الموضوع: كيف يبقى الإنسان حيا وقت نومه رغم أن روحه تطلع للسماء؟

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 17
  1. Exclamation كيف يبقى الإنسان حيا وقت نومه رغم أن روحه تطلع للسماء؟

    سلام الله وسكينته عليكم إمامي الكريم واخوتي الانصار. وبعد هذا سؤال حيرني كثيرا في موضوع الروح وكيف أن الإنسان يبقى حيا عند نومه رغم أن روحه تكون عند ربها فالنوم موت أصغر. فهل يا ترى الروح كالحبل طرف منه يبقى في الجسم والطرف الآخر يطلع للسماء ام ماذا؟؟؟؟؟ . كذلك يا امامي استوقفتني آية من سورة السجدة يقول الله فيها( ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكرون) صدق الله العظيم. هذه الآية تعجبت لها لأنها ذكرت خلق الحواس بعد التسوية وكأنها الآية التي تدل على أن للروح حواس مطابقة للجسد أو يمكن حواس الروح اكثر قوة من حواس الجسد لأنها عندما تغادر الجسد كل الجسم يتوقف بكل حواسه . كذلك يا امامي أردت الاستفسار عن الفرق بين القلب والفؤاد هل القلب للجسد والفؤاد للروح لان الله تعالى قال ان سقر تطلع على الافئدة ولم يقل تطلع على القلوب ؟؟؟؟ .عندي أسئلة كثيرة عن الروح لكن أكتفي بهذا القدر هه .واعتذر يا امامي الكريم عن الإطالة. والسلام على مقامكم الكريم
    المحسوس اهم واكبر من الملموس-نعيم قلبي ربي حبيبي

  2. افتراضي

    21 - 07 - 2013
    اقتباس المشاركة :
    وكذلك في الماضي كن فيكون، فلا تنسى الإعادة لما خلق كذلك يقول له كن فيكون، فلا تزال كلمة الله كن فيكون سارية المفعول في كلّ زمانٍ ومكانٍ فإن انقضى الفعل فلن تنقضي كلمات الله كن فيكون لأيّ شيء يريده الله فيقول له كن فيكون، سبحانه ذلك أمرُ الرحمن في كلّ زمانٍ ومكانٍ! تصديقاً لقول الله تعالى: {إنَّما أمرُهُ إذا أرادَ شيئًا أن يقولَ لَهُ كُنْ فَيَكون} صدق الله العظيم [يس:82].


    فذلك أمر قدرة الله المطلقة من غير حدودٍ ولا قيودٍ إلى ما لا نهاية. تصديقاً لقول الله تعالى: {إنَّما أمرُهُ إذا أرادَ شيئًا أن يقولَ لَهُ كُنْ فَيَكون} صدق الله العظيم [يس:82].


    وأعلمُ ما تقصده بالضبط بسؤالك في قول الله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} صدق الله العظيم [آل عمران:59].


    ويقول محمود العامر: "ولكن ذلك فعل مضى وانقضى كون الله قد خلق آدم وخلق عيسى عليهما الصلاة والسلام، فلماذا لم يقل (فقال له كن فكان) كون ذلك الفعل قد مضى وانقضى؟". ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إنّه يوجد هناك فرق ما بين القُدرة على الخَلْقِ وأمْرُ قدرة الروح من أمر الله فهي لا تنتهي، وأما الخلق فيموت، وأما أمر قدرة الروح فلا تموت أبداً كون في قدرة أمر الروح سرّ الحياة للخلق، ولذلك تجد الله يفصل قدرة تسوية خلق الشيء عن قدرته الروحيّة. ولذلك قال الله تعالى: {فَإِذَا سَوَّيْته وَنَفَخْت فِيهِ مِنْ رُوحِي} صدق الله العظيم [الحجر:29].


    فما المقصود بالتّسوية؟ ومن ثم نقول إنما يقصد قدرة الخلق من غير أمر قدرة الروح. وقال الله تعالى: {إِذْ قَالَ رَبّك لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِق بَشَرًا مِنْ طِين} صدق الله العظيم [ص:71]. فتجد الأمر هنا فِعلٌ في المستقبل، ولذلك قال: {إِنِّي خَالِق بَشَرًا مِنْ طِين} ولكن هل ذلك هو أمر الروح؟ والجواب: بل أمر قدرة الخلق ومعرضٌ للتلف كون أمر قدرة الروح أمرٌ آخر كن فيكون إلى ما لا نهاية.


    وللتوضيح أكثر فإنّ أمر قدرة الخلق تخصّ ظاهر الخلق ويستوي في ذلك خلق الإنسان والجماد، وحين خلق الله جسد الإنسان كان مثل أي جمادٍ يفتقد روح الحياة وهو مُعرضٌ للتلف، وأمّا أمر قدرة الروح فبعد صدور الأمر كن فيكون فلا نهاية لها أبداً كون الذي ينتهي هو الجسد فقط وإنما تغادر الروح جسدها بسبب تلف ذلك الجسد، فإذا فارقت الجسد صار كمثل الجماد كونه فارق روح الحياة، ولا تزال تلك القدرة الروحيّة من أمر الله ساريّة المفعول لا نهاية لها بعد صدور أمر الكاف والنون كن فيكون بداية بلا نهاية.


    وحين يهلك الله أمّةً بعذابٍ فهل هلكوا؟ والجواب بل هلكت أجسادهم؛ فعل القدرة في الخلق، وأما كلمة القدرة الروحيّة فلا تزال ساريّة المفعول من بعد صدور الأمر كن فيكون، والقدرة الروحيّة هي التي تجعل الجسد حياً، وهي كلمة من الله لا تموت أبداً بل يموت الجسد لفراقها، ولذلك تقولون فلان فارق الحياة أي فارق روح القدرة الحياتيّة فخرجت منه فعاد إلى جمادٍ ولكن أمر القدرة الروحيّة تُواصل الحياة إلى ما لا نهاية.


    وعلى سبيل المثال قلتَ لفلان: امشِ فمشى أو اجرِ فجرى، وكذلك كن فيكون، وكلمة فيكون تفيد مفهوم الفعل المستمر من بعد الحدث، مثال أن يقول لشيء امشِ فمشى أو اجرِ فجرى.


    ألا وإنّ بيان الروح فهمه من أشدِّ البيانات تعقيداً على فهم الباحثين، فيجب أن تفرِّقوا بين كلمات الخلق و كلمات الروح وجميعهم كن فيكون، ولكن الفرق أنّ كلمة القدرة في الخلق هي تختصّ بظاهر الخلق وكلمة الروح تختص بباطن الخلق.


    وعلى سبيل المثال قال الله تعالى: {وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىَ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مّنْهُ} صدق الله العظيم [النساء:171].
    ( فتجدون أنّه ألقى كلمتين وهنّ كلمة قدرة الخلق فخلقه من تراب وكلمة قدرة الروح فتجعل المخلوق حيّاً ينطق ).


    ولذلك قال الله تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)} صدق الله العظيم [التحريم].


    فما هي الكلمات؟ ألا وهي كلمات القدرات من الله في حملها طفل (جسداً وروحاً) ولم يمسَسْها بشرٌ، بل بكلمات قدرة الله كن فيكون.


    وما أريد أن تعقلوه هي كلمة فيكون التي تخصّ الروح التي تفيد مفهوم استمراريّة الفعل، وضربنا لكم على ذلك مثلاً أن تقولوا لشيء امشِ فمشى، غير أنّ الذي مشى قد يتوقف في الطريق أو آخر الطريق حين يصل للمكان المقصود، وأمّا الروح كن فيكون في حالة أمرٍ مستمرٍ في الحياة فلا تموت الروح التي هي من أمر القدرة الروحيّة بل يموت الجسد الذي هو ناتج فعل كلمة القدرة على الخلق.


    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل تموت الروح كما يموت الجسد؟ والجواب: بل مات الجسد بفراق الروح لكون الروح هي سرّ الحياة وهي أصل الإنسان، فهي التي تملك القدرة على البصر والسمع والشم والطعم، وهي التي تحمل الجسد فتحرِّكه حسب ما يشتهي إنسان الروح، فإذا تلف الجسد تغادره ولكنها لم تمُت. ونضرب لكم على ذلك مثلاً أرواحُ الشهداء. قال الله تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ ربّهم يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)} صدق الله العظيم [آل عمران].


    برغم أن أجساد الشهداء مقتولةٌ وهم أمواتٌ بين أيديكم تصلّون عليهم ولكنّهم في الحقيقة غير موجودين بين أيديكم؛ بل أحياءٌ عند ربّهم يرزقون، وإنما تُصلّون على جسده الميّت. أما كلمة القدرة الحيّة التي لا تموت فتجدونها تواصل الاستمراريّة في الحياة. ولذلك قال الله تعالى: {خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}، كمثال امشِ فمشى. وربّما يودّ أن يقول أحد السائلين: "ولكن فقط أرواح الشهداء لا تموت مستمرة في الحياة تكريماً لهم" . ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى: {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿٤٥﴾ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [غافر]، ألم تجد أرواح آل فرعون كذلك مستمرةٌ في الحياة من بعد أن غرقوا؟ وبل ماتت أجسادهم التي تخصّ كلمات القدرة على الخلق، وأما كلمة القدرة الروحيّة فمستمرةٌ في الحياة منذ أن قال الله كن فيكون فلا تزال مستمرة في الحياة منذ أن خلق الله آدم وذريته من الأرض جميعاً قبل أن يكونوا أجِنَّةً في بطون أمهاتهم، والروح التي هي من قدرة الله كن فيكون لا تزال مستمرة في الحياة فلا تنسوا ضرب مثل (امشِ فمشى) وكذلك (كن فيكون).
    انتهى الاقتباس

    الرابط: https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=108910
    ربنا اتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
    والحمدلله رب العالمين

  3. افتراضي

    { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا } صدق الله العظيم
    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 36850 من موضوع سلسلة حوارات الإمام في منتديات أشراف أونلاين..

    - 21 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    10 - 02 - 1432 هـ
    16 - 01 - 2011 مـ
    06:40 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــ



    { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا } صدق الله العظيم ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    ويا مغربي، دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فقد أتيناكم بالآيات البيّنات المحكمات فأثبتنا بالبرهان المبين دخول الكفار النار من بعد الموت وقبل البعث وأفتينا أنّ ذلك على نفس الروح من دون الجسد، ولكنّكم تريدون الحوار في الروح وكيفية الروح.

    ويا أخي، إنّ الروح هي نسخةٌ من الجسد فلها أعين ولها قلب وفم وتسمع وترى ولها جلد ولكن لا تحيطون بها علماً؛ بل هي الإنسان وبدونها لا يساوي الجسد شيئاً فأنت بالروح لا بالجسم إنسانٌ، أفلا ترى أنّ الروح إذا غادرت الجسد فهو لا يشعر بأي ألمٍ ولا يسمع ولا يرى ولا يتكلم؟ والروح من أمر ربي يا مغربي، فلا تتّبعوا الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ويتبعون الظنّ وإنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً، أفلا ترى أنّك ترى في المنام وأنت لم تستخدم عيناك وتسمع وأنت لم تستخدم أذناك وتتألم لو رأيت أنّك تحترق فسوف تشعر بعذاب الحريق برغم أنه لم يلمس جلدك شيء؟ وكفى بالمرء أن يوعظ في منامه.

    وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [كفى بالمرءِ أن يوعظ في منامه].

    ويا رجل أفلا تتفكر في أحوال أهل الجنة كمثل الشهداء تجدهم أحياء عند ربِّهم يُرزقون بمعنى أنهم يأكلون ويشربون الآن يا مغربي، فالروح من أمر ربي وكذلك أهل النار، ولا أريد ان أجادلكم في الروح وأكتفي بقول الله تعالى:
    {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٥﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فأنت بالروح لا بالجسم إنسان، وإذا غادرت الروح من الجسد ذهبت جميع الحواس والسمع والبصر والطعم والألم والحب والكره وكُلّ الحياة، فما خطبُكم تجعلون الجسد وكأنّ الروح هي التي تحتاج للجسد؟ بل العكس
    فالجسد هو الذي يموت بفراق الحياة كون الحياة هي الروح ولا تموت أبداً وإنما يموت الجسد لفراقها ولكن أكثر الناس لا يعلمون. وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.

    وملاحظة : يا أحبتي في الله مشرفي هذه الطاولة العالمية، وتالله إنّي بالكاد أصل إلى موقعكم بسبب مكر أعداء الله إذ يقومون بحجب جهازي عن موقعكم بكِّل حيلةٍ ووسيلةٍ، وإنما نفكّ الحجب في كل مرةٍ، وحسبي الله عليهم الذين يريدون أن يطفئوا نور الله ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كرة المجرمون ظهوره، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    ربنا اتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
    والحمدلله رب العالمين

  4. افتراضي

    اقتباس المشاركة : فتيحة المشيشي
    سلام الله وسكينته عليكم إمامي الكريم واخوتي الانصار. وبعد هذا سؤال حيرني كثيرا في موضوع الروح وكيف أن الإنسان يبقى حيا عند نومه رغم أن روحه تكون عند ربها فالنوم موت أصغر. فهل يا ترى الروح كالحبل طرف منه يبقى في الجسم والطرف الآخر يطلع للسماء ام ماذا؟؟؟؟؟ . كذلك يا امامي استوقفتني آية من سورة السجدة ... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=440019
    انتهى الاقتباس من فتيحة المشيشي
    وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته ونصر من الله و فتح قريب
    إقتباس من بيان الامام المهدي ناصر محمد اليماني
    أما سؤالك عن التُّوفي في النوم،
    فنقول: نعم إنّهُ الموت الأصغر، وإنما يُقَلِّب الله جسم النائم في منامه ذات اليمين وذات الشمال بقدرة الله سُبحانه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ}
    صدق الله العظيم [الكهف:18]، إذاً النائم يتقلب بقدرة الله حين يتوفّى الله روحه و يعتبر كتُّوفي الموت، وحين يُرسلها إلى الجسد يعتبر كالبعث من الموت. وقال الله تعالى:
    {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
    صدق الله العظيم [الأنعام:60].

    ألا والله لو نِمتَ مليون سنة ثم صحوت ثم سألك أحدٌ: كم نمت؟ لقلت: يوماً أو بعض يوم! والسؤال فأين كنت ولم تشعر بمرور زمن الحياة؟ وذلك لأنّ الروح عند بارئها، والحكمة من ذلك نعمة من الله ورحمة وللتفكر في الحياة والبعث. وقال الله تعالى:
    {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا والَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىَ عَلَيهَا المَوتَ ويُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيات لِقَومٍ يَتَفَكَّرُونَ}
    صدق الله العظيم [الزمر:42].
    إنتهى الاقتباس

    اقتباس المشاركة 96511 من موضوع ردّ الإمام على محب المهديّ: جبريل عليه الصلاة والسلام من الملائكة العظام في الخليقة..


    - 4 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    12 - 10 -1430 هـ
    01 - 10 - 2009 مـ
    01:24 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    { قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الكِتَابِ أنَا آتِيكَ بِهِ قبَلَ أن يَرْتَدَّ إليكَ طَرْفُكَ }..


    اقتباس المشاركة :
    في قصة سليمان عليه السلام رجل لديه علم من الكتاب أتى بعرش الملكة لسليمان قبل أن يرتد إليه طرفه.
    س- ماهي قصة هذا الرجل؟
    س- ماهي الوسيلة التي نقل بها العرش بهذه السرعة؟
    ‏ قال تعالى: { الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ... }
    س- هل النوم يعتبر وفاة؟ وهل الأحلام حقيقية؟
    انتهى الاقتباس

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    قال الله تعالى:
    {قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الكِتَابِ أنَا آتِيكَ بِهِ قبَلَ أن يَرْتَدَّ إليكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قال هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} صدق الله العظيم [النمل:40].

    وإليكم البيان المُختصر من المهديّ المنتظَر إلى (الرادار) وكافة الأنصار السابقين الأخيار وكافة الزوار الوافدين إلى طاولة الحوار للبحث عن الحقّ، وأفتيكم بالحق جميعاً إنّ الرجل الذي حضر بين الملأ مُتمثلاً إلى بشرٍ سويٍ بين ملأ سليمان هو فضلٌ من الله جديد مددٌ لسليمان قام بالمُهمة ومن ثم اختفى، ولذلك قال نبيّ الله سليمان لمن حوله من الملإ:
    {هَـٰذَا مِن فَضْلِ رَ‌بِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ‌ أَمْ أَكْفُرُ‌ وَمَن شَكَرَ‌ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ‌ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ‌ فَإِنَّ رَ‌بِّي غَنِيٌّ كَرِ‌يمٌ ﴿٤٠﴾ قَالَ نَكِّرُ‌وا لَهَا عَرْ‌شَهَا نَنظُرْ‌ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    فهل تدري يا أيها الرادار من الذي قام بإحضار عرش ملكة سبأ في أقرب من لمح البصر بإذن الله؟ إنهُ الذي قام بإحضار مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أرض الثرى إلى سدرة المُنتهى؛ إنّه رسولٌ كريمٌ ذي قوةٍ عند ذي العرش مكين؛
    إنّه الملك جبريل عليه الصلاة والسلام تنزّل ساعة عرض الطلب لنبي الله سُليمان على الملإ الذين معه من جنوده: {قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39)} صدق الله العظيم [النمل].

    وقال الرسول الكريم ذي قوة عند ذي العرش مكين:
    {أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41)} صدق الله العظيم [النمل]. ولكنه اختفى عن سليمان وعن ملأ سليمان، ثم أفتى سليمان الملأ من حوله وقال: {قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41)} صدق الله العظيم. وجبريل أعلم من سليمان وما ينبغي أن يكون من الذين يؤُمُّهم سليمان ما دام أعلم منه، إذاً لو كان من مَلَئِهِ لأصبح لهُ الأولوية بالإمامة من سليمان عليه الصلاة والسلام؛ بل الرجل الكريم الذي حضر فأحضر العرش بأقرب من لمح البصر هو جبريل عليه الصلاة والسلام ثم اختفى عن أعين سليمان وعن أعين مَلَئِهِ جميعاً، ولذلك نجد الفتوى من سليمان لمَلَئِه: {قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41)} صدق الله العظيم.

    وأما سؤالك عن حملة العرش: فهم ثمانية من ملائكة الرحمن أضخم حجم في خلق الله وليس أكبر من خَلْقِهِم إلا السِّدرة (عرش الربّ وحجاب وجهه سُبحانه) والله أكبر من خلقه جميعاً، وأكبر شيء في خلق الله هي سدرة المُنتهى الحجاب الفاصل بين الخالق والخلائق، ويليها حجماً في الضخامة حملة العرش، وليست الملائكة سواء في حجم خلقهم وعدد أجنحتهم بل لا يستوون في خلقهم. وقال الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} صدق الله العظيم [فاطر:1].

    وكما قلنا إنَّ حملة عرش الرحمن من ملائكة الله المُقربين ويحملونه ثمانية الآن ويوم القيامة، وهم من أرحم ملائكة الرحمن بالمؤمنين وهم من المُستغفرين لمن في الأرض. وقال الله تعالى:
    {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} صدق الله العظيم [غافر:7].

    وأما سؤالك عن التُّوفي في النوم، فنقول: نعم إنّهُ الموت الأصغر، وإنما يُقَلِّب الله جسم النائم في منامه ذات اليمين وذات الشمال بقدرة الله سُبحانه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ} صدق الله العظيم [الكهف:18]، إذاً النائم يتقلب بقدرة الله حين يتوفّى الله روحه و يعتبر كتُّوفي الموت، وحين يُرسلها إلى الجسد يعتبر كالبعث من الموت. وقال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:60].

    ألا والله لو نِمتَ مليون سنة ثم صحوت ثم سألك أحدٌ: كم نمت؟ لقلت: يوماً أو بعض يوم! والسؤال فأين كنت ولم تشعر بمرور زمن الحياة؟ وذلك لأنّ الروح عند بارئها، والحكمة من ذلك نعمة من الله ورحمة وللتفكر في الحياة والبعث. وقال الله تعالى:
    {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا والَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىَ عَلَيهَا المَوتَ ويُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيات لِقَومٍ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [الزمر:42].

    وبالنسبة للأحلام: فما كان منها غيرُ صالحٍ فهو من الشيطان، والرؤيا الصالحة فهي من الرحمن.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    سبحان الله وبحمده ولا حول ولا قوة إلا بالله والله اكبر ولا إله إلا الله وأستغفر الله العظيم عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

  5. افتراضي اقتباس المشاركه…

    اقتباس المشاركة : فتيحة المشيشي
    سلام الله وسكينته عليكم إمامي الكريم واخوتي الانصار. وبعد هذا سؤال حيرني كثيرا في موضوع الروح وكيف أن الإنسان يبقى حيا عند نومه رغم أن روحه تكون عند ربها فالنوم موت أصغر. فهل يا ترى الروح كالحبل طرف منه يبقى في الجسم والطرف الآخر يطلع للسماء ام ماذا؟؟؟؟؟ . كذلك يا امامي استوقفتني آية من سورة السجدة ... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    [POST]440019
    [/POST]
    انتهى الاقتباس من فتيحة المشيشي



    وَعليكم السّلام ورحمة الله وَ بركاته وَنعيم رضوانه… وأمّا بعد؛ من بعد إذن الإمام
    ( ناصر محمّد اليمانيّ ) - عليه السّلام - للإجابه على سُؤال أختنا المكرّمه ( فتيحه المشيشي )…

    ***فالرّوح والنّفس خُلقت بِكلمات قُدرةِ الله ( بِكُن فيكون )؛ فالرّوح نُسخة الجسد وَبَصمَتُهُ وَحياتُه؛ فّالجسدُ يحيى بالرّوح وليس العكس؛! سُبحان الله!!! عندي مثال بسيط كُنت قد ذكرتُه سابقاً على ذلك وهو:
    ***اذا شَبّهنا الرّوح والنّفس بِ الإنسان نفسه والجَسد بِالسّيّاره ( مُجَرّد تشبيه فقط )؛ فَهل السّيّاره ممكن أن تَمشي بدون أمر التّشغيل من صاحب السّيّاره أو سائقها مهما كان نوع أمر التّشغيل؟!!! وكذلك لكل سيّاره مفتاح و ريموت مخصّص ليشغّلها؛ فهذه تُمثّل البصمه وَ( الكود ) لكل سيّاره كما هي الرّوح ( كلمات قدرة الله ) ؛ فلكل جَسَد بصمة روح لا تشبهها أبداً أي بصمه بالوجود!!! سُبحان الله!!! فهل إذا ماتت السّيّاره ماتَ صاحبها؟!!! هههههههههههههه!!! لا طبعاً فقط مُجرّد تشبيه؛!!!وَ هلْ إذا نام صاحبُ السًيارةِ وتركها بدون تشغيل ليله أو أكثرررر ؛ ماتت السًيّاره هههه ؟ والجواب : لا طبعاً !!! بَلْ تبقى مكانها ساكنه إلى أن يصحى السّائق الذي يحمل مفتاحها وريموتها ليُشغّلها به وتمشي …وَ دُمتم سالمين…



    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 108903 من موضوع سؤال هام إلى إمامنا ناصر محمد اليماني أرجو الرد عليه

    الإمام ناصر محمد اليماني
    14 - 09 - 1434 هـ
    21 - 07 - 2013 مـ

    08:38 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ


    ردّ المهديّ المُنتظر إلى محمود العامر من محكم الذكر..


    اقتباس المشاركة : محمود العامر
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على رسولة الاعظم وبعد..
    أشكركم على الردود وأتمنى أن أسمع رد إمامنا ( ناصر محمد اليماني ) في استخدام كلمة ( كن فيكون ) ولماذا لم يقل كن فكان
    انتهى الاقتباس من محمود العامر


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين، أمّا بعد..
    ويا حبيبي في الله محمود العامر الباحث عن الحقّ في بيان الذكر، إنّما تلك فتوى من الله مطلقةٌ لا تنحصر بزمانٍ ولا مكانٍ بل عن قدرة الله المطلقة سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل بأنّه إذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون، سواء فِعْلٌ قد كان أو سيكون في المستقبل، مثال قول الله تعالى:
    {وَهُوَ الَّذِيْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُوْلُ كُنْ فَيَكُوْنُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّوْرِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيْمُ الْخَبِيْرُ} صدق الله العظيم [الأنعام:73].

    وكذلك في الماضي كن فيكون، فلا تنسى الإعادة لما خلق كذلك يقول له كن فيكون، فلا تزال كلمة الله كن فيكون سارية المفعول في كلّ زمانٍ ومكانٍ فإن انقضى الفعل فلن تنقضي كلمات الله كن فيكون لأيّ شيء يريده الله فيقول له كن فيكون، سبحانه ذلك أمرُ الرحمن في كلّ زمانٍ ومكانٍ! تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إنَّما أمرُهُ إذا أرادَ شيئًا أن يقولَ لَهُ كُنْ فَيَكون} صدق الله العظيم [يس:82].

    فذلك أمر قدرة الله المطلقة من غير حدودٍ ولا قيودٍ إلى ما لا نهاية. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إنَّما أمرُهُ إذا أرادَ شيئًا أن يقولَ لَهُ كُنْ فَيَكون} صدق الله العظيم [يس:82].

    وأعلمُ ما تقصده بالضبط بسؤالك في قول الله تعالى:
    {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} صدق الله العظيم [آل عمران:59].

    ويقول محمود العامر: "ولكن ذلك فعل مضى وانقضى كون الله قد خلق آدم وخلق عيسى عليهما الصلاة والسلام، فلماذا لم يقل (فقال له كن فكان) كون ذلك الفعل قد مضى وانقضى؟". ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إنّه يوجد هناك فرق ما بين القُدرة على الخَلْقِ وأمْرُ قدرة الروح من أمر الله فهي لا تنتهي، وأما الخلق فيموت، وأما أمر قدرة الروح فلا تموت أبداً كون في قدرة أمر الروح سرّ الحياة للخلق، ولذلك تجد الله يفصل قدرة تسوية خلق الشيء عن قدرته الروحيّة. ولذلك قال الله تعالى:
    {فَإِذَا سَوَّيْته وَنَفَخْت فِيهِ مِنْ رُوحِي} صدق الله العظيم [الحجر:29].

    فما المقصود بالتّسوية؟ ومن ثم نقول إنما يقصد قدرة الخلق من غير أمر قدرة الروح. وقال الله تعالى:
    {إِذْ قَالَ رَبّك لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِق بَشَرًا مِنْ طِين} صدق الله العظيم [ص:71]. فتجد الأمر هنا فِعلٌ في المستقبل، ولذلك قال: {إِنِّي خَالِق بَشَرًا مِنْ طِين} ولكن هل ذلك هو أمر الروح؟ والجواب: بل أمر قدرة الخلق ومعرضٌ للتلف كون أمر قدرة الروح أمرٌ آخر كن فيكون إلى ما لا نهاية.

    وللتوضيح أكثر فإنّ أمر قدرة الخلق تخصّ ظاهر الخلق ويستوي في ذلك خلق الإنسان والجماد، وحين خلق الله جسد الإنسان كان مثل أي جمادٍ يفتقد روح الحياة وهو مُعرضٌ للتلف، وأمّا أمر قدرة الروح فبعد صدور الأمر كن فيكون فلا نهاية لها أبداً كون الذي ينتهي هو الجسد فقط وإنما تغادر الروح جسدها بسبب تلف ذلك الجسد، فإذا فارقت الجسد صار كمثل الجماد كونه فارق روح الحياة، ولا تزال تلك القدرة الروحيّة من أمر الله ساريّة المفعول لا نهاية لها بعد صدور أمر الكاف والنون كن فيكون بداية بلا نهاية.

    وحين يهلك الله أمّةً بعذابٍ فهل هلكوا؟ والجواب بل هلكت أجسادهم؛ فعل القدرة في الخلق، وأما كلمة القدرة الروحيّة فلا تزال ساريّة المفعول من بعد صدور الأمر كن فيكون، والقدرة الروحيّة هي التي تجعل الجسد حياً، وهي كلمة من الله لا تموت أبداً بل يموت الجسد لفراقها، ولذلك تقولون فلان فارق الحياة أي فارق روح القدرة الحياتيّة فخرجت منه فعاد إلى جمادٍ ولكن أمر القدرة الروحيّة تُواصل الحياة إلى ما لا نهاية.

    وعلى سبيل المثال قلتَ لفلان: امشِ فمشى أو اجرِ فجرى، وكذلك كن فيكون، وكلمة فيكون تفيد مفهوم الفعل المستمر من بعد الحدث، مثال أن يقول لشيء امشِ فمشى أو اجرِ فجرى.

    ألا وإنّ بيان الروح فهمه من أشدِّ البيانات تعقيداً على فهم الباحثين، فيجب أن تفرِّقوا بين كلمات الخلق و كلمات الروح وجميعهم كن فيكون، ولكن الفرق أنّ كلمة القدرة في الخلق هي تختصّ بظاهر الخلق وكلمة الروح تختص بباطن الخلق.

    وعلى سبيل المثال قال الله تعالى:
    {وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىَ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مّنْهُ} صدق الله العظيم [النساء:171].
    ( فتجدون أنّه ألقى كلمتين وهنّ كلمة قدرة الخلق فخلقه من تراب وكلمة قدرة الروح فتجعل المخلوق حيّاً ينطق ).

    ولذلك قال الله تعالى:
    {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)} صدق الله العظيم [التحريم].

    فما هي الكلمات؟ ألا وهي كلمات القدرات من الله في حملها طفل (جسداً وروحاً) ولم يمسَسْها بشرٌ، بل بكلمات قدرة الله كن فيكون.

    وما أريد أن تعقلوه هي كلمة فيكون التي تخصّ الروح التي تفيد مفهوم استمراريّة الفعل، وضربنا لكم على ذلك مثلاً أن تقولوا لشيء امشِ فمشى، غير أنّ الذي مشى قد يتوقف في الطريق أو آخر الطريق حين يصل للمكان المقصود، وأمّا الروح كن فيكون في حالة أمرٍ مستمرٍ في الحياة فلا تموت الروح التي هي من أمر القدرة الروحيّة بل يموت الجسد الذي هو ناتج فعل كلمة القدرة على الخلق.

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل تموت الروح كما يموت الجسد؟ والجواب:
    بل مات الجسد بفراق الروح لكون الروح هي سرّ الحياة وهي أصل الإنسان، فهي التي تملك القدرة على البصر والسمع والشم والطعم، وهي التي تحمل الجسد فتحرِّكه حسب ما يشتهي إنسان الروح، فإذا تلف الجسد تغادره ولكنها لم تمُت. ونضرب لكم على ذلك مثلاً أرواحُ الشهداء. قال الله تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ ربّهم يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)} صدق الله العظيم [آل عمران].

    برغم أن أجساد الشهداء مقتولةٌ وهم أمواتٌ بين أيديكم تصلّون عليهم ولكنّهم في الحقيقة غير موجودين بين أيديكم؛ بل أحياءٌ عند ربّهم يرزقون، وإنما تُصلّون على جسده الميّت. أما كلمة القدرة الحيّة التي لا تموت فتجدونها تواصل الاستمراريّة في الحياة. ولذلك قال الله تعالى:
    {خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}، كمثال امشِ فمشى. وربّما يودّ أن يقول أحد السائلين: "ولكن فقط أرواح الشهداء لا تموت مستمرة في الحياة تكريماً لهم" . ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى: {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَاب} صدق الله العظيم [غافر:45]، ألم تجد أرواح آل فرعون كذلك مستمرةٌ في الحياة من بعد أن غرقوا؟ وبل ماتت أجسادهم التي تخصّ كلمات القدرة على الخلق، وأما كلمة القدرة الروحيّة فمستمرةٌ في الحياة منذ أن قال الله كن فيكون فلا تزال مستمرة في الحياة منذ أن خلق الله آدم وذريته من الأرض جميعاً قبل أن يكونوا أجِنَّةً في بطون أمهاتهم، والروح التي هي من قدرة الله كن فيكون لا تزال مستمرة في الحياة فلا تنسوا ضرب مثل (امشِ فمشى) وكذلك
    (كن فيكون).

    فهل فهمت السّر لماذا لم يجعل الفعل مضى وانقضى؟ كون حبيبي في الله محمود العامر أدهشه قول الله (كن فيكون) برغم أنّ الله يتكلم عن فعلٍ مضى وانقضى في نظركم، ومن ثم تبيّن لكم أنّ كلمة فيكون كذلك تفيد الفتوى بالاستمرار في الحياة إلى ما لا نهاية، فتذكّروا قوم نوحٍ فهل انتهت حياتهم؟ والجواب بل انتهت حياة أجسادهم بفراق كلمة روح الحياة وتجدونهم في استمرارٍ في الحياة وإنما انتقلوا إلى الحياة البرزخيّة. ولذلك قال الله تعالى:
    {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا (25)} صدق الله العظيم [نوح].

    ومثلهم آل فرعون. قال الله تعالى:
    {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿٤٥﴾ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    وتبيّن لكم البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} صدق الله العظيم، كون سؤال محمود العامر قال: "بما أنّ ذلك فعل قد مضى وانقضى فلماذا لم يقل الله تعالى فقال له كن فكان كونه فعل قد مضى وانقضى؟" ولذلك بيّن لكم صاحب علم الكتاب السبب لقول الله تعالى: {فَيَكُونُ} صدق الله العظيم.

    وأضرب لكم على ذلك مثلاً، فلو أنّ أحدكم لديه اثنين من السيوف فأعطى لصديقه سيفاً يدافع به عن نفسه، وفي يوم من الأيام أراد أن يردّه لصاحبه فقال صاحبه دعه (يكون) عندك حتى تشتري لك سيفاً، وتبيّن لكم الفهم اللغوي لكلمة فيكون أنّها كذلك تفيد فهم الاستمراريّة، ولذلك قال صاحب السيف دعه (يكون) عندك حين أراد أن يُرجع له سيفه الذي استعاره منه فقال له دعه يكون عندك، ويقصد بقاء السيف عند صديقه وكذلك الروح باقيةٌ من بعد موت الجسد.

    وربّما لا يفهم هذا البيان إلا قليلٌ من الأذكياء بل فقط الأشد ذكاءً ولا نلوم على الآخرين عدم فهمهم كون أمر الروح مسألة في غاية التّعقيد، ألا وإنّ كلمة قدرة خلق الجسد والروح من أمر الله كن فيكون وأحدهم يكون إلى قدرٍ معلومٍ فينتهي وهو الجسد والأمر الآخر إلى ما لا نهاية، وضربنا لكم على ذلك مثلاً في أرواح شهداءٍ أبرارٍ وأرواح كفارٍ فتجدونهم حقاً لم يموتوا حتى ولو كنتم تنظرون إلى أجسادهم الميّتة، ولكنكم وجدتُم في الكتاب أنّ الشهداء حقاً لم يموتوا بل أحياءٌ عند ربّهم يرزقون، وإنما صلّيتم على أجسادهم الميِّتة ولكن أرواحهم مستمرة في الحياة، وكذلك أرواح الكفار مستمرةٌ في الحياة من بعد موت أجسادهم فهم لا يزالون مستمرون في الحياة حتى هذه الساعة، وأمر الروح يختصّ بسرّ القدرة الربانيّة إلى ما لا نهاية، وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً، والعقلُ عدوٌّ لما جهل. وأضرب لكم على ذلك لغزاً لنجعله مثلاً ينفر منه العقل بادئ الأمر بسبب أنّه يجهل فهمه حتى إذا فهمه العقل تقبله بكل سهولة.
    ( فمثلاً لو أقول: حلال حرّمه الله وأحلّه، ولو أقول: حرامٌ حرّمه الله وأحلّه )

    فسبحان ربّك ربّ العزة عمّا يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــ

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]


    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    قال الله تعالى:

    { ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) }
    صدق الله العظيم…

  6. افتراضي

    اقتباس المشاركة :
    ذكرت خلق الحواس بعد التسوية وكأنها الآية التي تدل على أن للروح حواس مطابقة للجسد أو يمكن حواس الروح اكثر قوة من حواس الجسد لأنها عندما تغادر الجسد كل الجسم يتوقف بكل حواسه
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=440019

    ⬇️⬇️

    الإمام ناصر محمد اليماني
    28 - 09 - 1430 هـ
    18 – 09 – 2009 مـ
    04:15 صباحاً

    اقتباس المشاركة :
    إنما هي من قدرة الله، وقدرة الله لا تموت ولا تحتاج إلى الجسد لتكون حية؛ بَلْ هي التي تجعل الجسد حياً وهي ذاتها النفس. فإذاً هي من قدرة الله، وهي التي ترى وتسمع وتتكلم وتشمّ وتطعم وتحسّ وتتألّم فهي الحياة، وإذا فارقت الروح الجسد فارق الحياة، وتذهب إلى الجحيم أو إلى النعيم إن أُقيمت الحجّة عليها ببعث الرسل فتذهب النفس يوم خروجها إمّا إلى النعيم أو إلى الجحيم.
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=35264



    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 35264 من موضوع ردود الإمام الحبيب - صلوات ربي عليه - على المدعو المهاجر من أولياء الشيطان ..

    - 4 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    28 - 09 - 1430 هـ
    18 – 09 – 2009 مـ
    04:15 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    الروح هي الحياة، وأنت بالروح لا بالجسم إنسانٌ ..

    {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّـهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ} صدق الله العظيم [النساء:171].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    قال الله تعالى: {وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ} صدق الله العظيم [المجادلة:22].

    فتلك روح رضوان نفسه إلى قلب مريم يا أيّها المهاجر نظراً لأنها صدَّقت بكلمات ربّها ورسله وكانت من القانتين، فالبيان الحقّ لقول الله تعالى: {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّـهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ} صدق الله العظيم.

    فأمّا الكلمة فهي كُن فيكون فكان عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم - صلّى الله عليه وآله وسلّم - تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّـهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [آل‌ عمران].

    وحين حضر الملائكة بقيادة جبريل وبشَّروا مريم بكلمةٍ من قدرة الله كن فيكون لها غلاماً من المُقربين وكان عند ربّه مرضِيّاً ونبيّاً ورسولاً، ثم استفسرت مريم وقالت: {أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّـهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:47].

    وهنا جاء التصديق من مريم بكلمات ربّها ورسله وكانت من القانتين، ثم أيّدها الله بروحٍ منه وهي روح رضوان نفسه على مريم التي صدّقت بكلمات ربّها وكانت من القانتين ولم يزِدها ابتلاؤها إلا إيماناً وتثبيتاً ونجحت في الاختبار بالتصديق بكلمات الله إنّ الله على كُلّ شيءٍ قدير، ولم نجدها جادلت من بعد الفتوى كيف سيكون حملها وأنه بقدرة الله كن فيكون وجاء التصديق منها ولم تحاجّ ملائكة ربّها في ذلك، وصدَّقت بكلمات ربّها ورسله وكانت من القانتين، فجاء عطفُ شيءٍ آخرَ هو قول الله تعالى: {وَرُوحٌ مِّنْهُ} صدق الله العظيم، وقال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّـهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ} صدق الله العظيم، فانظر لقول الله تعالى: {وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ} صدق الله العظيم.

    فأما الكلمة فهي كن فيكون، وأما سبب إلقاء روحٍ أخرى من ربّها إليها فهو بسبب التّصديق بكلمات ربّها فألقى إليها روحاً من نعيم رضوانه كما سبق تفصيل روح نعيم رضوان الله الذي يؤيّد بها عباده الصديقين المُكرمين.
    وقال الله تعالى: {لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ} صدق الله العظيم [المجادلة:22].

    فتبيّن لك ولمن يريد الحقّ أنه حقاً ألقى كذلك إليها روحَ رضوان نفسه؛ نعيم القلوب يَعْلمه من عرف ربّه وصدَّق بكلماته وكتبه ورسله وكان من القانتين. وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    وقد قرَّرنا حظرك أيّها (المهاجر) من بعد الحوار الذي استمرّ عدّة صفحاتٍ وكان حواراً عقيماً لأنّ حواري مع رجلٍ أصمَّ أبكمَ أعمى البصيرة، ولن يزيدك بياننا إلا رجساً إلى رجسك، والسبب الرئيسي لعدم التطويل معك كثيراً كغيرك هو أننا وجدناك مُفترِياً على الله وتأتي بكلامٍ من عند نفسك وتقول إنه من الله وإنه بسم الله الرحمن الرحيم فتأتينا بنثرٍ فارغٍ، وصبرنا عليك حتى أقمنا الحجّة عليك بالحقّ والعلم المُلجم كما وعدْنا بذلك من قبل وليس بالقول؛ بَلْ أصدقناه بالحقّ بالفعل بإذن الله سبحانه، واتقوا الله ويعلمكم الله.

    وبالنسبة لروح الإنسان فسبقت فتوانا في بياناتٍ أخرى:
    إنما هي من قدرة الله، وقدرة الله لا تموت ولا تحتاج إلى الجسد لتكون حية؛ بَلْ هي التي تجعل الجسد حياً وهي ذاتها النفس. فإذاً هي من قدرة الله، وهي التي ترى وتسمع وتتكلم وتشمّ وتطعم وتحسّ وتتألّم فهي الحياة، وإذا فارقت الروح الجسد فارق الحياة، وتذهب إلى الجحيم أو إلى النعيم إن أُقيمت الحجّة عليها ببعث الرسل فتذهب النفس يوم خروجها إمّا إلى النعيم أو إلى الجحيم.
    وقال الله تعالى: {وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:93].

    بمعنى أنّ النفس تواصل الحياة من بعد موتها إمّا في نعيمٍ وإمّا في جحيمٍ؛ بمعنى أنّ الروح من قدرة الله وهي الحياة فإذا فارقت الجسد فارق الحياة؛ بمعنى الذي مات جسدُ الإنسان بسبب فراق الروح، والروح هي الحياة، وأنت بالروح لا بالجسم إنسانٌ ولكنك تريد أن تجعل روح الإنسان أنها من ذات الله سبحانه فتجعل الإنسان من ذات الله! يا رجل وكيف تُنكِر قول الله تعالى: {فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

    إذاً لا يوجد تشابهٌ بين الإنسان والرحمن سبحانه وتعالى علواً كبيراً فإلى أين تريد أيّها المهاجر؟ فهل بعد الحقّ إلا الكفر؟ وفصّلنا لك البيان الحقّ للذِّكر وأقمنا عليك الحجّة بالحقّ ولسوف أضطر إلى التراجع عن قراري فأرفع الحظر عنك مرةً أخرى شرط أن تكتب بياناً واحداً فقط ثم تنتظر الردّ مني عليك، وإنما يضطر المشرف أن يحظرك لأنك تريد أن تملأ الموقع بالبيانات الفارغة والافتراءات على الله، فاكتب بياناً واحداً فقط ثم انتظر الجواب، وسوف أضطر لرفع الحجب عنك مرةً أخرى علَّك تتقي الله وتتوب من الافتراء على الله أو يُحدِث لك ذِكراً.

    فالمعذرة يا أعضاء مجلس الإدارة المُكرمين فانتظروا قراراً مني آخر بحجبه ولا تحجبوه حتى ولو كان من أولياء الشياطين، أفلا تعلمون أنه بسبب مكرهم نزيدكم علماً؟ وذلك لأنهم لن يمكروا إلا بأنفسهم ويأبى الله إلا أن يُتمّ نوره ولو كره المجرمون، وبرغم أننا نراه من إسرائيل أو ما جاورها فهكذا الإشارة إلى منطقته ولكن بيانه كمثل وجهه من الذين يقولون على الله الكذب وهم يعلمون، فصبرٌ جميلٌ وثقوا في إمامكم الثقة المطلقة بإذن الله ودعوني أقيم الحجّة على الممترين.

    وكذلك أُعلِن في هذا البيان للإنس والجانّ بالعفو الشامل لجميع الأعضاء المحاورين والمُمارين والمُمترين بغير الحقّ المحظورين فنغفر لهم بمناسبة الغفران للمؤمنين من الرحمن في شهر رمضان، وربُنا أكرمُ من عبده عسى أن يغفر لهم فيهديهم سبيل الحقّ ونرجو رحمته وعفوه وغفرانه لنا ولجميع المسلمين ورحمة الله وسعت كُلّ شيء.

    ويا معشر الغافلين من الجنّ والإنس وكذلك شياطين الجنّ والإنس إني أُذكِّركم بنداء الرحمن في محكم القرآن إلى كافة الإنس والجانّ وجميع عباد الله ما يَدِبُّ أو يطير بما أمرنا الله في محكم كتابه أن نقوله لكم بالحقّ: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٥٩﴾ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّـهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٦٠﴾ وَيُنَجِّي اللَّـهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦١﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    وعليه فسوف نقوم برفع الحظر عن جميع المحظورين في طاولة المهديّ المنتظَر سواء المؤمنين أو المسلمين أو الكافرين أو الشياطين أو المجادلين، وصفحةٌ جديدةٌ عسى الله أن يهديهم إلى الحقّ وصبرٌ جميلٌ، وحتى لا تكون للآخرين حجّةٌ علينا ولله الحجّة البالغة ولو شاء لهداكم أجمعين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    المُلجم بسلطان العلم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  7. افتراضي

    بارك الله فيكم أحبتي في الله على الاقتباسات المفيدة التي لم أكن مطلعة عليها للأسف. ويبقى السؤال هل الحواس نمتلك منها الضعف حواس الجسد وحواس الروح. ما دام الروح هي نسخة عن الجسد .مثلا سمع الجسد وسمع الروح. جلد الجسد وجلد الروح؟؟؟؟؟
    المحسوس اهم واكبر من الملموس-نعيم قلبي ربي حبيبي

  8. افتراضي

    اقتباس المشاركة : فتيحة المشيشي
    بارك الله فيكم أحبتي في الله على الاقتباسات المفيدة التي لم أكن مطلعة عليها للأسف. ويبقى السؤال هل الحواس نمتلك منها الضعف حواس الجسد وحواس الروح. ما دام الروح هي نسخة عن الجسد .مثلا سمع الجسد وسمع الروح. جلد الجسد وجلد الروح؟؟؟؟؟
    رابط الاقتباس :
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=440035
    انتهى الاقتباس من فتيحة المشيشي
    أختي فتحية الحواس مرتبط عملها بالروح
    فقط وليس الجسد مثل المثال الذي وضعته اختي وفاء السيارة هي الجسد والسائق هو الروح بدون السائق لا تسير السيارة والجسد بدون الروح لا يحيى الجسد

  9. افتراضي

    هل فعلا لما تحلم تلتقي بالاموات عند النوم يعني ان روحك التقت بروحهم حقيقة

  10. افتراضي

    اقتباس المشاركة : لله العزة جميعا
    هل فعلا لما تحلم تلتقي بالاموات عند النوم يعني ان روحك التقت بروحهم حقيقة
    رابط الاقتباس :
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=440041
    انتهى الاقتباس من لله العزة جميعا
    أنا شاهدت عدة مرات والدي وهم اموات في رؤيات ولا اعلم التؤيل اتمنى في يوم من الايام يبين لي امامي الغالي رؤياي في الاموات كون الله هو من علمه تعبير الرؤيات ولا اريد تعبير بالظن الذي لا يغني عن الحق شيئا

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
المواضيع المتشابهه
  1. مشاركات: 78
    آخر مشاركة: 16-12-2023, 07:57 PM
  2. [ سؤال ] حديث ( يأتي على الناس زمان لا يبقى …..! )
    بواسطة سُبل السلام في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 20-01-2023, 09:35 AM
  3. ردود الإمام المهديّ الإنسان العادي إلى الإنسان العادي ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 27-10-2020, 12:45 AM
  4. { خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ } بيان الإنسان من القرآن
    بواسطة بيان في المنتدى بيان المهدي الخبير بالرحمن إلى كافة الإنس والجان
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 30-10-2012, 12:59 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •