الموضوع: ما تفسير ناصر اليماني لآية " قال الذي عنده علم من الكتاب" فما هو الكتاب؟

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 27
  1. افتراضي

    وسؤالي الثاني الامام يقول ان الجنة هي النعيم الاصغر والنعيم الاعضم منها هورضوان من الله اكبر فهذا يعني انه عطاء من الله اكبر لعباده كمثل قوله تعالى (للذين احسنوا الحسنى وزيادة )) اذن الزيادة هي رضوان من الله اكبر ...... يقول تعالى من الله فهي تبقى عطاء من الله وليست الله بذاته فانا اعتبر ان النعيم الاعضم هو مخلوق وليس خالق لان الخالق هو المنعم على عباده بالجنة والرضوان ولا يمكن لاي واحد ان يختلق اسما لله تصديقا لقوله تعالى (( ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسماء الله ))) فانا اعتبر النعيم الاعضم مخلوق وليس خالق ويعتبر اصطناع هذا الاسم الحاد في اسماء الله تعالى

    - - - تم التحديث - - -

    وسؤالي الثاني الامام يقول ان الجنة هي النعيم الاصغر والنعيم الاعضم منها هورضوان من الله اكبر فهذا يعني انه عطاء من الله اكبر لعباده كمثل قوله تعالى (للذين احسنوا الحسنى وزيادة )) اذن الزيادة هي رضوان من الله اكبر ...... فرضوان الله على عباده هو
    عطاء من الله وليست الله بذاته فانا اعتبر ان النعيم الاعضم هو مخلوق وليس خالق لان الخالق هو المنعم على عباده بالجنة والرضوان ولا يمكن لاي واحد ان يختلق اسما لله تصديقا لقوله تعالى (( ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسماء الله ))) فانا اعتبر النعيم الاعضم مخلوق وليس خالق ويعتبر اصطناع هذا الاسم الحاد في اسماء الله تعالى

  2. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم، وياأخونا في الله سعد عجبي منك كثييير العجب ، وياأخي الكريم فإني والله كإبراهيم عليه الصلاة والسلام أقول كقوله : كل رب غير الرب الذي يدعوا إليه ناصر محمد اليماني فإنه عدو لي. إنتهى ، وذلك ياحبيبي في الله لأني أعرف ماأعبد حق المعرفة وعلى علم وبصيرة ، فإذا كان الأمام الكريم قد أفتاكم بأن الأنسان وليس الرب بل الإنسان هو بالنفس لا بالجسم أنسانا يعني : فإني حين أكلم أخي سعد فأني لاأكلم رأسه أو أذنه أو عينه وحنجرته بل أتعامل مع نفس سعيد وليس جسده ، فكيف ياحبيبي في الله تنكر عبادة نفس الله تعالى ، والعجب العجاب من يقول : أعبد ذات الله تعالى ....؟؟؟! وياعجبي منكم ومايدريكم بذاته سبحانه وتعالى حتى تعبدوها وهو الذي سبحانه وتعالى لا تدركه الأبصار وليس كمثله شيء ، فكيف يستوي هذا القول مع عقيدتكم بعدم التفكر في ذات الله تعالى أبدا....؟؟!بل نعبد صفات ذاته بأنه ألكبير أكبر كبيراونعبد صفات نفسه ويتبع بإذن الله تعالى مزيد من التفصيل . وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

  3. افتراضي

    لا يجتمع التصديق والتكذيب كما لا يجتمع النور والظلام، فإما أن تصدق وإما أن تكذب أما أن تصدق وتكذب في نفس الوقت فهذا ليس من الايمان في شيئ.. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ.
    الحق واضح والباطل واضح فمن تراجع عن التصديق فلا ينبغي مداهنته وتبسيط شأنه بل يجب أخذ أمره على محمل الجد، فمن كذب فليس بأنصاري وإلا انتشرت عدوى التشكيك بين الانصار، حتى الانصار يشكون في امامهم ويكذبونه؟ كلا ليست تلك صفات الانصار! فكيف تتوقعون أن ينصر الامام الذين يشكون في بيانه ويكذبونه؟ وكيف تتوقعون أن يصدقه الآخرون إذا كان الانصار أنفسهم غير مصدقين؟ فلا ينصر المهدي عليه السلام إلا المؤمنون به الثابتون كالجبال أما غيرهم فسرعان ما يتراجعون وينكشف ادعائهم ولو تركناهم محسوبين على الانصار فإن ذلك سيفسد القضية..
    وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ۙ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ۚ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُل لَّوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُم بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ
    من الكلام يعرف الانسان،
    اقتباس المشاركة :
    اني ارى ان تفسير الامام لهذه الاية على ان الامام هو صاحب علم الكتاب اراها ضرب من الخيال
    انتهى الاقتباس
    اقتباس المشاركة :
    اعتبر تفسير الامام لهذه الاية باطلا لااساس علمي له
    انتهى الاقتباس
    أنت ضربت كل شيئ في صفر، يعني الامام يفتي بالضن ويكذب على الله، حتى العصاة لا يتجرأون على اقتراف الكذب عليه سبحانه فما بالك بالمهدي عليه السلام كيف تضن بأنه يقترف على الله الكذب؟

  4. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى وعلى الهم الاطهار وانصار الله الواحد القهار في كل زمان ومكان الى يوم الدين وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻷﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ: ﻳﺎ ﺃﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ! ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻟﺒﻴﻚ ﺭﺑﻨﺎ ﻭﺳﻌﺪﻳﻚ! ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻫﻞ ﺭﺿﻴﺘﻢ؟ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻭﻣﺎ ﻟﻨﺎ ﻻ ﻧﺮﺿﻰ ﻭﻗﺪ ﺃﻋﻄﻴﺘﻨﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﻂ ﺃﺣﺪا ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻚ! ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺃﻧﺎ ﺃﻋﻄﻴﺘﻜﻢ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ! ﻗﺎﻟﻮا: ﻳﺎ ﺭﺏ ﻭﺃﻱ ﺷﻲء ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﺣﻞ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺭﺿﻮاﻧﻲ ﻓﻼ ﺃﺳﺨﻂ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﺑﺪا]
    ﺻﺪﻕ ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ.


    اقتباس المشاركة 6823 من موضوع فتوى الإمام المهديّ إلى جميع عبيد النعيم الأعظم..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    04 - 09 - 1431 هـ
    14 - 08 - 2010 مـ
    11:05 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=6752
    ــــــــــــــــــــــ



    فتوى الإمام المهديّ إلى جميع عبيد النعيم الأعظم ..

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} صدق الله العظيم [المائدة:54].

    من الإمام المهديّ عبد النّعيم الأعظم ناصر محمد اليماني إلى هذه الأمّة المعدودة في الكتاب لبعث الإمام المهديّ عبد النّعيم الأعظم ناصر محمد اليماني، لقد أيَّدني الله بأعظم آيةٍ في الكتاب على الإطلاق فآثر الله بتعريف تلك الآية للبشر المهديَّ المنتظر عبد النّعيم الأعظم؛ ألا وهي حقيقة اسم الله الأعظم، ولماذا يُوصف هذا الاسم بالأعظم؟ ومن ثم يعلّمكم الإمام المهديّ (عبد النّعيم الأعظم ) بأنّه ليس المقصود أنّ اسم الله الأعظم هو أعظم من أسمائه الأخرى كما يزعم الذين لا يعلمون؛ الذين يفرّقون بين أسماء الله الحسنى سبحانه وتعالى علواً كبيراً، فقد نهاكم أن تفرّقوا بين أسمائه الحسنى. وقال الله تعالى:
    {قُلِ ادْعُوا اللَّـهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَـٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ} صدق الله العظيم [الإسراء:110].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو إذاً: فلماذا يُوصف اسم الله الأعظم بالأعظم؟ ونكرّر السؤال، فما دام اسم الله الأعظم هو ليس أعظم من أسماء الله الأخرى فلماذا يوصف بالأعظم؟ ومن ثم تجدون الجواب في قلوبكم آية التصديق للبيان الحقّ للمهديّ المنتظر عبد النّعيم الأعظم أنّ ذلك الاسم قد جعله الله صفة رضوان الرحمن على عبيده يستشعرون حقيقته محسوسة في قلوبهم بين جوانحهم حين تخشع قلوبهم لذكر ربّهم فتدمع أعينهم ممّا عرفوا من الحقّ والحقّ هو الله لا إله غيره ولا معبودَ سواه،
    والنعيم الأعظم والأكبر هو في حقيقة رضوان الله على عباده. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢} صدق الله العظيم[التوبة].

    فتبيَّن لكم أنّ حقيقة رضوان الله على عباده هو النّعيم الأعظم من جنّته. تصديقاً لحديث محمدٍ رسول الله الحقّ صلى الله عليه وآله وسلم، قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
    [إِنَّ اللَّه يَقُول لِأَهْلِ الْجَنَّة: يَا أَهْل الْجَنَّة ! فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبّنَا وَسَعْدَيْك ! فَيَقُول: هَلْ رَضِيتُمْ ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى وَقَدْ أَعْطَيْتنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقك! فَيَقُول أَنَا أَعْطَيْتُكُمْ أَفْضَل مِنْ ذَلِكَ! قَالُوا: يَا رَبّ وَأَيّ شَيْء أَفْضَل مِنْ ذَلِكَ ؟ قَالَ: أُحِلّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلَا أَسْخَط عَلَيْكُمْ بَعْده أَبَدًا] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    إذاً يا قوم إنّ ذلك هو النّعيم الذي ألهاكم عن تحقيقه التكاثر في الحياة الدنيا وزينتها ورضيتُم بها فألْهَتْكُم عن النّعيم الذي يوجد فيه سرّ الحكمة من خلقكم، لقول الله تعالى:
    {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴿١حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴿٢كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٣ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٤كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ﴿٥لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴿٦ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿٧ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴿٨} صدق الله العظيم [التكاثر].

    فما هو النّعيم الذي عنه سوف يُسألون؟ وقال الله تعالى:
    {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّـهِ كَمَن بَاءَ بِسَخَطٍ مِّنَ اللَّـهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۚ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿١٦٢هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴿١٦٣} صدق الله العظيم[آل عمران].

    إذاً الحكمة من خلق العبيد هو لكي يتّبعوا رضوان الله فهم له عابدون،
    ونِعْمَ العبيد عبيد رضوان ربّهم عليهم وأعظمُ منهم درجةً عند الله الذين لم يكتفوا برضوان الله عليهم فحسب؛ بل يريدون أن يكون الله راضياً في نفسه؛ أولئك هم العبيد الذين نالوا أعظم درجة في حُب الله، وسبب عدم اكتفائهم برضوان الله عليهم فقط بل يريدون أن يكون حبيبهم راضياً في نفسه لا مُتحسّراً ولا حزيناً على عباده الذين ظلموا أنفسهم فأصبح رضوان الله بالنسبة لهم هو غاية وليس وسيلة وذلك لأنّ الذي إذا علم أنّ الله رضي عنه اكتفى بذلك فإنّ لهُ هدف من ذلك ويريد أن يقيَه الله ناره فيدخله جنته، وبما أنّه تحقّق هدفهم المرجو تجدونهم رضوا بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألاّ خوف عليهم ولا هم يحزنون، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١٧٠} صدق الله العظيم [آل عمران].

    أولئك هم الذين باعوا أنفسهم وأموالهم لربّهم مُقابل الفوز بجنّته فأصدقهم الله بما وعدهم في قول الله تعالى:
    {إِنَّ اللَّـهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} صدق الله العظيم [التوبة:111].

    ولم يفرض الله على عبيده أن لا يرضوا حتى يكون راضياً في نفسه؛ لهُ الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم، ولم يَلُمْ الله عليهم ورضي الله عنهم ورضوا عنه، ولكنّ أنصار الإمام المهديّ عبد النّعيم الأعظم قلباً وقالباً هيهات هيهات أن يرضوا بنعيم الجنة أبداً حتى يحقِّق الله لهم النّعيم الأعظم من جنّته فيكون ربّهم راضياً في نفسه، وذلك لأنّ الخبير بالرحمن في مُحكم القرآن قد أخبرهم عن حال ربّهم أنّه حزينٌ ومُتحسّرٌ على عباده الذين أهلكهم من غير ظلمٍ لهم حتى إذا أهلكهم بسبب تكذيب الحقّ من ربّهم من ثم يقول:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١} صدق الله العظيم [يس].

    ومن ثم توقّف قومٌ يحبّهم ويحبّونه عن القراءة برهةً للتفكير بحُزنٍ عميقٍ، وقالوا في أنفسهم: "وكيف نكون سعداء في جنة النّعيم ومن أحببنا حزينٌ ومتحسّرٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟! هيهات هيهات.. فكيف يسعد أحباب الله بعد أن علموا أنّ ربّهم حبيبهم ليس بسعيدٍ بل حزينٌ ومتحسّرٌ في نفسه على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟" ومن ثم يقولون: "وكيف يكون راضياً في نفسه؟ فلن يتحقّق رضوان الله في نفسه حتى يُدخِل عباده في رحمته، ولكنّ عباد الله الذين ظلموا أنفسهم هم أكثر من الشاكرين، تصديقاً لفتوى الله في محكم كتابه
    {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴿١٣} صدق الله العظيم [سبأ:13]".

    ومن ثم يرون تحقيق هذا الهدف صعب المنال ويكاد أن يكون مستحيلاً في نظرهم ومن ثم يتذكّرون مرة أخرى قول الله تعالى:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [يس].

    ومن ثم يُنكسون رؤوسهم بين يدي ربّهم وهم لا يزالون في الدنيا ويقولون: إذاً لماذا خلقتنا يا إله العالمين، فإذا لم يتحقّق رضوانك ربّنا في نفسك، فلماذا خلقتنا؟ فكيف تريدنا أن نرضى بنعيم جنتك بعد أنْ عَلَّمَنا الإمامُ المهديّ الخبير بالرحمن أنّ حبيبنا الرحمن ليس بسعيدٍ في نفسه وأنّه متحسرٌ على عباده الذين أهلكهم وكانوا كافرين أعظم من تحسّر الأم على وليدها؟ وذلك لأن الله هو أرحم الراحمين.. وبرغم أنّه لم يهلك الكافرين برسل ربّهم بظلم منه سبحانه بل بسبب ظلمهم لأنفسهم لأنّهم كذبوا برسل ربّهم إليهم ليغفر لهم ويرحمهم فكذّبوهم الذين لا يعلمون، ورغم ذلك يقول:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم.

    فقد ذهب الغضب من نفس الربّ عن القوم الذي انتقم منهم ولكن أعقب ذلك تحسّراً في نفسه وحزناً عميقاً كونهم قد أصبحوا نادمين على تكذيبهم بالحقّ من ربّهم وتألّموا تألّماً شديداً وعَضّوا على أيديهم، وقال كلٌّ منهم:
    {لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴿٢٧يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴿٢٨لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ﴿٢٩} صدق الله العظيم [الفرقان].

    ولذلك ذهب الغضب من نفس الربّ ولكنّه لم يعقِبه الرّضا عليهم؛ بل عقب الغضب الحزن والحسرة عليهم في نفس ربّهم فور الانتقام منهم كما ترون ذلك في محكم كتاب الله القرآن العظيم:
    {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [يس].

    إذاً يا أحباب الله، إن كنتم تسألون عن حال الرحمن فقد رأيتم حاله في أخبار القرآن العظيم وما يقول في نفسه بعد إهلاك جميع الأمم الكافرين برسل ربّهم فيقول فور إهلاكهم:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [يس].

    ومن ثم يتفكّر القوم الذين يحبّهم الله ويحبّونه ويقولون: وكيف نكون سعداء بجنة النّعيم ما لم يكن حبيبنا الرحمن راضياً في نفسه وليس مُتحسّراً ولا حزيناً على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ ولن يتحقق رضوان الله في نفسه حتى يجعل الناس أمّةً واحدةً على صراط مستقيم. ومن ثم يصبح هدفهم هو ذات هدف المهديّ المنتظَر ويريدون من ربّهم أن يهدي البشر جميعاً فيجعل الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ فيناضلوا من أجل هذا الهدف السامي، وقالوا "اللهم لا ترزقنا الشهادة في سبيلك حتى يتحقق هدفنا في هذه الحياة فتجعل الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ لأنّك إن رزقتنا الشهادة فسوف تفينا بما وعدت الشهداء في سبيلك فور شهادتهم":
    {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧} صدق الله العظيم [يس].

    ولكن يا أرحم الراحمين هذا الهدف كان قبل مبعث الإمام المهديّ المنتظر الذي كتبت على يده تحقيق هُدى البشر جميعاً، وبما أنّ الإمام المهديّ الخبير بالرحمن قد علَّمنا أنّك متحسّر على عبادك الذين ظلموا أنفسهم فكيف نطمح في الشهادة طمعاً في الجنّة وقد علمنا أنّك حزين ومتحسّر على عبادك الذين كفروا بك ويحاربونك ورسلك فأهلكتهم بعذابٍ من عندك أو بأيدينا ومن ثم يذهب غيظ قلوب أنصارك وغيظك ويعقب ذلك الحزن في نفسك متحسراً على عبادك الكافرين الذين ظلموا أنفسهم وجعلت ذلك الخبر في محكم الذكر:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١} صدق الله العظيم [يس].

    ولم يفقه هذا الخبر إلا المهديّ المنتظر، ولذلك شمَّر ليهدي البشر ويريد أن يهدي الناس أجمعين إلى الصراط المستقيم إيماناً بقول الرحمن في محكم القرآن:
    {بَل لِّلَّـهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّـهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ۗ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴿٣١} صدق الله العظيم [الرعد:31].

    أفلا تخشون من الله يا من حجبتم موقع المهديّ المنتظر في دولكم؟ فهل تريدون أن تطفِئُوا نور الله على العالمين؟ فهل أنتم يهودٌ أم مسلمون؟ فإذا كنتم مسلمين فلِمَ تحجبون دعوة مسلمٍ يدعو الناس إلى اتِّباع هذا القرآن العظيم؟ أم إنّكم ترَون أنّ ناصرَ محمدٍ اليماني مشركٌ بالله؟ فأين برهانكم إنّه مشرك بالله؟ فلكل دعوى برهان:
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم. أم ترَون أنّ ناصرَ محمدٍ اليماني صاحب فرقةٍ جديدةٍ يفتي بقتل الناس وسفك دمائهم بحجّة كفرهم؟ {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم.
    أم إنّكم ترون ناصر محمد اليماني كان إرهابيّاً يفتي بقتل الناس بحجّة كفرهم بالله؟
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم.
    أم ترون ناصر محمد اليماني يريد إضلال المسلمين عن الصراط المستقيم؟
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم.
    فهل وجدتم أنّ ناصر محمد اليماني يهدي إلى الشرك بالله؟
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم.
    أم إنّكم ترون أنّ ناصر محمد اليماني يقول على الله ما لم يعلم مُتّبعاً الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً؟
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم.
    أم ترون ناصر محمد اليماني يدعو المسلمين إلى أن يتفرّقوا في دينهم شِيَعاً وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون؟
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم. {بَلْ جَاءَ بالحقّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ} صدق الله العظيم [الصافات:37]. فتجدونه يدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له على بصيرةٍ من ربّه وهي ذاتها بصيرة جدّه محمد رسول الله القرآن العظيم، أم ترون أنّ ناصر محمد اليماني يأتي بتأويل القرآن من عند نفسه وليس من عند الله؟ {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم.

    ويا معشر هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة، فما هي حُجّتكم عن سبب حجب موقع الإمام ناصر محمد اليماني في بلدكم؟ فهل بسبب أنّه يدعو البشر إلى اتّباع ذكرهم القرآن العظيم لمن شاء منهم أن يستقيم؟ ولكنّكم تقولون إنّكم مُسلمون وبالقرآن العظيم مؤمنون! أم إنّكم ترون أنّ ناصر محمد اليماني يؤمن بالكتاب ويكفر بالسُّنّة المُحمّديّة؟
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم.

    وتالله إنّ إيماني بسُنّة محمد رسول الله الحقّ هو أعظم من إيمانكم، وإنّما أكفر بالحديث السُّنيّ الذي يأتي مخالفاً لإحدى آيات الكتاب المحكمات هنَّ أم الكتاب، فكيف أتَّبع الحديث السُّنيّ الذي يأتي مُخالفاً لمُحكم كتاب الله القرآن العظيم؟ بل بينه وبين القرآن اختلافاً كثيراً جُملةً وتفصيلاً وذلك لأنّ الإمام ناصر محمد اليماني قد اتّبع فتوى الله لكشف الأحاديث المدسوسة في السُّنة بأنّ علينا أن نعرض الحديث على محكم القرآن العظيم، فإذا وجدنا أنّ الحديث المرويّ عن النَّبيّ قد جاء مخالفاً لمحكم القرآن فإنّ ذلك الحديث النَّبويّ ليس من عند الله وذلك لأنّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لا ينطق عن الهوى لا في الكتاب ولا في السُّنّة، وإنّما لأنّ القرآن محفوظ من التحريف والتزييف والسُّنّة ليست محفوظة من التحريف والتزييف، فإذا كان الحديث السنيّ غير الذي نطق به محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فحتماً سنجد بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً، وذلك لأنّ الحديث المفترى عن النَّبيّ حتماً يكون من افتراء شياطين البشر بمعنى أنّ الحديث المفترى جاء من عند الشيطان وليس من عند الرحمن.

    فبما أنّ الحقّ والباطل نقيضان مختلفان فحتماً نجد بينه وبين القرآن اختلافاً كثيراً جملةً وتفصيلاً تصديقاً للناموس في الكتاب لكشف الأحاديث المدسوسة في السُّنة النَّبويّة أن يتمّ عرضها على محكم القرآن، فإذا كان الحديث النَّبويّ جاء من عند غير الله من افتراء شياطين البشر فحتماً يختلف مع محكم الذكر، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗوَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣} صدق الله العظيم[النساء].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل رَبّ العالمين يخاطب في هذه الآيات الكافرين بهذا القرآن أم المؤمنين به؟ فتدبّروا وتفكّروا ومن ثم تجدوا الجواب المحكم في قول الله تعالى:
    {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗوَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣} صدق الله العظيم[النساء].

    إذاً يا قوم، إنّه يخاطب المسلمين وعلماءهم ويُنْبِئُهم بأنّه توجد طائفة من المسلمين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} صدق الله العظيم، ومن ثمّ علَّمنا كيف الطريقة لكشف الأحاديث المكذوبة عن النَّبيّ في السُّنة النَّبويّة وهو أن نتدبّر القرآن فإذا كان الحديث المُتنازع فيه أمر من الشيطان وليس من الرحمن فحتماً نجد بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً كون الحقّ والباطل نقيضان مختلفان، وبتطبيق هذا الناموس يستطيع الإمام المهديّ غربلة السُّنّة النَّبويّة من الأحاديث المفتراة حتى يعيدكم إلى منهاج النبوة الأولى.

    فلماذا يا معشر هيئة كبار العلماء ترضون أن يتمّ حجب موقع ناصر محمد اليماني عن الشعب السعوديّ الأبيّ العربيّ؟ ونعم فإنّ أكثر أنصار المهديّ المنتظر إلى حدّ الآن هم من المملكة العربيّة السعوديّة، أم إنّكم تخشون أن يفعل ناصر محمد اليماني كما فعل جهيمان فيظهر في الحرم المكي فيسفك الدماء أو تسفكون دماءه وأنصاره؟ وأعوذ بالله أن أفعل كما فعل جهيمان، إذاً فقد جعل الله لكم علينا سلطاناً، فهل تعلمون عن سبب ضلال جهيمان؟ إنّها الأحاديث المفتراة والروايات المزوّرة عن النبي، ونعم إنّ الإمام المهديّ يظهر للمبايعة من بعد التصديق عند البيت العتيق ولكن ذلك الظهور يسبقه الحوار من قبل الظهور ومن بعد التصديق أظهر للمسلمين عند البيت العتيق في مكة المكرمة، وإنّما المبايعة هي من بعد التصديق، وكيف يأتي التصديق ما لم تسبقه الدعوة والحوار حتى نثبت بالبرهان من الرحمن أنّ الله اصطفاني عليكم فزادني بسطةً في العلم على كافة عُلماء المُسلمين حتى أحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون في الدين فأجمع شملهم فأجبر كسرهم فتقوى شوكتهم من بعد أن خالفوا أمر ربّهم في محكم كتابه بعدم تفرّقهم إلى شيعٍ وأحزابٍ فخالفوا أمر ربّهم وتفرّقوا إلى شيعٍ وأحزابٍ وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، أم إنّكم تنتظرون المهديّ المنتظَر يبعثه الله من أهل السنة فيعلن الحرب على الشيعة؟ أم إنكم تنتظرون المهديّ المنتظر يبعثه الله من الشيعة فيعلن الحرب على أهل السُّنّة؟ ويا سبحان ربي! فهل سوف يبتعث الله الإمام المهديّ لسفك دماء المسلمين فيزيد فرقتهم ويزيدهم شتاتاً؟ أفلا تتّقون؟

    ويا قوم،
    والله الذي لا إله غيره ولا معبودَ سواه إنّه لن يستجيب لدعوة الإمام ناصر محمد اليماني إلا الذين يعقلون، وبما أنّ دعوة الإمام ناصر محمد اليماني يقبلها العقل والمنطق ولذلك هدى الله الذين اتّبعوه من مختلف دول العالمين وبعض الدول لم يكن منها إلا بعدد أصابع اليدين ولكن أكثر الأنصار هم من أهل السُّنة من المملكة العربيّة السعوديّة، ولذلك تمّ حجب موقع الإمام ناصر محمد اليماني كونه أفتى من قبل أنّ أكثر الأنصار هم من أهل السّنة من المملكة العربيّة السعوديّة ولذلك تمّ حجب موقعي عن الشعب السعودي الأبي العربي، فهل ذلك احتياطات أمنيّة؟ ولكن من يُؤمنهم من مكر الله إن كان ناصر محمد اليماني حقّاً يدعو البشر إلى اتّباع ذكرهم القرآن العظيم ويدعو البشر إلى الكفر بما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم؟ فأين الباطل في دعوة الإمام ناصر محمد اليماني؟ فهل بسبب أنّه رفض أن يتنازل عن الصفة له من عند ربّه (المهديّ المنتظَر)؟ ولكن يا قوم، كيف أنسف هذه الصّفة؟ فوالله الذي لا إله غيره أنّي تلقّيت الفتوى من رَبّ العالمين أنّي الإمام المهديّ المنتظر، فكيف أنكر هذه الصفة فأتّبع أهواءكم فأقول لستُ إلا مُجدِّداً للدّين؟ ولكنّي لا أنكر أنّ الرؤيا تخصّ صاحبها ولا يُبنى عليها حكمٌ شرعيٌّ للأمّة.

    ولكن يا قوم، فكم أفتيتُكم عن فتوى محمد رسول الله صلى الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه لا يجادلني أحدٌ من القرآن إلا غلبته؟ إذاً يا قوم فإذا لم أكُن المهديّ المنتظر فسوف يخذلني ربّي فلن يصدقني الحقّ على الواقع الحقيقي ببسطة العلم فيقيم علماؤكم على ناصر محمد اليماني الحُجّةَ فأصبح كذّاباً أشِراً إذا لم يصدقني ربّي فلا يحاجّني أحدٌ من القرآن إلا غلبته إن كنتُ من الصادقين أنّ الله اصطفاني المهديّ المنتظَر فزادني بسطةً في العلم على كافة علماء الأمّة فإنّ طاولة الحوار هي الحكم، فتابعوا الحوارات بين المهديّ المنتظَر وأصحاب الأسماء المستعارة في طاولة الحوار من علماء الأمّة فانظروا أيّنا آتاه الله الحجّة الداحضة والدامغة للباطل، فحكِّموا عقولكم تُفتِكم بالحقّ من ربّكم، فلا تكونوا كمثل الذين لم يُحكِّموا عقولهم في الحقّ من ربّهم فكذّبوا بالحقّ من ربّهم. وقال الله تعالى:
    {وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٦إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ ﴿٧تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ۖ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ ﴿٨قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّـهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ ﴿٩وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١١} صدق الله العظيم [الملك].

    فتدبّروا فتوى الكافرين في علم الغيب عن سبب إعراضهم عن الحقّ من ربّهم فتجدوا أنّ سبب ضلالهم وإعراضهم عن دعوة الحقّ من ربّهم هو بسبب عدم استخدام العقل، ولذلك قالوا:
    {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١١} صدق الله العظيم.

    وما أريد قوله لهيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة هو أن يتدبّروا دعوة الإمام ناصر محمد اليماني، فيتدبّروا في طريقة تأويله للقرآن العظيم، فهل هو مجرد تفسيرٍ من رأسه بغير سلطانٍ من الرحمن؟ وسوف تجدون أنّ بيان ناصر محمد اليماني ليس مجرد تفسير؛ بل هو بيانٌ من ذات القرآن بآياتٍ بيّناتٍ من آيات أمّ الكتاب وما يكفر بها إلا الفاسقون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩} صدق الله العظيم [البقرة]. ومن ثم أدمغ بها الحديث المُفترى فإذا هو زاهقٌ فيصبح لا شيء بين أيديكم كمثل عقيدتكم يا معشر السُّنّة أنّ المهديّ المنتظر لا يعلمُ أنّه المهديّ المنتظر وأنّكم أنتم من يصطفيه من بين البشر فتُعَرِّفونه بشأنه أنّه هو المهديّ المنتظر خليفة الله في الأرض فتجبرونه على البيعة وهو صاغر، وأسَّسْتُم هذه العقيدة على روايةٍ مفتراةٍ ومن ثم يكفر بهذه الرواية ناصر محمد اليماني ويقول أنّها جاءتكم فتوى من عند الشيطان وليس فتوى من عند الرحمن، وذلك لأنّها مخالفة لفتوى الرحمن في شأن خليفته أنّه سبحانه هو من يصطفي خليفته ويختاره في قدره المقدور في الكتاب المسطور وليس للبشر ولا غيرهم من الأمر شيء، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٦٨} صدق الله العظيم [القصص].

    وذلك لأنّ الله هو من يؤتي ملكه من يشاء ويختاره خليفته في الأرض ليجعله للناس إماماً كريماً، والله يؤتي ملكه من يشاء تصديقاً لناموس الإمامة في الكتاب في كل زمانٍ ومكانٍ، وقال الله تعالى:
    {إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٤٧} صدق الله العظيم [البقرة].

    فكيف أنّ الله تولّى اصطفاء الإمام طالوت في بني إسرائيل برغم وجود نبيّ لهم بينهم فلم يُخَوِّله الله أن يصطفي الإمام لبني إسرائيل؛ بل قال لهم نبيُّهم:
    {إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٤٧} صدق الله العظيم [البقرة].

    فكيف يخوَّلكم الله أنتم في اصطفاء خليفة الله الأكبر المهديّ المنتظَر الذي يُتمِّم الله به نوره على العالمين ولو كرِه المجرمون ظهوره على العالمين ثم يظهره الله على العالمين وهم صاغرون بآية العذاب الأليم في يومٍ عقيمٍ؟ فمن ينجيكم من عذاب الله يا من حجبتم موقع المهديّ المنتظَر عن الشعب العربي السعودي؟ ورجوت من ربّي أن لا يأخذكم على ما فعلتم وأن يغفر لكم هذا الجرم الكبير حجب موقع النور بالبيان الحقّ للذكر، وأقول اللهم اغفر لهم ما صنعوا فإنّهم لا يعلمون أنّي المهديّ المنتظر الحقّ من ربّهم، اللهم فإنّ بينهم من أنصاري ويخافون أن يتخطّفهم الناس، اللهم احفظهم وامنعهم، لا قوة إلا بالله العلي العظيم، كيف يخاف من اتّبع القرآن العظيم وهو بين المسلمين؟

    إذاً يا قوم تالله لم يعد من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه المحفوظ بين أيديكم، فمن يُجِركم من عذاب الله إن كنتم صادقين؟ وأما إذا كنتم ترون أنّ ناصر محمد اليماني ليس إلا كمثل المهديّين المُفترين الذين وسوست لهم مسوس الشياطين أنّه هو المهديّ المنتظر فعليكم أن تضعوا مقارنةً بين علمهم وعلم الإمام ناصر محمد اليماني، ومن ثم يتبيّن لكم أنّ الفرق لعظيم كالفرق بين النور والظلمات لكون سلطان علم المفترين ليس ببعيدٍ من سلطانكم بالقول على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً.

    وأما ناصر محمد اليماني فينطق بما نطق به الله لجبريل عليه الصلاة والسلام لينطق به لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فتجدون أنّ المهديّ المنتظر يحاجِجكم بقول الله يستنبطه لكم من محكم كتابه القرآن العظيم ولم آتِكم بشيءٍ من عندي، أفلا تتفكّرون؟

    ولا أزال أستوصي أنصاري وأقول: يا معشر الأنصار السابقين الأبرار لئن وجدتم أنّ سلطان العلم الحقّ المقنع هو مع الذين يجادلون ناصر محمد اليماني فإن اتّبعتم ناصر محمد اليماني فحتماً سيُضلّكم عن الصراط المستقيم، وإن ْوجدتم أنّ ناصر محمد اليماني يحاجِج الناس بذات بصيرة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم القرآن العظيم ويهيمن عليهم بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم، فإن اتّبعتم الذين يخالفون الإمام ناصر محمد اليماني فحتماً سيضلّونكم عن الصراط المستقيم، إذاً فما هو الحلّ يا قوم؟ فبما أنّ الإمام المهديّ لن يبعثه الله نبيّاً جديداً بكتابٍ جديدٍ فحتماً لا بدّ أن يزيده الله بسطةً في علم الكتاب الذي تنزّل على خاتم الأنبياء والمُرسَلين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إذاً المهديّ المنتظر حتماً سيبعثه الله ناصرَ محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، فهل لم يعجبكم اسمي
    ( ناصرُ محمدٍ )؟ ولكن ذلك اسمي منذ أن كنت في المهد صبياً والله شهيدٌ ووكيلٌ، فكيف أغيّره لمحمدٍ بن الحسن العسكري أو محمد بن عبد الله حتى يوافق أهواءكم؟ ولكن في بطاقتي العسكرية والمدنية وجواز السفر (ناصرُ محمدٍ)؛ بل ذلك هو اسم المهديّ المنتظر الحقّ من ربّكم، أم لم يواطئ في اسمي الاسم محمد حتى يحمل الاسم الخبر في بعث المهديّ المنتظر؟ أم أنّكم لا ترون حكمةً بالغةً من حديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن فتوى اسم المهديّ المنتظر الحقّ من ربكم: [يواطئ اسمه اسمي]؟ وإنّما في ذلك إشارة للاسم محمد أنّه يواطئ في اسم الإمام المهديّ ناصر محمد والحمد لله. وتالله لو اجتمع كافة علماء الشيعة والسُّنة ليأتوا بروايةٍ واحدةٍ يقولوا فيها أنّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أفتى أنّ اسم الإمام المهديّ محمدٌ فلن يستطيعوا بل سوف يجدون الإشارة فقط [يواطئ اسمه اسمي]، ولكنّ الذين لا يعلمون كذلك يقولون: [واسم أبيه اسم أبي]! ولكن يا قوم وما علاقة بعث الإمام المهديّ بعبد الله ابن عبد المطلب؟ ولم يكن على ملّة محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ بل بعث الإمام المهديّ محصورٌ في شأن محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والحمدُ لله أنّ الشيعة والسُّنّة جميعاً يتّفقون أنّ الله يبعث الإمام المهديّ ناصرَ لمُحمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم وليس نبيّاً جديداً كون محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هو خاتم الأنبياء والمُرسَلين.

    إذاً يا قوم، إنّ لحديث التواطؤ حكمةً بالغة لو كنتم تعقلون، ولكن فهل سوف يغني الاسم عن التصديق ما لم يؤيّد الله الإمام ناصر محمد بسُلطان العلم المُلجم من محكم القرآن العظيم لأيِّ عالِمٍ يجادل الإمام ناصر محمد من القرآن العظيم؟ وطاولة الحوار هي الحكم.

    ولا نزال نستوصي أعضاء مجلس الإدارة أن يتّقوا الله وأن لا يحذفوا بيانات الآخرين نظراً لأنّها تخالف ما نحن عليه، فوالله لا ولن يعلم الباحثون عن الحقّ أنّ ناصر محمد اليماني هو حقّاً المهديّ المنتظَر حتى يستمر الحوار بين الطرفين حتى يتبيّن للباحثين هل ناصر محمد اليماني حقّاً ينطق بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم أم أنّ سلطان العلم هو مع الآخرين المُنكرين لأمر ناصر محمد اليماني، وأعلم عن سبب حذفهم للمعارضين أنه المَقْتُ الذي يحدث في أنفسهم بسبب جدل الذين يحاجّون في آيات الله بغير سلطان من ربّهم، كَبُر مقتاً عند الله وعند الذين آمنوا تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۖ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا} صدق الله العظيم [غافر:35].

    ولكنّ الله استوصاكم بالصّبر وأن تكظموا غيظكم فتصبروا على أذاهم لعل الله يهديهم إلى الصراط المستقيم فيبصروا أنّ الحقّ من ربّهم وليس تفسير الظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً، وقال الله تعالى:
    {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿١٢٥} صدق الله العظيم [النحل].

    وكذلك أرى بعض الأنصار يبادل الشتائم للجاهلين، وقد استوصاهم ربّهم في محكم كتابه، وقال الله تعالى:
    {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴿٣٤وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴿٣٥} صدق الله العظيم [فصلت].

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ للهِ رَبِّ العالمين ..
    الداعي إلى الله على بصيرةٍ من ربه؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ___________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  5. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى وعلى الهم الاطهار وانصار الله الواحد القهار في كل زمان ومكان الى يوم الدين وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻷﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ: ﻳﺎ ﺃﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ! ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻟﺒﻴﻚ ﺭﺑﻨﺎ ﻭﺳﻌﺪﻳﻚ! ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻫﻞ ﺭﺿﻴﺘﻢ؟ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻭﻣﺎ ﻟﻨﺎ ﻻ ﻧﺮﺿﻰ ﻭﻗﺪ ﺃﻋﻄﻴﺘﻨﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﻂ ﺃﺣﺪا ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻚ! ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺃﻧﺎ ﺃﻋﻄﻴﺘﻜﻢ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ! ﻗﺎﻟﻮا: ﻳﺎ ﺭﺏ ﻭﺃﻱ ﺷﻲء ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﺣﻞ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺭﺿﻮاﻧﻲ ﻓﻼ ﺃﺳﺨﻂ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﺑﺪا]
    ﺻﺪﻕ ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ.


    اقتباس المشاركة 6823 من موضوع فتوى الإمام المهديّ إلى جميع عبيد النعيم الأعظم..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    04 - 09 - 1431 هـ
    14 - 08 - 2010 مـ
    11:05 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=6752
    ــــــــــــــــــــــ



    فتوى الإمام المهديّ إلى جميع عبيد النعيم الأعظم ..

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} صدق الله العظيم [المائدة:54].

    من الإمام المهديّ عبد النّعيم الأعظم ناصر محمد اليماني إلى هذه الأمّة المعدودة في الكتاب لبعث الإمام المهديّ عبد النّعيم الأعظم ناصر محمد اليماني، لقد أيَّدني الله بأعظم آيةٍ في الكتاب على الإطلاق فآثر الله بتعريف تلك الآية للبشر المهديَّ المنتظر عبد النّعيم الأعظم؛ ألا وهي حقيقة اسم الله الأعظم، ولماذا يُوصف هذا الاسم بالأعظم؟ ومن ثم يعلّمكم الإمام المهديّ (عبد النّعيم الأعظم ) بأنّه ليس المقصود أنّ اسم الله الأعظم هو أعظم من أسمائه الأخرى كما يزعم الذين لا يعلمون؛ الذين يفرّقون بين أسماء الله الحسنى سبحانه وتعالى علواً كبيراً، فقد نهاكم أن تفرّقوا بين أسمائه الحسنى. وقال الله تعالى:
    {قُلِ ادْعُوا اللَّـهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَـٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ} صدق الله العظيم [الإسراء:110].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو إذاً: فلماذا يُوصف اسم الله الأعظم بالأعظم؟ ونكرّر السؤال، فما دام اسم الله الأعظم هو ليس أعظم من أسماء الله الأخرى فلماذا يوصف بالأعظم؟ ومن ثم تجدون الجواب في قلوبكم آية التصديق للبيان الحقّ للمهديّ المنتظر عبد النّعيم الأعظم أنّ ذلك الاسم قد جعله الله صفة رضوان الرحمن على عبيده يستشعرون حقيقته محسوسة في قلوبهم بين جوانحهم حين تخشع قلوبهم لذكر ربّهم فتدمع أعينهم ممّا عرفوا من الحقّ والحقّ هو الله لا إله غيره ولا معبودَ سواه،
    والنعيم الأعظم والأكبر هو في حقيقة رضوان الله على عباده. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢} صدق الله العظيم[التوبة].

    فتبيَّن لكم أنّ حقيقة رضوان الله على عباده هو النّعيم الأعظم من جنّته. تصديقاً لحديث محمدٍ رسول الله الحقّ صلى الله عليه وآله وسلم، قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
    [إِنَّ اللَّه يَقُول لِأَهْلِ الْجَنَّة: يَا أَهْل الْجَنَّة ! فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبّنَا وَسَعْدَيْك ! فَيَقُول: هَلْ رَضِيتُمْ ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى وَقَدْ أَعْطَيْتنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقك! فَيَقُول أَنَا أَعْطَيْتُكُمْ أَفْضَل مِنْ ذَلِكَ! قَالُوا: يَا رَبّ وَأَيّ شَيْء أَفْضَل مِنْ ذَلِكَ ؟ قَالَ: أُحِلّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلَا أَسْخَط عَلَيْكُمْ بَعْده أَبَدًا] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    إذاً يا قوم إنّ ذلك هو النّعيم الذي ألهاكم عن تحقيقه التكاثر في الحياة الدنيا وزينتها ورضيتُم بها فألْهَتْكُم عن النّعيم الذي يوجد فيه سرّ الحكمة من خلقكم، لقول الله تعالى:
    {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴿١حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴿٢كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٣ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٤كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ﴿٥لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴿٦ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿٧ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴿٨} صدق الله العظيم [التكاثر].

    فما هو النّعيم الذي عنه سوف يُسألون؟ وقال الله تعالى:
    {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّـهِ كَمَن بَاءَ بِسَخَطٍ مِّنَ اللَّـهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۚ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿١٦٢هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴿١٦٣} صدق الله العظيم[آل عمران].

    إذاً الحكمة من خلق العبيد هو لكي يتّبعوا رضوان الله فهم له عابدون،
    ونِعْمَ العبيد عبيد رضوان ربّهم عليهم وأعظمُ منهم درجةً عند الله الذين لم يكتفوا برضوان الله عليهم فحسب؛ بل يريدون أن يكون الله راضياً في نفسه؛ أولئك هم العبيد الذين نالوا أعظم درجة في حُب الله، وسبب عدم اكتفائهم برضوان الله عليهم فقط بل يريدون أن يكون حبيبهم راضياً في نفسه لا مُتحسّراً ولا حزيناً على عباده الذين ظلموا أنفسهم فأصبح رضوان الله بالنسبة لهم هو غاية وليس وسيلة وذلك لأنّ الذي إذا علم أنّ الله رضي عنه اكتفى بذلك فإنّ لهُ هدف من ذلك ويريد أن يقيَه الله ناره فيدخله جنته، وبما أنّه تحقّق هدفهم المرجو تجدونهم رضوا بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألاّ خوف عليهم ولا هم يحزنون، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١٧٠} صدق الله العظيم [آل عمران].

    أولئك هم الذين باعوا أنفسهم وأموالهم لربّهم مُقابل الفوز بجنّته فأصدقهم الله بما وعدهم في قول الله تعالى:
    {إِنَّ اللَّـهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} صدق الله العظيم [التوبة:111].

    ولم يفرض الله على عبيده أن لا يرضوا حتى يكون راضياً في نفسه؛ لهُ الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم، ولم يَلُمْ الله عليهم ورضي الله عنهم ورضوا عنه، ولكنّ أنصار الإمام المهديّ عبد النّعيم الأعظم قلباً وقالباً هيهات هيهات أن يرضوا بنعيم الجنة أبداً حتى يحقِّق الله لهم النّعيم الأعظم من جنّته فيكون ربّهم راضياً في نفسه، وذلك لأنّ الخبير بالرحمن في مُحكم القرآن قد أخبرهم عن حال ربّهم أنّه حزينٌ ومُتحسّرٌ على عباده الذين أهلكهم من غير ظلمٍ لهم حتى إذا أهلكهم بسبب تكذيب الحقّ من ربّهم من ثم يقول:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١} صدق الله العظيم [يس].

    ومن ثم توقّف قومٌ يحبّهم ويحبّونه عن القراءة برهةً للتفكير بحُزنٍ عميقٍ، وقالوا في أنفسهم: "وكيف نكون سعداء في جنة النّعيم ومن أحببنا حزينٌ ومتحسّرٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟! هيهات هيهات.. فكيف يسعد أحباب الله بعد أن علموا أنّ ربّهم حبيبهم ليس بسعيدٍ بل حزينٌ ومتحسّرٌ في نفسه على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟" ومن ثم يقولون: "وكيف يكون راضياً في نفسه؟ فلن يتحقّق رضوان الله في نفسه حتى يُدخِل عباده في رحمته، ولكنّ عباد الله الذين ظلموا أنفسهم هم أكثر من الشاكرين، تصديقاً لفتوى الله في محكم كتابه
    {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴿١٣} صدق الله العظيم [سبأ:13]".

    ومن ثم يرون تحقيق هذا الهدف صعب المنال ويكاد أن يكون مستحيلاً في نظرهم ومن ثم يتذكّرون مرة أخرى قول الله تعالى:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [يس].

    ومن ثم يُنكسون رؤوسهم بين يدي ربّهم وهم لا يزالون في الدنيا ويقولون: إذاً لماذا خلقتنا يا إله العالمين، فإذا لم يتحقّق رضوانك ربّنا في نفسك، فلماذا خلقتنا؟ فكيف تريدنا أن نرضى بنعيم جنتك بعد أنْ عَلَّمَنا الإمامُ المهديّ الخبير بالرحمن أنّ حبيبنا الرحمن ليس بسعيدٍ في نفسه وأنّه متحسرٌ على عباده الذين أهلكهم وكانوا كافرين أعظم من تحسّر الأم على وليدها؟ وذلك لأن الله هو أرحم الراحمين.. وبرغم أنّه لم يهلك الكافرين برسل ربّهم بظلم منه سبحانه بل بسبب ظلمهم لأنفسهم لأنّهم كذبوا برسل ربّهم إليهم ليغفر لهم ويرحمهم فكذّبوهم الذين لا يعلمون، ورغم ذلك يقول:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم.

    فقد ذهب الغضب من نفس الربّ عن القوم الذي انتقم منهم ولكن أعقب ذلك تحسّراً في نفسه وحزناً عميقاً كونهم قد أصبحوا نادمين على تكذيبهم بالحقّ من ربّهم وتألّموا تألّماً شديداً وعَضّوا على أيديهم، وقال كلٌّ منهم:
    {لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴿٢٧يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴿٢٨لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ﴿٢٩} صدق الله العظيم [الفرقان].

    ولذلك ذهب الغضب من نفس الربّ ولكنّه لم يعقِبه الرّضا عليهم؛ بل عقب الغضب الحزن والحسرة عليهم في نفس ربّهم فور الانتقام منهم كما ترون ذلك في محكم كتاب الله القرآن العظيم:
    {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [يس].

    إذاً يا أحباب الله، إن كنتم تسألون عن حال الرحمن فقد رأيتم حاله في أخبار القرآن العظيم وما يقول في نفسه بعد إهلاك جميع الأمم الكافرين برسل ربّهم فيقول فور إهلاكهم:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [يس].

    ومن ثم يتفكّر القوم الذين يحبّهم الله ويحبّونه ويقولون: وكيف نكون سعداء بجنة النّعيم ما لم يكن حبيبنا الرحمن راضياً في نفسه وليس مُتحسّراً ولا حزيناً على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ ولن يتحقق رضوان الله في نفسه حتى يجعل الناس أمّةً واحدةً على صراط مستقيم. ومن ثم يصبح هدفهم هو ذات هدف المهديّ المنتظَر ويريدون من ربّهم أن يهدي البشر جميعاً فيجعل الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ فيناضلوا من أجل هذا الهدف السامي، وقالوا "اللهم لا ترزقنا الشهادة في سبيلك حتى يتحقق هدفنا في هذه الحياة فتجعل الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ لأنّك إن رزقتنا الشهادة فسوف تفينا بما وعدت الشهداء في سبيلك فور شهادتهم":
    {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧} صدق الله العظيم [يس].

    ولكن يا أرحم الراحمين هذا الهدف كان قبل مبعث الإمام المهديّ المنتظر الذي كتبت على يده تحقيق هُدى البشر جميعاً، وبما أنّ الإمام المهديّ الخبير بالرحمن قد علَّمنا أنّك متحسّر على عبادك الذين ظلموا أنفسهم فكيف نطمح في الشهادة طمعاً في الجنّة وقد علمنا أنّك حزين ومتحسّر على عبادك الذين كفروا بك ويحاربونك ورسلك فأهلكتهم بعذابٍ من عندك أو بأيدينا ومن ثم يذهب غيظ قلوب أنصارك وغيظك ويعقب ذلك الحزن في نفسك متحسراً على عبادك الكافرين الذين ظلموا أنفسهم وجعلت ذلك الخبر في محكم الذكر:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١} صدق الله العظيم [يس].

    ولم يفقه هذا الخبر إلا المهديّ المنتظر، ولذلك شمَّر ليهدي البشر ويريد أن يهدي الناس أجمعين إلى الصراط المستقيم إيماناً بقول الرحمن في محكم القرآن:
    {بَل لِّلَّـهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّـهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ۗ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴿٣١} صدق الله العظيم [الرعد:31].

    أفلا تخشون من الله يا من حجبتم موقع المهديّ المنتظر في دولكم؟ فهل تريدون أن تطفِئُوا نور الله على العالمين؟ فهل أنتم يهودٌ أم مسلمون؟ فإذا كنتم مسلمين فلِمَ تحجبون دعوة مسلمٍ يدعو الناس إلى اتِّباع هذا القرآن العظيم؟ أم إنّكم ترَون أنّ ناصرَ محمدٍ اليماني مشركٌ بالله؟ فأين برهانكم إنّه مشرك بالله؟ فلكل دعوى برهان:
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم. أم ترَون أنّ ناصرَ محمدٍ اليماني صاحب فرقةٍ جديدةٍ يفتي بقتل الناس وسفك دمائهم بحجّة كفرهم؟ {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم.
    أم إنّكم ترون ناصر محمد اليماني كان إرهابيّاً يفتي بقتل الناس بحجّة كفرهم بالله؟
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم.
    أم ترون ناصر محمد اليماني يريد إضلال المسلمين عن الصراط المستقيم؟
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم.
    فهل وجدتم أنّ ناصر محمد اليماني يهدي إلى الشرك بالله؟
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم.
    أم إنّكم ترون أنّ ناصر محمد اليماني يقول على الله ما لم يعلم مُتّبعاً الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً؟
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم.
    أم ترون ناصر محمد اليماني يدعو المسلمين إلى أن يتفرّقوا في دينهم شِيَعاً وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون؟
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم. {بَلْ جَاءَ بالحقّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ} صدق الله العظيم [الصافات:37]. فتجدونه يدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له على بصيرةٍ من ربّه وهي ذاتها بصيرة جدّه محمد رسول الله القرآن العظيم، أم ترون أنّ ناصر محمد اليماني يأتي بتأويل القرآن من عند نفسه وليس من عند الله؟ {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم.

    ويا معشر هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة، فما هي حُجّتكم عن سبب حجب موقع الإمام ناصر محمد اليماني في بلدكم؟ فهل بسبب أنّه يدعو البشر إلى اتّباع ذكرهم القرآن العظيم لمن شاء منهم أن يستقيم؟ ولكنّكم تقولون إنّكم مُسلمون وبالقرآن العظيم مؤمنون! أم إنّكم ترون أنّ ناصر محمد اليماني يؤمن بالكتاب ويكفر بالسُّنّة المُحمّديّة؟
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم.

    وتالله إنّ إيماني بسُنّة محمد رسول الله الحقّ هو أعظم من إيمانكم، وإنّما أكفر بالحديث السُّنيّ الذي يأتي مخالفاً لإحدى آيات الكتاب المحكمات هنَّ أم الكتاب، فكيف أتَّبع الحديث السُّنيّ الذي يأتي مُخالفاً لمُحكم كتاب الله القرآن العظيم؟ بل بينه وبين القرآن اختلافاً كثيراً جُملةً وتفصيلاً وذلك لأنّ الإمام ناصر محمد اليماني قد اتّبع فتوى الله لكشف الأحاديث المدسوسة في السُّنة بأنّ علينا أن نعرض الحديث على محكم القرآن العظيم، فإذا وجدنا أنّ الحديث المرويّ عن النَّبيّ قد جاء مخالفاً لمحكم القرآن فإنّ ذلك الحديث النَّبويّ ليس من عند الله وذلك لأنّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لا ينطق عن الهوى لا في الكتاب ولا في السُّنّة، وإنّما لأنّ القرآن محفوظ من التحريف والتزييف والسُّنّة ليست محفوظة من التحريف والتزييف، فإذا كان الحديث السنيّ غير الذي نطق به محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فحتماً سنجد بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً، وذلك لأنّ الحديث المفترى عن النَّبيّ حتماً يكون من افتراء شياطين البشر بمعنى أنّ الحديث المفترى جاء من عند الشيطان وليس من عند الرحمن.

    فبما أنّ الحقّ والباطل نقيضان مختلفان فحتماً نجد بينه وبين القرآن اختلافاً كثيراً جملةً وتفصيلاً تصديقاً للناموس في الكتاب لكشف الأحاديث المدسوسة في السُّنة النَّبويّة أن يتمّ عرضها على محكم القرآن، فإذا كان الحديث النَّبويّ جاء من عند غير الله من افتراء شياطين البشر فحتماً يختلف مع محكم الذكر، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗوَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣} صدق الله العظيم[النساء].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل رَبّ العالمين يخاطب في هذه الآيات الكافرين بهذا القرآن أم المؤمنين به؟ فتدبّروا وتفكّروا ومن ثم تجدوا الجواب المحكم في قول الله تعالى:
    {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗوَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣} صدق الله العظيم[النساء].

    إذاً يا قوم، إنّه يخاطب المسلمين وعلماءهم ويُنْبِئُهم بأنّه توجد طائفة من المسلمين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} صدق الله العظيم، ومن ثمّ علَّمنا كيف الطريقة لكشف الأحاديث المكذوبة عن النَّبيّ في السُّنة النَّبويّة وهو أن نتدبّر القرآن فإذا كان الحديث المُتنازع فيه أمر من الشيطان وليس من الرحمن فحتماً نجد بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً كون الحقّ والباطل نقيضان مختلفان، وبتطبيق هذا الناموس يستطيع الإمام المهديّ غربلة السُّنّة النَّبويّة من الأحاديث المفتراة حتى يعيدكم إلى منهاج النبوة الأولى.

    فلماذا يا معشر هيئة كبار العلماء ترضون أن يتمّ حجب موقع ناصر محمد اليماني عن الشعب السعوديّ الأبيّ العربيّ؟ ونعم فإنّ أكثر أنصار المهديّ المنتظر إلى حدّ الآن هم من المملكة العربيّة السعوديّة، أم إنّكم تخشون أن يفعل ناصر محمد اليماني كما فعل جهيمان فيظهر في الحرم المكي فيسفك الدماء أو تسفكون دماءه وأنصاره؟ وأعوذ بالله أن أفعل كما فعل جهيمان، إذاً فقد جعل الله لكم علينا سلطاناً، فهل تعلمون عن سبب ضلال جهيمان؟ إنّها الأحاديث المفتراة والروايات المزوّرة عن النبي، ونعم إنّ الإمام المهديّ يظهر للمبايعة من بعد التصديق عند البيت العتيق ولكن ذلك الظهور يسبقه الحوار من قبل الظهور ومن بعد التصديق أظهر للمسلمين عند البيت العتيق في مكة المكرمة، وإنّما المبايعة هي من بعد التصديق، وكيف يأتي التصديق ما لم تسبقه الدعوة والحوار حتى نثبت بالبرهان من الرحمن أنّ الله اصطفاني عليكم فزادني بسطةً في العلم على كافة عُلماء المُسلمين حتى أحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون في الدين فأجمع شملهم فأجبر كسرهم فتقوى شوكتهم من بعد أن خالفوا أمر ربّهم في محكم كتابه بعدم تفرّقهم إلى شيعٍ وأحزابٍ فخالفوا أمر ربّهم وتفرّقوا إلى شيعٍ وأحزابٍ وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، أم إنّكم تنتظرون المهديّ المنتظَر يبعثه الله من أهل السنة فيعلن الحرب على الشيعة؟ أم إنكم تنتظرون المهديّ المنتظر يبعثه الله من الشيعة فيعلن الحرب على أهل السُّنّة؟ ويا سبحان ربي! فهل سوف يبتعث الله الإمام المهديّ لسفك دماء المسلمين فيزيد فرقتهم ويزيدهم شتاتاً؟ أفلا تتّقون؟

    ويا قوم،
    والله الذي لا إله غيره ولا معبودَ سواه إنّه لن يستجيب لدعوة الإمام ناصر محمد اليماني إلا الذين يعقلون، وبما أنّ دعوة الإمام ناصر محمد اليماني يقبلها العقل والمنطق ولذلك هدى الله الذين اتّبعوه من مختلف دول العالمين وبعض الدول لم يكن منها إلا بعدد أصابع اليدين ولكن أكثر الأنصار هم من أهل السُّنة من المملكة العربيّة السعوديّة، ولذلك تمّ حجب موقع الإمام ناصر محمد اليماني كونه أفتى من قبل أنّ أكثر الأنصار هم من أهل السّنة من المملكة العربيّة السعوديّة ولذلك تمّ حجب موقعي عن الشعب السعودي الأبي العربي، فهل ذلك احتياطات أمنيّة؟ ولكن من يُؤمنهم من مكر الله إن كان ناصر محمد اليماني حقّاً يدعو البشر إلى اتّباع ذكرهم القرآن العظيم ويدعو البشر إلى الكفر بما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم؟ فأين الباطل في دعوة الإمام ناصر محمد اليماني؟ فهل بسبب أنّه رفض أن يتنازل عن الصفة له من عند ربّه (المهديّ المنتظَر)؟ ولكن يا قوم، كيف أنسف هذه الصّفة؟ فوالله الذي لا إله غيره أنّي تلقّيت الفتوى من رَبّ العالمين أنّي الإمام المهديّ المنتظر، فكيف أنكر هذه الصفة فأتّبع أهواءكم فأقول لستُ إلا مُجدِّداً للدّين؟ ولكنّي لا أنكر أنّ الرؤيا تخصّ صاحبها ولا يُبنى عليها حكمٌ شرعيٌّ للأمّة.

    ولكن يا قوم، فكم أفتيتُكم عن فتوى محمد رسول الله صلى الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه لا يجادلني أحدٌ من القرآن إلا غلبته؟ إذاً يا قوم فإذا لم أكُن المهديّ المنتظر فسوف يخذلني ربّي فلن يصدقني الحقّ على الواقع الحقيقي ببسطة العلم فيقيم علماؤكم على ناصر محمد اليماني الحُجّةَ فأصبح كذّاباً أشِراً إذا لم يصدقني ربّي فلا يحاجّني أحدٌ من القرآن إلا غلبته إن كنتُ من الصادقين أنّ الله اصطفاني المهديّ المنتظَر فزادني بسطةً في العلم على كافة علماء الأمّة فإنّ طاولة الحوار هي الحكم، فتابعوا الحوارات بين المهديّ المنتظَر وأصحاب الأسماء المستعارة في طاولة الحوار من علماء الأمّة فانظروا أيّنا آتاه الله الحجّة الداحضة والدامغة للباطل، فحكِّموا عقولكم تُفتِكم بالحقّ من ربّكم، فلا تكونوا كمثل الذين لم يُحكِّموا عقولهم في الحقّ من ربّهم فكذّبوا بالحقّ من ربّهم. وقال الله تعالى:
    {وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٦إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ ﴿٧تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ۖ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ ﴿٨قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّـهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ ﴿٩وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١١} صدق الله العظيم [الملك].

    فتدبّروا فتوى الكافرين في علم الغيب عن سبب إعراضهم عن الحقّ من ربّهم فتجدوا أنّ سبب ضلالهم وإعراضهم عن دعوة الحقّ من ربّهم هو بسبب عدم استخدام العقل، ولذلك قالوا:
    {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١١} صدق الله العظيم.

    وما أريد قوله لهيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة هو أن يتدبّروا دعوة الإمام ناصر محمد اليماني، فيتدبّروا في طريقة تأويله للقرآن العظيم، فهل هو مجرد تفسيرٍ من رأسه بغير سلطانٍ من الرحمن؟ وسوف تجدون أنّ بيان ناصر محمد اليماني ليس مجرد تفسير؛ بل هو بيانٌ من ذات القرآن بآياتٍ بيّناتٍ من آيات أمّ الكتاب وما يكفر بها إلا الفاسقون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩} صدق الله العظيم [البقرة]. ومن ثم أدمغ بها الحديث المُفترى فإذا هو زاهقٌ فيصبح لا شيء بين أيديكم كمثل عقيدتكم يا معشر السُّنّة أنّ المهديّ المنتظر لا يعلمُ أنّه المهديّ المنتظر وأنّكم أنتم من يصطفيه من بين البشر فتُعَرِّفونه بشأنه أنّه هو المهديّ المنتظر خليفة الله في الأرض فتجبرونه على البيعة وهو صاغر، وأسَّسْتُم هذه العقيدة على روايةٍ مفتراةٍ ومن ثم يكفر بهذه الرواية ناصر محمد اليماني ويقول أنّها جاءتكم فتوى من عند الشيطان وليس فتوى من عند الرحمن، وذلك لأنّها مخالفة لفتوى الرحمن في شأن خليفته أنّه سبحانه هو من يصطفي خليفته ويختاره في قدره المقدور في الكتاب المسطور وليس للبشر ولا غيرهم من الأمر شيء، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٦٨} صدق الله العظيم [القصص].

    وذلك لأنّ الله هو من يؤتي ملكه من يشاء ويختاره خليفته في الأرض ليجعله للناس إماماً كريماً، والله يؤتي ملكه من يشاء تصديقاً لناموس الإمامة في الكتاب في كل زمانٍ ومكانٍ، وقال الله تعالى:
    {إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٤٧} صدق الله العظيم [البقرة].

    فكيف أنّ الله تولّى اصطفاء الإمام طالوت في بني إسرائيل برغم وجود نبيّ لهم بينهم فلم يُخَوِّله الله أن يصطفي الإمام لبني إسرائيل؛ بل قال لهم نبيُّهم:
    {إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٤٧} صدق الله العظيم [البقرة].

    فكيف يخوَّلكم الله أنتم في اصطفاء خليفة الله الأكبر المهديّ المنتظَر الذي يُتمِّم الله به نوره على العالمين ولو كرِه المجرمون ظهوره على العالمين ثم يظهره الله على العالمين وهم صاغرون بآية العذاب الأليم في يومٍ عقيمٍ؟ فمن ينجيكم من عذاب الله يا من حجبتم موقع المهديّ المنتظَر عن الشعب العربي السعودي؟ ورجوت من ربّي أن لا يأخذكم على ما فعلتم وأن يغفر لكم هذا الجرم الكبير حجب موقع النور بالبيان الحقّ للذكر، وأقول اللهم اغفر لهم ما صنعوا فإنّهم لا يعلمون أنّي المهديّ المنتظر الحقّ من ربّهم، اللهم فإنّ بينهم من أنصاري ويخافون أن يتخطّفهم الناس، اللهم احفظهم وامنعهم، لا قوة إلا بالله العلي العظيم، كيف يخاف من اتّبع القرآن العظيم وهو بين المسلمين؟

    إذاً يا قوم تالله لم يعد من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه المحفوظ بين أيديكم، فمن يُجِركم من عذاب الله إن كنتم صادقين؟ وأما إذا كنتم ترون أنّ ناصر محمد اليماني ليس إلا كمثل المهديّين المُفترين الذين وسوست لهم مسوس الشياطين أنّه هو المهديّ المنتظر فعليكم أن تضعوا مقارنةً بين علمهم وعلم الإمام ناصر محمد اليماني، ومن ثم يتبيّن لكم أنّ الفرق لعظيم كالفرق بين النور والظلمات لكون سلطان علم المفترين ليس ببعيدٍ من سلطانكم بالقول على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً.

    وأما ناصر محمد اليماني فينطق بما نطق به الله لجبريل عليه الصلاة والسلام لينطق به لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فتجدون أنّ المهديّ المنتظر يحاجِجكم بقول الله يستنبطه لكم من محكم كتابه القرآن العظيم ولم آتِكم بشيءٍ من عندي، أفلا تتفكّرون؟

    ولا أزال أستوصي أنصاري وأقول: يا معشر الأنصار السابقين الأبرار لئن وجدتم أنّ سلطان العلم الحقّ المقنع هو مع الذين يجادلون ناصر محمد اليماني فإن اتّبعتم ناصر محمد اليماني فحتماً سيُضلّكم عن الصراط المستقيم، وإن ْوجدتم أنّ ناصر محمد اليماني يحاجِج الناس بذات بصيرة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم القرآن العظيم ويهيمن عليهم بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم، فإن اتّبعتم الذين يخالفون الإمام ناصر محمد اليماني فحتماً سيضلّونكم عن الصراط المستقيم، إذاً فما هو الحلّ يا قوم؟ فبما أنّ الإمام المهديّ لن يبعثه الله نبيّاً جديداً بكتابٍ جديدٍ فحتماً لا بدّ أن يزيده الله بسطةً في علم الكتاب الذي تنزّل على خاتم الأنبياء والمُرسَلين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إذاً المهديّ المنتظر حتماً سيبعثه الله ناصرَ محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، فهل لم يعجبكم اسمي
    ( ناصرُ محمدٍ )؟ ولكن ذلك اسمي منذ أن كنت في المهد صبياً والله شهيدٌ ووكيلٌ، فكيف أغيّره لمحمدٍ بن الحسن العسكري أو محمد بن عبد الله حتى يوافق أهواءكم؟ ولكن في بطاقتي العسكرية والمدنية وجواز السفر (ناصرُ محمدٍ)؛ بل ذلك هو اسم المهديّ المنتظر الحقّ من ربّكم، أم لم يواطئ في اسمي الاسم محمد حتى يحمل الاسم الخبر في بعث المهديّ المنتظر؟ أم أنّكم لا ترون حكمةً بالغةً من حديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن فتوى اسم المهديّ المنتظر الحقّ من ربكم: [يواطئ اسمه اسمي]؟ وإنّما في ذلك إشارة للاسم محمد أنّه يواطئ في اسم الإمام المهديّ ناصر محمد والحمد لله. وتالله لو اجتمع كافة علماء الشيعة والسُّنة ليأتوا بروايةٍ واحدةٍ يقولوا فيها أنّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أفتى أنّ اسم الإمام المهديّ محمدٌ فلن يستطيعوا بل سوف يجدون الإشارة فقط [يواطئ اسمه اسمي]، ولكنّ الذين لا يعلمون كذلك يقولون: [واسم أبيه اسم أبي]! ولكن يا قوم وما علاقة بعث الإمام المهديّ بعبد الله ابن عبد المطلب؟ ولم يكن على ملّة محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ بل بعث الإمام المهديّ محصورٌ في شأن محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والحمدُ لله أنّ الشيعة والسُّنّة جميعاً يتّفقون أنّ الله يبعث الإمام المهديّ ناصرَ لمُحمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم وليس نبيّاً جديداً كون محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هو خاتم الأنبياء والمُرسَلين.

    إذاً يا قوم، إنّ لحديث التواطؤ حكمةً بالغة لو كنتم تعقلون، ولكن فهل سوف يغني الاسم عن التصديق ما لم يؤيّد الله الإمام ناصر محمد بسُلطان العلم المُلجم من محكم القرآن العظيم لأيِّ عالِمٍ يجادل الإمام ناصر محمد من القرآن العظيم؟ وطاولة الحوار هي الحكم.

    ولا نزال نستوصي أعضاء مجلس الإدارة أن يتّقوا الله وأن لا يحذفوا بيانات الآخرين نظراً لأنّها تخالف ما نحن عليه، فوالله لا ولن يعلم الباحثون عن الحقّ أنّ ناصر محمد اليماني هو حقّاً المهديّ المنتظَر حتى يستمر الحوار بين الطرفين حتى يتبيّن للباحثين هل ناصر محمد اليماني حقّاً ينطق بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم أم أنّ سلطان العلم هو مع الآخرين المُنكرين لأمر ناصر محمد اليماني، وأعلم عن سبب حذفهم للمعارضين أنه المَقْتُ الذي يحدث في أنفسهم بسبب جدل الذين يحاجّون في آيات الله بغير سلطان من ربّهم، كَبُر مقتاً عند الله وعند الذين آمنوا تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۖ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا} صدق الله العظيم [غافر:35].

    ولكنّ الله استوصاكم بالصّبر وأن تكظموا غيظكم فتصبروا على أذاهم لعل الله يهديهم إلى الصراط المستقيم فيبصروا أنّ الحقّ من ربّهم وليس تفسير الظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً، وقال الله تعالى:
    {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿١٢٥} صدق الله العظيم [النحل].

    وكذلك أرى بعض الأنصار يبادل الشتائم للجاهلين، وقد استوصاهم ربّهم في محكم كتابه، وقال الله تعالى:
    {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴿٣٤وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴿٣٥} صدق الله العظيم [فصلت].

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ للهِ رَبِّ العالمين ..
    الداعي إلى الله على بصيرةٍ من ربه؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ___________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    - - - تم التحديث - - -

    أما بالنسبه لتأويلك لقول الله تعالى (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ)
    [سورة الرعد 43]
    صدق الله العظيم

    فتقول انه شاهد من بني إسرائيل ولاكني لا أعلم أن القرآن تم تأويله في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كون الله وعد رسوله أن يبعث صاحب علم الكتاب شاهدا بالحق ان الرسول حقا تلقى القران من لدن عليم حكيم ويبعثه الله في زمن الثوره العلميه ليبين لهم حقائق ايات الله فيجدونها بالحق كما انهم ينطقون وان الساعة اتية لاريب فيها بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي فيجدون التغيرات الكونيه انذار من الله واذان بإنتهاء الحياة الدنيا وجاء وعد الله بالحق في قوله تعالى (وَكَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
    [سورة اﻷنعام 105]
    صدق الله العظيم

    ومن ثم سيجد اهل العلم كلا حسب مجاله ان بيان صاحب علم الكتاب هو الحق على الواقع وان القران حقا منزل من عند الله ويهدي الى صراط العزيز الحميد تصديقا لقول الله تعالى (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)
    [سورة سبأ 6]
    صدق الله العظيم

    ومن ثم امر الله رسوله ان يقول الحمدلله ببعث المهدي كونهم سيجدون بيانه على ارض الواقع بما احاطهم الله بما شاء من علومه تصديقا لقول الله تعالى (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)
    [سورة النمل 93]
    صدق الله العظيم

    ولربما تود ان تقاطعني ولماذا لم يبين الرسول عليه الصلاة والسلام القران كاملا في عهد التنزيل فمن ثم ارد عليك واقول ستجد الجواب في البيان ادناه 4885

    اقتباس المشاركة 4885 من موضوع لماذا لم يُفَسَّر القرآن كُلّه في عَهدِ النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    13 - ربيع الأوّل - 1430 هـ
    10 - 03 - 2009 مـ
    02:53 صباحًا
    (بحسب التّقويم الرّسميّ لأمّ القُرى)
    ___________



    لماذا لم يُفَسَّر القرآن كُلّه في عَهدِ النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ ..


    بِسْمِ الله الرّحمن الرّحيم، والصّلاة والسّلام على خاتمِ الأنبياءِ والمُرسَلين والتَّابِعينَ للحقّ إلى يوم الدِّين..

    ويا معشَر علماء الفَلَك؛ إنّما يَبعَثُ الله الإمامَ المهديّ بالبيانِ الحقّ للقرآن ويُحاجّ علماءَ الأمّة بعُلومِ القرآن في مُختَلَفِ المَجالاتِ العِلميّة وكُلًّا حسبَ اختِصاصِه، ولا ولن يَفهَم البيانَ العِلميّ إلّا أصحابُ الاختِصاصِ في ذلك المَجالِ المُتخَصِّصينَ فيه، ومثَلًا حين أُعلِنُ للبشَر أنّهم دَخَلوا في عَصرِ الأشراطِ الكُبرى للسّاعة ومنها (أن تُدركَ الشمسُ القمرَ) تَصديقًا لحُدوثِ أحَدِ أشراطِ السّاعة الكُبَر وآيةً كونيّةً للتّصديقِ بأنّي الإمام المهديّ المنتظَر؛ ومِن ثمّ يكون لدَى الباحِثِ عن الحقّ احتِمالَينِ في شَأنِ ناصر محمد اليماني؛ فإمّا أن يكون حقًّا الإمام المهديّ - خليفة الله في الأرض - فيَزيدهُ اللهُ بسْطةً في العِلم فيُحاجّ العلماءَ حسبَ اختِصاصاتِهم بالبيانِ العِلميّ للقرآن العظيم، ولكُلّ دَعوى بُرهان؛ فإن كان ناصر محمد اليماني مِن الجاهِلين فالبُرهانُ على جَهلِه سوفَ يَفضَحُه العِلمُ والمَنطِق الحقّ على الواقِع الحقيقيّ، وإن كان ناصر محمد اليماني الإمام المهديّ فلا بُدَّ لبَيانِه العِلميّ للقرآنِ العظيم أن يأتيَ مُصَدِّقًا له العلمُ والمَنطِقُ.

    ويا معشَر علماء الفلَك؛ إنّكم طائفةٌ مِن عُلماء الأمّة الإسلاميّة ومَجالُ اختِصاصِكم هو في عِلم الفلَك والكونِ وجريانِ الشمس والقمرِ وكيفيّة وِلادَة الأهلّة؛ حتى إذا جاء الإمام المهديّ يُنادي الأمّة على مُختَلفِ مَجالاتِهم العِلميّة وكُلًّا حسبَ اختِصاصِه عليه أن يقومَ بتطبيقِ بيانِ ناصر محمد اليماني تطبيقًا عِلميًّا على ما أحاطَهم الله مِن العلومِ على الواقِع الحقيقيّ بالعِلم والمَنطِق الفيزيائيّ الدّقيقِ الذي لا يَحتَمِلُ الشَّكَّ، وتأويل القرآن العلميّ لم يُبيِّنْهُ محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - للمسلمين في عَصرِ التّنزيلِ إلّا المسائل؛ (إلّا ما نَزل إليهم في المسائلِ الفِقهيّة). وسببُ عدَم بيانِ الآياتِ العِلميّة للكفار في ذلك العصرِ هو أنّ الناس لا يُحيطونَ بآياتِ القرآن العِلميّة. ولذلك قال الله تعالى: {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ} صدق الله العظيم [سورة يونس: 39]، ومِن ثمّ وعَدَ اللهُ رسولَه أن يُبيِّنَه لقومٍ يُحيطونَ بعِلمِه فيُريهم حقائِقَ آياتِه على الواقِع الحقيقيّ بالعِلم والمَنطِق، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [سورة الأنعام: 105].

    ومِن ثمّ يَتبيّنُ لمُنكري شأنِ الإمام المهديّ أنّ الذي وَكَّله الله بالبيانِ العِلميّ للقرآن بالعِلم والمَنطِق هو الإمام المهديّ الذي يَبتعِثُه الله ناصرًا لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ليُبيّنَ لهم حقائِقَ آياتِ القرآن بالبيانِ العِلميّ على الواقِع الحقيقِي حتى يَتبيّنَ لهم أنَّ محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - حقًّا تلقَّى القرآن مِن لدُنّ حَكيمٍ عَليمٍ؛ الذي أحاطَ بكُل شيءٍ علمًا؛ ومِنهم علماءُ الفلَك، فأقولُ: يا معشر علماء الفلَك.

    ولربَّما يَوَدُّ أحدُ العلماءِ الذين لا يُريدونَ إلّا الاستِمساكَ بالسُّنة وَحدَها وتَركِ كثيرٍ مِن آياتِ القرآن أن يقول: "مهلًا مهلًا يا ناصر محمد اليماني! لقد بيَّنَ محمدٌ رسولُ الله القرآنَ لصحابتِه فهل أنت أعلمُ مِن محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟". ومِن ثمّ يَرُدُّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إنّ الله قد نهَى المسلمين الأوّلين أن يَسألوا عن بيان آياتِ القرآن العظيم، والأمر الصّادِرُ تَجِدونَه في قول الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} صدق الله العظيم [سورة الحشر: 7].

    وفي هذه الآياتِ أمرٌ مِن الله بعَدَمِ السُّؤال لرسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عن بيانِ أيَّة آيةٍ في القرآن العظيم حتى يُبيِّنَها هو مِن ذاتِ نفسِه، وذلك لأنّ محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لم يأمُره الله ببَيانِ القرآن كُلّه بل يُبيّنُ لهم ما يَخصُّ الشّريعة؛ وأمَرَهُ أن يُعرضَ عن بيان أشياءَ في الآياتِ العلميّة حتى لا يكفروا بها فيُنكِروها ومِن ثمّ تكون سببَ فِتنَتِهم فيَكفروا بالحقّ مِن ربّهم جميعًا فيُهلِكهم الله، ولذلك أمَر الله المؤمنين بعَدَمِ السُّؤال عن أيَّة آيةٍ في القرآن العظيم إن عَجزوا عن مَعرِفَةِ بيانِها حتى لا يُبيِّنها الرسول - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ومِن ثمّ يَسُوءُهم بيانُها فيُنكِرونَها ثمّ يُصبِحونَ بها كافرين؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّـهُ عَنْهَا ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ ﴿١٠٢﴾} صدق الله العظيم [سورة المائدة].

    وهذه الآياتُ في طَيّاتِها حقائِقُ عِلميّة يَجهلونَها وأعفَى اللهُ عن بيانِها محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كما أعفَى كافّة الأنبياء والمُرسَلين مِن قَبلِه في كافّة الكُتبِ التي ابتَعثَ الله بها الأنبياء عن بيانِها، وبعضٌ منهم سأل وأصَرَّ على الجوابِ ثمّ بيَّنها الأنبياء ثمّ أصبَحوا بها كافرين! وحتى لا تكون هذه الأشياء التي لا يُحيطونَ بعِلمِها وهي الحقائق العلميّة لآياتِ الكتاب إن يسألوا عنها حين نُزولِها تَبدُ لهم بالبيان الحقّ مِن محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ومِن ثمّ تَسُؤهم لأنّها لم تَتقبّلها عقولُهم لأنّهم لا يُحيطونَ بها عِلمًا ومِن ثمّ يكفرون بها ومِن ثمّ تكون سببَ فِتنَتِهم عن الحقّ ولذلك أمَرهُم الله بعَدَمِ السؤال، وقال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} صدق الله العظيم.

    ومِن خلال هذه الآيات يَتبيَّنُ لعلماء الأمّة أنّ الله قد عفا رُسله عن بيانِ الآياتِ العِلميّة في الكتابِ ولكنّ الله لم يُنزّلها عبَثًا سبحانه فلا بُدّ أن يبعَثَ آخر الزمان المُكلَّف بِبَيانِها تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم.

    وتصديقًا لقول الله تعالى: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا} صدق الله العظيم [سورة النمل: 93].

    وبما أنِّي أعلمُ عِلمَ اليقين أنِّي الإمامُ المهديُّ المنتظَرُ المُكلَّفُ بالبيانِ العِلميّ لهذه الأمّة لقومٍ يَعلمونَ منهم، ولا ولن يَفقهَ البيانَ العِلميّ إلّا أصحابُ الاختِصاصِ في المَجالِ الذي أُحاجُّكم فيه، وبما إنِّي الإمامُ المُكلَّفُ بالتّحدّي العلميّ في الكتابِ لكافّة علماءِ الأمّة على مُختَلَفِ مَجالاتِهم العلميّة، أقول لهم ما أمَرني الله به أن أقوله لهم: {فَأَيَّ آيَاتِ اللَّـهِ تُنكِرُونَ} صدق الله العظيم [سورة غافر:81]، مِن الذّرة أصغَر شيءٍ في عِلمِ الكتاب إلى أكبر شيءٍ خلقَه الله وهي الشجرة - سدرة المُنتهى - بأُفقِ الكون العظيم، وتُحيطُ بالسّماواتِ والأرضِ وتُحيطُ بالجنّة التي عَرضُها كعَرضِ السّماواتِ والأرضِ مِن كافّة الجوانبِ، وهي حِجابُ الربّ - سبحانه الرّحمن على العَرشِ استَوى - ولذلك أينما تُوَلّوا وُجوهَكُم فثمَّ وجهُ الله؛ يَعلمُ ما يَلِِجُ في الأرضِ وما يَخرُجُ منها وما يُنزِّلُ مِن السماءِ وما يَعرُج فيها، ولا يَعزُبُ عنه مِثقال ذرَّةٍ في السّماواتِ ولا في الأرضِ وهو بكُلّ شيءٍ عليمٍ.

    ولا أتفكّرُ في ذاتِه سبحانَه فأتّبع أمرَ الشيطان، بل أتّبعُ أمرَ الرّحمنِ وأتفكّرُ في قُدُراتِه؛ إلى السماءِ كيف رُفعَت وإلى الجبال كيف نُصِبَت وإلى الأرضِ كيف سُطِحَت، وأُبصرُ في نفسي وما حَولي مِن آيات ربّي، ومِن ثمّ أقول: كم أنتَ عظيمٌ يا إلهي! أشهدُ أنّ لا إله غيرُك ولا مَعبُودَ سِواك، سبحانك ربّي وتعالَيتَ عُلوًّا كبيرًا، وأعيُني تَفيضُ مِن الدَّمعِ مِمّا عَرفتُ مِن الحقّ.

    ويا مَعشَر البشر؛ أفلا تَعلمونَ الفرقَ بين الأنعامِ والإنسان؟ إنّه التّفكيرُ فيما حَولنا مِن آياتِ الله؛ وذلك لأنّ البقرَ لا تتفكّرُ في السماءِ كيف رُفِعَت ولا في الجبال كيف نُصِبَت ولا في الأرضِ كيف سُطِحَت؛ بل سَخّرَها اللهُ للإنسانِ وذلّلها له، ويُخرِجُ له منها مِن بين فَرثٍ ودَمٍ لبنًا خالِصًا سائغًا للشّاربين، ومنها يأكلون ومنها يلبَسون ومنها ما يَحمِلُ أثقالهم إلى بلد لم يكونوا بالِغِيهِ إلّا بِشقّ الأنفُسِ، فكيف بنِعمة الله على الأمّة اليوم الذين أحاطَهم الله بما خلَق وصَنَعوا سيّاراتٍ وطائِراتٍ وقِطاراتٍ ونطق الحديد وقرب البعيد؟! فاكتَمَلت الأشراطُ الصُغرَى ودَخلتُم في الكُبرَى، فبَعثَ اللهُ الإمامَ المهديّ بقَدَرٍ مَقدورٍ في الكتابِ المَسطور بالبيانِ الحقّ للذِّكر، وأنّ الشمسَ أدركَت القمر تصديقًا لإحدَى أشراطِ السّاعة الكُبَر وآية التّصديق للمهديّ المُنتظَر مِن آل البيت المُطهر (الإمام ناصر محمد اليماني) الذي لا يأمُرُكم إلّا بما أمَرَكم به الله ورسوله، ولا أنهاكم إلّا عمَّا نَهاكم الله عنه ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    ويا معشر علماء الفلَك لطالما بيَّنتُ لكم البيانَ العِلميّ الفلَكيّ في القرآن العظيم ولكنّي أجدُ أنّكم لا تُنكِرونَه شيئًا ومِن ثمّ تَصمُتونَ عن الحقّ، والسّاكِتُ عن الحقّ شيطانٌ أخرَس أصمُّ أبكمُ أعمى، وشرُّ الدّوابِّ عند الله الصُّمُّ البُكمُ العُمي الذين لا يَعقِلون؛ الذين إن تَبيَّنَ لهم الحقّ لا يَعتَرفونَ به ولا يتَّخِذونه سبيلًا، أولئِك مِن شياطينِ البشر، فهل تَرضَون أن تكونوا مِن شياطينِ البشر؟ فأولئِك مِن أشدِّ الناس عذابًا في الدنيا والآخرة؛ بل أجِدُهم في القرآن العظيم هم أولى بالنار صِلِيًّا؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا صِلِيًّا ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [سورة مريم].

    ألَا إنّهم السّاكِتونَ عن الحقّ بعدما تَبيّنَ لهم أنّه الحقُّ مِن ربّهم، أولئِك أشرُّ الدَّوابِ في الكتابِ وكتَبَ الله لهم أشدَّ العذابِ لأنّهم أعرَضوا عن الحقّ وهم يَعلَمون أنّهُ يَنطِقُ بالحقّ ويَهدي إلى صراطٍ مُستقيم، والعِلمُ أمانةٌ في أعناقِكم أحاطَكم الله بها وكُلٌّ حسبَ اختِصاصِه جَعله الله مِن شُهداء البيانِ الحقّ للإمام المهديّ الذي أوتِيَ عِلمَ الكتابِ الذي جاء به خاتم الأنبياءِ والمُرسَلين محمدٌ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فإن كفَرَ به المسلمون والناس أجمعون، فكفَى بالله شهيدًا والمهديّ المنتظَر على البيانِ الحقّ للكتابِ الذي أنزَله الله على محمدٍ رسول الله إلى الناس كافّة، فإن كفَر بالبيانِ الحقّ الكفارُ والمسلمون، فكفَى بالله شهيدًا والإمام المهديّ الذي آتاهُ اللهُ عِلمَ الكتاب، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [سورة الرعد].

    فلا تَكفُروا يا معشَر عُلماء الفلَك بالبيانِ الحقّ مِن ربّكم الذي سوفَ يُصدّقُه العِلمُ والمَنطِقُ الذي أحاطَكم الله بعِلمه ولم يَجعَل الله الإمام المهديّ مِن الجاهلين، فلربّما يَظُنّ عُلماءُ الفلَك أنّ ناصر محمد اليماني يَجهَلُ العِلم الفلَكيّ الفيزيائيّ، ولذلك يُعلِنُ لأهلِ مكة وما جاوَرَها أهلّة المُستَحيل علميًّا، فيَظُنّونَ أنّ تِلكَ توَقُّعاتٌ مِنِّي بالظنّ الذي لا يُغني مِن الحقّ شيئًا، ومِن ثمّ يُعرضونَ عن الحقّ مِن ربّهم، وحتى تعلَموا أنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يَنطِقُ بالحقّ في كلّ مَجالاتِ العُلوم بدِقَّةٍ مُتَناهِيَةٍ ويأتي بِسُلطانِ عِلمه مِن كتابِ الله القرآن العظيم، فتَعالوا لأُبيِّنَ لكم عِلمَ الفلَكِ القُرآنِي لتَعلَموا أنّني لستُ مِن الجاهلينَ بما أحاطَكم الله به مِن عِلم جرَيانِ الشمس والقمر ووِلادة الأهلّة، وقال الله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [سورة يس]، وتلك آيةٌ مُحكَمةٌ لا مَجازَ فيها كما على الله يَفتَرون، يُفتيكم بالحقّ أنّ الشمس تَجري في فلَكِها المَعلوم إلى قدَرها المَحتُومِ؛ وقدَرُها المَحتوم هو أجَلُها المُسَمَّى، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى} صدق الله العظيم [سورة لقمان: 29].

    وقد رأيتُ رُدودًا مِن بعضِ فَطاحِلة عُلماء المسلمين يقول: "يا ناصر محمد اليماني يا مَن تزعم أنّكَ تُحاجّ الناس بالقرآن وتفتي أنّ الشمس أدرَكت القمر، ونَسيتَ قول الله تعالى: {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [سورة يس]".

    أو يأتي سائِلٌ أظهَرَهُ الله على أمرِنا بقَدَرٍ مَقدُورٍ في الكتابِ المَسطورِ لعلّه يَبحثُ في هذه الأمورِ عن الحقّ مِن ربّه، ومِن ثمّ يَذهبُ إلى أحَدِ علماء المسلمين ويقول: "يا شيخ؛ قرأتُ في كثيرٍ مِن المَواقِع بالإنترنت العالميّة بياناتٍ لرَجلٍ يُدْعَى ناصر محمد اليماني، يُعلِنُ للبشرِ أنّ الشمسَ أدرَكَت القمر تصديقًا لإحدَى أشراطِ السّاعةِ الكُبرى"، ومِن ثمّ يفتيهِ مِن فَورِه ويقول للسّائِل: "احذَرهُ! فذلك كذّابٌ أشِرٌ وليس المهديّ المنتظَر، والدَّليلُ على كَذِبه قول الله تعالى: {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم". ومِن ثمّ يَخَرُج السّائِلُ حزينًا مِن بعد فرَحِه أنّه وجَدَ الإمامَ المهديّ المنتظَر، أولئِكَ مِن أشرّ العلماءِ تحتَ سَقفِ السماءِ لأنّهم ليسوا مِن أولي الألباب، ولو كانوا مِن أولي الألباب لاستَمَعوا القولَ إلى آخِرِه ومِن ثمّ يتّبِعونَ أحسنَه، وذلك لأنّ هذه الآية ممكن أن يُجادِلَني بها أيّ قارئٍ للقرآن، وأنا لا أُنكِرُها بل أُثبِتُها بالعِلمِ والمَنطِق على الواقِعِ الحقيقيّ أنّ الشمس والقمر والأرض، {كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى} [الرعد:2]، و{وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [سورة يس: 40] صدق الله العظيم، وأمّا القمر فقدَّرَهُ الله مَنازِلَ مِن المحاقِ المُظلِم، وكانت الشمس والقمر في نُقطَتَينِ مُتَطابِقتَينِ مِن الأعلى إلى الأدنى؛ فتمّ الانطِلاقُ وتَحرَّك القمرُ شرقًا والشمس وراءَه شرقًا، والأرض تحرَّكت شرقًا والنّهار شرقًا والليل يَطلبُه حثِيثًا ويَجري وراءَه شرقًا، وكلٌّ في فلَكٍ يَسبَحون! فلا يَختَلُّ نِظامُ جرَيانِ الشمس والقمر والأرض حتى يَدخُلَ البشر في عَصرِ أشراطِ السّاعة الكبرى، ومنها أن تُدرِكَ الشمس القمر قُبَيلَ أن يَسبِقَ الليل النّهار بسببِ التَّغييرِ في حرَكة الأرض، وذلك لأنّ الليل والنّهار يتّجِهونَ وهم يتَطارَدونَ مِن الغربِ إلى الشرقِ، فأينَ حُدودُ الليل مِن ناحِيَة الغرب؟ ومَعلومٌ أنّه المَغرب. وأين أوّل اليوم؟ فمَعروفٌ أنّه الفجر، وتحرّك الليل شرقًا فيَبدأ بالتَّناقُصِ حتى تَدخُلوا في الفجر أوّل اليوم. إذًا النّهارُ يتَقدّمُ الليلَ شرقًا والليل يَطلبُه حثيثًا مِن ناحِيَة الغرب. تصديقًا لقول الله تعالى: {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا} [سورة الأعراف: 54].

    يُولِجُ الليل في النّهار مِن ناحِيَة الشّرق ولذلك يَظهر الفجرُ؛ والضِّياء يُزيلُ الظُلمة نظرًا لدخولِ الليل في مَنطِقة النّهار، ويُولِج النّهار في الليل ولكن مِن آخر النّهار مِن جِهة الغربِ يدخل النّهار في الليل ولكنّ أوّل النّهار هو بالفجر، والليل يَطلبُه حثيثًا نحو الشّرق، ومِن ثمّ يَتبيّنَ لكم كيف يَسبِقُ الليلُ النّهار؛ وهو أن يكونَ الشرقُ غربًا والغربُ شرقًا، وهذا الحدَثُ لا ينبغي له أن يَحدُث حتى تُشرِقَ الشمس مِن الغربِ نتيجةَ انعكاسِ دَوَرانِ الأرض بسببِ مُرور كوكب النار سقر اللوّاحة للبشر، ويَحدُثُ ذلك ليلة ظهور المهديّ المنتظَر على كافّة البشر إن أبَوا أن يتّبِعوا البيانَ الحقّ للذِّكر ويُصَدّقوا بخليفة الله المهديّ المنتظَر فيُطيعوا أمرَه سُجودًا لأمرِ ربّهم، وأمّا إذا صدّقَ البشرُ بشَأنِ خليفة الله وأطاعوا أمرَه؛ فإنّ الله قادرٌ أن يَصرِفَ عنهم كوكب النّار المَحتُومِ بِحَوله وقُوَّتِه ولن يَصرِفَها عنهم سِواه، فإن أبَوا فلا مَفَرّ منها ويُهلك الله بها كثيرًا ويُعذِّب كثيرًا. وأقسمُ بربّ السّماواتِ والأرض وربّ العرش العظيم أنّه لنَبأٌ عظيمٌ أنتم عنه مُعرِضون وتَصِفونَنِي بالجُنون! فمَن يَصرِفُ عنكم عذابَ الله إن كنتم صادِقين؟

    ويا قوم، لقد أدركَت الشمس القمر نذيرًا للبشر مِن شرطِِ آخر في يومٍ عَسِرٍ، يوم يَسبِقُ الليل النّهار بسبب مُرورِ كوكب النار، يومَ يَبيَضّ مِن هَولِها الشَّعرُ وتَبلغ القلوبُ الحناجِر، فهل مِن مُدّكر؟

    يا أيّها الناس حَرامٌ عليكم، والله العَلِيّ العظيم حَرامٌ عليكم الإعراضُ عن إنسانٍ بَشرٍ مِثلكم يُريدُ لكم النّجاة، فتُوبوا.. إلّا أن تُهلِكوا أنفسَكم بالإعراضِ عن الحقّ مِن ربّكم برغم أنّه تَبيّنَ لعلماء الفضاءِ منكم أنّ النار قادمةٌ بلا شكٍ أو ريبٍ، ويظنّونَ أنّها سوفَ تَمُرُّ في يوم الجمعة 21 ديسمبر 2012، فلا تأمَنوا مَكرَ الله وتَرَونَه بعيدًا، تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا ﴿٦﴾ وَنَرَاهُ قَرِيبًا ﴿٧﴾ يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ ﴿٨﴾ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ ﴿٩﴾ وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [سورة المعارج]، إنّما ذلك كوكب النار يُمطِر عليكم بكسفٍ مِن السماء مَليءٍ بالحجارة الكِبريتِيّة، تُشعِلُ الأرض وتحرِقُكم وتُدَمِّركم تدميرًا يا معشر الكفار بالبيان الحقّ للذِّكر؛ أفلا تتّقون؟

    ويا قَوم؛ والله الذي لا إله إلّا هو أنّي لستُ مَن أخبَرَكُم بهذا، وأنّه محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - حذّرَهم بكسفٍ يَسقُطُ عليهم مِن السّماء، ولذلك ردَّ الكفار عليه: {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا} صدق الله العظيم [سورة الإسراء: 92].

    بل لدرجةِ أنّهم قالوا: {وَإِذْ قَالُوا اللَّـهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنفال].

    ومِن ثمّ أكّدَ الله لكم سُقوطَ كِسف الحِجارةِ بالدُّخانِ المُبين، وقال الله تعالى: {أَمْ لَهُمْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ اللَّـهِ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٤٣﴾ وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ ﴿٤٤﴾ فَذَرْهُمْ حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ ﴿٤٥﴾ يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٤٦﴾ وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَٰلِكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [سورة الطور].

    وهل تَعلَمونَ ما هو العذابُ الذي دونَ ذلك؟ إنّه التَّناوُشُ مِن مكانٍ بعيدٍ مِن قبل الاقتِرابِ، ولكنّ أكثَركم لا يَعلمون! أفَكُلَّما عذّبَ الله طائِفةً منكم لعلَّكم تَعتَبِرون، قلتُم إنّما هي كوارثُ طبيعيّة! قاتَلكم الله أنّى تُؤفَكون، أتَحسَبُونَها فَوضَى فيَنسَجرُ البحرُ على اليابِسةِ وقتَما يَشاءُ! كيفما يشاء! أو تُزلزَلُ الأرض وقتَما تَشاء! كيفما تشاء! فاتّقوا الله، إنّ السّماوات والأرض لا تَجرُؤ على قَتلِ نَفسٍ بغير الحقّ ما لم يَأمُرها الله بذلك، تصديقًا لقول الله تعالى: {فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} صدق الله العظيم [سورة فصلت: 11].

    والسماء تَحقِدُ على المُعرضينَ عن عِبادَة مَن هي تَعبُدُه؛ الله الواحد القهّار، والجبال والأرض تَحقِدُ على المُعرضين عن عبادة مَن هي تَعبُدُه؛ الله الواحد القهّار، وكذلك الجبال المُسَبِّحَة بِحَمدِ ربّها تَحقِدُ على الذين يُعرِضونَ عن عِبادة مَن هي تَعبُده وتُسَبِّحُ له؛ الله الواحد القهّار، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَـٰنُ وَلَدًا ﴿٨٨﴾ لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ﴿٨٩﴾ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ﴿٩٠﴾ أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدًا ﴿٩١﴾} صدق الله العظيم [سورة مريم].

    فانظروا لسبب غضَبِهم هو: {دَعَوْا لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدًا} صدق الله العظيم. إذًا غَضَبُ السماءِ والأرضِ والجبالِ والبحارِ والأحجارِ بسببِ غَضَبِ الربّ الذي تُسبِّحُ له السّماواتُ والأرض، وتُريدُ السّماوات أن تقَعَ عليكم والأرض أن تَبلعَكم والبحر أن يُغرِقَكم والجبال أن تَخِرّ عليكم هَدًّا، ولكن مَن الذي يَمنَعهم؟ إنّه الحليمُ الغفور، تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا ۚ وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ ۚ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [سورة فاطر].

    فانظروا لرحمةِ الله أن لولاهُ لانقَضَّت عليكم السّماوات مِن شِدّة غَضَبهِنّ لِفسادِ أهلِ الأرض، وقال الله تعالى: {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم [سورة الحج: 65].

    ولكنّ الله يُمهِل كثيرًا ولكنّه لا يُهْمِل، فأمهَل الله قوم نوح ألف سنةٍ إلّا خمسين عامًا، وأمهَلكم الله أكثرَ مِنهم، وقد جاء أجَلُ المُعرِضينَ عن الذِّكر؛ رسالة الله إلى العالَمِين لمَن شاء منهم أن يستقيم؛ فأبى وأعرَض هذا الزمان - المسلمون والكفار سَوِيًّا - إلّا قليلًا وأكثرهم للحقّ كارهون.

    ويا أيها الناس، ما بالُ علمائكم المُشرفين على مُنتَدَياتِكم (فصول علمكم) يقومون بحذفِ بيان المدعو ناصر محمد اليماني بغير الحقّ؟ ومَن أظلمُ ممّن كتَمَ الحقّ في مُنتَداهُ لأنّه خالفَ هَواه؟! أولئِك لهم مِن الله عذابٌ عظيمٌ حتى لو عبَدوا الله ألف عامٍ يقومونَ الليل ويَصومون النّهار، حتى إذا جاءَه الحقّ مِن ربّه ونظرَ إليه وعَلِمَ أنّه يدعو إلى الله؛ ومِن ثمّ يُخالِفُ بَعضَه هَوَاهُ وهو ما كان عليه؛ ومِن ثمّ يقومُ بإخفائه أو حَذفِه، ولم يكتَفوا بذلك فحسب بل كذلك يقومُ بحَجبِ الدّاعي إلى الله! ويا وَيلكم مِن غَضَبِ ربّكم بسببِ فِعلِكم،
    ويا قوم ألا تقولون كمثل قول مؤمن آل فرعون التَّقِيّ: {وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} صدق الله العظيم [سورة غافر: 28].

    ويا قوم؛ إنّ جهنّم تتَّقِي الله وعلى الله غَيُورة، وسوفَ تَسمَعون صوتَ زئيرِها وزَفيرِها يوم تَراكُم، تصديقًا لقول الله تعالى: {إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [سورة الفرقان].

    وتلك هي نارُ الله سقر لوّاحةٌ للبَشر، وعندما تظهرُ ترَونَها وكأنّها نُسخةً طِبقَ الأصلِ لشَمسِكم كما أراني الله ذلك، والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ، ولعنة الله على ناصر محمد اليماني لعنًا كبيرًا إن كان مِن الكاذبين.

    ويا قوم، إنّي لستُ جاهلًا أقول على الله ما لم أعلم؛ ذلك لأنّي أعلمُ جزاءَ الذين يقولون على الله ما لا يَعلمون، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّـهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [سورة الزمر].

    ويا قوم، إنّ نار جهنّم قادمةٌ، ثمّ ظهور الإمام المهديّ مِن بعد التّصديقِ، ثمّ خروج الدّابة وأصحاب الكهف، ثمّ خروج يأجوج ومأجوج بقيادةِ المسيح الدّجال الذي يُريد أن يقول أنّه المسيح عيسى ابن مريم ويقول أنّه الله؛ وما كان لابن مريم أن يقولَ ذلك بل هو كذّابٌ ولذلك يُسمَّى المسيح الكذاب، ولكن أكثَركم لا يعلمون؛ بل جميع علماءكم لا يعلمون، وإنما أخبَركم الإمامُ المهديُّ الحقُّ مِن ربّكم لماذا يُسمى المسيحُ الكذابُ بالمسيح الكذاب؛ وذلك لأنّه سوف يقول أنّه المسيح عيسى ابن مريم، ويقول أنّه الله، ولذلك يُسمّى المسيح الكذّاب، ويُريد أن يقول لكم فقد رأيتُم النار، وأمّا الجنة فاتّبِعوني أُدخِلكم جنّتي وهي مِن تَحتِ الثّرى، وهي لله وليست لعَدُوِّ الله، فاتّقوا الله يا معشر هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة وقولوا:

    "يا أيّها الناس لقد تبيّن لنا أنّ هذا الرجل يدعو إلى الحقّ ويَهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ، وأمّا بالنسبة هل هو الإمام المهديّ أم غيره فلا نعلمُ؛ والمُهمّ أنّه يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ، ويُخَوِّفُنا بكوكبِ العذاب ويفتينا أنها جهنّم ذاتَها ونَخشى أن يكونَ مِن الصّادقين، ونقول لكم نحن مَعشر هيئة كُبار العلماء قول مُؤمِن آل فرعون الحكيم: {وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} صدق الله العظيم [سورة غافر: 28].

    ومِن ثمّ تُنادونَ مُفتي الدِّيَار الإسلاميّة للاجتِماع في المملكة العربيّة السعوديّة، ثمّ نتَدبَّر بيانات المدعو ناصر محمد اليماني، ثمّ نفتِي الناس في شأنِه جميعًا؛ سواءٌ تبيّنَ لنا أنّه يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ فسوفَ نقول له اظهَر أيّها الإمام ناصر محمد اليماني فنحن كافّة مُفتي الديَار الإسلاميّة بانتِظارِكَ عند البيت العتيقِ كما وعَدتَنا أنّه مِن بعدِ التَّصديقِ تَظهرُ لنا عند البيتِ العتيق للمُبايعة على الحقّ، وإن وَجدنا هذا الرجل المدعو ناصر محمد اليماني يُحاجّ بغير علمٍ ولا هُدًى ولا كتابٍ مُنيرٍ؛ فكذلك سوف نفتي في شأنه سَوِيًّا للناس أجمعين حتى لا يُضِلَّ أحدًا مِن المسلمين عن الصّراط المستقيم، وذلك لأنّنا قد وجَدنا له أتباعًا ومُصدّقين مِن مُختَلفِ دُوَلِ العالم، فإن كان على ضَلالٍ وترَكْنا الفتوى في شأنِ ناصر محمد اليماني فإنّ أمره سوف يَستفحِل، وهذا خطيرٌ على الإسلام والمسلمين إن كان المدعو ناصر محمد اليماني على ضَلالٍ مُبين، وإن كان هو الإمام المهديّ الحقّ مِن ربّ العالمين فكيف نُعرضُ عن الحقّ حتى نرى العذابَ الأليم! وذلك لأنّه لا يحاجّنا بغير كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ كما يفتينا بذلك، فهَلُمُّوا يا معشَر علماء الأمّة إلى جانبِ هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة سَوِيّا نتَدبّرُ شأنَ هذا الرجل عسى أن يكون مَبعوث خيرٍ لنا مِن الله وعِزًّا لنا ونحن عنه مُعرِضون، وإن تَبيّنَ لنا أنّه مِن الضّالين المُضلّين كَفَينا الناس شَرَّهُ وأفتينا الناس في قتلِه وحتى ولو اعتَدَينا عليه بغير الحقّ؛ فإذا كان الإمام المهديّ الحقّ مِن ربّ العالمين فلن يَستطيع أن يَقتُلَه أحدٌ، وحقٌّ على الله أن يُدافعَ عن خليفتِه بما يَشاء كيفما يَشاء، وذلك لأنّ الله مُتِمٌ بعَبدِه نورَه ولو كرِهَ المُجرمون ظهورَه، والله بالغٌ أمرَه ولكنّ أكثرَ الناس لا يَعلمون".

    وسَلامٌ على المُرسَلين؛ والحمدُ لله ربِّ العالمين ..
    الإمامُ المهديّ الداعي إلى الصّراط المستقيم؛ ناصر محمد اليماني.
    __________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    أما بالنسبه لأهل الكتاب فقد قال الله عنهم(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ * أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ)
    [سورة القصص 52 - 55]
    صدق الله العظيم

    وقال تعالى (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ * وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ * فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ)
    [سورة المائدة 83 - 85]
    صدق الله العظيم

    ومن ثم سبحوا الله بما اصدقهم وعده ببعث خاتم الانبياء والمرسلين وقال الله تعالى (قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ۚ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا)
    [سورة اﻹسراء 107 - 108]
    صدق الله العظيم

  6. افتراضي

    نَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ
    ***
    هل الملك جبريل عليه السلام هو الوحيد الذى لديه علم من الكتاب ان هناك اخرون قد من الله عليهم بعلم من الكتاب
    وهل يستوى ان تقول ان من لدية علم من الكتاب لا يجب ان يكون من ملاء سليمان والذى سخرهم لسيدنا سليمان هو الله فهل يخالفون امر الله لهم وتعاد قصة ابليس وادم انه احق بالسجود من ادم وفقنا الله واياكم الى الصواب واشعر ان العيب فيا فانا صعب الفهم فتريثوا معى ايها السابقون الاخيار

  7. افتراضي

    اقتباس المشاركة : صحابى مصر
    نَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ
    ***
    هل الملك جبريل عليه السلام هو الوحيد الذى لديه علم من الكتاب ان هناك اخرون قد من الله عليهم بعلم من الكتاب
    وهل يستوى ان تقول ان من لدية علم من الكتاب لا يجب ان يكون من ملاء سليمان والذى سخرهم لسيدنا سليمان هو الله فهل يخالفون امر الله لهم وتعاد قصة ابليس وادم انه احق بالسجود من ادم وفقنا الله واياكم الى الصواب واشعر ان العيب فيا فانا صعب الفهم فتريثوا معى ايها السابقون الاخيار
    انتهى الاقتباس من صحابى مصر
    بيان حقيقة الكتاب المُبين الذي فيه مفاتيح الغيب ويخصّ علّام الغيوب..


    اقتباس المشاركة 103318 من موضوع من أسرار الكتاب المكنون لنشأة الكون ..

    - 9 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    26 - 09 - 1431 هـ
    04 - 09 - 2010 مـ
    11:54 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ


    بيان حقيقة الكتاب المُبين الذي فيه مفاتيح الغيب ويخصّ علّام الغيوب ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين جدّي النبيّ الأميّ الأمين وآله الأطهار والسابقين الأنصار في الأوّلين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدّين..

    أحبتي في الله، إنّه يوجد كتابٌ يُسمَّى (الكتاب المبين) خلقه الله من بعد العرش العظيم؛ بل هو أوّل شيءٍ خلقه اللهُ والقلمَ من بعد عرشه العظيم، فأمر القلم أن يكتب فنطق القلم وقال: وما أكتب؟ قال: اكتب شيئاً ليس كمثله شيءٌ ولا قبله شيءٌ: ((اللَّـه النّعيم الأعظم))

    ، ثمّ كتب الذي ما هو دون ذات الله سبحانه سدرة المُنتهى العرش العظيم، ثمّ كتب ما هو دون سدرة المُنتهى وهي جنّة المأوى عرضها كعرض السماوات والأرض، ثمّ الذي يليه ثمّ الذي يليه ثمّ كتب ما كان وما سيكون من الأحداث الصُغرى والكُبرى إلى يوم الدّين تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ثمّ استنسخ فيه علم غيب؛ أعمال عبيده أجمعين، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [يس].


    وذلك لأنّ أصحاب النّار جميعاً سيَرفعُ كُلُّ واحدٍ منهم قضيةً على ما كتبه عليه الملك عتيدٌ فيُنكرون جميعاً ما عملوه من السوء ويبدأون في الإنكار من بعد موتهم مباشرةً ويوم القيامة وقال الله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [النحل].


    والإنكار منهم حدث مباشرةً من بعد موتهم حين توفاهم المَلَكُ عتيدٌ ومساعده المَلَكُ رقيبٌ فأنكروا جميع أعمال السوء التي كتبها عليهم الملك عتيدٌ وقالوا: {مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ} . ومن ثمّ ردّ عليهم المَلَك عتيدٌ والشاهد على براءته من الإفك الملك رقيبٌ ردّوا على المُنكرين لأعمال السوء التي كتبها الملك عتيدٌ وقالوا: {بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم.


    بمعنى أنّهم ردُّوا الحُكم إلى علّام الغيوب الذي عَلِمَ المُستقدِمين من عباده وعَلِم المستأخِرين وعَلِم بما سوف يعملون في عِلم الغيب من قبل أن يخلقهم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ ﴿٢٣﴾ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [الحجر].


    حتى إذا جاءوا ربَّهم يوم الدّين وهم السائق وخصمه والشاهد، فأمّا السائق فهو الملك عتيدٌ يسوق خصمه الإنسان إلى الله ليحكم بينهما هل ظلم عتيدٌ الإنسانَ في شيءٍ وكَتب عليه ما لم يفعل ؟ وأمّا الشاهد فهو الملك رقيبٌ كونه كان حاضراً حين فَعَل الإنسانُ السوءَ غير أنّه ليس مُكلَّفاً بكتابة أعمال السوء ولذلك أصبح دوره شاهداً بالحقّ، ولكنّ الإنسان من الذين ظلموا أنفسهم ينكر ما كتبه عليه الملك عتيدٌ من السوء وكذلك يطعن في شهادة الشاهد الملك رقيب، ومن ثمّ يُخرج الله الكتاب المُبين كتاب عِلم الغيب الذي يخصه سبحانه وتعالى علواً كبيراً وقال الله تعالى: {هَـٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [الجاثية].


    وبما أن العبيد أصحاب أعمال السوء يعلمون أنّ الملك عتيداً وشاهده رقيباً لم يظلموهم شيئاً حتى إذا وَضع اللهُ كتابَه تنزّل من ذات العرش لكي تتمّ المُطابقة بين ما فيه من علم الغيب للأعمال وبين ما في كتاب الملَك عتيد، وبما أنّ أصحاب أعمال السوء يعلمون أنّ الحفظة لم يظلموهم شيئاً ولذلك فهم مشفقون في أنفسهم مما فيه وقال الله تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [الكهف].


    وإنّما قال المُجرمون ذلك في أنفسهم ولم تنطق به ألسنتهم بل قالوا في أنفسهم: {يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا}، ولكنهم لم يجدوا غير الاستمرار في الإنكار بأنّهم لم يعملوا شيئاً من السوء فيحلفون بالله للهِ ظناً منهم أنّ الذي كتب ذلك الكتاب المُبين إنّما هو مَلَكٌ آخرُ كمثل الملَك عتيد، فلم يعلموا أنّ الذي كتب الكتاب المُبين أنّه الله علّام الغيوب الذي علِم بما سوف يفعلون من السوء من قبل أن يفعلوه، وبما أنّهم لا يعلمون أنّ الكتاب المبين يخصّ الله فطعنوا في صحته وحلفوا لله بالله وقال الله تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ۖ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [المجادلة].


    ومن ثمّ يزداد غضب الله عليهم فيَختِم على أفواههم لتتكلَّم أيديهم وأرجلهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقال الله تعالى: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٦٥﴾} صدق الله العظيم [يس].


    ومن بعد أن تشهد عليهم أطرافهم فهُنا يئسوا أنّهم يستطيعون الاستمرار في الإنكار، ثمّ يُطلِق الله أفواههم لكي يُخاطبوا أيديهم وأرجلهم وجلودهم وقال الله تعالى: {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا ۖ قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّـهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم [فصلت].


    ومن ثمّ خاطبهم الله تعالى وقال علّام الغيوب: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَـٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّـهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [فصلت].


    ومن ثمّ يَصدر الأمر من الله الواحد القهّار إلى الملَكين الموكلين بالإنسان من البداية إلى النهاية وهم رقيبٌ وعتيدٌ، ثمّ يقول الله للملَك عتيدٍ والملَك رقيبٍ: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ﴿٢٤﴾ مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ ﴿٢٥﴾ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [ق].


    ولكن الشيطان لا يزال في جسد ذلك الإنسان فهما روحان في جسدٍ واحدٍ وهم في العذاب مشتركون، ففزع الشيطان قرين الإنسان حين سمع الرحمن أصدر الأمر إلى الملكين عتيد ورقيب: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ﴿٢٤﴾ مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ ﴿٢٥﴾ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم.


    ومن ثمّ نطق الشيطان قرين ذلك الإنسان مُحاولاً تبرئة نفسه وقال الله تعالى: {قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَـٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴿٢٧﴾ قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ ﴿٢٨﴾ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴿٢٩﴾ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ﴿٣٠﴾ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴿٣١﴾ هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ﴿٣٢﴾ مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ﴿٣٣﴾ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ﴿٣٤﴾ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴿٣٥﴾ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ ﴿٣٦﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [ق].


    ومن ثمّ يقول الإنسان لقرينه الشيطان الذي أضلَّه عن الصراط المستقيم في الحياة الدنيا: {قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} صدق الله العظيم [الزخرف:38].


    وذلك لأنّه مسٌّ في جسده متلازمان فهما في العذاب مشتركان، ولا نقصد مسوس المرضى الذين يُمرِضهم الشياطين الذين ابتلاهم الله من المؤمنين فلا نقصد هذا النوع من المسّ؛ بل يقصد الله مسّ الإيقاض بسبب الغفلة، ولا نقصد به مسوس المرضى على الإطلاق من المؤمنين الذين تؤذيهم مسوس الشياطين بل نقصد مسّ إيقاض، وهو الشيطان الذي يقيّضه الله للإنسان الذي يُعرِض عن ذِكره فيعيش في غفلةٍ عن ذِكر ربّه وقال الله تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].


    ولذلك قال الإنسان لقرينه الشيطان : {قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ}.


    وقال الله تعالى: {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [ق].


    اللهم قد بيَّنت اللهم فاشهد، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    مُعلِّم البيان الحقّ للقرآن بالقرآن؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ____________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


  8. افتراضي

    وكذب المنجّمون أنّهم يعلمون الغيب! ولو صدقوا في خطفةٍ حقيقيةٍ من قبل الحدث فلم يَعلموا الغيب ولم يُعلِمهم الله بالغيب ولم تُعلمهم النجوم بالغيب؛ بل استرق الخطفة الحقيقية أحد أوليائه من الشياطين ممن يسترقون السمع من حديث الملأ الأعلى بالسماء الدُنيا من ملائكة الرحمن، فيتكلم ملائكة الرحمن عن أحداثٍ وأمور ستجري في الناس مما علَّمهم رسول الله جبريل عليه الصلاة والسلام مما علَّمه الله علام الغيوب، وقال الله تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)} صدق الله العظيم [الصافات].





    اقتباس المشاركة 9929 من موضوع الردّ على النجفي: بل العرافون المنجّمون المشعوذون هم أولياء الشياطين يوحي إليهم الشياطين زخرف القول غروراً..


    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    ___________


    - 1 -


    الردّ على النجفي :
    بل العرّافون المنجِّمون المشعوذون هم أولياء الشياطين يوحي إليهم الشياطين زخرف القول غروراً..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله أجمعين من الجنّ والإنس من أولهم إلى خاتمهم رسول الله بالقرآن العظيم للإنس والجنّ أجمعين. والصلاة والسلام على من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ولا أُفرِّق بين أحدٍ من رسله حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين..

    السلام عليكم أحبتي الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، السلام على الباحثين عن الحقّ الذين لو علموا الحقّ لاتّبعوه، والحقُّ أحقّ أن يُتّبع، وسلامُ الله على النجفي الذي يساوي المهديّ المنتظَر بالعرّافين الكفرة الفجرة أولياء الشياطين الذين لو يذهب إليهم النجفي فيسألهم عن اسمه واسم أبيه وأمه واسم زوجته وأولاده لأخبروه عن أسماء عائلته، لكون ذلك ليس حدثاً غيبيًّا؛ بل بمُجرّد ما ينوي النجفي الذهاب إلى المنجِّمين فمن ثم تُلقي الشياطين إلى أوليائهم المنجّمين عن اسم النجفي وأسماء عائلته، حتى يُلقي المنجّم بالفتوى إلى النجفي عن اسمه واسم عائلته، ومن ثم يزداد النجفي عقيدةً بالباطل في ذلك المنجِّم فيعتقد أنه لمن المكرمين أولياء الله الصالحين وهو من ألدِّ الخصام لله ربّ العالمين؛ أولئك من شياطين البشر الذين يُظهِرون الإيمان ويُبطِنون الكفر والمكر بالدين لفتنة المسلمين عن العقائد الحقّ في الكتاب المبين؛ بل العرافون المنجِّمون المشعوذون هم أولياء الشياطين يوحي إليهم الشياطين زخرف القول غروراً؛ بل المنجِّمون هم ألدُّ أعداء الله وأنبيائه يضلّون المسلمين من بعد هدي الأنبياء فيُخرجِهم المنجِّمون العرَّافون بمكرهم عن الصراط المستقيم تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [الأنعام:121].

    وقال الله تعالى:
    {
    وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ﴿١١٣أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿١١٤وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١١٥وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿١١٧} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وكذب المنجِّمون أنّهم يعلمون الغيب! ولو صدقوا في خطفةٍ حقيقيةٍ من قبل الحدث فلم يَعلموا الغيب ولم يُعلِمهم الله بالغيب ولم تُعلمهم النجوم بالغيب؛ بل استرق الخطفة الحقيقية أحد أوليائه من الشياطين ممن يسترقون السمع من حديث الملأ الأعلى بالسماء الدنيا من ملائكة الرحمن، فيتكلم ملائكة الرحمن عن أحداثٍ وأمورٍ ستجري في الناس مما علَّمهم رسول الله جبريل عليه الصلاة والسلام مما علَّمه الله علام الغيوب وقال الله تعالى:
    {
    إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴿٦وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ ﴿٧لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ﴿٨دُحُورًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ﴿٩إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴿١٠} صدق الله العظيم [الصافات].

    ولكن الشياطين لم يستطِع أن يسمع غير جملةٍ واحدةٍ ومن ثم يلوذُ بالفرار خشيةً من الحرس الشديد والشهب، وقد شُدِّدت الحراسة في السماء الدنيا من بعد نزول التحدي من الله للجنّ والإنس لغزو الملأ الأعلى وقال الله تعالى:
    {يَا مَعْشَرَ الجنّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚلَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ﴿٣٣﴾ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿٣٤﴾ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [الرحمن].

    فإن استطاعوا الوصول إلى السماء الدنيا فسوف يرسل عليهم شواظ من نار ونحاس فلا ينتصران بسبب مخالفتهم لأمر ربّهم
    {لا تَنفُذُونَ إلاَّ بِسُلْطَانٍ} وإنما السلطان هو الأمر من الله إليهم أن ينفذوا. وإنما قول الله تعالى: {إنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السماوات وَالأَرْضِ فَانفُذُوا} إنما ذلك تحدّي من الله تعالى بقوله: {إنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السماوات وَالأَرْضِ فَانفُذُوا} كونه حذَّرهم بعدم النفوذ إلا بسلطان الإذن بالأمر من الرحمن إلى ملائكته للسماح لهم بالنفوذ ولكنهم إذا خالفوا أمر ربهم وأرادوا النفوذ فلن ينتصرا تصديقاً لقول الله تعالى: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ} صدق الله العظيم.

    ولم يكن يعلم الجنّ بنزول هذا التحدّي في محكم القرآن وقاموا بغزو السماء الدنيا ليلتمسوا الأخبار عن علم الغيب بالاستماع إلى الملأ الأعلى كما كانوا يفعلون من قبل، ولكنهم لمسوا الوضع قد اختلف ولم يستطيعوا فولَّوا فِراراً، ولم يعلموا عن سبب التشديد بحراسة السماء الدنيا، حتى إذا جاءتهم الأخبار من البشر عن بعث نبيٍّ جديدٍ في الجزيرة العربية فمن ثم ذهبوا ليستمعوا إلى ما أُنزِل إليه، حتى إذا حضروا فأمر بعضهم بعضاً بالإنصات حتى يسمعوا هذا القرآن هل تنزَّل من عند الرحمن؟ وقال الله تعالى:
    {
    وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ ﴿٢٩} [الأحقاف].

    {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الجنّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ﴿١﴾ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ﴿٢﴾ وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ﴿٣﴾ وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّـهِ شَطَطًا ﴿٤﴾ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿٥﴾ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الجنّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴿٦﴾ وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّـهُ أَحَدًا ﴿٧﴾ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا ﴿٨﴾ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا ﴿٩﴾ وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ﴿١٠﴾ وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَ ۖ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا ﴿١١﴾ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعْجِزَ اللَّـهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا ﴿١٢﴾ وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَىٰ آمَنَّا بِهِ ۖ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا ﴿١٣﴾ وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ ۖ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَـٰئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    {
    يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّـهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣١} صدق الله العظيم [الأحقاف]، فقد وجدوا آية التصديق على الواقع الحقيقي لتحدّي الله للجنّ والإنس بقول الله تعالى {لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ﴿٣٣﴾ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿٣٤﴾ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ ﴿٣٥﴾}، ولذلك علِموا أن هذا القرآن من عند الرحمن إلى الإنس والجانّ ولذلك قالوا: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا ﴿٨﴾ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    ومن بعد ذلك توقَّف عالَم الجنّ من أن يغزو إلى السماء الدنيا، ولكن الشياطين لا يزالون مستمرِّين في غزو السماء الدنيا برغم أنَّ في ذلك مغامرةً شديدةً وبالكاد يسترقون خطفةً جملةً واحدةً أو كلمةً واحدةً، ولكنهم يلوذون بالفرار خوفاً من الحرس والشهب يُقذفون من كل جانب.

    ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا الإصرار من عالَم الشياطين لمخالفة أمر ربهم بالاستماع إلى الملأ الأعلى؟ وذلك تصديةٌ للبشر حتى لا يُصدِّقوا برسل ربّهم كون الشياطين سوف يُعلمون بعض العرافين بخطفةٍ غيبيّةٍ حقيقيةٍ ولكنهم قالوا لأوليائهم لا تخبروا الناس أن الشياطين هم الذين أعلموكم بذلك حتى لا يُكتشَف أمركم أنكم أولياؤنا؛ بل قولوا للناس أنكم عَلِمْتم تلك الجملة الغيبيّة من خلال عِلمكم بحركات النجوم، ولذلك قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [كذب المنجِّمون ولو صدقوا]، أيْ: كذب المنجّمون أنهم عَلِموا بتلك الكلمة الغيبيّة من خلال رصدهم لحركات النجوم ولو صدقوا في الخطفة الغيبيّة فحدثت فلا علاقة لما علِموه بحركات النجوم؛ بل أعلمهم بتلك الخطفة أولياؤهم من شياطين الجنّ ولذلك قال الله تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ﴿٢٢١﴾ تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٢٢٢﴾ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ﴿٢٢٣﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وكثيرٌ من المسلمين يتّبعون كثيراً من أولياء الشياطين من الذين يخبرونكم عن أسمائكم وأسماء آبائكم ونسائكم وإنما ذلك هو الضلال البعيد، فلو تذهب إلى مشعوذٍ لأخبرك باسمك واسم أبيك وأمك وليس ذلك حدثاً غيبياً؛ بل أخبر العرّافَ قرينُك الذي جاء معك إن كنتَ من الذين قيَّضَ الله لهم قرناء من الشياطين، أو تلقّاه من الشياطين الموجودين في منطقتك لكون ذلك الحدث قد حدث ولم يكن في علم الغيب، وإنما يُدهشِك كيف علِم بذلك العرّافُ وهو ليس من منطقتك ولا يعرفك ولا يعرف أسرتك! وقد أفتيناك بالحقِّ أنّ العرّافين المشعوذين يخبرونهم الشياطينُ بذلك لكون الشياطين يَسعون الليل والنهار ليطفئوا نور الله وهم لا يسأمون، ويريد شياطين الجنّ والإنس أن يُضلّوا الجنَّ والإنسَ عن الصراط المستقيم، وصدَّقهم الذين لا يعلمون من الجنّ والإنس بسبب ظنهم أنهم لا يقولون على الله كذباً ولذلك قالوا:
    {
    وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ﴿٣وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّـهِ شَطَطًا ﴿٤وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿٥وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴿٦} صدق الله العظيم [الجن].

    واعترَفوا أنهم كانوا يُصدِّقون شياطين الجنّ والإنس بأنّهم صالحون لا يقولون على الله إلا الحقّ ولذلك كانوا يُصدِّقون افتراءهم على الله كذباً وهم لا يعلمون أنهم يُظهِرون الإيمان ويُبطِنون الكفر والمكر ولذلك قالوا:
    {
    وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿٥}صدق الله العظيم [الجن].

    ويا أيها النجفي فهل تقارن الإمام المهدي بالمشعوذين العرّافين المنجِّمين أولياء الشياطين؟ وإنما تقول: "غير أنّ الإمام المهدي هو أفضل منهم"! أفلا تتقون الله ربّ العالمين؟ ألا والله الذي لا إله غيره لو يتبع المهديّ المنتظَر الحقّ أهواءكم لفسدت السماوات والأرض، وهيهات هيهات.. فلا وحيَ جديدٌ من بعد القرآن المجيد، فلا أقول لكم أني أعلمُ الغيب بل نُعلِّمكم بالبيان الحقّ للكتاب وما كان فيه من علوم الغيب فنحن نبيِّنها للناس ونأتي بالبرهان من ذات كلام الرحمن من محكم القرآن، كمثل أن أُخبِركم بنتيجة الذين يعبدون الشياطين وهم لا يعلمون أنّ أربابهم المفترين شياطينٌ لكونهم يقولون لهم أنَّهم من ملائكة الرحمن المُقرَّبين حتى إذا سألهم الله يوم القيامة عمّا كانوا يعبدون قالوا: "إننا كنا نعبدُ ملائكتك المقرَّبين قربةً إليك ربّنا لكونهم من أفتونا أن نعبدهم قربةً إليك ربّنا"، ومن ثم سأل الله ملائكته المقربين وقال الله تعالى:
    {
    وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١} صدق الله العظيم [سبأ].

    ولم يكونوا يعلمون أنهم الشياطين ألدّ أعداء الله ربّ العالمين، لأنهم غاوون ويقصدون أنهم ملائكة الرحمن المقرَّبين! وما كان لملائكة الرحمن أن يأمروهم بعبادتهم من دون الله ولكنّ الغاوين لا يعقلون، ثم أدرك الغاوون كيف خدعهم الشياطين فأغووهم عن عبادة ربهم الحقّ الذي خلقهم وحده لا شريك له وقال الله تعالى:
    {
    وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ ﴿٩١وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ ﴿٩٢مِن دُونِ اللَّـهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ ﴿٩٣فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ﴿٩٤وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ﴿٩٥قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ﴿٩٦تَاللَّـهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٩٧إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٩٨وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ﴿٩٩} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وهذه نتيجة الذين يعبدون العبيدَ قربةً إلى ربهم، أولئك وقعوا في مصيدة الشياطين وما كان لعبدٍ يتقي الله في السماوات والأرض أن يقول ما ليس له بحقٍّ كونه يعلمُ إنما هو عبدٌ مهما كرَّمه الله فهو ليس إلا عبداً من عبيد الله الصالحين، ولن تجدوه في الكتاب يأمر الناس أن يُعظِّموه بغير الحقّ فيدعوه من دون الله، ولن يأمر الناس أن يتخذوه إلهاً من دون الله، بل تجدونه يأمر أتباعه أن يكونوا ربانيّين فيعبدوا ربهم الله وحده لا شريك له مخلصين له الدين وأن يتنافسوا في حبِّ ربهم وقربه، ويُحذِّرهم من الشرك بالله، ويأمرهم أن يبتغوا إلى ربهم الوسيلة فيأمرونهم ما أمرهم الله به؛ المؤمنين به من عباده:
    {
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥} صدق الله العظيم [المائدة].

    ويُعلِّمهم أن يتّبعوه في تنافس العبيد إلى الربّ المعبود أيهم أقرب من غير أن يُعظِّموا عبداً بغير الحقّ فيجعلوه بينهم وبين الربّ المعبود فيعتقدوا أنه لا يجوز لهم أن يتجاوزوه في التنافس إلى الرب. ويا سبحان ربي! إذاً لماذا ابتعث الله رسله إلى العبيد إلا ليُعلِّموهم بطريقة الهدى الحقّ إلى الربّ المعبود فيتّبعوا طريقة هَدْيهم إلى ربهم كما يفعل الأنبياء والمرسلون تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورً‌ا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ولا ينبغي لنبيٍّ ولا رسولٍ أن يقول لأتباعه: لا ينبغي لكم أن تنافسوني في حبِّ ربي وقربه ويقول أنه الأولى بالله من دونهم. إذاً لماذا ابتعث الله رُسله إلى عبيده فهل ليأمروهم أن يُعظِّموهم بغير الحقّ من دون الله؟ أم يأمرونهم أن يتبعوا طريقة هُداهم إلى ربهم أفلا تتقون؟ بل لم يبعث الله رسله إلى العبيد إلا ليخرجوهم من عبادة العبيد إلى الربّ المعبود وحده لا شريك له، وتجدون أنّ الأنبياء يُحذِّرون قومهم بما حذَّر الله به الأنبياء أنفسهم فيقول لهم ما قاله الله لمحمدٍ عبده ورسوله:
    {
    وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٦٥} صدق الله العظيم [الزمر].

    وللأسف فقد وجدنا في محكم علم الغيب في الكتاب أنه لا يؤمن أكثر الناس بربهم إلا وهم به مشركون بعباده من دونه وقال الله تعالى:
    {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:106].

    وقد أخبركم الله بعلم الغيب الحقّ في محكم كتابه عن نتيجة المشركين بربهم عباده المُقرَّبين الذين يدعونهم ليشفعوا لهم عند ربهم أو يأتون لزيارة قبورهم فيسألونهم أن يشفوا أمراضهم ويتوسّلون بهم إلى ربّهم وهم غافلون لا يسمعون دعاءهم شيئاً ولو سمعوا لما استجابوا وقال الله للمشركين به عباده المُقرَّبين:
    {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وهنا تجدون أنّ عباد الله المُقرَّبين كفروا بعبادتهم لهم من دون الله بتوسُّل الدعاء وكأنهم أولاد الله بينما هم عبادٌ مكرمون وليس لهم من الأمر شيئاً وقال الله تعالى:
    {
    وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ﴿٨١كَلَّا ۚسَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ﴿٨٢} [مريم]، وسوف يكفرون بعبادتهم فيقولون: {مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩)} صدق الله العظيم [يونس].

    ويقصد المكرّمون بقولهم:
    {
    فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩} صدق الله العظيم. أيْ: فكفى بالله شهيداً بيننا وبينكم أننا لم نأمركم بذلك يوم كنا معكم في الحياة الدنيا، فإنْ نحن أمرناكم بتعظيمنا بغير الحقّ وقلنا لكم ما ليس لنا بحقٍّ فإنْ قلنا لكم ذلك فقد علِمه الله، وإنما أشركتم بنا من بعد أن توفّانا الله وكنا عن عبادتكم ودعائكم لنا من دون الله لغافلين.

    وكان ردّ جميع عباد الله المقرَّبين الدعاة إلى الصراط المستقيم هو كمثل ردّ رسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمّه وآل عمران وسلّم وآله وقال الله تعالى:
    {
    وَإِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿١١٦مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚوَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿١١٧إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١١٨} صدق الله العظيم [المائدة].

    وكذلك ردّ الأئمة والأنبياء وعباد الله المقرَّبين للذين يبالغون فيهم من بعد موتهم بغير الحقّ فيدعونهم من دون الله من بعد أن توفّاهم الله فهم غافلون عن عبادتهم ودعائهم لهم مع الله ولذلك قالوا:
    {
    مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩} صدق الله العظيم، ولو لم يزالوا فيهم إذاً فسوف ينهونهم عن ذلك ويغضبون غضباً كبيراً لكون ذلك مُنافياً لما ابتعثهم الله به لدعوة العباد إلى عبادة الربّ المعبود ويقولون لهم: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّـهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّـهِ أَحَدًا ﴿١٨} صدق الله العظيم [الجن].

    وذلك ممّا أعلمه من علوم الغيب عن نتائج الذين أشركوا بربهم عباده المُقرَّبين. وأما الذين يعبدون الأصنام فتمّ السؤال إليهم من ربّهم أين ما كنتم تعبدون من دون الله؟ ويقصد الأصنام وكان ردّهم وردّ آبائهم وردّ أنبيائهم في علم الغيب:
    {
    رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ} صدق الله العظيم [القصص:63].

    فأما الذين عبدوا الأصنام فألقوا باللوم على آبائهم الأوّلين لكونهم كانوا يعتقدون أنّ لهم حكمةً بالغةً في عبادة الأصنام فيزعمون أن آباءهم هم أعلمُ وأحكم منهم، ولذلك أصرّوا على أن يتَّبعوا آباءهم الاتّباع الأعمى، وما كان قولهم لرسل ربّهم إلا أن قالوا:
    {
    قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ ﴿٧٨} [يونس].

    وقال لهم أنبياء الله:
    {قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ ﴿٧٢﴾ أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ ﴿٧٣﴾ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ ﴿٧٤﴾} [الشعراء]، وقال الله تعالى: {
    وَكَذَٰلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ ﴿٢٣ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ ۖ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ ﴿٢٤} صدق الله العظيم [الزخرف].

    ولكنكم تجدون في علم الغيب أنّهم ألقوا باللوم على آبائهم بين يدي الله وقالوا:
    {{{رَبَّنَا هَؤُلَاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا}}}، ومن ثم اعترف آباؤهم الأوّلون بأنهم أغووا ذرياتهم بسبب أنهم صنعوا تماثيل لعباد الله المُقرَّبين من بعد موتهم فيدعون تمثاله من دون الله! ولذلك اعترف آباؤهم بإغواء ذرياتهم وقالوا: {أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا} ومن ثم ردّ عليهم عباد الله المُقرَّبون وقالوا: {تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ} صدق الله العظيم، وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {رَبَّنَا هَؤُلَاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ} صدق الله العظيم، فذلك ممّا أعلمه من أحداث علم الغيب في الكتاب عن الذين لا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون به عباده المُقرَّبين.

    وأنا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم أدعوكم إلى ما دعاكم إليه عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمّه وآل عمران وسلّم وقال الله تعالى:
    {
    وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} [المائدة:72].

    وقال الله تعالى:
    {
    لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} [المائدة:17].

    وقال الله تعالى:
    {
    إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّـهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٥٩} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وكذلك أدعو المسلمين الأُمِّيِّين من أتباع جدّي النبيّ الأُمِّيّ محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى ما دعاهم إليه والناس أجمعين، وقال لهم نفس الأمر الذي تلقَّاه عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم:
    {
    وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} صدق الله العظيم [المائدة:72].

    ولا ينبغي للإمام المهدي أن يُفرِّق بين دين رسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمّه وآل عمران وسلَّم تسليماً وبين دين جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله الأطهار وسلَّم تسليماً، ولا ينبغي لي أن أُفرِّق بين دين رسول الله وكليمه موسى صلّى الله عليه وآل موسى وآل هارون وأُسلِّم تسليماً، ولا ينبغي لي أن أُفرِّق بين دين محمدٍ رسول الله وخليل الله إبراهيم وجميع الأنبياء والمرسلين صلّى الله عليهم وآلهم الطيبين وجميع التابعين للحقِّ إلى يوم الدين؛ بل أنا الإمام المهديّ المنتظَر أدعو البشر إلى ما دعاهم إليه كافة الأنبياء والمرسلين لا نفرّق بين أحدٍ من رسله حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين، وما ينبغي للمهديّ المنتظَر الحقّ أن يخالف هَدْي الأنبياء والمرسلين تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴿١٠فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴿١١لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٢ شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚكَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّـهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ﴿١٣}
    صدق الله العظيم [الشورى].

    وجميع الرسل يدعون البشر إلى ما يدعوهم إليه المهديّ المنتظَر أنْ اعبدوا الله ربي وربكم فإنه من يشرك بالله فقد ضلَّ ضلالاً بعيداً، فلا فرق شيئاً بين دعوة المهديّ المنتظَر ودعوة رسل الله إلى البشر فجميعنا ندعو الجنّ والإنس إلى عبادة الله وحده لا شريك له وليس إلى تعظيمنا بغير الحقّ من دون الله وقال الله تعالى:
    {
    وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    ويا عجبي من قومٍ لا يعقلون أعرضوا عن اتِّباع المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم الإمام ناصر محمد اليماني خشية أن لا يكون المهديّ المنتظَر هو ناصر محمد اليماني ومن ثمّ يقيم الإمام المهدي عليهم حُجّة العقل والكتاب بالحقِّ وأقول: فأيّ مهديٍّ تنتظرون؟ فهل تنتظرون المهديّ المنتظَر ليهديكم إلى صراط الشيطان الرجيم أم إلى صراط الله العزيز الحكيم؟ أم تنتظرون مهدياً منتظراً ليدعوكم إلى عبادته وتعظيمه بغير الحقّ من دون الله؟ أم تنتظرون مهدياً منتظراً يقول لكم إنّي أعلمُ الغيب ويفتري على الله بوحيٍ جديدٍ ما أنزل الله به من سُلطانٍ؟ أم تنتظرون مهدياً منتظراً ينبذُ كتاب الله القرآن العظيم وراء ظهره ثم يتبع أهواءكم فيعتصم بالروايات التي تخالف لآيات الكتاب المحكمات هُنَّ أمّ الكتاب؟ هيهات هيهات، وأقسم برب السماوات أني سوف أُجادلكم بآيات الكتاب المحكمات هُنَّ أمّ الكتاب البيِّنات لعالمكم وجاهلكم حتى أجعلكم بين خيارين اثنين: إما أن تتبعوا الحقّ من ربّكم أو تعرضوا عن دعوة تحكيم كتاب الله القرآن العظيم كما أعرض الذين فرّقوا دينهم شيعاً من قبلكم عن دعوة تحكيم كتاب الله القرآن العظيم كونهم معتصمين بما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم وقال الله تعالى:
    {
    إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦} [النمل].

    {
    أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وأما حُجّة الشيطان التي يُلقيها إلى صدوركم فيقول للذين لا يعقلون منكم: "إياكم أن تتبعوا هذا الرجل المدعو ناصر محمد اليماني الذي يزعم أنه المهديّ المنتظَر حتى ولو كنتم ترون في دعوته الحقّ فافرضوا لو أنّكم اتَّبعتموه ومن ثم يتبيَّن لكم بعد حينٍ أنه ليس المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين"! ومن ثم يردُّ الإمام المهديّ المنتظَر على شياطينكم وعلى أنفسكم وأقول: فلنفرض أنَّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - قد افترى هذا القرآن العظيم الذي يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له وصدَّقناه كونه يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، فهل علينا من الإثم شيءٌ لَئِن أجبنا الداعي إلى عبادة الله وحده لا شريك له وهو ليس نبيّ الله أحمد الذي يبعثه الله من بعد المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليهم وآلهم وسلَّم تسليماً؟ ومن ثم أترك الجواب مباشرةً من الله ورسوله:
    {
    أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ ﴿٣٥} صدق الله العظيم [هود].

    وكذلك لو اتَّبع بنو إسرائيل نبيَّ الله موسى عليه الصلاة والسلام كونه يقول أنّ الله كلَّمه تكليماً وبعثه إليهم رسولاً ليدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ويحاجّهم بآيات الكتاب البينات، فلنفرض أنَّ موسى عليه الصلاة والسلام لم يُوحَ إليه شيءٌ مما يقوله لهم وهم استجابوا لدعوة نبيّ الله موسى إلى عبادة الله وحده لا شريك، فهل لو كان موسى عليه الصلاة والسلام كاذباً فهل على الذين اتَّبعوه من الوزر شيءٌ؟ ومن ثم نترك الجواب من الله على لسان مؤمن آل فرعون عليه الصلاة والسلام:
    {
    وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴿٢٨} صدق الله العظيم [غافر].

    وكذلك يا قوم شأن المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني خليفة الله في الأرض، فإن كان من الذين يتحاجّون بالدين من أجل المُلك والتمكين في الأرض ولم يصطفِه الله خليفته فإنّ على ناصر محمد اليماني كذبه، وأما الذين اتّبعوه فقد فازوا فوزاً عظيماً كونهم استجابوا لدعوة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وجميع الأنبياء والمرسلين إلى عبادة الله وحده لا شريك له على بصيرةٍ من ربّهم القرآن العظيم، فكيف يكون أتباع ناصر محمد اليماني على ضلالٍ حتى ولو لم يكن ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر خليفة الله ربّ العالمين فما ضلَّ من اتّبع ناصر محمد اليماني فعبِد الله وحده لا شريك له فلم يُشرك بالله شيئاً، فكيف يكون على ضلالٍ مبينٍ أفلا تعقلون؟ أم إنكم تنتظرون مهديّاً منتظراً يدعوكم إلى عبادته من دون الله أفلا تتقون؟ أم تنتظرون مهديّاً منتظراً يقول لكم إني من ملائكة الرحمن فاتبعوني؟ أم تنتظرون مهدياً منتظراً يقول لكم إنّي أعلمُ غيب السماوات والأرض وأعلمُ ما تبدون وما كنتم تكتمون، سبحان ربي! وهل كنت إلا عبداً من عبيد الله الصالحين ولا أتعامل مع الشياطين حتى أخبركم عن أسمائكم وأسماء آبائكم وأمهاتكم أفلا تعقلون؟ فأيّ برهانٍ هذا الذي تستدلّون به على المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم؟ فما خطبكم وماذا دهاكم يا إخواني المسلمين أفلا تتفكرون؟ كيف تستطيعون أن تعلموا المهديّ المنتظَر الحقّ فتستنبطون من بين المهديّين المُفترين شخصيتَه في كل عصرٍ في البوادي والحضر فبين الحين والآخر يظهر لكم مهديٌّ منتظرٌ جديدٌ فانظروا حجّتهم وسلطان علمهم! وتالله لن تقبل سلطانَ علمهم عقولُكم إن كنتم تعقلون، كون سلطان علمهم يتنافى مع العقل والمنطق كون سلطان علمهم إنما يدعو للإشراك بالله فيخرجوكم من النور إلى الظلمات فيزيدوكم شركاً إلى شرككم بالله ويزيدوكم عمىً إلى عماكم ورجساً إلى رجسكم، ولسوف أضرب لكم على ذلك مثلاً في بيان رسول الشيطان الرجيم أحمد الحسن اليماني عن بيان لقول الله تعالى:
    {
    وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} صدق الله العظيم [فصّلت:12].

    وما يلي تفسير رسول الشيطان الرجيم أحمد الحسن اليماني:
    اقتباس المشاركة :
    ( وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ) والمصابيح هم الأنبياء والمرسلون والأوصياء (ع)، يحفظون الذين يتبعونهم من وسوسة الشياطين، بالتعاليم والأخلاق الإلهية، التي يعلمونها الناس . وظهورهم: في السماء الجسمانية بالكواكب والشموس المضيئة . فما أكثر الظلام في السماء، وما اقل النجوم نسبة إلى الجزء المظلم، كما إن في الأرض ما اقل الأنبياء، وما أكثر من خالفهم وحاربهم، وتخلف عنهم ولم ينصرهم . فقليل دائما هم الأنبياء والأوصياء وأنصارهم، كـ( قلة النجوم في السماء الجسمانية) وفي نهاية حركة الفـَلك الأعظم: (اقصد قوس النـزول).
    انتهى الاقتباس

    انتهى التفسير للإمام المزعوم أحمد الحسن اليماني رسول الشيطان الرجيم وهو من يوحي إليه هذا التفسير ليزيدكم يا معشر الشيعة شركاً بالله حتى تبالغوا في أنبياء الله ورُسله فتدعوهم من دون الله أن يحفظوكم من شرّ الأشرار فتستعيذوا بهم ثم يظهر لكم الشياطين ويقول أنه روح النبي فلان أو الإمام المهديّ المنتظَر محمد الحسن العسكري فيأمركم بما يأمركم به أحمد الحسن اليماني أن تستعيذوا به من أعدائكم فيزيدوكم رهقاً وشركاً بالله! أفلا تتقون يا معشر الشيعة الاثني عشر؟
    ولكني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم الإمام ناصر محمد اليماني من اليمن، أُشهِدُ الله ومن ينافسني في حبِّ الله وقربه وكفى بالله شهيداً أني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم من ذُرية الإمام الحسين بن علي وفاطمة بنت محمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليماً، ولم تلدني أمي قبل قدري المقدور في الكتاب المسطور وكان أمر الله قدَراً مقدوراً تصديقاً لقول الله تعالى: {ثُمَّ جِئْتَ عَلَىٰ قَدَرٍ يَا مُوسَىٰ} صدق الله العظيم [طه:40].

    وكذلك المهديّ المنتظَر لا ينبغي له أن يسبق ميلادُه قدَرَ عصره وظهوره، وأنتم الآن في عصر الحوار من قبل الظهور، وأما حجتكم عن تأخير المسيح عيسى ابن مريم وأصحاب الكهف عليه وعليهم الصلاة والسلام فأولئك لم يسبق ميلادُهم قدَرَ بعثهم؛ بل خلقهم الله في جيل أمّتهم وابتعثهم في ذات الأمّة التي خلقهم الله فيها وكذّبوهم ثم أخَّرهم الله لحكمةٍ ستعلمونها، وليس ذلك برهاناً لتصحيح عقيدتكم في ميلاد المهديّ المنتظَر قبل قدَرِه المقدور في الكتاب المسطور لكون المسيح عيسى ابن مريم لم يؤخّره الله عن الدعوة في الأمّة التي خلقه الله فيها؛ بل دعاهم إلى الله وكلَّمهم وعرَّفهم بشأنه فيهم وقال:
    {
    قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّـهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴿٣٠} [مريم].

    وبدأ دعوته في ذات الأمّة التي خلقه الله فيها حتى إذا بلغ أشُدَّهُ فحاجَّهم بالحقِّ من ربّهم ودعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وعلَّمهم أنّ الدين عند الله الإسلام وقال الله تعالى:
    {
    وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} صدق الله العظيم [المائدة:72].

    وقال الله تعالى:
    {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:52].

    وكذلك أصحاب الكهف بدأوا دعوتهم في ذات الأمّة التي خلقهم الله في جيلها بقدَرٍ مقدورٍ، وتجدهم يحاجّون قومهم بالدعوة إلى الله وحده لا شريك له وترك عبادة الأوثان أنّ ذلك شركٌ ما أنزل الله به من سلطان، وقال أصحاب الكهف الأنبياء الثلاثة لقومهم:
    {وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَـٰهًا ۖ لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ﴿١٤﴾ هَـٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً ۖ لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ ۖ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    وإنما تمّ تأخيرهم من بعد أن كفرَ بهم الكفار من أمّتهم التي خلقهم الله فيها ولم يسبق ميلادُهم قَدَرَ بعثهم أفلا تتقون؟ وكذلك المهديّ المنتظَر لم يسبق ميلادُه قَدَرَ بعثه خليفةً لله على العالمين وخلقني الله في جيل هذه الأمّة ولم أختبئ في سردابٍ بادئ الأمر؛ بل آتاني الله الحكم بينكم فزادني الله بسطةً عليكم بعلم الكتاب ليجعلني قادراً على أن أحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون حتى أُعيدكم إلى منهاج النّبوّة الأولى وأُجاهدكم بالقرآن جهاداً كبيراً حتى أُخرِج الشيعة وأهل السنة والجماعة وجميع المسلمين من الظلمات إلى النور فتجدوني أُحاجُّكم بآيات الكتاب البيِّنات لعالِمكم وجاهلكم، وليس بيان الإمام المهدي كمثل تفاسيركم الظنيّة التي تحتمل الصح وتحتمل الخطأ، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ويحسبون أنهم مهتدون.

    ويا عجبي منكم يا معشر الشيعة الاثني عشر كيف أنكم تعلمون أنَّ الإمام اختيارٌ من الله لا من البشر ومن ثم تَصْطَفون المهديّ المنتظَر قبل قدَره المقدور في الكتاب المسطور! وكذلك لم يجعلني الله من أهل السُّنة والجماعة الذين يعلمون أنّ المهديّ المنتظَر يظهر عند البيت المعمور ويريدونه أنْ يظهر لهم من قبل الحوار أو يريدون أنْ يصطفوا المهديّ المنتظَر في قدَره المقدور فيُعرِّفونه على شأنه أنه هو المهديّ المنتظَر، فأنّى لكم أن تصطفوا المهديّ المنتظَر خليفة الله من دون الله؟ وأنّى لكم أن تختاروا من جعله الله الإمام لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمّه وآل عمران وسلَّم تسليماً، أفلا تتقون ؟

    وأنا المهديّ المنتظَر أقول يا عجبي من البشر الذين لا يتفكّرون! فتفكّروا يا أولي الأبصار، واجعلوا مقارنةً بين بيان المهديّ المنتظَر الحقّ للذِّكر وبين المهديّين المفترين أمثال رسول الشيطان الرجيم (أحمد الحسن اليماني) الذي ابتعثه الشيطان ليزيدكم شركاً إلى شرككم، وتعلمون علم اليقين أنه يدعوكم للإشراك بالله والمبالغة في رسل الله وأئمة آل البيت من خلال بيان أحمد الحسن اليماني لقول الله تعالى:
    اقتباس المشاركة :
    ( وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ) : والمصابيح هم الأنبياء والمرسلون والأوصياء (ع)، يحفظون الذين يتبعونهم من وسوسة الشياطين، بالتعاليم والأخلاق الإلهية، التي يعلمونها الناس . وظهورهم: في السماء الجسمانية بالكواكب والشموس المضيئة . فما أكثر الظلام في السماء، وما اقل النجوم نسبة إلى الجزء المظلم، كما إن في الأرض ما اقل الأنبياء، وما أكثر من خالفهم وحاربهم، وتخلف عنهم ولم ينصرهم . فقليل دائما هم الأنبياء والأوصياء وأنصارهم، كـ( قلة النجوم في السماء الجسمانية)
    وفي نهاية حركة الفـَلك الأعظم.
    انتهى الاقتباس
    فانظروا لبيانه الباطل عن مصابيح النجوم بالسماء الدنيا وقال:
    اقتباس المشاركة :
    (والمصابيح هم الأنبياء والمرسلون والأوصياء (ع)، يحفظون الذين يتبعونهم من وسوسة الشياطين )).
    انتهى الاقتباس
    انتهى الاقتباس من بيان أحمد الحسن اليماني.

    وإنما يريد أن يزيدكم شركاً إلى شرككم بالله ورجساً إلى رجسكم فيزيدكم عمىً إلى عماكم عن الله الحقّ الذي أمركم في محكم كتابه وقال الله لكم:
    {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن:18].

    وقال الله تعالى:
    {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} [النمل:62].

    وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر:60].

    وقال الله تعالى:
    {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُوراً} [الإسراء:67].

    وقال الله تعالى:
    {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [العنكبوت:65].

    وقال الله تعالى:
    {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [المؤمنون:117].

    وقال الله تعالى:
    {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورً‌ا ﴿٤٥﴾ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورً‌ا ﴿٤٦﴾} [الإسراء].

    وقال الله تعالى:
    {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورً‌ا ﴿٥٧﴾ وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورً‌ا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} [الإسراء].

    وقال الله تعالى:
    {
    فَادْعُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴿١٤} صدق الله العظيم [غافر]، فاتقوا الله يا عباد الله واتبعوا الداعي إلى عبادة الله وحده لا شريك له.

    وأما الرد على بيان عدوّ الله رسول الشيطان الرجيم أحمد الحسن اليماني ببيانه لقول الله تعالى:
    اقتباس المشاركة :
    {وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً}:والمصابيح هم الأنبياء والمرسلون والأوصياء (ع)، يحفظون الذين يتبعونهم من وسوسة الشياطين، بالتعاليم والأخلاق الإلهية، التي يعلمونها الناس . وظهورهم: في السماء الجسمانية بالكواكب والشموس المضيئة . فما أكثر الظلام في السماء، وما اقل النجوم نسبة إلى الجزء المظلم، كما إن في الأرض ما اقل الأنبياء، وما أكثر من خالفهم وحاربهم، وتخلف عنهم ولم ينصرهم . فقليل دائما هم الأنبياء والأوصياء وأنصارهم، كـ( قلة النجوم في السماء الجسمانية) وفي نهاية حركة الفـَلك الأعظم.
    انتهى الاقتباس
    ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي وأقول قال الله تعالى:{وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا} صدق الله العظيم، فما هي المصابيح التي زيَّن الله بها السماء الدنيا؟ وتجدون الجواب في قول الله تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ ۖوَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ ﴿٥} صدق الله العظيم [الملك].

    ومن ثم نأتي لقول الله تعالى
    {{{{وَحِفْظاً}}}} فما يقصد الله بقوله أن المصابيح زينةً وحفظاً؟ ومن ثم تجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴿٦﴾ وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ ﴿٧﴾ لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ﴿٨﴾ دُحُورً‌ا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ﴿٩﴾ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴿١٠﴾} [الصافات].

    وقال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ﴿١٦﴾ وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ ﴿١٧﴾ إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

    بل سوف يردُّ أيّ عالِمٍ من المسلمين على أحمد الحسن اليماني، فأمْرُ الذين يدعون المهدية بسيطٌ لو يوجِّههم علماء الأمّة ليذودوا عن حياض الدين حرصاً على عدم إضلال المسلمين، فسوف يُلجِمهم أيّ عالِمٍ من علماء المسلمين بعلمٍ أهدى من علمهم كون دعوتهم وسلطان علمهم لا يقبله العقل والمنطق، كونهم يقولون على الله من ذات أنفسهم ومن وسواس الشياطين ولن تجدوهم يأتون لكم بالبرهان من محكم القرآن لتعلموا أنهم لا يقولون على الله إلا الحقّ. ولكنهم يفتقدون البرهان المبين على دعواهم لإثبات مهديّتهم كون فاقد الشيء لا يعطيه، فإذا لم يصطفِهم الله فمن الذي سوف يأتيهم علم الكتاب محكمه ومتشابهه حتى يجعله الله القادر على أن يُخرِس ألْسِنة من يحاجّه في الحقّ من ربّه حتى يُسلِّموا للحقِّ تسليماً أو يعرضوا عن الحقّ من ربّهم من بعد ما تبيّن لهم أنّه الحقّ من ربّهم فيصمتوا ويعرضوا عنه ثم يعذِّبهم مع الكفار بالذِّكر عذاباً نُكراً.

    ويا عجبي من البشر الذين لا يتفكّرون برغم أنهم يمشون على رجلين وليس على أربع، ولكنهم ينتظرون مهدياً منتظراً خِرِّيج معاهدهم دَرَسَ العلم بين أيديهم فيكونوا هم مشايخه الذين علَّموه العلم. ثم يردّ المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم على أصحاب تلك العقيدة فأقول: فهل يقبل العقل والمنطق أن تلميذكم الذي تتلمذ على أيديكم سوف يكون قادراً على أن يحكم بينكم وبين كافة علماء الأمّة فيما كانوا فيه يختلفون في دينهم حتى يُلجِم الجميع بالحكم الحقّ من ربهم إلجاماً حتى يُسلِّموا للحكم الحقّ تسليماً أو يعرضوا عنه بعدما تبيّن لهم أنه الحكم الحقّ من ربهم قد استنبطه لهم الإمام الحقّ من محكم كتابه ثم يُعرِضون عن اتّباع الحقّ من كان من نصيب الشيطان ولن يتبع القرآن إلا من كان من نصيب الرحمن لكون من كان من نصيب الشيطان قال الله عنهم:
    {وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا} صدق الله العظيم [الأعراف:146].

    برغم أنها تقبَّلته عقولهم واطمأنَّت إليه قلوبهم أنّه الحقّ من ربهم؛ أولئك قومٌ أخذتهم العزة بالإثم فلا خير فيهم لأنفسهم ولا خير فيهم لأمتهم وقال الله تعالى:
    {
    وَلَوْ عَلِمَ اللَّـهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [الأنفال].

    ويا أيها النجفي ثكلتك أمُّك في تسعة أشهر، فهل تريد البرهان للمهديّ المنتظَر أن يخبركم بأسماء آبائكم فيفضح كثيراً من المسلمين والله يستر على عباده؟ فهل تريد الله يبعث المهديّ المنتظَر بالفضيحة فيقول يا فلان ليس أباك فلانٌ بل أباك فلان؟ بل الحقّ أقول والله الذي لا إله غيره لا أعلمُ اسم النجفي ولا أعلمُ اسم أبيه ولا أعلمُ اسم أمّه وأخيه، وما لي وما لهم حتى أُعلِّم الناس بأسمائهم فلم يكونوا من الخلفاء المصطفين ولم يكونوا من الأنبياء المرسلين، فهل العلم بأسمائكم وأسماء آبائكم وأمهاتكم هو السلطان والبرهان في عقيدتكم لتعلموا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم؟ إذاً فسوف تتبعون كُلَّ أفاكٍ أثيم من الذين يُعلِّمونكم بأسمائكم وأسماء آبائكم وأسماء أمهاتكم كما علَّمهم بأسمائكم قُرناؤكم من الشياطين يا معشر المعرِضين عن ذِكر الله أفلا تتقون؟

    ولا أخصّ بذلك النجفي بل كثيرين ألقوا إلى الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ذات السؤال الذي ألقاه إلينا النجفي ولذلك رددنا عليك بالحقِّ المبين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
    ________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  9. افتراضي

    اقتباس المشاركة : صحابى مصر
    نَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ
    ***
    هل الملك جبريل عليه السلام هو الوحيد الذى لديه علم من الكتاب ان هناك اخرون قد من الله عليهم بعلم من الكتاب
    وهل يستوى ان تقول ان من لدية علم من الكتاب لا يجب ان يكون من ملاء سليمان والذى سخرهم لسيدنا سليمان هو الله فهل يخالفون امر الله لهم وتعاد قصة ابليس وادم انه احق بالسجود من ادم وفقنا الله واياكم الى الصواب واشعر ان العيب فيا فانا صعب الفهم فتريثوا معى ايها السابقون الاخيار
    انتهى الاقتباس من صحابى مصر
    اقتباس
    )قَالَ : كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى فِيهِ خَبَرُ مَا قَبْلَكُمْ ، وَنَبَأُ مَا بَعْدَكُمْ ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ ،

    اقتباس المشاركة 110006 من موضوع الردّ على من يزعم أنه هاشمي معتبر من آل البيت المطَّهر وهو من شياطين البشر من الذين يظهرون الإيمان ويبطنون المكر ليصدوا البشر عن اتّباع الذكر ..

    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=109997

    الإمام ناصر محمد اليماني
    22 - 09 - 1434 هـ
    29 - 07 - 2013 مـ
    09:22 صبـاحاً
    ـــــــــــــــــــــــ


    إنّما جعل الله برهان بعث الإمام المهديّ في أسرار القرآن، وذلك لأنّه لن يأتيكم بكتابٍ جديدٍ بل يُحاجّ النّاس بالقرآن المجيد ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، أمّا بعد..
    إنّما تعلمون حقيقة بعث الإمام المهديّ في أسرار القرآن مثال قول الله تعالى:
    {وَيَقُول الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْت مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاَللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنكُمْ وَمَنْ عِنْده عِلْم الْكِتَاب} صدق الله العظيم [الرعد:43].

    فالذي يؤتيه الله علم الكتاب فيجعله شاهداً على العالمين فيحاجّهم بالقرآن المجيد فيهديهم به إلى صراط العزيز الحميد فذلكم هو المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم الذي يدعو العالمين إلى أن يتخذوا رضوان الله غايةً لتحقيق عكس هدف الشياطين (فيرضى)، ولا يرضى الله لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر. ولذلك قال الله تعالى:
    {وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7].

    ولذلك تجدون الإمام المهديّ وأنصاره يسعون الليل والنّهار وهم لا يسأمون ليجعلوا النّاس أمّةً واحدةً على الشكر لله كون الله يرضى لعباده الشكر ونحن اتّخذنا رضوان نفس الله غايةً، ولكن الشيطان وحزبه تجدونهم يسعون الليل والنّهار وهم لا يسأمون ليجعلوا النّاس أمّةً واحدةً على الكفر كونهم علموا إنَّ الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر. ولذلك قال الشيطان الرجيم:
    {ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فكيف يكونون على ضلالٍ مبينٍ قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه يسعون إلى تحقيق الهدف المعاكس لهدف الشياطين أفلا تتفكّرون؟ كون الشيطان وحزبه يسعون إلى تحقيق هدفٍ في نفس الله وهو عدم رضوان الله على عباده وهو الهدف المعاكس لهدف المهديّ المنتظَر وحزبه.
    لكون في سرّ دعوة المهديّ المنتظَر حقيقة اسم الله الأعظم؛ صفة رضوان نفس الله على عباده، ولذلك خلقهم، وسوف يهديهم الله من أجل تحقيق هدف الإمام المهديّ ليتحقق الهدف من خلقهم فيتخذوا رضوان الله غايتهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النّاس أمّةً واحدةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجنّة وَالنّاس أَجْمَعِينَ (119)} صدق الله العظيم [هود].

    وإلى البيان الحقّ فأمّا قول الله تعالى:
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النّاس أُمّةً واحِدَةً}، فتجدون البيان في قول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً} صدق الله العظيم [يونس:99].

    وأمّا البيان الحقّ لقوله تعالى:
    {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} ويقصد في عصر بعث الرسل فمن أوّلهم إلى خاتمهم فلم يتحقق هدى الأمّة كلها في عصر بعث الرسل. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّـهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بالحقّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٢١٣﴾ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الجنّة وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّـهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّـهِ قَرِيبٌ ﴿٢١٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وأمّا البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجنّة وَالنّاس أَجْمَعِينَ} صدق الله العظيم، وذلك هو الإمام المهديّ المنتظَر الذي اتّخذ رضوان نفس ربّه غايةً، وكيف يكون الله راضياً في نفسه على العالمين؟ وذلك حتى يجعل النّاس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ فيرضى.

    وأمّا قول الله تعالى:
    {وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} كون سرّ الخلق هو في دعوة المهديّ المنتظَر الذي يدعو البشر ليتخذوا رضوان نفس الله غاية وليس وسيلة لتحقيق النّعيم الأصغر كون رضوان الله هو النّعيم الأكبر من نعيم الجنة، فكيف تتخذون النّعيم الأكبر وسيلة لتحقيق نعيم الجنّة الأصغر؟ ألم يقل الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].

    فقد أفتاكم الله في محكم كتابه أنَّ رضوان الله على عباده هو النّعيم الأعظم من نعيم جنّته وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].

    كون الله خلقهم ليتّخذوا رضوان ربّهم غاية فيكونوا له عابدين ولم يخلقهم من أجل جنّته بل خلق الجنّة من أجلهم وخلقهم لهدفٍ في نفس ربّهم وهو ذات الهدف الذي يدعوكم إلي تحقيقه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الذي سوف يتمُّ الله بعبده نوره على العالمين ولو كره المجرمون ظهوره. تصديقاً لقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الحقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [التوبة:33].

    وقول الله تعالى:
    {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴿١﴾ مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴿٢﴾ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ﴿٣﴾ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿٤﴾ فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ ﴿٥﴾ بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ ﴿٦﴾ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [القلم].

    ولا يخصّ المهديّ المنتظَر من سورة القلم إلا الحرف
    نون الذي أقسم به الله لمحمدٍ رسول الله لينصرنّه به فيتمّ ببعثه نورَه على العالمين ولو كره المجرمون ظهوره فيظهره على الدين كله في مشارق الأرض ومغاربها.

    وكذلك يوجد برهان بعث المهديّ المنتظَر في آياتٍ كثيرة ولكن في أسرار القرآن للمتدبّرين المتفكّرين، ولم يجعل الله برهان بعث الإمام المهديّ في محكم القرآن بل في أسرار القرآن، بل جعل البرهان البين لبعث الإمام المهدي في سنّة البيان. والحكمة من ذلك كون الإمام المهدي لن يأتيكم بكتاب جديد بل يحاج النّاس بالقرآن المجيد، فمن يكفر بدعوته فإنّما كفر بما تنزَّل على محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كون الإمام المهدي يدعو إلى كتاب الله وسُنَّة رسوله الحقّ، وما عندي غير ذلك شيئاً.

    ويا معتبر؛ من ألدّ أعداء دعوة الاحتكام إلى الذكر، إنَّ قاعدة كشف الأحاديث المكذوبة واحدةً موحدةً في كافة البيانات فإنّ ما وجدناه من الأحاديث قد جاء مخالفاً لمحكم الكتاب فهو حديثٌ مفترًى على الله ورسوله في أحاديث سنّة البيان، ولذلك تجد الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يدعو كافة علماء المسلمين إلى تطبيق هذا النّاموس في محكم الكتاب لكشف الأحاديث المكذوبة، والقاعدة في محكم القرآن حكم من الله بين المختلفين بأنّ الأحاديث المفتراة في سنة البيان أنّهم سوف يجدون بينها وبين محكم القرآن تناقضاً واختلافاً كبيراً، هذه القاعدة لكشف الأحاديث المكذوبة لم يأتِ بها ناصر محمد من عنده، بل الله من أمركم بذلك أن تقوموا بعرض الأحاديث النبويّة على محكم القرآن العظيم وعلَّمكم الله أنّ ما كان منها مفترًى على النبي بأنّكم سوف تجدون بينها وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    { مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً (81) أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اختلافاً كثيراً (82) } صدق الله العظيم [النساء].

    ويا معتبر، إنّ كتاب الله وأحاديث البيان في سُنّة رسوله لا شك ولا ريب أنّهم من عند الله و إنّما ندعوكم للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم على هذا الأساس إنَّ ما وجدناه من الأحاديث جاء مخالفاً لمحكم القرآن، فهنا تعلمون علم اليقين أنّ ذلك حديثٌ مفترى لا شك ولا ريب.

    ويا معتبر، وما قط وجدتَ الإمام المهديّ يقولُ غير ذلك في كافة البيانات، والسؤال الذي يطرح نفسه في الحكم في الأحاديث الحقّ المبشرة ببعث الإمام المهديّ المنتظَر فما وجدناه جاء يخالف لأيٍّ من آيات الكتاب المحكمات فهو حديثٌ مفترى، فبعد عرض القاعدة لكشف الأحاديث المكذوبة فهل وجدت حديثاً يبشر ببعث الإمام المهديّ جاء مخالفاً حتى لآيةٍ واحدةٍ في محكم القرآن العظيم؟ فآتنا بها إن كنت من الصادقين.

    إذاً يا معتبر فإذا كانت الأحاديث المبشّرة بأنّ الله يبعث الإمام المهديّ فإذا كانت لم تخالف القرآن في شيء فكيف حكمت عليها بالباطل؟ وربما معتبر يودّ أن يقول: "إني لم أحكم عليها بالباطل يا ناصر محمد فأنا مؤمنٌ بكتاب القرآن العظيم بأحاديث السُّنة النبويّة ومنها الحديث الذي أجادلكم به (كل مجتهد مصيب فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر)". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: بل له وزرٌ ووزرُ من اتّبعه إلى يوم القيامة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:25].

    كون من قال على الله ما لا يعلم علم اليقين أنّه الحقّ من ربّه لا شكّ ولا ريب فقد أطاع أمر الشيطان الذي يأمركم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولكن القول على الله بغير سلطان العلم البيّن من ربّهم ذلك من كبائر الإثم في محكم الكتاب قد حرَّمه الله على المؤمنين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الحقّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:33].

    فهل تعلم عن البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}؟ أي أنّه محرَّمٌ على المؤمنين أن يقولوا على الله ما لا يعلمون أنّه الحقّ من ربّهم لا شك ولا ريب كون ذلك هو اتّباع الظنّ والظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً لكون زلة عالِمٍ تكون سبباً في زلة عالَم بأسره، فليس خطأُ من يقول في دين الله بغير الحقّ خطأً سهلاً ينحصر ضرره على العالِم وحده بل يكون سبب في إضلال أمّةٍ بأسرها تتّبعه، فكيف يكون له أجرٌ من قال على الله في دينه بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيء؟ وقال الله تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظنّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ (116)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    كون قول المفتي في دين الله وهو يظنّ أنّ قوله قد يصيب وقد يخطئ فذلك هو الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظنّ لَا يُغْنِي مِنَ الحقّ شيئاً إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} صدق الله العظيم [يونس:36].

    فلا بدّ لكم أن تستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم لعرض أحاديث السُّنة النبويّة على الأساس الحقّ كما حكم الله بين المختلفين، فما وجدناه جاء مخالفاً لمحكم القرآن من الأحاديث النّبوية فهو حديثٌ مفترًى من عند غير الله ورسوله، وما دعوتُكم إلا لتطبيق هذا النّاموس في محكم القرآن العظيم لكشف الأحاديث المكذوبة من بدء الدعوة المهديّة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً (81) أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اختلافاً كثيراً (82)} صدق الله العظيم [النساء].

    ويا معتبر، إن كنت تنكر أحاديث البشرى ببعث المهديّ المنتظَر فيجب عليك أن تثبت أنّها جاءت مخالفةً لأيٍّ من الآيات المحكمات البيّنات إن كنت من الصادقين.

    ويا معتبر، نحن قومٌ يحبّهم الله ويحبونه نؤمن بكتاب الله وأحاديث رسوله الحقّ في سنّة البيان ولا نفرّق بين كتاب الله وسنة رسوله الحقّ؛ نورٌ على نورٍ، وإنما ننكر ما جاء في الأحاديث النّبوية مخالفاً لمحكم القرآن العظيم، فما خطبك لا تفهم الخبر يا معتبر الذي يريد أن يلبس الحقّ بالباطل وهو من ألدّ أعداء دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم؟ بل ويحاجنا في أحاديث بعث الإمام المهديّ المنتظَر! ومن ثمّ نردّ على المعتبر ونقول: ما جاء منها مخالفاً لمحكم القرآن العظيم فهو حديثٌ باطلٌ مفترى على الله في سُنَّة رسوله.

    ويا معتبر، لسوف أفتيك بالحقّ لماذا لم تأتِ البشرى ببعث المهديّ المنتظَر في آيات بيّنات لعلماء الأمّة وعامة المسلمين في محكم القرآن العظيم؛ ولسوف أفتيك عن السبب بالحقّ، وذلك كون خاتم الأنبياء والمرسلين هو محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فلا كتاب جديد من بعد القرآن وإنما يبعث الله الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد ليحاجّهم بهذا القرآن العظيم الذي تنزل على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وذلك حتى يكون القرآن العظيم هو الحجّة بينكم وبين الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد، فإن استجبتم لدعوة الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد فإنما استجبتم إلى اتّباع كتاب الله وسنة رسوله الحقّ لكونه لن يأتيكم بغير ما في كتاب الله وسنة رسوله الحقّ، وإن كذّبتم فإنّما كذّبتم بكتاب الله وسنة رسوله الحقّ لكونه لم يبعثه الله بوحيٍّ جديدٍ ولا بكلمةٍ واحدةٍ غير ما في كتاب الله وسنة رسوله، ولكنّك من الذين يصدون عن كتاب الله وسنة رسوله الحقّ صدوداً وتريد أن يعتصم المسلمون بأحاديث الشيطان الرجيم التي تأتي مخالفةً لمحكم كتاب الله وسنة رسوله الحقّ، وعليه فسوف يُفتي المهديّ المنتظَر في حقّ المعتبر من غير ظلمٍ بإذن الله: فسوف تجدونه يا معشر الأنصار دائماً يعتصم بما يأتي مخالفاً لمحكم كتاب الله القرآن العظيم ولذلك سوف تجدونه يعتصم بكافة أحاديث شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود، وكذلك يعتصم بحدّ الرجم للزاني المتزوج كونه جاء مخالفاً لمحكم القرآن العظيم، وكذلك تجدونه معتصماً بكافة أحاديث عذاب القبر، وكذلك سوف تجدونه معتصماً بالمبالغة في رسل الله ويحرّم منافستهم في حبّ الله وقربه ويحرّم على المسلمين أن يتمنّى أحدهم أن يكون هو الأحبّ والأقرب إلى الله من كافة رسله، فيقول لكم ما ينبغي لكم أن تتمنّوا أن يكون أحدكم أحبّ إلى الله وأقرب من رسوله كونه يعلم أنّ من اعتقد أنّه لا يجوز منافسة الأنبياء والمرسلين في حبّ الله وقربه فقد أشرك بالله بسبب المبالغة الغير الحقّ في رسل الله ويرجون شفاعتهم بين يدي الله.

    وعلى كل حال إنّي أتحداك يا معتبر أن تُجيب دعوة الاحتكام إلى محكم الذِّكر القرآن العظيم لعرض أحاديث سنّة البيان وذلك بهدف الكشف عن الأحاديث المكذوبة عن النّبي، فما وجدناه من أحاديث سُنّة البيان جاء مخالفاً لمحكم القرآن فقد تبيَّن لكم أنه حديث شيطانٍ رجيمٍ يريد أن يصدّكم عن اتّباع كتاب الله وسنة رسوله الحقّ، وأشهد لله في الدنيا والآخرة أنّ أحاديث السُّنة النبويّة الحقّ هي من عند الله كما القرآن من عند الله ولن تجدوننا نُنكِر منها إلا ما جاء منها مخالفاً لمحكم القرآن العظيم، ونكرِّر ونقول لن تجدوننا نُنكِر منها إلا ما جاء منها مخالفاً لمحكم القرآن العظيم..
    ونكرر للمرة المليون مرة: أنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لا يُنكِر من أحاديث السُّنة النبويّة إلا ما جاء مخالفاً لمحكم القرآن العظيم.

    وإن قال المعتبر: "إنّ أحاديث بعث المهديّ المنتظَر جاءت مخالفةً لمحكم القرآن العظيم"، ومن ثم يردّ عليه الإمام ناصر محمد وأقول ما أمر الله أن يقال لأمثالكم:
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١١١﴾} [البقرة].

    وأشهد الله أنّ أي حديث في شأن الإمام المهديّ جاء مخالفاً لمحكم القرآن فذلك حديثٌ مفترى، فقد عرضنا الأحاديث التي تخصُّ شأن الإمام المهديّ المنتظَر على محكم كتاب الله فوجدنا منها ما هو حقٌّ ومنها ما هي باطلٌّ مفترى، ومن ثم نسفتُ الباطل نسفاً بآيات محكمات بيّنَات وفركته بنعل قدمي ولا أبالي، ولن تفلت من مباهلة المهديّ المنتظَر يا معتبر بعد أن نُنهي جدالنا فيما آتانا الله من العلم، ولن نردّ عليك في شيء سبقت الفتوى فيه بل على الأنصار أن ينسخوا لك ردوداً على أمثال في نفس النقاط أو يقتبسوا نصّ الردّ من البيان شرط أن يكون اقتباساً متكاملاً من البيان، وإذا لم نهيمن عليك بسلطان العلم من محكم كتاب الله وسنة رسوله الحقّ فلستُ الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد.

    وربّما يودّ معتبر أن يقول: "ومن قال لك يا ناصر محمد أنّ اسم المهديّ المنتظَر ناصر محمد؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد وأقول: إن هذا يكاد أن يكون هو الشيء الوحيد الذي اتّفق فيه كافة علماء الأمّة على مختلف مذاهبهم وفرقهم فتجدهم يؤمنون إنّما يبعث الله الإمام المهديّ المنتظَر ناصراً لمحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فلن تجدهم يعتقدون أنّ الله يبعث المهديّ المنتظَر نبياً جديداً بكتابٍ جديدٍ بل يعتقدون إنما يبعث الله المهديّ المنتظَر ناصراً محمداً صلى الله عليه وسلم تسليماً وآله الأطهار وصحابته الأخيار، فاتّقِ الله يا معتبر ولا تصدّ البشر عن اتّباع البيان الحقّ للذكر، وأُشهد الله وكفى بالله شهيداً بيني وبينك أنّك من ألدّ أعداء المهديّ المنتظَر الحقّ سواءً يكون الإمام المهدي هو ناصر محمد اليماني أو غيره، فلو تجد الإمام المهديّ المنتظَر يا معتبر لاتّخذته عدواً لدوداً فهكذا هم اليهود كابراً عن كابرٍ وقد عرفناك من خلال لحن قولك من بادئ الأمر، ومثلك كمثل (الزمان القديم) تصدّون عن الصراط المستقيم وضدّ دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم واتّخذتم الشيطان الرجيم وليّاً حميماً، وإلى الله ترجع الأمور يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وإليه النّشور.

    وعلى كل حال أهم شيء لدينا أن تعدنا بالمباهلة، ألا والله الذي لا إله غيره لن أتردّد عن مباهلتك شيئاً يا معتبر فمن ثم نبتهل إلى الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    الداعي إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم لكشف الأحاديث المكذوبة في السُّنة النبويّة؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    <a href=https://www.0zz0.com target=_blank rel=nofollow><a href=http://www2.0zz0.com/2017/12/04/12/284230586.jpg target=_blank rel=nofollow>http://www2.0zz0.com/2017/12/04/12/284230586.jpg</a></a>.
    اضغط الرابط ليصلك الجديد فى البث الحي :
    https://www.youtube.com/channel/UCer...confirmation=1

  10. افتراضي

    وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183) أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ۗ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (184) أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ ۚ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (186) يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187)

    - - - تم التحديث - - -

    اقتباس المشاركة : صحابى مصر
    وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183) أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ۗ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (184) أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ ۚ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (186) يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187)
    انتهى الاقتباس من صحابى مصر
    ما هى اسماء الله الحسنى الحق وما عددها

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
المواضيع المتشابهه
  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-09-2018, 05:24 PM
  2. بيان بعنوان وسأل سائل فقال: إلى كم قسم ينقسم النعيم في الكِتاب .؟! وأجاب الذي عنده عِلم الكتاب فقال:
    بواسطة أميرة الإنصارية في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-09-2016, 10:34 PM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 29-05-2012, 06:40 AM
  4. وسأل سائل فقال: إلى ماذا يدعو ناصر محمد اليماني؟ وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال:
    بواسطة عبد النعيم الاعظم2 في المنتدى قسم ملخصات البيانات والتحميل والتوجيهات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-08-2010, 03:49 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •