الموضوع: فتنة الشك مر بها الأنبياء والمهدي المنتظر وأنصارهم السابقين الأخيار ثم يحكم الله آياته للمتقين وهوالغفور الرحيم

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 35
  1. افتراضي

    الحمد لله ونصلي على عباد الله الصالحين في ملكوت الله اجمعين
    يا قوم انتم موصوفون في الكتاب من قبل 1400 سنة بين سطور القران الست ايها الانصاري تتخيل عظم الشرف الذي نلته من ربك وان الله اختارك لما وجد في قلبك من الانابة وما لديك من عقل رشيد فيا اخوان هذا هو قدركم انتم وامامكم وزمن قوم يحبهم الله ويحبونه زمن محدود فمن شاء ان يتقدم فينال شرف السبق معهم قبل ان ياتي الله بالفتح او امر من عند فعندها يندم من يندم ويحزن من يحزن حتى وان كان الله تعالى لم ينزل العذاب على الامة وكان فتحا وهذا ما نرجوه ان يفتح على الامة بالسبق فيزيد عدد قوم يحبهم الله ويحبونه غير انه عياذا بالله لو اراد الله العذاب فهناك القليل القليل من ينجو ماعدا قوم يحبهم الله ويحبونه فحق على الله ان يحفظهم وان كانوا بين النار كما فعل الله مع ابراهيم فكانت النار بردا وسلاما عليه
    يا اخوان احينا اقعد مع نفسي وتامل بهذا الشرف فاقول اي جنة واي نعيم كنا نامل فيه فعرفنا النعيم الاعظم والحب الخالص والذين امنوا اشد حبا لله
    فاقولها صريحة لم اكن من ذي قبل احب الله اكثر من نفسي ولاحول ولا قوة الا بالله بل كنت اريد احب ان ارضيه من اجل ان انال اعلى الجنة والميزات في اعلى الدرجات فكنت اعتقد ان الانبياء لن نستطيع ان نلحق بهم وكذالك الصحابة فمن الله علي بمعرفة الموقع عن طريق احدهم ذكر لي اسم الامام باستهزاء فعمدت اليه مباشرة فقرأت وقرأت في صمت علي اجد شيئ يريبني فانذهلت فوجدت نفسي تطمئن ووالله لايجتمع الحق والباطل ولا الضلمات ولا النور شتان بينمها
    يا من يدخل المنتدى ويخرج منه دون ان يدخل النور قلبه والله انك في خسارة كبيرة ان لم ييمعن وتنيب الى الله حتى يكشف لك سر عبده من ببن اسطر القران فتحيا بصيرتك

  2. افتراضي



    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:

    صدقت و بالحق نطقت أيها المُعلم

    الحمد لله الذي هدانا للحق وجعل الكتاب نورا لنا نمشي به بين الناس
    ونصلي ونسلم على كافة الانبياء والمرسلين والأئمة المهديين الى يوم الدين

  3. افتراضي

    اقتباس المشاركة : الإمام ناصر محمد اليماني
    ومن ثم نبذوا الأحزاب والمذهبيّة وراء ظهورهم واعتصموا بحبل الله القرآن العظيم ثم هداهم الله إلى الصراط المستقيم وتغيرت حياتهم وهم على ذلك من الشاهدين، وسبب هداهم هو اعتصامهم بحبل الله القرآن العظيم فشرح الله به قلوبهم وهداهم إلى الصراط المستقيم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا }
    صدق الله العظيم [النساء:175].
    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    انتهى الاقتباس من الإمام ناصر محمد اليماني
    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴿١٦٥﴾ [الأعراف]
    وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ﴿١٧٠﴾} [الأعراف]
    ((رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)
    {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
    صدق الله ألعظيم وبلّغ رسوله الأمين وخليفة الله الحليم. ونحن على ذلك من الشاهدين و الحمد لله رب العالمين.
    لن نرضى حتى ترضى يا حبيبي يا الله يا أرحم الراحمين


  4. rose


    { الرحمن * علم القرآن * خلق الإنسان * عمله البيان * }
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على أنبياء الله أجمعين من أولهم إلى خاتمهم محمد ابن عبدالله الصادق الأمين وعلى آلهم وصحبهم ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين وعلى إمام الأمه الموعود وخليفة رب العاملين الإمام الناصر لدين محمد والقرآن العظيم المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني وعلى الأنصار السابقين الأخيار وسلم تسليما كثيرا ... . وبعد


    (أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أنا محمد رسول الله ، وأشهد أنا ناصر محمد هو المهدي المنتظر ناصر محمد ) والله على ما أقول شهيد ...

    صدقت يا خليفة رب العالمين واصدقك الله بالقول الحق والعلم المبين ... فالشيطان زرع الشك بادي الأمر ولكن الله ثبتني على الحق وهداني إلا إتباع الحق والحق أحق أن يتبع .. فعندما بدأت اطلع على البيانات لم أستطع أن أنكر ما فيها من الحق وكان الشيطان يوسوس فى قلبي بأن كل ما تعلمته منذوا الصغر كل ذالك كذب ليس فيه إلا القليل من الأمور الصحيحه فكنت ادعوا الله أن يهديني إلى الحق ويثبتني عليه فقتنعت في البدايه بأن كل مافي هذه البيانات قول حق وعلما لم يأتي به أحد من قبل وبعدها اقتنعت بالاتباع للإمام ناصر محمد وأنه لو لم يكن هو المهدي المنتظر فإني لن اخسر شيء لأنه لم يأتي بدين جديد أو كتاب جديد وإنما كل بياناته من كتاب الله ويدعوا إلي إتباع كتاب الحق الله فكنت كلما قراءت أكثر اسفت على نفسي أي جهل كنت فيه والله يقول وكل شيء فصلناه تفصيلا والحمدلله ثبتني الله على الحق وبعدها قراءت بيانات النعيم الأعظم فزال كل ما في النفس من وسوسة الشيطان وكنت قد بايعت الإمام فجددت مبايعتي له لأنه الحق من رب العالمين والحمدلله الذي هداني إلي اتباع الحق وثبتني عليه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
    ٢٠١٤‏/٠٤‏/١٢ ٦:١٨ ص
    أللهم إني أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك وكفى بك شهيدا أني قد إتخذت عندك عهد فلن أرضى حتى ترضى وكيف أرضى بالجنة والحور العين وحبيبي الرحمن متحسر وحزين

  5. افتراضي مزيدٌ من سلطان العلم عن فتنة الشكِّ في قلوب الموقنين..


    مزيدٌ من سلطان العلم عن فتنة الشكِّ في قلوب الموقنين..



    اقتباس المشاركة : الإمام ناصر محمد اليماني
    فتنة الشكِّ مرَّ بها الأنبياءُ والمهديّ المنتظَر وأنصارُهم السابقون الأخيار، ثمّ يُحكم الله آياته للمتقين وهو الغفور الرحيم..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمدٍ رسول الله وآله ومن والاه، أما بعد..

    فعلى رِسْلِكم أحبتي في الله الأنصار السابقين الأخيار، وإياكم ثم إياكم الانجرافَ وراء مواعيد البشر قاطبةً الذين يحددون موعدَ وصول كوكب العذاب، وقد علّمناكم بالبرهان المبين من محكم القرآن العظيم أنّ كوكب العذاب هو كوكب سقر اللواحة للبشر من عصرٍ إلى آخر، وعلّمناكم أنّ يوم وصول كوكب سقر العذاب حسب أيام الأرض لا يستطيعون تحديده في يومٍ معلومٍ ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً ونصيراً، ولذلك فلن يأتيهم كوكبُ النار إلا بغتةً في يومٍ لا يتوقعون وصوله فيه، تصديقاً لقول الله تعالى:
    { وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَٰذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُم بِذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ هُمْ كَافِرُونَ (36) خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ (37) وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (38) لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (39) بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (40) وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (41) قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَٰنِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ ربّهم مُّعْرِضُونَ (42) أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُم مِّن دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنفُسِهِمْ وَلَا هُم مِّنَّا يُصْحَبُونَ (43) بَلْ مَتَّعْنَا هَٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (44) } صدق الله العظيم [الأنبياء].

    فتذكروا قول الله تعالى:
    { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (38) لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (39) بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (40) } صدق الله العظيم. ونهى اللهُ رسولَه عن تحديد ميعاد وصول كوكب العذاب، تصديقاً لقول الله تعالى: { قُلْ إِنْ أَدْرِىٓ أَقَرِيبٌۭ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُۥ رَبِّىٓ أَمَدًا } صدق الله العظيم [الجن:25].

    لكون محمد رسول الله لا يعلم متى ميعاد وصول كوكب العذاب، تصديقاً لقول الله تعالى:
    { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٥﴾ قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّـهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٢٦﴾ } صدق الله العظيم [الملك].

    وإنما إخفاء ميعاد وصول كوكب العذاب عن العالمين رحمةً بهم لأنه لو يتمّ تحديده لأنظَروا إيمانهم إلى التاريخ المعلوم لينظُروا هل يأتيهم؟ ومن كان ينتظرُ حتى يوم مرور كوكب العذاب فمن ثم يؤمن فإنه ليس من أولي الألباب، لكون أولو الألباب هم الذين ينيبون إلى ربّهم ليهدي قلوبهم، وأولئك الباحثون عن سبيل الحقّ إلى ربّهم ليهدي قلوبهم، فمن ثم يهديهم اللهُ، تصديقاً لقول الله تعالى :
    { وَاَلَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلنَا وَإِنَّ اللَّه لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } صدق الله العظيم [العنكبوت:69].

    فمن كان يريد من ربّه أن يهدي قلبه فيلزمه الإنابة إلى ربّه ليهدي قلبه إلى سبيل الحقّ، فحتماً يهديه ربّه، تصديقاً لوعده الحقّ في محكم كتابه:
    { اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13) } صدق الله العظيم [الشورى].

    وتصديقاً لوعده الحقّ:
    { قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27) } صدق الله العظيم [الرعد].

    فلا يظلم ربّكم أحداً. واعلموا أنه كذلك توجد فتنةٌ من بعد الهدى، تصديقاً لقول الله تعالى:
    { وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } صدق الله العظيم [آل عمران:154].

    وحتى الرسل والأنبياء تعرّضوا لفتنة الشكِّ من بعد أن اصطفاهم الله برسالته إلى البشر، تصديقاً لقول الله تعالى:
    { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ( 52 ) } صدق الله العظيم [الحج].

    وإنما يقصد بـ
    {الشَّيْطَانُ} هنا: وسوسةٌ في نفس الإنسان وتشكيكٌ في طريق الحقّ من بعد الهدى برغم أن قد حقق الله له أمنيته باتّباع سبيل الهدى الحقّ، ومن ثم يأتي الشك في قلبه بسببِ موضوعٍ ما، كمثال خليل الله؛ أبتي إبراهيم عليه الصلاة والسلام فكان باحثاً عن الحقّ بادئ الأمر. وقال الله تعالى: ‏{ ‏فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٧٨﴾ } ‏صدق الله العظيم [الأنعام].

    والبرهان المبين أنّ إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان مفكراً باحثاً عن سبيل الهدى ولذلك قال خليل الله إبراهيم منيباً إلى ربّه ليهدي قلبه
    { قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ }، وقال الله تعالى: { فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ } صدق الله العظيم، فانظروا لقول خليل الله إبراهيم بعد أن اتّخذ القمر البدر إلهاً ولم يعبدْهُ بعدُ فلما أفل {قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ } لكون نبي الله إبراهيم كان يتمنى أن يتبع الحقّ وبحث عن الحقّ بحثاً فكرياً، فمن ثم اختاره الله نبياً وكلفه برسالته لكونه تمنى أن يتبع الحقّ من ربّه. وذلك هو البيان لقول الله تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ } صدق الله العظيم.

    ومن ثم نأتي لبيان قول الله تعالى
    {أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} صدق الله العظيم. وكما قلنا إنما هو شكٌ في النَّفس في سبيل الحقّ الذي هداه الله إليه، ومن ثم يُوحي الله إلى الملَك عتيد بكتابة تلك الوسوسة في النَّفس نسخةً طبق ما في قلبِ صاحب الوسوسة من غير ظلمٍ، تصديقاً لقول الله تعالى: { لِّلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284) } صدق الله العظيم [البقرة].

    وإنما النَّسخ هو صورة الشيء طبق الأصل. وعلى سبيل المثال أعمال البشر يجدونها صورةً طبق الأصل في كتاب أعمالهم من غير ظلمٍ، تصديقاً لقول الله تعالى:
    { هَذَا كِتَابنَا يَنْطِق عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } صدق الله العظيم [الجاثية:29].

    ومن ثم نأتي لبيان قول الله تعالى:
    { ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } صدق الله العظيم، والإِحْكامُ هو توضيح آياته للباحث عن الحقّ من بعد الهدى وفتنة الشك في سبيل الحقّ كما وضحها الله لإبراهيم عليه الصلاة والسلام، كون فتنة الشك في نفس إبراهيم حدثت في: كيف يبعث الله الموتى؟ وقال الله تعالى: { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) } صدق الله العظيم [البقرة].

    فانظروا كيف أَحْكَمَ اللهُ لإبراهيم عليه الصلاة والسلام آياتِه حتى يطمئن قلبُه فيذهبَ الشكُّ. فقال الله تعالى:
    { قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) } صدق الله العظيم.

    وكذلك حتى محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حدثت له الوسوسة الشيطانية في الشكّ في الحقّ بعد إذ هداه الله إليه. وقال الله تعالى:
    { فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الحقّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ } صدق الله العظيم [يونس:94].

    ولم يتركه الله أن يذهب ليسأل أهل الكتاب؛ بل أُسري به ليلة الإسراء والمعراج ليريه ربّه من آياته الكبرى بما فيها الجنّة والنّار، تصديقاً لقول الله تعالى:
    { وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ } صدق الله العظيم [المؤمنون:95].

    وتلك من آيات ربّه الكبرى، ومنها النار الكبرى والجنّة التي عرضها السماوات والأرض، فتلك من آيات ربّه الكبرى. وقال الله تعالى:
    { لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَات ربّه الْكُبْرَى } [النجم:18].

    وذلك ليلة الإسراء والمعراج، تصديقاً لقول الله تعالى:
    { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } صدق الله العظيم [الإسراء:1].

    أفلا أدلكم على أعجب آيةٍ نزلت على محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من آيات التذكير بعدم الشكّ في سبيل الحقّ؟ وهي قول الله تعالى:
    { وَاسْأَلْ مَن أَرسَلْنَا مِنْ قَبلِكَ مِن رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ } صدق الله العظيم [الزخرف:45]، فقال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: وكيف أسألهم وقد ماتوا يا أخي يا جبريل؟ فقال جبريل عليه الصلاة والسلام: هكذا قال ربك، هو أعلمُ وأحكمُ وسبحان ربي!. فتحقق ذلك ليلة الإسراء والمعراج إلى سدرة المنتهى حجاب الربّ وسقف جنات النّعيم، ووجد الأنبياء والمرسلين. وسبق لنا بيانٌ في ذلك وفصّلناه تفصيلاً.

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار لا بد من أن يتعرض كثيرٌ منكم لوسوسة النَّفس في سبيل الحقّ من بعد الهدى فعليكم الإنابة إلى ربّكم أن يُحْكِمَ لكم آياته، فمن ثمّ يبعث الله لأحدكم بياناً من بيانات الإمام المهدي ليزيل شكّه أو يعثر عليه في منتديات البشرى الإسلاميّة. وأنصحكم بشيء ذي عروةٍ وثقى لا انفصام لها؛ فتذكروا حقيقة اسم الله الأعظم في قلوبكم فتفكروا فهل ممكن أن يرضى أحدكم بجنات النعيم والحور العين؟ وتجدون الجواب يأتي من قلوبكم: هيهات هيهات أن أرضى حتى يرضى ربّي حبيب قلبي. وأنتم على ذلك من الشاهدين.

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد، فقد قرأتُ في كتب التفاسير عن تفسير قول الله تعالى:
    { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) } صدق الله العظيم؛ فعندهم تفسيرٌ لتلك الآيات بعيدٌ كل البعد عن بيانك لهذه الآية جملةً وتفصيلاً". ومن ثمّ يردّ على السائلين الإمام المهدي وأقول: والله الذي لا إله غيره لن تجدوا أحداً بيَّنها بالحقّ الذي لا شك ولا ريب فيه إلا الإمام المهدي في كافة كتب المفسرين لكونهم يقولون على الله ما لا يعلمون، ولكن الإمام المهدي يأتيكم بالبيان للقرآن من ذات القرآن ونفصله تفصيلاً لكون الآياتِ في الكتابِ لها آياتٌ مبيِّنَاتٌ، تصديقاً لقول الله تعالى:
    { وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (34) } صدق الله العظيم [النور].

    ويا أمّة الإسلام يا حجاج بيت الله الحرام إلى متى الإعراض عن المهديّ المنتظَر الحقّ فلا يجتمع النور والظلمات؟ وأقسم بالله الواحد القهار الذي خلق الجانّ من مارجٍ من نارٍ وخلق الإنسان من صلصالٍ كالفخار الذي أعدّ النار للكفار والجنّة للأبرار الذي يولج الليل في النهار خالق البشر ومنزل الذكر أني أنا المهديّ المنتظَر ناصر محمد لم يبعثني الله نبياً ولا رسولاً؛ بل ناصر محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، فأدعوكم إلى اتّباع ما تنزَّل على محمدٍ -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فنعيدكم إلى منهاج النبوة الأولى، وأدعو المسلمين والنّصارى واليهود إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم، فما وجدناه جاء مخالفاً لمحكم القرآن فهو باطلٌ مفترًى سواء يكون في التوراة أو الإنجيل أو في أحاديث البيان في السُّنة المحمديّة، فاتقوا الله وأطيعوني لعلكم تهتدون.

    وبلغ عمْرُ الدعوة المهديّة بداية الشهر الرابع للسنة العاشرة ولم يستجب بعدُ للاحتكام إلى القرآن العظيم لا علماء المسلمين ولا علماء النّصارى ولا علماء اليهود وسوف يغضب الله لكتابه القرآن العظيم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    { فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45) } صدق الله العظيم [القلم].

    ويا أسفي على أيِّ بشرٍ عاقلٍ سأل خطباء المنابر عن دعوة ناصر محمد اليماني فقالوا: "ذرك منه فإنه معتوهٌ وكم غيره سبقوه في ادّعاء المهدية، وهو ليس إلا كمثل الذين سبقوه". ومن ثم نرد على السائلين ونقول: والله الذي لا إله غيره إنَّ الرُّجوعَ عن اتّباع ناصر محمد اليماني ليس إلا بسبب فتوى كفتوى أشرِّ علماءٍ تحت سقف السماء؛ هم الذين يصدُّون عن اتّباع المهديّ المنتظَر ناصر محمد، ولو كانوا حقاً علماء لجاءوا إلى موقع الإمام ناصر محمد اليماني وأقاموا عليه الحجة بسلطان العلم الملجم إن كانوا صادقين، ولا نزال نفتي بالحقّ ونؤكده بالقسم البار: لا يستطيع كافة علماء المسلمين والنّصارى واليهود أن يهيمنوا على الإمام ناصر محمد اليماني في مسألةٍ واحدةٍ من القرآن العظيم ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً ونصيراً، ونعلم أن عدداً كبيراً من علماء المسلمين يأتون فيطّلِعون على بيانات الإمام المهدي للقرآن العظيم، وكانوا يظنون أنهم قادرون على إلْجامه حتى إذا ما اطّلعوا فمن ثم يصبحون في حيرةٍ من أمرهم فيقول أحدهم: "أخشى أن يكون هو الإمام المهدي غير أني أخشى أن أتبعه وأعلن ببعثه وهو ليس الإمام المهديّ المنتظَر!" ومن ثم نرد على الذين لا يتفكرون إلا قليلاً وأقول: فاسمع يا هذا، فهل لو اتّبعت ناصر محمد وعبدت اللهَ وحده لا شريك له واتّبعت كتاب الله القرآن العظيم وسنة رسوله الحقّ التي لا تخالف لمحكم القرآن العظيم فهل ترى لو لم يكن ناصر محمد هو الإمام المهدي فهذا يعني أنك ضللت عن الصراط المستقيم؟ فما خطبكم لا تكادون تفقهون قولاً!

    ويا معشر علماء المسلمين وأمّتهم، والله الذي لا إله غيره لا يحاسبكم الله على شخصِ ناصر محمد اليماني لو لم يكن المهديّ المنتظَر؛ بل يحاسبكم على آيات الله التي أحاججكم بها فألجمكم إلجاماً وأنتم عنها معرضون، ألا والله ما عذّب الله الكفار المعرضين إلا بسبب أنهم أعرضوا عن اتّباع آيات ربّهم التي يتلوها عليهم رسله. وقال الله تعالى:
    { تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴿١٠٤﴾ أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿١٠٥﴾ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ﴿١٠٦﴾ } صدق الله العظيم [المؤمنون].

    ويا معشر المسلمين، إني أقبل بيعتكم على أن تعترفوا بالإمام ناصر محمد اليماني إماماً للمسلمين، وأمّا أن يكون هو المهديّ المنتظَر فقولوا: "الله أعلم؛ بل سوف ننظر هل يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً؟ ومن ثم نعلم أنه هو الإمام المهديّ المنتظَر لا شك ولا ريب". ويا معشر المسلمين أني أخاف عليكم عذاب يومٍ عقيمٍ فاستجيبوا للدعوة الى اتّباع البيان الحقّ للقرآن فتجدوه يُحيي قلوبكم فيبصركم الله بنوره من قبل أن تبصروا الإمام ناصر محمد اليماني؛ بل وأنتم لا تزالون في عصر الحوار من قبل الظهور. فما الذي أحيا قلوب أنصار المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني في عصر الحوار من قبل الظهور؟ والجواب كونهم اعتصموا بحبل الله القرآن العظيم وكفروا بالتعدديّة المذهبيّة في دين الله الإسلام وأطاعوا أمر ربّهم في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    { وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ (108) } صدق الله العظيم [آل عمران].

    ومن ثم نبذوا الأحزاب والمذهبيّة وراء ظهورهم واعتصموا بحبل الله القرآن العظيم ثم هداهم الله إلى الصراط المستقيم وتغيرت حياتهم وهم على ذلك من الشاهدين، وسبب هداهم هو اعتصامهم بحبل الله القرآن العظيم فشرح الله به قلوبهم وهداهم إلى الصراط المستقيم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا } صدق الله العظيم [النساء:175].

    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    ـــــــــــــــــــــ
    انتهى الاقتباس من الإمام ناصر محمد اليماني

    مزيدٌ من سلطان العلم عن فتنة الشكّ في قلوب الموقنين ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على الرسل من ربهم ومن والاهم في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، فهل تعلمون لماذا يحدث الشكّ من بعد اليقين في قلوب الرسل والأنبياء والمهديّ المنتظَر وكذلك يحدث لأنصارهم السابقين الأخيار الذين نصروهم عند بدء دعوتهم من قبل التمكين والفتح المبين؟ وذلك بسبب أنّه يأتي في قلب كلّ واحدٍ منهم أنّه لا يمكن أن يشكّ في الحقّ بعد إذ هداه الله إليه فأصبح من الموقنين، فمن ثم أراد الله أن يعلم الأنبياء والرسل والمهديّ المنتظر وأنصارهم السابقين؛ أراد الله أن يُعلِّمهم جميعاً درساً أساسيّاً في علوم الهدى أنّهم مهما كانت ثقتهم بأنفسهم أنّهم لن يزيغوا عن الهدى من بعد ما علموه، فأراد الله أن يعلِّمهم درساً في علم الهدى أنّ الله يحول بين المرء وقلبه لا شكّ ولا ريب، وكل البيان أعلاه هو البيان التفصيلي لقول الله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)} صدق الله العظيم [الأنفال].


    ونُذكِّر ونحذّر المؤمنين بالقرآن العظيم لعلهم يحذرون. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ (23) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)} صدق الله العظيم [الأنفال].

    فاتّقوا الله يا معشر علماء الأمّة وصارت الدعوة المهديّة العالمية في بداية السنة العاشرة وأنتم لا تزالون صامتين! فيجب عليكم الذود عن حياض الدين إن كنتم ترون ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مبينٍ.
    ويا أحبتي في الله لن يستطيع أن يشهد أحدكم أنّ ناصر محمد اليماني كان طالب عِلمٍ عنده، فوالله الذي لا إله غيره ما قط درستُ علوم الدين عند أيٍّ من علماء المسلمين أو النصارى أو اليهود؛ بل علّمني ربي بالتفهيم بالبيان الحق للقرآن العظيم بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم وليس وسوسة شيطانٍ رجيم، واجتباني وهداني إلى صراطٍ مستقيم وزادني عِلماً وحكما، والحمد لله ربّ العالمين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ________________


    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]




    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  6. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ألم أحسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لايفتنون*
    صدق الله العظيم
    ثبتنا الله واياك سيدي الامام على الحق المبين وزادنا الله حب اليه ثم اليك.

  7. smiling face

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    ثبتنا واياكم على الصراط المستقيم
    لاتحزن يا امام على علماء المسلمين لانهم لو كانو يحبون الله لااحبهم الله واجتباهم اليه
    يكفى بان الله خصك باحب خلقه اليه (الانصار)
    والله صدقت بكل ماقلت بهذا البيان واشهد انك الامام المهدى ناصر محمد
    وان الله متم نوره ولو كره الكافرين
    الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين

  8. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم


    اقتباس المشاركة 5113 من موضوع {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    ___________



    {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} صدق الله العظيـم ..


    بِسْمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيم، والصَّلاة والسَّلام على خاتمِ الأنبياءِ والمُرسَلين جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وكافّة الأنصار التَّابِعينَ للحَقِّ في الأوَّلينَ وفي الآخرين وفي المَلإِ الأعلى إلى يوم الدّين..

    السّلامُ عليكم معشَر المُسلمين ورحمة الله وبركاته، السَّلامُ علينا وعلى عبادِ الله الصّالِحينَ، وسَلامٌ على المُرسَلينَ، والحمدُ لله ربِّ العالَمين..

    فإنِّي أنا الإمام المهديّ المنتظَر ناصِر مُحَمَّد اليمانيّ وأفتيكم بالفتوَى الحقّ مُقَدَّمًا أنّكم لن تُصَدِّقُوا الحقَّ مِن ربِّكم فتَتّبِعوه حتى تُصَدِّقوا عُقولَكم التي لا تَعمَى عن الحَقِّ أبدًا، تصديقًا لقول الله تعالى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} صدق الله العظيم [سورة الحج:46].

    ولذلكَ سوفَ أفتيكم بالحَقِّ أنَّ عُقولكم حَتمًا ولا شكَّ ولا رَيْبَ ستكونُ إلى جانِبِ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، فحتى تَعلموا الحَقّ مِن الباطِل فعليكم استِخدام العَقل فهو المُستَشارُ الأمين (نِعمةٌ مِن ربّ العالَمين مَيَّزَ به الإنسانَ عن الحيوان)؛ ألا وإنّ العقل هو التَّفكُّر مِن قَبل الحُكمِ حتى يُمَيَّز بين الحقّ والباطِل، تصديقًا لقول الله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [سورة الأنعام: 50].

    ولو يَستَشيرُ أحدُكم الآن عَقلَه فيقول له: "لقد سَمِعتُ عن شَخصٍ في الإنترنت العالَميّة يقول أنّه المهديّ المنتظَر ويقول أنّ الذي أفتاه أنّه المهديّ المنتظَر هو جدُّه محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ويقولُ إنّ جدّه محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أفتاهُ في الرُّؤيا الحقّ بإذن الله أنّه لا يُجادِلهُ أحدٌ مِن القرآنِ إلّا غلَبَهُ بالحقّ، فماذا تَرى أيّها العقلُ المُكرّم الذي لا يَعمَى عن الحقّ؟ فهل ناصر محمد اليماني هو حقًّا المهديّ المنتظَر أم إنّهُ شيطانٌ أشِر؟". ومِن ثمّ يَرُدّ عليه عَقله بالاعتِذار ويقول: "اعذِرني يا صاحبي فلن أستَطيعَ أن أفتيكَ بالحقّ حتى أتفكّرَ في سُلطانِ عِلم هذا الرجل ومِن ثمّ أفتيكَ بالحقّ". ومِن ثمّ يَرُدّ الإنسان على عقلِه فيقول: "نحن سَمِعنا عن آبائنا كابِرًا عن كابرٍ في الرِّواياتِ عن رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أنّ اسمَ المهديّ المنتظَر (محمد)". ومِن ثمّ يردّ على الإنسانِ عقلُه فيقول: "فاعرِض علَيَّ سُلطان عِلمِكم في الاسم وكذلك سُلطان عِلم ناصر محمد اليماني حتى أحكُمَ بينكم بالحقّ". ومِن ثمّ يرُدُّ الإنسان على عقلِه فيقول: "إنّ سُلطانَ عِلمِنا هو الحديثُ الذي نحنُ مُتّفِقونَ عليه سُنَّةً وشيعةً عن محمدٍ رسولِ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في شأنِ اسمِ الإمام المهديّ قال: [يواطئ اسمه اسمي]". ومِن ثمّ يَرُدّ العقلُ على الإنسان ويقول: "ألم تقولوا أنّ محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أفتاكم أنّ اسمه الإمام المهديّ محمد؟". ثمّ يَرُدّ عليه الإنسان الشّيعي أو السُنّي: "اللهمّ نعم، وبسُلطان عِلمِنا شيعة وسُنّة مُتَّفِقونَ على أنّ اسمه محمدٌ بدَليلِ قوله عليه الصّلاة والسّلام: [يواطئ اسمه اسمي]". ومِن ثمّ يقولُ العقلُ لصاحِبه: "فهل يوجدُ حديثٌ عن الرسول - عليه الصّلاة والسّلام - يفتيكُم شيعةً وسُنّةً أنّ اسمَ الإمام المهديّ (محمد)؟ أم لم يَلفِظ بذلكَ فُوهُ محمدٍ رسول الله إليكم؟". ثمّ يَرُدُّ عليه الإنسان: "كلّا لا يُوجَدُ أيّ حديثٍ أو رواية تفتِي باللّفظِ أنّ اسمه محمد، وإنّما يُشيرُ محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في كافّة الأحاديثِ أنّ الاسم محمد يُواطِئ اسم المهديّ، فماذا تَرى أيّها العقل المُكرّم الذي لا يعمَى عن الحقّ؟". ومِن ثمّ يَرُدّ عليه العقلُ ويقول: "مهلًا.. فانتظِر الحُكم بالحقّ ولكن بعد أن تأتِينِي بسُلطانِ عِلمِ ناصر محمد اليماني في شأنِ الاسم". ثمّ يَرُدّ على عَقله الإنسانُ السُنّي أو الشّيعي فيقول: "إنّ ناصر محمد يقول إنّ لِحَديثِ التّوَاطُؤ حكمةً بالغةً، وإنّما يُشير إلى الاسم محمد أنّه يُواطِئُ في اسم المهديّ ناصر محمد وذلك لأنّ الإمام المهديّ لم يَبعَثهُ الله نبيًّا جديدًا بكتابٍ جديدٍ وإنّما يَبعَثُ الله الإمام المهديّ ناصرًا لمحمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم، ويقول أنّ التّواطُؤ ليس التّطابُق؛ بل التّواطؤ هو التّوافُق؛ أي أنّ الاسم (محمد) يُوَافِق في اسم المهديّ (ناصر محمد) لكي يُوافِق الاسم الخَبَر (ناصر محمد) فيُصبِح الاسم هو ناصر و(محمد) هو الخَبَر الذي جاء به ناصر محمد، ويقول إنّما الأحاديث الحقّ عن النّبيّ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - تَحمِلُ في طيّاتها الحِكمَة البالِغَة، تصديقًا لقول الله تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّـهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿١٦٤﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران]، ولذلك فإنّ في حديث التَّواطُؤ حِكمةً بالغةً بأن تكون هناك علاقةٌ بين الاسم (محمد) و(ناصر محمد)، ويقول أنّ الحِكمَة لكي يَحمِلَ الاسم الخَبَر ورايَة الأمرِ التي جاء بها ناصر محمد". ومِن ثمّ يَرُدّ على الإنسان الشّيعي أو السُني عقلُه فيقول: "عليك أن تَعلمَ يا صاحبي أنّ تأويله لحديثِ التَّواطُؤ قد قَبِلَهُ المَنطِقُ الفِكريّ". وقال: "وكيف يَبعثُ اللهُ المهديَّ المنتظَر محمد بن عبد الله؟ فهنا تنعَدِمُ حِكمَةُ التَّواطُؤ تمامًا، فما هي الحِكمَة في أن يَجعلَ اسمَ الإمام المهديّ محمد بن عبد الله وهو ليس بنبيٍّ ولا رسول؟! بل يَبعَثُه الله ناصرًا لمحمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، إذًا التَّواطُؤ هو حقًّا التَّوافُق وليس التَّطابُق؛ فلو أنّ مُسافرًا مِن الصين يُريدُ مَكَّة وآخرَ مُسافِرًا مِن دولةٍ أخرى يُريدُ مَكَّة فأين نقطةُ التَّوافُق في سَفَرِهِما؟ والجوابُ المَنطِقِي أنَّها مَكَّة المُكَرَّمة." ثمّ يقول العقل: "إذًا يا صاحبي فبما أنّ التَّوَاطُؤ هو التَّوافُق فقد أصبحَ المنطِقُ مع ناصر محمد اليماني، وذلك لأنّ سفَر هذين الاثنين ليس مُتطابقًا فلم يأتِيا مِن مكانٍ واحدٍ ومِن دولةٍ واحِدةٍ إلى مكة؛ بل تَواطَآ في مكة فهي نقطة التَّوافُق في سَفَرِهم (مكة المكرمة)، وكذلك الاسم ناصر محمد نقطةُ التَّواطُؤ هي في الاسم (محمد)، وانتهَت فتوى العقل والمَنطِق وصدّقتها الحِكمة البالغة، ولكن يا صاحبي ما دُمتُ عقلَكَ المُستَشار الأمين فأقول لك إنّ الاسم لا يُغني شيئًا عن العِلم فسوفَ نَجِد ألف مليونٍ مِمَّن يُسمّى ناصر محمد أو محمد بن عبد الله فلا بدّ أن يَصدقَه الله رُؤياهُ بالحقّ فيُؤَيِّده بسلطانِ العِلمِ مِن مُحكَمِ كتابه حتى لا يُحاجّه عالِمٌ أو جاهِلٌ مِن القرآن إلَّا غلبَه بالحقّ، فإن تَحقّقَت هذه الرؤيا على الواقِع الحقيقيّ فقد أصدقَ اللهُ عبدَه الرؤيا بالحقّ على الواقِع الحقيقيِ كما أصدَقَ الله محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فيَدخُل مكة مُعتَمِرًا بكُل عِزّةٍ بعد أن أخرَجُوه منها وهو خائِفًا يتَرقّب، وأرادَ الله أن يكون ميعادُ رُجوعِ نبيّه إلى مكة وهو في عزّةٍ وإباءٍ وشُموخٍ وأهل مكة مُختَبئينَ في دِيارِهم خائِفين فلا يتجرّأونَ أن يَخرُجوا إلى شوَارعهم خشيةً مِن محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كما خرجَ محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - مِن مكة خائفًا يَترقّبُ مِن أهل مكة، وقال الله تعالى: {لَّقَدْ صَدَقَ اللَّـهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّـهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ۖ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [سورة الفتح]. وكذلك ناصر محمد اليماني إن كان حقًّا مَبعوثًا مِن ربّ العالَمين فلا بُدَّ أن يَصدقه الله رؤياهُ بالحقّ فلا يُجادِله أحدٌ مِن القرآن إلّا غلَبهُ بالعِلم والسُّلطانِ مِن القرآن كما أفتاهُ الله ورسوله، ولكن ما يُدريكم أنّهُ لم يَفتَرِ على الله ورسوله؟ وبما أنّ الرؤيا إنّما تَخصُّ صاحبَها فلا يُبنَى عليها حُكمٌ شَرعيٌّ للأمّة ولذلك فلا بدّ أن يَصدُقَ اللهُ خليفتَه بالحقّ فلا يُجادِله أحدٌ مِن القرآن إلّا غلبَهُ بسُلطانِ العِلم مِن القرآن العظيم تصديقًا للرُّؤيا الحقّ مِن ربّ العالَمين على الواقِع الحقيقيّ، وبما أنّي عقلُكَ المُستشار بالتَّفكّر والمَنطِق الحقّ فلا بدّ أن أتفكّر وأتدبّر في سُِلطان عِلم الإمام ناصر محمد اليماني وكذلك في سُلطانِ عِلم مَن يُجادِله فيَتبيَّنَ لي أيُّهُم حُجّتُه هي الدَّاحِضَة".

    انتَهت فَتوَى عَقل الإنسانِ المَخلوق مِن طينٍ، وجميع عُقول البشَر لن تَحيدَ عن هذه النّتيجة شيئًا برغم أنّها بَصيرةُ عقلٍ واحدٍ ولكن جميع العُقولِ لا تعمَى عن الحقّ إذا استَخدَمها الإنسانُ للتَّفكُّر والتَّدبُّر، وبما أنّي المهديّ المنتظَر أعلِنُ التَّحدِّي لكافّة أبصارِ البشر التي لا تَعمَى عن الحقّ؛ فوالله لا تَجدُ جميع الألباب إلّا أن تُسلّم للحقّ تَسليمًا، أمّا الذين لا يَعقِلون فوالله الذي لا إله غيرُه أنّهم لم يَستطِع أن يَهديهم جميع الأنبياء والمُرسَلين مِن أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - حتى إذا حَصحَص الحقّ فأدخَلهم الله النّار فلم يَلوموا على الشيطان لأنّه ليس له عليهم سُلطان، وقال الله تعالى: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّـهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [سورة إبراهيم].

    ومِن ثمّ لم يَلومُوا الشيطان وَلامُوا أنفسَهم أنّهم هم مَن ظَلَموا أنفسَهم بالاتّباعِ الأعمَى وعدَم استِخدامِ العقلِ والمَنطِقِ الفِكريّ في التّدبُّر والتّفكُّر في حُجّة الدّاعِيَة إلى سبيل الله فيَعرضون بُرهانَ دَعوتِه على عُقولهم (هل يَقبَلها العقلُ والمَنطِق أم يَرفُضُها مِن بعدِ التَّفكّر والتَّدبّر؟) ولكنّهم لم يَفعَلوا! بل يَحكموا قبل أن يَسمَعوا وقبلَ أن يَتدبّروا ويتفكّروا، ومِن ثمّ أدرَكوا أنّ عدَم استِخدام العقلِ والمَنطِق هو سبب ضَلالهم وليس الشيطان، ذلك لأنّهم لو اتّبَعوا العقل والمَنطِق لَما ضلّوا عن الصِّراطِ المستقيم؛ فانظروا كيف أنّهم اعتَرفوا بخطَئِهم (الذين لم يستَخدموا عقولهم) وقالوا: {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [سورة الملك: 10].

    وإنّما سُلطانُ الشيطان على الذين لا يَعقِلونَ وهم الذين أعرَضوا عن دعوة الحقّ وهي: أن اعبدوا الله وحدَه لا شريكَ له فلا تُشركوا به شيئًا ولا تَدعوا مع الله أحدًا إن كنتم تَعقِلون، وإن أعرَضتُم عن دعوةِ الحقِّ فقد أشرَكتُم بالله وسوفَ يَجعل الله للشيطانِ عليكم سُلطانًا فيَؤُزُّكم أزًّا أن تقولوا على الله ما لا تعلمون كما يُحِبُّ أن تُشرِكوا، وقال الله تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿٩٩﴾ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم [سورة النحل].

    وسوفَ يقومُ الإمام المهديّ بالبيانِ الحَقّ لقول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٧٤﴾ وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿٧٥﴾ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَـٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ} صدق الله العظيم [سورة الأنعام].

    وبِما أنّي الإمام المهديّ حَقيقٌ لا أقولُ على الله بالبيانِ للقرآنِ إلَّا الحَقّ الذي لا شَكّ ولا ريبَ فيه فآتيكُم بسُلطانِ البيان مِن مُحكَم القرآن، ومِن ثمّ لا تَجِدُ عُقولُ أولِي الألبابِ إلَّا أن تَخضَعَ فتَسمعَ فتَعتَرِفَ أنّه حقًّا بيانٌ تلَقَّاهُ الإمام ناصر محمد اليماني مِن لَدُن حكيمٍ عَليمٍ بوَحيِ التّفهيمِ بسُلطانِ العِلم مِن مُحكَمِ القرآن العظيم وليس وَسوسَة شيطانٍ رجيمٍ، وإلى البيان الحقّ بإذن السّميعِ العَليمِ:

    ويا معشَر علماء المسلمين وأمّتهم، إنّي الإمام المهديّ أُفتي بالحقّ أنّ الأنبياءَ كانوا قبل أن يَصطفيهم الله يَبحثونَ عن الحقّ؛ وهو بحثٌ فِكريٌّ بالتَّفكُّر والتَّدبُّر بسبب عَدَم قَناعتِهم العقليّة بما وجَدوا عليه آباءَهم في عِبادةِ الأصنامِ التي لا تَضُرُّ ولا تَنفَع، ولذلك يَتمنّى الأنبياء أن يَتّبِعوا الحقّ، وقال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [سورة الحج].

    وإلى البيان الحقّ: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ} صدق الله العظيم، وذلك هو البحثُ الفِكرِيُّ لاتّباعِ الحقِّ نظرًا لِعَدَمِ قناعَتِهم بعِبادَة الأصنامِ التي وجَدُوا عليها آباءَهم كما لم يَقتَنِع خليل الله إبراهيم - عليه الصّلاة والسّلام - بعِبادَةِ الأصنامِ ويَرى أنّها لا تَنفعُ ولا تَضُرُّ، ويَرى أنّ قومَه على ضَلالٍ مُبينٍ فإنّ عبادة الأصنامِ لا يَقبَلُها العقلُ والمنطِق، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٧٤﴾} صدق الله العظيم.

    ومِن ثمّ بدأ إبراهيم في التَّفكيرِ وفي البحثِ عن الذي يَستَحِقُّ العِبادَة في الملكوتِ، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٧٤﴾ وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿٧٥﴾ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَـٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم.

    {قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم.

    ومِن ثمَّ تَعلمونَ أنّ إبراهيمَ لم يَصطَفِه اللهُ بعدُ رسولًا إلى قومِه؛ بل لا يَزالُ باحِثًا عن الحقِّ فيَتمنّى اتِّباعَه، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ} صدق الله العظيم؛ إلّا إذا تمنّى أن يَتّبِعَ الحقّ ثمّ بَحثَ عنه بَحثًا فِكرِيًّا ومِن ثمّ يَهديهِ اللهُ إلى الحقّ تصديقًا لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [سورة العنكبوت]؛ أي الذين يَبحَثونَ عن الحقّ ولا يُريدونَ غير الحقّ الذي يَستَحِقُّ أن يُعبَدَ، فبِما أنّ الله هو الحقّ فكان حقًّا على الله أن يَهدي الباحثينَ عن الحقّ إلى سَبيلِ الحقّ، والحقّ هو الله وَحدَهُ وما دونَه باطِلٌ، ولذلك قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم.

    ولكنّ الذي يَبحثُ عن الحقّ لا بُدَّ أن يكونَ حزينًا حُزنًا عَميقًا في قلبِه ويُريدُ مِن ربّه أن يَهديهِ إلى طريقِ الحقّ الذي لا شَكّ ولا ريبَ فيه والذي يَقبَله العقلُ والمنطِق لأنّ عقلَ الباحثِ عن الحقّ إبراهيم - عليه الصّلاة والسّلام - لم يَقتَنِع بعِبادةِ الكواكب المُنيرَة والمُضيئة، ولذلك قال خليلُ الله إبراهيم - عليه الصّلاة والسّلام - هذا القولَ الحزين وهو كَظيمٌ يُريدُ أن يبكي مِن شِدّةِ حُزنِه بأن يكونَ مِن القوم الضَّالِّينَ عن الحقّ، ولذلك قال خليل الله إبراهيم بعد أن أفَلَ القمر: {قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم [سورة الأنعام: 77].

    ثمّ بَكَى تِلكَ الليلة مِن شِدّة حُزنه لأنّه يُريدُ أن يَهتدي إلى الحقّ؛ بل باتَ ساهِرًا طِوال ليلِه وهو يَتَفكَّرُ في مَلَكوتِ السماءِ حتى أشرَقت الشمس: {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ}، واستمرّ بالتَّفكيرِ في عبادَة الشمسِ حتى أفَلَتْ عَن الغُروبِ، ثم بَصَّرَ اللهُ قلبَه بالحقّ بأنّ الله الذي فطَرَ الشمسَ والقمرَ وفَطرَ السّماوات والأرض هو الأحقُّ بالعبادَة، وقال الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٧٨﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ثمّ اصطَفاهُ اللهُ رسولًا وعلّمَه الكتابَ والحِكمَة بعد أن هَداهُ إلى الحقّ مِن بعد البحثِ والتَّمنّي لاتّباعِ الحقّ تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ} صدق الله العظيم.

    وكذلكَ محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لم يَكن مُقتَنعًا عقلُه بعِبادة قومِه للأصنام، وكان في تَفكيرٍ وحيرَةٍ ولذلك كان يَخلو بنَفسِه في الغار يَتفكّر في خَلقِ السّماواتِ والأرضِ وفي الذي خَلقَهم ويَتفكّرُ فيما يَعبُده قومُه ويَتفكّرُ في دينِ النّصارى ودينِ اليهود؛ فإذا بقَومِه يَعبُدونَ الأصنامَ وأمَّا النّصارى فيَعبدونَ رجُلًا مِن البشَرِ اسمُه المسيح عيسى بن مريم، وأمَّا اليهودُ فيَعبدونَ رَجُلًا اسمُه عُزير، فلم يكن يَعلَم أيَّهُم على الحقّ ليَتّبِعَه، وكان كمِثل الضَّالّ بين مُفتَرقِ ثلاثِ طُرقٍ لا يَعلمُ أيَّهم طريق الحقّ فيتَّبعه، ولذلك قال الله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [سورة الضحى].

    والمَقصودُ مِن الضَّال في هذا المَوضِع هو: الباحثُ عن طريقِ الحقّ، فلا يَعلمُ هل طريق الحقّ مع الذين يَعبُدونَ الأصنامَ أو مع الذين يَعبُدونَ نبيّ الله المسيح عيسى بن مريم أم مع الذين يَعبُدونَ نبيّ الله عُزير، فكان جدّي في مُفتَرقِ ثلاثِ طُرُقٍ فهو ضالٌّ لا يَعلمُ أيَّهم الطريق الحَقّ فيَسلُكه، وما كان يَرجو إلّا أن يتّبعَ الحقّ ولم يَطمَع أن يكون نبيًّا مُرسَلًا، ولكنّ الله وجَدَه ضالًّا يَبحثُ عن الحقّ، ولذلك كان يَخلو بنفسِه في الغارِ ليَتفكَّرَ ومِن ثمّ اصطَفاهُ الله وهَداهُ إلى الحقّ، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ} صدق الله العظيم.

    ومِن ثمّ يَهدي اللهُ إلى الحقّ الباحثينَ عن الحقّ لأنّه هو الحقُّ وحدَه سبحانه وما دونَه باطِلٌ، ولذلك يَهدي الباحثينَ عن الحقّ إليه سبحانه، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [سورة العنكبوت].

    ومِن ثمّ نأتي لقول الله تعالى: {أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [سورة الحج: 52]، وذلك طائفٌ مِن الشيطان يَمسّه بالشَّكّ مِن بعدِ أن هَداهُ الله إلى الحقّ كما حدَثَ لرسول الله إبراهيم - عليه الصّلاة والسّلام - فبعدَ أن هَداهُ الله إلى الحقّ واطمئَنَّ قلبُه إلى الحقّ مَسّهُ طائفٌ مِنَ الشيطان؛ كيف يَبعثُ الله الموتى؟ وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} صدق الله العظيم [سورة البقرة: 260].

    ولكنّ الله أحكَمَ آياتِه لرسولِه إبراهيم وبيَّنها له بالحقّ على الواقِع الحقيقيّ حتى يَطمَئِنَّ قلبه أنّه الحقّ المُبين، وقال الله تعالى: {قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [سورة البقرة: 260].

    وكذلك مُحَمَّد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ألقَى الشيطانُ في أمنِيَتِه الشكَّ مِن بعد إرسالِه بسببِ قولِ قومه إنّما اعتَراهُ أحدُ آلهَتِهم بسُوءٍ أي: بمسّ شيطانٍ وأنّه الذي يُكلِّمُه بهذا القرآن، حتى شكّ أنَّ كلامَهم يُخشى أن يكون صحيحًا، ومِن ثمّ قال الله تعالى لنبيّه: {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿٩٤﴾} صدق الله العظيم [سورة يونس].

    ولكن لو سَألَ اليهودَ لزادوهُ شكًّا إلى شَكِّه وهم يَعلمونَ أنّما يُوحَى إليه الحقّ مِن ربّ العالَمين كما يَعرِفونَ أبناءهم، ولكنّ الله لم يَترُكه يَسأل أحدًا مِن أهلِ الكتاب؛ بل أرسَل لنبِيّهِ دعوَةً خاصَّةً لزِيارَة ربّه حتى يُكلّمَه تكليمًا مِن وراءِ الحجابِ، وأراهُ الله النّارَ التي أعدَّها للكافرين والجنّة التي أعدَّها للمُتّقينَ، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ ﴿٩٥﴾} صدق الله العظيم [سورة المؤمنون].

    وأراهُ الله ليلةَ الإسراءِ والمِعراج مِن آياتِ ربّه الكُبرى حتى اطمأنَّ قلبُه بعد أن مَسّهُ طائفٌ مِن الشيطانِ كما مسّ إبراهيم طائفٌ مِن الشيطان مِن قبل بالتَّشكيكِ في الحقّ مِن بعد أن بحثَ عن الحقّ فتمنّى اتّباعَه؛ ثمّ هدَاهُ الله إلى الحقّ واصطَفاهُ وأرسَله للناس نذيرًا، ومِن ثمّ ألقَى الشيطانُ في أمنِيَتِه الشكّ مِن بعد أن حقَّقَ الله له أمنِيَتَه فهَداهُ إلى الحقّ، ومِن ثمّ يأتي اليَقينُ عند الذي اهتَدى إلى الحقّ أنّه لا ولن يَشُكَّ في الحقّ بعد إذ هدَاهُ الله إليه، ومِن ثم يَبتَليهِ الله ليُعلِّمَهُ دَرسًا في العقيدة ليَعلمَ أنّ الله يَحُولُ بين المَرءِ وقلبِه حتى لا يَثِقَ في نفسِه مِن بعد ذلك، ولذلك فيَمسّه الشيطان بِطائفِ الشَّكّ ومِن ثم يُحكِم الله لأنبيائه آياتِه فيُبيّنها لهم كما بيّنها لموسى - عليه الصلاة والسلام - بعد أن مسَّه الشيطان بطائفِ الشكّ أنّ عصَاهُ إنّما هي كمِثل عِصِيّ السَّحرة وحِبالِهم التي يُخيَّلُ إليه مِن سِحرهم أنّها تسعى فأوجَس في نفسِه خِيفةً موسى ثمّ أحكَم الله آياتِه لموسى وأزالَ طائِف الشيطان بالشَّكّ في الحقّ: {قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَىٰ ﴿٦٥﴾ قَالَ بَلْ أَلْقُوا ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ ﴿٦٦﴾ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ ﴿٦٧﴾ قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ ﴿٦٨﴾ وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ ﴿٦٩﴾ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [سورة طه].

    وأحكَمَ الله لنبيّهِ آياتِه حتى تبيَّنَ له أنّه على الحقّ فاطمَأنّ قلبُه، وذلك هو البيانُ الحقّ لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [سورة الحج].

    والآن حَصْحَصَ الحقّ وتبيَّنَ لكم يا معشَر الباحثينَ عن الحقّ أنَّ خليل الله إبراهيم كان باحِثًا عن الحقِّ مِن قبل أن يَصطَفيه الله رسولًا ومِن قبل أن يَهديه الله إلى الحقّ ولذلك قال إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام: {قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم [سورة الأنعام: 77].

    وذلك لأنّه لا يَزالُ يَبحثُ عن الحقّ مِن قبل إرسالِه؛ وإنّما أرسَله الله مِن بعد أن تمنَّى الحقّ وبحَثَ عنه ثمّ هدَاهُ الله إلى الحقّ وبعثَهُ رسولًا إلى النّاس، ثمّ ألقَى الشيطان في أمنِيَتِه الشكّ في إحياءِ المَوتى، ثمّ أحكَمَ الله لنبيِّه آياتِه فأزالَ طائِفُ الشيطان بغير الحقّ، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم.

    فانظُروا إلى إبراهيم يوم كان باحِثًا عن الحَقِّ فيَتمنَّى اتِّباعَه، وتدبَّروا وتفكَّروا: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٧٤﴾ وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿٧٥﴾ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَـٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٧٨﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنعام].

    والآن يا أُولي الألباب قد حصْحَصَ الحقّ لِمَن كان يَبحثُ عن الحقّ، فانظُروا لبيانِ أحمد الحسن اليماني الذي يُسمّي نفسَه اليماني وهو مِن العراق وليس مِن اليمن، وجاءَ رسوله إلى مَوقِعنا مَهدِيَّ مهديٍّ أي المهديّ إلى المهدي أحمد الحسن اليماني وألقَى رسوله في مَوقِعنا بيانًا للقرآن مِن عند الشيطان، ولذلكَ لا يَقبَله العقلُ والمَنطِق وهو كما يلي:

    اقتباس المشاركة :
    1-09-2010

    06:45 AM
    مهدي مهدي
    عضو جديد تاريخ التسجيل: Aug 2008
    المشاركات: 18
    ----------------------
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليماً
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    س / لماذا رأى إبراهيم (ع) كوكب وقمر وشمس فقط؟
    ج / الشمس رسول الله (ص) والقمر الإمام علي (ع) والكوكب الإمام المهدي (ع) والشمس والقمر والكوكب في الملكوت كانت تجلي الله في الخلق ولهذا اشتبه بها إبراهيم (ع) ولكن كل بحسبة واختص محمد وعلي والقائم (ع) بأنّهم تمام تجلي الله في الخلق في هذه الحياة الدنيا لانهم مرسلين وليس فقط مرسلين،و لأن محمد صلّى الله علية وآله هو صاحب الفتح، وهو الذي فتح له مثل سم الإبرة وكشف له شيء من حجاب اللاهوت فرأى من آيات ربّه الكبرى وهو مدينة العلم وهي صورة لمدينة الكمالات الإلهية أو الذات الإلهية، أما علي فلأنه باب مدينة العلم وهو جزء منها وكل ما يفاض منها يفاض من خلاله فمحمد (ص) تجلي الله سبحانه وتعالى واسم الله سبحانه في الخلق وعلي ممسوس بذات الله فعندما لا يبقى محمد ولا يبقى إلا الله الواحد القهّار في آنات يكون علي عليه صلوات ربّي هو تجلي الله سبحانه في الخلق وفاطمة عليها صلوات ربّي معه وهي مخصوصة بأنها باطن القمر وظاهر الشمس ولهذا قال علي (ع) لو كشف لي الغطاء لما ازددت يقيناً لأنه وأن لم يكشف له الغطاء ولكنه بمقام من كشف له الغطاء .
    أما القائم (ع) فهو تجلي اسم الله سبحانه وهو حي وقبل شهادته لطول حياته وطول عبادته مع كمال صفاته واخلاصه فهو يصل صلاته بقنوته وقنوته بصلاته وكأنّه لا يفتر عن عبادة الله سبحانه ولانه الجالس على العرش يوم الدّين أي يوم القيامة الصغرى وفي القرآن اليوم المعلوم ولانه الحاكم باسم الله بين الأمم في ذلك اليوم فلابد أن يكون مرآة تعكس الذات الالهيه في الخلق ليكون الحاكم هو الله في الخلق فيكون كلام الإمام (ع) هو كلام الله وحكمه هو حكم الله وملك الإمام (ع) هو ملك الله سبحانه وتعالى فيصدق في ذلك اليـوم قوله تعالى في سورة الفاتحة (ملك يوم الدين) ويكون الإمام (ع) في ذلك اليوم عين الله ولسان الله الناطق ويد الله .
    من كتاب المتشابهات الجزء الاول للامام أحمد الحسن اليماني (ع)

    أرجو عدم حذف المشاركة من باب العدالة واذا امكن الردّ على هذا الجواب وفقكم الله للخير.
    انتهى الاقتباس
    انتَهى بيانُ أحمد الحسن اليماني الذي يَدعو إلى الإشراكِ بالله ويُريد أن يُضِلّ الشِّيعة ضَلالًا بعيدًا ولذلك يُبالِغ في محمدٍ رسولِ الله وآل بيتِه بغيرِ الحقّ وذلك حتى يأتي مُوافِقًا لأهوَاءِ الشيعة علَّهم يتّبِعوهُ، وسوفَ يتّبِعُه الذين هم بِربّهم مُشركون مِن الذين لا يَعقِلون.

    ولكنّني أُكرِّرُ الفَتوى الحقّ أنّه لا ولن يَتَّبِع الحقّ البشر الأنعام الذين لا يَعقِلون فأولئِكَ هم حَطَبُ جهنّم هم لها وارِدون، ومِن ثمّ أدرَكوا أنّهم كالأنعامِ التي لا تسمَعُ ولا تَعقِلُ بسببِ عدَمِ التَّفكُّر، ولذلك فهُم كالبقَر التي لا تتَفكَّر، وقال الله تعالى: {وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٦﴾ إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ ﴿٧﴾ تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ۖ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ ﴿٨﴾ قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّـهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ ﴿٩﴾ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠﴾ فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [سورة الملك].

    ويا مَعشَر عُلماء المُسلِمين وأمَّتِهم، هل تعلمونَ ما هي حِكمَة الشياطين مِن أن يَبعثُوا لَكُم في كُلِّ قَريَةٍ مَهدِيًّا منتَظرًا وبين الحين والآخر؟ وذلك حتى إذا بعَثَ الله المهديّ المنتظَر الحقّ مِن ربّكم فتَقولون: "وهل هو إلَّا كمثل الذين سبَقوهُ؟ وكُلّ يومٍ يطلع لنا مهديّ منتظَر جديد!"، ثمّ لا تتفكّرون في دعوَةِ المهديّ المنتظَر الحقّ مِن ربّكم حتى يأتيكُم العذاب الأليم وذلك ما يَبتغِيه الشياطين، ولذلك يُرسِلونَ لكم بين الحينِ والآخَر مهديًّا منتظرًا جديدًا، وذلك حتى إذا بعثَ الله إليكم المهديّ المنتظَر الحقّ مِن ربّكم فتُعرضونَ عنه بسبَبِ كثرَة مَن يدَّعونَ المهديّة. ولكن يا علماء المسلمين وأمّتهم، فهل تَستطيعونَ أن تُفَرِّقوا بين الحمارِ والبَعيرِ؟ فوالله إنّ الفرقَ لعظيمٌ بين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وبين كافّة المَهديّين المُفتَرين الذين اعتَرتهُم مُسوسُ الشياطين فتَجِدونَهم يقولونَ على الله ما لا يَعلمون، أفلا تتَفكّرون؟!

    ويا معشَر الأنصار السَّابقينَ الأخيار ويا معشَر الزُّوارِ إلى طاولةِ الحِوار مِمَّن أظهَرَهم الله على أمرِنا، كونوا شُهداءَ على أنفسِكم وعلى أمَّتِكم وعلى جميع المُسلِمين وعُلمائهم الذين لا يُفَرِّقونَ بين الحمارِ والبَعيرِ ولذلك فهم لا يُفرّقونَ بين أحمد الحسن اليماني وناصِر مُحمد اليمانيّ، ولكن يا قوم إنّ الفرقَ لعظيمٌ؛ فهل تَرَونا نَستَوي مثَلًا؟! كَلَّا وربّي فلا يَستَوِيانِ مثَلًا (أحمد الحسن اليماني وناصر محمد اليماني) بل الفَرقُ بينهما كالفَرقِ بين الظّلمات والنّور، فهل تستَوي الظّلمات والنّور في نَظَركم؟! وقال الله تعالى: {قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّـهُ ۚ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ ۗ أَمْ جَعَلُوا لِلَّـهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ ۚ قُلِ اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الرعد].

    وذلك لأنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يَدعوكم إلى عِبادةِ الله وحدَه لا شريكَ له فيُحَذِّركم مِن الإشراكِ بالله ويُعلّمكم ما لم تكونوا تَعلمون، وأمّا أحمد الحسن اليماني فانظروا إلى فَتوَاهُ الشِّركيّة إلى معشَرِ الشِّيعة الاثني عشر وقال لهم إنّ الإمام علي مَمسوسٌ بربّ العالَمين! وكذبَ عَدُوُّ الله، فوالله إنّه لَمِن شياطينِ البشر مِن الذين يُظهِرونَ الإيمان ويُبطِنونَ الكُفر والمَكر، ألا لعنَة الله عليكَ يا أحمد الحسن اليماني كما لعَن الله إبليسَ الذي تتّخِذُه وَلِيًّا مِن دونِ الله مِن غير ضَلالٍ منكَ؛ بل تَعلمُ أنّي أعلمُ أنَّك لشيطانٌ رجيمٌ تُريد أن تَصُدَّ النّاسَ عن اتّباع الصِّراط المُستقيمِ، ولكنّي المهديّ المنتظَر أدعوكَ للحِوارِ في مَوقِعنا إن كنتَ مِن الصّادِقين، فإن ألجَمتَ ناصر محمد اليماني مِن مُحكَمِ القرآن العظيم فقد حَلَّت اللعنةُ على ناصر محمد اليماني إلى يوم الدّين، وإن ألجَمكَ ناصر محمد اليماني وكافّة علماء المُسلِمين والنَّصارى واليهود مِن مُحكَمِ القرآنِ العظيم ومِن ثمّ لا تتّبِعونَ الحقّ فقد حلّت اللّعنة على المُعرِضينَ عن دعوةِ الاحتِكامِ إلى كتابِ الله القرآن العظيم، فمَن يُنجيكُم مِن عذابِ الله يا معشَر المُعرِضينَ عن الدَّعوة إلى اتّباعِ كتابِ الله القرآن العظيم؟ فكيف تَزعمونَ أنّ ناصر محمد اليماني إنّما هو أعقَلُ واحدٍ في الذين ادّعوا المهديّة جميعًا؟! فهل هذه هي فَتواكُم في الحقّ مِن ربّكم أنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني هو أعقل مَجنونٍ؟ قاتَلكم الله أنّى تُؤفَكون! فتعالوا لأعلّمَكم لماذا قلتُم ذلك، وذلك لأنّ عقولكم لم تُعارِض بياناتِ ناصر محمد اليماني وأفتَتكُم بالحقِّ لأنَّ الأبصار لا تَعمَى عن الحقّ، ومِن ثمّ ما كان رَدّكم على عقولكم وعلى ناصر محمد اليماني إلَّا أنّه أعقَل واحدٍ مِن الذين ادّعوا المهديّة! بل يَنطِقُ بالحقّ ويهدي إلى الصِّراطِ المستقيم، فماذا تُريدونَ مِن بعد الحقّ الذي أبصَرَته عقولكم؟ أفلا تتّقون؟! وقال الله تعالى: {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ} صدق الله العظيم [سورة يونس: 32].

    وسَلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالَمين..
    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
    _______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  9. افتراضي






    قال الله تعالى:
    {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٢﴾}
    صدق الله العظيم, [الحج]




    اقتباس المشاركة 51404 من موضوع ردود الإمام على نسيم وطريد وعلم الجهاد: دحض الشُبهات بحُجةٍ وإثباتٍ..

    - 30 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    06 - 11 - 1430 هـ
    25 - 10 - 2009 مـ
    05:34 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    ردّ المهديّ لبيان قوله تعالى: { أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ } صدق الله العظيم ..

    اقتباس المشاركة :
    امامنا الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ارجو من امامنا الحبيب تفسير هذة الاية الكريمة وهل كان يلقى الشيطان على قراة النبى فعلا بسم الله الرحمن الرحيم ..وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نبيّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ صدق الله العظيم
    وجزاكم الله خيرا عنا يا امام
    انتهى الاقتباس
    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسَلين والحمدُ للهِ ربّ العالمين ..
    أخي كوراك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأوّلين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، وسبقت من الفتوى بالبيان الحقّ لهذه الآية فأتينا بالبرهان من محكم القرآن ونقتبس لك الرد من بيان لنا من قبل بما يلي:

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار المؤمنين بالقرآن العظيم تدبّروا قول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [الحج].

    وإلى البيان الحقّ، حقيق لا أقول على الله بالبيان غير الحقّ، فآتيكم بالبيان من ذات القرآن حتى يتبيَّن لكم أنّه الحقّ، وفي هذه الآية يُعلِّمكم الله أنّه لم يهدِ الأنبياء والمرسَلين حتى بحثوا عن الحقّ بالاجتهاد الفكري فتمنّوا أن يتّبعوا سبيل الحقّ ومن ثم هداهم الله إلى الحقّ واصطفاهم واستخلصهم لنفسه وبعثهم إلى الناس رسُلاً من ربّ العالمين، ومن ثم ألقى الشيطان في أمنيّتهم شكّاً من بعد تحقيقها، ومن ثم يُحْكِم الله لهم آياته ويبيِّنها لهم، ومن ثم يطهِّر الله بآياته قلوبهم من الشك تطهيراً.

    فلنبدأ برسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وآله وسلّم؛ الباحثُ عن الحقّ الذي لم يقتنع بعبادة الأصنام ويرى أنّهم لا ينفعون ولا يضرون ومن ثم تفكَّر في خلق السماوات والأرض، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٧٤﴾ وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿٧٥﴾ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَـٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ويا معشر أولي الألباب الذين يتدبّرون الكتاب، تدبّروا قول إبراهيم: {قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم؛ وذلك هو التمنّي لاتّباع الحقّ ولا يريد غير الحقّ وهذا هو البيان لشطر من الآية في قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ} صدق الله العظيم [الحج:52]. ومن ثم يهديه الله الحقّ إلى الحقِّ، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} صدق الله العظيم [العنكبوت:69].

    ومن ثم نأتي لبيان قوله تعالى: {أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ}، وذلك يأتي من بعد أن يهديه الله إلى الحقّ ويستخلصه لنفسه ويبعثه إلى الناس رسولاً حتى إذا علم الله أنّ نبيّه صار يعتقد في نفسه أنّه لا ولن يشك في الحقّ الذي علّمه الله به أبداً ونسي أنّ قلبه بيد ربّه يَصرفه كيف يشاء ونسيَ أنّ الله يحول بين المرء وقلبه، وأراد الله أن يُعلّمهم درساً في العقيدة في علم الهدى، فمن ثم يُلقي الشيطان في نفسه شكّاً في الحقّ الذي قد صار يدعو الناس إليه، ومن ثم يُحكم الله له آياته فيبيّنها له فيعلم أنّه على الحقّ المبين ويُطهِّر الله قلبه من الشكّ تطهيراً.

    ونأتي الآن للبيان لقول الله تعالى: {أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} صدق الله العظيم؛ أي ألقى الشيطان في أمنيته شكّاً من بعد أن تحقّقت أمنيته وهداه الله إلى الحقّ، فنعود لقصة رسول الله إبراهيم، هل حدث له هذا من بعد أن اجتهد اجتهاداً فكريّاً وبحث عن الحقّ وهداه الله إليه واستخلصه لنفسه وجعله للناس إماماً ورسول الله إليهم وصار يدعوهم إلى الحقّ؟ ومن ثم ألقى الشيطان في أمنيته الشك ومن ثم حكَّم الله له آياته وطهّر قلبه مما ألقاه الشيطان، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٢٦٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ومن ثم نأتي لرسول الله موسى عليه الصلاة والسلام؛ وكان باحثاً عن الحقّ ولا يريد غير الحقّ وكان ينتمي لطائفةٍ ممّن كانوا على دين رسول الله يوسف الذي بعثه الله بالبيّنات إلى آل فرعون ولكنّهم فرّقوا دينهم شيعاً واختلفوا في البيّنات، وكان نبيّ الله موسى ينتمي لأحد الطوائف وأرداه أحدهم فقتل نفساً بغير الحقّ، وقال الله تعالى: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَـٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَـٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ ۖ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ ۖ قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    ومن ثم كادت الحادثة أن تتكرّر اليوم الآخر، وقال الله تعالى: {فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ ۚ قَالَ لَهُ مُوسَىٰ إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ ﴿١٨﴾ فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَىٰ أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ ۖ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    ومن ثم فرَّ موسى وهو متألمٌ لِما حدث وقال: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [القصص:16]، ومن ثم قرّر أن يفرّ من آل فرعون وكذلك يعتزل شيعته الذين كانوا سبباً في قتله لنفس بغير الحقّ ويرى أنّه لمن الضالين ولم يهتدِ إلى الحقّ بعد، وقرّر الفرار من آل فرعون ويهاجر إلى ربّه ليهديه سبيل الحقّ، واصطفاه الله واستخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولاً وقال له فرعون، قال الله تعالى: {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ ﴿١٨﴾ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿١٩﴾ قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ﴿٢٠﴾ فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    ومعنى قول موسى: {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ﴿٢٠﴾ فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم؛ بمعنى أنّه كان من الضالين عن الطريق الحق؛ بمعنى أنّه كان يظنّ أنه على الحقّ وتبيَّن له أنه لا يزال ضالاً عن الحقّ وكان يظن أنّ هذه الطائفة على الحقّ، حتى إذا فرَّ وهاجر في سبيل الله اصطفاه الله واستخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولاً بعد رجوعه من مَدْيَن، وبعد أن اصطفاه الله واستخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولاً واعتقد موسى أنّه لا ولن يشك أبداً في الحقّ الذي هداه الله إليه وأيَّده بآيتين من عنده، واعتقد موسى أنّه لا يفتنه شيءٌ عن الحقّ الذي علِمه من ربِّه وأراد الله أن يُعلِّمه درساً في العقيدة في علم الهُدى، فألقى الشيطان في أمنيته شكّاً حين ألقى السحرة عصيّهم وحبالهم فخُيّل إليه من سحرهم أنّها تسعى وأوجس في نفسه خيفةً موسى، وتزلزلت العقيدة الحقّ في قلب موسى بعد أن هداه الله إليه ومن ثم حكّم الله له آياتِه وأوحى إليه أن أَلق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون، وأعاد الله اليقين إلى قلب موسى وحكم الله له آياته فتبيّن له أنّه على الحقّ المُبين، وقال الله تعالى: {قَالَ بَلْ أَلْقُوا ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ ﴿٦٦﴾ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ ﴿٦٧﴾ قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ ﴿٦٨﴾ وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ ﴿٦٩﴾ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [طه].

    والشكّ الذي ألقاه الشيطان في أمنية موسى من بعد أن هداه الله إلى الحقّ واستخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولاً، ومن بعد الدعوة ألقى الشيطان في أمنيته شكّاً ثم حكّم الله له آياته، وذلك قول الله تعالى: {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ ﴿٦٧﴾ قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ ﴿٦٨﴾ وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ ﴿٦٩﴾ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم.

    ومن ثم نأتي لنبي الله عُزير المؤمن مرَّ على قريةٍ وهي خاويةٌ على عروشها وألقى الشيطان في أمنيته شكّاً بعد إذ هداه الله إلى الحقّ وقال: كيف يبعث الله أهل هذه القرية من بعد موتهم؟ ومن ثم أماته الله هو وحماره مائة عامٍ ثم بعثه ليُحْكِم الله له آياته وأراه كيف يكون ذلك، فبعثه ومن ثم بعث حماره وهو ينظر إليه وقال انظر إلى العظام كيف ننشزها فلما تبيّن له ذلك قال عزير أعلم إنّ الله على كل شيءٍ قدير. وقال الله تعالى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَـٰذِهِ اللَّـهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّـهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٢٥٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ومن ثم نأتي إلى خاتم الأنبياء والمرسَلين محمد رسول الله - صلّى الله عليه و آله وسلّم - بعد أن وجده الله ضالاً باحثاً عن الحقّ لا يعلم أيُّهُم على الحقّ فيتّبعه، هل قومه أم النصارى أم اليهود؟ وكان يعتزل الناس في الغار يتفكّر ويريد من الله أن يهديه إلى الحقّ ولم يكن على ضلالٍ لأنّه لم يعبد الأصنام ولم يعتنق النصرانيّة ولا اليهوديّة ولكنّه كان ضالاً عن الطريق الحقّ وهو لا يريد غير الحقّ ثم هداه الله إلى الحق، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ ﴿٧﴾} [الضحى]، واصطفاه الله وهداه إلى الحقّ وأوحى إليه بالحقِّ عن طريق جبريل عليه الصلاة والسلام وبعثه الله إلى الناس رسولاً وكان يدعوهم إلى الحقّ ولكنّه كان يعتقد أنّه لا يمكن أن يشكّ في الحقّ بعد إذ هداه الله إليه وأراد الله أن يُعلِّمه درساً في العقيدة في علم الهُدى.

    وقال له قومه إنّما اعتراك أحد آلهتنا بسوء بمسٍّ شيطانٍ وهو الذي يوحي إليك ذلك، فشكَّ محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إن الذي يُكلمه لعله يكون من الشياطين ولم يُبدِ ذلك الشكّ لأحدٍ وهو أمّيٌّ لا يقرأ ولا يكتب، وذلك لأنّ قومه قالوا له: "إنّ الذي يُكلّمك شيطانٌ وليس ملَكاً" بسبب إعراضه عن آلهتهم ولذلك ردّ الله عليهم مع التحذير لنبيه بقوله تعالى: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ﴿٢١٠﴾ وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ ﴿٢١١﴾ إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ ﴿٢١٢﴾ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ﴿٢١٣﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    ولكنّ محمداً رسول الله أصبح مثله كمثل إبراهيم يُريد أن يطمئن قلبه، وقال تعالى: {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿٩٤﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    ولكنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لم يسأل الذين أوتوا الكتاب بل أناب إلى الله ويريد أن يعلم علم اليقين أنّه على الحقّ المُبين، ومن ثم أرسل الله له جبريل عليه الصلاة والسلام بدعوة له من ربِّه ليُريَه بعين اليقين النار ومن فيها من الذين كذبوا بالحقِّ من ربّهم من الأمم الأولى ويريَه الجنّة ومن فيها من المُتقين وأراه الله من آياته الكُبرى ليطمئن قلبه أنّه على الحقّ المبين، وقال الله تعالى: {لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    إذاً حكَّم الله آياته لنبيِّه وأراه من آيات ربّه الكُبرى ليلة الإسراء والمعراج إلى سدرة المُنتهى فطهَّر الله قلبه من الشكِّ تطهيراً، وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [الحج].

    وسلامُ على المرسَلين، والحمدُ للهِ ربّ العالمين ..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
    _________________


    [ لمزيد من التفصيل الهامّ حول الفتوى المتعلقة باسم نبيّ الله الذي أماته مائة عام ثم بعثه، نرجو الدخول للرابط التالي ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=169088
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  10. افتراضي


    ألقى الشيطان فى أمنيتــــه..
    قصة أبو الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة والتسليم.


    اقتباس المشاركة 4523 من موضوع أحسن القصص - (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن...)



    أيّها الإمام المهديّ، ما قصة نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وتحكيم العقول ؟


    ويا أمّة الإسلام، والله الذي لا إله غيره لا تتبعون الحقّ حتى تنسوا الروايات التي بين أيديكم عن أسلافكم، فقد أضلّكم علماؤكم عن سواء السبيل بسبب تفسيرهم لكلام الله بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً، وأعوذُ بالله أن أكون كمثل عُلمائكم الذين اتّبعوا أمر الشيطان وعصوا أمر الرحمن.

    ولربما يزأر على المهديّ المُنتظر أحد علماء الشيعة أو السنّة والجماعة وكأنّه ليث غضنفر وهو مُعرض عن الذكر فيقول: "احترم نفسك يا من تزعم أنك المهديّ المُنتظر فتقول على علماء المسلمين أنهم أطاعوا أمر الشيطان وعصوا أمر الرحمن، فكيف تكون المهديّ المُنتظر وأنت تفتري علينا نحن علماء الأمّة المُرشدين للبشر في جميع الأقطار؟ بل نحن أنوار على المنابر في بيوت الله لتذكير البشر" . ومن ثم يردّ عليه المهديّ المُنتظر وأقول: فبئس الذكر ذِكركم وبئس الوعظ وعظكم وبئس العلم عِلمكم إلا قليلاً، وأقسمُ بمن رفع السبع الشداد وثبّت الأرض بِالأوتاد إنّكم قد اتّبعتم أمر الشيطان الذي أمركُم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون، وعصيتم أمر الرحمن الذي أمركُم وحرّم عليكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون، فأعرضتم عن أمر الرحمن واتّبعتُم أمر الشيطان، وفسرتُم القرآن من ذات أنفُسِكُم بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً، ولذلك اتّبعتم متشابهه وأعرضتم عن مُحكمه الذي لا يحتاج لتأويل وهو الحقّ المُحكم من ربّكم، ولكن في قلوبكم زيغ عن الحقّ الأبلج في الآيات المُحكمات، وأمركم الله أن تتبعوا آيات الكتاب المُحكمات البينات لِعالمكُم وجاهِلكُم، وأما الآيات المتشابهات فلم يأمركم إلا بالإيمان بها فقط بل تردّون علم تأويلها للذي لا يعلم بتأويل المتشابه سواه الله ربّ العالمين ويُعلّم بِهنّ من يشاء من عباده، فبالله عليكم ألم نُحاجكم بِالآيات المُحكمات ولكِنّكُم تذرونها وراء ظُهوركم ثم تُحاجوني بالآيات المتشابهات، ومن ثم آتيكم بتأويلها الحقّ فأخرس ألسنتكُم ومن ثم تصمتون يا معشر علماء الأمّة الذين حاورني كثيرٌ منكم حتى إذا وجدوني قد هيمنتُ عليهم بالآيات المُحكمات ثم هيمنتُ عليهم بسلطان علم المتشابه من القرآن فإذا هم يصمتون فيقولون: فهل هذا هو المهديّ المُنتظر أم شيطان أشر، ولا يزالون في ريبهم يتردّدون كمثل الكافرين حتى يرون العذاب الأليم، ولكن الحمدُ لله الذي جعل من أنصار المهديّ المُنتظر في ذات البشر وهي عقولهم، ولكنهم عصوا عقولهم التي لا تعمى، وذلك لأن سبب صمت علماء المسلمين هي أن عقولهم لا تخالف دعوة المهديّ المُنتظر وتقول لهم إنّكم أنتم الظالِمون ولكنهم لا يوقنون بحكم عقولهم بينهم وبين المهديّ المُنتظر كما لم يوقن قوم إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - بحكم الطرف الثالث الذي حكم بين رسول الله إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - وبين قومه، غير أن نبي الله إبراهيم لم يعلم بهذا الحكم الحقّ ولكن قومه علموا بالحكم بينهم وبين إبراهيم ولكنهم لم يستجيبوا للحكم الحقّ.

    ولربما يودّ أحد علماء الأمّة أن يقاطعني فيقول: "ومن هم هؤلاء الحكّام الذين حكموا بين رسول الله إبراهيم وقومه؟". ثم يردّ عليه المهديّ المُنتظر وأقول:
    {فَقَالُوا إنّكم أنتم الظَّالِمُونَ}صدق الله العظيم [الأنبياء:64].

    فانظر أيّها العالم من هُم الذين حكموا بين رسول الله إبراهيم وقومه وقالوا لقوم إبراهيم:
    {فَقَالُوا إنّكم أنتم الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم، وسوف تجد أن هذا الحُكم الحقّ صدر من عقول قوم إبراهيم فتوى إلى أنفسهم حين رجعوا إلى أنفسهم بالتفكير فقالت عقولُهم لأنفسهم: إنّكم أنتم الظالمون. وكُل واحد من قوم إبراهيم تلقّى الفتوى من عقله حين جعلهم إبراهيم يتفكرون بعقولهم وقال: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ (51) إِذْ قَالَ لأبِيهِ وَقَوْمِهِ ما هَذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أنتم لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا آباءنَا لَهَا عَابِدِينَ (53) قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أنتم وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ (54) قَالُوا أَجِئْتَنَا بالحقّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللاعِبِينَ (55) قَالَ بَل ربّكم ربّ السَّماوَاتِ وَالأرض الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (56) وَتَاللَّهِ لأكِيدَنَّ أصنامكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57)‏ فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلا كَبِيراً لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النّاس لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أنفسهم فَقَالُوا إنّكم أنتم الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ ما هَؤُلاء يَنطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ما لا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَّكُمْ وَلِما تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفلا تَعْقِلُونَ (67)}صدق الله العظيم [الأنبياء].

    فانظروا لقول الله تعالى
    {فَرَجَعُوا إِلَى أنفسهم فَقَالُوا إنّكم أنتم الظَّالِمُونَ}صدق الله العظيم، أي أنهم رجعوا إلى أنفسهم بالتفكير ثم جاءتهم الفتوى من عقولهم إلى أنفسهم {فَرَجَعُوا إِلَى أنفسهم فَقَالُوا إنّكم أنتم الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم، وذلك لأن الأبصار هي حقاً لا تعمى عن الحقّ ولكن ليس لها سلطان على الإنسان ولكنها مُستشار أمين لا يخون صاحبه ولا ربّه أبداً. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأبصار وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}صدق الله العظيم [الحج:46].

    فانظروا إلى عقول قوم إبراهيم المجرمين فهل عميت عُقولهم عن الحقّ؟ كلا وربّي أنها أفتتهم أنهم هم الظّالِمُونَ والحقّ مع رسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَرَجَعُوا إِلَى أنفسهم فَقَالُوا إنّكم أنتم الظَّالِمُونَ}صدق الله العظيم. فَمن هُم الذين قالوا {إنّكم أنتم الظَّالِمُونَ}؟ ألا وإنها عقول قوم إبراهيم حين رجعوا إلى أنفسهم بالتفكير برهة في شأن الأصنام فأفتتهُم عقولهم بالحقّ ولكنهم لم يتبعوا عقولهم بسبب عدم يقينهم بفتوى عقولهم وقالوا: إنّ آباءهم هم أعلم وأحكم فنحن على أثارهم مهتدون. فلم يتّبعوا فتوى عقولهم كما لم يتبع كثيرٌ من المسلمين ممن أظهرهم الله على بيانات ناصر محمد اليماني فرضخت للحقّ عقولهم ولكنهم رفضوا فتوى عقولهم وقالوا: أرجلٌ واحدٌ منا نتّبِعه ونذر كثيراً من الأئمة وعُلماء الأمّة!! هيهات هيهات.. ألا لعنة الله على من أعرض عن كتاب الله بعدما تبين لهُ الحقّ من ربّه، فانظروا لقول نبي الله إبراهيم لقومه: {فَرَجَعُوا إِلَى أنفسهم فَقَالُوا إنّكم أنتم الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ ما هَؤُلاء يَنطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ما لا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَّكُمْ وَلِما تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفلا تَعْقِلُونَ (67)}صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وقوله:
    {أَفلا تَعْقِلُونَ (67)} صدق الله العظيم، وكذلك المهديّ المُنتظر يقول: ذروا ما وجدتم عليه أسلافكم واتّبعوني أهدِكم صِراطاً مُستقيماً، وإياكم أن تتّبعوني في شيء يخالف للعقل والمنطق فترفضه عقولكم، وهيهات هيهات.. فهل حجة الله عليكم إلا العقل والمنطق {أَفلا تَعْقِلُونَ (67)} صدق الله العظيم.

    ويا أمّة الإسلام لا تأمنوا مكر الله وفِرّوا إلى الله جميعاً فأنيبوا إليه حتى يهدي قلوبكم إلى الحقّ من بعد فتوى عقولكم بالحقّ في شأن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ولن تجدوها تُعارض بيانات ناصر محمد اليماني لأنّها لا تعمى الأبصار عن الحقّ ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.

    وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله وعبده؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــ

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]



    ألقى الشيطان فى أمنيتــــه
    قصة أبو الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة والتسليم
    ..


    لنبدأ برسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وآله وسلم؛ الباحثُ عن الحقّ الذي لم يقتنع بعبادة الأصنام ويرى أنهم لا ينفعون ولا يضرون ومن ثم تفكَّر في خلق السماوات والأرض. وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ( 74 ) وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ( 75 ) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ ( 76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ( 77 ) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ( 78 )}صدق الله العظيم [الأنعام].

    ويا معشر أولي الألباب الذين يتدبرون الكتاب، تدبروا قول إبراهيم:
    {قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ( 77 )} صدق الله العظيم. وذلك هو التمني لاتباع الحقّ ولا يريد غير الحقّ وهذا هو البيان لشطر من الآية في قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نبيّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى} صدق الله العظيم [الحج:52]. ومن ثم يهديه الله الحقّ إلى الحقِّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} صدق الله العظيم [العنكبوت:69].

    ومن ثم نأتي لبيان قوله تعالى:
    {أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} وذلك يأتي من بعد أن يهديه الله إلى الحقّ ويستخلصه لنفسه ويبعثه إلى الناس رسولاً حتى إذا علم الله أنّ نبيّه صار يعتقد في نفسه أنه لا ولن يشك في الحقّ الذي علّمه الله به أبداً ونسي أنّ قلبه بيد ربه يَصرفه كيف يشاء ونسي أنّ الله يحول بين المرء وقلبه، وأراد الله أن يُعلمهم درساً في العقيدة في علم الهدى، فمن ثم يُلقي الشيطان في نفسه شكاً في الحقّ الذي قد صار يدعو الناس إليه، ومن ثم يُحكم الله له آياته فيبينها له فيعلم أنه على الحقّ المُبين ويطهِّر الله قلبه من الشك تطهيراً.

    ونأتي الآن للبيان لقول الله تعالى:
    {أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} صدق الله العظيم؛ أي ألقى الشيطان في أمنيته شكاً من بعد أن تحققت أمنيته وهداه الله إلى الحقّ،فنعود لقصة رسول الله إبراهيم، هل حدث له هذا من بعد أن اجتهد اجتهاداً فكرياً وبحث عن الحقّ وهداه الله إليه واستخلصه لنفسه وجعله للناس إماماً ورسول الله إليهم وصار يدعوهم إلى الحقّ؟ ومن ثم ألقى الشيطان في أمنيته الشك ومن ثم حكَّم الله له آياته وطهر قلبه مما ألقاه الشيطان، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:260].
    _______________

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]



    بسم الله الرحمن الرحيم

    كون الذين يجتبيهم الله إليه فيصطفيهم ويهدي قلوبهم فالسبب هو من عند أنفسهم وليس من عند آبائهم كمثل رسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام لم يكن السبب من عند أبيه كون أبيه ليس من الذين قال الله عنهم: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} صدق الله العظيم؛ بل كان آزر أبو إبراهيم من الضالين عن الصراط المستقيم من الذين يتّبعون آباءهم الاتّباع الأعمى من غير تفكرٍ ولا تدبرٍ، ولكن إبراهيم المتفكر والمتدبر لم يقتنع بما وجد عليه أبيه وقومه وتفكّر وبحث عن الحق فاجتباه الله إليه وهداه وجعله من المرسلين. وقال الله: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَ‌اهِيمَ رُ‌شْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ﴿٥١﴾ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَـٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴿٥٢﴾ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ ﴿٥٣﴾ قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    فانظروا إلى آزر والد نبيّ الله إبراهيم من الذين يتّبعون آباءهم الاتّباع الأعمى من غير تفكر بالعقل والمنطق ولذلك كان ردّ أبيه وقومه:
    {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ (53)} صدق الله العظيم، وما أشبه اليوم بالبارحة فكثيرٌ هم الذين ضلّوا عن الصراط المستقيم بسبب الاتّباع الأعمى للذين من قبلهم بحجّة أنهم السلف الصالح فلا تجدونهم يستخدمون عقولهم شيئاً، فضلُّوا أنفسهم وأَضَلّوا أمتهم، ولا نطعن في السلف من الصالحين وإنما نطعن في افتراء الشياطين عن أسلافهم كذباً وزوراً. وحتى لا نخرج عن الموضوع نعود إلى الذين اجتباهم الله بسببٍ من عند أنفسهم وهم الذين جاهدوا بالبحث عن معرفة الطريق الحقّ إلى ربهم فاجتباهم ربّهم وتقبلهم وهداهم إلى صراط العزيز الحميد، ومن الذين اجتباه الله وهداه واصطفاه بسببٍ من عند نفسه نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121)} صدق الله العظيم [النحل]

    والسؤال الذي يطرح نفسه أليس سبب الاجتباء والهدى كان من عند إبراهيم حتى اجتباه الله وهداه إلى الصراط المستقيم؟ والجواب تجدوه في محكم الكتاب أنّ السبب كان من عند إبراهيم أناب إلى ربه ليهدي قلبه إلى الحقّ؛ بل كان متألماً قلبه من قبل الهدى كونه يريد أن يتبع الحقّ الذي لا شك ولا ريب فيه، ولذلك قال إبراهيم المنيب:
    {قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:77]، ولذلك اجتباه الله وهدى قلبه إلى الصراط المستقيم فقال: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ‌ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِ‌كِينَ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]. وهداه الله إليه بسبب وعده بالحقّ في محكم كتابه لَيهدي قلوب الباحثين عن الحقّ إلى الصراط المستقيم شرط تألم القلب والحسرة لو لم يكن على الصراط المستقيم كمثل قول نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام: {قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:77].

    فتجدون التألم يملأ قلب إبراهيم عليه الصلاة والسلام كونه لا يريد أن يكون من الضالين أصحاب الاتّباع الأعمى؛ بل يريد أن يتبع الحقّ من ربه ولذلك هداه الحقّ إلى الحقّ إنه سميع مجيب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم.
    _________________

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]



    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله في الأوّلين وفي الآخرين إلى يوم الدين، أما بعد..

    ويا أحبّتي الباحثين عن الحقّ، حقيقٌ لا يُفتيكم المهديّ المنتظَر إلا بالحقِّ من مُحكم الذِّكر، فأمّا تسمية الكواكب فيُطلق بشكلٍ عام على الكواكب المضيئة والمنيرة؛ فجميعها كواكب سواءً يكون الكوكب سراجاً وهّاجاً أو كوكباً منيراً كالقمر. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {تَبَارَ‌كَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُ‌وجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَ‌اجًا وَقَمَرً‌ا مُّنِيرً‌ا ﴿٦١﴾ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ‌ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَ‌ادَ أَن يَذَّكَّرَ‌ أَوْ أَرَ‌ادَ شُكُورً‌ا ﴿٦٢﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    وأجدُ في كتاب الله أنّ اسم الكواكب يطلق بشكلٍ عامٍ على الكواكب المضيئة والمنيرة، ألمْ يقل الله تعالى:
    {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴿٦﴾ وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِ‌دٍ ﴿٧﴾ لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ﴿٨﴾ دُحُورً‌ا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ﴿٩﴾}؟ صدق الله العظيم [الصافات]. فما هي الكواكب المقصودة في هذه الآية؟ وتجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [الملك:5].

    وكذلك أجد في الكتاب أنّ الله يُطلِق اسمَ النجوم على الكواكب بشكلٍ عامٍ المضيئة والمنيرة، فما هي النجوم التي نظر إليها إبراهيم عليه الصلاة والسلام بنظرة المُتدبِّر والمتفكّر حين جنَّ عليه الليل؟ وتجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَ‌أَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَـٰذَا رَ‌بِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَ‌أَى الْقَمَرَ‌ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَ‌بِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَ‌بِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَ‌أَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَ‌بِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ‌ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِ‌يءٌ مِّمَّا تُشْرِ‌كُونَ ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]، كون نبيّ الله إبراهيم نظر إلى الكواكب المُضيئة والمُنيرة بشكلٍ عام، فشاهدَ أحد الأراضين السبع من بعد أرضنا. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ نُرِ‌ي إِبْرَ‌اهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿٧٥﴾ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَ‌أَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَـٰذَا رَ‌بِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿٧٦﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]. إذاً الكوكب الذي شاهده هو أحد ملكوت الأرض، وهو كوكب أحد الأراضين السّبع من بعد أرضنا الأمّ، كون الأراضين السبع هي كواكب معلقة في الفضاء من بعد أرضنا، لذلك قال الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ نُرِ‌ي إِبْرَ‌اهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ} صدق الله العظيم.

    إذاً الكوكب الذي شاهده خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام هو أحد ملكوت الأرض السبعة، شاهده عند الغروب في ميقات المغرب، فلما أفَل وغابَ قال: "لا أحِبُّ الآفلين". ومن ثم نظر إلى القمر بازغاً بالشرق وكانت ليلة النصف من الشهر ليلة التفكر والتدبّر في ملكوت السماوات والأرض، ومن ثم تفكر في القمر وقال: "بل سوف اتخذه إلهي كونه أكبر من ذلك الكوكب الذي أفل قبل قليل". واستمر إبراهيم عليه الصلاة والسلام طيلة تلك الليلة؛ ليلة النصف من الشهر وهو ينظر إلى القمر البدر وهو كان على فراشه بالعراء المكشوف وساهر المنام من استمرار التفكر بحثاً عن الحقّ، حتى إذا غرب القمر عن ناظريه عند ميقات نداء صلاة الفجر ولم يطمئن قلبه لعبادة القمر ومن ثم أصابه السّقم النفسيّ كونه لم يطمئن قلبه لعبادة الكواكب وهو يريد أن يعبد الحقّ، وبما أنّه يريد من ربِّه أن يهديه إلى الحقّ بعد أن أصابه السّقم النفسيّ وهو يبحث عن الحقّ وكان ينظر إلى القمر البدر طيلة الليلة حتى الفجر فلما أفلَ وغربَ عن ناظريه عند صلاة الفجر وهو لم يتوصل إلى الحقيقة بعد ولذلك قال:
    {لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:77].
    ومن ثم أشرقت الشمس فنظر إليها نظرة التدبر والتفكر فقال:
    {قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ}، حتى إذا غربت جاءه الهدى بعد مضي 24 ساعة من صلاة المغرب إلى صلاة المغرب؛ يوماً كاملاً، و بعد انقضاء نهار تلك الليلة ومن ثم هدى الله قلبه إلى ربِّه الحقّ الذي فطر السماوات والأرض. وقال الله تعالى: {فَلَمَّا رَ‌أَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَ‌بِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ‌ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِ‌يءٌ مِّمَّا تُشْرِ‌كُونَ ﴿٧٨﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ‌ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِ‌كِينَ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ونستنبط من ذلك أحكاماً وتسمياتٍ :

    - فمِن الأحكام أنّ الله يهدي الباحث عن الحقّ إلى الحقّ تصديقاً لوعده الحقّ: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    - ونستنبط بدء اليوم أنّه من المغرب إلى المغرب، كونه استمر في التفكّر والتدبّر منذ أن جنَّ عليه الليل عند صلاة المغرب إلى أن غربت شمس تلك الليلة بعد انقضاء النهار، وبما أنها مضت 24 ساعة متواصلة وخليل الله إبراهيم يبحث عن الحقّ ومصِرٌّ بين يدي ربه وهو لم ينَم الليل ولا النّهار ويريد من ربِّه أن يهديه إلى الحقّ، ومن ثم هداه الله إلى الحقّ وأنّ الأحقّ بالعبادة هو الذي فطر السماوات والأرض والشمس والقمر، ولذلك قال نبيّ الله إبراهيم: {قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:56].

    - وكذلك نستنبط أنّ اسم النجوم يُطلق على الكواكب المضيئة والكواكب المنيرة، ولذلك قال الله تعالى: {فَنَظَرَ‌ نَظْرَ‌ةً فِي النُّجُومِ ﴿٨٨﴾ فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ﴿٨٩﴾}صدق الله العظيم [الصافات]. وما يقصد إبراهيم بقوله إنّي سقيمٌ؟ وإنما يقصد أنّه متألمٌ نفسيّاً، كونه يريد أن يعبد الحقَّ وليس الباطل، وتجدون الجواب في محكم الكتاب: {قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:77].

    ولكن بعد النظرة إلى النجوم وكيف أفَلَتْ لم يقتنع بعبادتها من دون الله، ومن ثم جاءه الهدى واصطفاه الله رسولاً لقومه فحاجّوه. وقال الله تعالى:
    {فَنَظَرَ‌ نَظْرَ‌ةً فِي النُّجُومِ ﴿٨٨﴾ فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ﴿٨٩﴾ فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِ‌ينَ ﴿٩٠﴾ فَرَ‌اغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ﴿٩١﴾ مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ ﴿٩٢﴾ فَرَ‌اغَ عَلَيْهِمْ ضَرْ‌بًا بِالْيَمِينِ ﴿٩٣﴾ فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ ﴿٩٤﴾ قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ ﴿٩٥﴾ وَاللَّـهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴿٩٦﴾ قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ ﴿٩٧﴾ فَأَرَ‌ادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ ﴿٩٨﴾} صدق الله العظيم [الصافات]. وإنّما جاء في هذه الآيات خبرٌ مختصرٌ عن قصة خليل الله إبراهيم كونه سبق تفصيل قصّته من قبل، ولذلك جاءت القصة باختصار في هذا الموضع من البداية حين كان باحثاً عن الحقّ حتى هداه الله إلى الحقّ واصطفاه رسولاً لقومه فكذبوه ودمّر أصنامهم فألقوه في نار الجحيم ونصره الله وأنجاه من مكرهم، وكل هذه الأخبار المختصرة عن قصة خليل الله إبراهيم في قول الله تعالى: {فَنَظَرَ‌ نَظْرَ‌ةً فِي النُّجُومِ ﴿٨٨﴾ فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ﴿٨٩﴾ فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِ‌ينَ ﴿٩٠﴾ فَرَ‌اغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ﴿٩١﴾ مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ ﴿٩٢﴾ فَرَ‌اغَ عَلَيْهِمْ ضَرْ‌بًا بِالْيَمِينِ ﴿٩٣﴾ فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ ﴿٩٤﴾ قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ ﴿٩٥﴾ وَاللَّـهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴿٩٦﴾ قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ ﴿٩٧﴾ فَأَرَ‌ادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ ﴿٩٨﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    فكم أدهشني قول المفسرين أنّ إبراهيم قال لقومه إنّي سقيمٌ أي مريضٌ بمرض معدٍ حتى يهربوا عنه! ويا عجبي من فتواهم! وما علاقة النجوم بالمرض لو كنتم صادقين؟ ومن ثم نردّ عليهم بالحق ونقول: بل خليل الله إبراهيم توَّعد قومه أن يكيد لأصنامهم بعد أن يتولَّوا عنه فيذهبوا من المعبد الذي نصبوا فيه آلهتهم، ولم يكذب عليهم كما تزعمون أنّه كذب عليهم أنّه مريضٌ بمرضٍ مُعْدٍ ليهرب منه قومه؛ بل أعلن الحرب على آلهتهم بين أيديهم، ولكنّ قومه خوّفوه من بطش آلهتهم به لو يمسَسْها بسوء، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ} صدق الله العظيم [الأنعام:80]. إذاً إبراهيم عليه الصلاة والسلام توعّد قومه أن يكيد لأصنامهم جهاراً نهاراً بعد أن يولَّوا مدبرين عنها من المعبد، ولكنهم تحدّوه ببطش آلتهم، ولذلك قال خليل الله إبراهيم {وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ} صدق الله العظيم.
    _________________

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]


    بسم الله الرحمن الرحيم..


    اقتباس المشاركة 108610 من موضوع إنّ الموقف الذي حدث لنبي الله إبراهيم مع ضيفه الذين لا يأكلون شبيهٌ بمواقف الكاميرا الخفيّة وذلك ما أضحك زوجة إبراهيم عليهم الصلاة والسلام..

    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــــــة الأصليّة للبيــــــــــــــان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=108590

    الإمام ناصر محمد اليماني

    12 - 09 - 1434 هـ
    19 - 07 - 2013 مـ

    07:36 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــ


    بسم الله الرحمن الرحيم..

    سلامُ الله عليكم أحبتي في الله، إني أراكم فسَّرتم ضحك زوجة نبيّ الله إبراهيم أنه بسبب التعجب من قول الملائكة بالبشرى بالذريّة، ولكن يا أحبتي في الله إن كنّا وجدنا أنّ الضحك قبل البشرى بالذريّة فصدقَ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني في بيانه عن سبب الضحك ولم تصيبوا البيان الحقّ عن سبب الضحك، وإن وجدنا أنّ الضحك حدث من بعد البشرى فالحقّ معكم، وإلى الحكم من محكم كتاب الله. قال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ ۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ﴿٦٩فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ ﴿٧٠وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴿٧١} صدق الله العظيم [هود].

    وإلى الحكم مرّة أخرى. قال الله تعالى:
    {فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ ﴿٧٠وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴿٧١} صدق الله العظيم [هود].

    إذاً البشرى بالذريّة لها لم يأتِ إلا من بعد الضحك. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ ۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ﴿٦٩فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ ﴿٧٠وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴿٧١} صدق الله العظيم [هود].

    إذاً الضحك هو حدث من قبل أن يبشِّروها بالذريّة أحبتي في الله، وتبيّن لكم إنّ سبب ضحكِها أنّه حقاً كان بسبب موقفِ الرّوعِ الذي حدث لزوجها إبراهيم عليهم الصلاة والسلام كما سبق وأن فصّلنا في بيانٍ قبل هذا عن سببِ ضحكِ زوجة نبيّ الله إبراهيم.

    وما يلي البيان الذي كتبناه بعنوان :


    إنّ الموقف الذي حدث لنبيّ الله إبراهيم مع ضيفه الذين لا يأكلون شبيهٌ بمواقف الكاميرا الخفيّة
    وذلك ما أضحك زوجة إبراهيم عليهم الصلاة والسلام
    ..



    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيبين وجميع المسلمين التابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..
    سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته أحبّتي في الله الباحثين عن الحقّ وأحبّتي الأنصار المكرمين، إني أراكم تتجادلون عن السبب لضحك زوجة إبراهيم عليهم الصلاة والسلام وآلهم المكرمين، ومن ثمّ نفتيكم عن سبب ضحكها عليها الصلاة والسلام، ألا وإنّ سبب ضحكها هو من الموقف الذي حدث لزوجها إبراهيم عليهم الصلاة والسلام لكونه ناله الفزع من ضيفه الذين لا يأكلون، وخافت بادئ الأمر على زوجِها ونفسِها من ضيفه الذين لم يأكلوا وكأنهم نَوَوا الشرّ، حتى إذا تبيّن لها ولزوجِها أنهم ضيفٌ مكرمون لا يأكلون الطعام فذهب عنها الرّوع وعن زوجها ومن ثم ضحكت من الموقف الذي حدث لزوجها مع ضيفه المكرمين.


    وهذا من طبع البشر أي الضحك في بعض المواقف كمثل أن يفزع أحدكم من شيء ولم يُحدث له مكروه فتجد من حوله يضحكون من الموقف الذي حدث له، وعلى سبيل المثال أحداث الكاميرا الخفيّة فتجدون أنفسكم تضحكون من ذلك الذي حدث له موقفٌ أفزعه برغم أنّه موقفُ الكاميرا الخفيّة وليس حقيقة ولم يحدث له مكروه، ولكن الذي حدث له الموقف كان يتصور الأمر حقيقة. وكذلك الموقف الذي حدث لخليل الله إبراهيم فما أشبهه بمواقف الكاميرا الخفيّة برغم أنّ ضيوفه لم يعدّوا له موقفَ الكاميرا الخفية، ولكن إبراهيم عليه الصلاة والسلام لم يسأل ضيوفه من أي البلاد ومن أي قبيلة كونه يريد أن يكرمهم لوجه الله لا لكونهم من قبيلة آل فلان، ولم يكُن يعلم الضيف أنّه ذبح لهم عجلاً كونهم لم يخرجوا من مضافهم الذي أنزلهم فيه خليل الله إبراهيم وذلك من أدب الضّيافة، فلزموا أماكنهم في مضافهم الذي أنزلهم فيه خليل الله إبراهيم عليه وعليهم الصلاة، ومكثوا منتظرين في أماكنهم لم يغادروها قدر ساعات من الوقت، وذلك من آداب الضيف أن يمكث في مكانه فلا يخرج إلا لقضاء الحاجة بإذن المضيف، وذلك حتى لا يطَّلع على عورات نساء المُضيف الذي أكرمه بالضيافة خصوصاً في منازل بدو البوادي، ولذلك مكثوا في أماكنهم ولم يخرجوا بحثاً عن إبراهيم حين تأخر عليهم صلى الله عليه وعليهم وآل إبراهيم المكرمين وجميع المسلمين، حتى دخل عليهم إبراهيم وزوجته -عليهم الصلاة والسلام- بعجلٍ حنيذٍ وقد استغرق وقتاً في ذبحه وسلخه وطبخه حنيذاً، حتى إذا تفاجأوا بأنّ إبراهيم قد أحضر لهم عجلاً حنيذاً فوضعه بين أيديهم وقال لهم تفضلوا وسمُّوا بالله وكلوا منه حلالاً طيباً. وقال الله تعالى:
    {فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ ﴿٧٠وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴿٧١} صدق الله العظيم [هود].

    وإنّما ضحكت من الموقف بعد أن ذهب الرَّوع عن زوجها وليس بضحك القهقهة بل تبسّمت ضاحكةً من زوجها، ولم تكن متبرِّجةً زوجةَ نبيّ الله إبراهيم بل أقبلت في صرةٍ تحمل مع نبيّ الله إبراهيم العجل في إناءٍ واسعٍ، والصَّرّة هو الثوب الذي يصرّ الرؤية عن جسدها، وأما وجهها فكانت كاشفةً وجهها، وحين سمعت البشرى من الملائكة إلى خليل الله إبراهيم بالذريّة استحيَت فوضعت يديها على وجهها من الحياء فقالت: {قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَـٰذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ﴿٧٢قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّـهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّـهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ ﴿٧٣} صدق الله العظيم [هود].

    وذلك هو البيان لبعض ما جاء في قول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ ۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ﴿٦٩فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ ﴿٧٠وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴿٧١} صدق الله العظيم [هود].

    وربّما يودّ أحد الذين جادلوا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني من الذين أفتوا بتبرّج وجّه المرأة أن يقول: "الآن نطقت بالحقّ في تبرج وجّه المرأة ألم نقل لك يا ناصر محمد إنّ كشف الوجه والأقدام ليس للمحارم فقط بل كذلك للأجانب؟". ومن ثمّ يقيم عليهم الحجّة بالحقّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: لقد أذن الله للمرأة القاعد من الحيض أن تضع جلبابها فتكتفي بالثوب الذي يغطي عورة جسدها إلا وجهها وكفيها وقدميها فأحلّ الله لها أن تكشفهم أمام الأجانب بشرط أن لا تكون متبرِّجة بزينة كالبودرة والكحل وما شابهها مما تتزيّن به المرأة، أو من لبس الحليّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَ الْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ} صدق الله العظيم [النور:60].

    وكذلك الضحك يأتي في المواقف التي فيها الفزع على الآخرين بعد العلم أنّه لن يصيب الذي فزع مكروه، مثال موقف النّمل الذي فزع من سليمان وجنوده أن يحطمنّهم بأرجلهم وخيولهم وهم لا يشعرون، ولذلك أمرت ملكة النّمل جيوشها بالهرب إلى جحورهم تحت الأرض حتى لا يحطِّمنَّهم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون عليهم الصلاة والسلام من صلح منهم. وقال الله تعالى:
    {حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴿١٨فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا﴿١٩
    } صدق الله العظيم [النمل].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــ



    ويا معشر المفسرين من أصحاب كتب التّفسير لكلام الله، لماذا تقولون على الله ما لا تعلمون أنه الحقّ لا شك ولا ريب أفلا تتقون؟ وأما معشر الباحثين فلهم الحقّ أن يبحثوا ويتفكروا في كلام الله في آياته البينات ويتوقعوا بيانها وما يقصده الله من كلامه، وأهم شيء أن لا يفتوا بها من قبل أن يجدوا البرهان المبين لبيانها المفصل في الكتاب، ولا خوف عليكم أحبتي الأنصار السابقين الأخيار فمن وراءكم إمامٌ مصطفى لكم من ربّ العالمين يأتيكم بالبيان الحقّ وأحسن تفسيراً، غير أني أحذركم أن لا تأخذ أحدكم العزة بالإثم بعدما تبين له الحقّ فيصر على ماتوصل إليه بفكره بغير سلطانٍ من الرحمن في محكم القرآن؛ بل أطيعوا واتبعوا الحقّ وما بعد الحقّ إلا الضلال.

    الامام ناصر محمد اليماني..
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
المواضيع المتشابهه
  1. بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا } صدق الله العظيـــــم ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى مواضيع وعلامات لها علاقة بالمهدي المنتظر
    مشاركات: 51
    آخر مشاركة: 20-07-2021, 12:00 AM
  2. ما أعظم ندم الذين أعثرهم الله على دعوة المهدي المنتظر في عصر الحوار من قبل الفتح المبين ولم يكونوا من الأنصار السابقين الأخيار
    بواسطة عبد العزيز22 في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 14-08-2017, 06:06 PM
  3. فتنة الشكِّ مرَّ بها الأنبياءُ والمهديّ المنتظَر وأنصارُهم السابقين الأخيار، ثمّ يُحكم الله آياته للمتقين وهو الغفور الرحيم..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-04-2014, 09:49 AM
  4. رد المهدي المنتظر إلى مفتاح الجزائر وأمرٌ إلى كافة الأنصار السابقين الأخيار السابقين واللاحقين..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 28-06-2012, 07:40 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •