الموضوع: شبهة صفة الحزن والحسرة في نفس الله

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 16 من 16
  1. افتراضي

    اقتباس المشاركة : المكرم أيمن
    بسم الله الرحمن الرحيم

    .. وليس بالضرورة بأن يكون كل ( مكر) هو مذموم للإنسان .......
    والحجة في ذلك هو لفظ ( خير الماكرين ) ... التي تحتاج المزيد من التدبر والتفكر ..
    والسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
    انتهى الاقتباس من المكرم أيمن

    تحليل فيه المنطق والتدبر بقي علينا استنباط ذلك من كتاب الله هل وصف الله عباده الأخيار بالماكرين كصفة حسنة أو استخلصها لنفسه لأنه صاحبها وخالقها كمثل أن الله هو النافع وهو الضار ...

    فهل اسم الضار يليق بالله بالمنطق ..؟؟ أكيد لا ... ولكن إن لم يكن الله هو الضار والنافع فمن خلق الضرر ؟؟ وهو الحق القائل :

    "وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (33) صدق الله العظيم (سورة الروم)

    وهذا الضر أصابهم بما كسبت أيديهم ولا يظلم ربك أحدا وإنما قدر الله لهم الضر رحمة منه وإبتلاءا حتى يجازي الله الصابرين ولعلهم يرجعون..
    تصديقا لقول الله :

    لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35) صدق الله العظيم (سورة الزمر)

    وإني حبيبي في الله أدعوك لنجعل الحجة من كتاب الله فقد خص الله الكافرين المعرضين بصفة المكر وهو الحق القائل :

    قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا(21)
    وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) صدق الله العظيم (سورة نوح)

    وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)صدق الله العظيم (سورة إبراهيم)

    ووصف عباده المكرمين بصفة الحكمة فقال :

    وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20)صدق الله العظيم (سورة ص)

    يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269)صدق الله العظيم (سورة البقرة)

    وأخيرا حبيبي في الله بقي أن أدعو لي ولك وأقول : "اللهم ربي زدنا علما"

    فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۗ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ ۖ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114) صدق الله العظيم (سورة طه)

  2. افتراضي

    اقتباس المشاركة : المكرم أيمن
    بسم الله الرحمن الرحيم

    وأعلم بأن الله عز وجل خير حافظ ، وهو القادر على دفع هذا الظالم عنك ، لكن لتفترض جدلاً بأن الله يختبرك بإمتحان مصيري كاهذا المثل الذي ذكرته لك .... فما أنت فاعل ؟!

    أتستدعي المكر والحيلة .... من أجل رضوان الله عز وجل ... أم تفقد الحيلة والصبر فتقع من دون أن تشعر لهدف الشيطان الرجيم .......
    والسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
    انتهى الاقتباس من المكرم أيمن
    أستدعي الحكمة يا حبيبي في الله أيمن من الأنصار المكرمين "ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا"

    ***** تعنا ننتظر لعل الله يريحنا ويشاركنا الإمام المهدي فيكون فصل الخطاب *****

  3. افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    يا حبيبنا في الله أبو عائشة لا أفهم قولك هذا:
    "فالحزن والحسرة صفات ضعف على المخلوقين فهذا الوصف مذموم وأما حال الحزن والحسرة على الله فمحمود فهو وصف الحلم والرحمة على العباد العاصين الذين أمهلهم ربهم وأجل لهم العذاب والله رؤوف بالعباد..."

    فبيانات الإمام في هذا الموضوع كثيرة أولا : إن الله لا يتحسر على العباد إلا من بعد أن يندموا على ما فرطوا من جنبات ربهم بعد أن أهلكهم بالعذاب الأكبر وهم في النار يصطرخون. ولا أفهم كيف يكون الله رحيما حليما بالكفار بأن يمهلهم أو يؤجل لهم العذاب وهم لا يقدرونه حق قدره بل إن صفة نفس الله مرتبطة بفعل العبد كما بين الإمام فعلى قدر كفر الإنسان يكون غضب الله وإنما تأخير العذاب بسبب دعاء قوم آخرين. ولكن لكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم فهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون وكان وعد الله مفعولا ولا تؤخر مصيبة العذاب الأكبر الا بالدعاء. فحتى يوم القيامة فلن ينج الكفار من النار إلا بفضل قوم يحبهم الله ويحبونه، قوم قدروا الله حق قدره فابتغوا رضوان نفسه فشفعت لهم رحمته التي ستشمل العالمين بعد أن يرضى الله في نفسه وهذا هدف أنصار المهدي

    ثانيا : لا أفهم كيف يكون غضب الله ومكره بالكافرين محمودا ؟ فهل رأيت الكفار الذين يصطرخون في نار جهنم يقولون : الحمد لله هذا ما نستحقه ههه بل هم في ضلال مبين في العذاب خالدون ما دامت السماوات والأرض إلى ان تحل عليهم رحمة الله بعد ان يرضى في نفسه.

    ثالثا : إن القضاء والقدر هي أحكام بالمصائب كتبها الله للعبد لذنب إقترفه فتصيبه إذا لم يستغفر ويتب قبل قدرها والعذاب درجات كما بين الإمام، اللهم نعم، إنها إمهال من الله ورحمة لعله يرجع إلى ربه فينيب ولكن ماذا إذا مات العبد ورجع الى ربه ليلقاه أو حلت عليه مصيبة الهلاك بالعذاب الأكبر فهل ستجد الله يرحمه وهو كان كفورا !!؟
    هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (30) : سورة يونس.

    رابعا : إن مكر الله لا يشمل إلا القوم الكافرين فهل نسيت يا حبيبنا في الله أن الله يمكر بالكافرين الذين يصدون عن الحق فيضلهم في طغيانهم يعمهون : مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (186) : سورة الأعراف، إلى ان يلقوا ربهم فيعلمون أن القوة والمكر لله جميعا : وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (42) : سورة الرعد، وأنهم كانوا في ضلال مبين بل يعترفون بأنهم لم يقدروا الله حق قدره ولكن يا حبيبنا في الله هل تعلم ماهي المصيبة الكبرى التي أراها شخصيا أخطر حتى من العذاب الأكبر إنها بأنهم نسوا ويئسوا من رحمة الله ولكن هل تعلم لماذا ؟ ذلك بأن الله ختم على قلوبهم وأزاغها بعد أن زاغوا عن الحق الذي أدركته أبصارهم و عقولهم ولكن لم تعقله قلوبهم : أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46) : سورة الحج.
    ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
    والسلام

  4. افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لقد أفادنا أخونا الكريم أبو عائشة بهذه المداخلة ففي الحقيقة كنت أجهل بيان هذه الآية الكريمة : فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) : سورة الزخرف، وهي آية محكمة تبين حزن الله وأسفه على عباده الضالين لمن ينكر ذلك وهذا اقتباس من بيان الإمام :

    السؤال الذي يطرح نفسه:
    فهل تأسف الله في نفسه على فرعون وقومه حين الانتقام من فرعون وقومه؟
    والجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴿٥٤﴾ فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَ‌قْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٥٥﴾ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِّلْآخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾}
    صدق الله العظيم [الزخرف]
    وبقي السؤال عن بيان الأسف في النفس وأجد بيانه المقصود في الكتاب أنه الحزن
    في النفس. وقال الله تعالى:
    {وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴿٨٤﴾}
    صدق الله العظيم [يوسف]
    ونستنبط من هذه الآية:
    البيان الحق من الأسف في النفس أنه يقصد به الحزن في النفس على شيء ما،
    وكذلك نستنبط البيان المقصود من الأسف في قول الله تعالى:
    {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً}
    صدق الله العظيم [الكهف:6]
    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل التأسف هو ذاته التحسر في النفس؟
    ونجد الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} صدق الله العظيم [فاطر:8]

    ولكن قول أخونا أبو عائشة :
    "فالحزن والحسرة صفات ضعف على المخلوقين فهذا الوصف مذموم وأما حال الحزن والحسرة على الله فمحمود فهو وصف الحلم والرحمة على العباد العاصين الذين أمهلهم ربهم وأجل لهم العذاب والله رؤوف بالعباد..."

    جعلني أشك فعلا أن الله يتحسر ويحزن على العباد الضالين فيؤخر عذابهم ومن ثم تذكرت بيان الإمام أن الله لا يتحسر إلا من بعد أن يندم الكفار فيما فرطوا في جنب ربهم من بعد دخولهم للنار :

    وقال الله تعالى:
    {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ‌ عَنِيدٍ ﴿١٥﴾ مِّن وَرَ‌ائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَىٰ مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ ﴿١٦﴾ يَتَجَرَّ‌عُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ ۖ وَمِن وَرَ‌ائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ﴿١٧﴾}
    صدق الله العظيم [ابراهيم]
    وذلك ليس إلا العذاب في النار من بعد الفتح وهو العذاب البرزخي فتصوروا كم من الأمم بهذا الحال في نار جهنم وقد صاروا نادمين ومتحسرين على ما فرطوا في جنب ربهم ولذلك تجدون أنها جاءت الحسرة علي المعذبين من عباده فقط في نار الجحيم، كونه سكن الغضب في نفس تعالى من بعد البطش الأولى ذهب غيظه وغضبه، ومن ثم حلت الحسرة في نفسه من بعد أن علم أنهم نادمون على مافرطوا في جنب ربهم.
    ولذلك قال الله تعالى:
    {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾
    }
    صدق الله العظيم [يس]

    فحقيقة أصابني الشك وليس ذلك في بيانات الإمام حاشى لله و من ثم قلت ربما يغضب الله ويحزن في نفس الوقت ولكنني وجدت بيانا للإمام ينفي ذلك :

    ولا يمكن أن تجتمع الحسرة والغضب وإنما الغضب يستمر ما داموا معرضين عن داعي الحق من ربهم حتى إذا أهلكهم الله وأذهب غيظه وانتقم منهم ومن ثم يتحسرون على ما فرطوا في جنب الله ومن ثم تحلُّ الحسرة في نفس الله عليهم من بعد ذلك فقط كونها لن تأتي الحسرة في نفس الله عليهم من قبل أن تأتي الحسرة في أنفسهم على مافرطوا في جنب ربهم، ومن ثم تأتي الحسرة عليهم بعد علمه بندمهم ومن ثم تحدث الحسرة في نفسه فقط على الذين أهلكهم الله من الأمم المكذبين برسل ربهم. ولن أمل هذه الآية أبدا كونها البرهان المبين:
    {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾
    }
    صدق الله العظيم [يس]

    فقلت ربما يحزن الله على القوم الضالين الذين يحسبون أنهم مهتدون ويغضب على الشياطين الذين يصدون عن الحق ولكنني تذكرت أن فرعون من أصحاب النار وليس من الضالين أصحاب الشمال الذين يؤجل عذابهم إلى يوم الحساب : فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46) : سورة غافر
    إلى أن وجدت الإجابة وأستطيع أن أنام مرتاح البال الآن والحمد لله والإجابة في نفس البيان :


    والتأسف من الرب على فرعون وقومه جاء بعد أن دعا نبي الله موسى عليهم عليه الصلاة والسلام وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ مُوسَىٰ رَ‌بَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْ‌عَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَ‌بَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ ۖ رَ‌بَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَ‌وُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴿٨٨﴾ قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٨٩﴾ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ الْبَحْرَ‌ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْ‌عَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَ‌كَهُ الْغَرَ‌قُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَ‌ائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٩٠﴾ آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴿٩١﴾ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرً‌ا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ﴿
    ٩٢﴾}
    صدق الله العظيم [يونس]

    وأيضا :

    ولكن الحسرة في نفس الله أعظم على عباده الذين ضل سعيهم وأعرضوا عن دعوة رسل ربهم فدعوا عليهم فأصدقهم الله ما وعدهم فأهلك عدوهم ومن ثم جاءت الحسرة في نفس ربهم عليهم بعد أن جاءت الحسرة في أنفسهم على ربهم الذي فرّطوا فيه وعبدوا ما دونه. وقال الله تعالى:
    {يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾}
    صدق الله العظيم [يس]

    وبذلك نفهم أن تحسر وحزن الله على الكافرين لا يكون طوال إعراضهم عن الحق بل كان الله غاضبا عليهم فمن تجبر سيجد أن الله هو الجبار ومن مكر فسيجد ان لله المكر جميعا ومن إستقوى في هذه الأرض فسيدرك ان لله القوة جميعا ومن رحم فسيجد أن الله هو أرحم الراحمين ولله عقبى الدار. وإنما يحزن الله على الكفار مباشرة عند دعاء عباد الله الصالحين عليهم إيذانا ببداية عذابهم.
    ونذكركم بنصيحة إمامنا :

    فلا تدعون الله بهلاك الذين لا يعلمون أنهم على ضلال مبين واصبروا عليهم ولا تعجّلوا عليهم بالهلاك عسى الله أن يهدي الناس جميعاً. تصديقا لقول الله تعالى:
    {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّـهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ۗ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِ‌عَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِ‌يبًا مِّن دَارِ‌هِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴿٣١﴾}
    صدق الله العظيم [الرعد]
    فهل تعلمون المقصود بقول الله تعالى:
    {حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} صدق الله العظيم؟
    وذلك إظهار المهدي المنتظر خليفة الله على البشرمن بعد الحواروتحقيق الإيمان بآية العذاب الأليم واستغفروا الله إنه هو الغفورالرحيم،وما كان الله ليعذب المستغفرين تصديقا لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}
    صدق الله العظيم [الأنفال:33]
    وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    والسلام

  5. افتراضي

    {أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}

  6. افتراضي

    اقتباس المشاركة : أبو عائشة
    شبهة صفة الحزن والحسرة في نفس الله


    ويا أحبتي في الله إن كثيرا ممن علم بدعوة الإمام المهدي "ناصر محمد اليماني" أنكرها مباشرة لقراءته أو سماعه بالفتوى الحق بصفة الحزن والحسرة في نفس الله بحجة أنها صفة لتليق بذاته تبارك وتعالى,
    فلا يواصل الإطلاع على بيانات النور... كما استعمل الكثير من من يصد عن دعوة الحق كشبهة لنسف دعوة
    الإمام المهدي "ناصر محمد اليماني".

    وما أعرضه عليكم اليوم هي من الحجج والأدلة من كتاب الله لدحض هذه الشبهة وإعلاء كلمة الحق بتوفيق من الله وعونه رضي الله عنا وعنكم و أرضاكم..
    *******************

    صفات الله ليست نفسها الصفات على المخلوقين فانتبهوا يا أولي الألباب...
    فاعلموا أحبتي أن لله صفات يحب أن يراها في عباده: الرؤوف- الحليم- الصبور.....

    تصديقا لوصف الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم فقال : ( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ).
    ووصف الله لرسوله إبراهيم عليه الصلاة والسلام فقال :( إِنَّ إِبْرَاهِيم لَحَلِيم أَوَّاه مُنِيب ). وقوله على عباده : (وبشر الصابرين).

    ولله صفات استخلصها لنفسه ولا يجوز لأحد أن يشاركه فيها لأنها صفات سوء وضعف في اتصف بها عباده مثلا : المنتقم- الجبار- المتكبر......
    ويا أولي الألباب تعالوا نعرض بعضا من هذه الصفات حتى يتجلى لنا معنى صفة الحزن والحسرة في نفس الله,

    وكل هذه الصفات هي صفات سوء وضعف مذمومة عند البشر لكنها صفات قوة وعزة وكبرياء محموده عند الله.

    الجبار المتكبر:
    وَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) [الحشر[

    المنتقم: فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47) [إبراهيم[

    الغضب : ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُو بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ
    وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112)

    الكيد: إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (15) وَأَكِيدُ كَيْداً (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (17) [‏سورة الطارق]‏

    المكر: {‏وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏}‏ ‏[‏سورة الأنفال‏:‏ آية 30‏]‏

    وهذا المكر والكيد المضاف إلى الله جل وعلا والمسند إليه ليس كمكر وكيد المخلوقين، لأن مكر وكيد المخلوقين مذموم، وأما المكر والكيد المضاف إلى الله سبحانه وتعالى فإنه محمود، لأن مكر وكيد المخلوقين معناه الخداع والتضليل، وإيصال الأذى إلى من لا يستحقه، أما المكر والكيد من الله جل وعلا فإنه محمود؛ لأنه إيصال للعقوبة لمن يستحقها فهو عدل ورحمة‏.‏

    المقت: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10 )

    ونأتي الآن على بيان الحسرة والحزن في كتاب الله:
    فالحزن والحسرة صفات ضعف على المخلوقين:
    {‏فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ‏} صدق الله العظيم [فاطر:8‏]‏

    ‏{‏وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ‏}‏ صدق الله العظيم [يوسف:84‏]‏

    و حال الحزن والحسرة على الله فمحمود فهو من عظيم حلمه ورحمته سبحانه جل وعلا, تصديقا لقول الله تعالى:
    ‏{‏إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿29﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿30﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿31﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿32﴾‏} صدق الله العظيم [يس‏]‏
    فلما أحزنوا الله تأسف عليهم وانتقم منهم كمثل آل فرعون, تصديقا لقوله تعالى:

    فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) [الزخرف‏]‏
    معنى الأسف لسان العرب / الأَسَفُ: الـمُبالغةُ في الحُزْنِ والغَضَبِ.

    فالله وصف حال حزنه في الكتاب
    "بالأسف" وأخفى حاله وهو العزيز الحكيم ذو العزة والكبرياء تعالى علوا كبيرا
    تصديقا لقوله تعالى:
    فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) [الزخرف‏]‏
    وعند وصولكم لهذه المرحلة من البيان والحجة قد يرجع المناظر معكم إلى التفسير الدارج لهذه الآية ومواصلة منه في انكار حال الحزن في ذات الله على عباده الكافرين فيقول :
    إنما الأسف مقصود به الغضب " فَلَمَّا (أغضبونا) انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ"
    قتقيمون عليهم الحجة بإذن الله من كتاب الله :
    وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِي ۖ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ ۖ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ ۚ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150) سورة الأعراف (150) صدق الله العظيم
    ويتجلى بكل وضوح كيف فصل الله بين الصفتين (الغضب والحزن) بوصف حال نبي الله موسى صلوات الله وسلامه عليه فليس الغضب والحزن سواء وإلا ما ذكرا في كتاب الله تباعا .

    فالحزن والحسرة صفات ضعف على المخلوقين فهذا الوصف مذموم وأما حال الحزن والحسرة على الله فمحمود فهو وصف الحلم والرحمة على العباد العاصين الذين أمهلهم ربهم وأجل لهم العذاب والله رؤوف بالعباد...
    وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين...

    انتهى الاقتباس من أبو عائشة
    السلام عليكم و رحمة الله
    اقتباس المشاركة :
    صفات الله ليست نفسها الصفات على المخلوقين فانتبهوا يا أولي الألباب...
    انتهى الاقتباس
    و اقول كما قال الامام ,,,,,أفتيكم بالحقّ أنّ صفات الله النفسيّة متشابهةٌ بين العبيد والربّ المعبود,,,,,فهل يكفي قول الامام لنفهم الحق ؟
    كدالك انضر الى تاريخ مشاركتك و تاريخ البيان الدي ساضعه لك و كلاهما يتحدتان عن نفس الموضوع
    اقتباس ,,ويا أمير النور، رجوت من الله أن يتمّ لك نورك ويهديك إلى سواء السبيل، فقد تجاوزت في حقّ ربك بنفي صفة الرحمة أنها ليست الرحمة التي نشعر بها في قلوبنا.. ويا رجل، ألم يقل الله أنه أرحم الراحمين؟
    اقتباس لكنه لا يحب الغضب على عبادهوانتهى الاقتباس فكيف يكون الغضب محمودا عند الله كما تقول ؟؟؟؟
    اقتباس المشاركة :
    المكر: ‏{‏وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏}‏ ‏[‏سورة الأنفال‏:‏ آية 30‏]‏

    وهذا المكر والكيد المضاف إلى الله جل وعلا والمسند إليه ليس كمكر وكيد المخلوقين، لأن مكر وكيد المخلوقين مذموم، وأما المكر والكيد المضاف إلى الله سبحانه وتعالى فإنه محمود، لأن مكر وكيد المخلوقين معناه الخداع والتضليل، وإيصال الأذى إلى من لا يستحقه، أما المكر والكيد من الله جل وعلا فإنه محمود؛ لأنه إيصال للعقوبة لمن يستحقها فهو عدل ورحمة‏.‏
    انتهى الاقتباس
    الامام قال ,,,, برغم أنها من صفاته النفسيّة ولكنه لا يحبّها كونه لا يريد المكر بعباده ولا يريد لهم العذاب. فكيف تجعل صفاة لا يحبها الله محمودة كيف يستقيم هدا الامر ؟؟؟
    اخي ابو عائشة الصفاة التي دكرتها بينها الامام في البيان التالي ارجو ان تتدبر البيان جيدا فلن تجد احسن من فسرها من الامام ناصر محمد اليماني و ارجو ان تقوم بالواجب تجاه ما ستصل اليه و انت تعرف ما هو الواجب و السلام عليكم و رحمة الله لو تدبرت البيان ستجده جوابا شافيا لما تطرقت اليه في كل صغيرة و كبيرة و هو بمتابة رد على مشاركتك

    يا أمير النور، لن تجد كمثل الإمام المهديّ الخبير بالرحمن يعرّف لكم صفاته بالحقّ النفسيّة ومؤمناً بصفاته الذاتيّة أنْ ليس كمثله شيءٌ سبحانه! وأفتيكم بالحقّ أنّ صفات الله النفسيّة متشابهةٌ بين العبيد والربّ المعبود، فهو يحبّ ويكره ويرضى ويحزن ويتحسّر ويتأسّف! ألم يقل الله تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55)} صدق الله العظيم [الزخرف]؟ فمن الذين سببوا الأسف في نفس الله؟ إنهم القوم الذين ظلموا أنفسهم وما الله يريد ظلماً للعباد، فلا يحبّ الله أن يظلموا أنفسهم ولا يحبّ أن يظلمهم فلا يظلم ربك أحداً.

    اقتباس المشاركة 213607 من موضوع ردّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى العضو أمير النور الذي يجادلنا في صفات الله النفسيّة ..

    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــــــة الأصليّة للبيــــــــــــــان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=213587

    الإمام ناصر محمد اليماني
    25 - 03 - 1437 هـ
    05 - 01 - 2016 مـ
    05:15 صباحــاً
    ـــــــــــــــــــــــ



    ردّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى العضو أمير النور الذي يجادلنا في صفات الله النفسيّة
    ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من الجنّ والملائكة والإنس من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وجميع المؤمنين في الأوّلين وفي الآخرين وفي المَلَإ الأعلى إلى يوم الدين وأسلّم تسليماً، أمّا بعد..

    سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته معشر الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور قوماً يحبّهم الله ويحبّونه، وبالنسبة للعضو أمير النور فلم يُتِمّ الله له نوره بعد كونه لم يعرف ربه حقّ معرفته ويجادلنا في صفات الله النفسيّة.

    ويا رجل، سبقت فتوانا بالحقّ أنّ لله صفاتاً ذاتيّة في هيئته فليس كمثله شيء من خلقه سبحانه العليّ الكبير، وتلك صفاتٌ ثابتةٌ..
    وأما صفات الله النفسيّة فهي تتغير في نفسه تجاه عبده بحسب ما يفعله عباده، فعلى سبيل المثال حين يحاربون رسله ويكفرون بما جاءُوا من الحقّ فهنا يقع عليهم غضبٌ من الله فيمهلهم إلى حينٍ لعلهم يستخدمون عقولهم وينيبون إلى ربهم ليبصّرهم بالحقّ من ربّهم، فمن أناب منهم إلى ربّه ليهدي قلبه بصّره الله بالحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ (13)} صدق الله العظيم [الشورى].

    ولو شاء الله لهدى بقدرته من في الأرض جميعاً ولكنه جعل لهم عقولاً ليتفكّروا بها ويهدي إليه من أناب إلى ربه ليهدي قلبه إلى الحقّ، فبعد الإنابة والتوبة من العبد إلى ربّه فإنه يغفر ذنبه فيتبدل الغضب في نفس الله على ذلك العبد إلى رضوان الله عليه فيلين قلبه إلى ذكر ربه وتدمع عينا عبده مما عرف من الحقّ.

    وبالنسبة للمؤمنين الذين يظلمون أنفسهم بأفعالٍ لا ترضي الله فحينها يكون الله ليس براضٍ في نفسه عليهم حتى إذا ذكروا الله وتابوا إليه واستغفروا لذنوبهم غفر الله لهم، فيصبح راضياً عليهم بعد أن كان ليس راضياً عليهم في نفسه. وقال الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ويا رجل، فانظر إلى جزائهم بعد أن كان غير راضٍ عليهم بسبب ارتكاب الفواحش والأعمال التي لا ترضي الله فبعد التوبة والإنابة تبدّل عدم الرضى عليهم في نفس الله إلى رضوانٍ ونعيم الجنان. ولذلك قال الله تعالى:
    {أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)} صدق الله العظيم. فمن يقصد؟ إنه يقصد {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)} صدق الله العظيم.

    ويا رجل، فلو لم تتحول صفة الغضب إلى رضوان الله عليهم إذاً فلا قبول لتوبة من أذنب ما دام قد أغضب ربه بأفعالٍ لا ترضيه، ولكنّ الله تاب عليهم فتبدّل ما في نفس الله نحوهم بالمغفرة والرضوان برغم أنه كان سبحانه ليس راضياً عليهم بسبب ارتكاب الفاحشة ويظلمون أنفسهم بأعمالٍ لا ترضي الله. فلا تستطيع يا أمير النور أن تقول: "بل كان الله راضياً عليهم وهم يرتكبون الفاحشة ويعملون أعمالاً لا ترضي ربهم" ثم نقول: بل كان سبحانه غير راضٍ عنهم حتى إذا تابوا وأنابوا إلى ربهم فاستغفروه وعملوا عملاً صالحاً فهنا يتبدل ما في نفس الله نحوهم بالرضوان. ولو كان بقي عدم الرضا في نفس الله عليهم من بعد توبتهم بعد أن عملوا عملاً صالحاً فهذا يعني أنّ الله لن يغفر لهم أبداً كونه سوف يستمر عدم رضوان الله عليهم بسبب أعمال السوء من قبل، فلو نتبع فتوى أمير النور ومن كان على شاكلته أنّ صفات الله النفسيّة لا تتبدل إذاً فلا قبول للتوبة إلى الله.

    ويا رجل، إن مشكلة كثيرٍ من علماء الأمّة أنهم لم يعرفوا الله حقّ معرفته كونكم لا تعلمون أنّ لله صفاتاً نفسيّة وصفاتاً ذاتيّة.
    فأما الصفات الذاتيّة فهي تخصّ هيأة الله - سبحانه ليس كمثله شيء من عباده - ولا تتبدَّل، ومن الصفات الذاتيّة الحياة فهو الحيّ الذي لا يموت وعباده يموتون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58)} صدق الله العظيم [الفرقان].

    وهو العليّ الكبير فلا يتمثل إلى شيء صغيرٍ سبحانه! كونه الله أكبر من كلّ شيءٍ في الوجود..

    ومن صفاته الذاتيّة أنه لا تأخذه سِنَةٌ ولا نومٌ، والسِّنة هي الغفوة لثوانٍ فيصحو، ولا ينام كونه لا تأخذه سِنَةٌ ولا نومٌ..

    ومن صفاته الذاتيّة أنه لا يسهو ولا ينسى، ومن صفاته الذاتيّة أنه الأحد فليس كمثله شيءٌ ثانٍ، ومن صفاته الذاتيّة أنه لم يلد ولم يولد، ومن صفاته الذاتيّة أنه لم يتخذ صاحبةً مِن خَلْقِهِ ولا ولداً وكلّ ما في الملكوت عبيدٌ له وهو الربّ المعبود وتلك من صفات الله الذاتيّة.

    [ ألا وإنّ صفات الله الذاتيّة لا تتغير ولا تتبدل لا في الدنيا ولا في الآخرة ] .

    وأما صفات الله النفسيّة فمنها الغضب وعدم الرضا وتتبدل في نفسه تجاه عباده بحسب ما يفعلون فمن أغضب ربه بارتكاب أعمالٍ يعلم أنّه حرّمها الله على عباده فهنا يغضب من عبده حتى إذا بدّل الأعمال السيئة بالحسنة فمن ثمّ يبدّل الله سيّئاتهم بالحسنات فيرضى عنهم ويغفر لهم، ويتبدّل ما في نفس الله نحوهم من عدم الرضا إلى الرضوان والمغفرة.

    ويا أمير النور، والله ثمّ والله إنّك وكثيرٌ من علماء الأمّة ما عرفتم الله حقّ معرفته ولذلك لم تعرّفوا الله لعباده حقّ معرفته فتعلِّموا الناس أنّه أرحم الراحمين، ولكنّ أمير النور يفتي أنّ رحمة الله في نفسه ليست كمثل رحمة الرحماء من عباده، ويا سبحان الله! ألم يقل الله على لسان يعقوب عليه الصلاة والسلام:
    {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ‎﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [يوسف]؟ أي أرحم بأولاده من أبيهم، فالرحمة هي الرحمة، ولكن يكمن الفرق في أنّ الله أرحم من كافة الراحمين في عبيده أجمعين، وهذه من صفات الله النفسيّة. وكذلك الكرم من صفات الله النفسيّة، ولكن الفرق يكمن أنّ الله أكرم الأكرمين من عباده أجمعين، وكذلك صفة العفو والغفران من صفات الله النفسيّة وتوجد نفس صفة العفو في بعض أنفس عباده، ولذلك علَّم الله عباده أن يقولوا: {أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ ‎﴿١٥٥﴾‏} صدق الله العظيم [الأعراف].


    وكذلك من صفات الله النفسيّة الغضب والحسرة والحزن والفرح والرضا، وتلك صفاتٌ تتحول في نفس الله تجاه عباده بحسب ما في أنفسهم، ولا يُغيّر الله ما بقومٍ حتى يغيّروا ما بأنفسهم، فمن بدّل نعمة الله كفراً غضب الله عليه ونزع منه نعمته وأدخله نار الجحيم وحرمه جنات النعيم.

    ويا أمير النور، لن تجد كمثل الإمام المهديّ الخبير بالرحمن يعرّف لكم صفاته بالحقّ النفسيّة ومؤمناً بصفاته الذاتيّة أنْ ليس كمثله شيءٌ سبحانه! وأفتيكم بالحقّ أنّ صفات الله النفسيّة متشابهةٌ بين العبيد والربّ المعبود، فهو يحبّ ويكره ويرضى ويحزن ويتحسّر ويتأسّف! ألم يقل الله تعالى:
    {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55)} صدق الله العظيم [الزخرف]؟ فمن الذين سببوا الأسف في نفس الله؟ إنهم القوم الذين ظلموا أنفسهم وما الله يريد ظلماً للعباد، فلا يحبّ الله أن يظلموا أنفسهم ولا يحبّ أن يظلمهم فلا يظلم ربك أحداً.

    ولكن، فليعلم الجميع أنّ صفات الله النفسيّة لا يحبّ أن يُسمّى بها كلها؛ بل فقط ما يحبّه الله من صفاته النفسيّة كمثل صفة الكرم ولذلك نقول عبد الكريم، وكذلك صفة الرحمة ولذلك نقول عبد الرحيم، وكذلك صفة الغفران ولذلك نقول عبد الغفور، وكذلك صفة العطاء ولذلك نقول عبد المعطي، وكذلك صفة الحلم ولذلك نقول عبد الحليم، وكذلك صفة رضوان نفس الله النعيم الأعظم من جنات النعيم ولذلك تجدنا نقول عبد النعيم. ولكن لا يحبّ الله أن يُسمّى بصفاتٍ هو لا يحبها كمثل صفة المكر فلا نقول عبد الماكر؛ برغم أنّ المكر بالحقّ من صفات الله النفسيّة، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)} صدق الله العظيم [الأنفال]. ولكن الله لا يحبّ أن يُسمّى بهذه الصفة برغم أنها من صفاته النفسيّة ولكنه لا يحبّها كونه لا يريد المكر بعباده ولا يريد لهم العذاب.

    وكذلك صفة الغضب من صفات الله النفسيّة، ولكنه لا يحب الغضب على عباده فمن أغضبه ومات على ذلك عذّبه في نار الجحيم، فلا نقول عبد الغضب كون هذه الصفة النفسيّة لا يحبّها الله، وإنما يبعث الغضب في نفسه بسبب أعمال عباده وكفرهم به فيغضب على الكافرين كونه لا يرضى لعباده الكفر ويرضى على الشاكرين. وصفة الرضوان على عباده هي من أحبّ صفات الله النفسيّة إليه. وقال الله تعالى:
    {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7].

    وجميع أسماء الله عظمى فمنها أسماء لذاته ومنها أسماء لصفاته النفسيّة، ومن أسماء ذات الله اسم الله والرحمن والقدوس العليّ الكبير، وعلى كل حالٍ نعود لصفات الله النفسيّة؛ المقت فهو يمقت من يجادل في الله بغير علمٍ ولا هدًى ولا كتابٍ منيرٍ. وقال الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10)} صدق الله العظيم [غافر].
    والفرق أنّ مقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم أي أكبر من مقت المؤمن للكافر برغم أنه نفس المقت غير أنّ مقت الله أكبر من مقت المؤمنين للكافرين رغم أنّ مقت المؤمنين على المعرضين عن الحقّ من ربهم هو مقتٌ كبيرٌ في أنفسهم ولكنّ مقت الله أكبر من مقتهم للمعرضين.
    وقال الله تعالى:
    {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۖ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35)} صدق الله العظيم [غافر].

    ويا أمير النور، رجوت من الله أن يتمّ لك نورك ويهديك إلى سواء السبيل، فقد تجاوزت في حقّ ربك بنفي صفة الرحمة أنها ليست الرحمة التي نشعر بها في قلوبنا.. ويا رجل، ألم يقل الله أنه أرحم الراحمين؟ بمعنى أنّها نفس الصفة التي يشعر بها الرحماء من عباده ولكنّها في نفس الله أكبر والفرق يكمن في أنّ الرحمة في نفس الله أكبر برغم أنها نفس الشعور النفسيّ لدى الرحماء ولكنه أرحم الراحمين، أي أشدّ رحمةً من كافة عبيده الرحماء، سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً! وبسبب صفة الرحمة في نفسه نجده متحسراً وحزيناً على كافة الأمم الذين كذبوا برسل ربهم فدعا عليهم الرسل فاستجاب الله لهم فأهلك عدوهم وأورثهم الأرض من بعدهم، ولكن صفة الحسرة في نفس الله لن تحدث في نفسه حتى تحدث في أنفسهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ولكن تحسّرهم على ما فرطوا في جنب ربهم هو بعد أن انتقم الله منهم، فحتى إذا حدثت الحسرة في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربهم فهنا تحدث الحسرة في نفس الله عليهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30)} صدق الله العظيم [يس]. فانظر، إنّه يتحسر على الذين كذبوا برسله فأهلكهم فأصبحوا نادمين متحسرين على ما فرّطوا في جنب ربهم، وسبب تحسّره عليهم كونها حدثت الحسرة في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربهم. فقال كلٌّ منهم: {يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} صدق الله العظيم.

    ويا أمير النور، إنّ للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأنصاره غايةً محصورةً في نفس الله وهي تحقيق رضوان نفس الله على عباده، ونسعى الليل والنهار لنجعلهم بإذن الله من الشاكرين لربهم فيرضى عنهم كون الله يرضى لعباده الشكر. وهدف خصمنا الشيطان الرجيم وأنصاره كذلك في نفس الله فتجدهم يسعون الليل والنهار بكلّ حيلةٍ ووسيلةٍ أن لا يكون عباد الله شاكرين، كون الله يرضى لعباده الشكر ولكنهم كرهوا رضوانه ويناضلون لعدم تحقيقه في نفس الله من قبل عباده، ويريد شياطين الجنّ والإنس أن يجعلوا الناس أمّةً واحدةً على الكفر حتى يغضب الله في نفسه على عباده، كونهم علموا أنّ الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر ولذلك يناضلون بكلّ حيلةٍ ووسيلةٍ بعدم تحقيق رضوان الله على عباده، ولذلك قال الشيطان في قصص القرآن:
    {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وذلك كون الله يرضى لعباده الشكر. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7)} صدق الله العظيم [الزمر].

    وبما أنّ الله يرضى لعباده الشكر ولذلك تجد الشيطان وحزبه من شياطين الجنّ والإنس يسعون إلى عدم تحقيق رضوان نفس الله على عباده ويريدون أن يجعلوهم أمّةً واحدةً على الكفر كون الله لا يرضى لعباده الكفر، ولكنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني نسعى الليل والنهار لتحقيق رضوان نفس الله على عباده ونريد أن نجعلهم أمّةً واحدةً على الشكر لله، كونه يرضى لعباده الشكر. فأيّ الحزبين أهدى يا أمير النور؟ فاتقِ الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وكن من أنصار المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، فلست أنت هو؛ بل الذي زاده الله عليكم بسطةً في علم القرآن العظيم، فلا تكن فتنتك كمثل فتنة الشيطان وهو كرسيّ الخلافة الذي أكرم الله به خليفته آدم عليه الصلاة والسلام، فأغضب ذلك الشيطان كونه يرى أنه أحقّ بتكريم كرسي الخلافة. وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورًا (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65)} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    الدَّاعي إلى صراط العزيز الحميد بالبيان الحقّ للقرآن المجيد؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    سبحان الله وبحمده ولا حول ولا قوة إلا بالله والله اكبر ولا إله إلا الله وأستغفر الله العظيم عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
المواضيع المتشابهه
  1. لمَ الحزن حبيبي في الله على أئمة آل البيت المكرمين؟
    بواسطة ابو محمد الكعبي في المنتدى قسم الجهاد في سبيل الله
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 05-10-2017, 04:19 AM
  2. سورة فاطر.. الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن ان ربنا لغفور شكور..
    بواسطة راضيه بالنعيم الاعظم في المنتدى قسم القرآن العظيم
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-06-2016, 02:59 AM
  3. الرد على شبهة أن ثقل اللسان وقلة الحفظ تنفي مهدوية الإمام المهدي " ناصر محمد البماني "
    بواسطة أبو عائشة في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 27-05-2016, 02:38 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •