الموضوع: الشفاعة بين النفى والاثبات

النتائج 1 إلى 9 من 9
  1. افتراضي الشفاعة بين النفى والاثبات

    سمعت احد الاخوة الانصار ينفى بحماس شديد وجود اى نوع من انواع الشفاعة حتى انه قال امام الجميع اللهم انى لا اريد شفاعة من احد غيرك ... هالنى الامر ولكننى قررت ان ابحث بجد واجتهاد فى امر الشفاعة فلايقعد بى كسل ولايشطح بى حماس . بدأت بالبحث عن سابقين قالوا مثل ماقال المهدى ورجعت لكتاب الدكتور مصطفى محمود ( محاولة لفهم الشفاعة ) وقرات امهات كتب التفسير واستمعت لكثير ممن تعرض لهذا الامر ثم اعدت قراءة بيان المهدى حول الشفاعة وتمعنت فى اراء وتعليقات الانصار . وصلت الى خلاصة اتمنى ان تستكمل بالنقاش الراشد الذى لاتقيده اى خلفيه مهما كان مصدرها .
    اولا :ادعاء الشفاعة قديم حتى ان المشركين قالوا (هؤلاء شفعاؤنا عد الله ) وقالوا ( مانعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ) ثانيا : الشفاعة وردت فى كتاب الله مثبتة لله وحده (قل لله الشفاعة جميعا ) ووردت منفية البتة (من قبل ان ياتى يوم لابيع فيه ولاخلة ولا شفاعة )
    ثالثا :اثبت الله انه يأذن لمن يشاء ان يشفع لمن يشاء .فالمشيئة مشيئة الله والاذن من الله (مامن شفيع الا من بعد اذنه ) (وكم من ملك فى السموات لاتغنى شفاعتهم شيئا الا من بعد ان ياذن الله لمن يشاء ويرضى ) وانى لاتعجب .. ماذا يضير مثبتى الشفاعة ان علموا انها بيد الله ولاتكون الا باذن منه .... وماذا يضير منكريها ان اذن الله ورضى لبعض عباده ان يقوموا هذا المقام ويشفعهم فيمن قدر لهم ذلك ؟؟؟؟؟ .

  2. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اقتباس المشاركة 5105 من موضوع ردود الإمام على أبي فراس الزهراني: العلم من الله هو الحُجّة والبرهان المبين ..

    - 5 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    16 - 04 - 1431 هـ
    01 - 04 - 2010 مـ
    12:20 صباحاً
    _________



    { وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦ } صدق الله العظيــم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين ولا اُفرّق بين أحدٍ من رسله وأنا من المسلمين..
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ ويا أيّها السائل إني الإمام المهديّ أُصلّي وأسلّم على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وصحابته الأخيار الذين معه قلباً وقالباً وأسلّمُ عليهم تسليماً، وقد أفتاكم الله في صحابته الأخيار وهم الذين آمنوا ونصروا محمداً رسول الله من قبل الفتح وأشدّوا أزره في زمن العُسرة من قبل التمكين بفتح مكة المبين؛ أولئك أُثني عليهم جميعاً كما أَثنى الله عليهم في محكم كتابه في قول الله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [الفتح].

    ومنهم أبو بكر الصدِّيق بالحقّ من الأنصار السابقين الأخيار ومن صحابة محمدٍ رسولِ الله قلباً وقالباً، وذكر الله صُحبته في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّـهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّـهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّـهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّـهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّـهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    ولذلك فإني الإمام المهديّ أُصلّي على أبي بكرٍ وعمرَ وأسلِّم عليهم من ربّهم وأقول فيهم قولاً كريماً أنهم من الأنصار السابقين الأخيار في عصر العسر من قبل التمكين بالفتح المبين؛ أولئك رضي الله عنهم ورضوا عنه، تصديقاً لقول الله تعالى: {لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الفتح].

    أليس أبو بكر وعمر قد رضي الله عنهم كونهم من المؤمنين الذين بايعوا الله بالبيعة لرسوله تحت الشّجرة؟ ولذلك فإنهم من المؤمنين المُبشّرين بنعيم رضوان الله عليهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} صدق الله العظيم.

    وأما معاوية ابن أبي سفيان وابنه يزيد فقد سبق فيهم الحكم الحقّ في الحديث الحقّ أنهم هُم الفئة الباغية على المُتّقين، ولن تجدني ألعن أحداً من المسلمين حتى ولو علمتُ أنهم كانوا خاطئين إلّا المنافقين الذين يُظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، وأمّا غير ذلك فالحكم لله الذي يعلم بما في أنفسهم فألتزمُ بقول الله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٤١﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ويا أيّها النابغة؛ إن كُنت نابغةً حقاً فلْتَسعَ مع الإمام المهديّ لجمع المسلمين ودواء جراحهم وتطهير قلوبهم لوحدة صفّهم حتى تقوى شوكتهم فنجعلهم بإذن الله خير أُمّةٍ أخرجت للناس لا يُفرِّقون دينهم شيعاً وأحزاباً فهذا مُحرّمٌ في كتاب الله في قول الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    فهل تعلم بالبيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ}؟ وهُنّ الآيات المحكمات البيّنات لعالِمكم وجاهلكم، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ألا وإن من الكبائر اختلافكم في الدين الذي يسبِّب تفرُّق المسلمين شيعاً وأحزاباً فيفشلوا فتذهب ريحهم كما هو حالكم فذلك من كبائر ما تنهون عنه، عدم التفرّق في الدين وتدمير وحدة المسلمين، ولذلك وعدكم الله لئن خالفتم أمره بعذابٍ عظيمٍ، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وسبب العذاب أنّهم أعرضوا عن البيّنات من ربّهم في محكم كُتبه تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولذلك تجد الإمام المهديّ يدعو علماء المسلمين وأمّتهم إلى الاحتكام إلى آيات الكتاب البيّنات لعالِمكم وجاهلكم، والسؤال الذي يوجِّهه المهديّ المنتظَر إلى كافة علماء المسلمين هو: لماذا لا يجيبون داعي الاحتكام إلى آيات الكتاب البيّنات في محكم القرآن العظيم إن كانوا به مؤمنين، ولا يزالون يتّبعون ملّة فريقٍ من أهل الكتاب من الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم؟ وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وذلك لأنه يوجد فيه الحُكم فيما كانوا فيه يختلفون في دينهم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ} [المائدة:48].

    {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦﴾} [النمل] صدق الله العظيم.

    ولكنهم أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا تتبعون ملّتهم فتُعرضون عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله كما أعرضوا؟ فلماذا تنهجون نهجهم وتُعرضون عن آيات الكتاب البيّنات لعالِمكم وجاهلكم؟ فهل ترضون على أنفسكم أن تكونوا من الفاسقين المعرضين عن آيات الكتاب البيّنات لعالمكم وجاهلكم؟ فتذكَّروا قول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وذلك لأنها من آيات أمّ الكتاب البيّنات هُنّ أمّ الكتاب تصديقاً لقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

    ومن آيات الكتاب البيّنات لعالِمكم وجاهلكم قول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٥٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولكن للأسف ستجدون أنفسكم معرضين عن آيات الكتاب البيّنات هنّ أمّ الكتاب وتتبعون آياته المتشابهات في الشّفاعة، وليس بيانهنّ كما تزعمون، فكيف! فهنّ آياتٌ مُتشابهاتٌ لهنّ بيانٌ غير ظاهرهنّ المتشابه، ولم يأمركم الله بالاعتصام بظاهرهنّ لأنهنّ من أسرار الكتاب ولا يعلم تأويلهنّ إلّا الله ويُعلِّم بتأويلهنّ الرّاسخين في العلم من الأئمّة المُصطفين إن وُجِدوا فيكم، وإذا لم يوجدوا فلم يأمركم الله باتّباع ظاهرهنّ، بل أمركم باتّباع آيات الكتاب المحكمات البيّنات لعالِمكم وجاهلكم وكلّ ذي لسانٍ عربيٍّ مبينٍ ولكنكم تتبعون ظاهر المتشابه ابتغاء البرهان لأحاديث وروايات الفتنة الموضوعة التي منها ما يأتي يتطابق مع ظاهر المُتشابه ولذلك اتّبعتم ظاهر المُتشابه ابتغاء إثبات رواية الفتنة الموضوعة وأنتم لا تعلمون أنها موضوعة؛ بل تزعمون أن ذلك الحديث أو الرواية إنما هو تأويلٌ لهذه الآية، ولذلك قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولربّما يودّ أحد السائلين أن يقاطعني فيقول: "ويا ناصر محمد اليمانيّ، أليس البيان الحقّ يأتي متشابهاً لآيات القرآن تصديقاً لحديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ قال: [ما تشابه مع القرآن فهو مِنِّي]؟"، ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ وأقول: اللهم نعم بشرط أن لا يُخالف الحديثُ لإحدى آيات الكتاب المحكمات البيّنات فلا ينبغي أن يكون تناقضٌ في كلام الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً، وتعالوا لنزيدكم علماً فإنّ الآيات المُتشابهات لهنّ بيانٌ يختلف عن ظاهرهنّ جُملةً وتفصيلاً، ولذلك لا يعلم بتأويلهنّ إلّا الله، ولكن حديث الفتنة يأتي يتشابه مع ظاهرها تماماً؛ إذاً لماذا يقول الله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ}؟ ويقصد المُتشابه، إذاً لو كان الحديث تأويلاً لتلك الآية لما تشابه مع ظاهرها تماماً، ولكن يا قوم أفلا تعلمون أن ظاهر المُتشابه تجدونه يختلف مع آيات الكتاب البيّنات المحكمات هنّ أمّ الكتاب وذلك لأن الله وضع فيهنّ أسراراً في الكتاب يعلمها الرّاسخون في العلم منكم الذين لا يقولون على الله ما لا يعلمون، ولم يجعل الله الحجّة عليكم في الآيات المُتشابهات التي لا يعلم بتأويلهنّ إلّا الله؛ بل أمركم فقط بالإيمان بأنّهنّ كذلك من عند الله وأمركم أن تتبعوا آيات الكتاب المحكمات البيّنات ولا يُعرض عنهنّ فيتّبع ظاهر المُتشابه إلّا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ المحكم والبيّن، ولذلك قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
    إذاً الله أمركم باتّباع آيات الكتاب المحكمات وأمركم بالإيمان بالآيات المُتشابهات التي لا يعلم بتأويلهنّ إلّا الله؛ أفلا تتقون؟ ولكني الإمام المهديّ آتاني الله علم الكتاب محكمه ومُتشابهه ليجعلني شاهداً عليكم بالحقّ إن أعرضتم عن الدعوة إلى محكم كتاب الله، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

    وبما أن الله آتاني علم الكتاب فحتماً أعلم بمحكمه، وعلّمني ربّي بمتشابهه الذي لا يعلم بتأويله إلّا الله، ولكن أكثركم يجهلون برغم أني أدعوكم إلى الاحتكام إلى آيات الكتاب المحكمات هنّ أمّ الكتاب لا يزيغ عمّا جاء فيهنّ إلّا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقِّ، فمن ذا الذي لا يعلم بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٥٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    والسؤال للإمام المهديّ: أليس قول الله بمحكمٍ بيِّنٍ ينفي شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود ولذلك قال الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]؟

    فانظروا لقول الله تعالى: {لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ} صدق الله العظيم، ولكن الذين لا يؤمنون بالله إلّا وهم مشركون سيقولون: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليمانيّ؛ إنما نفَى الشّفاعة للكُفّار؛ أمّا المؤمنين فلهم الشفاعة بين يدي ربّهم ولذلك يشفع لهم محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم"، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين ممّن يقولون على الله ما لا يعلمون، وسوف نجد الحُكم بيننا من الله في محكم كتابه في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ} صدق الله العظيم [البقرة:254].

    وتجد الخطاب موجَّهاً للمؤمنين وينفي الله الشّفاعة لهم بين يدي ربّهم تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ} صدق الله العظيم.

    والسؤال الذي يطرح نفسه: أليست كلمة (لا) هي نافية في قاموس اللغة العربيّة؟ ولذا تقولون (لا إله إلّا الله) وكذلك جاء النفي في قول الله تعالى: {وَلَا شَفَاعَةٌ}، أيْ: ولا شفاعة لوليٍّ أو نبيٍّ بين يدي ربّه يشفع للمؤمنين. وكذلك كلمة (ليسَ) أفلا تعلمون أنها من كلمات النفي المُطلق، ولذلك قال الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} صدق الله العظيم [الشورى:11].

    ولذلك قال الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    أفلا ترون أن الإمام المهديّ يحاجّكم بآيات الكتاب البيّنات لعالِمكم وجاهلكم هنّ أمّ الكتاب لتصحيح العقيدة الحقّ، فلماذا لا تتبعوا آيات الكتاب البيّنات لعالِمكم وجاهلكم، فهل أنتم فاسقون؟ وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} [البقرة].

    {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٥٧﴾} [الكهف].

    {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

    وقال الله تعالى: {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴿٤﴾} [السجدة].

    وقال الله تعالى: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّـهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَّا يُؤْخَذْ مِنْهَا ۗ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا ۖ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ﴿٧٠﴾} [الأنعام].

    وقال الله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّـهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿١٨﴾} [يونس].

    وقال الله تعالى: {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴿١٨﴾} [غافر].
    صدق الله العظيم

    ولكن الذي في قلبه زيغٌ عن الحقّ لن يستطيع أن يُنكر محكم ما جاء فيهنّ بل سيعرض عنهنّ وكأنه لا يعلم بهنّ ويجادلني بآيات الكتاب المتشابهات في ذكر الشّفاعة كمثال قول الله تعالى: {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة:255].

    وقوله تعالى: {مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِن بَعْدِ إِذْنِهِ} [يونس:3].

    وقال الله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَـٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ﴿٢٦﴾ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴿٢٧﴾ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ﴿٢٨﴾} [الأنبياء].

    وقال الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا ﴿١٠٥﴾ فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا ﴿١٠٦﴾ لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا ﴿١٠٧﴾ يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ ۖ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا ﴿١٠٨﴾ يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴿١٠٩﴾} [طه].

    وقال الله تعالى: {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٨٦﴾} [الزخرف].

    وقال الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾} [النجم].
    صدق الله العظيم

    ويا علماء المسلمين وأمّتهم، إنما نتهرَّب من تأويل آيات الكتاب المتشابهات في سرّ الشّفاعة حتى لا يزيدكم الحقّ فتنةً إلى فتنتكم لأن من الناس من لا يزيدهم الحقّ إلّا رجساً إلى رجسهم، ولكني أعظكم بواحدةٍ لعلّكم تتفكّرون في الاستثناء، وهو قول الله تعالى: {إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ} صدق الله العظيم [النجم:26].

    فانظروا لقول الله تعالى: {وَيَرْضَىٰ} صدق الله العظيم، إذاً الشّفاعة ليس كما تزعمون! وإنما يوجد عبدٌ من بين العبيد أذِنَ الله له أن يُخاطب ربّه في هذا الشأن من بين المُتّقين جميعاً، ولن يسأل الله الشّفاعة سبحانه وتعالى علواً كبيراً؛ بل خاطب ربّه أنه يرفض جنّة النّعيم ويريد تحقيق النّعيم الأكبر منها وهو أن يكون الله راضياً في نفسه، ولكن الله لن يرضى في نفسه حتى يُدخِل عبادَه في رحمته، ولذلك قال الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    إذاً إن تحقيق الشّفاعة هو أن يرضى الله في نفسه، وكيف يكون راضياً في نفسه؟ حتى يُدخِل عبادَه في رحمته ومن ثُمّ تأتي الشّفاعة من الله وحده لا شريك له وهُنا المُفاجأة الكُبرى لدى أهل النار تصديقاً لقول الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سبأ:23].

    قال الله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿٢٣﴾} [سبأ].

    فأما البيان لقول الله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} صدق الله العظيم، فلا يَقصد الله أنه أَذِن له أن يشفع لعباده، بل أَذِن له أن يُخاطب ربّه في هذه المسألة لأنه سوف يقول صواباً، وذلك لأن الله هو أرحم بعباده من عبده فكيف يشفع لهم بين يدي ربّهم؟! ولذلك أَذِن الله له من بين المُتّقين لأنه سوف يقول صواباً، ولن يتجرّأ للشّفاعة بين يدي ربّه سبحانه وتعالى علواً كبيراً، ولذلك لن تجدوا لجميع المُتّقين من الجنّ والإنس وملائكة الرحمن المُقرّبين لن تجدوهم يملكون من الله الخطاب في هذه المسألة نظراً لأنهم جميعاً لا يعلمون باسم الله الأعظم الذي جعله سرّاً في نفسه. ولذلك قال الله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ﴿٣١﴾ حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ﴿٣٢﴾ وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ﴿٣٣﴾ وَكَأْسًا دِهَاقًا ﴿٣٤﴾ لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴿٣٥﴾ جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ﴿٣٦﴾ رَّبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَـٰنِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [النبأ].

    فانظروا يا عباد الله إلى محكم كتاب الله الذي يُفتيكم أن المُتّقين من الإنس والجنّ لا يملكون من الرحمن خطاباً في مسألة الشّفاعة، وكذلك الملك جبريل وكافة ملائكة الرحمن المُقرّبين. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ} صدق الله العظيم [النبأ:38].

    ومن ثُمّ استثنى عبداً من عبيد الله، وقال الله تعالى: {إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابًا} صدق الله العظيم [النبأ:38].

    وذلك هو العبد الوحيد الذي يحقّ له أن يخاطب ربّه في هذه المسألة لأن الله يعلم أن عبده سوف يُحاجّ ربّه بالقول الصواب ولن يشفع وما ينبغي له أن يشفع بين يدي من هو أرحم بعباده من عبده سبحانه وتعالى علواً كبيراً؛ بل يخاطب ربّه في تحقيق النّعيم الأعظم من نعيم جنّته ويريدُ من ربّه أن يرضى.

    ((((((((((((((( وَيَرْضَىٰ )))))))))))))))

    إذاً الشّفاعة هو أن يرضى الله في نفسه، ولذلك عبده سوف يُخاطب ربّه في تحقيق النّعيم الأعظم من جنّته..
    ((((((((((((((((((((((((( وَيَرْضَىٰ )))))))))))))))))))))))))

    وقال الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    وكيف يكون الله راضياً في نفسه؟ حتى يُدخِل عبادَه الذين أخذوا نصيبهم من العذاب جنّته، فيقول الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم.

    إذاً الشّفاعة هي لله وحده لا شريك له ولن تتحقّق حتى يرضى، فإذا رضي في نفسه تحقّقت لعباده برحمته فتشفع لهم رحمته من غضبه تصديقاً لقول الله تعالى: {قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴿٤٥﴾ قُلِ اللَّـهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    فمن ذا الذي هو أرحم بكم من الله أرحم الراحمين؟ ويا قوم أفلا تعلمون أنه يتحسّر على عباده الذين ظلموا أنفسهم برغم أنه لم يظلمهم شيئاً ولا نزال نُذكِّركم بتحسّر الله على عباده، فيقول الله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} [يس:30].

    وأمّا الذين ظلموا أنفسهم فيقول كلٌّ منهم: {يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} صدق الله العظيم [الزمر:56].

    فهل تجتمع الحسرة والغضب؟ بمعنى: فهل يمكن أن يغضب الله على قومٍ وفي نفس الوقت يتحسّر عليهم؟ والجواب: كلّا إنما الحسرة تحدث في نفس الربّ من بعد أن يتحسّر عبادُه على أنفسهم فيقول الظالم لنفسه: {يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} صدق الله العظيم.

    وإنما الحسرة تحدث في نفس الربّ من بعد أن يُهلكهم الله بسبب دُعاء أنبيائهم عليهم فيصدقهم الله ما وعدهم فيدمّر عدوهم تدميراً ولكن عباده لم يَهِنوا عليه ولو لم يظلمهم شيئاً، وذلك بسبب صفته التي جعلها في نفسه وهي (الرحمة) وليس كرحمة الأمّ بولدها العاصي لو نظرتْ إليه يصرخ في نار جهنّم بل أشدّ وأعظم تكون حسرته على عباده الذين ظلموا أنفسهم وذلك لأن الله هو أرحم الراحمين، فبعد أن يُدمِّر عباده المُكذِّبين برسل ربّهم ورفضوا أن يجيبوا دعوة الله ليغفر لهم. وقال الله تعالى: {وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴿٩﴾ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّـهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ} صدق الله العظيم [إبراهيم:9-10].

    حتى إذا اعتقد المرسلون أن قومهم قد كذَّبوهم فاستيئسوا من هداهم ومن ثُمّ يقولون: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:89].

    ومن ثمّ يأتيهم نصر الله ولن يخلف الله وعده رسله وأولياءه فينصرهم على عدوّهم فيصبحوا ظاهرين فيورثهم الأرض من بعدهم. وقال الله تعالى: {وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ﴿١٠٥﴾ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾ أَفَأَمِنُوا أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّـهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿١٠٧﴾ قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ ۗ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٠٩﴾ حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴿١١٠﴾ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿١١١﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    وقال الله تعالى: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف:49].

    {وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:160].

    ولكن يا أحباب الله؛ يا معشر الآباء والأمهات؛ فتصوَّروا لو أنّ أحد أبنائِكم عصاكم طيلة حياته لم يُطِع لكم أمراً ومن بعد موته اطّلعتم عليه فإذا هو يصرخ من شدّة عذاب الحريق في نار جهنّم، فتصوَّروا الآن كم سوف تكون عظيم حسرتكم على أولادكم، فما بالكم بحسرة ربّهم الذي هو الله أرحم الراحمين؟ أم إنكم لم تجدوا في محكم كتابه أنه يتحسّر على عباده؟ وقال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يس].

    وأما الظالمون لأنفسهم فيقول كل منهم: {يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} صدق الله العظيم [الزمر:56].

    وأما آخرون: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ} صدق الله العظيم [آل عمران:170].

    وأما القوم الذين قال الله عنهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} صدق الله العظيم [المائدة:54].

    فكيف يرضون بجنّة النعيم وقد علّمهم إمامهم أن من يُحبّونه يَتحسّر في نفسه على عباده الذين ظلموا أنفسهم! ولذلك فهم يريدون تحقيق النّعيم الأعظم من جنّته وكل عباد الله الصالحين يُحبّون ربّهم لأنه أحسن إليهم فأنقذهم من ناره وأدخلهم جنّته، ولكن القوم الذي وعد الله بهم في محكم كتابه تنزَّه حُبُّهم لربّهم عن المادة، ولذلك لم تجدوا الله ذكر ناره أو ذكر جنّته؛ بل قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    وهنا يستوقف أولو الألباب التفكير فيقول: "إذا كنتُ حقاً أحبُّ الله بالحبّ الأعظم من النّعيم والحور العين فما الفائدة من الاستمتاع بنعيم الجنّة وحورها وقد علَّمنا الإمامُ المهديّ أن حبيبنا الأعظم مُتحسّرٌ وحزينٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟"، أولئك لن يُرضيَهم الله بالنّعيم والحور العين بل ينضمُّوا إلى جانب الإمام المهديّ فيناضلوا في تحقيق النّعيم الأعظم حتى يذهب التحسُّر من نفسه على عباده
    ((((((((((((((( وَيَرْضَىٰ )))))))))))))))

    فذلك هو أملُهم ومنتهى غايتهم وكُلّ أمنيتهم وجميع هدفهم، فهل تدرون لماذا؟ لأنهم قوم
    {{{{ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ }}}}

    فمن كان منهم فوالله لا يجد إلّا أن يتّبع الإمام المهديّ فيُحرِّم على نفسه جنّة ربّه ويقول: وكيف أرضى بجنّة النّعيم وحورها وقصورها وأحبّ شيءٍ إلى نفسي يقول:
    {{{{ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ }}}}؟

    فلا نزال نذكركم بتحسُّر الله في نفسه حتى لا تدْعوا على عباده فتصبروا على عباده حتى يهديهم، وأقصد الصبر على الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدُنيا ويحسبون أنهم مهتدون، وذلك لأنهم لم يُبصروا بعدُ ما أبصرتموه يا معشر الأنصار فصبرٌ جميلٌ عسى الله أن يهديهم برحمته التي كتب على نفسه وسِع ربنا كلَّ شيءٍ رحمةً وعلماً.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 7561 من موضوع لن يعقل سرّ الشفاعة إلا الذي علّم النّاس بحقيقة اسم الله الأعظم، ومن هم أولو الألباب ؟


    الإمام ناصر محمد اليماني
    25 - 09 - 1431 هـ
    04 - 09 - 2010 مـ
    04:06 صباحاً

    [ لمتابعة الرابط الأصلي للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=7490
    ــــــــــــــــــــــ



    لن يعقل سرّ الشفاعة إلا الذي علّم النّاس بحقيقة اسم الله الأعظم ..
    ومن هم أولو الألباب ؟


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسَلين وآلهم الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدّين، ولا أفرّق بين أحدٍ من رسله وأنا من المسلمين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

    قال الله تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    اللهم صلِّ على عبادك أولي الألباب وسلّم تسليماً، وسبقت فتوانا بالحقّ أنّه لن يتّبع الأنبياء والمرسَلين والمهديّ المنتظَر إلا الذين يستخدمون عقولهم وأولئك الذين هداهم الله من عباده، تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ ۚ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٩﴾ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّـهِ وَلَا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ ﴿٢٠﴾ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ﴿٢١﴾ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ﴿٢٢﴾ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ﴿٢٣﴾ سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فمن هم أولو الألباب؟ والجواب: إنّهم الذين لا يتّبعون الذين من قبلهم الاتّباع الأعمى بل يردّون بصيرة الداعية إلى الله إلى عقولهم هل تقرّها أم تنكرها لكونها لا تعمى الأبصار عن التمييز بين الحقّ والباطل، ولذلك فسوف يسألكم الله عن عقولكم لو لم تتّبعوا الحقّ من ربّكم وكذلك سوف يسألكم الله عن عقولكم لو اتّبعتم الباطل من الذين يقولون على الله ما ليس له برهان من ربّهم إلا اتّباع الظنّ، قال الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وسبق أن أفتيناكم من محكم الكتاب أنّ أصحاب النّار من الجنّ والإنس هم الذين لا يتفكّرون فيما أُنزل إليهم من ربّهم فهم عنه معرضون، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَـٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴿١٧٩﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وكذلك تجدون الفتوى من الكافرين عن سبب ضلالهم عن الصراط المستقيم بأنّه عدم استخدام العقل، ولذلك قالوا: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الملك].

    وها هم المسلمون عادوا لسرّ عبادة الأصنام، وقد يستغربّ الباحث عن الحقّ فيقول: "ولكننا لا نعلم أنّ المسلمين عادوا لعبادة الأصنام". ثمّ نردّ عليهم بالحقّ ونقول: وذلك لأنّكم لا تعلمون ما هو السرّ لعبادة الأمم الأولى للأصنام. وإنّما الأصنام تماثيل صنعتها الأمم الأولى لأنبياء الله في كلّ أمّة ولأوليائه المكرمين، فيعتقدون أنّهم شفعاؤهم عند الله حتى إذا جاء حشرهم فيعرف أولياء الله الذين جسدوا الأصنام تماثيلاً لصورهم ولذلك يقولون: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٨٦﴾ وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّـهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    وإنّما يشركون بعد حينٍ من بعث نبيّهم بسبب تعظيمه والمبالغة فيه من بعض أتباعه بعد حينٍ من موته، فيصنعون لصورهم تماثيل من بعد موتهم، ولذلك فهم غافلون عن عبادتهم. وقال الله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّـهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ﴿٥﴾ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [الأحقاف].

    وقال الله تعالى: {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ} صدق الله العظيم [الزخرف:86].

    وسأل الله أنبياءه ورسله وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨﴾ فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا ۚ وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    وتجدون أنّ سبب ضلالهم أنّهم لم يتّبعوا ذكر ربّهم المُنزل إليهم، ولذلك قال الأنبياء: {سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا} صدق الله العظيم.

    وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ ﴿١٣﴾ إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [فاطر].

    وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ۚ وَرُدُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    فانظروا لقول أنبياء الله للذين اعتقدوا في شفاعتهم قالوا: {وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ۚ وَرُدُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم.

    إذاً فقد كفروا بعقيدة المبالغة فيهم بغير الحقّ لأنّهم عباد الله المكرمين وكانوا عليهم ضدّاً، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ﴿٨١﴾ كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [مريم]. وذلك هو سرّ عبادة الأصنام.

    إذاً فلا فرق بين شرك الأمم الأولى وشرككم إلا قليلاً لكونكم ترجون شفاعة أنبياء الله ورُسله وأوليائه المقرّبين فترجون منهم أن يشفعوا لكم بين يديّ الله فذلك شرك بالله فلا ينبغي لهم أن يكونوا أرحم من الله أرحم الراحمين، فكيف تنكرون صفة الله أنّه أرحم الراحمين؟ فكيف يشفع لكم ممن هم أدنى رحمةً بكم من الله أفلا تعقلون؟

    ولربّما يودّ أحد الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مُشركون أن يقاطعني فيقول: "ألم يقل الله تعالى: {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ} صدق الله العظيم [الزخرف:86]؟" ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ عن البيان الحقّ لقول الله تعالى: {إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ}، أي: شهد أنّ الله هو أرحم الراحمين، ولذلك يحاجِج ربّه في تحقيق النّعيم الأعظم حتى يرضى الله في نفسه، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    وبما أنّه لا يجرؤ أحدٌ على خطاب الربّ إلا الذي أذِن له أن يخاطب ربّه وذلك لأنّه يعلم أنّه سوف يقول صواباً، ولذلك تجدونه يحاجِج ربّه أن يرضى في نفسه، ولذلك قال الله تعالى: {إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ} صدق الله العظيم، إذاً لن تجدوه يسأل الله الشفاعة بل يخاطب ربّه بتحقيق النّعيم الأعظم ويرضى، فإذا رضي تحقّقت الشفاعة من الله إليه فتشفع لهم رحمته في نفسه وهو العلي الكبير. وقال الله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

    فيتفاجأ أهل النّار بقول الله لأحد النفوس المطمئنة: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴿٢٧﴾ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً ﴿٢٨﴾ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ﴿٢٩﴾ وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [الفجر]، ومن ثمّ يتفاجأ عباد الله بإذن الله لهم ولعبده بالدخول جنّته فيقولون: {مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ} صدق الله العظيم. ومن ثمّ يردّ عليهم زُمرته من عبيد النّعيم الأعظم: {قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم.

    وأمّا عباد الله المكرمون فهم لا يملكون الشفاعة تصديقاً لقول الله تعالى: {لَّا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ} صدق الله العظيم [مريم:87]، وذلك لأنّهم لا يعقلون سرّ الشفاعة لكونهم لا يحيطون بسرّ اسم الله الأعظم ليحاجّوا ربّهم أن يحقّقه لهم، ولذلك قال الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الزمر]، وإنّما يقصد الله أنّهم لا يعقلون سرّ الشفاعة، أي لا يفهمون السرّ ولذلك لا ينبغي أن يخاطب الربّ في سرّ الشفاعة إلا الذي يعقل سرّها أي الذي يعلم بسرّها. وأضرب لكم على ذلك مثلاً في قول الله تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّـهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ}صدق الله العظيم [البقرة:75]، وموضع السؤال هو في قول الله تعالى: {مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ}، أي من بعد ما علموه، وإنّما أضرب لكم على ذلك مثلاً لكي تعلموا البيان لكلمات التشابه أنّه يأتي في مواضع ذكر العقل ولا يقصد به بالأبصار بل العلم والفهم، مثال في قول الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم.

    وتبيّن لكم أنّه يقصد بقوله: {أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ}، أي: لا يملكون الشفاعة لكونهم لا يعقلون سرّ الشفاعة، ولن يعقل سرّ الشفاعة إلا الذي علّم النّاس بحقيقة اسم الله الأعظم، وذلك لأنّ اسم الله الأعظم هو السرّ للذي أذِن له الرحمن وقال صواباً وجميع المتّقين من قبل لا يملكون منه خطاباً فيشفعون لكونهم لا يعقلون سرّ اسم الله الأعظم جميع المُتّقين وملائكة الرحمن المقرّبين، ولذلك لا يملكون منه خطاباً في سرّ الشفاعة جميعاً. وقال الله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ﴿٣١﴾ حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ﴿٣٢﴾ وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ﴿٣٣﴾ وَكَأْسًا دِهَاقًا ﴿٣٤﴾ لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴿٣٥﴾ جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ﴿٣٦﴾ رَّبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَـٰنِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا ﴿٣٧﴾ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابًا ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [النبأ].

    وإنّما يأذن للعبد الذي علم بحقيقة اسم الله الأعظم، ولذلك يأذن الله له أن يُخاطب ربّه لكونه سوف يقول صواباً، وذلك هو المُستثنى الذي يأذن الله له أن يخاطبه في سرّ الشفاعة، ولذلك قال الله تعالى: {إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابًا} صدق الله العظيم، لكون القول الصواب هو أنّه سوف يخاطب ربّه أن يحقق له النّعيم الأعظم من نعيم جنّته فيرضى، ولذلك قال الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [النجم]، وذلك لأنّ رضا الله هو النّعيم الأعظم من نعيم جنّته، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    إذاً قد تبيّن لكم حقيقة اسم الله الأعظم أنّه ليس اسماً أعظم من أسماء الله الحُسنى، فأيّمّا تدعون فله الأسماء الحُسنى من غير تفريقٍ فإن فرّقتم فذلك إلحادٌ في أسماء الله الحُسنى، وإنّما يوصف الاسم الأعظم بالأعظم لكون الله جعل هذا الاسم صفةً لرضوان نفسه تعالى على عباده فيجدون أنّه حقاً نعيم أعظم من نعيم الجنّة ولذلك يوصف بالأعظم، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم.

    فهل عقِلتم حقيقة اسم الله الأعظم؟ ففي ذلك السرّ لمن أذِن الله له بالخطاب لكونه يتّخذ رضوان الله غايةً وليست وسيلةً لكي يفوز بالجنّة، وكيف يتحقّق رضوان الله في نفسه؟ وذلك حتى يدخل عباده في رحمته. فلِمَ يا قوم تبالغون في أنبياء الله ورسله ولم تقتدوا بهداهم فتحذوا حذوهم فتنافسوهم وعبيد الله جميعاً في حبّ الله وقربه؟ بل أبيتم وتزعمون أنّهم شُفعاؤكم بين يدي الله، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ ۖ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴿٥٥﴾ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾ وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    إذاً آية العذاب التي سوف تشمل قرى المسلمين والكافرين بذكر الله القرآن العظيم هو بسبب أنّ الإمام يدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له فتنافسون كافة عبيد الله الأوّلين والآخرين في حبّ الله وقربه أيّهم أقرب من غير تعظيمٍ ولا تفضيلٍ لأحد عبيده من دونه فتجعلونه خطاً أحمر بينكم وبين ربّكم فتعتقدون أنّه لا ينبغي لأحدكم أن ينافس أنبياء الله ورسله في حبّ الله وقربه! فذلك شركٌ بالله وظلمٌ عظيمٌ لأنفسكم، فما خطبكم لا ترجون لله وقاراً؟ فلا أجد في الكتاب المخلصين لربّهم إلا قليل لكون أكثر النّاس لا يؤمنون! ثمّ أجد كثيراً من الذين آمنوا لا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون به عباده المقرّبين بسبب تعظيمهم بغير الحقّ! فجعلوا الله حصريّاً لهم من دونهم بسبب أنّهم عباده المكرمين.

    ويا سبحان ربّي وهل تدرون لماذا كرّمهم الله؟ وذلك لأنّهم يعبدون ربّهم وحده لا شريك له فيتنافسون إلى ربّهم أيّهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه، فمن الذي نهاكم أن تقتدوا بهداهم حتى يكرّمكم الله مثلهم لو حذوتم حذوهم فنافستم أنبياء الله ورسله والمهديّ المنتظَر وجبريل وكافة عبيد الله في الملكوت جميعهم يتنافسون إلى ربّهم أيّهم أقرب، ولذلك جعل الله العبد الفائز بأعلى درجةٍ مجهولاً بين عبيده أجمعين وبما أنّهم يعلمون بذلك تجدونهم يتنافسون إلى ربّهم أيّهم أقرب ولكنّكم أشركتم بالله يا من تعتقدون أنّه لا ينبغي لكم أن تنافسوا محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وجميع الأنبياء بسبب عقيدتكم الباطل أنّ ذلك لا يحقّ إلا لهم لكون الله اصطفاهم من بينكم، ثمّ يقول المهديّ المنتظَر: يا سبحان الله الواحد القهّار! فهل جعلتموهم أولاد الله ولذلك ليس لكم الحقّ في ذات الله ما لهم، أفلا تتّقوا اللهَ؟ إذاً لماذا خلقكم الله إن كنتم صادقين؟ وللأسف فكما قلنا لكم من قبل أنّ أكثر النّاس لا يؤمنون، وللأسف أجد أن أكثر الذين آمنوا بالله لا يؤمنون إلا وهم به مشركون عباده المقرّبين، وقال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    اللهم قد بلغت .. اللهم فاشهد، وما كان للإمام المهدي الحقّ من ربّكم ولا لجميع الأنبياء والمرسَلين أن ننهاكم أن تنافسونا إلى الله، ويا سبحان الله وما ابتعثنا الله بذلك؛ بل ابتعثنا الله أن ندعوكم لتحقيق الهدف من خلقكم فتعبدون الله وحده لا شريك له ليتنافس جميع العبيد إلى الربّ المعبود لا إله غيره ولا معبودَ سواه، فكونوا ربّانيّين واعبدوا الربّ المعبود، ونافسوا عبيده جميعاً في حُبّه وقربه إن كنتم إيّاه تعبدون، وقال الله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّـهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، اللهم فمن بلّغ عنّي العالمين فاجعله من الآمنين وثبِّته على الصراط المستقيم ليكون من الموقنين الربّانيين الذين لا يشركون بالله شيئاً.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين ..
    أخوكم عبد النّعيم الأعظم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    _________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  3. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اقتباس المشاركة 110798 من موضوع السبب الحقيقي للإشراك بالله وسرّ الشفاعة ..


    - 17 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    21 - 10 - 1430 هـ
    10 - 10 - 2009 مـ
    01:08 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    سؤال الإمام إلى الأنصار وضيوف طاولة الحوار وكافة علماء الأمّة:
    لماذا تسمّى الدرجة العالية الرفيعة بالجنة بالوسيلة؟



    بسم الله الرحمن الرحيم، والصّلاة والسلام على جدّي النّبيّ الأمّي خاتم الأنبياء والمرسلين وآله التّوابين المتطهِّرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين..

    إخواني الأنصار السابقين الأخيار وكافة الزوار ضيوف طاولة الحوار وكافة علماء الأمّة، لقد أخبركم الله بتنافس عبيده المقربين جميعاً على درجة الوسيلة وهي أرفع درجةٍ في جنّات النّعيم وأقرب درجةٍ إلى ذات الرحمن لأنها في قمة جنّة النّعيم ومُلتصقة بعرشه العظيم سبحانه ولا ينبغي إلا أن تكون لعبدٍ واحدٍ من عباد الله أجمعين فيكون أقرب عبدٍ إلى ذات الرحمن فليس بينها وبين ذات الرحمن سبحانه إلا الحجاب. وقال الله تعالى:
    {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أَقْرَبُ} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].

    وذلك لأنّ الفائز بها سوف يكون هو العبد الأقرب إلى الرحمن من عبيد الله جميعاً، وعرَّفها لكم محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [الوسيلة درجة عند الله ليس فوقها درجة، فسلوا الله الوسيلة] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [سلوا الله الوسيلة، فإنها منزلة في الجنّة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو] صدق رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    والسؤال الموجّه إلى كافة الأنصار السابقين الأخيار وإلى كافة الزوار ضيوف طاولة الحوار الباحثين عن الحقّ وإلى كافة علماء أمّة الإسلام هو: لقد تمّ تعريف الدرجة العالية الرفيعة بالجنة في مُحكم كتاب الله وفي سنَّة رسوله الحقّ باسم: ((الوسيلة)) والسؤال هو لمَ تُسمى
    ((الوسيلة))؟ ثم نُكرر السؤال مرةً ثانية ونقول: لماذا تُسمى ((الوسيلة))؟ ونكرر السؤال مرةً ثالثة ونقول: لماذا تُسمى ((الوسيلة))؟ ألا وإنها لن تُنال جنّة النّعيم جميعاً إلا بنعيم رضوان الله فمن اتَّبع رضوان الله أدخله جنته ومن لم يتبع رضوان الله أحبط عمله وأدخله ناره. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:١٧٤].

    والبيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم، ويقصد نعيم جنّته لمن اتَّبع رضوانه، وأمّا أصحاب النَّار فكرهوا رضوان الله فأحبط أعمالهم وأدخلهم النّار. وقال الله تعالى: {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتّبعوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} صدق الله العظيم [محمد:٢٨].

    والسؤال الآخر: فهل وجدتم في مُحكم كتاب الله أنّ نعيم الجنّة جميعاً هو أكبر من نعيم رضوان الله على عباده؟ والجواب تجدوه في مُحكم الكتاب. وقال الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ‎﴿٧٢﴾‏} صدق الله العظيم [التوبة].

    وحين أفتاكم المهديّ المنتظَر عن كافة المقربين أنهم تنافسوا على ربّهم فاتخذوا رضوان ربّهم وهو النّعيم الأعظم وسيلةً لتحقيق الوسيلة النّعيم الأصغر؛ الدرجة العالية الرفيعة في الجنّة، ولم يضلّوا عن الصراط المستقيم؛ بل عبدوا الله وحده لا شريك له، وأنا على ذلك لمن الشاهدين واتَّبعتهم في عبادة الله وحده ولم أشرك به شيئاً فاستوينا في الإخلاص لله جميع عباد الله المُخلصين. ألا لله الدّين الخالص.

    وأما فتوى الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني حين أفتى بأن كافة عباد الله المقربين المُتنافسين على ربّهم بالفوز بالدرجة العالية الرفيعة قد أخطأوا الوسيلة فلم أنطق إلا بالحقّ، وإنا لصادقون. وإذا أعداء الله والذين لا يعلمون يستنبطون هذه الفتوى الحقّ من بياني وأرادوا أن يحاجّوا أنصاري بها ليقيموا عليهم بالحجّة. ويقولون: "أفلا ترون أنّ إمامكم المزعوم ناصر محمد اليماني يقول أنّ كافة عباد الله المقربين من الأنبياء والمرسلين والصالحين المُتنافسين على ربّهم قد أخطأوا الوسيلة! أفلا ترون أنهُ قد ضلّ عن اتِّباع الصراط المستقيم؟". ثم لا يجد الأنصار الإجابة على الذين يصدون عن الحقّ صدوداً، ثم يزيدهم الإمام المهديّ علماً بإذن الله ويردّ على المُمترين الإمامُ المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم وأقول: ألم يبيّن الله لكم ورسوله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أنّ اسم الدرجة العالية الرفيعة
    ((الوسيلة))؟ وقال الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أَقْرَبُ} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].

    وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [الوسيلة درجة عند الله ليس فوقها درجة، فسلوا الله الوسيلة] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وأهله وسلم.

    وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [سلوا الله الوسيلة، فإنها منزلة في الجنّة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو] صدق رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    وهنا يكمن سرّ الإمام المهديّ الذي بشّركم به محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وقال:
    [أبشركم بالمهدي]، وذلك لأنه يهدي إلى حقيقة اسم الله الأعظم (النعيم الأعظم) وفصّلناه من مُحكم الكتاب تفصيلاً، فمن ذا الذي يُحاجني في حقيقة اسم الله الأعظم إلا هيمنت عليه بسلطان العلم المُلجم من القرآن المحكم وإنا لصادقون.

    ولقد رأيت محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ليلة الجمعة التي انقضت من بعد صلاة فجر يوم الجمعة، وقال لي عليه الصلاة والسلام في الرؤيا الحقّ للمرة الثالثة:
    {وَقُلِ الحقّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} صدق الله العظيم [الكهف:٢٩].

    ثم ذكَّرني بوعد الله بالحقّ أنه لا يحاجني جاهلٌ أو عالِم إلا ألجمته بالعلم من مُحكم القرآن العظيم حتى يؤمن بالقرآن العظيم أو يكفر ولا خيار لهم، وذلك لأنّني أحياناً أضطر للمراوغة خشية الفتنة للأنصار السابقين الأخيار، وأخفي شيئاً من العلم المُلجم ولكن بيني وبين عبيد الله هو شيء واحدٌ لا أحيد عنه شيئاً ولا أبدّلهُ أبداً وهي الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له كما ينبغي أن يُعبد لتحقيق الهدف من خلقهم، ألا والله ما تحقق الهدف الذي خلقهم الله من أجله حتى يبعث الله الإمام المهديّ لتحقيق الهدف الحقّ من خلقهم، وأشهدُ الله أني من المُستجيبين لدعوة كافة الأنبياء والمرسلين إلى عبادة الله وحده لا شريك له، غير أن الإمام المهديّ لا يتخذ النّعيم الأعظم وسيلة لتحقيق الوسيلة، وأقسم بالله الذي لا إله غيره ولا معبود سواه أنني لن أتراجع عن الاستمساك بدعوتي الحقّ حتى لو كفر بدعوتي كافة عبيد الله في السماوات والأرض.

    ويا معشر أولي الألباب، إني أدعو كافة عباد الله أن يقدِّروا الله حقّ قدره فهو العزيز الحكيم المُتكبر جعل عبادته في الكتاب مُقابل الأجر المادي بيعٌ وشراءٌ. وقال الله تعالى:
    {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ} صدق الله العظيم [التوبة:١١١].

    ووعد عباده الذين عبدوه فاتبعوا رضوانه بجنته ومن كره رضوانه من عباده وعده بناره فأصبح البيع والشراء جبرياًّ في الكتاب إما أن يبيعوا أنفسهم وأموالهم بمُقابل الثمن المادي جنّة النّعيم خالدِين فيها وإن أبوا فالنار مثواهم وبئس المصير، ولكن الإمام المهديّ الذي آتاه الله علم الكتاب رفض الدرجة العالية الرفيعة في الجنّة والتي تُسمى في الكتاب بالوسيلة.

    وأقص عليكم بعض قصص الإمام المهديّ من قبل أن يؤتيه الله علم الكتاب، وهاجر إلى ربّه في ليلٍ مُظلمٍ إلى شِعْبٍ بعيدٍ عن قريته ليجأرَ بصوتٍ مُرتفع والدموع تتدفق من عينيه حتى تبللت لحيته ثم تبلل صدره بالدمع وهو يجأر إلى ربّه ويقول:
    "يا رب لقد أمرت عبادك أن يعبدوك فيبيعوا لك أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنّة ولكنّ عبدك يقولها لك بصراحة إنّي أرفض نعيمّ جنتك مهما بلغ ومهما كان ومهما يكون ومهما تُضاعف جنّة النّعيم حتى لو ضاعفتها لعبدك عِداد مثاقيل ذرّات هذا الكون العظيم؛ بل إنّي أرفض ملكوتك أجمعين مُقابل عبادتك سبحانك، أُفٍّ لملكوت الدُّنيا وأُفٍّ لملكوت الآخرة وأُفٍّ لجنّتك التي عرضها كعرض السماوات والأرض، وأقسم بعزّتك وجلالك أنّك لا تستطيع أن تفتِنَني عن النّعيم الأعظم من ملكوت الدُّنيا والآخرة بعدما علمتُه في نفسي أنّهُ نعيم رضوانك، ولن أكتفي بنعيم رضوانك على عبدك بل أعبدك حتى تكون أنت راضياً في نفسك، فكيف يستطيع عبدك أن يستمتع بالنعيم والحور العين وأنت لست براضٍ في نفسك بسبب ظُلم عبادك لأنفسهم؟ وإنّي أشهدك ربّي أني حرّمت على نفسي جنّة النّعيم حتى يتحقق لي النّعيم الأعظم منها حتى تكون أنت راضياً في نفسك لا مُتحسراً ولا غضباناً، ولكن يا إلهي لقد حال بيني وبين تحقيق نعيم رضوانك الكامل كثيرٌ من عبادك، فلمَ خلقتني يا إلهي؟ فعبدك يعبد نعيم رضوان نفسك وأرى الذين عبدوك وأسكنتهم جنّتك قد رضوا بها فرحين بما آتاهم الله من فضله! فيا عجبي منهم كيف يهنَأون بالنّعيم والحور العين وأحبّ شيءٍ إلى أنفسِهم حزينٌ وغير راضٍ في نفسه بسبب ظُلم عباده لأنفسهم، ويقول:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ‎﴿٣٠﴾‏ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ‎﴿٣١﴾‏ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ‎﴿٣٢﴾‏} صدق الله العظيم [يس].

    ثم أكرر هذه الآية في المُناجاة لربّي في شِعبٍ بعيدٍ عن النّاس في ليلٍ مُظلمٍ وكان صوتي له صدًى كبيرٍ في ذلك الشعب البعيد، وهكذا كنت أذهب في سكون الليل إلى ذلك الشِعب فأصلّي على صخرةٍ، فكم أحببتها في الله، ألا والله العظيم في بعض الليالي فإنّ دمع عيناي من شدّة غزارته يسيل على الصّخرة إلى جوانبها في سجودي من قطرات الدمع، وليس مبالغةً بغير الحقّ ولا يهمّني أن تعلموا ذلك، ولكنّي أريدكم أن تعلموا كم حاججْتُ ربّي في تحقيق النّعيم الأعظم، ولذلك خلقكم.

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، تدبروا هذه الآيات:
    سورة الأنعام:
    {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرض مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:٦].

    {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ﴿٤٢﴾ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٤٣﴾ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كلّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴿٤٤﴾ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ربّ العالمين ﴿٤٥﴾}
    صدق الله العظيم [الأنعام].

    سورة الأعراف:
    {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ ﴿٤﴾ فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نبيّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ ﴿٩٤﴾ ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّىٰ عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿٩٥﴾ وَلَوْ أنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرض وَلَٰكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٩٦﴾ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ ﴿٩٧﴾ أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ ﴿٩٨﴾ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٩٩﴾ أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأرض مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴿١٠٠﴾ تِلْكَ الْقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالبيّنات فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ ﴿١٠١﴾ وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ ﴿١٠٢﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    سورة الأنفال:
    {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ} صدق الله العظيم [الأنفال:٥٢].

    {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ ربّهم فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وكلّ كَانُوا ظَالِمِينَ}
    صدق الله العظيم [الأنفال:٥٤].

    سورة التوبة:
    {كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنيا وَالْآخِرَةِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٦٩﴾ أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالبيّنات فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    سورة يونس:
    {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالبيّنات وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ} صدق الله العظيم [يونس:١٣].

    سورة هود:
    {ذَٰلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَىٰ نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ ﴿١٠٠﴾ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ ربّك وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ ﴿١٠١﴾ وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ ربّك إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴿١٠٢﴾} صدق الله العظيم [هود].

    سورة إبراهيم:
    {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ ۛ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ۛ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ۚ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ‎﴿٩﴾‏ ۞ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ قَالُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ‎﴿١٠﴾‏ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ‎﴿١١﴾‏ وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا ۚ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ‎﴿١٢﴾‏ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۖ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ ‎﴿١٣﴾‏ وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ ‎﴿١٤﴾‏ وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ‎﴿١٥﴾‏ مِّن وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَىٰ مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ ‎﴿١٦﴾‏ يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ ۖ وَمِن وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ‎﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [إبراهيم].

    سورة الحجر:
    {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ ﴿١٠﴾ وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

    سورة النحل:
    {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:٢٦]

    {تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [النحل:٦٣].

    سورة الإسراء:
    {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَىٰ بِربّك بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا} صدق الله العظيم [الإسراء:١٧].

    سورة مريم:
    {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا} صدق الله العظيم [مريم: ٧٤].

    {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا} صدق الله العظيم [مريم: ٩٨].

    سورة طه:
    {أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنْ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَىٰ} صدق الله العظيم [طه:١٢٨].

    سورة الأنبياء:
    {وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كانت ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ (11) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ (15)} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    سورة الحج:
    {فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ} صدق الله العظيم [الحج:٤٥].

    {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم [الحج:٤٨].

    سورة المؤمنون:
    {ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ ﴿٤٢﴾ مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ ﴿٤٣﴾ ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَىٰ كلّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    سورة النور:
    {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} صدق الله العظيم [النور:٣٤].

    سورة الفرقان:
    {وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَٰلِكَ كَثِيرًا ﴿٣٨﴾ وَكُلًّا ضَرَبْنَا له الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا ﴿٣٩﴾ وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    سورة القصص:
    {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ} صدق الله العظيم [القصص: ٥٨].

    سورة العنكبوت:
    {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تبيّن لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ﴿٣٨﴾ وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَىٰ بِالبيّنات فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأرض وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ ﴿٣٩﴾ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأرض وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    سورة السجدة:
    {أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنْ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ} صدق الله العظيم [السجدة:٢٦].

    سورة سبأ:
    {وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} صدق الله العظيم [سبأ:٤٥].

    سورة الصافات:
    {وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ ﴿٧١﴾ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ ﴿٧٢﴾ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ ﴿٧٣﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    سورة ص:
    {كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ} صدق الله العظيم [ص:٣].

    سورة الزمر:
    {كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ﴿٢٥﴾ فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنيا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    سورة غافر:
    {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كلّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الحقّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ} صدق الله العظيم [غافر:٥].

    سورة فصلت:
    {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} صدق الله العظيم [فصلت:١٣].

    سورة الزخرف:
    {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نبيّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٧﴾ فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَىٰ مَثَلُ الْأَوَّلِينَ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    سورة الدخان:
    {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} صدق الله العظيم [الدخان:٣٧].

    سورة الأحقاف:
    {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَىٰ وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿٢٧﴾ فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَٰلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [الأحقاف].

    سورة محمد:
    {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ} صدق الله العظيم [محمد:١٣].

    سورة ق:
    {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ ﴿٣٦﴾ إِنْ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَنْ كَانَ له قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [ق].

    سورة النجم:
    {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَىٰ ﴿٥٠﴾ وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَىٰ ﴿٥١﴾ وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَىٰ ﴿٥٢﴾ وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَىٰ ﴿٥٣﴾ فَغَشَّاهَا مَا غَشَّىٰ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    سورة القمر:
    {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ ﴿٤﴾ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [القمر].

    {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} صدق الله العظيم [القمر:٥١].

    سورة التغابن:
    {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [التغابن:٥].

    سورة الطلاق:
    {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرسله فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا ﴿٨﴾ فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الطلاق].

    ولكن الإمام المهديّ وجد الرحمن الرحيم يقول في نفسه:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ‎﴿٣٠﴾‏ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ‎﴿٣١﴾‏ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ‎﴿٣٢﴾‏} صدق الله العظيم [يس].

    فيا عجبي من الذين رضوا بالنعيم والحور العين وأحبّ شيءٍ إلى أنفسهم مُتحسرٌ على عباده وغضبان أسفا على عباده الذين ظلموا أنفسهم وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون ويسمع الله تحسرهم على أنفسهم من بعد هلاكهم. وقال الله تعالى:
    {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كنت لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ثمّ يردّ الله عليهم في نفسه فيقول:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ‎﴿٣٠﴾‏ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ‎﴿٣١﴾‏ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ‎﴿٣٢﴾‏} صدق الله العظيم [يس].

    فيا من كان الله أحبّ شيء إلى أنفسهم، بالله عليكم كيف تريدون أنْ تستمتعوا بالنعيم والحور العين وقد أخبرتكم عن حال الرحمن ربّي وربكم الله أرحم الراحمين؟ فيا عباد الله المقربين يا من تحبّون الله كيف تهنأون بالحور العين وجنّات النّعيم؟ وحتى جدّي محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ينافس المقربين ليفوز بالوسيلة وهي الدرجة العالية الرفيعة والسبب أنه لا يعلم بحال من هو أرحم بعباده من محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- الذي كاد أن يذهب نفسه حسراتٍ على عباد الله فإذا كان هذا حاله، فكيف بحال الذي على العرش استوى من هو أرحم من محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- الله أرحم الراحمين؟ ولذلك قال الله تعالى:
    {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرض وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} صدق الله العظيم [الفرقان:٥٩].

    ولذلك رفض الإمام المهديّ الدرجة العالية الرفيعة والتي تُسمى
    ((الوسيلة)) فاتّخذها وسيلة لتحقيق النّعيم الأعظم منها ليكون الله راضياً في نفسه ولذلك خلقني ربّي لأعبد نعيم رضوانه فلن أرضى حتى يكون الله راضياً في نفسه، وكيف يكون راضياً في نفسه؟ وذلك حتى يدخل عباده في رحمته، ويا سبحان الله العظيم! فبرغم أنّ جميع الأنبياء والمرسلين والمقرّبين قد علموا أنّ اسم الدرجة العالية ((الوسيلة)) ثمّ لم يتفكروا لِمَ سماها الله ((الوسيلة))؟ وأفتيكم بالحقّ وذلك لأنها ليست الغاية من خلقنا بل خلقنا الله لنعبد النّعيم الأعظم منها ذلك نعيم رضوان الله على عباده أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:٥٦].

    ولم يخلقهم ليتّخذوا رضوان الله النّعيم الأعظم وسيلة لتحقيق الوسيلة برغم أنّهم لم يُشركوا بالله شيئاً ولن يحاسبهم الله على ذلك لأنّه العزيز المُتكبر ولذلك جعل العبادة بالمُقابل. وقال الله تعالى:
    {لَوْ أَنْزَلْنَا هَٰذَا القرآن عَلَىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٢١﴾ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ ﴿٢٢﴾ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سبحان اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٢٣﴾ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ له الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ يُسَبِّحُ له مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرض وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [الحشر].

    فانظروا لتعريف اسم (العزيز) والذي قمنا تكبيره في هذه الآيات فأمّا الأول:
    {الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} وتلك صفة عزّةِ علوِّ سلطانه وقوته وجبروته وكبريائه في الدُّنيا والآخرة سبحانه. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} [فاطر:10].

    ثم نأتي لقوله تعالى في نفس الموضع فكرر الاسم
    {الْعَزِيزُ} وقال: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} صدق الله العظيم، ويقصد بذلك عزّة نفسه سبحانه، ولذلك لم يفرض على عباده فرضاً جبريّاً أن يعبدوه حُباً في ذاته وطمعاً في رضوانه سبُحانه ولكن عزّة نفسه تمنعه من أن يفرض عليهم نفسه ليعبدوه طمعاً في حبه وقربه ونعيم رضوان نفسه برغم أنّ نعيم رضوان نفسه لهو أعظم من نعيم جنته ولكن صفة عزة نفسه تأبى أن يفرض عليهم نفسه؛ بل اشتراهم لعبادته بالمادة. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} صدق الله العظيم [التوبة:١١١].

    ولكن سبحان الله العظيم! ومن أكرم من الله؟ فإنّ الذي سوف يعبد الله حُبّاً في ذاته وطمعاً في حبّه وقربه ويأبى جنّته حتى يكون ربّه راضياً في نفسه فذلك تمنى الفوز بربه فعبده كما ينبغي أن يعبد لا طمعاً في ملكوت الدُّنيا ولا الآخرة ثم كان الله أكرم من عبده الإمام المهديّ وسوف يؤتيه الله ملكوت الدُّنيا والآخرة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّىٰ ﴿٢٤﴾ فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    ولم أنسَ أن أجيب عليك أيها السائل الذي قلت:
    اقتباس المشاركة :
    يَا أيُّها الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فإذا كنت أنفقت درجتك التي وهبك الله إياها في علم الكتاب لجدك محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فأين مكانك بالجنة؟
    انتهى الاقتباس
    ثم أردّ عليك بالحقّ وأقول: "بالنسبة لي فقد أنفقتُها لجدّي من بعد البشرى والأمر لله من قبل ومن بعد ولا يهمني أمرها شيئاً، وإنما اتخذتُها وسيلةً لتحقيق الغاية التي خلقنا الله من أجلها جميعاً حتى يكون الله راضياً في نفسه وذلك هو النّعيم الأعظم من الوسيلة، فكيف أتّخذ النّعيم الأعظم وسيلةً لتحقيق النّعيم الأصغر؟ بل اتَّخذت الدرجة العالية الرفيعة وسيلةً لتحقيق الغاية حتى يكون الله راضياً في نفسه، ولذلك تُسمى ((الوسيلة)) أي الوسيلة لتحقيق الغاية فهل ترونني على ضلالٍ مُبين؟

    ألا والله الذي لا إله غيره ولا معبود سواه لا ينكر هذا المزيد من التفصيل عن حقيقة الوسيلة والغاية إلا المؤمنون المشركون بالله أنبياءَه ورسله من الذين حرّموا التنافس على حبّ الله وقربه وجعلوه حصرياً لعباده المقربين من الأنبياء والمرسلين، وهم عبادٌ لله أمثالكم لهم في الله ما لكم، فهم بشر مثلكم قد منَّ الله عليهم، وكذلك يجزي الله المُحسنين، ولم يجعل الله التنافس على ربّهم لهم حصرياً من دون المؤمنين؛ بل هم عبادٌ لله مؤمنون أمثالكم. وقال الله تعالى:
    {وَنَادَيْنَاهُ أنْ يَا إِبْرَاهِيمُ ﴿١٠٤﴾ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    وقال الله تعالى:
    {سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ﴿٧٩﴾ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٠﴾ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [الصافات]. ولم يحصر الله التكريم عليهم فقط سبحانه بل أفتاكم سبحانه. وقال الله تعالى: {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم.

    ألا وإنّ الدرجة العالية الرفيعة -المُتنافسين عليها- فإن منها تتفجر عين الرحيق المختوم ليشرب بها المقربون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ﴿١٨﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ ﴿١٩﴾ كِتَابٌ مَرْقُومٌ ﴿٢٠﴾ يَشْهَدُهُ الْمقربونَ ﴿٢١﴾ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴿٢٢﴾ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ ﴿٢٣﴾ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النّعيم ﴿٢٤﴾ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ ﴿٢٥﴾ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [المطففين].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم خليفة الله عبد النّعيم الأعظم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 110799 من موضوع السبب الحقيقي للإشراك بالله وسرّ الشفاعة ..

    - 18 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    20 - 10 - 1430 هـ
    10 - 10 - 2009 مـ
    09:34 مساءً
    ـــــــــــــــــــ


    { إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ }
    صدق الله العظيم ..


    اقتباس المشاركة :
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو وهبي:
    بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لي سؤال واحد وقد حيرني حقيقة، وهو أنك تقول أن هناك بشراً من غير الأنبياء ينافسون الأنبياء في العبادة. والسؤال لماذا لم يُذكر أحد منهم في القرآن؟ ولم يحدث الله عنهم؟ هذا مجرد سؤال ولا تظنوا بي أني افتتنت من تساؤلات محمود المصري. فوالله الذي لا إله إلا هو أني على يقين تام أنك المهدي الموعود وأن الله الذي رزقك هذا العلم الذي لا ينبغي أن يكون بالاجتهاد من شخص عادي إلا وحياً. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    انتهى الاقتباس

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    قال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥} صدق الله العظيم [المائدة].

    ويا أبو وهبي، وهذا كلام ربّي يأمر المؤمنين به أن يبتغوا إليه الوسيلة أيّهم أقرب، وأفتاكم أن عباده المُكرمين من الأنبياء والمرسلين والمقربين هم عبيدٌ أمثالكم يبتغون إليه الوسيلة أيّهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه. وقال الله تعالى:
    {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [الإسراء:56-57].

    ولكن الذين حصروا التنافس على الله للمُقرّبين من الأنبياء والمرسلين فهم يدعونهم من دون الله ليقربوهم إلى الله زُلفى ويرجون شفاعتهم لهم بين يدي ربّهم. وقال الله تعالى:
    {أَلَا لِلَّـهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّـهِ زُلْفَىٰ} صدق الله العظيم [الزمر:3].

    ولذلك قال الله تعالى:
    {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم. ومن لم يُجِب دعوة المهديّ المنتظَر بتنافس العبيد إلى المعبود ويرون أنّهم لا يحقّ لهم أن ينافسوا رسله وأنبياءه في التقرّب إلى ربّهم فأولئك قد أشركوا بالله، ولذلك يرجون ويريدون الشفاعة لهم بين يديه من أنبيائه المقرّبين والمسيح عيسى بن مريم من عباد الله المُقرّبين. وقال الله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٤٥} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولكن النّصارى بالغوا في شأنه بغير الحقّ حتى قالوا ولد الله؛ سبحانه ويدعونه من دون الله ويرجون شفاعته بين يدي الله! وذلك لأن النّصارى يرون أنّه لا يجوز لهم أن ينافسوا المسيح عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله في القرب من ربّهم برغم أنّه عبدٌ لله مثلهم، وكذلك محمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلّم - من المقربين ولذلك يرجو المسلمون شفاعته لهم بين يدي الله ويقولون إن الشفاعة هي له من دون الأنبياء، وذلك لأنهم يرون أنه لا يجوز لهم أن ينافسوا محمداً رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلّم - في القرب من ربّهم. ولكن المهدي المنتظَر ينفي هذه العقيدة الباطلة التي افتراها المبالغون في عبيد الله المقربين فجعلوا التنافس في التقرّب من الله حصرياً للأنبياء والمرسلين من دون الصالحين، فأشرك بالله كلُّ من يرجو شفاعة العبد بين يدي المعبود، سبحانه! تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ولو كانت عقيدة المؤمنين بأنه يحقّ لهم أن ينافسوا أنبياءهم ورسلهم إلى ربّهم لما أشركوا بالله ولنافسوهم على حبّ الله وقربه ويرجون رحمته ويخافون عذابه مثلهم دونما فرق شيئاً، وإلى ذلك يدعو كافة الرسل أقوامهم أن يعبدوا الله وحده لا شريك له وأن يتنافسوا على حبّه وقربه فيبتغون إليه الوسيلة أيّهم أقرب ويرجون رحمته وليس رحمة مَنْ دونه ليشفعوا لهم بين يدي من هو أرحم بهم من عباده الله أرحم الراحمين، أولئك ما عرفوا الله حقّ معرفته ولذلك تجدونهم يدعون عباده مِنْ دونه حتى بعد أن أدخلهم ناره، وكلما نضجت جلودهم بدلهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب ويكفروا بدعوة عبيده من دونه، ولكنهم كالأنعام بل هم أضلّ سبيلاً الذين يدعون عباده من دونه حتى بعد أن أدخلهم نار جهنّم وهم فيها يحترقون فإذا هم يدعون عبيد الله من الملائكة ليشفعوا لهم عند ربّهم حتى يخفف عليهم ولو يوماً واحداً من العذاب. وقالوا:
    {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩} [غافر].

    ولكن ملائكة الرحمن المقربين من خزنة جهنّم الغلاظ الشداد الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون لم يتجرأوا أن يدعوا الله ليشفعوا لأهل النّار بين يديه حتى ليومٍ واحدٍ من العذاب؛ بل قال ملائكة الرحمن المقربون من خزنة جهنّم قالوا للكافرين:
    {قَالُوا فَادْعُوا ۗوَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم [غافر:50]، أي فادعوا ربكم الذي هو أرحم بكم من عباده فما دعاء الكافرين لعباده من دونه إلا في ضلالٍ.

    ولكن للأسف فإن الكافرين من رحمة الله مُبلسون يائسون ولا ييأس من رحمة الله إلا القوم الظالمين الذين لم يعرفوا ربّهم في الحياة الدنيا وكذلك يوم القيامة لم يعرفوا ربّهم فلا يزالون عُمياناً عن الحقّ كما كانوا في الدنيا. وقال الله تعالى:
    {وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٧٢} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ولكن للأسف هاهو المهديّ المنتظَر قد بعثه الله ليدعوَ النّاسَ إلى رحمة الله فيعرِّفهم على أسماء ربّهم الحسنى وصفاته العُلى، ويدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له كما ينبغي أن يُعبد، ويُحذِّرهم من الشرك بالله، ويفصّل لهم العقيدة الحقّ من الكتاب تفصيلاً، ويعلِّمهم ما لم يكونوا يعلمون، فإذا بالمؤمنين هم أوّل من كفر بالمهديّ المنتظر الحقّ من العالمين وهم المسلمون المؤمنون بالقرآن العظيم! فمن يُنجّيهم من عذاب الله الشديد والقريب على الأبواب للمكذبين بالبيان الحقّ للكتاب؟ أم أنّهم وجدوا أن ناصر محمد اليماني يفسر القرآن عن الهوى بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً كمثلهم؟ وأعوذ بالله من غضب الله أن أكون كمثل أيِّ عالِم من علماء المسلمين الذين أضلّوا أنفسهم وأمّتهم عن سواء السبيل كما ضلَّ من قبلهم أهل الكتاب. ولكنّي المهديّ المنتظر من أشدّ النّاس استنكارا أن يقول الإنسان على الرحمن ما لم يعلم، ولكنّي المهديّ المنتظر آتيكم بالبيان للقرآن من ذات القرآن وليس برأيٍ ولا اجتهادٍ فأقول مثلكم: "والله أعلم فقد أكون مخطأً وقد أكون مُصيباً". كلا ثم كلا.. بل الحقّ والحقّ أقول والحقّ أحقّ أن يُتّبع، ولا أقول للناس إنّي رسولٌ من الله إليكم جديدٌ؛ بل أقول لهم إنّي الإمام المهديّ قد جعل الله في اسمي خبري وراية أمري (ناصر محمد) مُتبعاً للذكر المحفوظ من التحريف الذي جاءكم به محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأُنذر الذين يتّبعون الذكر المحفوظ من ربّهم، ولا ولن يتبعني إلا المؤمنون به. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿١١} صدق الله العظيم [يس].

    ولكن للأسف صار عمر دعوة المهديّ المنتظَر في نهاية السنة الخامسة وهو يُحاجّ المؤمنين بالبيان الحقّ للقرآن العظيم ولم يئِن لهم إلى حدِّ الآن أن يؤمنوا بدعوة المهديّ المنتظر بالقرآن العظيم وأن لا يكونوا أول كافرٍ به. وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّـهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحقّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴿١٦﴾ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [الحديد].

    ولكنهم لم يستجيبوا إلى ما يُحيي به الله قلوبَهم كما يُحيي الأرضَ من بعد موتها بالماء. وقال الله تعالى:
    {يا أيّها الذين آمنوا اسْتَجِيبُوا لِلَّـهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿٢٤﴾ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].

    وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين ..
    أخو المسلمين الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ .
    _______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي


    اقتباس المشاركة 110800 من موضوع السبب الحقيقي للإشراك بالله وسرّ الشفاعة ..




    - 19 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    24 - 11 - 1430 هـ
    11 - 11 - 2009 مـ
    10:25 مساءً
    ـــــــــــــــــــــ



    ردّ الإمام على محمود المصري:

    لم يأمرك محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلَّم- أن تتّخذه وسيلةً إلى الله ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله التّوابين المتطهِّرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

    ويا من يفتري على المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني إنّ مثلك كمثل الذي ينعِقُ بما لا يسمع ويهرِف بما لا يعرف ولم يأمرك محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أن تتّخذه وسيلةً إلى الله بل دعاكم إلى ابتغاء الوسيلة إلى الله فتُنافسوا عباده أيكم أقرب. وتعال لننظر من الذي استجاب لدعوة الحقّ في الكتاب على لسان سيد الأنبياء والمرسلين النّبيّ الأمّي الأمين جدّي محمد صلّى الله عليه وآله وسلم. وقال الله تعالى:
    {يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].

    وما هو البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم، أي اعبدوا الله وحده وابتغوا إليه الوسيلة فتتنافسوا على حُبِّ الله وقُربه فتكونوا من ضمن عباده المُنافسين على ربّهم أيّهم أحبّ وأقرب. وقال الله تعالى: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أقرب وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    ولكنّك وأمثالك تأبون أن تُنافسوا الأنبياء والمرسلين في حبِّ الله وقربه وتركتم الله حصرياً لهم فأشركتمُ بالله عباده المقربين ولذلك تنتظرون شفاعتهم لكم بين يدي الله ولن يغنوا عنكم من الله شيئاً، فكيف تفتري على المهديّ المنتظَر أنه لم يتّبع محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم! وسوف يكتب الله افتراءك فيسألك الله عنه وقد خاب من حمل ظُلماً؛ بل المهديّ المنتظَر اتَّبع جدّه محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم؛ وعبد الله وحده لا شريك له، فنافس جدّه وكافة عباد الله على حُبِّ الله وقربه، وإذا لم أستجبْ لدعوة الحقّ فقد أصبحتُ من المشركين، وسبحان الله وما أنا من المشركين ولن يُغني عني جدّي محمد رسول الله من الله شيئاً، فاتّقِ الله يا من تعُرض عن دعوة محمد رسول الله ودعوة المهديّ المنتظَر إلى عبادة الله وحده لا شريك له للتنافس على حبِّه وقُربه ولكنّك من الذين لم يستجيبوا لدعوة الحقّ لأنك أصلاً لا تعلم ما هي الوسيلة! وقد أفتاكم محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ما هي الوسيلة وقال عليه الصلاة والسلام:
    [الوسيلة منزلة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو].

    إذاً، الوسيلة هي: أعلى درجة في الجنّة وهي أقرب درجة إلى عرش الرحمن لا تنبغي إلا لعبدٍ واحدٍ من عباد الله الصالحين، ولذلك تجد أنبياء الله وعباد الله المُخلصين الذين لا يشركوا بالله شيئاً يتنافسون إلى ربّهم أيّهم أحبّ وأقرب ليفوز بها. وقال الله تعالى:
    {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ ۖ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ ۚ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ﴿٥٤﴾ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ ۖ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴿٥٥﴾ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾ وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ولكن للأسف لا يؤمن أكثركم إلا وهم مشركون بالله أنبياءه ورُسله. وقال الله تعالى:
    {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بالله إِلاَّ وَهُمْ مشركونَ} صدق الله العظيم [يوسف:106].

    وما هو الإشراك؟: وهو أن تعظِّموا رُسل الله وأنبياءَه فتُغالوا فيهم بغير الحقّ، ولو أقول لأحد النّصارى بما أنّك تؤمن برسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمّه وآل عمران وسلم، فهل ترى أنّه يجوز لك أن تُنافس رسول الله المسيح عيسى ابن مريم في حبِّ الله وقُربه؟ لغِضب من المهديّ المنتظَر وقال: "هل جُننت يا من تزعم أنك المهديّ المنتظَر؟ فكيف أنافس ابن الله في حبِّ الله وقربه؟ بل ابن الله هو أولى بأبيه من عبده"، ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر وأقول: سبحان الله العظيم وتعالى علواً كبيراً.

    وأقول يا معشر النّصارى فتعالوا لنحتكم إلى الكتاب: هل دعاكم المسيح عيسى ابن مريم إلى تعظيمه بالمبالغة فيه بغير الحقّ وهو عبد الله كمثل أيّ عبدٍ من عباد الله، ولم يدعُكم المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمّه وسلم إلى عبادته من دون الله أم إنه دعاكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وإلى التنافس في حبِّ الله وقربه؟ ونترك الجواب في علم الكتاب من علاّم الغيوب فننظر لجواب المسيح عيسى ابن مريم. وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّـهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿١١٦﴾ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنْتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿١١٧﴾ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١١٨﴾ قَالَ اللَّـهُ هَـٰذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿١١٩﴾ لِلَّـهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿١٢٠﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    وكذلك جميع الأنبياء والمرسلين يدعون النّاس إلى عبادة الله وحده لا شريك له ليتنافسوا إلى حبّه وقربه، وكذلك دعاكم محمد رسول الله إلى ما أمركم الله به على لسان المسيح عيسى ابن مريم وما أمر الله به على لسان جميع الرسل. وقال الله تعالى على لسان خاتم الأنبياء والمرسلين إلى النّاس أجمعين:
    {يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم [المائدة:35]، أي ابتغوا إليه الوسيلة أيُّكم يفوز بها.

    ولديّ سؤال أوجِّهه إلى جميع المسلمين المشركين بربّهم رسلَه وأنبياءَه: فهل رسل الله وأنبياؤه عباد أمثالكم ولكم الحقّ في ربّكم مثل ما لهم أن تعبدوا الله وحده لا شريك له فتنافسوا على حُبِّ الله وقُربه أم إنكم ترونهم ليسوا عباد الله أمثالكم؟ فما خطبكم لا تؤمنون بالله إلا وأنتم مشركون به أنبياءه ورسله وقد أفتاكم الله في مُحكم كتابه أن الأنبياء والمرسلين عباد الله أمثالكم يبتغون إلى ربّهم الوسيلة أيّهم أقرب؟ وقال الله تعالى:
    {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ ۖ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ ۚ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ﴿٥٤﴾ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ ۖ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴿٥٥﴾ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾ وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فهل تعلم لماذا سوف يُعذِّب الله كافة قُرى البشر المسلم منهم والكافر؟ وذلك لأنّهم لا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون به رسله وأنبياءه ورفضوا أن يستجيبوا لدعوة رُسل الله إليهم فيتّقوا الله فيبتغوا إليه الوسيلة أيّهم أقرب تنفيذاً لأمر الله تعالى:
    {يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَة} صدق الله العظيم [المائدة:35].

    أفلا تتّقِ الله أيها المُشرك بالله! بل أقسم بالله أنّك لم تستجب لدعوة محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فتبتغي إلى ربّك الوسيلة فإن كُنت تحب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، وإذا فزت أنت يا محمود المصري بالوسيلة وهي الدرجة العالية الرفيعة في الجنّة ومن ثم تُنفقها إلى من تشاء أن شئت طمعاً في حبِّ الله وقربه حتى يكون الله راضياً في نفسه لتحقيق النّعيم الأعظم منها ولذلك تُسمى بالوسيلة وليست الغاية.

    فحسبي الله على الذين يصدوّن عن دعوة الحقّ! فكيف يا رجل ترى المهديّ المنتظَر الذي يدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وأن تبتغوا إلى ربي وربكم الوسيلة فتتنافسون على حبِّه وقربه، ومن ثم ترى يا محمود المصري أنّ المهديّ المنتظَر على ضلالٍ مبين هو ومن اتّبعه؟ أليس الحُكم لله يا من رفضت أن تعبد الله وحده لا شريك له فتُنافس عباده على حُبِّ الله وقربه. وقال الله تعالى:
    {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} صدق الله العظيم [التين:8].

    وسوف يحكم الله بيني وبين من أنكر دعوتي وأفتى أنه لا ينبغي للعباد أن يُنافسوا رسل الله في حبِّ الله وقربه، أم إنّك لا تعلم ما كان يدعو النّاس إليه محمدٌ رسول الله صلّى عليه وآله وسلم، وإليك مُلخّص دعوته بالحقّ، وقال الله تعالى:
    {قُلْ يَا أيُّها النّاس إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي له مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرض لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النّبيّ الأمّي الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف:158].

    وقال الله تعالى:
    {يَا أيُّها النّاس اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:21].

    وقال الله تعالى:
    {يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} [المائدة:35].

    وقال الله تعالى:
    {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ‎﴿٥٦﴾‏ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ‎﴿٥٧﴾} [الإسراء].

    وقال الله تعالى:
    {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ ‎﴿١١﴾‏ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ‎﴿١٢﴾‏ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ‎﴿١٣﴾‏ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي ‎﴿١٤﴾‏ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ ۗ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ‎﴿١٥﴾‏ لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ۚ ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ ۚ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ‎﴿١٦﴾} [الزمر] ‏.

    وقال الله تعالى:
    {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:31].

    ولكن لا يؤمن اكثرهم بالله إلا وهم مشركون بربّهم عباده المقربين. وقال الله تعالى:
    {تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ‎﴿١﴾‏ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ ‎﴿٢﴾‏ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ‎﴿٣﴾‏ لَّوْ أَرَادَ اللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا لَّاصْطَفَىٰ مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ سُبْحَانَهُ ۖ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ‎﴿٤﴾‏ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ‎﴿٥﴾‏ خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ ‎﴿٦﴾‏ إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ۗ} صدق الله العظيم [الزمر: من الآية ١ حتى الآية ٧].

    ويا محمود المصري الذي يُسمي نفسه بالمدينة المنورة الذي يحاجّني في ربي، فهل دعاكم محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- إلى عبادته من دون الله ليكون شفيعاً لكم بين يدي الله؟ فكيف تقول أنّ المهديّ المنتظَر لم يتّبع محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم؛ بل اتَّبعتُه وعبدتُ الله فلا أشرك به شيئاً كما يعبده محمد رسول الله وكافة الأنبياء والمرسلين لا يشركون بالله شيئاً فيتنافسون على حبِّه وقُربه ولكنك من المشركين بالله أنبياءَه ورسلَه، فأنت من الذين حرّموا أمر الله ويرون أنّه لا يجوز للناس الذين اتّبعوا الأنبياء والمرسلين أن ينافسوا رُسل الله في حبِّ الله وقُربه لأنّهم مُكرمون فلا يجوز في نظرك أن نُنافسُهم في حبِّ الله وقربه برغم أنّك لم تفصح بذلك ولكن هذه حقيقتكم، وأنتم على ذلك لمن الشاهدين، إذاً أنتم مشركون بالله.

    ألا والله الذي لا إله غيره إنّي لا ولن أعبد إلا الله وحده لا شريك له وإنّي سوف أنافس جدّي محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وكافة الأنبياء والمرسلين في حبِّ الله أيُّنا أحبّ وأقرب من عباده إليه سبحانه، ومن لم يتّبعني فإنه لم يتّبع محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ولم يتّبع كافة الأنبياء والمرسلين الذين بعثهم الله بكلمة واحدة سواء بين عباده أجمعين. وقال الله تعالى:
    {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ‎﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وأقول لأهل الكتاب والناس أجمعين ما أمرنا الله أن نقوله لهم بالحقّ:
    {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ‎﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [آل عمران:64]. وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

    ولكنّ محمود المصري هذا يُنكر على المهديّ المنتظَر تعريف اسم الله الأعظم الذي جعله الله سراً في نفسه ليكون صفةً لرضوان نفس الرحمن على عباده، وعلّمتكم به في محكم القرآن أنّه نعيمٌ أكبر وأعظم من نعيم الوسيلة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ‎﴿٧٢﴾‏} صدق الله العظيم [التوبة].

    ولَكَم محمود المصري يستنكر ويُنكر على المهديّ المنتظَر أنّ حُبّ الله وقُربه ونعيم رضوان الله على عباده لهو النّعيم الأعظم والأكبر من نعيم الدرجة العالية الرفيعة وكأنّ الله خلقنا من أجل التنافس على الوسيلة الدرجة العالية الرفيعة في الجنّة برغم أنّ الله لم يُحرِّم على عباده أن يعبدوه وحده لا شريك له مُقابل الفوز بجنته. وقال الله تعالى:
    {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ} صدق الله العظيم [التوبة:111].

    برغم أنّه لم يخلقنا من أجل نعيم الجنّة والحور العين ولكنّ الله عزيزٌ في نفسه وعزيزٌ على عباده سبحانه، وقد علّمكم بالحكمة والهدف الحقّ من الخلق وجعل الفتوى في مُحكم كتابه يعلمها العالم والجاهل من الجنّ والإنس. وقال الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56].

    ولكن محمود المصري يرى أنّ المهديّ المنتظَر عبد النّعيم الأعظم على ضلالٍ مُبينٍ؛ فكيف يعبد نعيم رضوان ربّه فينافس في حبّه وقربه؟ حسب اعتراض محمود. ثم يوجه إليه المهديّ المنتظَر هذا السؤال، ونقول: فلماذا تُسمّى أعلى درجة في جنّة النّعيم (بالوسيلة)؟ ولكن المهديّ المنتظَر عبد النّعيم الأعظم قد علّمكم لماذا تُسمّى بالوسيلة؟ وذلك لأنها ليست الهدف من الخلق بل وسيلة لتحقيق النّعيم الأعظم منها، وهو أن يكون الله راضياً في نفسه، ولذلك أنفقتها لحبيبي وجدّي قُربةً إلى ربي ليحقق لي النّعيم الأعظم منها فيكون الله راضياً في نفسه، ولكنّه لن يكون راضياً في نفسه حتى يجعل النّاس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ، ولذلك سوف يجعل الله النّاس أمّة واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ من أجل تحقيق هدف المهديّ المنتظَر، ولذلك الهدف خلقكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ‎﴿١١٨﴾‏ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ} صدق الله العظيم [هود: ١١٨‏-١١٩].

    ولماذا لم يقدِّر الله تحقيق الهدف من الخلق على يد أحد الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام؟ والجواب تجدوه في الكتاب في قول الله تعالى:
    {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ ۖ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ ۚ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ﴿٥٤﴾ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ ۖ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴿٥٥﴾ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾ وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وذلك لأنّهم يتنافسون إلى ربّهم أيّهم أقرب ليفوزوا بالوسيلة، ولكن يا إخواني لماذا تُسمىّ بالوسيلة؟ ولم يُفتِ المهديّ المنتظَر أنّه لا يجوز لهم أن يفعلوا ذلك حاشا لله. وقال الله تعالى:
    {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ} صدق الله العظيم [التوبة:111].

    ولكنّي المهديّ المنتظَر عبد النّعيم الأعظم أُشْهِدُ الله وملائكته ورسله وجميع الصالحين من عباده من الإنس والجنّ وجميع عباد الله في الكتاب ما
    يَدبُّ مِنهُمْ أو يطير أنّي قد حرّمت على نفسي جنّة النّعيم حتى يُحقق لي النّعيم الأعظم منها، فيكون ربّي راضياً في نفسه لا مُتحسراً ولا غضباناً على عباده الذين ظلموا أنفسهم وهم يحسَبون أنّهم يحسنون صُنعاً.

    ويا إخواني، والله الذي لا إله غيره ولا معبود سواه أنّ الله هو أرحمُ الراحمين، ولربّما يودّ أحدٌ من المؤمنين أن يقاطعني فيقول: "يا ناصر محمد اليماني فهل يحتاج ذلك إلى حِلفان؛ أن الله هو حقاً أرحم الراحمين؟". ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر وأقول: فهل تؤمن أنّ الله هو أرحم بك من أمك وأبيك وأرحم بك من محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وأرحم بك من جميع الرُحماء من عباده أجمعين؟ ثم يقول: "اللهم نعم". ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر وأقول: فلنفرض أنك أخي الكريم ولا قدّر الله في نار جهنم وشاهدتك أمك وأنت تصرخ في نار جهنم فتخيّل مدى الحسرة في نفس أمك أو مدى الحسرة في نفسك على أمك وأبيك وأخوك وهم يصطرخون في نار جهنم، فما ظنّك بحسرة من هو أرحم منك بعباده بفارقٍ عظيم الله أرحم الراحمين الذي يقول:
    {إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿١١﴾ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ﴿۱۲)وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ۖ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ ۚ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ ۚ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فانظروا يا مؤمنين إلى مُحكم كتاب الله أرحم الراحمين ما يقول في نفسه بعد أن يُهلِك عباده فيدخلهم ناره من غير ظُلم منه سبحانه بل ظلموا أنفسهم وأعرضوا عن الدعوة إلى الله ليغفر لهم ذنوبهم فأبوا رحمته ثم يهلكهم الله وبرغم ذلك يقول الله أرحم الرحمين قول في نفسه لا تسمعه ملائكته ولا حملة عرشه ولا جميع عباده:
    {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [يس].

    وهذه من الآيات المحكمات أن الله يقول بعد أن يُهلكهم بسبب ظُلمهم لأنفسهم:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم.

    إذاً بالله عليكم كيف سوف تهنأون بالنعيم والحور العين بعد أن وجدتم أنّ الله هو حقاً أرحم الراحمين؟ ولو لم يكن هو حقاً أرحم الراحمين لما قال:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾}

    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾}

    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾}

    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾}

    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾}

    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾}

    صــــدق الله العظيم.

    اللهم إنّي عبدك أُشْهِدك أني يئِست من أن يهتدي عبادك بمُعجزات الآيات من عندك مهما كانت ومهما بلغت، فلن يهتدوا إلى الحقّ حسب زعم الأولين والآخرين أن لو تؤيد بآياتك لآمن كلهم أجمعين، ولكنّي أشهد شهادة الحقّ اليقين أنّهم لن يؤمنوا بالحقّ من ربّهم حتى تهدي قلوبهم، اللهم فاكتبني من اليائسين أنّ الهُدى لن يكون بإرسال مُعجزات الآيات إلى النّاس، اللهم واكتبني من الشاهدين أنّ قلوب عبادك بيدك وأن لو تشاء لهديت النّاس أجمعين فتجعلهم بقدرتك ربّي على صراط مستقيم، اللهم إنّك قُلت وقولك الحقّ المُبين:
    {كَذَٰلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَٰنِ ۚ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ ‎﴿٣٠﴾‏ وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ ۗ بَل لِّلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ۗ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ‎﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

    اللهم عبدك يدعوك بحقّ لا إله إلا أنت وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك أن لا تُعذب عبادك الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعاً بسبب كُفرهم بدعوة عبدك المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ولا تصيبهم بقارعة فيهم ولا قريباً من ديارهم فتُعذبهم لأني آمنت أنك حقاً أرحم الراحمين فوجدتك أرحم بعبادك من عبدك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين، اللهم إني آمنت أن قلوب عبادك بيدك وحدك لا شريك لك وأن لو تشاء لهديت النّاس جميعاً إلى صراطك المُستقيم. تصديقاً لقولك الحقّ في مُحكم كتابك:
    {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ ۗ بَل لِّلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ۗ} صدق الله العظيم [الرعد:31].

    اللهم فاكتب شهادة عبدك عندك أنّ الهدى بيدك وليس كما يزعم عبادك أنّ الهدى بأيديهم وأنّه لا ينقصهم إلا أنْ تؤيّد رسلك بآياتٍ من عندك ثم يصدقون، وإنهم لكاذبون. فو الله الذي لا إله غيره لا يهتدون إذاً أبداً لأنّهم مخيّرون فقط وليس لهم من التسيير شيء بل الأمر لله من قبل ومن بعد ولكنهم لا يعلمون. اللهم لا تجعلني من الجاهلين.

    اللهم إنّ عبدك لم يطلب منك أن تؤيّده بآية العذاب حتى يصدّقوا لأنّهم وإن صدقوا فقليلاً ثم يعودوا فتنتقم منهم شرّ انتقام، اللهم إنّ عبدك يتوسّل إليك أن تهديهم بحولك وقوتك وقدرتك دون أن تهلكهم يا من هو الله الرحمن الرحيم، فاكتب شهادة عبدك عندك أنّك ربي أرحم بعبادك من عبدك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين، وأشهدُ أنّه لا يوجد في عبادك من هو أرحم منك بعبادك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين، اللهم فاهدِ النّاس أجمعين إلى صراطك المُستقيم اللهم واجعلهم أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيم، وإن لم تفعل فلماذا خلقتني يا إلهي؟ وأعلمُ بجوابك على عبدك وعبادك أجمعين:
    {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56].

    اللهم إنّي لا أعبد رضوان نفسك كوسيلةٍ لتحقيق الوسيلة كمثل عبادك؛ بل أنفقتُ نصيبي في نعيم جنتك كوسيلة لتحقيق نعيم رضوان نفسك حتى تكون أنت راضياً في نفسك، وكيف تكون راضياً في نفسك؟ حتى تجعل النّاس أمّةً واحدةً على صراطٍ مُستقيمٍ، اللهم فاجعل النّاس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ رحمةٌ بعبدك، وإن لم تفعل فإنّي أشهدك أني حرّمت على نفسي جنتك وحرّمت على نفسي أن أقبل أن أكون خليفتك على ملكوتك كُلِّه (الأمانة الكُبرى) مهما كان عظيماً الملكوت ومهما يكون، وأقسم بحقّ عظيم نعيم رضوان نفس ربي أنّي لم أقبل حتى علمت أنّ ربّي سوف يحقق لي النّعيم الأعظم من ملكوت الدُنيا والآخرة والأعظم من ملكوت الجنّة التي عرضها كعرض السماوات والأرض، وهذا عهد قطعته على نفسي واتّخذتُه عند ربّي وأشهدت عليه عبادك جميعاً الذين اطّلعوا على بياني هذا وكفى بالله شهيداً، اللهم عبدك يدعوك بحقّ لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك أن كان عبدك صادقاً في عهده من خالص قلبه إلى ربّه أن تهدي النّاس أجمعين رحمةً بعبدك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم الذليل عليكم الإمام المهديّ عبد النّعيم الأعظم؛ ناصر محمد اليماني.
    ________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    اقتباس المشاركة 7315 من موضوع من يعتقد بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود فقد أشرك بالله ..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    19 - 09 - 1431 هـ
    29 - 08 - 2010 مـ
    08:51 صباحاً
    ـــــــــــــــــ



    من يعتقد بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود فقد أشرك بالله ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وآله الأطهار والسابقين الأنصار في الأوّلين وفي الآخرين وجميع المسلمين إلى يوم الدين..

    أيا أمّة الإسلام يا حُجّاج بيت الله الحرام، اِتّقوا الله فإنّي أنذركم ما أُنذر به الذين من قبلكم فذروا عقيدة الشفاعة من العبيد للعبيد بين يدي الربّ المعبود؛ إنّي لكم نذيرٌ مبينٌ بالبيان الحقّ للقرآن العظيم، وأجد الذين يعتقدون بشفاعة أولياء الله لهم بين يدَي الله قد أشركوا بالله وكذبوا على أنفسهم وضلّ عنهم ما كانوا يفترون، وإليكم السؤال والجواب مباشرة من محكم الكتاب:

    سـ 1 ـ فهل يعلمُ الله بأحدٍ من عبيده يتجرّأ أن يشفع لعبيده بين يدي ربّهم يوم القيامة؟
    جـ 1 ـ قال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّـهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿١٨} صدق الله العظيم [يونس].

    سـ 2 ـ وهل أمر الله رُسله إلى الناس أن ينهوهم عن الاعتقاد بشفاعة أولياء الله بين يدَي ربّهم؟
    جـ 2 ـ قال الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١} صدق الله العظيم [الأنعام].

    سـ 3 ـ وهل للكافرين شُفعاء بين يدي ربّهم كما يعتقدون في الدنيا والآخرة؟
    جـ 3 ـ قال الله تعالى: {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴿١٨} صدق الله العظيم [غافر].

    سـ 4 ـ وهل للمؤمنين شفعاء بين يدي الله كما يعتقدون؟
    جـ 4 ـ قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ} صدق الله العظيم [البقرة:254].

    سـ 5 ـ إذاً لن يجرؤ أحدٌ أن يتقدّم بين يدَي ربّه يُحاجّه من أن يعذّب عباده الذين ظلموا أنفسهم فيشفع للظالمين بين يدي ربّهم؟
    جـ 5 ـ قال الله تعالى: {فَمَن يُجَادِلُ اللَّـهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ﴿١٠٩} صدق الله العظيم [النساء].

    سـ 6 ـ
    فإذا كان الأب من أولياء الله وابنه من الذين ظلموا أنفسهم فهل يغني عنه من عذاب الله شيئاً فيشفع لولده بين يدي ربّه؟
    جـ 6 ـ قال الله تعالى: {وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا ۚ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّـهِ الْغَرُورُ ﴿٣٣} صدق الله العظيم [لقمان].

    سـ 7 ـ وهل إذا كان الزوج من أولياء الله وزوجته من الذين ظلموا أنفسهم فهل يغني عن زوجته شيئاً فيشفع لها بين يدي ربّها حتى ولو كان نبيّاً ورسولاً؟
    جـ7 ـ قال الله تعالى: {ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [التحريم].

    سـ 8 ـ فهل هذا يعني نفي الشفاعة مطلقاً للعبيد بين يدي الربّ المعبود لكافة عبيده؟
    جـ 8 ـ قال الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿١٢٣} صدق الله العظيم [البقرة:123].

    سـ 9 - إذاً لن ينفع الأرحام أرحامهم بين يدَي ربّهم، فلا يأذن الله لأحد منهم أن يشفع لأهله بين يدي ربّه، فزدنا فتوى في ذلك من محكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب.
    جـ 9 ـ قال الله تعالى: {لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ ۚ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ ۚوَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٣} صدق الله العظيم [الممتحنة].

    سـ 10 ـ إذاً الشفاعة هي مِن الله إليه فلم تتجاوز ذاته سبحانه إلى أحدٍ من عباده فزدنا فتوى التأكيد من محكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب.
    جـ 10 ـ قال الله تعالى: {قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤} صدق الله العظيم [الزمر].

    سـ 11 ـ فهل يوجد في سُنّة البيان في الأحاديث النبويّة الحقّ ما يزيد ذلك بياناً وتوضيحاً للأمّة عن محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الذي كان يبيّن للناس الكتاب بالحقّ؟
    جـ 11 ـ قال محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في صحيح مسلم عن عائشة قالت:

    لما نزلت {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}، قام رسول الله (ص) على الصفا فقال: [يا فاطمة بنت محمد! يا صفية بنت عبد المطلب! يا بني عبد المطلب! لا أملك لكم من الله شيئاً، سلوني من مالي ما شئتم].
    في صحيح مسلم وسنن النسائي ومسند أحمد واللفظ للأول عن أبي هريرة قال: لما نزلت هذه الآية {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} دعا رسول الله (ص) قريشاً فاجتمعوا فعم وخص فقال: [يا بني كعب بن لؤي! أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني مرة بن كعب! أنقذوا أنفسكم من النار.. يا بني هاشم! أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبد المطلب! أنقذوا أنفسكم من النار. يا فاطمة! أنقذي نفسك من النار، فإني لا أملك لكم من الله شيئاً غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها].

    - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [يا معشر قريش! اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم من الله شيئاً. يا بني عبد المطلب! لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا عباس ابن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً، يا صفية عمة رسول الله! لا أغني عنك من الله شيئاً، يا فاطمة بنت رسول الله! سليني بما شئت لا أغني عنك من الله شيئاً].

    - في تفسير السيوطي عن ابن عباس قال: لما نزلت{وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} ورهطك منهم المخلصين خرج النَّبيّ (ص) حتى صعد على الصفا فنادى: يا صباحاه، فقالوا: من هذا الذي يهتف؟ قالوا: محمد! فاجتمعوا إليه، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولاً لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال: [أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟ قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقاً، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد].، فقال أبو لهب: تباً لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا؟ فنزلت: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ}.

    - وفي مسند أحمد وصحيح مسلم وتفسير الطبري والسيوطي عن أبي عثمان النهدي، عن قبيصة بن مخارق وزهير بن عمرو قال: لما نزلت على رسول الله (ص){وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} انطلق رسول الله (ص) إلى صخرة من جبل فعلا أعلاها، ثم نادى أو قال: [يا آل عبد مناف إني نذير، إن مثلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدو فانطلق يربؤ أهله ينادي، أو قال: يهتف يا صباحاه].

    - عن البراء قال: لما نزلت على النَّبيّ (ص) {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} صعد النَّبيّ (ص) ربوة من جبل فنادى: يا صباحاه، فاجتمعوا، فحذرهم وأنذرهم ثم قال: [لا أملك لكم من الله شيئاً، يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار، فإني لا أملك لك من الله شيئاً].

    ــــــــــــــــــــ

    إذاً فلماذا يا أمّة الإسلام تذرون الآيات البيِّنات المحكمات هُنّ من آيات أمّ الكتاب عن فتوى نفي الشفاعة للعبيد بين يدي الربّ المعبود نفياً مطلقاً ومن ثم تتبعون الآيات المتشابهات عن الشفاعة التي لا تحيطون بسرّها علماً؟ فهل في قلوبكم زيغٌ عن الحقّ البيِّن في آيات أمّ الكتاب فتذروهن وراء ظهوركم وكأنكم لا تعلمون بهنّ وتتّبعون الآيات المُتشابهات بذكر الشفاعة؟ ومن فعل ذلك ففي قلبه زيغٌ عن الحقّ؟ وقال الله تعالى:
    {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧} صدق الله العظيم [آل عمران]، أفلا تعلمون أنّ من أعرض عن الفتوى في آيات الكتاب البيّنات لعالمكم وجاهلكم فهو من الفاسقين؟ وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولربما يودّ أحدُ علماء الأمّة أن يقاطع الإمام المهديّ فيقول: "أفلا تُفتِنا عن كيفية الشفاعة في الآيات المتشابهات كونه يأتي فيهنّ ذكرٌ غير مباشر للشفاعة وغير مفصّل، وإنّما نفهم منه أنّ الله يأذن لعبد أن يخاطب ربّه ولكنّنا لا نعلم كيفية خطاب ذلك العبد إلى الربّ، وقال الله تعالى:
    {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦} صدق الله العظيم [النجم]". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إنّك تفهم من ذلك أنّ الذي أذن الله له أن يخاطب ربّه عن سرّ الشفاعة فإنّك لا تجده قد تجرأ أن يشفع بين يدي ربّه لعباده بل كان يحاجُّ ربّه أن يرضى في نفسه، ولذلك قال الله تعالى: {إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى} صدق الله العظيم، ومن ثم تعلم أنّ ذلك العبد إنّما كان يخاطب ربّه أن يُحقِّق له النّعيم الأعظم من نعيم جنته فيرضى، وذلك لأنّه يتّخذ رضوان الله غاية وليس كوسيلة ليُدخله جنّته؛ بل يريد من ربّه أن يرضى في نفسه، ولن يكون الله قد رضي في نفسه حتى يدخل عباده في رحمته فيأذن لعبده ولهم معه أن يدخلوا جنته، وذلك لأنّ هذا العبد يعلم أنّ الله هو أرحم بعباده من عبده فكيف يشفع بين يدي الله أرحم الراحمين؟ ولا ينبغي له فلله الشفاعة جميعاً.
    وحين يسأل العبد ربّه أن يحقِّق له النّعيم الأعظم من جنّته ويُحرّم على نفسه نعيم الجنّة ما لم يحقِّق الله له النّعيم الأعظم منها، فإذا رضي الله في نفسه يسمع الناس نداء ربّهم موجه إلى عبده بالبشرى برضى عبده قبل ذكر رضوان نفسه تعالى، وذلك لأنّ الله يعلم أنّ عبده لن يرضى حتى يكون الله راضياً في نفسه، وإنّما البيان الحقّ لقوله تعالى
    { رَاضِيَةً } بمعنى أنّ الله قد رضي في نفسه على عباده وذلك لأنّ رضوان ذلك العبد مُتعلّق برضوان ربّه في نفسه، وقال الله تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴿٢٧ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً ﴿٢٨فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ﴿٢٩وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴿٣٠} صدق الله العظيم [الفجر].

    وهنا سماع أمر الله إلى عبده أن يدخل هو وعباده جنّته! وهنا المفاجأة الكبرى فلم يصدّقوا ما سمعوا! فهل الله يستهزئُ بهم أم أذِن لهم بالحقّ أن يدخلوا جنّته؟ ومن ثم ردّ عليه زمرة ذلك العبد الذين يعلمون عن حقيقة اسم الله الأعظم بما علَّمهم به ذلك العبد من قبل ولذلك ردّوا على السائلين
    {قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴿٢٣} [سبأ]، فلم يستهزئ بكم سبحانه ومن ذا الذي هو أرحم بكم من الله العليّ الكبير؟

    وتبيّن للسائلين عن الشفاعة أن ليس لجميع العبيد بين يدي الربّ المعبود أن يشفعوا لعبيده بين يديه سبحانه ولكنّهم ليسوا بأرحم من الله أرحم الراحمين، وإنّما ذلك العبد الذي أذِن الله له أن يخاطب ربّهم كان يُحاجُّ ربّه أن يحقق له النّعيم الأعظم، وتمّ عرض نعيم الملكوت كله عليه فيأبى إلا أن يحقّق له النّعيم الأعظم من ذلك كُلّه ممّا أدهش كافّة خلق الله من الملائكة والجنّ والإنس مسلمهم والكافر فيقولون في أنفسهم: "وأيّ نعيمٍ هو أكبر ممّا عرض الله على هذا العبد ليرضى فيأبى إلا أن يحقّق الله له النّعيم الأعظم من الملكوت كلّه!". فغمرت الدهشة ملائكة الرحمن المقرّبين فقالوا في أنفسهم: "سبحان الله فلا نعلم بنعيمٍ في خلق الله هو أكبر ممّا تمّ عرضه على هذا العبد!". وظنّ جميع أولياء الله في أنفسهم ظنّ السوء في ذلك العبد فقالوا في أنفسهم فما بعد أن يعرض الله لهذا العبد كافّة نعيم ملكوت ربّه في الكتاب فيأبى إلا أن يحقّق الله له النعيم الأكبر من ذلك كُلّه فهل بعد ذلك التكريم الذي رفضه ذلك العبد إلا أنّه يريد أن يكون هو الإله! ولكن زمرة ذلك العبد ضاحكةٌ مستبشرةٌ بتحقيق النّعيم الأعظم لكونهم يعلمون الحقّ من ربّهم أنَّ النّعيم الأعظم من ذلك كله هو رضوان الله في نفسه لأنّهم يعلمون أنّ ذلك هو حقيقة اسم الله الأعظم الذي لم يحِط به إلا ذلك العبد في الكتاب وهو من علّمهم بحقيقة اسم الله الأعظم، وفي أثناء خطاب ذلك العبد لربِّه وما عرض الله عليه وهو يأبى فهم يضحكون ويستبشرون بتحقيق النّعيم الأعظم من نعيم ملكوت الله كُلّه، وأما سبب ضحكهم فهو من الدّهشة الكبرى التي ظهرت على وجوه الأنبياء والمرسَلين والصِّدّيقين والشهداء والصالحين وجميع ملائكة الرحمن المقرّبين كونهم يشاهدون عجَبَ العُجاب! فهم يعلمون أنّ الله كتب على نفسه أن يُرضي عباده تصديقاً لقول الله تعالى:
    {رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [المائدة:119]، لكنّ ذلك العبد برغم أنّ الله قد رضي عنه ولكنّه لم يرضَ لأنّه لم يتّخذ رضوان الله وسيلة لتحقيق النعيم الأصغر؛ بل يتّخذ رضوان الله منتهى الغاية والمراد ولن يرضى حتى يحقّق الله له النّعيم الأعظم ولذلك تمّ عرض جميع نعيم الملكوت كلّه عليه؛ فجعله الله خليفته على الملكوت كلّه وعلى الجنّة التي عَرضها كعَرض السماوات والأرض ولم يُبقِ الله من ملكوته شيئاً إلا وجعله الله خليفتهُ عليه فإذا العبد يزداد إصراراً على تحقيق النّعيم الأعظم من ذلك كله، ومن ثم عرض الله عليه أمره أن يقول للشيءِ كن فيكون فيخلق له من النعيم ما يشاء بكن فيكون بإذن الله قُدرةً مطلقةً فإذا العبد يأبى ويزداد إصراراً حتى يحقّق الله له النّعيم الأعظم، مما عمَّت الدّهشة جميع الأنبياء والصدّيقين والشهداء والصالحين وجميع ملائكة الرحمن المقرّبين من عظيم إصرار هذا العبد فلم يفتنه عمَّا يريد جميع ملكوت ربّ العالمين، ومن ثم يؤيّده الله بأمر الكاف والنون كن فيكون ليخلق له بإذن الله ما يشاء من النعيم بإذن الله فإذا هو يردّ على ربّه بالبكاء والنحيب ويريد أن يحقّق له النّعيم الأعظم من نعيم الملكوت كُلّه مهما كان ومهما يكون ممّا أدخل الملائكة في دهشة كُبرى ظهرت على وجوههم ويتمنّون أن يعلموا هذا اللغز الذي أدهش خلق الله أجمعين الأوّلين والآخرين السابقين وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال إلا قليلاً من المُقرّبين الآخرين الضاحكة المستبشرة بتحقيق النّعيم الأعظم من نعيم جنة ربّهم فهم على ذلك لمن الشاهدين وهم الذين ردّوا بالجواب على السائلين الذين ذهب الفزع عن قلوبهم حين سمعوا الأمر أتى من ربّهم مباشرة إلى تلك النفس أن ترضى فتدخل في عباده فيدخلون جميعاً جنّته، ومن ثم قال الذين ظنوا أنّهم واقعون في نار جهنّم قالوا لزمرة ذلك العبد: {قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿٢٣} [سبأ].

    وتحقّق النّعيم الأعظم، وذلك هو سرّ اسم الله الأعظم قد جعله الله صفةً لرضوان نفسه على عباده فيجدون أنّه نعيمٌ أكبر من نعيم جنّته، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢} صدق الله العظيم [التوبة].

    وفي ذلك سرّ الحكمة من الخلق أن يعبدوا نعيم رضوان ربّهم عليهم ولم يخلقهم من أجل الحور العين وجنات النعيم ولم يخلقهم لكي يجعلهم من المُعذبين؛ بل خلق الله العبيد في كافة الملكوت ليعبدوا نعيم رضوان ربّهم على أنفسهم فيجدوا أنّه هو النّعيم الأعظم من نعيم الملكوت كله ولذلك خلقهم.
    تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦}
    صدق الله العظيم [الذاريات].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين ..
    أخوكم عبد النّعيم الأعظم الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليماني .
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  5. افتراضي


    اقتباس المشاركة 81115 من موضوع ردّ الإمام المهديّ إلى (أبو المهدي) الذي جاء يلهِنا عن أمرنا بلهو الحديث، فتعال لنعلِّمك علماً تُخرج به العباد من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد ..

    [ لمتابعة رابط المشاركــة الأصلية للبيــان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=81102

    الإمام ناصر محمد اليماني
    24 - صفر - 1434 هـ
    06 - 01 - 2013 مـ
    06:26 صــــباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــــــ



    ردّ الإمام المهديّ إلى (أبو المهدي) الذي جاء يلهِنا عن أمرنا بلهو الحديث،
    فتعال لنعلِّمك علماً تُخرج به العباد من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد ..








    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين أجمعين وعلى من تبع نهجهم إلى يوم الدين من أوّلهم إلى خاتمهم جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآلهم وأسلّم تسليماً لا نفرّق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، أمّا بعد..

    قال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [لقمان].

    ويا رجل، مالك تستبدل لهو الحديث لتُلهي النّاس به عن التدبّر والتفكّر في البيان الحقّ للذكر؟ فتعال لنعلمك العلم الذي تنفع به الإسلام والمسلمين وتُخرج به العباد من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد.

    ويا رجل، إنما يبعث الله الإمام المهديّ حين يضلُّ المسلمون عن دينهم الحقّ فيشركون بالله بسبب عقيدة الشفاعة للعبيد بين يديّ الربّ المعبود، فيتخذون من دون الله أولياء من عباده الأنبياء والمقرّبين فيرجون شفاعتهم بين يديّ الله ربّ العالمين، وقد كفروا بالإنذار إليهم من ربّهم في محكم القرآن العظيم في قول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وكفروا بقول الله تعالى: {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [السجدة].

    وكفروا بقول الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وكفروا بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٥٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وكفروا بقول الله تعالى: {لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ ۚ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [الممتحنة].

    وكفروا بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا} صدق الله العظيم [لقمان:33].

    وكفروا بقول الله تعالى: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّـهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَّا يُؤْخَذْ مِنْهَا} صدق الله العظيم [الأنعام:70].

    فتبيّنَ للذين لا يؤمنون بالله إلّا وهم به مشركون عبادَه المقرّبين تبيّن لهم أنّ آباءهم أضلّوهم بعقائدهم الباطلة وأنه لا يجرؤ أن يشفع لهم نبيٌّ أو وليٌّ حميمٌ بين يديّ الله، فقالوا: {فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴿١٠٠﴾ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ﴿١٠١﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "وهل عقيدة الشفاعة نفاها الله عن خلقه أجمعين في السّماوات والأرض؟ وهل من يعتقد بشفاعة العبيد بين يديّ الربّ المعبود هو مشركٌ بالله؟". ومن ثمّ نترك الجواب من الربّ مباشرةً من محكم الكتاب. قال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّـهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يونس:18].

    وربّما يودّ سائلٌ آخر أن يقول: "وما موقف عباد الله المكرمين ممن كان يعتقد النّاسُ بشفاعتهم لهم بين يديّ ربّهم، فيأتون لزيارة قبورهم ويسألونهم الشفاعة بين يديّ الله يوم القيامة؟". ومن ثمّ نترك الجواب مباشرةً من الربّ من محكم الكتاب. قال الله تعالى: {إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ} صدق الله العظيم [فاطر:14].

    "فهل أصحاب تلك الأجساد في القبور هم أمواتٌ ولا يسمعون دعاءهم لكون أرواحهم عند ربّهم؟". ومن ثمّ نترك الجواب من الربّ من محكم الكتاب. قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴿٢٠﴾ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ۖ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    "وهل عباد الله المكرمين من الأنبياء والأولياء جميعُهم لا يجرؤون على الشفاعة للعبيد بين يديّ الربّ المعبود كوننا نجد في محكم الكتاب بأنّ إبراهيم جادل في عذاب قوم لوط فطلب مهلةً بعد أن دعا عليهم نبيّ الله لوط عليه الصلاة والسلام، وأراد نبيّ الله إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - أن يدعوهم إلى الهدى علّهم يهتدون فجادل فيهم أن يُؤخّر عذابهم حتى يدعوهم إلى الهدى مرةً أخرى. وقال الله تعالى: {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ ﴿٧٤﴾ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ ﴿٧٥﴾ يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَا ۖ إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ ﴿٧٦﴾} صدق الله العظيم [هود].

    وكذلك نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام دعا ربَّه وأراد الشفاعة لابنه من عذاب الله، فما هو ردّ الله على نوح بالضّبط على سؤاله الشفاعة من عذاب الله لولده؟ والجواب نتركه من الربّ في محكم الكتاب: {قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ۖ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [هود].

    وكذلك النّبي محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم." ومن المؤمنين يجادلون في شأن قومٍ لا يهتدون وبربّهم مشركون. والجواب قال الله تعالى: {هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّـهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ﴿١٠٩﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    "إذاً يا ناصر محمد علّمنا حقيقة الشفاعة بالحقّ." والجواب كذلك نتركه من الربّ مباشرةً من محكم الكتاب. قال الله تعالى: {قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    "ولكن يا ناصر محمد اليماني ما الذي يقصده الله بنفي الشفاعة للعبيد بين يديّ الربّ المعبود ومن ثمّ يتفرّد الله بالشفاعة له وحده لا شريك له، فعند من يشفع وهو الله أكبر من كل شيء وما بعده شيء وما بعد الحقّ إلّا الضلال!". ومن ثمّ نكتفي بالجواب من الربّ في محكم الكتاب. قال الله تعالى: {{وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}} صدق الله العظيم [يوسف:64]، فمن يعتقد أنّ الله هو أرحم به من أمّه وأبيه ومن كافة أنبيائه ورسله فقد شهد بالحقّ أنّ الله ربّه {{وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}}، أرحم به من أمّه وأبيه ومن ولده ومن النّاس أجمعين، فلا يرجو شفاعةً من هم دونه في الرحمة ويذر شفاعة أرحم الراحمين.

    ولربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "وما تقصد يا ناصر محمد بقولك ويذر شفاعة أرحم الراحمين، فهل يشفع الله لعبيده عند أحدٍ سواه؟". ومن ثمّ نترك الجواب من الربّ في محكم الكتاب. قال الله تعالى: {قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ويقصد الله إنّ الذين يرجون من ربّهم أن يرحمهم فلا يعذّبهم ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين فسوف يجدون رحمة الله في نفسه تعالى تشفع لهم من غضب نفسه وعذابه؛ ولكن أكثر النّاس لا يؤمنون بالله إلّا وهم به مشركون بسبب فهمهم الخاطئ لعقيدة الشفاعة.

    وربّما يودّ واحدٌ آخر من الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ من الذين يذرون الآيات المحكمات البيّنات في نفي الشفاعة فيذروهنّ وراء ظهورهم فيتّبعون ظاهر الآيات المتشابهات في ذكر سبب تحقيق الشفاعة في نفس الله فيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني؛ ألم يقل الله تعالى:

    {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ}
    [البقرة:255].

    {يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴿١٠٩﴾}
    [طه].

    {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٨٦﴾}
    [الزخرف].

    {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾}
    [النجم].
    صدق الله العظيم".

    ومن ثمّ نترك الجواب من الربّ في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ﴿٣١﴾ حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ﴿٣٢﴾ وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ﴿٣٣﴾ وَكَأْسًا دِهَاقًا ﴿٣٤﴾ لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴿٣٥﴾ جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ﴿٣٦﴾ رَّبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَـٰنِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [النبأ].

    غير إنّه قد استثنى وفداً من المتّقين لخطاب الربّ كونه سوف يقول صواباً ولن يتجرأوا لطلب الشفاعة للعبيد بين يديّ الربّ المعبود، ولذلك استثنى من المتّقين الذين سوف يقولون صواباً ولن يتجرأوا لطلب الشفاعة للعبيد بين يديّ الربّ المعبود فقد علموا بأنّ الله هو أرحم الراحمين، أرحم بعباده من عبيده أجمعين، فكيف يتجرأون لطلب الشفاعة لعبيد الله رحمة بهم وهم قد علموا أنّ الله هو الأرحم بعباده منهم ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين؟ ولذلك قال الله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابًا ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [النبأ].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا نرى فريقاً من المتّقين لا يملكون من الرحمن خطاباً؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ﴿٣١﴾ حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ﴿٣٢﴾ وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ﴿٣٣﴾ وَكَأْسًا دِهَاقًا ﴿٣٤﴾ لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴿٣٥﴾ جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ﴿٣٦﴾ رَّبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَـٰنِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [النبأ].

    والجواب: أولئك اتّخذوا رضوان الله النّعيم الأعظم وسيلةً لتحقيق النّعيم الأصغر جنّات النّعيم وقد رضوا بنعيم جنّته وفرحوا بها، وإنّما يأذن الله لمن يشاء من المتّقين للوفد المكرمين الذين رفضوا أن يُساقوا إلى جنّة النّعيم كونهم يريدون النّعيم الأعظم من جنّات النّعيم، ومن ثمّ تمّ حشرهم إلى الرحمن وفداً، فيطالبون ربّهم أن يحقق لهم النّعيم الأعظم من جنّته فيرضى كونهم اتّخذوا عند الرحمن عهداً وهم في الحياة الدنيا أن لا يرضوا حتى يرضى. وقال الله تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَـٰنِ وَفْدًا ﴿٨٥﴾ وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًا ﴿٨٦﴾ لَّا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَـٰنِ عَهْدًا ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    ويملكون السرّ لتحقيق الشفاعة من الله إليه فاتّخذوا عند الرحمن عهداً أن لا يرضوا حتى يرضى لكونهم يعلمون أنّ الله هو أرحم بعباده منهم ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، ومن ثمّ تشفع رحمة الله لعباده من غضبه وعذابه. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم[الزمر].

    وهنا المفاجأة الكُبرى كونه تحقّق رضوان الله في نفسه فتشفع لعباده رحمتُه في نفسه من غضب نفسه وعذابه بعد أن ذاقوا وبال أمرهم، وهنا المفاجأة الكُبرى للمعذّبين إذ قالوا لقوم يحبّهم الله ويحبّونه: ماذا قال ربّكم؟ فردّوا عليهم وقالوا: قال الحقّ وهو العليّ الكبير. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

    إذاً سرّ تحقيق الشفاعة من الله إليه فتشفع لعباده رحمتُه في نفسه من عذابه فيرضى ليحقِّق لقومٍ يحبّهم ويحبّونه نعيم رضوان نفسه على عباده، فإذا رضي الله في نفسه تحقّقت الشفاعة فتشفع لهم رحمته في نفسه من غضب نفسه وعذابه فيرضى. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    فانظروا كيف أنّ أصحاب تحقيق الشفاعة في نفس الربّ لم يشفعوا لأحدٍ بل يطالبون من ربّهم تحقيق النّعيم الأعظم وأن يرضى في نفسه تعالى، فإذا تحقّق رضوان نفس الله تحقّقت الشفاعة في نفسه فتشفع لعباده رحمتُه من عذابه. ولذلك قال الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    أولئك قوم يحبّهم الله ويحبّونه الذي وعد بهم في محكم كتابه القرآن العظيم، وأمّا سبب عدم رضوانهم بجنّات النّعيم حتى يرضى ربّهم وذلك بسبب أنهم أحبّوا الله أعظم من جنّات النّعيم والحور العين وأعظم من ملكوته أجمعين، ولذلك قالوا: "وكيف نكون سعداء في جنّات النّعيم وحبيبنا أرحم الراحمين متحسّر وحزين على عباده الضالين! ونعوذ بالله أن نرضى حتى ترضى نفسه تعالى".

    فيتمّ عليهم عرض درجات جنّات النّعيم درجةً درجةً إلى طيرمانة جنّة النّعيم أعلى درجة في جنّات النّعيم وأقرب درجة إلى ذي العرش العظيم، ومن ثمّ يرفضها جَمْعُ الوفد المكرمين فقالوا: "هيهات هيهات أن نرضى حتى ترضى! ألا وإنّ نعيم رضوان نفسك هو النعيم الأعظم مهما عرضت علينا من النّعيم لنرضى، تصديقاً لوعدك الحق: {رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [التوبة:100]، فما دمت رضيت علينا ربّنا فلن نرضى في أنفسنا حتى ترضى لا متحسّراً ولا حزيناً، فإننا نحبّك يا الله أعظم من حبّنا لملكوتك أجمعين في جنّات النّعيم فكيف يكون الحبيب سعيد وهو يعلم أنّ حبيبه متحسرٌ وآسفٌ حزين".

    وربّما يودّ أن يقاطع المهديّ المنتظَر قومٌ آخرون من الذين لا يؤمنون بالله إلّا وهم مشركون به أنبياءَه ورسلَه فيقولون: "فهل جعلت لقومٍ يحبّهم الله ويحبّونه الذي وعد الله بهم في محكم كتابه فهل جعلتهم ذا مقامٍ عند مليك مقتدرٍ يغبطهم الأنبياء والشهداء؟". ومن ثمّ يعرض الإمام المهديّ عن إجابة هذا السؤال المحرج ونترك الردّ على النّاس مباشرةً من جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال:
    [يَا أَيُّهَا النّاس، اسمعُوا وَاعْقِلُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ لِلَّهِ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُربهم مِنَ اللَّهِ. فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَعْرَابِ مِنْ قَاصِيَةِ النّاس وَأَلْوَى بِيَدِهِ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مِنَ النّاس لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُربهم مِنَ اللَّهِ انْعَتْهُمْ لَنَا، صِفْهُمْ لَنَا، فَسُرَّ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسُؤَالِ الأَعْرَابِيِّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هُمْ نَاسٌ مِنْ أَفْنَاءِ النّاس وَنَوَازِعِ الْقَبَائِلِ لَمْ تَصِلْ بَيْنَهُمْ أَرْحَامٌ مُتَقَارِبَةٌ تَحَابُّوا فِي اللَّهِ وَتَصَافَوْا فِيهِ يَضَعُ اللَّهُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فَيُجْلِسُهُمْ عَلَيْهَا فَيَجْعَلُ وُجُوهَهُمْ وَثِيَابَهُمْ نُورًا يَفْزَعُ النّاس يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يَفْزَعُونَ]
    صدق عليه الصلاة والسلام.

    فلا تبالغوا فيهم يا معشر المسلمين من بعد الظهور، وتالله إنّ لهم ذنوباً كثيرة وللمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ولكن التّوّابين المتطهّرين أحباب ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:222].

    وأمّا السرّ الذي رفع مقامهم عند مليكٍ مقتدر وإمامهم المهديّ المنتظَر؛ فالسرّ وكل السرّ وظاهر السرّ وباطن السرّ هو أنهم اتّخذوا رضوان الله غاية فاتّخذوا عند ربّهم عهداً أن لا يرضوا حتى يرضى، وحتى ولو لن يتحقق ذلك حتى يفتدوا بأنفسهم عبادَ الله الضالّين وهم لا يعرفونهم، ورغم ذلك فهم على استعداد ليفتدوهم ولو يقول لهم حبيبهم الله أرحم الراحمين: فما دمتم مصرّين أن لا ترضوا حتى يكون الله راضياً في نفسه لا متحسّراً ولا حزيناً فانطلقوا إلى أشدّ أبواب جهنّم السبعة أشدّها حراً الباب الرابع فتلبَّثوا إلى ما يشاء الله فداءً لعبادي الذين ضلّوا عن الصراط المستقيم، ومن ثمّ أُخرجكم منها، ومن ثمّ يرضى الله في نفسه على عباده الضالين فأُدخلكم وإيّاهم في رحمتي أجمعين ويرضى ربّكم في نفسه!

    فما تظنّون جواب قوم يحبّهم الله ويحبّونه؟ وأقسم بالله العظيم أن من كان منهم فإنّه يرى الجواب حاضراً في قلبه فيقول:"أقسم بالله العظيم لن أردّ على ربّي بالكلام إلّا بالإنطلاق إلى أشدّ أبواب جهنّم حرّاً ولن أتردّد لحظةً، وأن أحاول أن أسبق إخواني قوماً يحبّهم الله ويحبّونه، فألقي بنفسي قبلهم في أشدّ أبواب جهنّم لو كان في ذلك الشرط تحقيق رضوان الله في نفسه فيرضى". وهذه هي حقيقة قوم يحبّهم الله ويحبّونه لكي تعلموا عظيم إصرارهم على تحقيق رضوان الله نفس حبيبهم الله أرحم الراحمين، فهم يعلمون بما في أنفسهم وربّهم بهم عليمٌ وإنّما علمنا بحقيقة وصفهم في محكم الكتاب.

    وأقسم بالله العلي العظيم بأنه ليجد كلٌ منهم في قلبه وكأن الإمام المهديّ كأنه ينطق بلسانه لكون كل من كان من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه يجد أنّه حقاً على كامل الاستعداد لو أنّ الله يقول لهم: ما دمتم لن ترضوا حتى يكون ربّكم راضياً في نفسه فانطلقوا إلى أشدّ أبواب جهنّم حرّاً. وحتى لو يبتليهم ربّهم بذلك لأمر النّار أن تكون برداً وسلاماً على قوم يحبّهم الله ويحبّونه، وإنما علّمناكم بذلك لكي يعلم النّاس عظيم إصرار قوم يحبّهم الله ويحبّونه على تحقيق غايتهم في نفس ربّهم فلن يرضوا حتى يرضى مهما كانت التضحيات فربّهم أغلى إلى أنفسهم من كل شيء وأحب من كل شيء وأقرب من كل شيء، فلن يبدّلوا تبديلاً أبداً.

    وربما يودّ أحد أحبتي الأنصار أن يقول: "يا إمامي المهديّ أستحلفك بالله العظيم فهل علمت أني (فلان) منهم". ومن ثمّ يردّ عليه وعلى السائلين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: فلينظر كلٌ منكم إلى قلبه فهل يرضى بملكوت جنّات النّعيم وربّه ليس راضياً في نفسه ومتحسّرٌ وحزينٌ؟ فإن كان الجواب: هيهات هيهات أن أرضى حتى يكون ربّي حبيبي راضياً في نفسه لا متحسّراً ولا حزيناً، وماذا نبغي من جنّات النّعيم والحور العين وربّي آسفٌ متحسّرٌ حزينٌ على النادمين على ما فرّطوا في جنب ربّهم؟ ومن ثمّ يجد كل واحدٍ في نفسه أنه يقول: أستعيذُ بالله أن يرضى قلبي بجنّات النّعيم والحور العين حتى يرضى ربّي حبيبي لا متحسّراً ولا حزيناً. أولئك اتّخذوا رضوان الله غايةً وليس وسيلة ليدخلهم جنّته، فكيف يتّخذون رضوان النّعيم الأعظم وسيلة لينالوا النّعيم الأصغر!

    وربّما يودّ (أبو المهدي) المستهزئ أن يقول: "يا ناصر محمد، وهل تزعم أنّ رضوان الله على عباده هو النّعيم الأكبر من نعيم جنّته؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين". ومن ثمّ نترك الردّ من الربّ مباشرةً من محكم الكتاب، قال الله تعالى:
    {{{وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾}}} صدق الله العظيم [التوبة].

    وربّما يودّ (أبو المهدي) المستهزئ وكثيرٌ من السائلين أن يقولوا: "يا ناصر محمد، وهل الله متحسّرٌ وحزين على عباده الضالّين المتحسّرين على ما فرّطوا في جنب ربّهم؟". ومن ثمّ نقول لهم تدبّروا البيان الحقّ للإمام المهديّ بالبرهان المُبين على إثبات فرح الله بتوبة عباده، وفي إثبات حزن الله على عباده، وفي إثبات أسف الله على عباده، وفي إثبات تحسّر الله على عباده، وقد كان ردّاً من الإمام المهديّ على فضيلة الشيخ العتيبي المحترم وهو كما يلي:

    اقتباس المشاركة :
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العتيبي
    هل هذا جواب الأمام ناصر محمد اليماني على سؤالي
    إن كان هذا هو جواب الإمام ناصر فقولوا لي حتى أضيف تعقيبي وأستدراكاتي على رد الإمام

    انتهى الاقتباس

    ردّ الإمام المهديّ إلى فضيلة الشيخ العتيبي ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أمّا بعد..
    أيا عتيبي سوف نكتفي بالجواب من الربّ عليك في محكم الكتاب، فإنّه بسبب صفة عظمة الرحمة يتحسّر على عباده حين تأتي في أنفسهم الحسرة على ما فرّطوا في جنب ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ولكن الحسرة جاءت في أنفسهم من بعد فوات الأوان أيّ بعد أن أهلكهم الله بعذابٍ من عنده، ولكنه حين علم بحسرتهم على ما فرّطوا في جنب ربّهم فمن ثمّ تحسّر الله في نفسه عليهم برغم أنّهم كذّبوا رسله وكانوا كافرين من قبل، حتى إذا أخذتهم الصيحة فأصبحوا نادمين على ما فرّطوا في جنب الله ومن ثمّ جاءت الحسرة في نفس الله عليهم من بعد الصيحة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    كون الله يتأسف على عباده الظالمين لأنفسهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ} صدق الله العظيم [الزخرف:55].

    وما هو الأسف؟ والجواب إنّه يقصد به الحزن. ألم يقل الله تعالى: {{وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴿٨٤﴾}} صدق الله العظيم [يوسف].

    ونستنبط من ذلك الفتوى عن المقصود بالأسف وأنه الحزن فإذاً الله يحزن على عباده إن لم يهتدوا فيدعي عليهم رسل الله وأتباعهم فيستجيب الله دعاء رسوله ومن اتّبعه فيحكم بينهم بعذاب من عنده فيهلك الله المعرضين، حتى إذا علم الله بعظيم الحسرة قد حلّت في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربّهم فمن ثمّ يتحسّر الله عليهم وهو أرحم الراحمين، ولكنهم يائسون من رحمة ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    وتجد الله يتكلم عن نفسه: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم، أليست هذه آية مُحكمة تُفتي بأنّ الله حقاً أرحمَ الراحمين، وإنّه ليحزن على عباده الظالمين لأنفسهم ويفرح بتوبة عباده كما أفتاكم الله عن طريق رسوله في بيان السُنّة النّبويّة بالحديث الحقّ بأنّ الله ليفرح بتوبة عباده فرحاً عظيماً. تصديقاً لحديث محمدٍ رسول الله الحقّ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - قال:
    [لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك – أخطأ من شدة الفرح-].

    ويفتيكم محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن عظيم فرحة نفس الله بتوبة عباده إليه وأنّ فرحة الله أعظم من فرحة صاحب الراحلة التي أفلتت منه، فاضطجع تحت ظلّ شجرة لينام حتى يموت أو ينظر الله في أمره ومن ثمّ أفاق فإذا هي قائمة عنده فقال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربّك! أخطأ من شدّة الفرح لكونه كان يريد أن يقول اللهم أنت ربّي وأنا عبدك.

    وعلى كل حال أفتاكم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن مدى فرحة الله بتوبة عباده إليه إذ أنّ فرحه أعظم من فرح صاحب الراحلة الذي أخطأ من شدّة الفرح، وكذلك أفتاكم الإمام المهديّ عن مدى حزن الله وتحسّره وأسفه على المعرضين عن دعوة رسل ربّهم. وأشهد الله أنّ الحسرة لم تحلّ في نفس الله عليهم إلّا حين حلّت الحسرة في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربّهم، وسبقت فتوانا بالحقّ أنّ الحسرة في أنفسهم لم تأتِ إلّا بعد عذاب الصيحة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ومن ثمّ تأتي مباشرةً الحسرة في نفس الله عليهم بعد أن علم أنهم نادمون متحسّرون على ما فرّطوا في جنب ربّهم ومن ثمّ تحسّر الله عليهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    وهذه حجّتنا عليك يا عتيبي، فلا تكن من أصحاب أحمد الحسن اليماني بل كن من الشاكرين، فإنّهُ يدعو وحزبُه الناسَ ليكونوا مشركين مبالغين في الرسل وآل بيوتهم حتى يدعوهم النّاس من دون الله، وهذا ردّنا عليك بالسلطان الملجم يا فضيلة الشيخ العتيبي أم إنك تنكر أنّ الله أرحم الراحمين؟ بمعنى أنّه أرحم بعباده من أمهاتهم؛ ولكن عباده الظالمين لأنفسهم يائسون مبلسون من أن يرحمهم الله لكونهم لم يعرفوا ربّهم حقّ معرفته ولم يقدّروه حقّ قدره ولذلك فهم من رحمته يائسون. إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
    ألدّ أعداء الشياطين من الجنّ والإنس ومن كل جنسٍ؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    __________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


  6. افتراضي


    اقتباس المشاركة 235371 من موضوع ردّ المهديّ المنتظَر إلى السائلين عن اسم الله الأعظم..


    بيانات وردود الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني
    على الدكتور أحمد عمرو بخصوص حقيقة وسِرّ إسم الله الإعظم


    - 1 -
    ردّ المهديّ المنتظَر إلى الدكتور أحمد عمرو الذي ينكر أنّ رضوان الله النّعيم الأكبر..
    20 - 02 - 2013 مـ
    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وآلهم الأطهار، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليهم وسلّموا تسليماً لا نُفرِّق بين أحد من رُسله ونحن له مسلمون، أمّا بعد.. ويا دكتور أحمد عمرو، لسوف نقتبس بادئ الأمر مضمون ما جاء في بيانك باللون الأحمر، وقال فضيلة الدكتور أحمد عمرو ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    (ان غضب الله على اعداءه وهي صفة في الله ازلية قبل الخلق لم يكتسب صفة الغضب بعد ان خلقهم نؤمن بذلك لان الله ازليا ولا يتصف بصفات يكتسبها كسائر المبتدعات. صفة الرضى: الله يتصف بهذه الصفة قبل ان يخلق سبحانه فالله يرضى عن من شكره ولا يرضى عن من كفره كما هي صفة على ما هي عليه نصا نؤمن بها ونعلم انها ازلية لا تتغير ولا تتبدل ولم يكتسبها الله بعد ان شكره الخلق فرضي عليهم او كفره الكفار ولم يرضى عليهم بل هي صفة في الله سبحانه ازلية قبل ان يخلق الخلق).
    انتهى الاقتباس
    اِنتهى الاقتباس من بيان أحمد عمرو.

    ومن ثم يردّ عليه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: يا رجل، إنك تعترف أنّ الغضب والرضى صفةٌ في نفس الله ولكنّك تنكر أن يتحول الغضب في نفس الله على عباده إلى رضوانٍ بحجّة أنّ صفات الله أزليّة لا تتغير. ومن ثمّ يقيم عليك الحجّة المهديّ المنتظَر عبد النّعيم الأعظم ناصر محمد اليماني وأقول: يا فضيلة الدكتور المحترم أحمد عمرو، لقد أخطأت فجعلت رضوان الله وغضبه من صفات ذات الله الأزليّة، ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول:
    بل الغضب والرضى من صفات الله النفسيّة سبحانه وتعالى.

    وتعالَ لأعلِّمك ما هي صفات الله الأزليّة، وهي: صفات ذاتِ الله سبحانه.
    ومن صفات ذات الله أنّه الأحدُ ليس كمثله شيء في الخلق، وأنه لم يلد ولم يولد ولا تدركه الأبصار، فهذه من الصّفات الأزليّة لا تتبدّل، فهو الله أكبر من كلّ شيءٍ فلا يساويه شيءٌ في حجم ذاته سبحانه؛ بل هو الله أكبر من كلِّ شيءٍ في خلقه أجمعين، ولذلك يصف الله ذاته بالأكبر أي أكبر كبيرٍ أي الأكبر من كلّ كبيرٍ سبحانه! وصفة الأكبر هي من صفات ذات الله.

    وأمّا الصّفات النفسيّة فهي فضلٌ من الله عظيمٌ ولو لم تتغيّر في نفس الله لكانت الطّامّة الكبرى على عباده؛ بل صفات الله النفسيّة رحمةٌ بالعباد
    . ومن صفات الله النفسيّة لله هو أن يرضى من بعد أن كان غاضباً فيَحِلُّ الرضوان بدل الغضب فذلك خيرٌ لعباده، ولكن لو لا تبديلَ لصفة الغضب بالرضى لكانت طامّةً كبرى على العباد، فمن غضِب الله عليه فعليه أن يستيئِسَ من رحمة الله أن يرضى الله عنه أبداً لكون الغضب من صفة ذات الله الأزليّة التي لا تتبدل بحسب فتوى الدكتور أحمد عمرو.

    ويا رجل، إنّي الإمام المهديّ المنتظر أدعو البشر إلى التفكّر في صفات الله؛ روح الله النفسيّة، مثل صفة الرحمة وصفة الكرم وصفة الغفران، وإنّ من صفات الله النفسيّة ما تشترك مع عبيده التي نفخ فيهم من روحه بكلمات قدرته
    ، مثال صفة الرحمة فيشاركه فيها من عباده الرحماء، ولذلك يُسمّي نفسه
    {أَرْ‌حَمُ الرَّ‌احِمِينَ ﴿٨٣﴾} [الأنبياء]، بمعنى أنّ صفة الرحمة لا يتفرّد بها الله وحده من دون عباده غير أنّه أرحمُ الراحمين، وكذلك صفة الكرم لم يتفرّد بها وحده بل جعلها في بعضٍ من عباده وهم عباده الكرماء ولذلك يسمّي نفسه أكرم الأكرمين، وكذلك صفة الغفور يتّصف بها الغافرون ولم يُفتِ الله أنّه تفرّد بصفة الغفران وحده ولذلك يصف نفسه: {خَيْرُ‌ الْغَافِرِ‌ينَ ﴿١٥٥﴾} [الأعراف]؛ أي خير الغافرين من عباده، ولذلك تجد الله يُسمّي نفسه خيرَ الغافرين.

    ألا وإنّ صفة الرضى هي من أسماء الله الحسنى جعلها من أسماء صفاته النفسيّة وليست من صفات الله الأزليّة لذاته التي لا تبديل لها؛ بل صفة الغضب والرضوان من صفات الله النفسيّة قابلة للتحول فتتحول صفة الغضب في نفسه إلى رضوانٍ، ونجد في الكتاب أنّ صفات الله النفسيّة قابلة للارتفاع والانخفاض
    . مثال قول الله تعالى:
    {وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّـهِ} [البقرة:61].

    ولكن عندما يزداد كفرهم وتعنتهم فيزداد غضب الله في نفسه عليهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {بِئْسَمَا اشْتَرَ‌وْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُ‌وا بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِ‌ينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٩٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وغضب الله في نفسه على عباده يرتفع بحسب ازدياد الإثم من عبده، فلا يستوي الغضب في نفس الله على العبد الذي ذنوبه قليلة مع الغضب في نفس الله على العباد المجرمين الأكثر فساداً في الأرض، وكلٌ له نصيبه من العذاب على قدر الغضب عليه في نفس الله. ألا وإنّ مقدار الغضب عليه في نفس الله هو بقدر ذنوبه من غير ظلمٍ، ولا يظلم ربّك أحداً.

    وبالنسبة لصفة رضوان الله نفس الله فإن الذين يتّخذون رضوان الله وسيلةً تجدهم لا يهتمّون إلا أن يكون الله راضياً عليهم وحسبهم ذلك! ولكنّ الإمام المهديّ يفتي بالحقّ أنّ ذلك ليس إلا جزءٌ من رضوان نفس الله أي رِضى الله على عبده فلان، وأمّا رضوان نفس الله فلن يكون الله راضياً في نفسه أبداً حتى يدخل عباده في رحمته
    (فيرضى)، ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين.

    ولكن مشكلة كثيرٍ من عباد الله أنّهم مُبلِسون من روح رحمة الله سبحانه، ألا وإنّ من أكبر ظلم النّفس هو اليأس من رحمة الله أرحم الراحمين. وقال الله تعالى:
    {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّ‌وْحِ اللَّـهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُ‌ونَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    أي لا ييأس من روح رحمة الله أرحم الراحمين إلا القوم الكافرون لكون الرحمة صفة روحيّة في نفس الله ويجهل تلك الصّفة الذين لم يقدّروا ربّهم حقّ قدره فلم يعرفوه حقّ معرفته، ولو كانوا يعرفون الله حقّ معرفته لما وجدتهم يلتمسون الرحمة في أنفس الملائكة خزنة جهنم. وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ‌ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَ‌بَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُ‌سُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَىٰ قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِ‌ينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    أي وما دعاء الكافرين بصفة الرحمة في نفس الله أنّه هو أرحم الراحمين فيذرونه فيدعون عباده من دونه ويلتمسون الرحمة في أنفسهم بأن يشفعوا لهم عند الله أن يُخفِّف عنهم يوماً من العذاب؛ ولكنّ الله وصف دعاءهم أنّه في ضلال، وكذلك يسمّيهم بالكافرين برغم أنّ هؤلاء الكافرون لم يعودوا كافرين بذات ربّهم؛ بل أصبحوا يؤمنون بالله أنّه لا إله إلا هو وحده لا شريك له ولكنّ الله لا يزال يسمّيهم بالكافرين برغم أنّهم لم يعودوا كافرين بذات الله، ولا يقصد الله أنهم كافرون بذات الله؛ بل قد أدركوا حقيقة ذات الله أنّه هو الله الواحد القهّار لا إله غيره ولا معبود سواه ولكن الله لا يزال يسمّيهم بالكافرين لكونهم لا يزالون يجهلون صفات الله الروحيّة في نفسه وهي صفاته الجوهريّة سبحانه، فهم لا يزالون عميان عن معرفة ربّهم كما كانوا في الدنيا، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} صدق الله العظيم [الإسراء:72]، أي أعمى عن معرفة صفات الله نفس الله سبحانه.

    ومن صفات الله في نفسه هي صفة الرحمة ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، وبما أنّهم لم يقدروا ربّهم حقّ قدره في الدنيا كذلك نجدهم لم يقدروا ربّهم حقّ قدره في الآخرة، ولذلك نجدهم يدعون عبيدَه من دونه ليشفعوا لهم عند ربّهم! فكيف يشفعون لهم عند من هو أرحم بهم من آبائهم وأمّهاتهم وأبنائهم وعشيرتهم وأرحم بهم من ملائكته المقربين وأرحم بهم من الإنس والجنّ أجمعين ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين؟
    وذلك ما يدعونا الله إلى معرفته هو أن نتعرف على روح صفات نفس الله سبحانه وتعالى، وهي صفاته الباطنية كونها الجوهر لصفات الله، سبحانه عمّا يشركون وتعالى علواً كبيراً.

    ألا وإنّ من صفات روح نفس الله الرحمة والغضب والرضى، ألا وإن رضوان الله على عباده هو النّعيم الأعظم من جنّته، ولا أرى الأنصاري الذي يسمي نفسه خادم رسول الله فلا أراه من الأنصار السابقين الأخيار كونه ينكر صفة رضوان نفس الله أنّه النّعيم الأعظم من جنّته، ولذلك أمرنا أن يتمّ نزع صفته من تحت اسمه (من الأنصار السابقين الأخيار) حتى يكون من الموقنين، وعليه أن يعود إلى باحثٍ عن الحقّ فيجادل الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني حتى يُقيم الحجّة علينا أو نقيم عليه الحجّة بالحقّ، ولو كان ينكر علينا أي شيء آخر غير النّعيم الأعظم لما أمرنا بنزع صفته. ويحقّ له أن يجادلنا ولكنّه ينكر علينا الأساس الذي بُنيَتْ عليه الدعوة المهديّة؛ نعيم رضوان نفس الله بأنّه النّعيم الأعظم من جنّته، ويُنكر علينا فتوى تحسّر الله في نفسه ويريد أن يحصر التحسّر في أنفس عباده، وكذلك يزعم أنّ الله آتاه علم الكتاب أو علمٌ من الكتاب. ولذلك يا من يسمّي نفسه خادم رسول الله فعليك أخي الكريم أن ترجع إلى الطائفة الذين يجادلون الإمام المهديّ عبد النعيم الأعظم، فمثلك كمثل الدكتور أحمد عمرو الذي يجادلنا في الدعوة إلى تحقيق رضوان الله النّعيم الأعظم من جنّته على عباده.

    ويا سبحان الله! يا فضيلة الدكتور أحمد عمرو، فكيف تفتي أنّ رضوان الله ليس إلا جزءٌ من النّعيم؟ ويا رجل، فلولا رضوان الله عليهم لما اشتمّوا رائحة جنّات النّعيم على مسافة ألف عامٍ؛ بل رضوان الله هو الأساس وما خلق الله الخلق إلا ليعبدوه وحده لا شريك له فيتّبعون رضوان الله، وإنّما جعل الجنّة جزاءً لمن يتّبع رضوانه والنّار جزاءً لمن يتّبع ما يسخط الله، فلا تكن من الجاهلين.

    ونحن قوم يحبّهم الله ويحبّونه اتّخذنا رضوان الله غايةً فلن نرضى حتى يرضى لكون ذلك هو النّعيم الأعظم بالنسبة لنا، وليس معنى ذلك أنّنا لا نريد جنّة الله، ومن الذي يرفض جنّات النّعيم؟ ولكن يا رجل، كيف نهنأ بجنّات النّعيم والحور العين وأحبّ شيء إلى أنفسنا متحسرٌ وحزينٌ على عباده الضالين الذي يسمعهم يقولون حين تتقلب وجوههم في النّار. وقال الله تعالى:
    {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ‌ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّـهَ وَأَطَعْنَا الرَّ‌سُولَا ﴿٦٦﴾ وَقَالُوا رَ‌بَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَ‌اءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ﴿٦٧﴾ رَ‌بَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرً‌ا ﴿٦٨﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    ويا (خادم رسول الله)، لا تحرّف كلام الله عن مواضعه المقصودة. في قول الله تعالى:
    {يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    ويا رجل، إنّكم لتنكرون تحسّر الله في نفسه لكونكم تجهلون تعريف صفات روح الله النفسيّة ولا تميّزون بين صفات روحه النفسيّة والصّفات الذاتيّة، ألا وإنّ الصّفات الذاتيّة هي الصّفات الأزليّة لا تتبدّل ولا تتغيّر لا في الدنيا ولا في الآخرة، ولكنّ الإمام المهديّ يدعوكم ليُعرّفكم على صفات الربّ الروحيّة وهي صفاتٌ في نفسه تعالى، ومنها صفة رضوان نفسه هو النّعيم الأعظم من جنّات النّعيم لدى قوم يحبّهم الله ويحبّونه، ولذلك لن يرضوا حتى يرضى وهم على ذلك من الشاهدين وأنّ الإمام المهديّ هو حقاً العبد الخبير بالرحمن. وذلكم تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْ‌شِ الرَّ‌حْمَـٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرً‌ا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي عبد النّعيم الأعظم ناصر محمد اليماني.
    ______________



    - 2 -

    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]

    الإمام ناصر محمد اليماني
    12 - 04 - 1434 هـ
    22 - 02 - 2013 مـ
    05:14 صــــباحاً
    ــــــــــــــــــــ


    الردّ الملجم من الإمام المهديّ إلى كلّ عالمٍ يجادل في اسم الله الأعظم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين الطاهرين من أوّلهم إلى خاتمهم رسول الله بالقرآن العظيم إلى الإنس والجنّ أجمعين، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وعلى الرسل من قبله وسلّموا تسليماً، لا نفرّق بين أحدٍ منهم حنفاء ولا تشركوا بالله شيئاً فتكونوا من المعذبين، أمّا بعد..


    يا معشر الأنصار السابقين الأخيار، اقتدوا بالإمام المهديّ في الخُلُقِ في الحوار، وإنّما تجدون في المهديّ المنتظَر أحياناً غِلظةً في الحوار مع شياطين البشر كوني أعلم أنّهم لا يؤمنون حتى ولو تبيّن لهم أنّ المهديّ المنتظر هو ناصر محمد اليماني فلما زادهم إلا رجساً ومكراً وصداً شديداً عن الصراط المستقيم، وليس فضيلة الدكتور أحمد عمرو منهم؛ بل هو من علماء المسلمين فوجب عليكم احترامه وجداله بالتي هي أحسن، فالتزموا بأمر الله إلى الدعاة إليه في محكم كتابه: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ ربّك بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ ربّك هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم [النحل:125].

    فأهلاً وسهلاً ومرحباً بفضيلة الشيخ الدكتور أحمد عمرو في الاستمرار في الحوار مع المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور ناصر محمد اليماني، وصلوات ربّي وسلامه عليك يا فضيلة الشيخ أحمد عمرو عسى الله أن يُبصِّرك بالحقّ إن كنت تريد اتّباع الحقّ وأن تتّخذه إلى ربّك سبيلاً.

    ويا حبيبي في الله، فلنواصل الحوار حول أسماء الذات لله وأسماء صفاته سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً. ويا حبيبي في الله، أليس لكلّ إنسانٍ صفاتٌ ذاتيّةٌ جسمانيّة في صورته وطوله ولونه وهل هو سمين أو نحيف؟ فهذه صفاتٌ جسمانيّةٌ لذات الشخص وكذلك للإنسان صفات نفسيّة روحيّة، ولله المثل الأعلى في السماوات والأرض ونقول فكذلك ربّ العالمين له أسماء لذاته سبحانه مثال الله الرحمن وتلك من أسماء ذات الله لا ينبغي أن يَتَّسِمَ بها أحدٌ من عباده. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ‌ رَ‌بِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَٰلِكَ وَمَا كَانَ رَ‌بُّكَ نَسِيًّا ﴿٦٤﴾ رَّ‌بُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ‌ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴿٦٥﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    وبما أنّ الاسم (الله) والاسم (الرحمن) من الأسماء لذات الله سبحانه وليست أسماء صفاته ولذلك لا يجوز أن يتسمّى بها أحدٌ من عباده. ولذلك قال الله تعالى:
    {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} صدق الله العظيم. ولذلك لن تجد أحداً اسمه الله أو الرحمن لكونهما من أسماء الذات. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأسماء الْحُسْنَى} صدق الله العظيم [الإسراء:110].

    وأما أسماء الصفات النفسيّة فهي تشترك مع عبيده وتجد الله يصف أحدَ عباده بأحدِ أسماء صفات الربّ النفسيّة..

    ويلقي الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني سؤالاً هاماً إلى فضيلة الشيخ الدكتور أحمد عمرو وأقول: يا أخي الكريم هداك الله أليس الاسم
    (الرؤوف الرحيم) من أسماء صفاته النفسيّة؟ وبما أنّها تشترك مع عباده الصالحين ولذلك يصف الله محمداً عبده ورسوله بصفات مشتركة بين الربّ وعباده الرحماء. وقال الله تعالى: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم [التوبة:128].

    وكذلك أليس اسم
    (الحليم) من أسماء صفات الله النفسيّة؟ ولكنّك تجد الله يصف به خليله ورسوله إبراهيم الحليم صلّى الله عليه وآله وسلم. وقال الله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيم لَحَلِيم} صدق الله العظيم [هود:75].

    وكذلك يصف الله به نبيّه إسماعيل الحليم. وقال الله تعالى:
    {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ} صدق الله العظيم [الصافات:101].

    وهذه الصفات هي من صفات الله النفسيّة سبحانه ويلقيها في قلوب الرحماء من عباده فيهب من يشاء جزءاً من تلك الصفات الحميدة وهي جزءٌ من صفات الله النفسيّة سبحانه وتعالى! وكذلك صفة الرحمة من أسماء صفات الله النفسيّة. ولذلك قال الله تعالى:
    {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم، ولكنّ الله هو أرحم الراحمين. وكذلك صفة الكرم هي من أسماء الصفات النفسيّة لله ويتّصف بها بعض عباده ولكنّ الله أكرم الأكرمين.. ولكنّ الله أرحم الراحمين.. ولكنّ الله خير الغافرين. وكذلك صفة رضوان نفس الله هي من صفات الله النفسيّة، ويُحذِّركم الله غضب نفسه لئن استبدلتم رضوان نفسه بغضبه. وقال الله تعالى: {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم [آل عمران:28].

    كون من يتّخذ من دون المؤمنين أولياء من قومٍ غضب الله عليهم فسوف يناله غضبٌ ربّه. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} صدق الله العظيم [المجادلة:14]. كون من يتولّهم فسوف ينال غضب الله كما نالهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} صدق الله العظيم [المائدة:51]

    ولا نريد أن نخرج عن الموضوع فليستمر الحوار في أسماء الذات وأسماء الصفات لله ربّ العالمين كون مشكلتكم لم تميّزوا بين أسماء الذات الأزليّة وأسماء الصفات النفسيّة لكون أسماء الصفات النفسيّة للربّ تتبدل تجاه العبد بحسب عمله، فإن أعرض عن ذكر ربّه فقد استبدل رضى نفس ربّه بغضبه فيناله العذاب، وإنْ تابَ وأناب استبدل غضب نفس ربّه بنعيم رضوان نفسه. فكن من الشاكرين ولا تكن من الكافرين بنعيم رضوان نفس الله ربّ العالمين يا فضيلة الدكتور أحمد عمرو.


    وربّما يودّ أن يُقاطعني الدكتور أحمد عمرو فيقول: "يا ناصر محمد اليماني، بل الدكتور أحمد عمرو من الذين يطمعون في رضوان الله وأعوذ بالله أن أكون ممن كرِهوا رضوان الله نفس الله، وإنّما يا ناصر محمد إنّ خلافنا معكم هو أنّكم تبتغون رضوان الله غايةً ولكن أحمد عمرو ومن كان على شاكلته يعبدون الله ليرضى عنهم وحسبنا ذلك". ومن ثم يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: ولماذا تبتغي فقط رضوان الله عليك وحسبك ذلك؟ ومعلوم جواب الدكتور أحمد عمرو فسوف يقول: "لكي يدخلني جنّته ويقيني من ناره". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: إذاً اتّخذت رضوان الله وهو النّعيم الأكبر وسيلةً لكي تفوز بالنّعيم الأصغر، ولكنّ رضوان الله هو النّعيم الأكبر يا فضيلة الدكتور. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ المُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جنّات تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جنّات عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:72].

    وهنا ذكر الله نعيم جنّته وهي نعيمٌ ماديٌّ، ومن ثم أفتاكم أنّ رضوان نفس الله على أنفس عباده هو النّعيم الأكبر من نعيم جنّته، وفي ذلك سرّ الهدف من خلق الخلق، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } صدق الله العظيم [الذاريات:56].

    ولم يخلقنا الله من أجل أن يزوّجنا بالحور العين ولا من أجل مساكن طيبة في جنّات النّعيم؛ بل الهدف هو في نفس الله يا فضيلة الدكتور. برغم أنّ الله لم يحرّم على عباده أن يتّخذوا رضوان الله وسيلةً لتحقيق جنّات النّعيم ويقيهم من عذاب الجحيم، ولكنّ الله بيّن لنا في محكم كتابه الهدفَ من خلقنا بأنّه ليس ليُدخلنا جنّته ويقينا من ناره؛ بل علّمنا الحكمة من الخلق في محكم كتابه:
    {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56].

    ولذلك يدعو البشرَ المهديُّ المنتظر إلى تحقيق الهدف من خلقهم فيعبدون رضوان الله غايةً وليس وسيلةً لتحقيق نعيم الجنّة؛ بل رضوان الله على عباده نعيم أكبر من نعيم جنّته. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّهُ المُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جنّات تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جنّات عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:72].

    ويا حبيبي في الله فضيلة الشيخ أحمد عمرو المحترم، والله لا تستطيع أن تتّخذ رضوان الله غايةً حتى تكون من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه، وبما أنّهم يحبّهم الله ويحبّونه ولذلك لن يرضوا بالحور العين وجنّات النّعيم حتى يرضى، فهم يعبدون الله ليرضى عنهم ويسعون إلى تحقيق الهدف الأكبر رضوان نفس الله على عباده، وتجد هدفهم بعكس هدف شياطين الجنّ والإنس. ويا أحمد عمر، فهل ترى الشيطان إبليس وحزبَه من شياطين الجنّ والإنس قد اكتفوا بأن يتولّوا عن الصلوات ويتبعوا الشهوات ليغضب الله عليهم وحسبهم ذلك؟ فاشهد بالحقّ يا فضيلة الدكتور أحمد عمرو فهل اكتفى إبليس وجنده من شياطين الجنّ والإنس بغضب الله عليهم أم تجدهم كذلك يطمعون في تحقيق غضب نفس الله على عباده أجمعين فيسعون الليل والنّهار لتحقيق غضب نفس الله على عباده حتى لا يجد عبادَه من الشاكرين فتغضب نفسُه؟ ولذلك يسعى الشيطانُ الرجيم وحزبُه من شياطين الجنّ والإنس إلى تحقيق هدفهم بأن يجعلوا الإنس والجنّ أمّة واحدةً على الكفر حتى لا يكونوا شاكرين لربّهم فيرضى. ولذلك قال الشيطان الرجيم: {ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَ‌هُمْ شَاكِرِ‌ينَ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    إذاً يا حبيبي في الله وقرّة عيني فضيلة الدكتور أحمد عمرو، لقد تبيّن لك أنّ الشيطان وحزبَه يسعون بكل حيلةٍ ووسيلةٍ لعدم تحقيق هدي الأمّة فيصدّون الأمم عن اتّباع الأنبياء وعن اتّباع كافة الدعاة إلى صراط العزيز الحميد. ولذلك قال الشيطان الرجيم:
    {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَ‌اطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَ‌هُمْ شَاكِرِ‌ينَ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    إذاً يا حبيبي في الله أحمد عمرو، إنّك تجد الشيطان الرجيم لم يكتفِ بأن يشرك بالله ويكفر به ويتّبع الشهوات وحسبه ذلك؛ بل تجد له هدفاً وحزبه يسعون إلى تحقيقه في نفس الله وهو عدم رضوان نفس الله على عباده لكونهم علموا أنّ الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7].

    وبما أنّ رضوان نفس الله أن يكون عباده شاكرين ولذلك يسعى الشيطانُ وحزبُه إلى تحقيق عكس ذلك في نفس الله على عباده، ولذلك الشيطان الرجيم في قصص القرآن العظيم يقول:
    {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَ‌اطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَ‌هُمْ شَاكِرِ‌ينَ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم[الأعراف].

    فانظر يا حبيبي في الله أحمد عمرو إلى هدف الشيطان في نفس الله وهو عدم تحقيق رضوان نفس الله على عباده ولذلك قال:
    {ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَ‌هُمْ شَاكِرِ‌ينَ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم. فانظر يا أحمد عمرو إلى هدف الشيطان في نفس الله: {وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}. وهل تدري لماذا السعي إلى تحقيق هذا الهدف؟ لكون الشيطان علم أنّ الله يرضى لعباده الشكر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم.

    والسؤال الذي يطرح نفسه لفضيلة الشيخ أحمد عمرو وكافة علماء المسلمين: فهل تجدون أنّ الشيطان وحزبَه اكتفوا بعدم تحقيق رضوان الله عليهم، أم كذلك تجدونهم يسعون إلى عدم تحقيق رضوان نفس الله على عباده ولذلك يسعون الليل والنّهار بكل حيلةٍ ووسيلةٍ إلى أن يجعلوا النّاس أمّة واحدةً على الكفر؟
    ولكنّ الإمامَ المهدي ناصر محمد اليماني وحزبَه تجدونهم بالعكس تماماً، فنحن لم نكتفِ أن يرضى الله علينا وحسبنا ذلك؛ بل نسعى الليل والنّهار بكل حيلةٍ ووسيلةٍ إلى تحقيق رضوان نفس الله، ولذلك نريد بإذن الله أن نجعل النّاس أمّة واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ يعبدون الله وحده لا شريك له، وهدفنا من ذلك تحقيق رضوان نفس الله على عباده حتى لا يحيق مكر شياطين الجنّ والإنس إلا بأنفسهم وحدهم لكونهم أولى بنار جهنّم صلياً. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَوَرَ‌بِّكَ لَنَحْشُرَ‌نَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَ‌نَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا ﴿٦٨﴾ ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّ‌حْمَـٰنِ عِتِيًّا ﴿٦٩﴾ ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا صِلِيًّا ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    ويا حبيبي في الله فضيلة الدكتور أحمد عمرو وكافة علماء المسلمين في هذه الأمّة، كونوا من الشاكرين أن قدّر الله وجودكم في أمّة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني،
    فذلك أعظم فضلٍ في الكتاب على هذه الأمّة التي بعث الله فيها الإمام المهديّ المنتظَر فكونوا من الشاكرين، فكم تمنّت الأمم من قبلكم أن يبعث الله الإمام المهديّ فيهم ليكونوا من أنصاره ويشدّوا أزره ولكن لم يحالفهم الحظ، فما أعظمَ ندم الذين مَنَّ الله عليهم بالعثور على دعوة المهديّ المنتظر في عصر الحوار من قبل الظهور ولم يتّبعوه ولم يشدّوا أزره وينصروا دعوته الحقّ! وما أعظمَ ندم الذين مَنَّ الله عليهم بالعثور على دعوة المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور فاعرضوا عنه وقالوا إن هو إلا مجنون! ولكن الأشدّ ندماً من المعرضين جميعاً هم الذين لم يكتفوا بالتكذيب وتولّوا وحسبهم ذلك؛ بل رابطوا الليل والنّهار للصدِّ عن اتّباع الإمام المهدي ناصر محمد اليماني بكل حيلةٍ ووسيلةٍ أولئك سيلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا فإن الله غفورٌ رحيمٌ. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّـهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴿١٥٩﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَـٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّ‌حِيمُ ﴿١٦٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    فانظروا يا معشر الذين يصدّون عن اتّباع البيان الحقّ للقرآن العظيم الذي يحاجّ النّاس به المهديّ المنتظَر فانظروا إلى مصيركم إن لم تتوبوا. وقال الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّـهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴿١٥٩﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَـٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّ‌حِيمُ ﴿١٦٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    فمثلكم كمثل شياطين البشر من اليهود الذين يصدّون عن اتّباع القرآن العظيم من بعد ما تبيّن لهم أنّه الحقّ من ربّهم. وأشهد لله أنّ فضيلة الشيخ أحمد عمرو ليس منهم فأرفقوا به يا معشر الأنصار السابقين الأخيار عسى الله أن يشدّ أزركم بفضيلة الشيخ أحمد عمرو فإنّه رجل جاءكم ليذود عن حياض الدّين بكلّ حيلةٍ ووسيلةٍ ظنّاً منه أنّ ناصر محمد اليماني وحزبه على ضلالٍ مبينٍ، ولم يكن من العلماء الجبناء الذين لم يتجرّأوا أن يحاوروا الإمام المهدي ناصر محمد اليماني بعد أن أظهرهم الله على دعوته في عصر الحوار من قبل الظهور.

    ونكرر الترحيب الكبير بفضيلة الشيخ أحمد عمرو ترحيباً كبيراً، ورجوت من الله الذي هو أرحم به من عبده أن يبصّره بالحقّ وينير قلبه ويهديه إلى صراطٍ مستقيمٍ ويشدد الله به أزرنا ويشركه في أمرنا، ونِعْمَ الرجل! فانظروا إلى ردود الذين لم يهدِهم الله من علماء الأمّة ما يقولون في شأن الإمام ناصر محمد اليماني؛ إنّه مجنونٌ معتوهٌ ضالٌّ مُضِلٌّ.

    ولربّما يودّ أحد علماء الأمّة ممّن أفتوا في شأن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أن يقول: "فما يُدريك أنّنا لم نكُن من الذين هداهم الله يا ناصر محمد، فهل دخلت قلوبنا فاطّلعت عليها أم حكمت علينا بالظنّ أننا لم نكُن من الذين هداهم الله؟". ومن ثم يردّ عليهم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: أقسم بربّي أنّ من أفتى في شأن ناصر محمد اليماني من قبل أن يستمع إلى سلطان علمه ويتدبّر في منطقه فإنه ليس من الذين هداهم الله كون الذين هداهم الله من عباده هم الذين لا يحكمون على الداعية من قبل أن يستمعوا إلى قوله ويتدبّروا سلطان علمه؛ بل الذين هداهم الله من عباده في كل زمانٍ ومكانٍ هم الذين يستمعون إلى قول الداعية ويتدبّرون سلطان علمه هل هو الحقّ من ربّهم من قبل أن يحكموا عليه بالظنّ من قبل الاطلاع. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّـهِ لَهُمُ الْبُشْرَ‌ىٰ فَبَشِّرْ‌ عِبَادِ ﴿١٧الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾ أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ‌ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ويا معشر الباحثين عن الحقّ، إن شئتم أن تعلموا علم اليقين هل ذلك العالم من أولي الألباب من خطباء المنابر فتقدمْ بين يديه من بعد انقضاء الصلاة وقل له: (يا فضيلة الشيخ يوجد هناك شخص في الإنترنت العالمية يقول أنّه الإمام المهدي المنتظر ويحاجّ النّاس بالقرآن العظيم ويجاهدهم به جهاداً كبيراً، ويبيّن لنا القرآن ويفصّله تفصيلاً عجيباً، ويأتي بسلطان البيان من ذات القرآن، ولا يجادله عالمٌ من القرآن إلا غلبه). انتهى..
    وما نريد قوله للباحثين عن الحقّ فإن قال لكم ذلك العالم: يا بني لا أستطيع أن أفتي في شأن هذا الرجل هل هو على صراطٍ مستقيمٍ حتى أتدبر بيانه للقرآن العظيم هل يُأوِّله من عند نفسه أم يدعو إلى الله على بصيرةٍ من ربّه. فأمهلني حتى تأتيني بشيء من بيانات للقرآن أو أطّلع على موقعه ومن ثم أفتيك بالحقّ في شأن هذا الرجل. فمن قال ذلك من علماء الأمّة فأقسم بربّي أنّه من الذين لا يشركون بالله شيئاً من أولي الألباب حتى وإن كان على ضلال في شيء من المسائل الفقهيّة؛ ولكنّه من الذين لا يشركون بالله شيئاً وهو الأهم. ولكن إذا وجدتم العالم بعد أن تسألوه عن شأن دعوة الإمام ناصر محمد اليماني وهل هو الإمام المهديّ فمباشرةً تجدونه يصدر الفتوى فيقول: "لا تتّبعه فإن هذا ضالٌ مضلٌّ فليس هو؛ بل المهديّ المنتظر كما ورد في الأثر اسمه محمد بن عبد الله!" إن كان عالماً سنيّاً، أو يقول: "بل المهديّ المنتظر كما ورد في الأثر عن آل البيت اسمه محمد بن الحسن العسكري". ومن ثم يعلَم السائل علم اليقين أنّ ذلك العالم الذي بين يديه ليس من أولي الألباب، وما دام ليس من أولي الألباب فهو ليس من الذين هداهم الله، ولو كان من أولي الألباب لاستمع إلى القول من قبل أن يحكم علينا بالظنّ. تصديقاً لقول الله تعالى: { فَبَشِّرْ‌ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾ أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ‌ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر]، فانظروا لقول الله تعالى: {أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ‌ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم، وأولئك الذين يحكمون على الداعية بالغيب بالظنّ من قبل أن يستمعوا إلى قوله ويتدبّروا سلطان علمه.

    وها نحن أقمنا الحجّة على حبيبي في الله فضيلة الشيخ أحمد عمرو فإن كان من الذين يريدون أن يتّبعوا الحقّ ويتّخذوه إلى ربّهم سبيلاً فسوف يُبصر الحقّ جليّاً في هذا البيان و حقاً أنّ أسماء الله منها ما هي أسماء لذاته سبحانه ولا ينبغي أن يتسمّى بها أحد من خلقه أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {رَّ‌بُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ‌ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴿٦٥﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    ومنها أسماء لصفات نفسه تعالى ويصف بها من يشاء من عبيده ولذلك يسمي محمداً عبده رسوله صلى الله عليه وآله وسلم:
    {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم، فهل تنكر إنَّ الاسم (الرؤوف الرحيم) من أسماء الله الحسنى؟ ولكنّها من أسماء صفات نفسه تعالى وليس من أسماء الذات كون من أسماء الذات (الله) أو (الرحمن) فلا يشترك عباده في أسماء ذاته. تصديقاً لقول الله تعالى: { رَّ‌بُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ‌ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴿٦٥﴾ } صدق الله العظيم [مريم].

    فهل تبيّن لك الحقّ في بيان المهدي المنتظر حبيبي في الله أحمد عمرو؟.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ___________


    - 3 -

    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]

    الإمام ناصر محمد اليماني
    13 - 04 - 1434 هـ
    23 - 02 - 2013 مـ
    03:48 صــــباحاً
    ـــــــــــــــــــــــ

    فتوى الإمام المهديّ إلى الشيخ أحمد عمرو في حقيقة قوم يحبّهم الله ويحبّونه
    لمن أراد أن يكون منهم فيفوز بالفوز الأعظم في الكتاب
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء وآلهم من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله، يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وعلى الأنبياء من قبله وسلّموا تسليماً، وصلّى الله وملائكته والمهديّ المنتظَر على قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه صفوة البشريّة وخير البريّة المذنبون التائبون إلى الله متاباً، ولم يستيئِسوا من رحمة الله وعلموا أنّ الله هو أرحم الراحمين مهما كانت ذنوبهم من قبل، فلم يستيئِسوا ويطمعوا أن يكونوا من عباد الله المقربين المكرمين. وصلاة ربّي على جميع المسلمين الأرحم بهم من عبده ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، أمّا بعد..

    ويا فضيلة الشيخ المكرم والمحترم أحمد عمرو، اسمع لما سوف أُفتي به بالحقّ مُزَكِّيه بالقسم بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم بأنّه يوجد في هذه الأمّة قومٌ لا يرضون بملكوت الله أجمعين حتى يرضى كون رضوان نفس ربّهم هو النّعيم الأعظم بالنسبة إليهم، وهل تدري كيف يرونه النّعيم الأعظم؟ والجواب إنّه بسبب أنّ ربّهم أحبّ إليهم من كلّ شيءٍ ولذلك قالوا وكيف تهنأ لنا جنّات النّعيم والحور العين وربّنا حبيب قلوبنا متحسّرٌ وحزينٌ! هيهات هيهات أن نرضى حتى يرضى سبحانه وتعالى.

    ثم يزيدك الإمام المهديّ علماً في شأن قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه ومُزكيه بالقسم بربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم، لو يؤتي الله أحدهم الدرجة العاليّة الرفيعة في جنّات النّعيم لاتّخذها وسيلةً إلى ربّه وقال: "يا رب قد أنفقتها إلى من تشاء من عبادك طمعاً في تحقيق النّعيم الأعظم منها فترضى". وليس ذلك فحسب، وأقسم بالله الرحمن الرحيم قسمَ المهديّ المنتظَر وليس قسمَ كافرٍ ولا فاجرٍ لو يجعل الله أحدهم أحبّ عبدٍ إلى نفسه وأقربَ عبدٍ إلى ذات عرشه في أعلى درجةٍ في نعيم الملكوت فإنّه لن يرضى حتى يكون الله حبيبه راضياً في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً. وليس ذلك فحسب يا دكتور؛ بل لو يخاطبهم ربّهم فيقول لهم: أنّ ما تتمنّوه لن يتحقق أبداً، فكيف أرضى في نفسي وكثيرٌ من عبادي ضلّوا عن الصراط المستقيم وظلموا أنفسهم وقليل من عبادي الشكور؟ فعليكم أن تستيئِسوا أن يتحقّق رضوان نفس الرحمن. فهل تدري ماذا سوف يكون جوابهم؟ فسوف يقولون: يا رب، نُشهدك وكافة خلقك أنّنا لن نُبدِّل تبديلاً، فلن نتراجع عن أمنيتنا في تحقيق النّعيم الأعظم ثم نرضى بجنّات النّعيم، ولكن لنا منك طلب يا أرحم الراحمين وهو أن تتركنا بين الجنّة والنّار نتحسّر ونبكي خالدين مخلّدين في البكاء ما دمتَ متحسِّراً وحزيناً يا أرحم الراحمين.

    فانظر يا فضيلة الدكتور أحمد عمرو ما أعظم إصرار قوم يحبّهم الله ويحبّونه على تحقيق رضوان نفس حبيبهم الرحمن الرحيم، فلن يرضوا بأي شيءٍ مهما كان ومهما يكون حتى يكون ربّهم حبيبهم راضياً في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً، وما بدلوا تبديلاً من بعد أن علّمهم الخبير بحال الرحمن عن حال ربّهم في نفسه.

    وربّما يودّ أن يقاطعني من يسمّي نفسه (خادم رسول الله) فيقول: "يا ناصر محمد، لسوف أقيم عليك الحجّة من محكم كتاب الله. وقال الله تعالى:

    {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ}
    صدق الله العظيم [المائدة:116]، فكيف يا ناصر محمد تعلم ما في نفس الله؟". ومن ثم يقيم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الحجّة على خادم رسول الله وأقول: يا رجل، والله ما علمت ما في نفس الله من علوم الغيب إلا ما علّمنا به في محكم كتابه عن حاله بأنّ في نفسه حسرةٌ على عباده الضالين الذين كذبوا برسل ربّهم فدعوا عليهم فأجابهم ربّهم، فلا تحسبَنَّ الله مخلف وعده لرسله فإن كانت إلا صيحةً واحدةً فإذا هم خامدون، ومن ثم حلت الحسرة في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربّهم وقال كلٌ منهم: {يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ‌ينَ ﴿56﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ومن ثم تحسّر الله عليهم حزناً وليس ندماً سبحانه! بل كما يتحسّر فضيلة الشيخ أحمد عمرو لو شاهد أحد أولاده أو إخوته أو أمّه أو أبيه يصطرخ في نار جهنّم ولا قدر الله ذلك أبداً، وإنّما أضرب مثلاً. فحتى ولو عصى الابن أمّه ألف عامٍ ومن ثم رأته يصطرخ في نار جهنّم فتخيّل عظيم حسرة الحزن في نفسها على ولدها، فما بالك بحسرة من هو أرحم من الأم بولدها الله أرحم الراحمين؟ فتخيّل حاله يا حبيبي في الله خادم رسول الله صلّى الله عليك وآل بيتك ليخرجكم من الظلمات إلى النور.

    وربّما يودّ فضيلة الشيخ أحمد عمرو أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني، لقد جادلتنا فأكثرت جدالنا في تحسّر الله في نفسه حزناً على الذين ظلموا أنفسهم من عباده الضالين وليس الشياطين المغضوب عليهم، فما هو برهانك المبين في محكم الكتاب على أنّ الله متحسر وحزين على عباده الضالين؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول:
    {فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:64]. فيا فضيلة الدكتور المكرم والمحترم، فهل أنت من الموقنين بهذه الصفة في نفس الله أنه أرحم الراحمين لا شك ولا ريب؟ ومعلوم جواب أحمد عمرو فسوف يقول: "يا ناصر محمد، هذه صفة يتصف بها الله لا يختلف عليها اثنان بأنّ الله حقّاً هو أرحم الراحمين، بمعنى أنّه الأرحم من الأمّ بولدها". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ: فهل لو عصى الأمَّ ولدُها مليار عامٍ لم يطع لها أمراً ومن ثم رأته يصطرخ في نار جهنّم فهل تراها سوف تكون متحسرةً على ولدها وقد تبيض عيناها من الحزن وهي تقول يا أسفي على ولدي؟ فإن كان جواب أحمد عمروا يقول: "نعم يا أخي بالنسبة للأمّ فمهما عصاها ولدها وحتى ولو ضربها ومن ثم اطّلعت عليه يصطرخ في نار جهنّم فلا بد أن تأخذها الحسرة فتحزن على ولدها حزناً عظيماً". ومن ثم يُقيم الإمام المهديّ الحجّة على حبيبي في الله أحمد عمرو وأقول: إذاً فما بالك بحزن من هو أرحم بعبده منها، الله أرحم الراحمين؟ أليس جواب العقل والمنطق يقول: نعم لا شك ولا ريب، فبما أنّ الله هو حقّاً أرحم الراحمين فلا بدّ أنّه متحسرٌ وحزينٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم وهم يحسبون أنّهم مهتدون. فهذا ما يقوله العقل والمنطق فبسبب صفة الرحمة في نفس الله فلا بدّ أنّه متحسرٌ وحزينٌ في نفسه على عباده الضالين، وهذا فقط ما يقوله العقل والمنطق. ولكن فهل قول الله في محكم كتابه جاء مصدقاً لاستنتاج العقل والمنطق؟ ومن ثمّ نترك الردّ من الله مباشرةً على السائلين: {يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿30﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿31﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿32﴾} صدق الله العظيم [يس].
    وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..

    وربّما يودّ فضيلة الشيخ أحمد عمرو أن يقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد، وهل الله الآن متحسرٌ على المعرضين عن دعوة الحقّ من ربّهم الأحياء في العالمين؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: هيهات هيهات؛ بل غاضبٌ عليهم، ولا ولن تأتي الحسرة في نفس الله عليهم حتى تأتي الحسرة في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربّهم، ولكن للأسف لم تأتِ الحسرة في أنفسهم والندم إلا بعد أن أخذهم الله بعذاب بئيس. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَ‌فُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّ‌حْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ‌ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ ﴿53﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَ‌بِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُ‌ونَ ﴿54﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّ‌بِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُ‌ونَ ﴿55﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ‌ينَ ﴿56﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    فلا تأتي الحسرة في نفس الله عليهم من قبل أن يندموا وسبب تحسّر الله عليهم كونهم قد أصبحوا نادمين ويقول أحدهم: {يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّ‌سُولِ سَبِيلًا ﴿27يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴿28﴾ لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ‌ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ﴿29﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    وقال الله تعالى:
    {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا ﴿66﴾ وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ﴿67﴾ رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ﴿68﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    ولكن الحسرة في نفس الله لا تأتي وهم لا يزالون مصرّين على كفرهم وعنادهم في الحياة الدنيا غير أنّ الله يفرح بتوبة عباده فرحاً عظيماً عظيماً لكونه لا يريد لهم العذاب. ولذلك قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [[ لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ ، فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ ، فَأَيِسَ مِنْهَا فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ ،فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ؛ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ : اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ ]] صدق عليه الصلاة والسلام.

    فانظر يا فضيلة الدكتور أحمد عمرو عظيم فرح الله بتوبة عبده حين يتوب فيُنيب إلى ربّه ليغفر ذنبه. إذاً الله يحزن لو لم يتُب عباده كونهم سوف يصْلَون ناراً فيصبحوا نادمين متحسرين على ما فرطوا في جنب ربّهم، ومن ثم تأتي الحسرة في نفس الله عليهم من بعد الانتقام نصرةً لأوليائه وتصديقاً لوعده لرسله ولأوليائه لا يخلف الله وعده. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿30﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿31﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿32﴾} صدق الله العظيم [يس].

    وربّما يودّ فضيلة الشيخ أحمد عمرو أن يقول: "يا ناصر محمد، إنّي أراك تقسم بالله العظيم عن حقيقة ما بأنفس قوم يحبّهم الله ويحبّونه من أنصار الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني في عصر الحوار من قبل الظهور والسؤال يا ناصر محمد! فكيف علمتَ هذه الحقيقة في أنفسهم؟".
    ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: والله الذي لا إله غيره إنّ أكثر من وصفتهم لكم بالحقّ لم أرَهم منذ أن ولدتني أمّي ولكن والله العظيم أنّهم يقرأون بيان الإمام المهديّ عن حقيقتهم ويرون وكأنّه يتكلم بألسنتهم لما يعلمونه من الحقّ في أنفسهم فهم على ذلك من الشاهدين، ولو شاءوا لألقوا بشهاداتهم بالحقّ في هذه الصفحات، فمن كان منهم فليلقي بشهادته بالحقّ مزكّيها بالقسم عمّا وصفكم به الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لكون شهاداتهم من آيات التصديق للإمام المهديّ. فكيف أجعل ذلك في أنفسهم ما لم يهدِهم الله بالحقّ ويحبّهم ويحبّونه؟ ولذلك لن يرضوا حتى يرضى؛ فهذا وصف قوم يحبّهم الله ويحبّونه.

    والسؤال الذي يطرح نفسه للعقل والمنطق، فإذا كانوا كذلك فكيف بردّة الفعل من ربّهم الأكرم منهم؟ فكيف سوف يكرمهم ربّهم كونهم متفرّقين في العالمين لا تربط بين جماعاتهم صلة رحم؛ بل جماعات هنا وهناك في مناطقٍ متفرّقةٍ في العالمين اجتمعوا على حبّ الله؟ ولا أقول كل من كان تحت اسمه من الأنصار السابقين الأخيار أنّه منهم لا شك ولا ريب؛ بل مَنْ هم قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه في مناطق متفرّقة في العالمين لا يعرفون بعضهم بعضاً ولا تربط بينهم أرحامٌ ولا أموالٌ يتعاطونها ولا تجاراتٌ اجتمعوا عليها؛ بل اجتمعت قلوبهم على حبّ الله والجهاد في سبيل الله بالدعوة إلى تحقيق رضوان نفس ربّهم حبيبهم ولن يرضوا حتى يرضى. وسوف أترك محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم يكمل لكم وصفهم بالحقّ:
    [ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اسْمَعُوا وَاعْقِلُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عِبَادًا لَيْسُوا بِأنبياء وَلا شُهَدَاءَ، يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللَّهِ ]. فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، انْعَتْهُمْ لَنَا؟ جَلِّهِمْ لَنَا؟ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقَوْلِ الأَعْرَابِيِّ، قَالَ: [ هُمْ نَاسٌ مِنْ أَفْنَاءِ النَّاسِ، وَنَوَازِعِ الْقَبَائِلِ لَمْ تَصِلْ بَيْنَهُمْ أَرْحَامٌ مُتَقَارِبَةٌ، تَحَابُّوا فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَتَصَافَوْا، يَضَعُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ لِيُجْلِسَهُمْ عَلَيْهَا، فَيَجْعَلُ وُجُوهَهُمْ نُورًا وَثِيَابَهُمْ نُورًا، يَفْزَعُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يَفْزَعُونَ، وَهُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ].
    صدق رسول الله صلّى الله عليه وسلم.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ______________


    - 4 -


    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]
    الإمام ناصر محمد اليماني
    14 - 04 - 1434 هـ
    24 - 02 - 2013 مـ
    06:45 صــــباحاً
    ــــــــــــــــــــــ

    وما يلي أسئلةٌ موجهةٌ من فضيلة الشيخ الدكتور أحمد عمرو إلى الإمام ناصر محمد اليماني
    كما يلي بالحقّ من غير تحريفٍ ولا تزييف
    :


    اقتباس المشاركة :
    1- ذكرت أن صفات الله منها أزلية ومنها نفسية تتغير وليست أزلية وعليه يمكن أن تزول ويمكن أن يكتسب الله صفة لم تكن فيه من قبل!! فما هو البيان الحق من الذكر الحكيم على قولك غير أزلية؟
    2- هل صفات الله يمكن أن نشتق منها اسماً لله من ذات أنفسنا ونسميه بالاسم الجديد المشتق من الصفة؟ أم إنه يجب علينا أن نلتزم بنص من القرآن وبنص من السنة الصحيحة الموافقة للقرآن عند تسميتنا لله؟
    3- هل يكمن أن تحدد لنا أيّاً من صفات الله أزلية وأيّاً منها غير أزلية؟
    4- هل تؤمن بصفات الله وأسمائه بما تحمله من معنى كما هي نصاً دون تأويل ولا تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تكييف؟ أم إنك تقول أنه يجوز أحد هذه الأشياء الخمسة في شرحنا لأسماء الله وصفاته، التأويل أو التحريف أو التعطيل أو التشبيه أو التكييف؟ أرجو تحديد من منهم أنت موافق أن تفعله مع الأسماء والصفات؟ إن كنت مجيزاً لأحدها.
    5- هل تؤمن بأن الله هو الخالق قبل أن يخلق الخلق؟ أقصد أن الله لم يكتسب اسم الخالق بعد أن خلقهم بل كان الخالق قبل أن يخلق أحداً، هل تؤمن بذلك؟ هل تؤمن بأن الله هوالسميع قبل أن يوجد من يسمعهم الله في الوجود؟ هل تؤمن بأن الله هو الخبير قبل أن يوجد في الوجود أحد غيره ليخبره؟ هل تؤمن بأن الله هو الرحيم قبل أن يوجد في الوجود أحد غيره ليرحمه؟ هل تؤمن بأن الله هو المنعم قبل أن يوجد في الوجود أحد غيره ينعم عليهم؟ هل تؤمن بأن الله هو المنعم قبل أن يوجد نعيم في الكون أساساً؟
    6- هل أسماء الله سبحانه وتعالى كذلك منها أزلية ومنها غير أزلية؟ وركز لم نسألك الذاتية والنفسية. بل سألناك الأزلية منها وغير الأزلي منها.
    7- قلت وكررت مراراً وأمرت أنصارك أن يكرروها الآن كإثبات على قولك أنك لن ترضى حتى يرضى الله! هل تقصد أن الله ليس راضياً في نفسه الآن؟ 8- قلت وكررت مراراً أنك لن ترضى حتى يرضى، فإن كان جوابك على السؤال 7 بالإيجاب وقلت نعم الله ليس راضياً الآن في نفسه، فأرجو أن تجيب على هذا البند: لن ترضى حتى يرضى فهل تعني أنك لستَ راضياً الآن بما قسّمه لك الله في الدنيا من أي نعيم في الدنيا أعطاك الله إياه فإنك لستَ راضياً به، فكيف ترضى وحبيب قلبك الله حزين ومتحسر الآن وحزين؟ فكيف سيهنأ لك العيش في النعيم الدنيوي الذي أعطاك الله إياه وجعلك شيخ قبيلة معروفة في اليمن وجعلك الإمام المهدي وجعلك خليفته وكل هذا النعيم الذي أنت فيه الآن كيف تهنأ فيه وحبيب قلبك حزين؟ فهل أنت لستَ راضياً الآن بما قسّمه الله لك من النعيم في الدنيا؟
    9- هل تؤمن بأن الإنسان مخلوق وبأن أعماله مخلوقة من قبل الخالق الرحمن عز وجل؟ وعليه هل تؤمن بأن الأمور المعنوية في الإنسان من الحزن والفرح والغضب والرضى في نفس المرء هل تؤمن أنها مخلوقة من قبل الله خلقها الله في نفس البشر؟
    انتهى الاقتباس

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وأئمة الكتاب وجميع المسلمين في الأوّلين وفي الآخرين وفي الملأِ الأعلى إلى يوم الدين، أما بعد..

    ويا فضيلة الدكتور أحمد عمرو المكرم والمحترم، لقد ألقيتَ إلينا أسئلة ولكلّ سؤالٍ لدينا جوابٌ مفصّلٌ بالصفحات، ولكنّي سوف أُلقي إليك بالجواب المختصر من محكم الذكر ذكرى لأولي الأبصار لعلهم يتّقون. ونبدأ بالجواب على السؤال الأول الذي يقول فيه الدكتور أحمد عمرو ما يلي:
    1- ذكرت أن صفات الله منها أزلية ومنها نفسية تتغير وليست أزلية وعليه يمكن أن تزول ويمكن أن يكتسب الله صفة لم تكن فيه من قبل!! فما هو البيان الحق من الذِّكر الحكيم على قولك غير أزلية؟

    ومن ثم يردّ عليك الإمام المهديّ وأقول: يا فضيلة الدكتور أحمد عمرو، إنّك تعلم المقصود بالأزل القديم وأنّه الأول قبل كل شيء. تصديقاً لقول الله تعالى: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [الحديد:3].

    وأشهد لله أنّ صفة رضوان الله على عباده من أسماء صفاته النفسيّة وأنّه في نفسه لا راضٍ ولا غضبان من قبل أن يخلق الخلق إلا من بعد أن خلق الخلق، فالذين عبدوا الله وحده لا شريك له رضي الله عنهم والذين كفروا وأشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً باءوا بغضبٍ من الله.


    ويا دكتور أحمد عمرو، إنّك تصف الله أنّه غاضبٌ من قبل أن يخلق الخلق، ومن ثم أقول لك فبأيّ حقٍّ يغضب الله على عباده من قبل أن يخلقهم سبحانه؟ وحتى ولو كان يعلم بما سوف يفعلون فلا ينبغي له أن يغضب من قبل أن يعملوا ما يغضبه ويقيم الحجّة عليهم بالحقّ من غير ظلمٍ؛ بل يرسل إليهم رسله من قبل أن ينالهم غضب من ربّهم، ولا ينبغي لله أن يغضب عليهم وهم لا يعلمون ما حرّم الله عليهم؛ بل يغضب الله عليهم من بعد أن يُبيّن لهم حدود الله، فمن تعدّى حدود الله بغياً فقد ظلم نفسه وغضب الله عليه حتى يتوب إلى ربّه متاباً، ثم يرضى عليه ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين. إذاً الله لا يغضب على العبيد إلا من بعد ما يبيّن لهم حدوده عن طريق رسل الله إليهم حتى لا تكون لهم الحجّة على ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:165].

    حتى إذا بعث الله إليهم رسله ودعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له فأبوا إلا أن يعبدوا ما وجدوا عليه آباءهم فمن ثم يقع عليهم في نفس الله الغضب بسبب شركهم بالله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّ‌بِّكُمْ رِ‌جْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا نَزَّلَ اللَّـهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ فَانتَظِرُ‌وا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِ‌ينَ ﴿٧١﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وأمّا الرضوان فيأتي في نفس الله على الذين اتّبعوا داعي الحقّ من ربّهم حين الاتّباع. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:100].

    ومن نكث عهده فقد استبدل رضوان الله بغضبه ومأواه جهنّم وساءت مصيراً.

    ويا أحمد عمرو، إن صفات الله الأزليّة أنّه الأحدُ لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد لكونه ذي القوة المتين، ومن صفاته الأزليّة في نفسه أنّه الكريم الرحيم. ومن أسماء صفاته ما جعله الله وصفاً لحقيقة كافة أسماء ذاته وأسماء صفاته ألا وهو الاسم (العظيم)، فهو كذلك من أسماء صفات الربّ الأزليّة ولكنّه وصفٌ لكافة أسماء الذات وأسماء الصفات لكونه هو الله العليّ العظيم في حجم ذاته سبحانه، كون الله في ذاته أكبر من كل شيء. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم [سبأ:23].

    وكذلك الأعظم في رحمته والأعظم في كرمه والأعظم في عفوه والأعظم في قوته والأعظم في قدرته والأعظم في كافة صفاته العظمى، وكلُّ صفاته عظمى إن هذا لهو حقّ اليقين فسبح باسم ربك العظيم.

    وأما صفة الرضوان في نفسه فهذه الصفة جعل الله تحقيقها في نفسه بسبب عباده حتى لا تكن لهم الحجّة على ربّهم، فمنهم من يسعى إلى تحقيق رضوان ربّه عليه. تصديقاً لقول الله تعالى على لسان نبيّه موسى صلّى الله عليه وعلى آل موسى وآل هارون وأسلّم تسليماً، وقال الله تعالى: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} صدق الله العظيم [طه:84].

    ومنهم من كرهوا رضوان الله واتّبعوا ما يسخط الله فغضب الله عليهم وأعدّ لهم عذاباً عظيماً. تصديقاً لقول الله تعالى: {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} صدق الله العظيم [محمد:28]، فانظر لقول الله تعالى: {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} صدق الله العظيم، فالخيار لهم من بعد أن بيّن الله لهم ما يرضى به لعباده وبيّن لهم ما لا يرضى به لعباده ويُسخط نفسه، فالذين اتّبعوا ما يحبّه الله ويرضى به لعباده أحبّهم الله ورضي عنهم وأرضاهم بما يتمنّونه من ربّهم؛ إنّه عظيمٌ كريمٌ. وأمّا الذين كرهوا رضوان الله واتّبعوا ما يسخطه غَضِبَ الله عليهم وأعدّ لهم عذاباً عظيماً، تصديقاً لقول الله تعالى: {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} صدق الله العظيم، ولكن حبيبي في الله الدكتور أحمد عمرو يفتي أنّ غضب الله ورضوانه موجودان في نفسه منذ الأزل الأول من قبل أن يخلق الله الخلق، ولكنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أفتي بالحقّ عن حقيقة حال نفس الله سبحانه من قبل أن يخلق الخلق فرضوانه صفر وغضبه صفر لكونه على من يغضب وعلى من يرضى وهو الأول ليس قبله شيء يرضى عليه وليس قبله شيء يغضب عليه! فلم يخلق الخلق بعد ولم يفعلوا بعد ما يغضبه أو يرضيه، فكيف يغضب على عباده من قبل أن يخلقهم ومن قبل أن يقيم عليهم الحجّة ببعث رسل الله إليهم حتى إذا أعرضوا عن دعوة الحقّ من ربّهم! فهنا يقع عليهم غضبٌ في نفس الله بالحقّ من غير ظلمٍ، ثم يعذبهم الله ويحكم بينهم وبين أوليائه بالحقّ، تصديقاً لقول الله تعالى: {قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّ‌بِّكُمْ رِ‌جْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا نَزَّلَ اللَّـهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ فَانتَظِرُ‌وا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِ‌ينَ ﴿٧١﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ومن أغضب نفس الله فسوف يبوء بعذابٍ عظيمٍ إلا أن يتوب إلى ربّه من قبل موته فيغفر الله له إنّ ربّي بعباده رؤوفٌ رحيمٌ، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} صدق الله العظيم [آل عمران:30].
    أي يحذّركم أن تُغضِبوا نفس الله لكون الهدف من خلقهم يكمن في نفس الله، ولكنّه ليس بغاضبٍ في نفسه عليهم من قبل إقامة الحجّة عليهم ببعث رسله، ولذلك يرسل إليهم رسله ليبيّنوا لهم ما يغضب نفس الله وما يرضي نفسه سبحانه، ولذلك يحذّر عباده أن يتّبعوا ما يُسخط نفسَه فيعذّبهم عذاباً عظيماً ويلقيهم في نار الجّحيم.
    انتهى الجواب عن السؤال الأول.

    ومن ثم نأتي لسؤال الدكتور أحمد عمرو رقم 2 الذي يقول فيه ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    2- هل صفات الله يمكن أن نشتق منها اسماً لله من ذات أنفسنا ونسميه بالاسم الجديد المشتق من الصفة؟ أم إنه يجب علينا أن نلتزم بنص من القرآن وبنص من السنة الصحيحة الموافقة للقرآن عند تسميتنا لله؟
    انتهى الاقتباس

    والجواب إلى أولي الألباب: لا ينبغي تسميّة الله بغير أسماء ذاته وأسماء صفاته الحسنى كما بيّنها الله في محكم كتاب وفي السُّنة النبويّة الحقّ، ولا ينبغي أن نأتي له باسمٍ لم يكن من أسمائه الحسنى أو من أسماء صفاته العظمى. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:180].

    وكذلك من أسماء ذاته ما يوصف به صفات الربّ الظاهريّة والباطنيّة مثال الاسم (الأكبر)، فهذا من أسماء الله الحسنى، وهذا الاسم من صفات الربّ الظاهريّة، وهذا الاسم يوصف الله به بأنّه أكبر في ذاته من كافة خلقه أجمعين، فلا يوجد شيء في خلق الله يساويه في الحجم سبحانه، ولذلك أمر عباده أن يقولوا في صلواتهم: (( الله أَكبر )). أي الله أكبر من كافة خلقه أجمعين سبحانه وتعالى، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم [سبأ:23].

    وكذلك أمركم الله أن تقولوا في الصلوات (( الله أَكبر )) لكون رضوان نفس الله على عباده هو النّعيم الأكبر من جنّته التي عرضها السماوات والأرض. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:72]

    فهو الأكبر في ذاته سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً! وهو الأكبر في نعيم رضوان نفسه على عباده، فقدِّروا الله حقّ قدره إن كنتم إيّاه تعبدون.
    ونكتفي بهذا القدر من الإجابة عن سؤالين اثنين وإن شاء الله نستكمل إجابات الأسئلة الأخرى في فرصةٍ أخرى بإذن الله السميع العليم، ومن ثمّ نقيم الحجّة بالحقّ على فضيلة الدكتور أحمد عمرو وكافة علماء المسلمين وعداً غير مكذوب بإذن الله السميع العليم.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    _____________



    - 5 -

    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]

    الإمام ناصر محمد اليماني
    17 - 04 - 1434 هـ
    27 - 02 - 2013 مـ
    03:38 صــــباحاً
    ـــــــــــــــــــــ

    ردّ المهديّ المنتظَر إلى الدكتور أحمد عمرو، وبيان قول الله تعالى :
    { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } صدق الله العظيم..
    __________________

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافّة الأنبياء وأئمّة الكتاب وآلهم من أولي الألباب وجميع المسلمين المؤمنين الموقنين، أمّا بعد.. ويا فضيلة الشيخ أحمد عمرو، إنّي أراك تنصحني فتقول: "تُبْ إلى الله يا ناصر محمد قبل أن تبلغ الحلقوم". ومن ثم يردّ عليك الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: يا أحمد عمرو، فهل تريدني أن أتوب وأنصاري من أن نتخذ رضوان الله غايةً في الدنيا والآخرة؟ إذاً فبئس النصيحة نصيحتك وبئس الموعظة! وما أشبهها بنصيحة الذي نصح آدم وحواء أن يعصيا الله:
    {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنْ النَّاصِحِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:21].

    ومع احترامي الكبير لفضيلة الدكتور أحمد عمرو ولكن نصيحتك تشبه صاحب تلك النصيحة فهو يريد من آدم وحواء عدم اتّباع رضوان الله وأن يأكلوا من الشجرة، وكذلك أخي الكريم فضيلة الشيخ أحمد عمرو ينصح الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أن يترك اتّخاذ رضوان الله غاية. ولم أظلمك في تشبيه نصيحتك لي أن أترك اتّخاذ رضوان الله غايةً غير أنّك لست من شياطين البشر ولكن من الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا ويحسبون أنّهم مهتدون.

    وكذلك تشبّه أنصاري بالمعتصمين بالأولياء وبالعقائد الشركيّة؛ بل أنصار ناصر محمد اليماني قوم يحبّهم الله ويحبّونه اعتصموا بالله مولاهم وهم من الذين برأهم الله من الشرك. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:146].

    ويا فضيلة الشيخ أحمد عمرو المحترم، فقبل أن نستكمل الإجابات على أسئلتك الموجهة إلينا فسوف نضطر إلى أن نعظك على أن لا تحرِّف كلام الله عن مواضعه المقصودة، مثال قول الله تعالى:
    {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} صدق الله العظيم [الحجر:99].

    وقال الدكتور أحمد عمرو إنّما يقصد الله يقينهم في الآخرة أو بعد الموت، ومن ثم يردّ عليك الإمام المهديّ وأقول: يا فضيلة الدكتور أحمد عمرو، لا تحرِّف كلام الله عن مواضعه المقصودة إني لك من الناصحين بالحقّ.
    ألا وإنّ يقينَ أولياء الله بالحقّ من ربّهم تُبصرة قلوبهم وهم لا يزالون في الحياة الدنيا، وأمّا يقين أعداء الله فلا يحدث في قلوبهم إلا حين يُبصرون عذاب الله بعين اليقين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقالُوا يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:27].

    ولكنّ فتواك عن العابدين لربِّهم أنّه لن يأتيهم اليقين إلا في الآخرة أو بعد موتهم فإنّك لمن الخاطئين، وإنّما لا يأتي اليقين المُتأخِّر من بعد الموت إلا لقومٍ كافرين بكتاب الله طيلةَ حياتِهم حتى جاء تأويله الفعلي على الواقع الحقيقي. وقال الله تعالى:
    {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بالحقّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].

    بل تمنّوا لو أنّهم كانوا من الموقنين بالحقّ من ربِّهم كمثل أولياء الله الموقنين وهم لا يزالون في الحياة الدنيا، ولذلك قالوا:
    {وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴿٤٦﴾ حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [المدثر].

    فهل هذه كذلك نصيحتك للعابدين أن يعبدوا ربّهم وهم غير موقنين حتى يأتيهم اليقين، كمثل المكذِّبين الذين قالوا:
    {وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴿٤٦﴾ حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم؟ ولم أضع لك هذا الفخ بل أنت الذي أوقعتَ نفسكَ فيه وصعبٌ خروجك من الشباك الذي أوقعت نفسك فيه كونك تريد أن يتأخّر يقين العابدين لربّهم فلا يأتيهم إلا في الآخرة! إذاً فأصبح مَثَلُهم كمثل الذين لم يوقنوا إلا في الآخرة الذين قالوا: {وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴿٤٦﴾ حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم. ويا رجل! بل يقصد الله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} صدق الله العظيم، ويقصد يقين القلب بحقيقة الربّ ونعيم رضوانه، ولا يقصد الله أنّ ذلك ميقاتٌ معلومٌ لتوقف الصلوات كما يُأَوِّله الذين لا يعقلون. وقال الله تعالى: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} صدق الله العظيم [مريم:31].

    ويا أخي الكريم فضيلة الدكتور أحمد عمرو، رجوت من ربّي أن لا تأخذك العزّة بالإثم من بعد ما تبيّن لك أنّه الحقّ، ويا رجل إن كان من تلاميذك من يُتابع حوارك مع الإمام ناصر محمد اليماني فسوف يبصر أنّ الحقّ هو مع الإمام ناصر محمد اليماني.
    ويا أخي الكريم، لسنا في كرة قدمٍ تغلبُني أو أغلبُكَ! بل الأمر عظيمٌ وخطيرٌ عليك لو كان ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر، فما موقفك أمام الله وعباده المكرّمين، ألا تخاف الله أيّها العالِم المحترم ونحن قدّرناك وأقمنا لك وزناً وثقلاً في طاولة الحوار العالميّة؟ ولكن نصيحتك لي أن أترك اتّخاذ رضوان الله غاية أساءتني كثيراً!
    ويا رجل، نحن قوم يحبّهم الله ويحبّونه اتّخذنا رضوان الله غاية ولن نرضى بما دونه فكن على ذلك من الشاهدين والإنس والجن أجمعين وكفى بالله شهيداً، وهل تدري عن سبب إصرارنا على هدفنا؟ ألا وهو اليقين بحقيقة قول الله تعالى:
    {وَرِضْوَان مِنْ اللَّه أَكْبَر} صدق الله العظيم [التوبة:72].

    ونقول: إي وربّي إنّ رضوان الله على عباده لهو النّعيم الأكبر من الملكوت كله، فنحن بذلك موقنون ونحن لا نزال بالحياة الدنيا ونعوذ بالله ربّ العالمين أن لا يأتينا اليقين إلا في الآخرة فنكون من الذين قالوا:
    {وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴿٤٦﴾ حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [المدثر].

    وبرغم أنّك لن تعترف بأنّك بيّنت بالبيان الخاطئ لقول الله تعالى:
    {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} صدق الله العظيم، كونها تأخذك العزّة بالإثم ولن تهتدي إذاً ابداً ما دامت تأخذك العزّة بالإثم، وحتى لا تكون من المعذّبين فلا تكنْ من الذين قال الله عنهم: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحقّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً} صدق الله العظيم [الأعراف:146].

    ويا رجل، قد رأيت شهادات أنصاري الشهداء بالحقّ، فوالله الذي لا إله غيره ما جعلهم يشهدون بتلك الشهادة الحقّ على أنّهم لن يرضوا حتى يتحقّق رضوان الله على عباده إلا لأنّ اليقين جاء في قلوبهم من قبل أن يَلقَوا ربّهم؛ بل لا يزالون في الحياة الدنيا ولكنّ اليقين جاء في قلوبهم فعلِموا علم اليقين أنّ رضوان الله على عباده لهو النّعيم الأعظم من نعيم جنّته لا شك ولا ريب.


    وأقسم بربّ العالمين أنّه لا يوجد في قلوبهم حدود لإصرارهم؛ بل إصرارُهم لا حدودَ له لا في الدنيا ولا في الآخرة حتى يتحقّق النّعيم الأعظم الذي أيقنتْ به قلوبهم وهم لا يزالون في الحياة الدنيا.
    ألا والله الذي لا إله غيره إنّ قوماً يحبّهم الله ويحبّونه لن يزداد يقينُهم بين يدي الله شيئاً بأنّ رضوان نفسه هو النّعيم الأعظم من جنّته؛ بل هو هو كما هو في قلوبهم الآن في هذه الحياة وهم على ذلك من الشاهدين. ألا والله الذي لا إله غيره إنّ الله يحبّ من يحبّهم ويبغض من يبغضهم، وكيف لا وهم قومٌ يحبُّهم الله ويحبُّونهُ لن يرضوا حتى يرضى حبيبهم الله أرحم الراحمين، وهم على ذلك من الشاهدين! أولئك تلاميذ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني خرّيجو هذه المدرسة العالميّة للإمام المهدي في عصر الحوار من قبل الظهور وقد صاروا من أكبر علماء البشر لكون من عرف الله فقد عرف العلم كله وقدروا ربّهم حق قدره.

    و قد وصفناهم لكم بالحقّ ومن ثم وجدتم أنّهم فعلا كما وصفهم إمامهم برغم أنّي لا أعرف من كل هؤلاء الذين ألقوا بشهاداتهم إلا قليلاً، والباقون أعلم أسماءهم الحقّ لدينا ولكنّي لم أرَهم قطٌ في حياتي، صلّى الله عليهم وملائكته والمهديّ المنتظَر وأسلّم تسليماً.

    ألا والله لو تعلم يا فضيلة الدكتور كم يحملون بين جوانحهم من الأمانة، والله الذي لا إله غيره لو تؤمن أحدهم على جبلٍ من ذهبٍ لا يأخذ منه قيراط فيؤدّه إليه كون الله طهّر قلوبهم من فتنة المادّة تطهيراً، ولا أقول
    كلّ أنصار الإمام ناصر محمد اليماني؛ بل أقول مِن أنصار الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني قوم يحبُّهم الله ويحبّونه، وهم ليعلمون أنفسهم علم اليقين كونهم يجدون في قلوبهم أنّهم حقّاً لن يرضوا بملكوت الجنّة التي عرضها كعرض السماوات والأرض حتى يرضى ربّهم حبيب قلوبهم، فمن كان من قوم يحبّهم الله ويحبّونه فسوف يجد في قلبه هذه الآية لهم من ربّهم أنّهم لن يرضوا حتى يرضى. ألا والله أنّ منهم من أدلى بشهادته وأعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحقّ، صلّى الله عليهم وملائكته والمهديّ المنتظَر وأسلّم تسليماً.

    ويا أحمد عمرو إن لم تتركنا نستكمل الإجابات على أسئلتك فتحمّل الانتظار واصبر علينا كما سوف نصبر عليك حتى يتبيّن للباحثين عن الحقّ أيّنا ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ.

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، لا تشتموا علماء المسلمين فتجعلوهم سواءً، فوالله إنّ منهم بينكم من الأنصار السابقين الأخيار قد نبذوا مكاتبهم الكبرى وراء ظهورهم واتّبعوا الحقّ من ربّهم صلوات ربّي وسلامه عليهم ورضي الله عنهم وأرضاهم بنعيم رضوانه وكافة قوم يحبّهم الله ويحبّونه.


    وأقسم بالله العظيم يا أحمد عمرو إنّني الإمام المهدي أحبّ أنصاري أكثر من حبّي لإخوتي أبناء أبي وأمّي إلا من كان من إخوتي على شاكلتِهم، وهم كذلك مثل إمامهم يحبّون بعضهم بعضاً أشدّ من حبِّهم لأقربائهم إلا من كان منهم من أنصار الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني. وهل تدري لماذا حبّ الأنصار لبعضهم بعضاً أعظم من حبّهم لإخوانهم؟ وذلك لكون الله ألّف بين قلوبهم فأصبحوا بنعمة الله إخواناً. ألا والله ما ألّفتُ قلوبَهم بالمادة ولو أنفقتُ ما في الأرض ما استطعت أن أُؤلّف قلوبهم بالمادة؛ بل اجتمعوا على حبّ الله فأحبّهم الله وقربّهم ويرفعهم إليه يوم القيامة على منابر من نور والخلائق يبصرون إلى الرحمن وفداً مكرمين أبوَا أن يدخلوا جنّته ولم يُساقوا إلى ناره ومن ثمّ تمّ حشرهم إلى الرحمن وفداً، ثمّ تتمّ المناجاة بينهم وبين ربّهم والخلق يسمعون المناجاة بينهم وبين أحبّ شيء إلى أنفسهم الله ربّ العالمين حتى يتحقّق الهدف ومن ثم يقول الظالمون الضالون لهم: {مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الحقّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سبأ:23]، وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَ‌بُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ‌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

    ألا والله الذي لا إله غيره ما تَشَفَّعوا لأحدٍ من عباد الله ولا ينبغي لهم ولا يجوز وإنّما طالبوا ربّهم أن يحقِّق لهم النّعيم الأعظم من جنّته فيرضى، وكيف يكون الله راضيّاً في نفسه؟ حتى يُدخِل عباده الضالين في رحمته ومن ثم يرضى. وهنا المفاجأة الكبرى كونها تحقّقت الشفاعة ولم يشفعوا لأحدٍ بل تحققت الشفاعة في نفس الله فشفعت لعباده الضالين رحمتُه من غضبه وعذابه. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} صدق الله العظيم [الزمر:44].

    وإنَّ الإمام المهديّ وأنصاره لَيُشهدون الله وكفى بالله شهيداً بأنّنا نكفر بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود، وليست الشفاعة كما يعتقد المشركون بربّهم أنبياءَه وأولياءَه أن يشفعوا لهم عند الله؛ بل يأذن الله لمن يشاء منهم بتحقيق الشفاعة في نفس الله فيُطالِبون ربّهم تحقيق النّعيم الأعظم من جنّته فيرضى، وكيف يكون راضيّاً في نفسه؟ فذلك حتى يُدخِل عبادَه في رحمتِه فيرضى، أولئك علِموا عِلم اليقين إنّ الله هو الأرحم بعبادهِ منهم ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين.


    ويا من يسمي نفسه خادم رسول الله إنّي أراك سوف تتحوّل إلى خصيمٍ مُبينٍ للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وتفتري علينا وكأنّ الإمام ناصر محمد اليماني أفتى أنّه لَيعلم بكل ما يدور في نفس الله! ويا سبحان ربّي هو يعلم ما بأنفسنا ولا نعلم ما في نفسه إلا بما علّمنا به في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    وقال الله تعالى:
    {فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} صدق الله العظيم [النساء:78].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    _______________


    - 6 -
    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]

    الإمام ناصر محمد اليماني
    18 - 04 - 1434 هـ
    28 - 02 - 2013 مـ
    04:27 صــــباحاً
    ــــــــــــــــــــــ

    مزيدٌ من التفصيل من محكم التنزيل إلى فضيلة الضّيف الكبير الشيخ المحترم أحمد عمرو
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وآلهم الطيبين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..
    سلامُ الله عليكم ورحمة الله وبركاته، ويا أخي الكريم فضيلة الدكتور أحمد عمرو، حقيق لا أصف الله سبحانه إلا بما أعلمه من الحقّ ويُصدّقه العقل والمنطق، كمثل وصفي لحال نفس الله سبحانه قبل أن يخلق الخلق أنّه ليس راضيّاً ولا غضبانَ قبل أن يخلق الخلق كونه على من يغضب وعلى من يرضى ولا يوجد شيء قبله يغضب عليه أو يرضى عنه كونه الأوّل سبحانه ليس قبله شيءٌ يغضبُ عليه لفعلٍ فعله أو يرضى عليه بسبب أنّه قد وجده من المتّقين؛ بل لا يوجد أحدٌ. وبما أنّ الخَلْقَ صفرٌ إذاً رضوان الله أو غضبه صفر في نفسه، ولا أقصد أنّ من صفات الله أنّه لا يغضب ولا يرضى ولو كنت أقصد ذلك إذاً لَمَا غضب الله ولا رضي من بعد خلق الخلق؛ بل الله يغضب ويرضى، وإنّما قلنا: فعلى من يغضب وعلى من يرضى؟ بمعنى أنّ الله يغضب ويرضى ولكن لا يوجد أحدٌ يرضى الله عليه أو يغضب عليه بسبب عدم وجود الخلق وإقامة الحجّة عليهم حتى يغضب بالحقّ.

    ألا والله يا أحمد عمرو لو أن النّاس فعلوا شيئاً لا يُرضي الله وبرغم أنّ هذا الشيء لا يُرضي الله غيرَ أنّ الله لم يبعث إلى تلك الأمّة رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويعلِّمهم ما يُرضي الله ليتّبعوا رضوانه وما يُغضب الله ليتجنّبوا عصيانه؛ وما أريد قوله فلو أنّ تلك الأمّة فعلوا فِعلاً لم يُرضِ الله وهم لا يعلمون أنّه لا يرضي ربّهم لما غضب الله عليهم بسبب فعلهم الذي لا يرضيه حتى يقيم عليهم الحجّة بالحقّ كون لهم حجّةٌ على ربّهم لو لم يبعث إليهم رسولاً يبيّن لهم ما يرضي الله وما يغضبه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء:165].

    إذاً، الله لو يغضب عليهم بسبب فعلهم من قبل أن يُقيم عليهم حجّة التبليغ عن طريق رُسلِه إذاً فلهم حجّةٌ على ربِّهم كونه لم يبعث إليهم رسولاً، ويعلم الله أنّهم سوف يحتجّون بذلك لو يغضب عليهم فيعذّبهم ولم يبعث الله إليهم رسولاً يبين لهم ما يرضي الله وما يغضبه. وقال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَ‌بَّنَا لَوْلَا أَرْ‌سَلْتَ إِلَيْنَا رَ‌سُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَىٰ ﴿١٣٤﴾ قُلْ كُلٌّ مُّتَرَ‌بِّصٌ فَتَرَ‌بَّصُوا ۖ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَ‌اطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَىٰ ﴿١٣٥﴾} صدق الله العظيم [طه].

    ونُكرِّر ونقول يا دكتور إنّ الإمام ناصر محمد اليماني لم يقُل إنّ الله لا يغضب ولا يرضى؛ بل قلنا رضوانه وغضبه صفرٌ، فعلى من يرضى وعلى من يغضب؟ ولا أدري هل تعمّداً منك وكأنّك لم تفهم أم فهمت وعلمت وعقلت ولكنك لا تريد أن تعترف بالحقّ! وهذا شأنك يحاسبك عليه ربّك وما علينا من حسابك من شيء وعلينا البلاغ وعلى الله الحساب.

    ومن ثم نأتي لبيان قول الله تعالى: {وَاعْبُدْ ربّك حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} صدق الله العظيم [الحجر:99]، فقال أحمد عمرو أنّ المقصود أنّهم يعبدون ربّهم حتى يأتيهم يقين الآخرة، والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل الذين لم يأتِهم اليقين بلقاء ربّهم والنّعيم والجحيم إلا في الآخرة فهل تراهم قد زُحْزِحوا عن النّار وادخلوا الجنّة؟ والجواب نتركه من أصحاب النّار عن سبب دخولهم النّار في علم الغيب في الكتاب ليُجيبوا عليك يا فضيلة الدكتور: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ‌ ﴿٤٢﴾ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴿٤٣﴾ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ﴿٤٤﴾ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ﴿٤٥﴾ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴿٤٦حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ ﴿٤٧﴾} [المدثر].

    إذاً هؤلاء بربِّهم لا يوقنون وهم لا يزالون في الحياة الدنيا؛ بل لم يأتِهم اليقين إلا حين لاقوا ربّهم. وقال الله تعالى:
    {وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ ربّهم رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ} صدق الله العظيم [السجدة:12].

    إذاً هؤلاء الذين لم يأتِهم اليقين إلا في الآخرة فنجد أنّ اليقين لم يأتِ قلوبهم وهم لا يزالون في الحياة الدنيا. وقال الله تعالى:
    {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ} صدق الله العظيم [الروم:60].

    كون اليقين متعلقٌ بحقيقة ذات الربّ والدار الآخرة. ولذلك قال الله تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ‌ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴿٣٥﴾ أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ ۚ بَل لَّا يُوقِنُونَ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [الطور].

    أمّا يقين الصالحين فيأتي في قلوبهم وهم لا يزالون في الحياة الدنيا. تصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} صدق الله العظيم [النمل:3].

    وقال الله تعالى:
    {والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ}[البقرة:4].
    إذاً الذين لم يأتِ في قلوبهم اليقين إلا في الآخرة هم من أصحاب الجحيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ‌ ﴿٤٢﴾ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴿٤٣﴾ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ﴿٤٤﴾ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ﴿٤٥﴾ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴿٤٦﴾ حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [المدثر].

    فما خطبك يا حبيبي في الله تٌكابر بغير الحقّ؟ فالكبر لله وإنّما أنا وأنت عبيدٌ فإذا تبيّن لأحدنا الحقّ مع الآخر وجب عليه أن يعترف بالحقّ من ربّه، فتذكّر قولي هذا:
    ( وجب عليه أن يعترف بالحقّ من ربّه ) لكوني أجادلك بكلام الله مباشرةً وليس من رأسي من ذات نفسي، وأعوذ بالله أن أقول على الله ما لا أعلم علم اليقين أنّه الحقّ لا شك ولا ريب.

    ويا حبيبي في الله فضيلة الدكتور أحمد عمرو، تعال لكي أعلّمك سبب خطأك لبيان قول الله تعالى:
    {وَاعْبُدْ ربّك حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} صدق الله العظيم، وسبب خطأك لبيان هذه الآية لكونك أخذتها ومن ثم جئت ببيانها من عند نفسك دون أن تعرض بيانك على كتاب الله هل يخالف بيانك في شيء من آياته، فلم تأبه لذلك ولم تبالِ؛ سواء عندك أقلتَ على الله الحقّ أم الباطل؛ بل سوف تقول: "فإن أصبتُ فمن الله وإنْ أخطأتُ فمن نفسي والشيطان". ألا والله لا يغني عنك الشيطان شيئاً الذي يأمركم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون،وفي ذلك تكمن مشكلة كثيرٍ من علماء الأمّة والجاهلين الذين يُفسِّرون كلام الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، فأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمتهم. ألا والله يا أحمد إنّه كلما استمر العبد في العبادة والإخلاص لربّه فإنه يتذوق حلاوة الإيمان فيطمئن قلبه بذكر ربّه ويستمتع برضوان الله عليه ويبقى السعي لتحقيق النّعيم الأعظم وهو رضوان الله على عباده لكون رضوان الله عليه ليس إلا جزء من رضوان نفس الله على عباده.

    ولا نزال نقول لسنا في لعبٍ ولهوٍ تغلبني أو أغلبك؛ بل الأمر جدُّ عظيم وجدُّ خطير وكبير فإنّك تجادل الإمام المهديّ ثم تبوء بنعمة من ربّك إن اهتديت إلى الحقّ أو تأخذك العزّة بالإثم فتبوء بغضبٍ على غضبٍ كوني أجادلكم بآيات الكتاب المحكمات وأجهادكم بالقرآن جهاداً كبيراً، فتذكر قول الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الجنّة حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ} صدق الله العظيم[الأعراف:40].

    ويا حبيبي في الله، والله الذي لا إله غيره أنّه قد أقيمت عليك الحجّة وهيمن عليك الإمام المهديّ بسلطان العلم من آيات الكتاب المحكمات البيّنات من آيات أمّ الكتاب، فلماذا لا تريد أن تعترف أنّك أخطأت في بيانك للقرآن لآيات في القرآن بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً؟
    ويا فضيلة الدكتور، إنّما الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني حريصٌ عليك أن تهتدي كما اهتدينا وأحبّ لك ما أحبّه لنفسي وربّي على قولي شهيدٌ ووكيلٌ، فكن من الشاكرين أن قدّر الله وجودك في الأمّة التي بعث فيها الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني. ألا والله الذي لا إله غيره ولا معبودَ سواه ما أفتيتُكم أنّي الإمام المهديّ بوسوسةٍ في قلبي أو بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً، ولا يجتمع النّور والظلمات حبيبي في الله والعلم نور فكيف أنّني أعلّمكم البيان الحقّ للقرآن ثم أفتري شخصيّة المهديّ المنتظَر ما لم أكن الإمام المهديّ المنتظَر؟ ولعنة الله على الكاذبين الذين يفترون على الله الكذب إنّ الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون.


    ويا حبيبي في الله، إنّي الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد أكرِّر لك أنّني أقمت عليك الحجّة من محكم كتاب الله ولدينا مزيدٌ مما علّمني ربّي أن أحاجّكم بآيات الكتاب المحكمات البيّنات كون فيها حجّة الله على عباده. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿١٠٥﴾ قَالُوا رَ‌بَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ﴿١٠٦﴾ رَ‌بَّنَا أَخْرِ‌جْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ﴿١٠٧﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    فانظر لحُجّة الله على عباده ليست في الأحاديث والروايات سواءً الحقّ منها والباطل، بل انظر إلى الحجّة لله على عباده:
    {أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿١٠٥﴾ قَالُوا رَ‌بَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ﴿١٠٦﴾ رَ‌بَّنَا أَخْرِ‌جْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ﴿١٠٧﴾} صدق الله العظيم.

    ولذلك تجدون الإمام المهديّ ناصر محمد لَيدعو المسلمين والنّاس أجمعين إلى الاحتكام إلى محكم كتاب الله القرآن العظيم لنستنبطَ لهم حكم الله من الآيات المحكمات البيّنات لعلماء الأمّة وعامة المسلمين ونأمرهم أن يتّبعوا كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ إلا ما كان منها قد جاء مخالفاً لمحكم القرآن العظيم، فأعظُكم أن لا تتفرّقوا واعتصموا بحبل الله القرآن العظيم وذروا ما يخالف لمحكمه سواء في التوراة والإنجيل وفي أحاديث السُنّة النبوية مهما كان الرواة ثقاتاً لديكم، فذروا ما يخالف لمحكم القرآن وراء ظهوركم واعتصموا بحبل الله القرآن العظيم من اعتصم به فقد هُدي إلى صراطٍ مستقيمٍ.


    ولربّما يود فضيلة الشيخ أحمد عمرو أن يقول: "وما هو البرهان المبين أنّ حبل الله الذي أمرنا أن نعتصم به ونكفر بما يُخالف لمُحكمِه أنّه القرآن العظيم؟". ومن ثم نترك الجواب على الدكتور مباشرةً من الربّ الرحيم الغفور. قال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النّاس قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ﴿١٧٤﴾فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    _____________



    - 7 -

    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]

    الإمام ناصر محمد اليماني
    19 - 04 - 1434 هـ
    01 - 03 - 2013 مـ
    04:14 صـباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    من بيان الإنسان الذي علّمه الرحمنُ البيان الحقّ للقرآن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني؛ فتاوى للسائلين
    ..


    ونبدأ بعرض الأسئلة من فضيلة الشيخ الدكتور أحمد عمرو كما يلي:
    اقتباس المشاركة :

    3هل يمكن ان تحدد لنا ايا من صفات الله ازلية وايا منها غير ازلية ؟
    4 هل تؤمن بصفات الله واسماءه بما تحمله من معنى كما هي نصا دون تاويل ولا تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تكييف؟
    ام انك تقول انه يجوز احد هذه الاشياء الخمسة في شرحنا لاسماء الله وصفاته, التاويل او التحريف او التعطيل او التشبيه او التكييف؟
    ارجوا تحديد من منهم انت موافق ان تفعله مع الاسماء والصفات؟ ان كنت مجيزا لاحدها .
    5هل تؤمن بان الله هو الخالق قبل ان يخلق الخلق ؟ اقصد ان الله لم يكتسب اسم الخالق بعد ان خلقهم بل كان الخالق قبل ان يخلق احدا , هل تؤمن بذلك؟
    هل تؤمن بان الله هوالسميع قبل ان يوجد من يسمعهم الله في الوجود؟
    هل تؤمن بان الله هو الخبير قبل ان يوجد في الوجود احد غيره ليخبره؟
    هل تؤمن بان الله هو الرحيم قبل ان يوجد في الوجود احد غيره ليرحمه؟
    هل تؤمن بان الله هو المنعم قبل ان يوجد في الوجود احد غيره ينعم عليهم؟
    هل تؤمن بان الله هو المنعم قبل ان يوجد نعيم في الكون اساسا؟
    6 هل اسماء الله سبحانه وتعالى كذلك منها ازلية ومنها غير ازلية ؟
    وركز لم نسالك الذاتية والنفسية . بل سالناك الازلية منها والغير ازلي منها
    7 قلت وكررت مرارا وامرت انصارك ان يكرروها الان كاثبات على قولك انك لن ترضى حتى يرضى الله!!!
    هل تقصد ان الله ليس راضيا في نفسه الان؟
    8 قلت وكررت مرارا انك لن ترضى حتى يرضى
    فان كان جوابك على السؤال 7 بالايجاب وقلت نعم الله ليس راضيا الان في نفسه , فارجوا ان تجيب على هذا البند
    لن ترضى حتى ترضى فهل تعني انك لست راضيا الان بما قسمه لك الله في الدنيا من اي نعيم في الدنيا اعطاك الله اياه فانك لست راضيا به فكيف ترضى وحبيب قلبك الله حزين ومتحسر الان وحزين فكيف سيهنا لك العيش في النعيم الدنيوي الذي اعطاك الله اياه وجعلك شيخ قبيلة معروفة في اليمن وجعلك الامام المهدي وجعلك خليفته وكل هذا النعيم الذي انت فيه الان كيف تهنا فيه وحبيب قلبك حزين
    فهل انت لست راضيا الان بما قسمه الله لك من النعيم في الدنيا؟
    9 هل تؤمن بان الانسان مخلوق وبان اعماله مخلوقة من قبل الخالق الرحمن عز وجل؟
    وعليه هل تؤمن بان الامور المعنوية في الانسان من الحزن والفرح والغضب والرضى في نفس المرء هل تؤمن انها مخلوقة من قبل الله خلقها الله في نفس البشر؟
    ــــــــــــــــــ
    انتهى الاقتباس

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله وأئمة الكتاب كلّ منهم سراجٌ لأمّته، وأصلّي عليهم جميعاً وأسلّم تسليماً وآلهم الأطهار والتّابعين لدعوة الحقّ من ربّهم في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، أمّا بعد..

    فتلك أسئلةٌ تعجيزيّةٌ كما تزعم أنّك سوف تُعْجِزُ بها الإمام المهديّ فلا يجد الجواب في محكم الكتاب! هيهات هيهات، بل سوف ننطِق بالحقّ ذكرى لأولي الألباب، ومن ثم نبدأ بتفصيل الإجابة عن السؤال الخامس كونه من أصعب الأسئلة في نظر أحمد عمرو وكذلك في نظر السائلين، وكذلك أحمد عمرو وكافة السائلين لا يملكون له الجواب إلا من آتاه الله علم الكتاب ولكن الإجابة على السؤال الخامس يسيرة على الإنسان الذي يعلّمه الرحمنُ البيان الحقّ للقرآن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني كون الإجابة عليه سوف تكفي أن تكون إجابةً على كافة الأسئلة المتبقية كونها تصبّ في مصبٍّ واحدٍ إلا أن يصّر أحمد عمرو أن نُجِب عليها جميعاً فنحن لها بإذن الله العليم الحكيم. وإلى السؤال الخامس...

    ومن ثم نأتي للإجابة عن السؤال الخامس الذي يقول فيه الدكتور أحمد عمر ما يلي:
    اقتباس المشاركة :

    5هل تؤمن بان الله هو الخالق قبل ان يخلق الخلق ؟ اقصد ان الله لم يكتسب اسم الخالق بعد ان خلقهم بل كان الخالق قبل ان يخلق احدا , هل تؤمن بذلك؟
    هل تؤمن بان الله هو السميع قبل ان يوجد من يسمعهم الله في الوجود؟
    هل تؤمن بان الله هو الخبير قبل ان يوجد في الوجود احد غيره ليخبره؟
    هل تؤمن بان الله هو الرحيم قبل ان يوجد في الوجود احد غيره ليرحمه؟
    هل تؤمن بان الله هو المنعم قبل ان يوجد في الوجود احد غيره ينعم عليهم؟
    هل تؤمن بان الله هو المنعم قبل ان يوجد نعيم في الكون اساسا؟
    انتهى الاقتباس

    ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ونقتبس شطر من السؤال كما يلي:

    اقتباس المشاركة :
    5 - هل تؤمن بان الله هو الخالق قبل ان يخلق الخلق ؟ اقصد ان الله لم يكتسب اسم الخالق بعد ان خلقهم بل كان الخالق قبل ان يخلق احدا ، هل تؤمن بذلك؟
    انتهى الاقتباس

    ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: والله الذي لا إله غيره لا حجّة لله على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أن
    (يؤمن) بأنّ الله هو الخالق من قبل أن يخلق الخلق حتى أرى برهان خلقه على الواقع الحقيقي فانظرُ ماذا خلق الله، لكون الله جعل خلق السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما هو البرهان لحقيقة اسمه أنّه الخلاّق العليم. تصديقاً لقول الله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ‌ عَمَدٍ تَرَ‌وْنَهَا ۖ وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْ‌ضِ رَ‌وَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ ۚ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِ‌يمٍ ﴿١٠هَـٰذَا خَلْقُ اللَّـهِ فَأَرُ‌ونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [لقمان].

    فهنا قدّم الله البرهان لحقيقة اسمه أنّه
    (الخالق) بالحقّ على الواقع الحقيقي. ولذلك قال الله تعالى: {هَـٰذَا خَلْقُ اللَّـهِ فَأَرُ‌ونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} صدق الله العظيم. وبما أنّه لا خلّاق غير الله ولكن الله تحدّى إن كان يوجد خلّاقٌ سواه بأنّ يأتي ببرهان خلقه على الواقع الحقيقي. ولذلك قال الله تعالى: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} صدق الله العظيم. وكذلك جميع أسماء صفات الربّ جعل الله لكلٍّ منهنّ برهاناً بالحقّ على الواقع الحقيقي ترونه بأعينكم.

    ويا فضيلة الدكتور أحمد عمرو، إنّك تريد أن تُعجز الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وهيهات هيهات.. فما دام الأمر متعلِّقاً بكتاب الله القرآن العظيم فأنا ببيانه زعيمٌ بإذن الله السميع لمن دعاه العليم بما في أنفس عباده، فلا بدّ لله أن يُصدّق بأسمائه الحسنى بالحقّ على الواقع الحقيقي،
    فحين يَصِف الله نفسه أنّه الرّزاق الذي يرزقكم من السماء والأرض فيظلّ اسماً فقط حتى يأتي الله بالبرهان لهذا الاسم بالحقّ على الواقع الحقيقي. وإلى البرهان للاسم (الرّزاق) في محكم القرآن. وقال الله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ} صدق الله العظيم [سبأ:24].

    فما هو البرهان على الواقع الحقيقي الذي يثبت أنّ الله هو حقّاً الرّزاق؟ وقال الله تعالى:
    {فَلْيَنظُرِ‌ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ ﴿٢٤﴾ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا ﴿٢٥﴾ ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْ‌ضَ شَقًّا ﴿٢٦﴾ فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا ﴿٢٧﴾ وَعِنَبًا وَقَضْبًا ﴿٢٨﴾ وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا ﴿٢٩﴾ وَحَدَائِقَ غُلْبًا ﴿٣٠﴾ وَفَاكِهَةً وَأَبًّا ﴿٣١﴾ مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [عبس].

    وكذلك لكل اسم من أسماء الله الذي يصف نفسَه بها جعل لكل اسم حقيقةً تجدونها على الواقع الحقيقي فترون حقيقة ذلك الاسم بأمِّ أعينكم وتشعر به كافّة حواسكم، فهو الخالق لأنفسكم؛ وفي أنفسكم أفلا تبصرون؟ وهو البارئ لأمراضكم؛ أمْ مَنْ يشفيكم غير البارئ إن كنتم صادقين؟

    ولكل اسمٍ من أسماء الله التي يصف بها نفسه تجدون له برهاناً بالحقّ على الواقع الحقيقي ترونه بأعينكم وتشعر به كافة حواسكم إلا البرهان لحقيقة رضوان الربّ الذي يكمن فيه سرّ الحكمة من خلقكم فتبصره قلوبكم وترى أنّه النّعيم الأعظم من نعيم جنّته لا شك ولا ريب.
    ألا والله لا يزداد معيار اليقين شيئاً في قلوب قومٍ يحبّهم ويحبّونه يوم لقاء ربّهم؛ بل رؤيتهم كما هي ويقينهم لن يزداد شيئاً ولا مثقال ذرةٍ يوم لقاء الربّ، بمعنى أنّ يقين قلوبهم لن يزداد يوم لقاء الله بأنّ رضوان نفسه هو النّعيم الأعظم من نعيم جنّته كون هذه عقيدة رسخت في قلوبهم أعظم من رسوخ هذا الكون العظيم فقد يزول ولن تزول هذه العقيدة في قلوب قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه في حقيقة رضوان الله أنّه النّعيم الأعظم من نعيم جنّته، ولا نزال نقول وهم على ذلك من الشاهدين، وهم يعلمون علم اليقين أنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ حين يجعلهم شهداء بيان النّعيم الأعظم؛
    (نعيم رضوان الرحمن على عباده) أنّه حقّاً النّعيم الأعظم من نعيم جنّته. ولا نزال نقول وهم على ذلك من الشاهدين (قوم يحبّهم الله ويحبّونه) في هذه الأمّة. وقال الله تعالى: {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الحقّ فَمَاذَا بَعْدَ الحقّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} صدق الله العظيم [يونس:32].

    ولدينا مزيدٌ مما علّمني ربّي، ومن كان مُعلِّمُه الرحمن فلن يُهيمن عليه علماءُ الإنس والجانّ ولو كان بعضُهم لبعضٍ ظهيراً ونصيراً، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..

    وقال الله تعالى:
    {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ___________





    - 8 -
    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]

    الإمام ناصر محمد اليماني
    21 - 04 - 1434 هـ
    03 - 03 - 2013 مـ
    03:37 صـــباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    قبل استكمال جواب الأسئلة - بإذن الله - يا دكتور كتبنا لك هذا البيان المختصر يدركه أولو الأبصار
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أنبياء الله من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله، يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وعليهم جميعاً وسلّموا تسليماً لا نفرّق بين أحدٍ منهم ونحن له مسلمون، أمّا بعد..

    يا دكتور أحمد عمرو، لا يزال المهديّ المنتظَر وكافة الأنصار نُكرِّر التّرحيب بشخصكم الكريم ضيف طاولة الحوار للمهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، ولا يزال المهديّ المنتظَر ناصر محمد شديد الإصرار على الاستمرار في الشهادة بالحقّ أنّ من صفات الرحمن الأزليّة في نفسه أن يغضب ويرضى غير أنّي لا أصف تحقيق الغضب في نفس الرحمن من قبل أن يخلق عباده كون تحقيق الغضب والرضوان في نفس الرحمن متعلقٌ بما سوف يفعله عباده من الخير والشر، فكتب الله على نفسه أن يرضى على من أطاعه واتّبع رضوانه وكتب أن يغضب على من عصاه فاتّبع ما يسخطه وكره رضوانه، غير أنّه سبحانه لم يغضب على عباده من قبل أن يخلقهم؛ بل بعد أن يقيم عليهم الحجّة ببعث رسله، فأمّا الذين أعرضوا على أن يتّبعوا رسله بل اتّبعوا ما يسخط الله وكرهوا رضوانه ومن ثم أحبط الله أعمالهم ولم يُحبِط الله أعمالهم إلا من بعد أن كرِهوا رضوانه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} صدق الله العظيم [محمد:28].

    وكذلك لم يتحقّق الرضوان في نفس الله على عباده من قبل أن يخلقهم فينطقون بالحقّ من ربّهم برغم أنّ من صفات الله النفسيّة الغضب والرضوان من قبل أن يخلق الله الخلق ولكنّ الغضبَ ساكتٌ في نفس الربّ كون معيار الغضب صفرٌ ومعيار الرضوان صفرٌ برغم وجود صفة الغضب والرضوان في نفسه، ولكن أحمد عمرو يريد أن يسبقَ غضبُ الله ورضوانه الأحداث بمعنى أنّه يفتي أنّ الله غاضبٌ على عباده المُعرضين عن اتّباع رسله من قبل أن يخلقهم ومن قبل أن يبعث إليهم رسله ومن قبل أن يُعرِضوا ومن قبل أن يُقيم عليهم الحجّة! وهذه العقيدة تصف الله بالظّلم لعباده. فكيف يغضب على طائفةٍ منهم من قبل أن يخلقهم ومن قبل أن يظلموا أنفسهم بمعصية الربّ؟ إذاً عقيدة أحمد عمرو مخالفةٌ لقول الله تعالى:
    {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:49].

    وهنا نقطة الخلاف بين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وفضيلة الدكتور أحمد عمرو كونه يُفتي بغير الحقّ أنّ الله غاضبٌ على المعرضين من قبل أن يخلقهم ومن قبل أن يُقيم عليهم الحجّة ببعث رسله، ونعلم ماذا يريد أن يصل إليه أحمد عمرو من السعي وراء الإثبات أنّ غضب الله ثابتٌ في نفسه ويفتي أنّه تحقق على المعرضين في نفس الله من قبل أن يخلقهم كون الغضب في نفس الله لا بدّ أن يكون صفةً ثابتةً في نفس الله لا تتغيّر حسب فتوى الدكتور أحمد عمرو، ومن ثم يُقيم الإمام المهديّ ناصر محمد الحجّة بالحقّ على فضيلة الشيخ أحمد عمرو ونقول: يا دكتور أحمد عمرو، فلنفرض أنّ الله راضٍ عليك الآن في هذه الساعة التي تتدبّر فيها البيان كونك من المُتّقين ومن الذين يذودون عن حياض الدين ويسعون إلى هدى المسلمين وفجأة كفر الدكتور أحمد عمرو بالإيمان بالرحمن وبرسله وبالقرآن ودخلت في حزب المُلحدين بالربّ في عالم الإنس والجانّ بعد أن كان الله راضيّاً عليك، فهل يا ترى سوف يستمر رضوان الرحمن عليك يا دكتور من بعد الكفر بالله والانضمام إلى طائفة الملحدين بالربّ؟ وحفظك الله من ذلك؛ وإنّما أضرب مثلاً ونرجو الجواب من حبيبي في الله فضيلة الدكتور أحمد عمرو. ونكرر السؤال مرة أخرى بالحقّ ونقول:

    ( كان الله راضيّاً عليك يا أحمد عمرو حتى إذا صدَدْت عن اتّباع المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني فغضِب الله عليك لو كان ناصر محمد اليماني هو حقّاً المهديّ المنتظَر، فهل يا ترى لن يتبدّل رضوان الله عليك إلى غضب ومقتٍ كبير؟ )

    ومن بعد الجواب من حبيبي في الله فضيلة الدكتور أحمد عمرو نعده وكافة الأنصار السابقين الأخيار والباحثين عن الحقّ في طاولة الحوار أن نستكمل الجواب للأسئلة المتبقّية لأحمد عمرو جميعاً ونُفصِّل الإجابة لكل سؤال تفصيلاً من مُحكم التنزيل بإذن الله المولى نِعم المولى ونِعم الوكيل.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ___________



    - 9 -
    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]

    الإمام ناصر محمد اليماني
    09 - 05 - 1434 هـ
    20 - 03 - 2013 مـ
    08:40 صـباحاً
    ـــــــــــــــــــــ

    هيمنة الإمام المهديّ بسلطان العلم على الدكتور أحمد عمروا بإذن الله؛ ويراه من أراد الحقّ ولا غير الحقّ سبيلاً
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وآلهم الأطهار وجميع أنصار الله الواحد القهّار إلى اليوم الآخر، أمّا بعد..
    ونعود لاستكمال جواب الأسئلة كاظمين الغيظ، وإلى الجواب على السؤال الثالث الذي يقول:
    اقتباس المشاركة :
    ســ 3 - هل يمكن أن تحدد لنا أياً من صفات الله أزلية وأياً منها غير أزلية ؟
    انتهى الاقتباس

    ا
    نتهى سؤال أحمد عمرو،
    ومن ثم نلقي بالجواب بالحقّ على السؤال الثالث ونقول: يا أحمد عمرو، إنّ صفات الربّ الذاتيّة والنفسيّة جميعاً أزليّة. وهنا يطير أحمد عمرو من الفرح فيقول: "إذاً يا ناصر محمد اعترفت أنّ اللهَ غاضبٌ قبل أن يخلق الخلق". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: أعوذ بالله أن أصف ربّي بالظلم فهو لا يغضب على أحدٍ من عبيده إلا بالحقّ من غير ظلمٍ؛ بل أقصد أن من صفات الربّ النفسية الأزليّة أنه يغضب ويرضى وذلك حتى يرضى على من أطاعه ويغضب على من عصاه، ولكن أحمد عمرو يريد أن يكون اللهُ غاضباً على الخلق من قبل أن يخلقهم ومن قبل أن يبعث إليهم رسله وإنّك لمن الخاطئين يا أحمد عمرو، بل يبعث الله الرسل حتى لا يكون للناس حجّة من بعد الرسل. وبما أنّ من صفات الربّ الأزليّة الغضب والرضى ومن ثم يرضى على من أطاع الله ورسلَه ويغضب على من عصى الله ورسله، وسبق أن فصّلنا ذلك تفصيلاً في كثير من البيانات. انتهى الجواب على السؤال الثالث.

    . ومن ثم نأتي للردّ على السؤال الرابع الذي يقول:
    اقتباس المشاركة :
    ســ 4 - هل تؤمن بصفات الله واسماءه بما تحمله من معنى كما هي نصا دون تاويل ولا تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تكييف؟ام انك تقول انه يجوز احد هذه الاشياء الخمسة في شرحنا لاسماء الله وصفاته, التاويل او التحريف او التعطيل او التشبيه او التكييف؟ارجوا تحديد من منهم انت موافق ان تفعله مع الاسماء والصفات؟ ان كنت مجيزا لاحدها .
    انتهى الاقتباس

    جــ 4 : ومن ثم نقول: يا أحمد عمرو، إنّ الإمام المهدي يؤمن بكافّة صفات الله الذاتيّة والنفسيّة وكذلك مؤمنٌ وموقنٌ أنّ مِنْ صفات الله النفسيّة أنه يغضب ويرضى وأنه يرضى من بعد الغضب، ولو لم يكن كذلك فإذاً لا فائدة من توبة العبد لله متاباً لكون الله قد غضب عليه بسبب فعله ولن يرضى عليه مهما تاب لكون من صفات الله - حسب فتوى أحمد عمرو - أنه لا بدّ أن يمكث الغضب مستمراً في نفس الله ولا ينبغي أن يتحول الغضب إلى رضوان!
    ويا أحمد عمروا اتّقِ الله، فتلك عقيدة الشياطين الذين يئِسوا من رحمة الله بأنّه لن يغفر لهم ويرضى عنهم أبداً من بعد أن نالوا بغضبٍ من الله ولذلك يسمى الشيطان بالاسم (إبليس) لكونه مُبْلِس من رحمة الله، وظنُّه الذي ظنَّ في ربّه أرداه وما قدر ربَّه حقّ قدره. انتهى الجواب للسؤال الرابع.
    وأما السؤال الخامس فقد سبق الردّ عليه من قبل وفصّلنا الجواب تفصيلاً.

    . ومن ثم نأتي للجواب على السؤال السادس الذي سأله أحمد عمروا فقال:
    اقتباس المشاركة :
    ســ 6 - هل أسماء الله سبحانه وتعالى كذلك منها أزلية ومنها غير ازلية ؟ وركز لم نسالك الذاتية والنفسية . بل سالناك الازلية منها والغير ازلي منها.
    انتهى الاقتباس

    جــ 6 : ومن ثم يردّ عليك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: إنّ معظم أسئلتك في مصبٍّ واحدٍ ولكن لا مشكلة ونقول: يا أحمد أذكرك وأذكرك باسمي وباسم كافة الأنصار أننا نؤمن أنّ من صفات الله الأزليّة النفسيّة أنّه يغضب ويرضى وتلك من صفات الربّ الأزليّة في نفسه، وذلك حتى يغضب على من عصاه من عبيده ويرضى على من أطاعه من عبيده.
    وكذلك نُفتي بالحقّ جميعَ الذين أسرفوا على أنفسهم من عبيد الله جميعاً ونقول لهم: لا تستيئسوا من رحمة الله بسبب فتوى أحمد عمرو أنّ غضب الله في نفسه عليكم لا يمكن أن يتحول إلى رضوان؛ بل الإمام المهدي يُفتيكم حسب فتوى الله إلى الذين أفرطوا في إسراف الذنوب على أنفسهم بكثرة الذنوب فنالوا بالغضب في نفس ربّهم من جرّاء أفعالهم، ومن ثم نفتيهم أن لا يستيئسوا من رحمة الله فإن الله يقبل توبة عباده فيرضى عنهم من بعد الغضب فيبدِّلهم نعمة من الله ورضواناً لئن تابوا وأنابوا إلى ربّهم فاتّبعوا ما أُنزل إليهم من ربّهم، فانظروا لوعد الله للمسرفين في الذنوب من كافة العبيد من الجنّ والإنس ومن كل جنسٍ بأنهم إذا تابوا فأنابوا واتّبعوا ما أُنزل إليهم من ربّهم فإنه سوف يبدل سيئاتهم حسنات وبالغضب رضواناً، وحتى لا يكون لأحدٍ من عبيده الحجّة أنه استيأس من رضوان الله وبأنه لن يرضى من بعد الغضب فيقول: "لا أمَلَ في قبول توبتي كون الله سبق وأن غضب عليّ ولن يرضى عني، إذاً لا فائدة من التوبة". ويا سبحان الله العظيم! تالله يا أحمد عمرو إنّك تدعو إلى اليأس والقنوط من رحمة الله، ويا رجل لو لم يتبدّل الغضب في نفس الله إلى رضوان والسيئات إلى حسنات لمن تاب إلى ربّه متاباً إذاً لاستيأس كافة العبيد من رحمة الربّ المعبود، فسبحان الذي وسع كل شيءٍ رحمةً وعلماً الذي يبدل أحكام ذنوب السوء بحسنات العفو والإحسان وبالغضبَ رضواناً حتى لا يستيئس عبيد الله بأنّ الله قد غضب عليهم لكثرة ذنوبهم فيزعمون أنّه لا أمل أن يغفر لهم الله ويرضى عنهم.

    وحتى لا تكون لهم حجّة - ولذلك جعل الله النداء شاملاً لكافة العبيد في السماوات والأرض - بأنّ عليهم أن يستيئسوا من رحمة الله فيقولوا لقد نلنا غضبَ نفس الله بسبب إسرافنا في الذنوب فلا أمل أن يغفر لنا الله ويرضى عنّا كون صفاته النفسيّة لا تتبدل حسب فتوى أحمد عمرو، فلن يرضى من بعد الغضب! وهيهات هيهات.. وحتى لا تكون للعبيد حجّةٌ على ربّهم أنّه لن يرضى من بعد الغضب بسبب إسرافهم في الجرائم والذنوب ولذلك جعل الله النداء يشمل كافة العبيد في الملكوت كله. وقال الله تعالى:
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَ‌فُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّ‌حْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ‌ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَ‌بِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُ‌ونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّ‌بِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَ‌ى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّ‌ةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْ‌تَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    . ومن ثم نأتي إلى السؤال السابع الذي يقول فيه أحمد عمرو ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    ســ 7 - قلت وكررت مرارا وامرت انصارك ان يكرروها الان كاثبات على قولك انك لن ترضى حتى يرضى الله!!! هل تقصد ان الله ليس راضيا في نفسه الان؟
    انتهى الاقتباس


    جــ 7 : ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي والحقّ أقول: أنّي لن أرضى بملكوت ربّي حتى يرضى الله لا متحسراً ولا حزيناً، ولن يكون ذلك حتى يُدخل اللهُ عبادَه الضالين جميعاً في رحمته، إنّ ربّي على كل شيءٍ قديرٌ. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} صدق الله العظيم [المائدة:40].

    وما هو الغفران يا أحمد عمرو؟ ألا وإنّه استبدال صفة الغضب بالرضوان.
    ولكن المهديّ المنتظَر لا يطمع في رضوان الله على الشيطان وأوليائه حتى يذوقوا وبال أمرهم، بل نقصد رضوان الله في نفسه على الذين نجد الربّ متحسراً عليهم وحزيناً من عباده الضالين الذين أصبحوا نادمين على ما فرّطوا في جنب ربّهم من بعد أن أخذتهم الصيحة فأصبحوا نادمين على ما فرطوا في جنب ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    وأمّا الذين اتّخذوا غضب الله غايتهم ومنتهى أملهم وهدفهم في هذه الحياة فيناضلون الليل والنّهار لتحقيق غضب نفس الله على عباده فأولئك كذلك وجدناهم نادمين يوم القيامة في علم الكتاب، ولكن ليس أنّهم نادمون على ما فرّطوا في جنب ربّهم! بل نادمون لو أنّهم أضلّوا كافة الأمم جميعاً فيكونوا معهم سواءً في نار جهنّم، إذاً فلن نجد في نفس الله حسرةً عليهم ولا أسفاً ولا حزناً، أولئك المغضوب عليهم الذين يسعون الليل والنّهار إلى عدم تحقيق رضوان الله على عباده، فأولئك أعداء الله وأعداؤنا لم يدخلهم الله ضمن هدفنا كوننا لم نجدهم من النادمين المتحسرين على ما فرطوا في جنب ربّهم، بل وجدنا شياطين الجنّ والإنس نادمين يوم القيامة لو أنّهم جعلوا النّاس أمّةً واحدةً على الكفر بالله ليكونوا معهم سواء في نار جهنّم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    { وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا} صدق الله العظيم [النساء:89].

    ولكن أحمد عمرو لم يفطن لهدف الإمام المهديّ وأنصاره، ألا وإنّها ذهاب الحسرة من نفس الله على الضالين وليس المغضوب عليهم فلن نرضى حتى يرضى، ولذلك تجدنا نقول لن نرضى حتى يرضى في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً على الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا ويحسبون أنّهم مهتدون.


    ألا وأن الفرق لعظيمٌ بين الضالين والمغضوب عليهم كون الضالين إنّما ضلّوا عن الطريق ويحسبون أنّهم مهتدون ويدعون عباده المقربين ليقربوهم إلى الله زلفى، فهم يحبون الله ولكنّهم أشركوا بالله ويحسبون أنّهم مهتدون. وأما المغضوب عليهم فهم يكرهون الله ويكرهون رضوانه، وينقمون على من آمن بالله ويتّخذون من يفتري على الله خليلاً، ويسعون الليل والنّهار ليطفئوا نور الله وهم لا يسأمون، أولئك هم شياطين الجنّ والإنس من أشدّ الكافرين على الرحمن عتياً، بل هم أولى بنار جهنّم صليّاً شياطين الجنّ والإنس. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَوَرَ‌بِّكَ لَنَحْشُرَ‌نَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَ‌نَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا ﴿٦٨﴾ ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّ‌حْمَـٰنِ عِتِيًّا ﴿٦٩﴾ ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا صِلِيًّا ﴿٧٠﴾} [مريم]، صدق الله العظيم، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..

    . ومن ثم نأتي للسؤال الثامن الذي يقول فيه أحمد عمرو ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    ســ 8 - قلت وكررت مرارا انك لن ترضى حتى يرضى،فان كان جوابك على السؤال 7 بالايجاب وقلت نعم الله ليس راضيا الان في نفسه , فارجوا ان تجيب على هذا البند:
    لن ترضى حتى ترضى فهل تعني انك لست راضيا الان بما قسمه لك الله في الدنيا من اي نعيم في الدنيا اعطاك الله اياه فانك لست راضيا به , فكيف ترضى وحبيب قلبك الله حزين ومتحسر الان وحزين فكيف سيهنا لك العيش في النعيم الدنيوي الذي اعطاك الله اياه وجعلك شيخ قبيلة معروفة في اليمن وجعلك الامام المهدي وجعلك خليفته وكل هذا النعيم الذي انت فيه الان كيف تهنا فيه وحبيب قلبك حزين فهل انت لست راضيا الان بما قسمه الله لك من النعيم في الدنيا؟
    انتهى الاقتباس


    جــ 8 : ومن ثم يردّ على السائلين الإمام المهديّ وأقول: أعوذ بالله أن أكون من الذين قال الله عنهم: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْ‌جُونَ لِقَاءَنَا وَرَ‌ضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ ﴿٧﴾ أُولَـٰئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ‌ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وأعوذ بالله أن أكون من الذين قال الله عنهم:
    {فَأَعْرِ‌ضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِ‌نَا وَلَمْ يُرِ‌دْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴿٢٩﴾ ذَٰلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ} صدق الله العظيم [النجم:29-30].

    ولكنّي يا أحمد عمروا أتمنى أن يؤتيني الله ملكوت الدنيا جميعاً لاتّخذها وسيلةً إلى ربّي لنجعل النّاس بإذنه أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ ليرضى، وكذلك هدف نبيّ الله سليمان عليه الصلاة والسلام ليس تمنيه أن يؤتيه الله ملكوتاً لا ينبغي لأحدٍ من بعده فليس منه حسداً على الدنيا بل حسداً في الجهاد في سبيل الله للأمر بالمعروف والنًهي عن المنكر ليكون هو العبد الأحبّ والأقرب إلى الربّ سبحانه، ولذلك قال نبي الله سليمان:
    {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} صدق الله العظيم [ص:35].

    فليس ذلك الدعاء من نبي الله سليمان حبّاً في ملكوت الدنيا وأنّه رضي بها حاشا لله! بل يريد أن يتخذ المُلك وسيلةً ليكون من أشدِّ المتنافسين في حبّ الله وقربه.
    فهل فقهت الخبر يا فضيلة الدكتور أحمد عمروا؟ ولدينا مزيدٌ من سلطان العلم مما علّمني ربّي، سبحانك ربّي لا علم لي إلا ما علمتني إنّك أنت العزيز الحكيم، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين.

    . ومن ثم نأتي للسؤال التاسع الذي يقول فيه أحمد عمرو ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    ســ 9 - هل تؤمن بان الانسان مخلوق وبان اعماله مخلوقة من قبل الخالق الرحمن عز وجل؟وعليه هل تؤمن بان الامور المعنوية في الانسان من الحزن والفرح والغضب والرضى في نفس المرء هل تؤمن انها مخلوقة من قبل الله خلقها الله في نفس البشر؟
    انتهى الاقتباس


    جــ 9 - ومن ثم يردّ عليه بالجواب الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: حاشا لله أنّ يكون ربّي خلق أعمال السوء للإنسان أو أمر بالسوء والفاحشة! تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّـهُ أَمَرَ‌نَا بِهَا ۗ قُلْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَأْمُرُ‌ بِالْفَحْشَاءِ ۖ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٢٨﴾ قُلْ أَمَرَ‌ رَ‌بِّي بِالْقِسْطِ ۖ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۚ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ﴿٢٩﴾ فَرِ‌يقًا هَدَىٰ وَفَرِ‌يقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ۗ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّـهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وربّما يودّ الدكتور أحمد عمرو أن يقول: ولكنّي أقيم عليك الحجّة من من محكم القرآن بقول الله تعالى:
    {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [الصافات:96]. ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: إنّما البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}، أي خلقكم وخلق الأصنام التي تعملوها مما خلق الله سواء تعملونها من الحديد أو من النحاس أو من الذهب أو الفضة أو تنحتوها من الحجارة فهي من خلق الله جميعاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ ﴿٩٥﴾ وَاللَّـهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴿٩٦﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    ويا رجل كيف يكون عمل الإنسان من خلق الله سبحانه؟ إذاً فلمَ يعذبهم الله على أعمالهم ما دامت الأعمال من خلقه؟ فيا عجبي الشديد من بعض الأقاويل المخالفة للعقل والمنطق!

    وأما صفات الحزن والفرح والحسرة والرحمة في نفس الإنسان فنقول: أوجد الله تلك الصفات في أنفس عباده بكلمات قدرته فيهدي من يشاء الهدى ويُضلّ من يشاء الضلالة ولا يظلم ربّك أحداً.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    من اصطفاه الله للناس إماماً فزاده بسطةً في العلم ليكون برهان الإمامة؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ______________




    - 10 -
    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]
    الإمام ناصر محمد اليماني
    20 - 05 - 1434 هـ
    31 - 03 - 2013 مـ
    07:02 صـــباحاً
    ــــــــــــــــــــ

    فلم نقل أنّ النعيم هو ذات الله سبحانه بل النعيم هو صفة رضوان نفس الله على عباده ..



    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وآلهم الطّيّبين وجميع المؤمنين، أمّا بعد.. ويا أحمد عمرو خفِ الله الذي سجنه النّار له سبعة أبواب لكل بابٍ من المجرمين جزءٌ مقسومٌ، فلم نقل أنّ النعيم هو ذات الله سبحانه بل النعيم هو صفة رضوان نفس الله على عباده.
    وأما وصفنا له بالنّعيم الأعظم من جنته، فسبحان من جعل تلك الفتوى في محكم كتاب الله القرآن العظيم أنّ نعيم رضوان الله على عباده هو النّعيم الأعظم من جنّته. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].

    ويا رجل، ما خطبك يزيدك البيان عمًى؟ فاصدق الله يصدقك فإنك لا تبصر الحقّ بسبب عدم وجود نور الله في قلبك، فأنِب إلى ربك ليهدي قلبك، ألا والله لا يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات والنّور ولا يستوي الأحياء والأموات، وما أنت بمسمعٍ من في القبور. ولن يجعلك الله من الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور كونك لم تأتِ باحثاً عن الحقّ شيئاً بل لتصدّ عن دعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني..

    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
    _____________



    - 11 -

    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــــــة الأصليّة للبيــــــــــــــان ]

    الإمام ناصر محمد اليماني
    06 - 09 - 1434 هـ
    13 - 07 - 2013 مـ
    05:18 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ

    الردّ المختصر من المهديّ المنتظَر إلى أحمد عمرو " اللهم إنّي صائم " ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسّلام على كافة أنبياء الله من الإنس والجنّ من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وآلهم الطّيّبين ومن تبِعَهم بإحسان إلى يوم الدين.. ويا أحمد عمرو، اتَّقِ الله فلا تزال تبحث عن ثغرةٍ حسب زعمك علّك تُقيم الحجّة ولو في نقطةٍ واحدةٍ ولن تستطيع بإذن الله، ومن ثمّ ننظر إلى الآية التي تريد أن تأتي لها بتأويلٍ من عند نفسك دون أن تراعي أخواتها من آيات الكتاب في قلب وذات الموضوع. مثال قال الله تعالى:
    {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)} صدق الله العظيم [البقرة].

    وذلك نصيبهم الأول من العذاب من بعد موتهم بعد أن كذّبوا برسل ربّهم فأهلكهم الله فأوردهم النّار في عذابهم الأول. ولذلك قال الله تعالى: {وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165)} صدق الله العظيم، مَثَلُ قومِ فِرعونَ والذين من بعدهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا (25)} صدق الله العظيم [نوح]، وذلك في عذابهم الأول. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)} صدق الله العظيم [البقرة].

    والسؤال الذي يطرح نفسه:
    فإلى متى محكومٌ عليهم بالخلود في نار جهنّم وماهم بخارجين منها، إلى متى؟ ومن ثم تجد الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خافَ عَذابَ الْآخِرَةِ ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103) وَما نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104) يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلاَّ ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلاَّ ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108) فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هؤُلاءِ ما يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَما يَعْبُدُ آباؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ (109)} صدق الله العظيم [هود].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ____________




    - 12 -
    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــــــة الأصليّة للبيــــــــــــــان ]
    الإمام ناصر محمد اليماني
    25 - 09 - 1434 هـ
    01 - 08 - 2013 مـ
    10:48 صبـاحاً
    ـــــــــــــــــــــــ

    ردّ من المهديّ المنتظَر إلى أحمد عمرو الذي يدعو البشر إلى اليأس من رحمة الله ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطّيّبين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً ولا تفرِّقوا بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، أمّا بعد.. ويا سعادة الدكتور أحمد عمرو، ألا تخاف الله الواحد القهّار من الافتراء على المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وهو لا يزال حياً يرزق؟ فماذا تفعلون من بعد موته! وربّما يودّ أحمد عمرو أن يقول: "وما افتريتُ عليك فيه يا ناصر محمد؟" فمن ثمّ نردّ عليك يا دكتور ونقول لك: " فكيف تقول إنَّ ناصر محمد اليماني يُفتي البشر أنَّ الله يتقبل توبتهم من بعد موتهم! وحسبي الله عليك، ومن متى قلنا ذلك؟ فأتِ به باقتباس من بيانٍ لنا إن كنت من الصادقين، وسوف تجد كافة فتاوى الإمام المهديّ الحقّ ناصر محمد اليماني أفتي بالحقّ أنها لا تنفع التوبة عن الفعل حين وقوع العذاب في الدنيا ولا في الآخرة، فلن تنفعهم التّوبة والاعتراف بظلمهم لأنفسهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (10) وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آَخَرِينَ (11) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ (15)} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وتجدنا دائماً نستنبط من هذه الآية أنّ الله لا يقبل التوبة والإيمان من عباده حين وقوع العذاب واعترافهم بظلم أنفسهم فلن ينفعهم ذلك. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ (15)} صدق الله العظيم.

    وكافة بياناتي تشهد بهذه الفتوى، ولكن أحمد عمرو يلبس الحقّ بالباطل فيقلب فتاوى الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وذلك مكرٌ من أحمد عمرو وذلك حتى يظنّ الباحثون عن الحقِّ أنّ ناصر محمد اليماني يُفتي البشر أن الله يتقبل توبتهم في الآخرة! ومن ثم نقول: "حسبي الله عليك يا أحمد عمرو، ومتى قلنا ذلك؟ بل قلنا عكس ذلك تماماً فقلنا أنها لن تنفعهم توبتهم واعترافهم بظلمهم لأنفسهم فلن ينفعهم ذلك لا في الدنيا ولا في الآخرة حين وقوع العذاب وتلك سنة من سنن الله في الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَأَيَّ آَيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ (81) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (83) فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (85)} صدق الله العظيم [غافر].

    ولكن فتوى المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني في كافة بياناتي أقول فيها:
    يا معشر البشر الأحياء منهم والأموات أجمعين، اعلموا حين يأتيكم العذاب أو الساعة بأنه تمّ إغلاق باب التوبة والعمل، ولكني الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أشهد الله وكفى بالله شهيداً أنِّني أُفتي بالحقّ أنّ باب الدعاء بالتضرع إلى الله وسؤال رحمته فلن يقفل الله باب الدعاء لا حين وقوع العذاب ولا حين مجيء الساعة، فلن يغلق الله باب الدعاء لا قبل الموت ولا بعد الموت لا في الدنيا ولا في الآخرة. ولذلك تجدون الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يستوصي حيُّكم أن يُبلِّغ ميتَكم أن لا تيأسوا من رحمة الله وأنّ باب الدعاء لم يغلقه الله لا في الدنيا ولا في الآخرة وجعل باب الدعاء والتضرع إلى الربّ مفتوحاً لا يغلقه الله أبداً لا في الدنيا ولا في الآخرة، فلا يزال باب الدعاء مفتوحاً بشكلٍ مستمرٍ، فدائماً مفتوحٌ باب الدعاء بالتضرع إلى الربّ ما دام الله حياً دائماً، والله حيٌّ دائمٌ لا يموت سبحانه وتعالى عمّا يشركون علواً كبيراً.

    ومن ثم نأتي لاستنباط البرهان الملجم من محكم القرآن العظيم بأنّ باب التضرع بالدعاء لسؤال رحمة الربّ مفتوحٌ حين وقوع العذاب ومفتوحٌ حين وقوع الساعة ومفتوحٌ من بعد الموت في الحياة البرزخيّة ومفتوحٌ يوم يقوم الناس لربّ العالمين، فيستطيع العبيد أن يغيّروا القدر المقدور في الكتاب المسطور بالتضرع إلى ربهم بسؤال رحمته سواء حين وقوع العذاب أو حين وقوع الساعة.
    تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ولكن مشكلة الكافرين أنّهم حين يرون العذاب يقولون يا ويلنا إنّا كنا ظالمين، ولن تجدوهم يجأرون إلى ربّهم بسؤاله رحمته أن يكشف عنهم عذابه، فانظروا إلى قولهم فتجدونهم حين يرون العذاب يعلنون اعترافهم بظلمهم لأنفسهم ويعلنون الإيمان بالله وحده ويكفرون بما كانوا به مشركين، فلم يكُ ينفعهم ذلك. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَأَيَّ آَيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ (81) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (83) فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (85)} صدق الله العظيم [غافر].

    فانظروا لقول الله تعالى:
    {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (85)} صدق الله العظيم، ألا وإنه لا ينفعُهم الإيمان والإقرار بظلمهم لأنفسهم ما لم يدعوا ربّهم فيتضرعوا إليه أن يكشف عنهم عذابه برحمته وهم موقنون أنّ ليس لهم إلا أن يرحمهم الله برحمته، ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر:60].

    وقال الله تعالى:
    {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }
    [النمل:62].

    فقد وعد الله عباده بالإجابة إذا توّفر شرط اليقين أنّ ليس لهم إلا رحمة ربّهم أن يكشف عنهم عذابه وليست رحمة أنبيائِه وأوليائِه أو المهديّ المنتظَر، فلن يُغنوا عنكم من الله شيئاً فصدقون، أفلا تتقون وتعقلون بيان الإمام المهديّ للقرآن العظيم؟ فهل تتعامى عنه يا أحمد عمرو؟ أم إنّ البيان الحقّ عليك عمًى؟ فاتقِ الله وأعرض عن الصدِّ عن الدعوة إلى رحمة الله الذي وسع كل شيءٍ رحمةً وعلماً، فلا تنسَ أنَّ الله وعد عباده بالإجابة إن دَعَوا ربّهم في كل زمانٍ ومكانٍ حتى حين قيام الساعة عليهم، فإذا تضرعوا إلى ربّهم مخلصين له الدين يسألونه رحمته أن يكشف عنهم عذابه فتجد الله وعدهم بالإجابة في محكم كتابه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ولذلك كشف الله عذابه عن قوم يونس وتقبل إيمانهم حين سألوا ربّهم أن يرحمهم ويكشف عنهم عذابه فتجدونهم استطاعوا أن يغيِّروا سُنة عذاب الله في محكم الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا إِلاّ قَوْمَ يُونُسَ لَمّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدّنْيَا وَمَتّعْنَاهُمْ إِلَىَ حِينٍ} صدق الله العظيم [يونس:98].

    والسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسؤال الذي يطرح نفسه من السائلين: فما هو السرّ لدى قوم يونس أنهم استطاعوا أن يُغيِّروا سُنة عذاب الله في الكتاب، ألم تجدوا في سنة عذاب الله بأنه لا ينفع الإيمان والتوبة حين وقوع العذاب؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (85)} صدق الله العظيم [غافر].

    والسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسؤال الذي يطرح نفسه من السائلين: "فما هو السرّ لدى قوم يونس أنهم استطاعوا أن يغيّروا سنة عذاب الله في الكتاب؟". ولسوف نترك الجواب من الربّ مباشرةً من محكم الكتاب ليفتيكم أنّ السرّ هو في التضرع إلى الربّ بالدعاء فتسألونه أن يكشف عنكم عذابه برحمته ومن ثم ستجدون ربّكم يستجيب دعاءكم، إنَّ الله لا يخلف الميعاد. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    أفلا تعلمون إنَّ الله يستجيب دعوة الداعي من عبيده إذا دعاه مخلصاً أجابه؟ وحتى لو كان من الكافرين المشركين فحين لحظة طلب الدعاء دعا ربّه مخلصاً له الدين فتجدون أنّ الله يستجيب لعبده وفاءً لوعده أن يستجيب دعوة من دعاه وحتى لو يعلم الله أنّ ذلك العبد الداعي سوف يعود للشرك مرةً أخرى، ونترك البرهان مباشرةً من الرحمن من محكم القرآن قال الله تعالى:
    {رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (66) وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا (67) أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا (68)} [الإسراء].

    { قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ( 63) قُلِ الله يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ(64 ) قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ( 65)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ويقول تعالى:
    {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ( 22 ) فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ( 23 )} صدق الله العظيم [يونس].

    ويقول تعالى:
    {ذَلِكَ بِأَنَّ الله هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ الله هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30 )أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ الله لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ( 31 )وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآياتِنَا إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ( 32 )} صدق الله العظيم [لقمان].

    فقد وجدتم أنّ الله يستجيب لعباده المؤمنين والكافرين على حدّ سواءٍ إذا توفر شرط الإخلاص في الدعاء لله وحده من غير أن تشركوا معه عبادَه المقربين فتدعونهم مع الله ليشفعوا لكم عند ربّكم، فلن يسمعوكم ولو سمِعوكم لما استجابوا لكم ولن يتجرأوا لطلب الشفاعة لكم من الله، ولن تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا نصيراً، أفلا تتقون؟ وقال الله تعالى: {إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)} صدق الله العظيم [فاطر].

    وأقسم بالله العظيم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم إنَّ الذين يعتقدون بشفاعة أنبياء الله وأئِمة الكتاب والمهديّ المنتظَر لتجدونهم يوم القيامة يكفرون بشركِكُم بعقيدة شفاعتهم لكم بين يدي الله ولن تجدوا لكم من دون الله وليّاً ولا نصيراً، فلا تدعوهم ليشفعوا لكم من عذاب الله، فلن يُغني عنكم دعاؤهم شيئاً وسوف يتبرّأون منكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقًا (52) وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا (53)} صدق الله العظيم [الكهف].

    ذلك لأنّ أنبياء الله كفروا بشركهم أنّهم شفعاؤهم بين يدي الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)} صدق الله العظيم [فاطر].

    كون أنبياء الله وأئمة الكتاب ما أفتوا قط أتباعهم أنهم شفعاؤهم بين يدي الله، ولذلك وجَّه الله السؤالَ إلى الأنبياء وأئمة الكتاب هل أفتوا عباده أنهم شفعاؤهم بين يديه حتى ضلّوا عن السبيل؟ فانظروا لسؤال الله والجواب من الأنبياء وأئمة الكتاب. قال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاء أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ(17)قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًاِ(18)} صدق الله العظيم [الفرقان].

    ولكن فضيلة الدكتور البرفسور أحمد عمرو الذي يصدّ البشر عن رحمة الله ومن كان على شاكلته سوف يُعرض عن هذه الآيات فيقول: "بل سوف يشفع محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- مصداقاً لرواية الحقّ في صحيح البخاري ومسلم كما يلي:

    [عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِإِبْرَاهِيمَ فَإِنَّهُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُوسَى فَإِنَّهُ كَلِيمُ اللَّهِ فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِعِيسَى فَإِنَّهُ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَأْتُونِي فَأَقُولُ أَنَا لَهَا فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِهَا لَا تَحْضُرُنِي الْآنَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ أَوْ خَرْدَلَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنَ النَّارِ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ]

    ومن ثمّ يرد الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني رداً على المفترين وأقول: ياسبحان الله! فهل تكفرون بحديث الله في محكم كتابه وتصدِّقون حديثَ شيطانٍ رجيمٍ مفترٍ على رسول الله الكريم؟ فمن يُنجيكم من عذاب الجحيم، أفلا تتقون؟ ألا والله إنَّ دعاء العبيد إلى العبيد شركٌ بالله، فكيف يقول محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أنا لها، أنا لها، حين يدعونه من دون الله بين يدي الله أفلا تعقلون؟ تالله ليتبرأ منكم ومن شرككم وكافةُ أنبياء الله ولن تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا نصيراً، أفلا تعلمون أن دعاءكم إلى العبيد ليشفعوا لكم بين يدي الربّ المعبود لفي ضلالٍ مبينٍ؟ ونترك الفتوى إليكم من ملائكة الرحمن المقربين من خزنة جهنم يفتون الكافرين فيقولون للمشركين أمثالكم: إنّ دعاء العبيد إلى العبيد ليشفعوا لهم عند الربّ المعبود لفي ضلالٍ مبينٍ. وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِّنَ الْعَذَابِ (49) قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50)} صدق الله العظيم [غافر].

    فما يقصدون بقولهم:
    {قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ}؟ أي فادعوا الله هو أرحم بكم وما دعاء الكافرين برحمته فيلتمسون الرحمة من عباده ليشفعوا لهم عند الله أرحم الراحمين إلا في ضلالٍ.

    ولكنّ الدكتور البرفسور أحمد عمرو الذي يصدّ عن الدعاء يفتي بغير هذا ومن كان على شاكلته من علماء الأمّة المشركين فسوف يقولون جميعاً:
    "بل الأنبياء والأولياء يشفعون للعبيد بين يدي الربّ المعبود، ويحقّ لهم يوم القيامة أن يدعوا أنبياء الله ليشفعوا لهم ولكنه لن يتجرأ لشفاعة الأمّة كلها إلا خاتم الأنبياء والمرسلين محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقول: أنا لها، أم إنك تكفر بالحديث النبوي:
    [عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِإِبْرَاهِيمَ فَإِنَّهُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُوسَى فَإِنَّهُ كَلِيمُ اللَّهِ فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِعِيسَى فَإِنَّهُ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَأْتُونِي فَأَقُولُ أَنَا لَهَا فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِهَا لَا تَحْضُرُنِي الْآنَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ أَوْ خَرْدَلَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنَ النَّارِ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ] "؟ .

    ومن ثم يُعلن المهدي المنتظَر ناصر محمد اليماني الكفر المطلق بهذا الحديث المفترى، وأفركه بنعل قدمي كونه حديث جاءكم من عند غير الله ورسوله، بل من عند الشيطان الرجيم على لسان أوليائِه من شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر ليعيدوكم إلى الشرك بالله فتبالغوا في محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولكنّ الإمام المهديّ يؤمن ويوقن بالأحاديث النبويّة الحقّ عن النّبي كونها لا تخالف محكمَ الكتاب لنفي شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود. قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [ياعباس يا عم رسول الله، يا صفيه يا عمة رسول الله، يا فاطمه بنت محمد، اعملوا فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    وذلك تصديقاً لفتوى الله في محكم كتابه:
    {لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ ۚ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3)} صدق الله العظيم [الممتحنة].

    وقال الله تعالى:
    {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14) فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ مَأْوَاكُمُ النَّارُ ۖ هِيَ مَوْلَاكُمْ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (15) ۞ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (16) اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (17) إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (18)} صدق الله العظيم [الحديد].

    فلا شفيع للظالمين أجمعين لا من الكافرين ولا من المؤمنين والمنافقين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (18)} صدق الله العظيم [غافر].

    وقال الله تعالى:
    {وَذَكِّر بِهِ أن تُبسَلَ نَفسُ بِمَا كَسَبَت لَيسَ لَهَا مِن دُونِ اللهِ وَليٌّ وَلاشَفِيعٌ وَإن تَعدِلْ كُلَّ عَدلٍ لا يُؤخَذ مِنهَآ} صدق الله العظيم [الأنعام:70].

    وقال الله تعالى:
    {يا أيُّها الَّذينَ آمَنُوا أنفِقُوا مِمَّا رَزَقنَاكُم مِنْ قَبْلِ أن يأتيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ ولا خُلّةٌ ولا شَفَاعَةٌ والكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:254].

    وقال الله تعالى :
    {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا تَأويلَهُ يَوْمَ يَأتي تَأويلُهُ يَقُولُ الَّذين نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جاءتْ رُسُلُ رَبِنَا بالحقِِّ فَهَلْ لنا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أو نُرَدُّ فَنَعمَلَ غَيْرَ الَّذي كُنّا نَعْمَلُ قد خَسِرُوا أنفُسَهُم وَضَلَّ عَنْهُم ما كانُوا يَفتَرُون} صدق الله العظيم [الأعراف:53].

    وقال تعالى:
    {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51].

    وقال الله تعالى:
    {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (54 )وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا(55) قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا (56) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (57) وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (58)} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وقال تعالى:
    {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17)قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْماً بُوراً (18)فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلا نَصْراً وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً (19)} صدق الله العظيم [الفرقان].

    ولكن يا قوم ما يفتيكم به الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أنّكم لئن ظلمتم أنفسكم فلا تستيئسوا من رحمة الله واعلموا أنّ الله يستجيب دعاء عبيده في الدنيا والآخرة، فانظروا لدعاء الكفار من أصحاب الأعراف ليس في الجنة ولا في النار. قال الله تعالى:
    {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ ( 46 ) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ( 47 )} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فانظروا لدعائهم إلى ربهم من غير توسطٍ بشفيع:
    {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، فالسؤال الذي يطرح نفسه: فهل استجاب الله لدعائهم فأدخلهم جنّته ولم يعملوا خيراً لوجه الله قط كونهم من قومٍ كافرين ماتوا قبل مبعث الرسل إلى قراهم فأدخلهم الله برحمته حين سألوا ربهم؟ وقال الله تعالى: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، فالسؤال الذي يطرح نفسه: فهل استجاب لهم الله؟ ونترك الجواب من الربّ مباشرة ناداهم الله من وراء حجابه. وقال الله تعالى: {{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ( 49 )}} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ولذلك قال ملائكة الرحمن المقربون من خزنة جهنّم قالوا للكافرين أن يدعوا ربّهم وحده فلا يشرك في حكمه أحداً، وأفتوهم أنّ دعاء عبيده من دونه ليشفعوا لهم عند ربّهم أنه دعاءٌ في ضلالٍ. وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِّنَ الْعَذَابِ (49) قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50)} [غافر].

    فما الذي يقصدونه بقولهم:
    {قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ }؟ أي دعاء عبيده من دونه ليشفعوا لهم في يوم من العذاب عند ربّهم. وربّما يودّ أحمد عمرو أن يقول: يا ناصر محمد، لقد دعا الكافرون ربّهم فلم يستجِب لهم. وقال الله تعالى: {قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ﴿١٠٦﴾ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ﴿١٠٧﴾ قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ﴿١٠٨﴾ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴿١٠٩﴾ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ ﴿١١٠﴾ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴿١١١﴾} [المؤمنون].

    وقال الله تعالى:
    {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ} صدق الله العظيم [فاطر:37].

    ومن ثمّ يقيم المهديّ المنتظَر على أحمد عمرو الحجّة بالحقّ وأقول: ذلك دعاءٌ باطلٌ عند الله كونهم يعتقدون أنّهم لن يدخلوا الجنّة إلا بعملهم وليس برحمة الله لكونهم يائسون من رحمة ربّهم، بل يطلبون من الله أن يعُيدهم إلى الحياة الدنيا ليعملوا غير الذي كانوا يعلمون! ولكن الله قد أقام عليهم الحجّة ببعث الرسل، فلا حجّة لهم بين يدي الله بهذا الدعاء حتى يستجيب لهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:165].

    وقال الله تعالى:
    {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢٧﴾بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ ۖ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وفي البعث الشامل يقول لهم:
    {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:28].

    وقال الله تعالى:
    {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ (11) ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِير} صدق الله العظيم [غافر].

    فانظر يا بروفسور الدكتور أحمد عمرو من هم على شاكلتك:
    {ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِير} صدق الله العظيم [غافر:12].

    ويا دكتور أحمد عمرو، لقد جادلتنا فأكثرت جدالنا! فكن من شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر أو كن من خطباء المنابر في المساجد أو كن دكتوراً طبيباً في العنابر فإني المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني أشهد الله الواحد القهّار أني أدعو أحمد عمرو للمباهلة بعد أن جادل المهديّ المنتظَر في البيان الحقّ للذكر جدالاً كبيراً وجاهدنا بالباطل جهاداً كبيراً ليلاً ونهاراً كونه من الذين يسعون الليل والنّهار ليطفئِوا نور الله بأفواههم.

    وربّما يودّ أحمد عمرو أن يقول: "يا ناصر محمد، ليس أحمد عمر من شياطين البشر، بل طبيب للبشر أو من خطباء المنابر". ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظر وأقول: فلتكن من تكون، فالله يعلم ما في نفسي ويعلم ما في نفسك وآن الأوان ليحكم الله بيننا بالحقّ وهو خير الفاصلين، كونك لم تتركنا في دعوتنا إلى الله وحده بل تصدّ عن الحقّ صدوداً ليلاً ونهاراً، وقد أعرضنا عنك علك تذهب، ولكنك أبيت إلا أن تحارب ناصر محمد اليماني بكل حيلةٍ ووسيلةٍ، فتعال
    { نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ }، فقد أهلكت نفسك بكبريائِك وإصرارك على أن تلبس الحقّ بالباطل وتصدّ عن دعوة ناصر محمد اليماني بكل حيلةٍ ووسيلةٍ، فتعال يا أحمد، تعال إلى المباهلة فمن كان من الاثنين يدعو إلى الحقّ فلن يخشى لعنة الله وغضبه ومقته، وإن شئت الفرار من المباهلة فرجوت من الله أن يهديك إلى سواء السبيل، وسوف نمهلك ثلاثة أيامٍ لتفكر وتقرر، ومن ثم نغلق صفحتك هذه بعد ثلاثة أيام بدءًا من يومنا هذا لتفكر وتقرر، فأمّا الحجّة فلا حجّة لك علينا فقد أقمنا عليك الحجّة بالحقّ وهيمنت عليك بسلطان العلم الملجم من محكم القرآن العظيم، وسوف نترك التعليق من بعد بياني هذا للأنصار الناطقين بالحقّ والشهداء بالحقّ.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    الخليفة في الأرض؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    _______________


    - 13 -

    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــــــة الأصليّة للبيــــــــــــــان ]
    الإمام ناصر محمد اليماني
    28 - 09 - 1434 هـ
    04 - 08 - 2013 مـ
    11:30 صبـاحاً
    ـــــــــــــــــــــــ



    إعلان تطبيق المباهلة بين الدكتور أحمد عمرو والمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وأئمة الكتاب من الإنس والجنّ ومن تبِع سبيلهم الحقّ من الإنس والجنّ ومن كافة عبيد الربّ بالملكوت صلوات ربّي عليهم جميعاَ وأسلّم تسليماً، أمّا بعد.. فأقول يا أحمد عمرو لقد أقمنا عليك الحجّة بالحقّ وليس مجرد تطبيلٍ بل نستنبط الحجّة من محكم التنزيل، وأراك تريد أن تفرّ من المباهلة ونِعْمَ الفرار كونه أهون من المباهلة، وأراك كتبت بياناً جديداً ولكنك أجبرتني لنزيد الباحثين عن الحقّ برهاناً بمزيدٍ من إقامة الحجّة عليك بالحقّ، ومن ثم نختم البيان بالمباهلة الحقّ كما هي في محكم كتاب الله، وإنما المسخ إلى خنزير هو بالدعاء عليك ولكني حرٌّ في دعائي فإن شئتُ دعوت عليك أن يمسخك إلى خنزيرٍ بعد أن يلعنك لعناً كبيراً، وإن شئتُ اكتفيت بالمباهلة كما هي في محكم الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} صدق الله العظيم [آل عمران:61].
    وسوف نختم بها بياني هذا بإذن الله ولا حوار بيني وبينك من بعد المباهلة بل نترك الحكم لله حتى يجمع بيننا يوم الدين فيحكم بيننا بالحقّ وهو خير الفاصلين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ﴿١٤١﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ويا أحمد عمرو، إنّي أراك تقول إنما تُمْنَعُ شفاعةُ العبيد بين يدي الربّ المعبود للكافرين وأمّا المؤمنون فإن لهم شفاعةَ أولياء الله من الأنبياء والأولياء، ونحن نعلم ما تريد تحقيقه، ويخصّ هدفك المؤمنين لكون الكافرين قد ضمنتم أنّهم سوف يدخلون نار جهنّم داخرين بسبب كفرهم ولكن بقي معكم المؤمنون، ولذلك أحمد عمرو يفتي أن المؤمنين بالله هم الوحيدون الذين يأذن الله لأنبيائه وأوليائه أن يشفعوا لهم، وعليه فقد علمنا ما تريد يا أحمد وهو أن تضمنوا المؤمنين أن يكونوا مشركين بربّهم بسبب عقيدة الشفاعة ولذلك تفتي الذين آمنوا بأنّ لهم الشفاعة وتنفيها عن الكافرين وحتى إذا أقام عليك الحجّة الناصر (علاء الدين نور الدين) بآيةٍ محكمة في القرآن العظيم تنفي شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود للمؤمنين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا۟ أَنفِقُوا۟ مِمَّا رَزَقۡنَاكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِىَ يَوۡمٌ لاَّ بَيۡعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالۡكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:254].

    وبرغم أنّ هذه الآية مُحكمةٌ مُوعِظَةٌ للمؤمنين أن لا ينتظروا شفاعة الأنبياء والأولياء بين يدي ربّهم وأنّه لن ينفعهم إلا عملهم الخالص لوجه ربّهم من صدقاتٍ ونفقاتٍ والباقيات الصالحات من الأعمال ولكن أحمد عمرو قال إنّما يقصد الله الكافرين فينفي شفاعة الأنبياء لهم، فأمّا المؤمنون فيقرّ أحمد عمرو أنّ لهم الشفاعة من قبل الأنبياء والأولياء! ومن ثم نقيم عليه الحجّة ونقول: يا أحمد فإن وجدنا أنّ الله قال يا أيها الذين كفروا فصدق أحمد عمر وكذب المهديّ المنتظَر ناصر محمد، وإن وجدنا الله يخاطب الذين آمنوا بشكل عام وقال:
    {يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا۟} فكذب أحمد عمرو وصدق الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، وإلى الحكم بالحقّ. قال الله تعالى: { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا۟ أَنفِقُوا۟ مِمَّا رَزَقۡنَاكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِىَ يَوۡمٌ لاَّ بَيۡعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالۡكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ } صدق الله العظيم.

    فلماذا تحرّف الموعظة في الخطاب إلى المؤمنين من ربّهم لنفي شفاعة الأنبياء والأولياء؟ فكيف يقول أحمد عمرو إنّما الله يخاطب الكافرين وليس المؤمنين؟ ومن ثم يقيم عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الحجّة بالحقّ وأقول: يا أحمد لقد تبيّن للباحثين أنّك من الذين يحرِّفون الكلم عن مواضعه فأصبحتَ بحسب فتوى الله في محكم كتابه:
    {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا (46)} صدق الله العظيم [النساء].

    وكذلك تحاججنا بآيات الكتاب المحكمات البيّنات في الحكم على الكفار والمشركين أنّهم في النّار خالدين فيها وكأنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأنصاره يكفرون بأنّ الكفار والمشركين في نار جهنّم خالدين! وحسبنا الله عليك كيف تُلْبِسُ الحقّ بالباطل، ويا أحمد عمرو، نحن مصدّقون وموقنون أنّ الكفار والمشركين في نار جهنّم خالدين.

    ومن ثم نرفع بالسؤال إلى الله سويّاً فنقول: يا الله يا من أنت الحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، فاحكم بيننا بالحقّ وأنت خير الفاصلين، فهل حكم الخلود على الكفار والمشركين في النّار إلى ما لا نهاية ويجب عليهم أن يستيئسوا فلا يسألوا الله رحمته لكونه قد حكم عليهم بالخلود في نار جهنّم إلى مالا نهاية؟ ومن ثمّ نترك الجواب من الربّ مباشرة بالحكم الحقّ في محكم الكتاب. قال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الجنّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النّار مَثْوَاكُمْ
    خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فهذا يعني أنهم يستطيعون تحقيق الإشاءة من الله فيرحمهم من الخلود بسببٍ من عند أنفسهم وهو أن يسألوه رحمته فيؤمنوا موقنين أن ليس لهم إلا رحمة ربّهم فيوقنوا أنّ الله حقاَ أرحم الراحمين، ويوقنوا أنّه أرحم بهم من آبائهم وأمهاتهم وإخوانهم ومن النّاس أجمعين كون الله أرحم الراحمين، وأنّ صفة الرحمة لا تزال في نفس ربّهم سبحانه ولا يزال هو الله أرحم الراحمين، حتى إذا علم الله بهذه العقيدة الحقّ في قلوبهم فلن ينكر ما في قلوبهم أنه الله لا إله إلا هو الرحمن أرحم الراحمين، ومن ثم يجدوا رحمة الله تشملهم. فسبحان الذي وسع كل شيء رحمةً ولم يكتبها لليائسين من رحمة الله فلا ولن يرحمهم الله ما دام يعلمهم يائسين من رحمته.
    ويا أحمد عمرو، أفلا تسأل نفسك لماذا الله جعل المقابلة بين الفريقين وجهاً لوجهٍ فقال للمؤمنين أصحاب عقيدة شفاعة الأنبياء والأولياء: فادعوهم ليستجيبوا لكم فيشفعوا لكم عند ربكم من عذابه إن كنتم صادقين. فما هي النتيجة يا ترى؟ ونترك الجواب من الربّ مباشرة من محكم الكتاب. قال الله تعالى:
    {فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ} صدق الله العظيم [القصص:64].

    بمعنى أنهم قالوا لهم اشفعوا لنا عند الله فأنتم عباده المقربون منه، فما هي النتيجة؟ {وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءكُمْ فَدَعَوْهُمْ
    فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ (64)} صدق الله العظيم [القصص].

    وتمت المواجهة وجهاً لوجهٍ كون أصحاب عقيدة الشفاعة قالوا:
    {فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (53)} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ومن ثم ناداهم الله من وراء الحجاب فقال لهم مكانكم أنتم وشركاؤكم، أي لا تزالون تعتقدون بشفاعتهم لكم بين يدي. وقال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ} صدق الله العظيم [يونس:28].

    وليس أنهم لم يجيبوهم فحسب؛ بل تبرأ منهم عبادُه المكرمين وكفروا بعقيدة عبادتهم في انتظار شفاعتهم لهم بين يديّ ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ وَقالَ شُرَكاؤُهُمْ ما كُنْتُمْ إِيَّانا تَعْبُدُونَ (28) فَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِينَ(29)} صدق الله العظيم [يونس].

    ومن ثم ألقى الله سبحانه بسؤالٍ إلى أنبيائه وأئمة الكتاب: هل هم من أفتوا النّاس بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود بعد أن أنزل الله إليهم ذكرهم يحذِّرهم من تلك العقيدة في قول الله تعالى
    {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ ربّهم ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51)} صدق الله العظيم [الأنعام]؟ وننظر إلى السؤال من الربّ والجواب من الأنبياء وأئمة الكتاب . قال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17)قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا (18)} صدق الله العظيم [الفرقان].

    فبالله عليكم معشر الباحثين عن الحقّ انظروا لقول الأنبياء وأئمة الكتاب:
    {قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا (18)} صدق الله العظيم، فهل تعلمون ما يقصدون بقولهم: {مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ}؟ أي ما كان ينبغي لنا أن نتّخذ من دونك من شفعاء بل أنذرناهم من تلك العقيدة الباطلة في محكم ذكرك وقلنا لهم ما أمرتنا أن ننذرهم منه في قولك الحقّ:{وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51].

    فانظروا لقول الله تعالى:
    {لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}، ومن ثم انظروا لنفي شفاعة الأولياء العبيد بين يدي الربّ المعبود على لسان الأنبياء قالوا: {قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ}، أي لا ينبغي لنا أن نعتقد بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود فنحن علّمناهم الحقّ ولكنهم نسوا محكم الذكر المنزَّل إليهم من ربّهم وكانوا قوماً بوراً. فذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17)قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا (18)} صدق الله العظيم.

    وقد فصّلنا إليكم من الآيات التي لا تزال تحتاج إلى تبيانٍ وتفصيلٍ فتجدونها هي ذاتها تحمل عقيدة نفس ما جاء في محكم كتاب الله القرآن العظيم في آيات الكتاب المحكمات البيّنات من آيات أمّ الكتاب في قول الله تعالى، ويفتيكم الله بعدم شفاعة الأنبياء وكافة الأولياء بين يدي الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْ‌شِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُ‌ونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [السجدة].

    {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِىٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51]. فبالله عليكم يا معشر علماء الأمّة وعامتهم من الذين لا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون به شفاعةَ عبادة المقربين، هل هذه الآية تحتاج إلى تأويلٍ وتفصيلٍ في نفي شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود في قول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِىٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم؟
    {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُ‌ونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
    وقال تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَ‌زَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُ‌ونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٥٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وقال تعالى:
    {وَذَرِ‌ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّ‌تْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ وَذَكِّرْ‌ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّـهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَّا يُؤْخَذْ مِنْهَا ۗ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا ۖ لَهُمْ شَرَ‌ابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُ‌ونَ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقال تعالى:
    {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْ‌شِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُ‌ونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [السجدة].

    وقال تعالى:
    {قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْ‌جَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    اللهم إنك تشهد وعبدك يشهد وكفى بالله شهيداً أنّي الإمام المهدي المنتظَر ناصر محمد اليماني، اللهم إن كنت تعلم أن عبدك ناصر محمد اليماني يفتري شخصية المهديّ المنتظَر وهو ليس المهدي المنتظَر اللهم إليك أبتهل أن تجعل لعنتك على الكاذبين لعناً كبيراً حتى يذوقوا وبال أمرهم فلا بدّ أن يذوقوا وبال أمرهم إلى حين، فلا يستوون مثلاً الذين آمنوا وعملوا الصالحات من المفسدين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36)} صدق الله العظيم [القلم].

    اللهم وإن كنت تشهد أنّك اصطفيت ناصر محمد اليماني المهديّ المنتظَر فجعلته للناس إماماً وكذّب بدعوتي المسلمون اللهم فاغفر لهم فإنهم لا يعلمون وليس لعبدك إلا الصبر والانتظار لهم حتى يهتدوا، فهم كذلك انتظروا بعثَ عبدك الإمام المهدي المنتظَر كثيراً، ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.

    وأما الدكتور أحمد عمرو فإنّك به عليم، اللهم إن كنت تعلم أنّه من الذين لو أسمعتهم الحقّ لاتّبعوه اللهم فاغفر له واهده إلى الصراط المستقيم واجعل فيه خيراً كثيراً للإسلام والمسلمين واجعله وذريته للمتقين إماماً وقهم عذاب جهنّم إنّ عذابها كان غراما إنها ساءت مستقراً ومقاماً.
    اللهم وإن كان الدكتور أحمد عمرو قد تبيّن له أنّ ناصر محمد اليماني هو المهدي المنتظَر ولذلك يصرُّ على الصدّ عنه الليل والنّهار اللهم فقد حلّت عليه لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين، اللهم إليك أبتهل أن تجعل لعنتك على الكاذبين الذين إن يروا سبيل الحقّ لا يتخذونه سبيلاً؛ الذين يتخذون من افترى على الله خليلاً؛ الذين إنْ يُدعى الله وحده يكفروا وإن يشرك به يؤمنوا، فالحكم لله العلي الكبير هو المولى فنعم المولى ونعم النّصير، وإلى الله ترجع الأمور يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، والحكم لله وحده ولا يشرك في حكمه أحداً وهو خير الفاصلين.

    فهذا دعائي بالحقّ من غير ظلمٍ فنجعل لعنة الله على الظالمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ
    فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} صدق الله العظيم [آل عمران:61].

    وقد زدنا في المباهلة بالحقّ فيما يخصّ اصطفاء المهديّ المنتظَر وذلك لتطمئن قلوبُ قومٍ آخرين لا يزالوا في ريبهم يتردّدون، وآخرون يمسّهم أحياناً طائفٌ من الشيطان فيتذكروا حقيقة النّعيم الأعظم فإذا هم مبصرون يجدون في أنفسهم أنّهم لن يرضوا حتى يرضى ربّهم حبيب قلوبهم، وأمّا المنكرون فالحكم لله في الدنيا والآخرة يحكم بينهم بالحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ﴿١٤١﴾} صدق الله العظيم [النساء].. اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.

    ولي ملاحظةٌ في بياني هذا تخصُّ أنصاريّاً بالذات أن:
    من طلبناه للمباهلة من المعرضين فتولى فهذا لا يعني أنّه من شياطين البشر بل خشي أن يلعنه الله الواحد القهّار خشية أن يكون ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر، فإن تولى أحمد عمرو عن المباهلة فلا تقولوا له أنّه هرب لأنه من شياطين البشر بل ادعوا له بالهدى، فلا تنسوا أن أحمد عمرو هو من ضمن هدفكم السامي العظيم ذلك إن لم يكن من شياطين البشر، وحتى وإن كان من اليهود فمنهم من يهتدون إلى الحقّ من كان من ذريّة الكبير من العشرة حرث الأمّ الواحدة فلا يأس من هدى قومٍ منهم، وأمّا الصالحون فمن ذريّة يوسف وأخيه، وكذلك في ذريّة يوسف وأخيه طرائق قدداً، يخرج الحيَّ من الميت ويخرج الميت من الحيّ، فهو يخرج الذاكرين من ذرّيات الغافلين كمثل نبي الله إبراهيم وأبيه آزر، ويُخرج الغافلين من الذاكرين كمثل الأبوين الصالحين في قول الله تعالى: {وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ ما هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (17) أُولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الجنّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ (18) وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (19)} صدق الله العظيم [الأحقاف:17].
    اللهم اغفر لكل من أساء إلينا في هذه الحياة ووعدك الحقّ وأنت خير الغافرين، اللهم وأعزّ وأكرِم وارحم وأَعلِ مقام كل من أحسن إلى عبدك واتّبع الهدى الحقّ من ربّه، ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.

    فلا يزال الإمام المهديّ حريصاً على بلوغ هدفه ما دمتُ حياً، ورجوتُ من ربّي التثبيت الذي يحول بين المرء وقلبه، وإليه تُحشرون، فمن اهتدى فلا يثق في نفسه شيئاً بل يثق في ربّه الذي يحول بين المرء وقلبه أن يثبّته على الهدى.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
    خليفة الله وعبده الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  7. افتراضي

    سِـــرّ الشفاعة في حقيقة إسم الله الأعظم



    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  8. افتراضي

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254) اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
    ****الشفاعة ******يجب ان يتم وضع الايات كاملة حتى لا نكون من من يفتروا على الله اللهم اهلك الفاسقين اللهم اهلك الفاسقين
    الشفاعة موجوده ولكن من يأذن له الله اتدرون ان الله قال لنا لو شاء لغفر للناس جميعا فلا تجعلوا الانقسام اكثر فاكثر ان الهدف هو الرجوع الى الله ولو كان الهدف اثباتات ان المدعى بالمهدوية هو المهدى لباس ما تكون من دعوه فلا صحة لها فصاحب الرسالة لا تجعلة المسميات يخسر او يحيد عن الغاية لذلك اللهم اهلك الفاسقين يا رب الامس ورب اليوم ورب الغد يا قدير يا قدوس يا ذو الجلال والاكرام قد عانت الامة الاسلامية من الفرقة فلا نريد فرقة بل نريد تعلق اليقين بيوم مشهود قد ابلغنا به الحبيب من الخالق العظيم فى قرأن حكيم فاما ان نشهد وننجوا واما ان نكون مما افتروا على الله بغير سلطان

المواضيع المتشابهه
  1. بيان سرّ الشفاعة إلى الشيعة والسُّنّة والجماعة، وليست الشفاعة كما تزعمون، سبحان الله العظيم !
    بواسطة وتزودوا فإن خير الزاد التقوى في المنتدى نفي شفاعة العبيد للعبيد بين يدي الرب المعبود
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-05-2019, 01:21 AM
  2. بيان سرّ الشفاعة إلى الشيعة والسنّة والجماعة وليست الشفاعة كما تزعمون سُبحان الله العظيم!
    بواسطة ابو محمد الكعبي في المنتدى نفي شفاعة العبيد للعبيد بين يدي الرب المعبود
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 22-08-2014, 09:00 AM
  3. نفي الشفاعة
    بواسطة امينه في المنتدى نفي شفاعة العبيد للعبيد بين يدي الرب المعبود
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-11-2013, 05:34 PM
  4. بيان سرّ الشفاعة إلى الشيعة والسُّنّة والجماعة، وليست الشفاعة كما تزعمون، سبحان الله العظيم!
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 22-09-2012, 12:35 PM
  5. بيان سرّ الشفاعة إلى الشيعة والسُّنّة والجماعة، وليست الشفاعة كما تزعمون، سبحان الله العظيم!
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-09-2010, 09:27 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •