، ومن ثمّ قالوا كما قال أتباع الأنبياء والمرسلين:
    {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ} صدق الله العظيم [آل عمران:190].

    ويا عجبي الشديد من الذين يخشون من أن يتبّعوا الإمام ناصر محمد اليماني خشية أنّه يدعو إلى باطل! ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بالحقّ وأقول: ولكنّي أدعوكم إلى الله وحده الذي لا يُشرك في حكمه أحداً ليحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون في الدين:
    {فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} صدق الله العظيم [يونس:32].

    فكيف تخشون أن يكون الإمام ناصر محمد اليماني على باطلٍ فإذا لم يكن الحقّ هو مع الإمام ناصر محمد اليماني إذاً فمع من يكون الحقّ إن كنتم صادقين؟ أليس الحقّ مع الإمام ناصر محمد اليماني الذي يدعوكم إلى سبيل الله على بصيرةٍ من ربِّه فيقول لكم يا قوم اعبدوا الله وحده لا شريك له واتّبعوا واعتصموا بالبصيرة الحقّ من ربكم القرآن العظيم فلم يحفظه الله لكم عبثاً بل لكي تتبعوه إن كنتم بهذا القرآن العظيم مؤمنين فاتّبعوه واكفروا بما يخالف لمحكم القرآن سواءً يكون في التوراة أو الإنجيل أو السُّنة النّبويّة كون ما خالف لمحكم القرآن العظيم فذلك من عند الشيطان على لسان أوليائه الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، أفلا تتقون؟ كون القرآن هو الحجّة عليكم بين يدي الله وعنه سوف تُسألون، والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل هذا الأمر أمر به ناصر محمد اليماني من عند نفسه؟ والجواب تجدوه من الربّ مباشرةً في محكم الكتاب:
    {وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأنعام:155] .

    {إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ}
    [يس:11] .

    {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
    [الحجر:9] .

    {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ}
    صدق الله العظيم [الزخرف:44] .

    كون القرآن العظيم هو الحجّة عليكم بين يدي الله فيعذِّبكم بالنار لو لم تتّبعوا الذكر من ربِّكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ‌ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴿١٠٤﴾ أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿١٠٥﴾ قَالُوا رَ‌بَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ﴿١٠٦﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون] .

    ولربما يودّ أن يقاطعني أحد عُلماء المُسلمين فيقول: "يا ناصر محمد اليماني هذه الآية نزلت فيمن كفر بآيات الكتاب، أمّا نحن فنحن بالقرآن مؤمنون وموقنون أنّه الحقّ من ربّ العالمين وموقنون أنه الكتاب الوحيد المحفوظ من التحريف والتزييف". ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: إذاً لماذا لم تستجيبوا لدعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم واتّباعه والكفر بما يخالف لمحكمه إن كنتم صادقين، أم أنّكم صرتم حميراً لا تفقهون ما تحملون كمثل الذين حُمّلوا التوراة؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [الجمعة:5] .

    فلماذا لم تستجيبوا لدعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم طيلة ست سنوات؟ ودخل عمر دعوة المهديّ المنتظَر عبر الانترنت العالميّة بداية السنة السابعة وأنا أدعوكم ليلاً نهاراً للاحتكام إلى القرآن ولا تزالون معرضين! أنتم يا معشر عُلماء المُسلمين أبيتم أن تستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى الله لنأتيكم بحكم الله الحقّ من محكم القرآن العظيم، إذاً فأنتم الأولى بعذاب الله من الكافرين بهذا القرآن كون الكافرين إذا لم يتّبعوا القرآن العظيم فكونهم به كافرين ولا يعلمون أنّه الحقّ من ربِّهم ولو علموا أنّه الحقّ من ربهم لاتّبعوه وأما أنتم فأنتم بالقرآن العظيم مؤمنون أنّه من عند الله ربّ العالمين ومؤمنون أنّه الكتاب الوحيد المحفوظ من التحريف والتزييف عبر العصور والأجيال، وبرغم ذلك تأبون أن تستجيبوا للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم واتّباعه والاعتصام بمحكمه من آيات أمّ الكتاب البيّنات لعالمكم وجاهلكم التي يحاجكم بها الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، ولكن للأسف! فكم يناديكم المهديّ المنتظَر الليل والنهار وأقول: يا معشر البشر اتّقوا الله الواحد القهّار واتّبعوا الذكر المحفوظ من التّحريف؛ ذكر الله إلى العالمين لمن شاء منهم أن يستقيم واكفروا بما يخالف لمحكم الذِّكر سواء يكون في التّوراة والإنجيل أو في أحاديث السُّنة النّبويّة، وما كان ردّ علماء المُسلمين إلا أن قالوا: "إنّك كذابٌ أشرٌ ولستَ المهديّ المنتظَر، فكيف تنادينا لاتّباع القرآن ونذر السُّنة النّبويّة؟ فحسبنا ما وجدنا عليه السّلف الصالح من أحاديث وروايات عن أئمّة آل البيت كما يعتقد الشيعة أو عن الصحابة بشكل عام كما يعتقد أهل السُّنة والجماعة فهم أعلم بكتاب الله من المسلمين اليوم فهم حضروا عصر النُّبوّة، فاذهب أيّها القرآني فإنّك قرآنيٌ لا تريد إلا أن تتّبع القرآن وتذر السُّنة النّبويّة".

    ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: أعوذُ بالله ان أكون من القرآنيّين الذين يُفسِّرون القرآن من عند أنفسهم وأعوذُ بالله أن أكون من الشيعة والسُّنة والجماعة الذين يتّبعون أحاديث وروايات الشيطان المخالفة لمحكم القرآن ويحسبون أنّهم مهتدون! ألا والله لا أنتم على كتاب الله ولا أنتم على سُنّة رسوله؛ بل وحتى ولو جادلتكم بسنّة رسوله فجاءت مطابقةً لما في القرآن العظيم إذاً لنبذتُم ذلك الحديث وراء ظهوركم وكأنّكم لا تعلمون به، وأقول لكم: ألم يأمركم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تَعرضوا أحاديثه في السُّنة النّبويّة على محكم القرآن العظيم؟ وعلّمكم أنّ ما وجدتم منها جاء مخالفاً لمحكم كتاب الله فتبرأ أن يكون من أحاديثه الحقّ، وقال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [إنّ على كلّ حقّ حقيقة وعلى كلّ صواب نوراً، فما وافق كتاب اللّه فخذوه، وما خالف كتاب اللّه فدعوه] صدق عليه الصلاة والسلام.

    وقال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [ألا إنها ستكون فتنة قيل ما المخرج منها يا رسول الله قال كتاب الله فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا تشبع منه العلماء ولا يخلق عن كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا‏:‏ ‏ {‏إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به‏} من قال به صدق ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم‏.]صدق عليه الصلاة والسلام.

    أفلا ترون أنّ منطق الله في محكم كتابه ومنطق رسوله في الأحاديث الحقّ كمنطقٍ واحدٍ؟ ولكنّكم لا تريدون اتّباع كتاب الله ولا سنّة رسوله الحقّ! بل أراكم معتصمين بما يخالف لمحكم كتاب الله ولسُنَّة رسوله الحقّ، ألا لعنة الله على الذين يتبيّن لهم الحقّ من ربِّهم من علماء المُسلمين ثم لا يتّبعوه لعناً كبيراً كونّه لا يعرض عن الحقّ بعدما تبيّن له أنّه الحقّ إلا من كان من ذرّيات قومٍ لا يهتدون أبداً من الذين قال الله عنهم:
    {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ البيّنات وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ (88)} صدق الله العظيم [آل عمران] .

    ولربما يودّ أحد المُسلمين أن يقاطعني فيقول: "اتّقِ الله يا ناصر محمد اليماني! فكيف تلعن عُلماء المُسلمين؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: إنما ألعن من كان من ذرّيات الشياطين من الذين قال الله عنهم في محكم كتابه:
    {وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً} صدق الله العظيم [الأعراف:146]، سواء يكون من علماء المُسلمين أو النصارى أو اليهود فقد حلّت عليه لعنة الله وملائكته والناس أجمعين أو حلّت على الإمام ناصر محمد اليماني إن لم يكن المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين وسلامٌ على المُرسلين والحمد ُلله ربّ العالمين.

    ويا معشر الأنصار بلِّغوا بهذا البيان كذلك من المهديّ المنتظَر إلى المُفتين في الديار وخطباء المنابر من عُلماء المُسلمين أنّ عليهم الحضور لحوار المهديّ المنتظَر من قبل الظهور عبر طاولة الحوار العالميّة
    (موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني منتديات البشرى الإسلاميّة) الموقع ذي اللون الأزرق على الرابط التالي: https://nasser-alyamani.org .

    ونأمركم بالمعاودة في التّبليغ والتكرار حتى يأتي الردّ منه بالموافقة أو الرفض ومن ثم تقوموا بتنزيل ردِّه في الموقع لدينا ليكون شاهداً لكم أنّكم بلّغتموه ليجيب دعوة المهديّ المنتظَر للحوار من قبل الظهور. وكذلك ننهاكم أن تجادلوا الناس من عند أنفسكم وما ينبغي لكم يا معشر الأنصار إن كنتم من أنصار المهديّ المنتظَر قلباً وقالباً فلا تقولوا على المهديّ المنتظَر ما لم يقله للبشر. ولذلك نحرّم عليكم أن تجادلوا الناس إلا بالاقتباس من بيانات المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ولسوف تجدون البيان الحقّ للذكر للمهديّ المنتظَر كالسيف المسلول بيد أحدكم تقطعون به ألسنة الممترين، وننهاكم عن جدال الناس من عند أنفسكم فإن سألكم أحدٌ عن شيء فقوموا بالبحث لإجابته بالموقع وسوف تجدونه مفصلاً تفصيلاً خيراً من تفصيلكم وأحسن تأويلاً، وإذا لم تجدوا أنّ الإمام المهديّ سبق بالرد عليه فقولوا الله أعلم فسوف نضع سؤالك للإمام إن يشأ يردّ عليه بإذن الله بالحقّ إذا لم أخشَ عليكم الفتنة من بيانها. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101) قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ (102)} صدق الله العظيم [المائدة] .

    ولم يبتعثكم المهديّ المنتظَر إلى مفتيي الديار وخطباء المنابر للحوار بالنيابة عن المهديّ المنتظَر، كلا وربي؛ بل لتبليغ البيان الحقّ للذكر والدعوة للحضور إلى طاولة الحوار من قبل الظهور لحوار المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني في موقعي الرئيسي للحوار ولا تضيّعوا وقتكم لحوارهم في مواقعهم، فكفانا أنّنا أضعنا شهرين في الحوار في (الرابطة العلمية العالميّة للأنساب الهاشمية) بعنوان دعوة للنقاش لحوار المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني فأقمنا على من حاورنا الحجّة بالحقّ ونسفنا العقائد الباطلة نسفاً، ولا أبالي ما دمتُ على الحقّ فالحقّ أحقُّ أن يتبع، ولن أخشى في الله لومة لائمٍ والله أحقّ أن تخشوه إن كنتم مؤمنين، ولكن بدل أن يعترفوا بالحقّ من الذين تابعوا الحوار من العلماء التزموا بالصمت والساكت عن الحقّ شيطان أخرس.

    ويا معشر الأنصار فليكن تركيز تبليغ الدعوة في هذه الأيام الى أهل اليمن حكومة وشعباً وبلِّغوا مفتي الديار اليمنية ومواقع علمائهم والشيخ عبد المجيد الزنداني والذارحي وصعتر وقولوا لهم لا يجوز لا يجوز لا يجوز لا يجوز لهم أن يكونوا سبب فتنة في دخول البلاد في حرب أهليّة لا يحمدُ عقباها وغيرهم من علماء اليمن المشهورين، وقد حمَّلهم الرئيس علي عبد الله صالح الأمانة فجعلهم حكماً بالحقّ من غير مجاملة وقال لهم احكموا بما تعلمون في كتاب القرآن يا علماء اليمن ولسوف تسألون يوم القيامة فأنتم أعلم بالقرآن والرئيس علي عبد الله صالح يعدكم أنه سوف يقول سمعاً وطاعة وكذلك يعلن عدم إصراره على البقاء في كرسي الحكم ولم يطلب منكم إلا أن يكمل فترته فيذهب من على العرش بماء وجهه وليس كالرئيس المخلوع، فما هذا جزاء من حقّق الوحدة اليمانيّة! فكيف تنجرفون وراء قومٍ رفضوا الحوار ويريدون أن يُدخلوا البلاد والعباد في حرب أهليّة لا يُحمد عقباها؟ وليس الحلّ أن ينقسم الشعب اليماني إلى طائفتين طائفة من الشعب اليمني يكونون مع علي عبد الله صالح وأخرى مع المعارضة فهذا يعني دخول البلاد في حرب أهليّة لا يحمد عقباها! فقد ابتعث الله المهديّ المنتظَر بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور وأنتم الآن في عصر الحوار من قبل الظهور، فأجيبوا داعي الاحتكام إلى القرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين.

    ويا معشر الأنصار في اليمن إن استطاع أن يذهب أحدكم أو مجموعة منكم إلى دار الشيخ عبد المجيد الزنداني حتى يسلِّموا إليه البيان هذا والذي من قبله إلى الشيخ عبد المجيد الزنداني في داره، وقولوا له: إنّ المهديّ المنتظَر يدعوه للحضور للحوار من قبل الظهور في طاولة الحوار العالميّة
    (موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني)، وأن يحمد الله فلن يحتاج للسفر من داره للحضور إلى طاولة الحوار للمهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور؛ بل ما عليه إلا أن يكتب كلمة بحث كما يلي:
    "موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني منتديات البشرى الإسلاميّة" فإذا هو في طاولة الحوار العالميّة للمهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور ضيف لدينا كريم مكرّم محترم، وأصِرّوا على ردِّ الجواب حتى يأتيكم الردّ منه بالموافقة فيعدكم بالحضور إلى
    (موقع المدعو ناصر محمد اليماني) أو يردّ عليكم بالرفض، فمن امتنع من علماء الأمّة ورد عليكم بالرفض فاتركوه فلا يضيع وقتكم بمحاولة إقناعه بسبب ضيق الوقت؛ بل راسلوا سواه والمهم أن تقوموا بتكرار مراسلة العلماء واحداً تلو الآخر حتى يضطر للردّ عليكم بالموافقة أو الرفض، فإلى متى يلتزمون بالصمت؟ بل أَصِروا عليه حتى يأتي الردّ منه بالموافقة أو الرفض ومن ثم لا تراسلوه بعد أن يرفض أن يستجيب لدعوة الحوار وقد برأت ذمتكم وراسلوا غيره وقسّموا أنفسكم إلى جماعةٍ بالنسبة لمن سوف يذهبون بأنفسهم إلى ديار العلماء باليمن لا يزيد عددهم عن ثلاثة موكلين بدعوة علماء الأمّة أن يستجيبوا لحوار المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، وإن قال لكم أحدهم لن نجِب دعوة حواره حتى لا نساعد في إشهاره! ومن ثم قولوا لهم: إنّ سبب الفِرق التي ظهرت جديدة في الدين ومرقت من الدين كما يمرق السهم من القوس فاستحلّوا قتل المُسلمين والكافرين الذين لم يحاربونهم في الدين وشوَّهوا بالإسلام والمُسلمين هو بسبب مقولة بعض العلماء العباقرة لن نجيب حواره حتى لا نساعد على إشهاره ومن ثم يفتيكم المهديّ المنتظَر بالحقّ وأقول: بل عليكم أن تشهروا الداعي الذي يضلّ المسلمين إن كان على ضلالٍ مبينٍ حتى لا يتّبعه أحدٌ من المُسلمين ولكنّكم لن تستطيعوا أن تشهروه أنّه على ضلالٍ مبينٍ حتى تُهيمنوا عليه بسلطان العلم البيّن للعالم والجاهل ومن ثم لا يتبعه لا عالِمٌ ولا جاهٌل من المُسلمين بعد أن أقمتم عليه حجّة العلم والسلطان وهكذا تنقذون أمّتكم من الضلال حينما تسمعون بمدّعيٍّ للإمامة جديد ويطلب الحوار فتهبون للذود عن حياض الدين حرصاً على عدم إضلال المُسلمين حتى لا يضلّهم الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، فلنفرض أنّ ناصر محمد اليماني من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون أو من المهديين الذين تتخطبّهم مسوس الشياطين أو نفرض أنّ ناصر محمد اليماني من شياطين البشر من الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر وقد اتّبعه كثيرٌ من المسلمين مجموعات مجموعات من المسلمين من كل دولةٍ في العالمين. فكيف السبيل لإنقاذهم من أن يضلّهم الإمام ناصر محمد اليماني إذا لم يكن المهديّ المنتظَر الحقّ؟ والجواب بسيطٌ جداً فعليكم الحضور في أي وقت تشاءون الليل أو النهار إلى طاولة الحوار للمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ومن ثمّ تنظرون إلى بياناته فتتدبّرون قوة سلطان علمه فإن وجدتم حجّته واهيةً ومن الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فعليكم أن تذودوا عن حياض الدين فتقيموا على الإمام ناصر محمد اليماني الحجّة بسلطان العلم البيّن من القرآن العظيم ومن أحاديث السُّنة النّبويّة الحقّ التي لا تخالف لمحكم الكتاب حتى تجعلوا ناصر محمد اليماني بين خيارين اثنين، إمّا أن يعجز عن دحض حجّتكم بعلمٍ أهدى من علمكم ومن ثمّ يقوم بحذف بياناتكم أو حجب عضوياتكم ومن ثمّ يخسر المهديّ المنتظَر الأنصار في جميع الأقطار كونهم سوف يكونون متابعين للحوار بينكم وبين المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني أو يتبيّن لكم أن ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر ناصراً لمحمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قد جعل الله في اسمه خبره وصفة لأمره ومن ثم تعلمون حقيقة التواطؤ المقصود للاسم (محمد) إنّما يوافق في اسم الإمام المهديّ (ناصر محمد) كوني المهديّ المنتظَر أعلن بالكفر والإنكار أنّ التواطؤ يقصد به التطابق؛ بل التواطؤ يقصد به التوافق بما أنّ الاسم (محمد) يوافق في اسم الإمام المهديّ (ناصر محمد) وجعل الله التوافق للاسم محمد في اسمي في اسم ابي (ناصر محمد) وذلك لكي يحمل الاسم الخبر وذلك هو اسم المهديّ المنتظَر (ناصر محمد)، ولن يغني الاسم عن العلم شيئاً ما لم أخرس ألسنة الممترين بسلطان العلم الحقّ البيّن للعالم والجاهل! فكونوا على ذلك من الشاهدين، واقترب التمكين والفتح المبين.

    ولربما يودّ أن يقاطعني الشيخ عبد المجيد الزنداني ويقول: "نعم إن التواطؤ لغة وشرعاً يعني التطابق، ولذلك نعتقد أنّ اسم المهديّ المنتظَر (محمد بن عبد الله) حسب فتوى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن اسم المهديّ المنتظَر قال:
    [يواطئ اسمه اسمي]، ولذلك تجدنا نعتقد أن اسم المهديّ المنتظَر هو (محمد بن عبد الله) نظراً لهذا الحديث [يواطئ اسمه اسمي] بمعنى أنّه يطابق لاسم النبيّ عليه الصلاة والسلام". ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر ناصر محمد وأقول: ومن متى يكون التواطؤ هو التطابق؟ فهل يصح أن نقول: تطابق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر الصديق على الهجرة إلى يثرب؟ وأعلم بجواب مشايخ العلم واللغة فسوف يقولون: "لا يصح أن نقول تطابق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر الصديق على الهجرة إلى يثرب! بل الصح هو أن نقول: تواطأ محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر الصديق على الهجرة إلى يثرب"، ومن ثم نقول: صدقتم إذاً التواطؤ لا يقصد به التطابق بل يقصد به التوافق ولذلك يصح أن نقول: توافق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر الصديق على الهجرة إلى يثرب.

    وبما أنه تبيّن لكم: أنّ التواطؤ لا يقصد التطابق؛ بل يقصد به التوافق إذاً تبيّن لكم المقصود من حديث الحكمة الحقّ
    [يواطئ اسمه اسمي]؛ بمعنى أنّ الاسم (محمد) يوافق في اسم المهديّ المنتظَر ناصر محمد وجعل الله التوافق للاسم محمد في اسمي في اسم أبي لكي يحمل اسمي خبري (ناصر محمد) .

    فلم يجعل الله المهديّ المنتظَر نبيّاً ولا رسولاً؛ بل يبتعثه الله ناصراً لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك قدَّر الله التواطؤ للاسم
    (محمد) في اسم المهديّ المنتظَر (ناصر محمد) منذ أن كنتُ في المهد صبياً، واقترب الفتح والتمكين بإذن الله ربّ العالمين ويوشك الله أن يغضب لكتابه.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخو المسلمين خليفة الله على العالمين؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _______________


  4. - 4 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    10 - 04 - 1432 هـ
    16 - 03 - 2011 مـ
    05:39 صباحاً
    ــــــــــــــــــ


    الفرق بين الشورى والديمقراطيّة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد وآله الأطهار وجميع أنصار الله الواحد القهار في الأولين وفي الآخرين إلى يوم الدين..

    سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، بالنسبة لأمر الشورى في الكتاب فهي أمر من الله إلى ولي أمر الدولة أنه لا يقطع أمراً في المصلحة العامة حتى يلقيه على مجلس الشورى لسماع آرائهم جميعاً، ولكن ليس لمجلس الشورى من الأمر شيئاً، إذاً لصار هناك اختلاف لا شكّ ولا ريب إذا لم يكن العزم على اتخاذ القرار بيد رجلٍ واحدٍ. ولذلك قال الله تعالى:
    {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِين} صدق الله العظيم [آل عمران:159]، والبيان الحقّ لقول الله تعالى: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِين}؛ أي فإذا اتخذت القرار وهو بالأخذ بالرأي المناسب فتوكل على الله.

    وليست الديمقراطيّة هي الشورى، والديمقراطيّة هذه التي نراها لدى الناس اليوم هي الاختلاف بعينه؛ بل الشورى هي التشاور في الأمر شرط أن يكون القرار بيد شخص واحد وهو الأمير عليهم، وإنما لمجلس الشورى حقّ الشورى وليس لهم الحقّ في اتخاذ القرار بل لهم حقّ الشورى، ومن ثم يأتي دور الأمير في اتخاذ القرار الذي يقنع عقله وقلبه كما يريه الله إذا كان من الصالحين لا يريد إلا الإصلاح للبلاد والعباد ما استطاع. وليست الشورى هي الديمقراطيّة؛ بل القرار لا ينبغي أن يكون إلا بيد واحدٍ وهو الأمير عليهم حتى لا يصير هناك اختلاف فلا بدّ أن يكون اتخاذ القرار ليس إلا بيد واحدٍ وهو الأمير من الأدنى إلى الأعلى. ومعنى قولي من الأدنى إلى الأعلى أي من اثنين إلى ألف إلى مليون شخص إلى ترليون شخص فلا بدّ أن يكون اتخاذ القرار بيد شخصٍ واحدٍ فيهم لا يشاركه في اتخاذ القرار أحدٌ من رعيته حتى لا يحدث الاختلاف. وإنما لمجلس الشورى حقّ الشورى ونهى الله الأمير باتخاذ القرار في الشؤون العامة للدولة إلا من بعد تنفيذ الشورى، ومن ثمّ يعود القرار للأمير، وليس شرطاً أن يأخذ بالأكثريّة فيعتمد الاقتراح حسب الأكثريّة.

    فليست الشورى ديمُقراطية وحتى ولو اجتمع مجلس الشورى على رأيٍ واحدٍ فالأمير ليس مجبراً على الأخذ به إلا أن يراه مناسباً، أفلا تعلم يا أبا بكر أنّه حتى الله الواحد القهار لو كان معه أحد يشاركه في اتخاذ القرار لفسدت السماوات والأرض واختلفوا وذهب كل إله بما خلق؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} صدق الله العظيم [المؤمنون:91].

    كونهم سوف يختلفون لو كان الله يشرك في حكمه أحداً، ولذلك قال الله تعالى:
    {أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:26].

    كونه لو كان يشاركه في الحكم والقرار أحدٌ في الكون لاختلفوا، وهذا ضرب مثلٍ ولهُ المثل الأعلى سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً؛ بل يا أخي الكريم حتى لو كانوا اثنين أو ثلاثة سافروا مع بعضٍ فإذا كانت ديمقراطيّة وكلٌّ يأخذ برأيه الشخصي إذاً لاختلفوا وذهب كلٌّ منهم في طريق، ولضمان عدم الاختلاف فلا بدّ أن يكون أحدهم هو الأمير والآخرين لهم حقّ الشورى فقط وليس لهم من الأمر شيء في اتخاذ القرار حتى لا يحدث الاختلاف بينهم فيتفرقوا، ولذلك قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [إِذا كانُوا ثَلاَثَةً فِي سَفَرٍ فَليُؤَمِّرُوا عَلَيهِم أَحَدَهُم] صدق عليه الصلاة والسلام.

    وأعلمُ ما يسأل عنه أبو بكر بالضبط وهو: "هل اتخاذ القرار يكون حسب الأكثريّة ولا يحقّ للحاكم أن يأخذ باقتراح الأقليّة؟". ومن ثمّ نردّ عليه بالحقّ ونقول: كلا يا أبا بكر! فليس اتخاذ القرار حسب الأكثريّة فقد يكونون خاطئين في رأيهم والرأي الأصوب مع الأقليّة؛ بل يعود القرار إلى تحكيم العقل لدى الحاكم فيستمع إلى أرائهم ومقترحاتهم ومن ثم يأخذ بالاقتراح الذي يستصوبه عقله وليس شرطاً أن يكون حسب الأكثريّة بل حسب العقل والمنطق فقد يكون الأكثريّة خاطئين حتى لو كانوا 99% غير واحدٍ له اقتراح يخالفهم كون لديه علمٌ وتجربةٌ فقد يكون هو صاحب الاقتراح الأصوب، فهذا يعود إلى استخدام العقل لدى الحاكم فهل الذي خالفهم يرى ما لا يرون لربما أنه لديه علمٌ وخبرةٌ وتجربةٌ في الحياة أكثر من تلك المجموعة، وإذا كان اقتراحه هو السليم فسوف يطمئن إليه عقل الحاكم كون اقتراحه منطقي. وأضرب لك على ذلك مثلاً الثلاثة إخوة الذين ترك لهم أبوهم جنةً من أعناب وكان أبوهم يؤتي حقّ الله فيها في حياته وبعد مماته ورِثَ الجنة أولاده الثلاثة حتى إذا جاء حصاد جنة العنب فاجتمعوا للشورى كونهم يريدون أن يقطفوا ثمرها فقال كبيرهم: "لقد كان أبونا يؤتي المساكين في كل مرةٍ من أعناب جنّتنا وأرى أنه يكفيهم عطاء من جنتنا فنحنُ أولى بجنتنا فلا نعطيهم منها شيئاً، فماذا ترون؟". فقال أصغرهم لأخيه الكبير: "وأنا معك في هذا الاقتراح السديد فسوف نغدوا لقطف ثمارها مصبحين في وقتٍ مبكرٍ من قبل أن يحضر المساكين"، ولكن أوسطهم في السن وهو الذي يلي الأخ الأكبر قال: "ولكن رؤيتي مخالفة لرؤيتكم تماماً، فإني أرى أن نفعل كما كان يفعل أبونا ونعطي المساكين كما عودهّم أبونا في كلّ مرةٍ أنه يؤتيهم حقّهم من جنة الأعناب كون حقّ المساكين في جنتنا هو حقّ الله وسوف يبارك الله لنا فيها". ولكنّ أخاه الأكبر والأصغر لم يستصوبوا رأي أوسطهم برغم أنّ عقولهم مقتنعةٌ أنّ رأي أوسطهم هو الرأي السديد ويرضي الله ورسوله ولكن الطمع والجشع وشحّ أنفسهم منعهم من قبول رأي أخيهم وقالوا: "فنحن اثنان وأنت واحدٌ فاتبع الأغلبية ولا تنفرد برأيك". ومن ثم طبّق المثل الشيطاني ((بين إخوتك مخطئ ولا وحدك مصيب)) فاتّبع إخوته برغم عدم قناعته بقرارهم؛ فماذا حدث يا أبا بكر؟ ونترك الرد من الله في محكم القرآن العظيم:
    {فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّ‌بِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ ﴿١٩﴾ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِ‌يمِ ﴿٢٠﴾ فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ ﴿٢١﴾ أَنِ اغْدُوا عَلَىٰ حَرْ‌ثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِ‌مِينَ ﴿٢٢﴾ فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ ﴿٢٣﴾ أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ ﴿٢٤﴾ وَغَدَوْا عَلَىٰ حَرْ‌دٍ قَادِرِ‌ينَ ﴿٢٥﴾ فَلَمَّا رَ‌أَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ ﴿٢٦﴾ بَلْ نَحْنُ مَحْرُ‌ومُونَ ﴿٢٧﴾ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ ﴿٢٨﴾ قَالُوا سُبْحَانَ رَ‌بِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٢٩﴾ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ ﴿٣٠﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [القلم].

    فهل يا أبا بكر لو قلنا ديمقراطيّة فنتخذ القرار حسب الأكثريّة فهل يا ترى الاقتراح الأصوب هو مع الأكثريّة الذي اجتمع عليه الاثنان أم أن الاقتراح الأصوب هو الذي اقترحه أوسطهم؟ ومعلوم جوابك أنّ الاقتراح الأصوب والحقّ هو الذي اقترحه أوسطهم. ولذلك قال لهم:
    {قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ ﴿٢٨﴾ قَالُوا سُبْحَانَ رَ‌بِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٢٩﴾ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ ﴿٣٠﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [القلم] .

    فمن هم الذين أقبل بعضهم على بعضٍ يتلاومون؟ ألا وإنهم الاثنان الأكثريّة أصحاب القرار الأعوج، والحقّ هو الاقتراح الذي تفرّد به أوسطهم لو أصرّ عليه ما دام مقتنعاً أنه الحقّ والرأي السديد فيحاول اقناع إخوته بالعقل والمنطق وإن أبَوا فيقول: "إذاً فلنتقاسمها الثلاثة أثلاث، فلك يا فلان الجزء الشرقي ولك يا فلان الجزء الغربي ولي أوسطها كوني سوف أعطي حقّ الله في نصيبي"؛ إذاً لطاف الطائف من ربك على الجزء الشرقي والغربي ويبقى أوسطها. إذاً يا أبا بكر فلا بدّ من تحكيم العقل والمنطق في كل الأمور وليس حسب الأكثريّة، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:116] .

    [ ولا يزال لدينا العلم الكثير عن كيف سيكون حكم الشورى الإسلاميّ بالحقّ الخالي تماماً من العيوب، ولكن كلّ شيء في حينه لا يسبق أوانه فلا نريد الآن أن نقوم بتنزيل قوانين دولة الإمام المهديّ العالميّة كوني لن أقطع أمراً حتى يشهده مجلس الوزراء للإمام المهديّ حتى لا أخالف أمر الله إلى عبده بالشورى التي أمرنا الله بها فهي قبل اتخاذ القرار. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِين} صدق الله العظيم [آل عمران:159] .

    وليس من المنطق أن نقوم الآن بالتشاور في أمر دولة الإمام المهديّ من قبل التمكين والفتح المبين بل بعد الظهور والتمكين سوف يتمّ التشاور في أمور حكم الخلافة الإسلاميّة العالميّة على الأسس الحقّ الخالية من العيوب ].


    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله وعبده؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _________________




  5. - 5 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    12 - 04 - 1432 هـ
    18 - 03 - 2011 مـ
    09:20 مساءً
    ــــــــــــــــــــ



    ناموس الجزاء للحسنة والسيئة
    ..



    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمدٍ رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله الواحد القهّار في الأولين وفي الآخرين إلى اليوم الآخر..

    من المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني إلى أهل اليمن حكومةً وشعباً، تعالوا لنعلِّمكم وجميعَ المسلمين ناموس الجزاء للحسنة والسيئة في الكتابِ. وقال الله تعالى:
    {مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:160].

    فانظروا إلى السيئة، لم يضاعفها الله بعشر أمثالها بل قال الله تعالى:
    {وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا} صدق الله العظيم، ولكن الله استثنى سيئةً في الكتاب فضاعفها بتعداد ذريّة آدم عليه الصلاة والسلام من أوّل مولودٍ إلى آخر من يولَد من البشر قبل قيام الساعة، فكم يا ترى عددهم؟ لا يحصيهم إلا الله الذي أحصاهم وعدَّهم عداً!

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد السائلين فيقول: وما هي هذه السيئة التي يضاعفها الله بتعداد ذريّة آدم من أوّل مولودٍ الى آخر مولودٍ؟ ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى:
    {أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:32].

    أفلا ترون ما أعظمها من مصيبةٍ أن يقتل أحدكم نفساً بغير الحقّ؟ إنّ جريمةَ ذلك يحاسَب عليه عند ربّه وكأنّما قتل الناس جميعاً سواء تكون هذه النفس المقتولة لكافرٍ أو مؤمنٍ، فما بالكم حين يكون المقتول مؤمناً فما جزاؤه عند ربّه؟ وتجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما} صدق الله العظيم [النساء:93].

    فاتقوا الله يا من يقتلون المسلمين بهدف الوصول إلى تحقيق مطامع دنيويّة! فقد غضب الله على القتلة ولعنهم وجزاؤهم جهنم وساءت مصيراً، فمن يُجِركم من عذاب الله؟ أفلا تعلمون ما هو أعظم جرم من هدم بيت الله المعظم المسجد الحرام؟ وستجدون الفتوى في سُنَّة البيان، وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون من قتل المسلم‏ بغير حقّ] صدق عليه الصلاة والسلام، ونظر محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى الكعبة بيت الله المعظم قبلة الأمم، فقال: [لقد شرَّفكِ الله وكرَّمكِ وعظَّمكِ ودم المؤمن أعظم حرمةً منكِ].

    فما خطبكم يا معشر المُسلمين تقتلون بعضكم بعضاً من أجل الوصول إلى الحكم أو من أجل البقاء في الحكم؟ فمن يُجِركم من عذاب الله؟ أفلا تعلمون أنّ ملكوت الدنيا بأسرها لا يساوي عند الله جناح بعوضة؟ فما بالكم بقتل نفس مؤمنٍ من أجل تحقيق المطامع الدنيويّة؟ وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجلٍ مسلمٍ] صدق عليه الصلاة والسلام.

    فما أغلى النفس عند خالقها وما أهون قتل النفس عند عبيده الجاهلين، فاتقوا الله يا عباد الله وكونوا عباد الله إخواناً وتذكّروا أنّكم إخوة في الدم من حواء وآدم. وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} صدق الله العظيم [النساء:1].

    يا أيّها الناس، إني الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، أدعوكم إلى تحقيق السلام العالمي بين شعوب البشر وإلى التعايش السلمي بين المُسلم والكافر وإلى رفع ظُلم الإنسان عن أخيه الإنسان، ابتعثني الله رحمة للعالمين فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، ومن لا يرحم عباد الله فليس له في رحمة الله نصيب، فاتقوا الله يا عباد الله واعتصموا بحبل الله القرآن العظيم الذي أنزله الله على خاتم الأنبياء والمرسلين رحمة للعالمين.
    تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:107]، لكون القرآن العظيم رسالة الرحمة من الله إلى الناس كافة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [سبأ:28].

    وأدعوكم يا معشر البشر إلى الاعتصام بما جاء في الذكر إليكم من ربكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27) لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ(28)} صدق الله العظيم [التكوير].

    فاتقوا الله يا عباد الله وتوبوا إلى الله واتّبعوا آياته المحكمات البيّنات لعالِمكم وجاهلكم. وقال الله تعالى:
    {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ(55)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ولا تستيئسوا من روح الله واعلموا أنَّ الله غفّار لمن تاب وأناب. وقال الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:135].

    واتَّبعوا آيات الله في محكم كتابه القرآن العظيم ولا تعرضوا عن آيات الله فيعذبكم بنار الجحيم. وقال الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:56].

    فاعتصموا بالله هو مولاكم والأَولى بعبادتكم الذي خلقكم وحده لا شريك له فاتبعوا رضوانه وخافوا عذابه. وقال الله تعالى:
    {الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:146].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد المُسلمين فيقول: "يا ناصر محمد، أفلا تفتينا كيف نعتصم بالله؟". ومن ثمّ يردّ علي الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى:
    {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} صدق الله العظيم [آل عمران:16]. والسؤال الذي يطرح نفسه: فما هو حبل الله الذي أمركم الله بالاعتصام به والكفر بما خالف لمحكمه سواء يكون في التوراة أو الإنجيل أو السُّنة النّبويّة؟ وتجدون الجواب عن حبل الله الذي أمركم بالاعتصام به وبالكفر بما يخالف لمحكمه أنه البرهان الحقّ من الله إليكم؛ أنه القرآن العظيم المحفوظ من التحريف. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:147].

    وأدعوكم إلى الاعتصام بما جاء في محكم ذكر الله إليكم في محكم القرآن العظيم حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض من اعتصم بأحسن ما جاء فيه فقد اعتصم بالله ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَاعْتَصَمُواْ بِاللَّهِ} صدق الله العظيم [النساء:146].

    وقد علمناكم أن من أراد أن يعتصم بالله فعليه أن يعتصم بحبل الله الممدود من السماء إلى الأرض. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} صدق الله العظيم؛ ذلكم القرآن العظيم الذي جعله البرهان الحقّ للداعي إلى سبيل الله، فمن اتبع أحسن ما فيه وكفر بما يخالف لمحكمه فقد اعتصم بحبل الله ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:147].

    يا أيها الناس لقد حرَّم الله عليكم التعدديّة الحزبيّة في دينه سواء الأحزاب المذهبيّة أو الأحزاب السياسيّة كون التعدديّة الحزبيّة تجلب لكم العداوة والبغضاء بين قلوبكم وتكون سبباً في اختلافكم وتفرقكم والقتال بينكم فتذهب ريحكم. وقال الله تعالى:
    {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} صدق الله العظيم، فإذا اعتصمتم بحبل الله القرآن العظيم فسوف تذهب العداوة والبغضاء بين قلوبكم فيؤلف بين قلوبكم ثم تصبحون بنعمة الله إخواناً كما كان الذين من قبلكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [آلعمران:103]، فقد حرَّم الله عليكم كل ما يكون سبباً في اختلافكم وتباغضكم، فكم هم ضحايا التعدديّة الحزبيّة في العالمين، أفلا تعقلون؟

    ويا معشر من يؤمن بالله وكُتبه ورُسله إني أدعوكم إلى كتاب الله القرآن العظيم المحفوظ من التحريف رسالة الله إلى الإنس والجنّ إن كنتم به مؤمنين، فاستجيبوا لدعوة الاحتكام إليه لنحكم بينكم منه فيما كنتم فيه تختلفون، شرطٌ علينا غير مكذوب أن نأتي لكم بحكم الله منه من آيات الكتاب المحكمات البيّنات هُنَّ أمّ الكتاب يفقههن ويعلم بمنطقهن علماء الأمّة وعامتهم كلّ ذو لسان عربيٍّ مبينٍ كونهن آيات بيِّنات لعالمكم وجاهلكم لا يعرض عمّا جاء فيهن إلا من كان من الفاسقين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].

    فأجيبوا داعي الله الإمام المهديّ المنتظَر خليفة الله على العالمين رحمةً لكم من ربكم لعلكم تفلحون، واعلموا أنَّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لا يدعوكم إلى نفسه ليحكم بينكم من عند نفسه اجتهاداً بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً بل أدعوكم إلى الله وحده الذي لا يشرك في حكمه أحداً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:26]، كون الله تعالى هو الحكم بينكم يا معشر المختلفين في الدين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:10].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بالحقّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

    وما ينبغي للإمام المهديّ أن يبعثه الله متّبعاً لأهوائكم؛ بل أدعوكم إلى حكم الله بينكم فيما كنتم فيه تختلفون نستنبطه لكم من حكم الله بينكم في محكم كتابه القرآن العظيم إن كنتم به موقنين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:50]

    ويا فخامة الرئيس علي عبد الله صالح وكافة قادات المعارضة وكافة هيئة علماء اليمن استجيبوا لدعوة الاحتكام إلى الله، وما على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلا أن يأتيكم بحكم الله بينكم من محكم كتابه إن كنتم به مؤمنين، ويكفي فساداً وسفك دماء اليمانيِّين بغير الحقّ ويكفي فساداً في الأرض!

    يا معشر البشر استجيبوا لداعي الاحتكام إلى الله واعتصموا بحبل الله القرآن العظيم؛ البرهان الحقّ للصادقين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [النمل:64].
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الحقّ فَهُم مُّعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:24]

    ولا تتبعوا ملّة قومٍ دعاهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم. وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:32]، ولم يدعُهم محمد رسول الله إلى التوراة والإنجيل ليحكم بينهم منهما كون التوراة والإنجيل تمّ تحريفهما؛ بل دعاهم محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم ليستنبط لهم حكم الله منه فيما كانوا فيه يختلفون. وقال الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} صدق الله العظيم [النمل:76].

    فاتقوا الله يا معشر المؤمنين بكتاب الله القرآن العظيم، أمَا آن لكم الأوان أن تستجيبوا لداعي الحقّ من ربكم؟ فلا تكونوا أوّل كافرٍ بدعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم يا معشر المُسلمين! أم طال عليكم أمد بعث المهديّ المنتظَر فقست قلوبكم كما قست قلوب أهل الكتاب حين طال عليهم بعث خاتم الأنبياء والمُرسلين؟ وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحقّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [الحديد:16].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    الداعي إلى الاحتكام إلى الله وحده خليفته وعبده؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ________________


  6. بيان مع الصورة من الإمام المهديّ إلى فخامة الرئيس علي عبد الله صالح المحترم..



    - 6 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    15 - 04 - 1432 هـ
    21 - 03 - 2011 مـ
    03:04 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ


    بيان مع الصورة من الإمام المهديّ إلى فخامة الرئيس علي عبد الله صالح المحترم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمدٍ رسول الله وآله الطيبين والتابعين الحق إلى يوم الدين..

    بكالوريوس في العلوم العسكرية



    عاجل من الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى فخامة رئيس الجمهوريّة اليمنيّة الرئيس علي عبد الله صالح المحترم، السلام عليكم ورحمته الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، ويا فخامة الرئيس المحترم، لقد تمّ تنزيل صور الإمام المهديّ في هذا البيان المدنيّة والعسكريّة لتعرف من يكون الإمام ناصر محمد اليماني وما أريدُ أن أقوله لشخصكم الكريم هو إنّي أسألك بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أليست فتوانا بالحقّ في شأن "العرّافين الكهنة" أنّهم يحذِّرونك فعلاً من القبيلة التي ينتمي إليها الإمام ناصر محمد اليماني ونصحوك أن تحذِّر تلك القبيلة حتى لا يزيحوك من مكانك؟ فإن كانت الإجابة من فخامة الرئيس:
    "اللهم نعم، وإنّك يا ناصر محمد اليماني من الصادقين في فتواك أن العرّافين حذَّروني من قبيلتك أن لا أقرِّبهم مني ولا أشدّ أزرهم حتى لا يزيحوني من مكاني، ولذلك السبب حرمتكم حقوقكم وهذه شهادة مني بالحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} صدق الله العظيم [النساء:135]. ولكن يا ناصر محمد اليماني إنّ العرّافين لم يفتوني أنك الإمام المهديّ المنتظَر وإنما حذَّروني من قبيلتك كوني إذا لم أحذركم فسوف تزيحوني من مكاني فيؤول الحكم لأحدٍ من هذه القبيلة، والمطلوب منك يا ناصر محمد اليماني أن تثبت من محكم كتاب الله القرآن العظيم أنَّ العرّافين هم أولياء الشياطين وتثبت أنهم لا يحذِّرون إلا من الصالحين حتى يتبيَّن للرئيس علي عبد الله صالح أنك من الصالحين فاتّخذوك عدواً لهم كونهم من أولياء الشياطين، فإن كنتم من الصادقين فآتنا بالبرهان المبين بالفتوى الحقّ أنّ العرّافين هم أولياء الشياطين، فإن تبيّن للرئيس علي عبد الله صالح أنّهم من أولياء الشياطين فقد أصبحوا أعداء الله ورسوله وعلي عبد الله صالح والمهديّ المنتظَر كونك لو تبيّن أنّك المهديّ المنتظَر فهذا يعني أنهم مكروا أولاً بالرئيس علي عبد الله صالح حتى لا يكون من أنصار المهديّ المنتظَر فيفوز فوزاً عظيماً؛ بل هو شرفٌ عظيمٌ أن يكون الرئيس علي عبد الله صالح هو أوّل من يُسلم القيادة للمهديّ المنتظَر من بين قادات البشر".

    ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا فخامة الرئيس علي عبد الله صالح لقد خطف الخطفة الشياطينُ من الملأ الأعلى الملائكي بالسماء الدُنيا خطفةً تتكون من عدة كلمات:
    [أن المهديّ المنتظَر يبعثه الله من اليمن من آل فلان فأول من يسلّمه قيادة الخلافة هو الرئيس علي عبد الله صالح]. انتهت الخطفة.

    ولذلك يحذِّرونك من تلك القبيلة كونهم يريدون أن يطفئوا نور الله ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولوكره المجرمون ظهوره، ويُعتبر العرّافون ألدّ أعداء الرئيس علي عبد الله صالح كونهم يعلمون لو أنّك تُسلّم قيادة الخلافة للمهديّ المنتظَر أنّك ستفوز فوزاً عظيماً، فهم لا يريدون لك الهدى ولا يريدون للمهديّ المنتظَر النصر والظهور؛ بل مكروا ضدّ المهديّ المنتظَر وقبيلته كون العرّافون أولياء الشياطين حسب فتوى الله في محكم كتابه القرآن العظيم في قول الله تعالى
    : {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ(223)} صدق الله العظيم [الشعراء]، كونه لا يعلمُ الغيب في السماوات والأرض إلا الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} صدق الله العظيم [النمل:65].

    وإنما يخبر الله ملائكته بالملأ الأعلى بما يشاء من الأحداث الغيبيّة المستقبليّة في الأرض من أخبار البشر ومنها بعث المهديّ المنتظَر ومن ثمّ يتكلم الملائكة فيما بينهم عن الأحداث المستقبليّة في الأرض، وأما الشياطين فيأتون لاستراق السمع من الملأ الأعلى فيسمعون لحديث الملائكة فيما بينهم عن الأحداث المستقبليّة في الأرض، فمِن الشياطين من يخطف كلمات حقّ. وقال الله تعالى:
    {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ(10)} صدق الله العظيم [الصافات].

    وتبيّن لكم أنّ المردة الشياطين هم الوحيدون الذين يسترقون السمع من الملأ الأعلى كون الجنّ لم يذهبوا لاستراق السمع من الملأ الأعلى من بعد أن سمعوا التحدي في محكم القرآن العظيم في قول الله تعالى:
    {يَا مَعْشَرَ الجنّ والإنس إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ﴿٣٣﴾ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿٣٤﴾ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [الرحمن]

    وبما أنّ الجنّ ذهبوا إلى السماء الدنيا كما كانوا يفعلون من قبل فوجدوا أنّها ملئت حرساً شديداً وشهباً، ولذلك صدقوا أنّ هذا القرآن هو الحقّ من ربّ العالمين كون الإنس لم يرتقوا إلى السماء الدنيا لاستراق السمع ولذلك علموا أنّ ذلك الحرس الشديد والشهب جاء تصديقاً لتحدي الله بالحقّ للجنّ والإنس، ولذلك قال الجنّ:
    {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً (5) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً (6) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً (7) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً (9) وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً (10) وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْساً وَلَا رَهَقاً(13)} صدق الله العظيم [الجن].

    فقد علمكم الله يا فخامة الرئيس حسب فتوى الله ربّ العالمين أنّ العرّافين الذين يتكلمون عن خطفاتٍ من علوم الغيب أنّه علّمهم بذلك الشياطين فيوحون إلى أوليائهم حتى يمكروا بمكرٍ ضدّ الله وأوليائه كونهم يريدون أن يطفئوا نور الله ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كره المجرمون ظهوره، ألم يحذِّروا فرعون من موسى وهو رجل صالحٌ! ولا تجدهم يحذِّرون من الكافرين كونهم أولياؤهم.

    وما يريده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني من فخامة الرئيس علي عبد الله صالح هو أن يشهد بالحقّ أن العرّافين يحذروه من هذه القبيلة التي هي قبيلة الإمام ناصر محمد اليماني ومن ثمّ يستغفر الله العظيم فهو لا يعلم أنهم كانوا يحذِّورنه من الإمام المهديّ المنتظَر حتى لا يسلّمه قيادة الخلافة الإسلاميّة العالميّة ومن ثمّ ينقذ الشعب اليماني وجميع الشعوب الإسلاميّة من شرّ هذه الفتنة التي عمَّت شعوب المنطقة والخلاف بين الحاكم والمحكوم ومن ثم يسلّم القيادة للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فيفوز فوزاً عظيماً.

    ولا تحسبنَّ الإمام المهديّ فرحاً بقيادة البشر، فأقسم بالله العظيم أنّ همّها في قلبي وعظمي ولحمي كون الأفضل لي أن أكون مسؤولاً بين يدي الله عن نفسي فقط بدلاً أن أكون مسؤولاً عن العالَم بأسره، ولكنّي مجبر على قبول الخلافة حتى يتمّ الله بعبده نوره ولو كره المجرمون ظهوره.

    هذه نصيحة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى فخامة الرئيس علي عبد الله صالح بتسليم قيادة عاصمة الخلافة الإسلاميّة إلى الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وإن أبى فأشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أنّ الإمام المهديّ لن يسفك قطرة دم للوصول إلى الحكم وأعوذُ بالله أن أكون من الذين يسفكون دماء المسلمين ليصلوا إلى الحكم وما ابتعثني الله لأفسد في الأرض بل لأكون من المصلحين وأدعو إلى سبيل الله على بصيرةٍ من ربي القرآن العظيم، فمن اهتدى فلنفسه ومن ضلّ فعليها وما على الإمام المهديّ وكافة الأنبياء والمُرسلين إلا البلاغ المبين. تصديقاً لقول الله:
    {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} صدق الله العظيم [التغابن:12].

    فإن أبيتم فسوف أرتقب لآية العذاب الأليم تأتيكم من السماء حتى تخضع أعناق البشر لخليفة الله المهديّ المنتظَر. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} صدق الله العظيم [الشعراء:4].

    ولربما يودّ أن يقاطعني فخامة الرئيس علي عبد الله صالح فيقول: وماهي هذه الآية التي تأتي من السماء؟ ومن ثم نترك الجواب من الربّ في محكم الكتاب:
    {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾}صدق الله العظيم [الدخان].

    ولربما يودّ فخامة الرئيس أن يقاطعني فيقول: وهل سوف يكشف الله العذاب من بعد إيمان العالمين بخليفة الله الإمام المهديّ؟ ومن ثم نترك الجواب من الربّ في محكم الكتاب:
    {
    فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ ﴿١٠يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴿١١رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ ﴿١٣ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ ﴿١٤إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ﴿١٥يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنْتَقِمُونَ ﴿١٦} صدق الله العظيم [الدخان].

    ولربما يودّ أن يقاطعني فخامة الرئيس علي عبد الله صالح ويقول: وهل آية الدُخان لم تحدث في عهد بعث محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالقرآن العظيم؟ ومن ثم نترك الجواب من الربّ في محكم الكتاب:
    {وَإِذْ قَالُوا اللَّـهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣٢﴾ وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّـهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [الأنفال]. فهذا يعني أنّ آية العذاب هي شرطٌ من أشراط الساعة الكبرى في عصر بعث خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وبما أنّ خليفة الله الإمام المهديّ يدعو إلى اتّباع كتاب الله القرآن العظيم رسالة الله إلى الناس كافة في قرى العالمين وإذا أبوا أن يتبعوا الحقّ من ربّهم فسوف يغشى العذاب كافة قرى البشر المُعرضين عن الذِّكر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:58].

    ولربما يودّ أن يقاطعني فخامة الرئيس فيقول: "وما يقصد الله تعالى بقوله:
    {كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} صدق الله العظيم، فهل يقصد أنه سبق توضيح ذلك العذاب في سطور الكتاب؟". ومن ثمّ يجد الجواب في قول الله تعالى:
    {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ ﴿١٠يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴿١١رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢} صدق الله العظيم.

    "وهل هذا العذاب المنتظر هو قبل قيام الساعة؟"، ويجد الجواب في محكم الكتاب:
    {وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا} صدق الله العظيم.

    "ولكن يا ناصر محمد اليماني إنّ علماءنا لا يذكرون لنا إلا عذاب الساعة"، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: بل عذاب يومٍ عقيمٍ قبل قيام الساعة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} صدق الله العظيم [الحج:55].

    ألا وإنّ عذاب اليوم العقيم هو قبل قيام الساعة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} صدق الله العظيم، وقد بيَّن الله لكم أنه عذاب كِسف الدخان المبين بحجارةٍ من نارٍ من كوكب سقر كون مرورها الأكبر شرط من أشراط الساعة الكُبر. تصديقاً لقول الله تعالى: {كَلَّا وَالْقَمَرِ (32) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33) وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34) إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيرًا لِلْبَشَرِ(36)} صدق الله العظيم [المدثر].

    ولربما يودّ فخامة الرئيس أن يسأل ويقول: "وهل كوكب العذاب هذا الذي يأتي بكسف الحجارة بالدخان المبين لينصر الله به خليفته المهديّ المنتظَر، فهل يأتي الأرض من الشرق أم من الغرب أم من جهة الأطراف فيأتي للأرض من أحد القطبين فيظهر للبشر؟"، ومن ثم يجد الجواب في محكم الذِّكر:
    {بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُونَ (42) أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُم مِّن دُونِنَا لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنفُسِهِمْ وَلا هُم مِّنَّا يُصْحَبُونَ (43) بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلاء وَآبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (44) قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاء إِذَا مَا يُنذَرُونَ (45)} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    "ولكن ما يقصد الله تعالى بـ
    { نَنقُصُهَا }؟"، ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر وأقول: ينقصها من البشر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} صدق الله العظيم.
    إذاً حتى ولو كانوا يخفون أمر هذا الكوكب برغم اعترافهم به بادئ الأمر وهو بما يسمونه ( Nibiru Planet X ) فصدقوا ببرهان قدومه في محكم الكتاب، ومن أصدق من الله حديثاً؟ وسبق بيان لنا فصّلنا فيه أمر كوكب العذاب من محكم الكتاب تفصيلاً، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.


    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ________________


  7. ويا عجبي من أمّةٍ تُدعى إلى كتابها القرآن العظيم فيعرضون عن الدَّاعي إلى الاحتكام إلى كتاب الله!



    - 7 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    26 - 04 - 1432 هـ
    01 - 04 - 2011 مـ
    12:51 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــــــ


    ويا عجبي من أمّةٍ تُدعى إلى كتابها القرآن العظيم فيعرضون عن الدَّاعي إلى الاحتكام إلى كتاب الله !


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين والتابعين الحقّ إلى يوم الدين..

    ويا عجبي من أمّةٍ تُدعى إلى كتابها القرآن العظيم فيعرضون عن الداعي إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم! ولئن سألتهم فهل تؤمنون بكتاب الله القرآن العظيم أنه الحقّ من ربّ العالمين؟ لقالوا جميعاً وبلسانٍ واحدٍ اللهم نعم، ولئن سألتهم وهل تؤمنون أنه الكتاب الوحيد المحفوظ من التحريف والتزييف إلى يوم الدين؟ لقالوا اللهم نعم، ولئن سألتهم وهل القرآن العظيم هو رسالة الله إلى الناس كافة في العالمين؟ لقالوا اللهم نعم، ولئن سألتهم وهل أخبركم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن فيه حكم ما بينكم فيما كنتم فيه تختلفون؟ لقالوا اللهم نعم، ولئن قلت لهم وما هو دليلكم من أحاديث السُّنة النّبويّة؟ لقالوا قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [ألا إنها ستكون ‏ ‏فتنة ‏ ‏فقيل وما المخرج منها يا رسول الله قال كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو ‏ ‏الفصل ‏ ‏ليس بالهزل من تركه من جبار ‏ ‏قصمه ‏ ‏الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضلَّه الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا ‏ ‏تزيغ ‏ ‏به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا ‏ ‏يخلق ‏ ‏على كثرة ‏ ‏الرد ‏ ‏ولا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: {إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به} من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم] صدق عليه الصلاة والسلام.

    ومن ثم يقول لكم الإمام المهديّ المنتظَر: إذاً يا علماء الأمّة وعامتهم لماذا لا تجيبون دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم وقد أضلّتكم الفتن فأدركتم زمن بعث الإمام المهديّ المنتظَر؟ وها هو يدعوكم إلى الاحتكام إلى محكم الذكر المحفوظ من التحريف القرآن العظيم لحقن دماء المُسلمين من هذه الفتنة الصماء العمياء التي تموج بالمنطقة العربيّة كموج البحار تجوب الأقطار.

    وقال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [ستكونُ فتنٌ يُصبِح الرجل فيها مؤمنًا ويُمسِي كافرًا، إلاَّ مَن أحياه الله بالعلم].

    [كيف تصنَعُ في فتنةٍ تَثُور في أقطار الأرض كأنها صَياصِي].


    وقال عليه الصلاة والسلام:
    [تكونُ فتنةٌ تعوج فيها عُقول الرجال حتى ما تَكاد ترى فيها رجُلاً عاقِلاً].

    وقال عليه الصلاة والسلام:
    [ثم تكونُ فتنةٌ لا تكون بعدها جماعة؛ تُرفَع الأصوات، وتَشخَص فيها الأبصار، وتُذهَل فيها العقول، فلا تَكادُ ترى فيها رجلاً عاقلاً].

    وقال عليه الصلاة والسلام:
    [ستكونُ فتنةٌ عَمياء بَكماء صمَّاء، مَن أشرَفَ لها استشرفَتْ له، وإشرافُ اللسان فيها كوقْع السَّيف].

    وقال عليه الصلاة والسلام:
    [تأتيكم أربعُ فتن؛ فالرابعة الصمَّاء العمياء المطبقة، تعرك فيها الأمَّة بالبَلاء عرْك الأديم حتى يُنكَر فيها المعروفُ ويُعرَف فيها المنكرُ، تموتُ فيها قلوبهم كما تموتُ أبدانهم]، وفي رواية: [والرابعة صمَّاء عمياء مُطبِقة تمورُ كمور موج البحر، حتى لا يجد أحدٌ من الناس منها ملجأً].

    ووقد أضلّتكم الفتنة الرابعة الصماء العمياء تمورُ بالبشر كمَورِ موج البحر، فأحدكم مع الحاكم والآخر مع المحكوم وآخرين أصحاب المواقف المزدوجة مع هذا وذاك في آنٍ واحدٍ وذلك حالكم في الفتنة الصماء العمياء، وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [والفتنة الرابعة يَصِيرون إلى الكُفر؛ مع هذا مرَّة، ومع هذا مرَّة، بلا إمامٍ ولا جماعة فتؤدِّ إلى ذَهاب السُّلطان وقِتال الناس بعضهم بعضًا] صدق عليه الصلاة والسلام.

    فاتّقوا الله يا عباد الله! فقد ابتعث الله عبده وخليفته الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني في زمن الاختلاف الأكبر بين الشعوب والحكام في زمن الفتنة الصماء العمياء تَدَعُ الحليم فيها حيراناً ينضم إلى مَنْ؟ فاتقوا الله وأجيبوا داعي الله للاحتكام إلى كتاب الله ليحكم بينكم وما على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلا أن يستنبط لكم حكم الله من محكم كتابه فيما كنتم فيه تختلفون، وأنفي تعدديّة الأحزاب المذهبيّة وأنفي التعدديّة بالأحزاب السياسيّة، فكونوا حزب الله الواحد ودستوراً واحداً فلكم إلهٌ واحدٌ سبحانه وتعالى علواً كبيراً، فأجيبوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم ولا تكونوا أوّل كافرٍ به يا معشر المسلمين وأنتم به مؤمنون فبئس ما يأمركم به إيمانكم أن تعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم أفلا تعقلون! أليس فيكم رجلٌ رشيدٌ ولو واحد يا هيئة عُلماء اليمن يأتي لحوار الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني؟ فهو بينكم في صنعاء، وهو فرج الله عليكم، ورحمةٌ لكم يا أهل اليمن ولجميع المُسلمين. فلماذا أنتم عن رحمة الله معرضون، أفلا تتقون؟ فما هي حجتكم على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إن كنتم صادقين؟ فهل دعاكم إلى عبادة غير الله حتى تكفروا بدعوته وهل دعاكم إلى الاحتكام إلى غير كتاب الله وسنّة رسوله حتى تعرضوا عنه فتنكروا عليه؟ ولكنكم لتعلمون حقيقة دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أنه يدعوكم والناس أجمعين إلى عبادة الله وحده لا شريك له وينذركم بالقرآن العظيم أن ليس لكم من دون الله وليٌّ ولا شفيعٌ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَنْذِرْ بِهِ الّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إلى رَبهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِي وَلا شَفِيعٌ لَعَلّهُمْ يَتّقُونَ} [الأنعام:51].

    وقال الله تعالى:
    {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [السجدة:4].

    وأدعوكم إلى الرجوع إلى كتاب الله القرآن العظيم وسنّة رسوله الحقّ التي لا تخالف لمحكم القرآن العظيم كون ما خالف لمحكم القرآن في سنة البيان فهو حديثٌ مفترى من عند غير الله أي من عند الشيطان أفلا تعقلون؟ فكيف السبيل لإنقاذكم من هذه الفتنة الصماء العمياء البكماء تدع الحليم فيها حيراناً؟ فكيف تريدون يا أهل اليمن أن يذهب الرئيس علي عبد الله صالح من السلطة من قبل تسليم القيادة إلى الذي سيحكم البلاد فينقذ العباد من الفساد ويحقن دماء المسلمين ويوحّد صفّهم ويجمع شملهم لتقوى شوكتهم ويؤلّف الله بين قلوبهم فيصبحوا بنعمة الله إخواناً؟ ولا تظنّوا أنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فرحاً بكرسي السلطان على العالمين، كلا وربّ السماوات والأرض إنّ كرسي المُلك على العالمين لَهَمٌّ وغَمُّ عظيمٌ في قلب الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ كرسي الخلافة من ارتقى إليه فليعلم أنّه مسؤولٌ بين يدي الله عن الذين استخلفه الله عليهم، ألا والله الذي لا إله غيره ولا يعبد سواه أنّه لولا أنّ الإمام المهديّ مجبرٌ على قبول الخلافة لأشفقت منها ولأبيت أن أحملها كما أشفقت منها السماوات والأرض وأبين أن يحملنها وقد خاب من قَبِلَها وهو فرحٌ بها مسرورٌ ويرى نفسه فرحاً فخوراً، أفلا يعلم أنه مسؤولٌ يوم النشور يوم يقوم الناس لله الوحد القهّار؟ وقد خاب من حمل ظلماً. فبالله عليكم أليس أهون لناصر محمد اليماني أن يكون مسؤولاً بين يدي ربِّه فقط عن نفسه أهون من أن يكون مسؤولاً عن العالمين؟ فيا عجبي من قوم يتناحرون على الملك والسلطان ويعرضون عن داعي الاحتكام إلى القرآن ومنهم من يصفه بالجنون! بل هو الإنسان الذي علمه الرحمن البيان الحقّ للقرآن.

    أما آن لكم يا معشر اليمانيين وكافة المسلمين أن تجيبوا داعي الاحتكام إلى القرآن؟ فمن يصرف عنكم عذاب الرحمن يا معشر المعرضين الرافضين أن يكون الرحمن هو الحَكَم بينهم فيما كنتم فيه تختلفون؟ فهل على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلا أن يستنبط لكم حكم الرحمن بينكم من محكم القرآن، أفلا تتقون؟ فكيف السبيل لإنقاذكم وكيف السبيل لهداكم، فما خطبكم وماذا دهاكم يا معشر هيئة علماء اليمن؟ أليس فيكم رجلٌ رشيدٌ يأتي لحوار الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني هل ينطق بالحقّ أم كان من اللاعبين؟

    ويا قوم إنّي أرى في موقع (حشد نت) رجلاً يفتري باسم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وما يلي رسالته المفتراة يقول فيها ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    2011-03-30 23:16
    17
    الاسم : ناصر محمد اليماني
    موضوع التعليق : الصراحه انا استسلم
    بصراحه انا حاولت اني اكون مشهور واستخدمت كل الطرق والوسائل لاكن محاولاتي كلها بائت بالفشل الذريع اخواني انا اسف لاني كذبت عليكم وعلى كل الناس وفي كل المواقع والمنتديات وكما قلت اني قد فشلت فشلآ ذريعأ ولا يسعني الا ان اطلب منكم السماح لاني راحل ولكن ليس ببعيد
    وستكون رحلتي الى مستشفى الامراض النفسيه والعقليه وادعو لى بالشفاء العاجل....اخوكم ناصر محمد اليماني
    انتهى الاقتباس
    اِنتهى الافتراء.

    ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا أيها المفتري علينا إن كنت من شياطين البشر تفتري بمعرف المهديّ المنتظَر لتصدّ دعوة الاحتكام إلى الذكر فإن عليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين فقد غضب الله عليك ولعنك وأعدّ لك عذاباً عظيماً، وإن كنت من الجاهلين فحسبي الله أن يغفر لك هذا الافتراء علينا بغير الحقّ، أفلا تستحي من ربّك الذي يراك حين تفتري علينا ما لم نقله؟ فويلٌ لك من ربّ العالمين وويلٌ للمُعرضين عن داعي الاحتكام إلى القرآن العظيم. وقال الله تعالى:
    {تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بالحقّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾ وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٧﴾ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّـهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٨﴾} [الجاثية].

    وقال الله تعالى:
    {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٦﴾ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٧﴾} [لقمان].

    وقال الله تعالى:
    {اللَّـهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّـهِ ۚذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ولربما تجدون من البشر التي لا تتفكر من يصدّق أنّ الذي كتب ذلك الاعتذار عن فشل الإشهار أنّه ذاته المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني كون من البشر أناس والله لا فرق بينهم وبين البقر التي لا تتفكر شيئاً، فهل معقول أن يكون ناصر محمد اليماني من الجاهلين وقد زاده الله بسطةً في علم البيان الحقّ للقرآن العظيم؟ ولسوف يحكم الله بيني وبين المُفتري بالحقّ وهو أسرع الحاسبين فلن يعجز الله هرباً إن كان من الشياطين، وإن كان من المسلمين فوالله أنّه من الذين لا يخافون الله ولا يتّقونه، وأقول صبرٌ جميلٌ على الجاهلين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله وعبده؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _________________


  8. أشهد لله حسب علمي ويقيني بالرؤيا الحقّ إنّ الذي سوف يسلّمني قيادة اليمن عاصمة الخلافة الإسلاميّة أنّه الرئيس علي عبد الله صالح برغم تسليمها لعبد ربه منصور ظاهر الأمر..

    - 8 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    29 - 03 - 1433 هـ
    22 - 02 - 2012 مـ
    01:28 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركــــــــة الأصليّة للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=34656
    ـــــــــــــــــــــ



    أشهد لله حسب علمي ويقيني بالرؤيا الحقّ أنّ الذي سوف يسلّمني قيادة اليمن عاصمة الخلافة الإسلاميّة هو الرئيس علي عبد الله صالح برغم تسليمها لعبد ربه منصور ظاهر الأمر ..

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله الذين استجابوا لاتِّباع الذِّكر المحفوظ من التحريف رسالة الله إلى الإنس والجنّ لمن أراد منهم أن يستقيم، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين، أمّا بعد..

    قال الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} صدق الله العظيم [الفتح:10].

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، إنّ البيعة للمهديّ المنتظَر إنما كانت بيعة لله الواحد القهار على أن لا تشركوا به شيئاً وعلى أن تتبعوا كتاب الله القرآن العظيم والسّنة النّبويّة الحقّ التي لا تخالف محكم كتاب الله، وعلى تحكيم العقل في الحديث الذي لا يخالف كتاب الله في شيء وعلى الكفر بالحديث الذي يأتي مخالفاً لمحكم كتاب الله القرآن العظيم، وعلى التنافس في حبِّه وقربه وعدم المبالغة في أنبياء الله ورسله والمهديّ المنتظر، وإن لجميع المؤمنين الحقّ في ربّهم سواء فلم يتخذ صاحبةً ولا ولداً، وإن كلّ من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً، وأنّ لهم الحقّ جميعاً في التنافس إلى ربّهم أيهم أحبّ وأقرب وأنّ ليس للإنسان إلا ما سعى في هذه الحياة الدنيا ويبتغي وجه ربّه، والكفر بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود، ومن ثمّ اتَّخذتم عند الله عهداً على أن لا ترضوا بحور الجنة ونعيمها حتى يرضى، وتسعَونَّ إلى تحقيق الشفاعة في نفس الله فتشفع لعباده رحمتُه من غضبه وعذابه، ولن تتحقق الشفاعة حتى يرضى الله في نفسه كون الشفاعة لله جميعاً، فتشفع لعباده رحمتُه من عذابه بسبب الذين اتَّخذوا عند الرحمن عهداً أن لا يرضوا حتى يرضى؛ أولئك الوفد المكرمون من خلق الله كأمثال أنصار المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور من الذين لم يؤسِّسوا عقيدة تصديقهم بالمهديّ المنتظَر على تسليم قيادة اليمن إليه من بعد الرئيس علي عبد الله صالح؛ بل لأنهم أدركوا حقيقة النّعيم الأعظم من ملك علي عبد الله صالح وأعظم من ملك كافة ملوك الجنّ والإنس وأعظم من ملكوت السماوات السبع والأراضين وأعظم من ملكوت الجنة التي عرضها السماوات والأرض مهما كان ومهما يكون فلن يرضوا حتى يرضى ربّهم في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً على عباده الضالين، وليس رحمةً منهم بالعباد ولكنهم علموا بأنّ الله أرحم الراحمين هو الأرحم منهم بعباده.

    ألا والله لولا خشيتهم أن لا يزيدوا الحسرة في نفس ربّهم لجأروا إلى ربّهم الليل والنهار أن يهلك الكافرين والمعرضين عن اتباع القرآن العظيم والاحتكام إليه، وذلك من شدّة غيرتهم على الحقّ من ربّهم ومن شدّة غضبهم ومقتهم للذين يجادلون في آيات الله البيِّنات بغير علمٍ ولا هدًى ولا كتابٍ منيرٍ، ولكنهم يكظمون غيظهم في قلوبهم من أجل تحقيق رضوان الله في نفسه بعد أن علموا أنّ الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر، وبما أنهم اتّخذوا رضوان الله غايتهم في الدنيا والآخرة فلن يرضوا حتى يرضى؛ بل ولن يأذن الله بتحقيق الشفاعة في نفسه إلا للذين اتَّخذوا عند الرحمن عهداً أن لا يرضوا حتى يرضى أولئك هم الوفد المكرمون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَوْمَ نَحْشُرُ‌ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّ‌حْمَـٰنِ وَفْدًا ﴿٨٥﴾ وَنَسُوقُ الْمُجْرِ‌مِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْ‌دًا ﴿٨٦﴾لَّا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّ‌حْمَـٰنِ عهداً ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    أولئك الذين أذن الله لهم بتحقيق الشفاعة في نفس الله كونهم اتخذوا عند الرحمن عهداً أن لا يرضوا حتى يرضى، وإنما تشفع لعباده الضالين رحمتُه في نفسه كون الشفاعة لله جميعاً وليس لأحدٍ من عبيده من أمر الشفاعة شيء، وإنما لهم الحقّ أن لا يرضوا في أنفسهم حتى يرضى ربّهم في نفسه، ولهم الحقّ أن يحاجّوا ربّهم بتحقيق رضوانه ولذلك خلقهم أن يتخذوا رضوان الله غايةً وسيجدونه النّعيم الأعظم من جنته، وفي ذلك سرّ اسم الله الأعظم جعله في نفسه صفةً لرضوانه على عباده وأفتاكم الله في محكم كتابه أنّ ذلك هو النّعيم الأكبر والأعظم من جنات النعيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:72].

    فأمّا الذين أدركوا هذه الحقيقة العظمى الآن في هذه الحياة الدنيا فسوف يتخذون رضوان الله غايةً وليس وسيلةً لتحقيق نعيم الجنة، ويقولون: فكيف نتّخذ النّعيم الأعظم وسيلة لتحقيق النّعيم الأصغر؟ ولهم الحقّ أن يحاجّوا ربّهم في تحقيق النّعيم الأعظم في الدنيا والآخرة ولذلك خلقهم ليتخذوا رضوان الله غاية، ولن يرضوا أبداً إلا بتحقيق غايتهم ومنتهى أملهم، ولذلك يريدون البقاء في هذه الحياة لتحقيق هذا الهدف الذي وجدوا فيه الحكمة من خلقهم فأصبحت حياتهم لله ربّ العالمين، أولئك قومٌ يحبّهم ويحبّونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين الشياطين من الجنّ والإنس كون هدف شياطين الجنّ والإنس هو عكس هدفهم تماماً، وذلك لأن الشياطين يسعون الليل والنهار لتحقيق غضب الله على عباده حتى لا يكونوا شاكرين كونهم علموا أنّ الله يرضى لعباده الشكر، ولذلك قال أكبرهم:
    {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَ‌اطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَ‌هُمْ شَاكِرِ‌ينَ ﴿١٧﴾} [الأعراف].

    فأصبح هدف الشياطين هو عدم تحقيق رضوان الله في نفسه على عباده كونهم علموا أنّ الله يرضى لعباده الشكر ولا يرضى لهم الكفر. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ} صدق الله العظيم [الزمر:7]

    إذاً هدف الشياطين من الجنّ والإنس في هذه الحياة هو السعي إلى عدم تحقيق رضوان الله في نفسه على عباده كونهم يريدون أن يكون عباد الله كافرين ولا يريدونهم أن يكونوا من الشاكرين كونهم علموا أنّ الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر، وبما أنهم كرهوا رضوان الله في نفسه ولذلك يسعى شياطين الجنّ والإنس إلى عدم تحقيق رضوان الله على عباده، ولذلك يسعى الشياطين إلى أن يجعلوا الإنس والجنّ أمّةً واحدةً على الكفر ما استطاعوا ويُجهدون أنفسهم لتحقيق هدفهم بكل حيلةٍ ووسيلةٍ، ولذلك قال الشيطان الأكبر:
    {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَ‌اطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَ‌هُمْ شَاكِرِ‌ينَ ﴿١٧﴾}، ولكن قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه لم يكتفوا بهدف رضوان الله عليهم فقط وحسبهم ذلك؛ بل اتخذوا الهدف المعاكس لهدف الشيطان إبليس وأوليائه من شياطين الجنّ والإنس ولذلك تجدون قوماً يحبّهم الله ويحبّونه يسعون إلى تحقيق رضوان الله في نفسه، وبما أنّهم علموا أنّ الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر ولذلك تجدون قوماً يحبهم الله ويحبونه يسعون إلى أن يجعلوا الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيم لكي يتحقق هدفهم في نفس ربّهم فيرضى، وذلك هو نعيمهم الأعظم من ملكوت الدنيا والآخرة، ألا وإنّ في هدفهم هو السرّ والحكمة من الخلق ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

    وأمّا الآن فآن الأوان لبيان قول الله تعالى:
    {وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فما هي هذه الرؤيا؟ ألا وهي أنّ الرسول أخبر الصحابة أنّه رأى رؤيا بأنّه دخل المسجد الحرام معتمراً واطّوف به هو وصحابته، وبناء على هذه الرؤيا انطلقوا متجهين إلى مكة يريدون العمرة وليس لقتال قريش حتى إذا وصلوا الحديبية أرسل إلى قريش أنه جاء يريد العمرة ولم يخرج لقتالهم، ولكن بلغه خبرٌ كاذبٌ أنّ قريش قامت بقتل رسوله إليهم الذي أرسله الرسول ليخبرهم أنه جاء للعمرة وليس للقتال، ولكن تلك الكذبة كانت لصالح المؤمنين إذ دعاهم الرسول للبيعة على القتال والدخول لمكة عنّوةً، فليس لقريش الحقّ أن يمنعوهم من الدخول إلى المسجد الحرام ولكن من بعد البيعة على القتال جاءهم الخبر أنّ رسوله المرسل إلى قريش لم يُقتل ومن ثم جاءت اتفاقيّة صلح الحديبية فإذا فيها شروط مجحفة بحقّ النّبيّ والذين معه ومنها: أن لا يعتمروا هذا العام ويرجعوا إلى ديارهم ويعتمروا العام القادم، وهنا وقعت الفتنة لصحابة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وللناس بشكلٍ عام من الذين علموا بخروج الرسول قاصداً مكة بناء على الرؤيا أنّه سوف يعتمر بالمسجد الحرام، وكما استغل المعرضون عن الحقّ فتنة صحابة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وقالوا لهم حين عودتهم: "لمَ رجعتم ولم تعتمروا أفلا ترون أنه كذَّابٌ أشِرٌ لم يخرجكم إلى مكة لكي تعتمروا بناءً على رؤيا رآها في منامه أنكم سوف تعتمرون بالمسجد الحرام؟". حتى زلزل كثير من صحابة رسول الله في أنفسهم وردّوا علم هذه الرؤيا لعلام الغيوب برغم أنهم لم يجدوا الجواب للمنافقين والذين في قلوبهم مرض بل قالوا: علم تأويلها عند الله ولم يفترِها. ولم ينقضوا بيعتهم بسبب أن الرؤيا لم تتحقق بل ردّوا علم تأويلها كونهم علموا أن عدم تحقيقها في ذلك العام لعلها فتنةً لهم هل يرجعوا عن بيعتهم لله ورسوله بل ردّوا علم تأويلها لربّ العالمين في قدرها المقدور، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ} صدق الله العظيم.

    وأما الشجرة الملعونة فهي ليست رؤيا؛ بل ورد ذكرها في القرآن العظيم وهي كذلك فتنة للذين لا يعقلون فسوف يقولون: "وكيف شجرة تنبت في أصل الجحيم هل يعقل هذا فكيف تصدقون هذا أفلا تعقلون؟". وإنما جعل الله ذكر هذه الشجرة الملعونة فتنةً للظالمين في قول الله تعالى:
    {أَذَٰلِكَ خَيْرٌ‌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَ‌ةُ الزَّقُّومِ ﴿٦٢﴾ إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ ﴿٦٣﴾ إِنَّهَا شَجَرَ‌ةٌ تَخْرُ‌جُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ ﴿٦٤﴾ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُ‌ءُوسُ الشَّيَاطِينِ ﴿٦٥﴾ فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ﴿٦٦﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    ومن ثمّ نعود لسبب الفتح على رسول الله وصحابته المكرمين وتجدون أنّه كان بسبب تصديق رؤيا النّبيّ برغم أنه يتنزل عليه جبريل بالوحي ولكن الله يريد بلوغ حكمته أن جعل السبب لتحقيق فتح مكة بسبب تصديق الرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بالحقّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا} صدق الله العظيم [الفتح:27].

    وكذلك فتنة الرؤيا بتسليم القيادة في اليمن من بعد الرئيس علي عبد الله صالح إلى الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ولا يزال الإمام المهديّ يعتقد أنّ الذي سوف يسلّمه قيادة اليمن أنه الرئيس علي عبد الله صالح كيفما يشاء الله وحينما يشاء الله وإلى الله ترجع الأمور، برغم أنّ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني لم يجعلها حجّته على البشر حتى يصدّقوا أنه المهديّ المنتظَر بل قلنا تلك الرؤيا تخصني ولم نؤسس عليها التصديق بالمهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم، فلا تبدّلوا كلام الله بل الحجّة بيني وبينكم هو القرآن العظيم فلا تحاجوني من القرآن إلا هيمنت عليكم بالبيان الحقّ من ذات القرآن إن كنتم مؤمنين، فأجيبوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم إن كنتم مسلمين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨١﴾ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَ‌جْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْ‌ضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    خليفة الله وعبده؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ________________



  9. وأستوصيكم الرفق بإخوانكم المسلمين وأستوصيكم أن تكونوا رحمةً للعالمين..

    - 9 -
    منقول من أحد الردود للإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني بخصوص العزاء لوفاة خاله .

    03 - 07 - 1432هـ
    05 - 06 - 2011 مـ

    [ لمتابعة رابط المشاركـــة الأصليّة للبيـــان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=16783
    ـــــــــــــــــــــ



    وأستوصيكم الرفق بإخوانكم المسلمين وأستوصيكم أن تكونوا رحمةً للعالمين ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على حبيبي وجدّي الرؤوف الرحيم محمد رسول الله بالقرآن العظيم، السلام عليكم ورحمة الله الغفور الرحيم..

    وكذلك أجركم عظيم، وتقبّل الله عزاءكم وثبّتكم الله على الصراط المستقيم حتى يلقاه كل منكم بقلبٍ سليمٍ من الشرك إن الشرك لظلمٌ عظيمٌ، فكم أحبّ أنصاري في العالمين وكم جعل الله لهم في قلبي من الودّ والرحمة! رحمكم الله جميعاً أحبتي في الله وجميع المسلمين.

    ويا أحبتي في الله قد عاد الإمام المهديّ ناصر محمد إلى البلاد بعد الحضور في العزاء وإقامة الواجب عليه بما يلزم، فعدنا سالمين بإذن الله ونحن معكم بإذن الله وإن غبت عن الموقع فأنتم لن تغيبوا عن قلب الإمام المهديّ، وأستوصيكم الرفق بإخوانكم المسلمين وأستوصيكم أن تكونوا رحمةً للعالمين كما كان محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - رحمةً للعالمين بالمؤمنين رؤوف رحيم، وادعوا إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

    وأما بالنسبة للأخ الرئيس علي عبد الله صالح فمهما بلغتكم من الأخبار عنه فاعلموا أنّ الله بالغ أمره. وكذلك نحيطكم علماً أنني حين أفتيت أنّ الذي سوف يسلّمني راية اليمن إنه الرئيس علي عبد الله صالح وذلك بسبب سبع رؤى وربي يريني علي عبد الله صالح يمدّ يده ويصافحني ومن ثم يقول سلمتك القيادة، وفي أحد الرؤى زاد قولاً فقال: (سلمتك القيادة، وأنا وزوجتي في ذمتك) وكانت يده اليمنى في يدي اليمنى حين قال: (سلمتك القيادة وأنا وزوجتي في ذمتك)، ومن ثم طمأنته فقلت له: (لا تخف والله إني سوف أكون لك خيراً لك من ولدك). انتهت الرؤيا بالحقّ والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ. ولذلك لا بدّ لي من الوفاء بعهدي لهذا الرجل فكونوا على ذلك من الشاهدين فالله أعلم به أحبتي في الله.

    وأريد أن أذكركم بمزحةٍ بالحقّ من الله؛ قال لنبيّه موسى عليه الصلاة والسلام أثناء جدال السحرة مع نبيّ الله موسى وهو يعظهم وقال لهم نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام:
    {قَالَ لَهُم مُّوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى (61)} صدق الله العظيم [طه:61].

    ومن ثم أوحى الله إلى نبيّه موسى، فقال له يا موسى أرفق بأولياء الله، ومن ثم أخذت نبيَ الله موسى الدهشةُ! فكيف يُرفق بالسحرة الأفّاكين فكيف يكونون أولياء الله؟ وأراد من الله المزيد من الفتوى في شأنهم وكيف أنّهم أولياء الله ولكنه لم يسمع من ربه شيئاً كيف أنّهم أولياء الله! فلم يزده الله فتوى في شأنهم حتى يتبيّن له الحقّ على الواقع الحقيقي، وتبيّن لنبيّ الله موسى كيف صاروا من أولياء الله وقالوا بين يدي فرعون المتكبر الجبار البطاش، قالوا بين يديه:
    {قَالُوا آمَنَّا بِربّ العالمين(121) ربّ مُوسَى وَهَارُونَ (122) قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123) لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124) قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (125) وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَ تْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126)} صدق الله العظيم [الأعراف]. ومن ثم تبيّن لنبيّ الله موسى كيف أنّ الله يُغيّر الأحوال من حالٍ إلى حالٍ.

    ويا أحبتي الأنصار وجميع الباحثين عن الحقّ، فكذلك الإمام المهديّ يقول لكم ارفقوا بالرئيس علي عبد الله صالح وفوِّضوا أمره إلى الله فعسى الله أن يهديه إلى سواء السبيل في القريب العاجل وإلى الله ترجع الأمور، واعلموا أنّ الله بالغ أمره واعلموا ثم اعلموا أنّ الله لم يجعل لكم عليَّ أو لي عليكم الحجّة في الرؤيا على الإطلاق؛ بل الحجّة بيني وبينكم وبيني وبين العالمين هو القرآن العظيم الذي اتّخذه المسلمون مهجوراً.

    واعذروا الإمام المهديّ لئن انشغل عنكم هذه الأيام بعض الشيء فلدي ما يشغلني؛ همٌّ ومراقبةُ ما يجري في بلدي، وحسبي الله ونعم الوكيل. ولا تقلقوا على الإمام المهديّ فإنه بأعين الله الحيّ القيوم الذي لا تأخذه سِنَةٌ ولا نومٌ. ألا والله لا أثق في حرسي شيئاً أنهم سوف يمنعون المكر عني بسواعدهم وسلاحهم وتسديد رميهم مهما كانوا؛ بل أعلم أنّهم مجرد سببٍ وإن يردني الله بمكروهٍ فلن يردّه عنّي حتى ولو كان حرسي جنود الله مَن في السماء والأرض، إذاً فعلى الله فليتوكل المؤمنون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [التوبة:51].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ______________


  10. فتوى الإمام المهديّ بشأن ما حدث في بيت الله المعظم بالقصر الرئاسي في صنعاء..

    - 10 -
    الإمام ناصر محمد اليماني

    04 - 07 - 1432 هـ
    06 - 06 - 2011 مـ
    01:59 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركـــة الأصليّة للبيـــان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=3606
    ــــــــــــــــــــ


    فتوى الإمام المهديّ بشأن ما حدث في بيت الله المعظم بالقصر الرئاسي في صنعاء ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي وحبيب قلبي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله الواحد القهار، أمّا بعد..

    فنرجو من الله العليّ القدير البالغ أمره أن يعود الرئيس علي عبد الله صالح إلى اليمن خلال شهر ستة 2011 سالماً معافى من بعد الشفاء برحمةٍ من الله الذي نجّاه برحمته، وكذلك نرجو من الله العلي القدير أن ينهي أزمة اليمن خلال شهر ستة برحمته ولطفه كما يحبّ ويرضى وإلى الله ترجع الأمور.

    ألا وإنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يفوِّض الأمر لله كما يحبّه ويرضى إنّ ربي على كلّ شيءٍ قديرٌ، وكذلك نرجو من الحيّ القيوم بحقّ لا إله إلا هو وبحقّ رحمته التي كتب على نفسه أن يُري الرئيس علي عبد الله صالح الحقّ حقاً فيرزقه اتباعه ويغفر له ما سلف من ذنبه ويشرح صدره بنور البيان الحقّ للقرآن العظيم، إن ربّي سميع الدُعاء، وأن يُري جميع قادات المسلمين وشعوبهم الحقّ حقاً ويرزقهم اتّباعه وأن يغفر لجميع المسلمين ما سلف من ذنوبهم وأن لا يؤاخذهم بذنوبهم وأخطائهم وأن يغفر لهم إنه هو الغفور الرحيم، وأن يهدي الناس أجمعين بالبيان الحقّ للقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد، إنّ ربي على صراطٍ مستقيمٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ‌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِ‌ضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِ‌جُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ‌ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    ونرجو من الله أن يستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49)} صدق الله العظيم [المائدة].

    أفلا يعلمون أنّ القرآن أكبر شاهد عليهم لئن ضلّوا عن الصراط المستقيم؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ} صدق الله العظيم [الأنعام:19].

    فقد أمر الله المؤمنين به أن يتّبعوه ويكفروا بما يخالف لمحكم القرآن العظيم، وجعل الله القرآن العظيم حجّة الله عليهم يوم القيامة لو لم يتّبعوه ويكفروا لما يخالف لمحكمه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَن تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ(157)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ(3)} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وجعل الله محكم القرآن العظيم هو البرهان الحقّ لمن يريد أن يتبع الحقّ من ربه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الحقّ من ربكم فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ} صدق الله العظيم [يونس:108].

    ومن كفر بالقرآن العظيم أو أعرض عن اتّباعه واعتصم بما يخالف لمحكمه من الذين فرّقوا دينهم شيعاً وأحزاباً فالنار موعده. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [هود:17].

    كون القرآن جعله الله حجّته على رسوله وحجّته على العالمين أجمعين كون الله جعل فيه الحكم الحقّ فيما كانوا فيه يختلفون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ} صدق الله العظيم [الرعد:37].

    فانظروا للتهديد والوعيد من الله إلى محمدٍ عبده ورسوله:
    {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ} صدق الله العظيم، كون الله جعل في محكم القرآن العظيم الحكم الحقّ فيما اختلفوا فيه في دينهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [النحل:64].

    ولم يفتِكم الله أنّ القرآن لا يعلمُ تأويله إلا الله جميعاً كونكم تعلمون إنما يقصد الآيات المتشابهات وهي بنسبة 10%؛ بل قال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99]. ألا وإن الآيات البيّنات هُنّ آياتٌ محكماتٌ جعلهنّ الله آيات أمّ الكتاب وأساس الدين ومن ثم أمركم الله أن تتّبعوا آيات الكتاب المحكمات البيّنات. ومن آياته البيّنات لعالمكم وعامة المسلمين أنّكم تجدون أنّ الله يُحذِّركم من التفرّق إلى شيعٍ وأحزابٍ في الدين في قوله تعالى: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البيّنات وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولذلك تجدون الإمام المهديّ ناصر محمد لم يدعُ إلى فرقةٍ جديدةٍ في الدين ولم يسمِّ له مذهباً كون المذهبيّة هي السبب في تفرّقكم إلى أحزابٍ وشيعٍ وكل حزبٍ بما لديهم فرحون، ولذلك نحرم المذهبيّة في دين الله وندعوكم جميعاً المُسلمين والنصارى واليهود والناس أجمعين إلى كلمةٍ سواء بين العالمين أن لا نعبد إلا الله وحده لا شريك له وأن نؤمن بجميع أنبياء الله وكتبه ونتبعها جميعاً إلا ما وجدناه فيها مخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم فهنا أمرنا الله جميعاً أن نعتصم بحبل الله القرآن العظيم وأن لا نتفرق في دين الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} صدق الله العظيم [آل عمران:103].

    كون حبل الله المتين الذي أمركم بالاعتصام به هو القرآن العظيم البرهان للحقّ من ربكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (175)} صدق الله العظيم [النساء].

    كوننا لا ننهى أهل الكتاب عن اتّباع التوراة والإنجيل وإنما ننهاهم عمّا وجدوه جاء مخالفاً فيها لمحكم القرآن العظيم، وكذلك ننهى المسلمين عن اتّباع ما جاء مخالفاً لمحكم القرآن في سُنّة البيان كونها ليست محفوظةً من التحريف والتزييف والإدراج الزائد ولذلك ندعو المسلمين والنصارى واليهود والناس أجمعين أن يتّبعوا القرآن العظيم لعلهم يرحمون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:155].

    ألا والله إنّ الإمام المهديّ لا يدعوهم إلا إلى ما دعاهم إليه أنبياؤه ورسله أن يعبدوا الله وحده لا شريك له على بصيرةٍ من ربهم القرآن العظيم رسالة الله الشاملة للإنس والجنّ أجمعين البصيرة الحقّ المحفوظة من التحريف حجّة الله عليهم بالحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ (92) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (93)} صدق الله العظيم [النمل].

    كونه الذكر المحفوظ من التحريف ومن أعرض عنه أو عن الدعوة إلى الاحتكام إليه فإنه يحمل يوم القيامة وزراً كبيراً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْراً (99) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْراً (100)} صدق الله العظيم [طه].

    كون من أكبر أنواع الظلم للنفس هو أن نذكِّركم بآيات الله في محكم كتابه ومن ثم لا تتّبعوها، فمن أعرض عن اتّباعها فقد ظلم نفسه ظلماً عظيماً ثم يجعل الله القرآن العظيم عليه عمًى فلا يستطيع أن يفقه حتى آيات الكتاب المحكمات البيّنات للعالِم وعامة المسلمين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57)} صدق الله العظيم [الكهف].

    ويا عباد الله إنما نحدثكم بحديث الله فبأي حديثٍ بعده تؤمنون؟ وتذكّروا قول الله تعالى:
    {تَلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بالحقّ فَبِأَيّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} [الجاثية:6].

    وقال الله تعالى:
    {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)} صدق الله العظيم، ومن ثم نقول: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} [البقرة:156].

    ويا أيها الناس اتّقوا الله! إنما أنتم إخوةٌ على أبوين فمن أحلّ لكم أن تقتلوا بعضكم بعضاً، فما أرخص النفس عند القاتلين وما أغلاها وأعظم قدرها عند الله إلا من أهان نفسه فتعدى حدود الله وظلم نفسه فقتل أخاه الإنسان! أفلا تعلمون أنّ سيئة القتل هي السيئة الوحيدة التي لم تكن بسيئةٍ مثلها في الكتاب؟ وقال الله تعالى:
    {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا} صدق الله العظيم [غافر:40].

    إلا سيئة قتل النفس بغير الحقّ فتجدون أنّ الله ضاعفها فجعلها كتعداد الناس أجمعين من آدم إلى آخر مولودٍ من ذريّة آدم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً} صدق الله العظيم [المائدة:32].

    فلماذا قتل النفس على قلوبكم هيّنٌ؟ ولسوف أفتي القاتلين لماذا قتل النفس على قلوبهم هينٌ وذلك لأنهم لا يتّقون الله شديد العقاب، فمن يجرهم من عذاب الله إن كانوا صادقين؟ وكذلك يا معشر المؤمنين الذين يقتلون بعضهم بعضاً فهل تعلمون ما جزاء القاتلين للمؤمنين؟ أفلا تعلمون أنه لعن الله من قتل مؤمناً وغضب عليه وأعدّ له عذاباً عظيماً؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً (93)} صدق الله العظيم [النساء].

    بل حتى بيت الله (المقدس) الذي من دخله كان آمناً ولو كان قاتلاً حتى يخرج منه نظراً لأنه دخل بيت الله المقدس، فكيف تعتدون على من كان في بيوت الله إلا الذين تبرأ الله منهم أن يدخلوا بيوته شاهدين على أنفسهم بالكفر، أفلا تنظرون في الكتاب أنّ الله حرّم في بيوته أن تمسّوا زوجاتكم حتى ولو كنتم مختبئين وراء الحجاب داخل المسجد برغم أنّ مجامعة زوجاتكم حلالٌ لكم من الله إلا داخل بيوته جعله عليكم محرماً، فانظروا إلى المعتكف في بيت الله ومن ثمّ جاءت إليه زوجته إلى مخدعه في المسجد فحرّم الله عليه ما أحلّه له؛ بمعنى أنّه محرّم عليه أن يجامع زوجته حتى ولو كانوا من وراء حجابٍ وهي حلاله ولكنها محرّمةٌ على زوجها في بيت الله المعظم نظراً لأنّ لبيت الله حرمة كبرى في الكتاب. وقال الله تعالى:
    {وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:187].

    فما ظنّكم بالذين دمّروا بيت الله على رؤوس المصلّين بحجّة أنّهم يريدون قتل الرئيس علي عبد الله صالح وهو بين يدي ربّه في بيت الله المعظم! وتالله إنّ الذي فعل ذلك لمن الكافرين لعنهم الله وغضب عليهم وأعدّ لهم عذاباً عظيماً، فها هم لم ينجحوا واكتسبوا إثماً عظيماً، فمن يجرهم من عذاب الله وبأسه الشديد حتى ولو كان الرئيس علي عبد الله صالح يستحق القتل في نظرهم فما كان لهم أن يرتقبوا لقتله وهو في بيت الله المعظم وفي يوم الجمعة المباركة فذلك كفرٌ على كفرٍ.

    ويا معشر المعارضة والشباب والحوثيين والقاعدة الذين فرحوا بذلك فرحاً كبيراً وذبحوا الولائم، فأين حرمة بيت الله في قلوبكم؟ ولم أرَكم تستنكرون محاولة قتل الرئيس علي عبد الله صالح في بيت الله المعظم وكأنّ حرمة بيت الله المعظم لا تعني لكم شيئاً! فهل أنتم مسلمون أم كافرون؟ ولا أبرئ علي عبد الله صالح من سفك الدماء والله أعلم به وبما يفعل وأنتم أعلم بما تفعلون ولكني أريد أن أذكِّركم بحرمة بيت الله المقدس في الكتاب الذي حرم الله عليكم فيه شيئاً أحلّه لكم في قول الله تعالى:
    {وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم، فما بالكم بمن يقتل ويسفك الدماء في بيوت الله فما جزاؤهم في الكتاب؟ أفلا يتقون؟ أم تريدون السعي إلى خراب بيوت الله؟ فتذكّروا قول الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسمه وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:114].

    فكيف ننتظر منكم الخير والحكم بما أنزل الله يا من فرحتم بما أغضب الله ويا من حاولتم قتل الرئيس علي عبد الله صالح في بيت الله المعظم ولم تتّقوا الله في حرمة بيته المعظم وقتل النفس بغير الحقّ أشدّ حرمةً من هدم الكعبة حجراً حجراً! وكذلك أنت يا علي عبد الله صالح فلا أبرئك من سفك الدماء حتى تثبت براءتك وتظهر لليمانيين أصحاب جريمة يوم الجمعة في حيّ الجامعة قبل عدة أشهرٍ، وأمّا الذين تسفك دماؤهم من المتظاهرين إذا تعدّوا حدود الله وأرادوا نهب ممتلكات المسلمين بالمؤسسات العامة فيجب منعهم بكلّ حيلةٍ ووسيلةٍ وتحاشي سفك دمائهم إلا أن يقاتلونكم ويريدون النهب والسلب فأولئك ليسوا بمتظاهرين سلميين؛ بل حكمهم حكم المفسدين في الأرض، ولكن للأسف يا فخامة الرئيس علي عبد الله صالح فكذلك طاقم حكومتك مفسدون في الأرض فهم كذلك ينهبون مال المسلمين العام بخزينة الدولة ويسرقون من أموال الدولة بغير حساب وهي حقّ للشعب فلمَ تحمِي أموال المسلمين من الذين يسرقون بيت مال المُسلمين بحجّة المشاريع الوهميّة أو بحجّة عمل مشروعٍ ما؟ فإذا كانت تكلفته بعشرين مليون فيجعلون تكلفته بمائة مليون وتكلفته ليست إلا بخمس المبلغ! فكيف إذاً سوف تبني اقتصاد البلاد وتحسن معيشة العباد؟

    بل الأعجب من ذلك ما تفعله وزارة الأشغال العامة والطرق فكيف أنهم يسفلتون أحد الشوارع وبعد عدة أشهر نجدهم يخربون إسفلت الشارع بحجّة إنشاء المجاري حتى إذا أعادوها وسفلتوا الشارع من جديدٍ وبعد عدّة أشهر نجدهم يخربوها من جديدٍ بحجّة عملٍ آخر في الشارع! أفلا يتقون الله في أموال المسلمين؟ أفلا يكونوا قادرين على إنشاء المجاري وغيرها والسفلتة معاً ليكون عملاً ناجحاً غير منقوصٍ؟ فلو أنّهم سفلتوا شارعاً جديداً بدلاً من تخريب ما أصلحوه من قبل ونحن نعلم ما يريدون إنّما يريدون أن يكون ذلك ذريعة للسلب والنهب للمال العام وذلك محرّم في كتاب الله! وللأسف إنّ فخامة الرئيس علي عبد الله صالح ترك الحبل على الغارب وهو يعلم بما يصنعون كونه أصبح غير قادرٍ على منعهم لأنّ طاقم الحكومة قد أصبحوا جميعاً سارقي بيت المال العام، ومن ثم أقول يا فخامة الرئيس: "ألست أنت من انتقاهم من بين الشعب وكأنك تملك مجهراً مكبراً تستنبط من خلاله السارق من بين الشعب فتولّيهم على أموال المُسلمين! فما خطبك وماذا دهاك حتى تفعل ذلك؟ ولذلك فشلت سياستك فشلاً ذريعاً كونك لا تضع الرجل المناسب في المكان المناسب وذلك سبب رئيسي في فشل حكمك على اليمن كونك أسندت الأمر إلى غير أهل الأمانة والتقوى، فاتّق الله!
    وما كان للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أن يجاملك في شيء لترضى عنه لكي تسلّمه القيادة! فالأمر لله من قبل ومن بعد، ولا أدري عن سرّ موعدك في آخر رؤيا رأيتها لك فلم تكلمني وإنما رأيتك أخذت قلماً من جيبك وكذلك أخذت ورقةً صغيرةً ومن ثم كتبت فيها عدّة كلمات ومن ثم أعطيتني تلك الورقة فقرأتها فوجدت أن الرئيس علي عبد الله صالح كتب لي فيها:
    ((أريد أن تقابلني في ثمانية وعشرين ستة))
    انتهى.

    وتالله لا أدري ما سرّ ذلك الموعد عند ربي ولا أدري هل هو شهر ستة 2011 أم في عامٍ آخر وإلى الله ترجع الأمور، وكذلك لا أدري فهل في ذلك التاريخ سوف تسلّم القيادة. ويا أحبتي في الله إن الإمام المهديّ لا يريد أن يؤسس دعوته على الرؤيا سواء تحقّقت أم يمحوها الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} صدق الله العظيم [الرعد:39].

    وإنما يتحقق ذلك لو كان علي عبد الله صالح من الشاكرين لو يكون أوّل من يسلم قيادة الخلافة الإسلاميّة إلى الإمام المهديّ فذلك تكريم له من الله لئن اتّبع الحقّ من ربِّه واستجاب لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، ولكن للأسف إن الرئيس علي عبد الله صالح لم يٌقِم للإمام المهديّ وزناً إلى حدّ الآن ولكني مجبرٌ على الوفاء بعهدي له في رؤيا أخرى بالحقّ وكنت حينها ألبس اللباس العسكري ورأيت علي عبد الله صالح يجمع أغراضه في شنطةٍ دبلوماسيّةٍ سوداء ومن ثم جعلها في يده الشمال ومن ثم صافحني بيده اليمنى فقال:
    (سلمتك القيادة وأنا وزوجتي في ذمتك)، ومن ثم طمأنته فقلت له: (لا تخف والله إني سوف أكون لك خيراً لك من ولدك) انتهى. ويا أحبتي في الله إن ذلك العهد بقدرٍ من الله، ووجب على الإمام المهديّ أن يفي بعهده بالوفاء للرئيس علي عبد الله صالح فالله أعلم به.

    وأما في رؤيا أخرى فجاء إلى داري فقابلته في داري وأوّل ما واجهني قال لي في الرؤيا الحقّ ما يلي:
    (قرية فلان بن فلان قريتي) وذكر اسم جدّي فقلت له ما يلي: (أفلا ترى أنّ العرّافين لا يحذرون إلا من الصالحين، ألم يحذروا فرعون من موسى وهو رجل صالح ولا تجدهم يحذرون من الكافرين؟) ومن ثم قاطعني فقال: ((صدقت لأنهم أولياؤهم)). انتهت الرؤيا بالحقّ والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ.

    ونُنوِّه أنّي لا أعلم عن سرّ 28 /6/ كوني لا أعلم المقصود من الرؤيا، وهل هي هذا العام؟ فالله أعلم ولكن الرؤيا نترك تصديقها على الله كما يحبّ ويرضى في قدرها المقدور وإلى الله تُرجع الأمور، والمهم أنّي مؤمن أنّي لم أفترِ على الله في هذه الرؤيا ما لم يرِني ربّي بل حوالي سبعاً من الرؤى للأخ الرئيس علي عبد الله صالح يقابلني فيمدّ يده اليمنى فيصافحني ويقول:
    ((سلمتك القيادة))، ولذلك لا نزال ننتظر من الرئيس علي عبد الله صالح خيراً ونظنّ فيه خيراً ونحن ننتظر جميعاً أن يصدقني الله الرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي.

    وأما الذين يريدون أن يحولوا بينه وبين الرجوع إلى اليمن فسوف أقول لهم إنّه بإذن الله سوف يرجع بإذن الله خلال شهر ستة، فهيا امنعوا قدر الله المقدور في الكتاب المسطور إن كنتم صادقين، وللأسف إنه لو كان يهمكم يا معشر المعارضة وأحزابهم أمن البلاد والعباد وعدم سفك دماء المسلمين اليمانيين لقلتم: يا معشر دول الخليج وعلى رأسهم المملكة العربيّة السعوديّة فبما أنّ الرئيس علي عبد الله صالح قال على مستوى الشاشة التلفزيونية ما يلي:
    (عهداً علي أني لن أترشح مرةً أخرى للرئاسة ولن أورث)؛ بمعنى أنّه عاهد الله أنّه لن يترشح ولن يورِّث الحكم لولده من بعده أو لأحدٍ من أهل بيته ثم تقولون يا معشر المعارضة: "فنحن سوف نصبر عليه حتى ينهي فترته الرئاسيّة حفاظاً على اليمن وأهل اليمن وعدم سفك دماء المسلمين اليمانيين بشرط أن يضمن على الوفاء بعهده أنّه لن يترشح ولن يُورِّث أمام كافة دول مجلس التعاون الخليجي جميعاً وعلى رأسهم المملكة العربيّة السعوديّة ومن ثم نصبر عليه حتى ينهي فترته الرئاسيّة فقد صبرنا عليه أكثر من ثلاثين عاماً فكيف لا نصبر عليه سنتين؟ بل سوف نصبر عليه من أجل حقن دماء المُسلمين".

    فبالله عليكم أليس ذلك حلاً منطقياً يا معشر المعارضة وأحزابهم؟ أليس ذلك أهون من أن تُدخِلوا البلاد في حربٍ أهليّةٍ لا يُحمد عقباها؟ كون الحرب الأهليّة سوف تدمّر اليمن تدميراً وتُزهق أنفساً كثيرةً وتدمّر الاقتصاد الضعيف وينهار اليمن جميعه، أفلا تتقون يا معشر المعارضة! فإنْ قال الرئيس علي عبد الله صالح سوف أكمل فترة رئاستي فأذهب من السلطة فذلك حسب الاتفاق بينكم في الدستور أنّ من نجح في الانتخابات الرئاسيّة فحدّدْتم له زمناً معيناً حتى تأتي الانتخابات الرئاسيّة مرةً أخرى لترشيحه، ولكنّكم تريدون أن يذهب من السلطة قبل انتهاء فترته المتّفق عليها، ولسوف ننظر لهذا الاتفاق من ناحية شرعيّة في دين الله فلو أنّكم تداينتم بدينٍ إلى أجلٍ مسمّى كما أمركم الله في محكم كتابه:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ} صدق الله العظيم [البقرة:282].

    فالسؤال الذي يطرح نفسه: فهل يحقّ لمن كان من أصحاب الدَّين أن يطالبوا الذي عليه الدَّين فيأمروه أن يؤدي الدّين الذي عليه من قبل انتهاء أجله المعلوم؟ والجواب: لا يجوز لصاحب الحقّ أن يحرج أخيه بتسليم حقّه حتى يأتي أجله المسمى، غير أنه يحقّ لمن عليه الحقّ أن يقوم بتسليم الحقّ الذي عليه من قبل أن يأتي أجله المسمى طوعاً إن يشأ، ولكنّ الذي له الحقّ لا يحقّ له أن يطالب بإرجاع الدين من قبل أن يأتي أجله المسمى، وكذلك اتفاقكم في انتخاب الرئيس كان الاتفاق بين الرئيس والمرؤوس أن ينتخبوه رئيساً لدولتهم ويحددوا بقاءه في السلطة إلى أجلٍ مسمًى فلا يمكث فيه من بعد ذلك إلا بترشيحٍ جديدٍ له أو يحلّ محلّه المرشح الجديد، والسؤال الذي يطرح نفسه مرةً أخرى: فهل يحقّ لكم شرعاً أن تقوموا بطرده قبل أن يأتي أجل الرئاسة المتفق عليها إلى خلال عام 2013م؟ فأي ديمقراطيّة هذه في نظركم؟ بل هذه ديمخراطيّة ما أنزل الله بها من سلطان وحتى ولو تبيّن للمرؤوسين أنّ من انتخبوه رئيساً لم يكن أهلاً لذلك فعليهم أن يتحملوا خطأهم كونهم من رشحوه لذلك المنصب ولذلك فليتحملوا خطأهم ويصبروا عليه حتى تنتهي فترته الرئاسيّة ومن ثمّ لا يرشحونه مرةً أخرى، فهذا ما يقوله العقل والمنطق.

    وعليه فإن الإمام المهديّ ليحكم بينكم بالحقّ أنه لا يحقّ لكم طرد علي عبد الله صالح من السلطة من قبل أن تنتهي فترة رئاسته المتفق عليها في الدستور في عام 2006 إلى عام 2013 ولا أظنّه سوف يرشح نفسه مرةً أخرى برغم أنه يكذب من قبل إلا في هذه الفترةً وتالله إنّه لمن الصادقين كونه يرى لو أنه يترشح مرةً أخرى كونه سوف يحرق كرته ولذلك فضّل أن يذهب بماء وجهه ولكن بعد أن ينهي فترته الرئاسيّة حتى لا يكون الرئيس المخلوع، ولكنكم مصرّون على محاكمته وإذلاله هو وأسرته فجعلتموه بين أمرين أحلاهما مرّ؛ فإمّا أن يخضع لكم فيفعل كما فعل حسني مبارك ومن ثم تذلّوه كما ذلّه الشعب المصري، ولذلك فقد اعتبر بما حدث لحسني مبارك وزوجته وأولاده فقد اعتبر من فعل حسني فلم يشفع له ذلك لدى الشعب المصري وهاهم يذلّون حسني هو وزوجته وأولاده، وكذلك علي عبد الله صالح يرى أنه سوف يحدث له كما حدث لحسني مبارك وزوجته وأولاده لو أنه يسلّم إليكم القيادة من قبل أن تنتهي فترته الرئاسيّة، وبرغم أنّه لا يحبّ سفك الدماء ولكنّكم جعلتموه بين أمرين أحلاهما مرٌ ولذلك قرر إعلان الحرب وكما يقول المثل (عليَّ وعلى أعدائي).

    فاتقوا الله يا معشر المعارضة، وتالله إنّ عقولكم تتّفق مع حكم الإمام ناصر محمد اليماني بالحقّ بينكم وإنّكم أنتم الخاطئون برغم أنّ الرئيس علي عبد الله صالح فاشلٌ في سياسته كرئيس دولة فلم يستطِع أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ولم يستطع أن يحكم بما أنزل الله ولكن ذلك ليس حجّةً لكم أن تُدِخلوا البلاد في حربٍ أهليّة لا يُحمد عقباها فتؤخروا اليمن خمسين عاماً للوراء وبعد خمسين عاماً يرجع وضع اليمن إلى ما هو عليه اليوم لولا بعث الإمام المهدي، أفلا تعقلون! أليس الصبر خيراً لكم أن يكمل فترته الرئاسيّة الحاليّة فتصبروا سنتين ثم يذهب من السلطة إلى غير رجعةٍ، أفلا تتقون؟ ولكن للأسف يا معشر آل الأحمر فأنتم تعتبرونها ومن معكم من المعارضة فرصة العمر للنيل من السلطة في ظلّ هذه الظروف الأمنيّة التي تمرّ بها المنطقة العربيّة، والمهم أن يرحل من السلطة علي عبد الله صالح وحتى ولو سال الدم إلى الركب فلا يهمكم ذلك كون من سوف تُسفك دماؤهم هم من الشباب الذين لا يعقلون وأنتم وأبناؤكم سالمون وهذه هي الحقيقة ولم نظلمكم شيئاً ولا ينبغي لي مجاملتكم ولا مجاملة الرئيس علي عبد الله صالح سواءً رضيتم أم غضبتم فلا يهم لدي رضوانكم ما دام في رضوانكم ما يسخط الله فسحقاً لرضوانكم ورضوان العالمين أجمعين! وإن أبيتم أن تحتكموا إلى القرآن العظيم وتسليم الخلافة فأشهدُ الله والناس أجمعين أنّي لن أسفك قطرة دمٍ واحدةٍ للوصول إلى الحكم بحجّة أنّي أحقّ به منكم وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين فلم يجعلني الله من الذين يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء للوصول إلى الحكم؛ بل سوف أنتظر لحكم الله بيني وبينكم بالحقّ ومن ثم يفتح الله بيننا بالحقّ وهو خير الفاتحين فيظهرني الله عليكم وعلى الناس أجمعين في ليلة وأنتم وهم صاغرون.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله وعبده؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _______________


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
المواضيع المتشابهه
  1. من المهدي المنتظر إلى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وكافة قادات العرب وعلماء المسلمين والناس أجمعين
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى من المهدي المنتظر إلى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وكافة قادات العرب والمسلمين
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 10-12-2023, 05:54 PM
  2. تذكرةٌ وموعظةٌ من المهديّ المنتظَر لزعماء المسلمين عربيّهم وعجميّهم وكافة قادات البشر ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى قسم الإستقبال والترحيب والحوار مع عامة الزوار المسلمين الكرام
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 14-02-2018, 05:32 AM
  3. [ فيديو ] تذكرةٌ وموعظةٌ من المهديّ المنتظَر لزعماء المسلمين عربيّهم وعجميّهم وكافة قادات البشر ..
    بواسطة أميرة الإنصارية في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-02-2018, 11:36 AM
  4. تذكرةٌ وموعظةٌ من المهديّ المنتظَر لزعماء المسلمين عربيّهم وعجميّهم وكافة قادات البشر ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-02-2018, 11:33 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •