الموضوع: سلسلة حوارات الإمام في منتديات أشراف أونلاين..

صفحة 3 من 6 الأولىالأولى 12345 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 56
  1. { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا } صدق الله العظيم ..

    - 21 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    10 - 02 - 1432 هـ
    16 - 01 - 2011 مـ
    06:40 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــ



    { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا } صدق الله العظيم ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    ويا مغربي، دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فقد أتيناكم بالآيات البيّنات المحكمات فأثبتنا بالبرهان المبين دخول الكفار النار من بعد الموت وقبل البعث وأفتينا أنّ ذلك على نفس الروح من دون الجسد، ولكنّكم تريدون الحوار في الروح وكيفية الروح.

    ويا أخي، إنّ الروح هي نسخةٌ من الجسد فلها أعين ولها قلب وفم وتسمع وترى ولها جلد ولكن لا تحيطون بها علماً؛ بل هي الإنسان وبدونها لا يساوي الجسد شيئاً فأنت بالروح لا بالجسم إنسانٌ، أفلا ترى أنّ الروح إذا غادرت الجسد فهو لا يشعر بأي ألمٍ ولا يسمع ولا يرى ولا يتكلم؟ والروح من أمر ربي يا مغربي، فلا تتّبعوا الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ويتبعون الظنّ وإنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً، أفلا ترى أنّك ترى في المنام وأنت لم تستخدم عيناك وتسمع وأنت لم تستخدم أذناك وتتألم لو رأيت أنّك تحترق فسوف تشعر بعذاب الحريق برغم أنه لم يلمس جلدك شيء؟ وكفى بالمرء أن يوعظ في منامه.

    وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [كفى بالمرءِ أن يوعظ في منامه].

    ويا رجل أفلا تتفكر في أحوال أهل الجنة كمثل الشهداء تجدهم أحياء عند ربِّهم يُرزقون بمعنى أنهم يأكلون ويشربون الآن يا مغربي، فالروح من أمر ربي وكذلك أهل النار، ولا أريد ان أجادلكم في الروح وأكتفي بقول الله تعالى:
    {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٥﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فأنت بالروح لا بالجسم إنسان، وإذا غادرت الروح من الجسد ذهبت جميع الحواس والسمع والبصر والطعم والألم والحب والكره وكُلّ الحياة، فما خطبُكم تجعلون الجسد وكأنّ الروح هي التي تحتاج للجسد؟ بل العكس
    فالجسد هو الذي يموت بفراق الحياة كون الحياة هي الروح ولا تموت أبداً وإنما يموت الجسد لفراقها ولكن أكثر الناس لا يعلمون. وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.

    وملاحظة : يا أحبتي في الله مشرفي هذه الطاولة العالمية، وتالله إنّي بالكاد أصل إلى موقعكم بسبب مكر أعداء الله إذ يقومون بحجب جهازي عن موقعكم بكِّل حيلةٍ ووسيلةٍ، وإنما نفكّ الحجب في كل مرةٍ، وحسبي الله عليهم الذين يريدون أن يطفئوا نور الله ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كرة المجرمون ظهوره، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _________________


  2. - 22 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    11 - 02 - 1432 هـ
    17 - 01 - 2011 مـ
    03:08 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــ



    البيان الواضح لكلمة المحصنة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله المهتدين وسلم تسليماً، والصلاة والسلام على جميع أنبياء الله ورسله وآلهم الطيبين وجميع المسلمين في الأولين وفي الآخرين إلى يوم الدين..

    قال الله تعالى:
    {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴿٨٠﴾ وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨١﴾ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    أحبتي في الله الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، فلا يزال الإمام المهديّ يستوصيكم أن تحرصوا على اتّباع الحقّ كونكم لا تريدون إلا الحقّ والحقّ أحقّ أن يتبع ونُحرّم التعصب الأعمى، ألا والله لو تجدون أنّ أحد علماء الأمّة حقًا هيمن على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني في موضوع فجاء بالبيان المفصَّل من القرآن لذلك الموضوع خيراً من بيان الإمام ناصر محمد اليماني وأحسن تأويلاً ومن ثم يستيقن البرهان في أنفسكم أن ذلك الحقّ حقاً هيّمن على الإمام ناصر محمد اليماني في أحد مواضيع الدين حصرياً من القرآن ومن ثم تتعصّبون للإمام ناصر محمد اليماني وتغالطون في الحقّ لو تبيّن لكم أنّه عند غير الإمام ناصر محمد اليماني ثم لا تتّبعون الحقّ من ربّكم إذاً لقيّض الله لكم شياطيناً فيجعلهم قرناء لكم ليصدوكم عن السبيل وتحسبون أنّكم مهتدون، وهذا ما سوف يحدث لكم لو تبيّن أنّ الحقّ هو مع غير الإمام ناصر محمد اليماني ثم لا تتّبعوه، ولكن هيهات هيهات.. وأقسمُ بالله ربّ الأرض والسماوات لا يستطيع كافة علماء الجنّ والإنس أن يهيمنوا على خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً كون الإمام ناصر محمد اليماني يُحاجّ الإنس والجنّ بآيات الكتاب المحكمات البيّنات هُنّ أمّ الكتاب البيّنات لعالمكم وجاهلكم لكل ذي لسان عربيٍّ منكم، إذاً ناصر محمد اليماني يجادل بكلام الله ربّ العالمين ولذلك أجادلكم بحدّ الله في محكم كتابه للأمَة المتزوجة والحُرّة المتزوجة، وأقول قال الله تعالى:
    {
    وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ۚ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُم ۚ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۚ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ۚ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنكُمْ ۚ وَأَن تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٢٥} صدق الله العظيم [النساء].

    ونستنبط من ذلك حدّ الزانية الحرّة المتزوجة والأمَة المتزوجة فتجدونه محكماً في قول الله تعالى:
    {
    فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم، وقد يقول أحد إخواني العلماء: "إنما يقصد أن نجلد الأمَة بنصف ما على المحصنة الحرّة"، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا أخي الكريم قال الله تعالى: {إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـٰذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦٨﴾ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [يونس]، فآتني بالسلطان المبين عن حدّ المحصنة في كتاب الله. ومن ثم يقول: "إليك يا ناصر محمد اليماني الفتوى عن حدّ المحصنة في محكم كتاب الله المبين وقال الله تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} صدق الله العظيم [النور:2]، فهذا هو حدّ المحصنة في محكم كتاب الله القرآن العظيم يا ناصر محمد اليماني".

    ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: ومن متى أنزل الله حداً للمحصنات لفروجهن المؤمنات اللاتي توصانا الله بالزواج بهن في قول الله تعالى:
    {
    وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ} صدق الله العظيم [النساء:25]؟ كون المحصنة لفرجها هي ذات الدين؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك، فكيف تجعلون لها حداً في كتاب الله من عند أنفسكم!

    ومن ثم يقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني بل يقصد بالمحصنات أي الحرّة المسلمة"، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: وهل جعلتم للمحصنة لفرجها المؤمنة حداً في كتاب الله؟ ثم يقاطعني غاضباً ويقول: "أفلا تفقه الخبر يا من يزعم أنه المهديّ المنتظَر بل أقصد بالمحصنة أي المسلمة". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا أخي الكريم فهل عندك سلطان بهذا أن المقصود بكلمة المحصنة أي المسلمة فلا نزال نذكرك بقول الله تعالى:
    {إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـٰذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦٨﴾ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [يونس]، فإن استطعت أن تأتي بسلطانٍ مبينٍ من محكم كتاب الله القرآن العظيم أن المقصود بكلمة المحصنة أي المسلمة فقد أصبح الإمام ناصر محمد اليماني كذّاباً أشراً وليس المهديّ المنتظَر، وإن قلتَ: "مهلاً يا ناصر محمد اليماني إنما ذلك اجتهادٌ مني بأن الله يقصد بكلمة المحصنة أي المؤمنة الحرّة، ألم تر قول الله تعالى:
    {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ} صدق الله العظيم، فإن اخطأت فمن نفسي والشيطان وإن أصبت فمن الله". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: فهل ترى الأمر هيناً حتى تجازف بقول الظنّ في هذه المسألة الخطرة التي يترتب عليها قتل أنفس بغير الحق؟ أفلا تعلم أنّ من قتل نفساً بغير حق وكأنما قتل الناس جميعاً؟ وأما برهانك الذي تحاجني به في قول الله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ} صدق الله العظيم، فهو يقصد بقوله المحصنات أي المحصنات لفروجهن المؤمنات استوصانا الله بالزواج منهن فاظفر بذات الدين تربت يداك، فكيف تجعلون لها حداً في كتاب الله فهل هذا جزاؤها كونها أحصنت فرجها من الزنى كما أحصنت فرجها مريم ابنة عمران عليها الصلاة والسلام؟ وقال الله تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ﴿١٢} صدق الله العظيم [التحريم].

    وتعالوا لنبحر سوياً في كتاب الله عن البحث عن البيان الحقّ لكلمة المحصنات، ولن تجدوا لها في كافة كتاب الله غير معنيين اثنين لا ثالث لهما، وتعلمون ذلك من خلال الموضوع التي تأتي فيه كلمة المحصنة. فأما قول الله تعالى:
    {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ} صدق الله العظيم، فيقصد المحصنات لفروجهن المؤمنات.

    وأما المحصنات المُحرمات في قول الله تعالى:
    {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿٢٣﴾ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ} صدق الله العظيم [النساء:23-24].

    وتجدون أنه يقصد المحصنات المحرّم الزواج بهن وهنّ المتزوجات إلا ما ملكت أيمانكم وهن نساء الكفار المؤمنات فقد أحلَّ الله لكم بالزواج بِهنّ وحتى ولو هُنّ متزوجات كونهنّ لم تعد تحل لزوجها الكافر. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ۖ اللَّـهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ۖ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ۖ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ۖ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} صدق الله العظيم [الممتحنة:10].

    ويا فضيلة الشيخ السوداني المؤدب والمحترم ومن على شاكلته، فهل تستطيعون أن تأتوا بسلطانٍ بيِّن في محكم كتاب الله القرآن العظيم عن بيانٍ ثالثٍ لكلمة المحصنات؟ فإن استطعتم أن تجدوا ولو في موضعٍ واحدٍ فقط في كتاب الله أنّ البيان لكلمة المحصنات أنه يقصد غير المتزوجات وغير المحصنات لفروجهن، فإن استطعتم أن تأتوا ببيانٍ ثالثٍ لكلمة المحصنة فقد أصبح الإمام ناصر محمد اليماني كذاباً أشراً وليس المهديّ المنتظَر، وعلى كافة الأنصار في جميع الأقطار أن يتراجعوا عن اتّباع ناصر محمد اليماني، وأقول ما أمرنا الله أن نقوله لأمثالكم الممترين:
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111].

    أما قول الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً؛ والظنّ هو الذي يحتمل الصح ويحتمل الخطأ فذلك محرمٌ عليكم في محكم كتاب الله ومحرمٌ على الإمام ناصر محمد اليماني، فإني أراكم تقولون على الله ما لا تعلمون أنه الحقّ من ربكم فذلك محرَّم عليكم من ربّكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون أنه الحقّ من ربكم. وقال الله تعالى:
    {
    قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٣} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ولكنكم تجدون دائماً بين أمر الشيطان وبين أمر الله اختلافاً كثيراً؛ بل أمران متناقضان تماماً. وقال الله تعالى:
    {
    إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩} صدق الله العظيم [البقرة]، فلماذا تطيعون أمر الشيطان فتقولون على الله ما لا تعلمون أنه الحقّ من ربكم؟ ولربّما يودّ أن يقول أحد علماء المسلمين: "يا ناصر محمد اليماني، نحن لا نقول على الله ما لا نعلم، ولكنّ مشكلتك أنك تُنكر السُّنة النبويّة الحق". ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ وأقول: ألا والله إني الإمام المهديّ المنتظَر الذي يتبع كتاب الله وسنة رسوله الحقّ، ألا والله لو ينكر الإمام ناصر محمد اليماني حديثاً حقاً عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لأنكرت القرآن العظيم كون بيان السنة إنما تزيد القرآن بياناً وتوضيحاً للعالمين، وإنما أنكر ما اختلف مع محكم كتاب الله القرآن العظيم، فما لكم كيف تحكمون؟ ولن تجدوا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ينكر من أحاديث السُّنة النبويّة إلا ما جاء مخالفاً لمحكم كتاب الله القرآن العظيم، وذلك تطبيقاً لأمر الله في محكم كتابه الذي يقول لكم لنبيه: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    وعلّمكم الله أنّ ما كان من أحاديث البيان في السُّنة النبويّة من عند غير الرحمن فسوف تجدون بينه وبين محكم قرآنه اختلافاً كثيراً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافاً كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    أم إنكم لا تعلمون ما المقصود من قول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافاً كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم؟ أي ولو كان الحديث من غير أحاديث سنة البيان الحقّ فإذا كان من عند غير الرحمن فسوف تجدون بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً، وإنما الاختلاف هو التناقض تماماً، ولذلك يدعو المهديّ المنتظَر علماء المسلمين والنصارى واليهود إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم لتطبيق هذا الناموس لكشف المُفترى على الله من عند الشيطان على لسان أوليائه سواء يكون في التوراة الغير محفوظة من التحريف أو الإنجيل الغير محفوظ من التحريف أو السُّنة النبوية الغير محفوظة من التحريف، فما كان فيها من عند غير الله فسوف نجد بينها وبين القرآن العظيم المحفوظ من التحريف اختلافاً كثيراً.

    إذاً يا قوم، قد جعل الله القرآن العظيم هو المرجعيّة لدين الإسلام الذي جاء به نبيّ الله موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام، فهلموا بالتوراة يا معشر يهود وهلموا بالإنجيل يا معشر النصارى وهلموا بأحاديث السُّنة النبويّة يا معشر المسلمين ليتمّ عرضهم جميعاً على مُحكم كتاب الله القرآن العظيم، فما كان فيهم من عند غير الله فحتماً لا شكّ ولا ريب سوف نجد بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً جملةً وتفصيلاً، كون الحقّ والباطل نقيضان لا يتفقان أبداً، أفلا تتقون؟ وما كان للإمام المهديّ المنتظَر أن يتبع أهواءكم إذاً لضللت وما كنت من المهتدين. وقال الله تعالى:
    {
    قُل لَّا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ ۙ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:56].

    ولن أتبع السواد الأعظم؛ كما تزعمون بأن الحقّ تجدونه مع السواد الأعظم، وهيهات هيهات، فليس اتباع الحقّ حسب الأكثرية بل حسب سلطان العلم. وقال الله تعالى:
    {
    وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ألا والله يا أحبتي في الله علماء المسلمين، إن ما خالف لمحكم القرآن العظيم أنه جاءكم من عند الشيطان، فكيف تعتصمون بما جاءكم من عند الشيطان وتذرون حبل الله القرآن العظيم وراء ظهوركم، أفلا تعقلون؟ أم إنكم لا تعلمون ما هو حبل الله الذي أمركم بالاعتصام بمحكمه والكفر بما يخالف لمحكمه؟ ألا وإنه القرآن العظيم. وقال الله تعالى:
    {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} صدق الله العظيم [آل عمران:103].

    أفلا تعلمون أنه نور القرآن العظيم المحفوظ من التحريف برهان الصدق من ربّ العالمين؟ فاعتصموا بحبل الله القرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين، واكفروا بما يخالف لمحكمه يا أيها الناس سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النبويّة. وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ من ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وذلك هو برهان الصدق من ربّكم لا شكّ ولا ريب كونه محفوظ من التحريف، ولذلك يقول لكم الإمام ناصر محمد اليماني ما قيل للمعرضين من قبلكم عن القرآن العظيم:
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111].

    فاتقوا الله وكونوا مع الصادقين الذين لا يجادلهم أحد من كتاب الله القرآن العظيم إلا أقاموا عليه الحجّة بالحقّ من محكم كتاب الله، فذلكم هم أئمتكم المصطفين من ربّكم فكونوا معهم ولا تكونوا مع من يعاديهم إنّي لكم ناصح أمين.

    ويا فضيلة الشيخ المحترم السوداني ومن كان على شاكلته، أفلا أدلكم كيف تستطيعون أن تغلبوا الإمام ناصر محمد اليماني؟ فوالله لا تستطيعون حتى تأخذوا البرهان الذي يحاجكم به الإمام ناصر محمد من القرآن ومن ثم تأتوا بالبيان الحقّ الأحق من بيان ناصر محمد اليماني وأحسن تأويلاً، وهيهات هيهات.. وربّ الأرض والسماوات لا تستطيعون شيئاً جميع علماء المسلمين والنصارى واليهود وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأن الإمام المهديّ يجادلكم بآيات الكتاب المحكمات البيّنات لعالمكم وجاهلكم لا يعرض عنهن ويتبع ما خالفهن إلا من كان من الفاسقين كونهن آياتٌ بيّناتٌ لعالمكم وجاهلكم حجّة الله عليكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩} صدق الله العظيم [البقرة].

    ومنها قول الله تعالى:
    {
    الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢} صدق الله العظيم [النور].

    وحتى تعلمون أنّ المائة جلدة تشمل المتزوجين وغير المتزوجين جاء ذكر حدّ الزنى مرةً أخرى فذكر لكم حدّ المحصنة الأَمَة والمحصنة الحرّة في قول الله تعالى:
    {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ۚ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُم ۚ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۚ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ۚ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنكُمْ ۚ وَأَن تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٢٥} صدق الله العظيم [النساء].

    وخلاصة هذا البيان فإن ما خالف لمحكم القرآن في سنة البيان فهو من عند الشيطان، فكيف يقول يا سوداني اذهب إليها فإن اعترفت فارجمها، ويا سبحان الله! فهل جعلتم المرأة مجرد قطة فكيف يقول فاذهب إليها فإن اعترفت فارجمها! فهل هي فوضى؟ أليست الأحكام ترد إلى القضاء والمحاكم الشرعيّة والحاكم هو من يقيم حدود الله على بصيرةٍ وليس من هبَّ ودبَّ! أفلا تعقلون؟

    وعلى كلّ حالٍ فخلاصة هذا البيان أقول لكم: لئن استطعتم أن تأتوا ببيانٍ لكلمة المحصنة غير بيان المتزوجة وغير بيان التي أحصنت فرجها فإن وجدتم في القرآن غير ذلك فقد حكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني على نفسه لئن استطعتم أن تأتوا ببيان ثالثٍ لكلمة المحصنة فأصبح ليس هو المهديّ المنتظَر وعلى جميع الأنصار في كافة الأقطار أن يتراجعوا عن نُصرته وشدّ أزر دعوة الاحتكام إلى الذكر المحفوظ من التحريف، فذلك بيني وبينكم.

    ويا سبحان الله العظيم! فكيف أنكم تتبعون ما يخالف لمحكم آيات الكتاب وتحسبون أنّكم مهتدون؟ وأما السُّنة النبويّة الحقّ فإنّي الإمام المهديّ المؤمن بسنة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله كدرجة إيماني بهذا القرآن العظيم، وإنما ندعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم كونه محفوظ من التحريف والتزييف ولا ينبغي للمهديّ المنتظَر أن يدعو علماء المسلمين والنصارى واليهود إلى الاحتكام إلى كتاب البخاري ومسلم الذي لدى أهل السنة، ولا إلى كتاب بحار الأنوار الذي لدى الشيعة الاثني عشر؛ بل أنا المهديّ المنتظَر الناصر لمحمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الإمام ناصر محمد أدعوكم إلى ما دعاكم إليه محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للاحتكام إلى القرآن العظيم، فإن أعرضتم كما أعرض أهل الكتاب عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فقد أعرضتم عن الحقّ من ربكم. وقال الله تعالى:
    {
    أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وإنما دعاهم محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - للاحتكام إلى القرآن العظيم كونه يوجد فيه الحكم الفصل فيما كانوا فيه يختلفون في الدين. وقال الله تعالى:
    {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآن يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦﴾ وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    ولكن فريقاً منهم أعرض عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون. وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ومن ثم غضب الله عليهم ولعنهم وأعدّ لهم عذاباً عظيماً كون سبب إعراضهم هو أنهم قالوا أنهم لن يتّبعوا إلا ما جاء موافقاً لما لديهم في التوراة، وقالوا إنّ ما خالف من القرآن للتوراة فلن يتبعوه، وردَّ الله عليهم وقال تعالى:
    {
    أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّـهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:85].

    وما أشبه اليوم بالبارحة يا معشر المعرضين عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، فهل اتبعتم مِلّة فريقٍ من أهل الكتاب الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر ليصدّوا عن اتباع الذكر بأحاديث من عند الشيطان الرجيم؟ وقال الله تعالى:
    {
    إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢} صدق الله العظيم [المنافقون].

    ولم يكن صدّهم بالسيف بل بأخطر من حدّ السيف وهو الكذب عن النبيّ بأحاديث لم يقلها محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافاً كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    أفلا ترون أنّ الله لم يأمر نبيّه بطردهم وكشف أمرهم بل قال الله تعالى:
    {
    فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا} صدق الله العظيم، ولكن لماذا لم يكشف أمرهم ويطردهم؟ وتجدون الجواب في محكم الكتاب، لينظر مَنْ الذين سوف يتّبعون كلام الله في محكم كتابه ومَنْ الذين سوف يعرضون عن محكم كلام الله ويتبعون ما يخالف لمحكم كتابه. وقال الله تعالى: {فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافاً كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    إذاً يا قوم، والله لا يستطيع المهديّ المنتظَر هداكم حتى تجيبوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، كون الرجوع إلى محكم كتاب الله القرآن العظيم هو الناموس الحقّ لكشف افتراء شياطين البشر سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النبويّة.

    ويا معشر الذين يشتمون الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، أقول: عفا الله عنكم جميعاً، فإنكم لا تعلمون أنّي الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم، ولسوف تعلمون أنكم كنتم تشتمون الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.

    ويا إخواني لماذا لا تلتزمون بمبدأ الحوار؟ فلماذا تريدون أن تخرجوني عن موضوع الحوار المختار إلى مواضيعٍ أخرى لماذا يا قوم؟ فهل تريدون الحقّ أم الباطل؟ كونوا صادقين مع الله ومع أنفسكم فأنتم أعلم بما في أنفسكم.

    ويا قوم ليست القضية لعبة شطرنج أغلبك أو تغلبني بل الأمر عظيم، ومن قال على الله ما لم يعلم أنه الحقّ من ربه فسوف يحمل وزره ووزر من اتبعه إلى يوم القيامة، أفلا تتقون؟ فكيف تصفون أنّ الذي يدعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم على ضلالٍ مبينٍ؟ ولكن يا قوم إنّما أدعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم لنبيِّن لكم آياته كوني أعلم أنّه حجّة الله عليكم يوم القيامة وحجة العالِم على طالب العلم فتعالوا للنظر الى حجّة الله عليكم يوم القيامة. وقال الله تعالى:
    {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ﴿١٢٤﴾ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا ﴿١٢٥﴾ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ ﴿١٢٦﴾} صدق الله العظيم [طه].

    وقال الله تعالى:
    {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ولكن انظروا لرد الله على الذين لم يهتدوا إلى الحقّ من ربهم. وقال الله تعالى:
    {
    بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٥٩} صدق الله العظيم [الزمر].

    وآيات الله في محكم كتابه حجّة الله على الناس أجمعين. وقال الله تعالى:
    {
    وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢} صدق الله العظيم [النمل].

    إذاً يا قوم إنما يهتدي من اتَّبع الذَّكر وكفر بما يخالف لمحكمه سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النبويّة. وقال الله تعالى:
    {
    إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿١١} صدق الله العظيم [يس].

    ألا والله إني لقادر أن أقيم عليكم الحجّة فيما كنتم تجادلونني فيه، ولكنّنا اشترطنا عليكم أن لا نخرج عن موضوع الحوار حتى نخرج بنتيجة نهائية فيه، فيتم تسلسل المواضيع نقطة نقطة حتى نستكمل الحوار في جميع مواضيع الدين إن كنتم تريدون طريقة الهدى وتبيان الحقّ، ولا أريد أن أخالفكم لما أنهاكم عنه فأخرج عن موضوع الحوار وقد نهيناكم عن ذلك، ولسوف نختار مواضيعاً تفيدكم في دينكم وإنقاذاً لكم من الضلال المبين، والإمام ناصر محمد اليماني هو من سوف يختار مواضيع الحوار لتنفيذ مهمتي بالحقّ التي كُلِّفت بها من ربّي أن أبين لكم الحقّ من الباطل، وأما أنتم فمهمتكم هو الذود عن حياض الدين بسلطان العلم من القرآن العظيم والسُّنة النبويّة الحقّ، كون ناصر محمد اليماني لربما يكون هو المهديّ المنتظَر أو من الذين اعترتهم مسوس الشياطين ليقولون على الله ما لا يعلمون.

    ولذلك وجب عليكم عدم الإعراض عن ناصر محمد اليماني أو غيره فلا تقولوا: "بل سوف نعرض عن حواره لعدم إشهاره"، ومن ثم أقول لكم إنّكم بسبب هذه الحكمة الغبيّة ظهرت لكم طوائف جديدة في الدين واستباحت قتل المؤمنين كونهم اتّبعهم الذين لا يعقلون وأنتم أعرضتم عن محاورة زعماء تلك الفرق، وما كان حجّتكم إلا الحكمة الخبيثة وهو قولكم سوف نعرض عن حواره لعدم إشهاره، حتى انسلت في الدين فرق بين المسلمين واستباحت قتل المؤمنين وذلك بسبب حكمتكم الغبية؛ بل وجب عليكم الذود عن حياض الدين بسلطان العلم، أفلا تعلمون أنّ ناصر محمد اليماني لو يتبيّن لأنصاره في هذا الموقع أنّ أحد علماء الأمّة قد هيمن على الإمام ناصر محمد اليماني بسلطان العلم الأهدى سبيلاً والأصدق قيلاً حتى ألجم الإمام ناصر محمد اليماني أن أنصار المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني سوف يتراجعون عن اتّباعه في جميع الأقطار فيكونون لهذا الموقع من الشاكرين لو تبيّن لهم أن ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مبينٍ؟ ولكن هيهات هيهات وربّ الأرض والسماوات لا تستطيعون كوني أجادلكم بآيات الكتاب المحكمات لا يكفر بها أو يعرض عنها إلا الفاسقون كونها آيات بينات. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢} صدق الله العظيم [النمل].

    وقال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩} صدق الله العظيم [البقرة].

    فلمَ يا قوم لا تريدون أن تتبعوا الحقّ من ربكم؟ وإنّما أدعوكم للاحتكام إلى الله أفلا ترضون بالله حكماً بالحق؟ وهل على الإمام ناصر محمد اليماني إلا أن يستنبط لكم حكم الله من محكم كتابه؟ فذلك بيني وبينكم، فهل أنتم مسلمون أم كافرون بهذا القرآن العظيم؟ وقال الله تعالى:
    {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآن يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦﴾ وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴿٧٧﴾ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ﴿٧٨﴾ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّكَ عَلَى الحقّ الْمُبِينِ ﴿٧٩﴾ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴿٨٠﴾ وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨١﴾ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    _______________


  3. الروح هي الوجه الحقيقي للإنسان، ونفي شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود ..

    - 23 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    12 - 02 - 1432 هـ
    18 - 01 - 2011 مـ
    06:33 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــ



    الروح هي الوجــــه الحقيقي للإنســــــــــــان
    ونفي شفاعـــة العبيد بين يدي الربّ المعبــــــود ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله الطيبين وجميع المسلمين التابعين للحقّ إلى يوم الدين..
    وبما أنّ السؤال عن الروح فيعتبر ذلك ليس خارجاً عن نقاط الحوار التي بدأنا بطرحها للحوار كون ذكر الروح متعلق بالعذاب من بعد الموت، وكان جدالكم عن أعين وعقل وأذن الروح، ولذلك وجب علينا الردّ بالمزيد من البرهان المبين عن أذن وأعين وقلب الروح وحواسها والتي
    تعتبر الروح الوجه الباطن للإنسان لها نفس مواصفات الوجه الظاهري ولكن في علم القدرة الربانيّة،فنحن لا نستطيع أن نعلمكم كيفية ذات الروح في طبيعة الخلق وإنما نفتيكم أني أجدها في كتاب الله هي الوجه الباطن للإنسان وهي الوجه الحقيقي للإنسان، وتملك حواس كحاسة العقل والبصر والسمع والألم والحبّ والكره، فتعالوا لنبحر في كتاب الله عن حواس الروح، ولا ولن تسمعوا الحقّ إذا كانت آذانكم صُمٌ ولا ولن تبصروا الحقّ إذا كانت أعينكم عُميٌ ولا ولن تعقلوا القول إذا كانت قلوبكم لا تعقل، ولا ولن تنطقوا بالحقّ إذا كانت ألسنتكم بُكمٌ ولكنه لا يقصد بتلك وجه الإنسان الظاهر بل الوجه الحقيقي. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَـٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴿١٧٩} صدق الله العظيم [الأعراف].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل يقصد أن أعينهم وآذانهم الظاهرة وألسنتهم الظاهرة أنها لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب. وقال الله تعالى:
    {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [الحج].

    وضرب الله لكم مثلاً لو أنّ أحدكم وقف وراء رجل أصمٍّ أبكم ومن ثم يناديه بأعلى صوته فهل ترونه سوف يسمع؟ فلن تجدونه يلتفت إلى مصدر الصوت من ورائه كونه لم يسمع الصوت من ورائه. وقال الله تعالى:
    {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّكَ عَلَى الحقّ الْمُبِينِ ﴿٧٩﴾ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴿٨٠﴾ وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    فهنا ضرب الله لكم مثلاً لو أنّ أحدكم نادى أصماً أبكماً من ورائه حين يدبر لو بينه وبينه قدر مترٍ فلن يلتفت إلى الصوت كونه لم يسمع شيئاً، وكذلك آذان الروح وجه الإنسان الباطن إذا لم تسمع أذنيه فلن يستجيب إلى الحقّ. وقال الله تعالى:
    {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:36].

    وكذلك إذا كانت آذان الروح صُمّاً فلن تسمع نداء الحقّ، وكذلك إذا كانت أعين الروح عُمياً فلن تبصر الحقّ، وكذلك إذا كان لسان الروح أبكم فلن ينطق بالحقّ كون الله قد ختم على أسماعهم وأبصارهم وأصم آذانهم.
    وقال الله تعالى: {خَتَمَ اللَّـهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٧} [البقرة].

    وقال الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ ۗ مَن يَشَإِ اللَّـهُ يُضْلِلْـهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٣٩} [الأنعام].

    وقال الله تعالى:
    {قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّـهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ ﴿٥٠} [الأنعام:50].

    وقال الله تعالى:
    {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿٢٢} [الأنفال].

    فهل يقصد أصمّ الأذنين الظاهرة للإنسان، أو أبكم اللسان الظاهر للإنسان؟ بل يقصد حواس جوهر الإنسان الباطن، وذلك في علم القدرة الربانيّة. وقال الله تعالى:
    {وَلَوْ عَلِمَ اللَّـهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣} [الأنفال].

    وقال الله تعالى:
    {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٢﴾ وَمِنْهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    كون الفريق الذي يتّبع آيات الله البيّنات والفريق الذي يُعرض عن آيات الله البيّنات فيتّبع ما خالفها، فالفريقان كالأعمى والبصير فهل يستويان مثلاً؟ واحدٌ يبصر ويسمعُ وينطقُ بالحقّ ويفهم القول، والآخر لا يسمعُ ولا يرى ولا ينطق بالحقّ. ولذلك قال الله تعالى:
    {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَىٰ وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ ۚ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿٢٤} [هود].

    وقال الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ ۗ مَن يَشَإِ اللَّـهُ يُضْلِلْـهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٣٩} [الأنعام].

    وقال الله تعالى:
    {خَتَمَ اللَّـهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٧} [البقرة].

    وقال الله تعالى:
    {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿١٨} [البقرة].

    وقال الله تعالى:
    {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:36].

    وقال الله تعالى:
    {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٢﴾ وَمِنْهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ ﴿٤٣﴾} [يونس].

    وقال تعالى:
    {وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٧٢} [الإسراء].

    وقال الله تعالى:
    {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴿٤٦} [الحج].

    وقال الله تعالى:
    {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٤٤} [الفرقان].

    وقال الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ ربّهم لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً} [الفرقان:73].

    وقال الله تعالى:
    {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٢﴾ وَمِنْهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ ﴿٤٣﴾} [يونس].

    وللروح أيدٍ وأذقانٍ، وقال الله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ} صدق الله العظيم [المائدة:64]، أي غُلَّت أيديهم الباطنة عن فعل الخير، كونها هي التي تحرك الأيدي الظاهرة إلى فعل الخير. وقال الله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ ﴿٨﴾ وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴿٩﴾ وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠﴾ إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [يس].

    وقال الله تعالى:
    {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَـٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ﴿٤٤} [فصلت].

    وقال الله تعالى:
    {أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٤٠} [الزخرف].

    وقال الله تعالى:
    {أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ ﴿٢٣} [محمد:23].

    وقال الله تعالى:
    {وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٧٢} [الإسراء].

    وقال الله تعالى:
    {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ﴿٩٧﴾ ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا} صدق الله العظيم [الإسراء:97-98]، فانظروا لحجة الله عليهم: {ذَلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا} صدق الله العظيم. وتجدونهم لا يزالون فعلاً عُمياناً عن معرفة ربّهم الحقّ، ولذلك لم يقدِّروا ربّهم حق قدْرِه يوم القيامة حتى وقد عذبهم الله في الدنيا عند الهلاك وعذَّب أرواحهم في النار من بعد الموت، ولكن للأسف كذلك نجدهم عُمياناً فلم يبصروا ربّهم الحقّ يوم القيامة، ولذلك تجدوهم يبحثون عن الشفعاء بين يدي الله وقالوا: {فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].

    فانظروا لقول الله تعالى:
    {قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ}، أي الذين كانوا يفترون الشفعاء وهم في الدنيا. وقال الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ولكن الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مشركون به عباده المقربين سيقولون: "مهلاً يا ناصر محمد اليماني إنما نفي الشفاعة عن الكافرين فقط وتحل للمؤمنين". ومن ثم نرد عليه بقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ} صدق الله العظيم [البقرة:254].

    وقال الله تعالى:
    {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴿٤} [السجدة].

    وقال الله تعالى:
    {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّـهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ} صدق الله العظيم [الأنعام:70].

    ولكنَّ الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ المبين في آيات أمّ الكتاب المحكمات البيّنات لعالِمكم وجاهلكم لن يتّبع فتاوى الله في آيات الكتاب المحكمات؛ بل سوف يذرهنّ وراء ظهره وكأنه لم يسمع بهنّ قط في الحياة ومن ثمّ يتبع ظاهر الآيات المتشابهات في شأن الشفاعة التي لا تزال بحاجة للتأويل كونه من الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مشركون، ويقول:
    "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني؛ بل قال الله تعالى:
    {يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴿١٠٩﴾} [طه].

    وقال الله تعالى:
    {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بالحقّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٨٦﴾} صدق الله العظيم [الزخرف]".

    ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: لم يأذن الله له بالشفاعة وإنما أذن له بتحقيق الشفاعة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    وأَذِنَ له الرحمن بالخطاب كونه لن يشفع بين يدي الله من هو أرحم منه بعباده الله أرحم الراحمين سبحانه وتعالى علواً كبيراً؛ بل سوف يقول صواباً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابًا ﴿٣٨} صدق الله العظيم [النبأ].

    فما هو القول الصواب؟ وبما أنّ الله هو أرحم الراحمين فلا ينبغي أن يكون هناك عبد هو أرحم بعباد الله من الله أرحم الراحمين حتى يشفع لهم بين يدي أرحم الراحمين؛ بل سوف يحاجّ الله في تحقيق النعيم الأعظم من جنة النعيم حتى يرضى فإذا تحقق رضوان الله في نفسه تحققت الشفاعة يا قوم. وقال الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦} صدق الله العظيم [النجم].

    فهل تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ} صدق الله العظيم؟ فهذا يعني أنّ الذي أذن الله له أن يخاطب ربّه في تحقيق الشفاعة لم يشفع لأحدٍ وإنما حاجّ ربه في تحقيق رضوان الله في نفسه، فإذا رضي في نفسه تحققت الشفاعة، ولذلك قال الله تعالى: {إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ} صدق الله العظيم. فإذا تحقق رضوان الرحمن في نفسه هنا المفاجأة الكبرى، وإنما الذي أذن الله له بتحقيق الشفاعة هو بأنّ يحاج الله في تحقيق رضوان نفسه فإذا رضي الله في نفسه تحققت الشفاعة لكون الذي أذن الله له أن يخاطب ربّه، لم يشفع لعباده وإنما حاج ربّه في تحقيق النعيم الأعظم من جنّة النعيم وهو أن يرضى الله في نفسه فإذا رضي في نفسه تحققت الشفاعة فتأتي من الله لعباده وهنا المفاجأة الكُبرى. وقال الله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [سبأ]، ألا والله وكأني أرى أعيناً تنهمر بالدموع مما عرفوا من الحقّ.

    وأما الروح فلا تحيطون بها علماً وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً، وأما رؤية محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لأصحاب النار ليلة الإسراء والمعراج فإن الذي عرج به حتى أراه الجنة والنار لقادر أن يريه أرواح الكفار يصطرخون في نار جهنم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ ﴿٩٥} [المؤمنون].

    وقال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ﴿١٣﴾ عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ ﴿١٤﴾ عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ﴿١٥﴾ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ ﴿١٦﴾ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ ﴿١٧﴾ لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    ولربّما يودّ الجاهلون أن يقولوا: "لقد رأى اللهَ ربَّه ليلة الإسراء والمعراج"، ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: لم يرَ ذات الله سبحانه وإنما رأى من آيات ربه الكبرى. ولربما يقاطعني مرة أخرى ويقول: "أفلا تنظر إلى قول الله تعالى
    {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ﴿١٣﴾ عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: رأى جبريل عليه الصلاة والسلام نزلةً أخرى بصورته الملائكيّة عند سدرة المنتهى حين وصلا إلى تحت العرش العظيم، فتحول جبريل عليه الصلاة والسلام إلى صورته الملائكيّة وخرّ ساجداً بين يدي ربّ العرش العظيم كونه كان يأتي محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - رجلاً سوياً، ورآه نزلةً أخرى ولكن بصورته الملائكيّة عند سدرة المنتهى، ولربما يقاطعني آخر ويقول: "ألم تتدبر قول الله تعالى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ﴿٩﴾ فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ ﴿١٠﴾ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [النجم]؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وأقول: إنما ذلك شديد القوى رسول الله جبريل عليه الصلاة والسلام معلم محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. وقال الله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴿١﴾ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ﴿٢﴾ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿٣﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤﴾ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ﴿٥﴾ ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ ﴿٦﴾ وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ ﴿٧﴾ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ ﴿٨﴾ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ﴿٩﴾ فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ ﴿١٠﴾ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ ﴿١١﴾ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ ﴿١٢﴾ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ﴿١٣﴾ عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ ﴿١٤﴾ عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ﴿١٥﴾ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ ﴿١٦﴾ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ ﴿١٧﴾ لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    ولربما يقاطعني آخر ويقول: "ألم يقل:
    {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ﴿٩﴾ فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ ﴿١٠﴾}؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إنما ذلك عندما نزل جبريل عليه الصلاة والسلام وبدأ بتنزيل القرآن ليُعلِّمه لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فلم أجد المسافة ثابتة بين صدر محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وصدر جبريل عليه الصلاة والسلام بل كان يجره إليه ويطلقه حين كلمه جبريل عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ} صدق الله العظيم، وذلك من دقة الصدق لكلام الله فيقول فكان قاب قوسين أو أدنى، كون المسافة لم تكن ثابتة بسبب أنّ جبريل كان يجره إليه ويطلقه. ومن ثم قال الله تعالى: {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى}، أي فأوحى الله إلى عبده ما أوحاه جبريل عليه الصلاة والسلام. فلا تقولوا على الله ما لا تعلمون!

    ويا علماء المسلمين وأمّتهم، تعالوا للحوار في هذا الموقع المبارك ليكون طاولة الحوار العالميّة بينكم وبين المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور كون الرابطة العلميّة العالميّة موقعٌ محايدٌ فلا هم من أنصار الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ولا هم ضده فلا يزالون باحثين عن الحقّ حتى يتبيّن لهم حقيقة الإمام ناصر محمد اليماني، فهل هو حقاً لا يجادله عالِمٌ من القرآن إلا غلبه بسلطان العلم يستنبطه من محكم القرآن العظيم، أم إنّه من الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطانٍ من ربهم؟ ولكن لنا شرط عليكم أحبتي علماء الأمّة وهو أنّ الإمام المهديّ هو من سوف يضع لكم مواضيع الحوار المختارة كون الإمام ناصر محمد اليماني سوف ينسف عقائدَ مُحدثاتٍ في الدين نسفاً بمحكم كتاب الله حتى نُطهِّر سنة محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله الأطهار بمحكم الذكر تطهيراً حتى نعيدكم إلى منهاج النبوّة الأولى فنترككم على كتاب الله وسنة رسوله كما ترك محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الذين من قبلكم، ولكن أعداء الله قد أخرجوكم عن الصراط المستقيم، ولو لم تزالوا على الهدى لما ابتعث الله إليكم الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ليعيدكم إلى منهاج النبوّة الأولى على كتاب الله وسنة رسوله الحقّ، ولم ننكر من السنة إلا ما خالفت لمحكم كتاب الله القرآن العظيم، وأما الذي لا يختلف مع القرآن فنردّه للعقل والمنطق إن كنتم تعقلون.

    ويا أمّة الإسلام وعلماءهم، إن كنتم تريدون الحقّ فسوف يختار لكم المهديّ المنتظَر مواضيع الحوار فأنسف البدع والمُحدثات نسفاً بسلاح جدّي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - محكم القرآن العظيم فأُجاهدكم به جهاداً كبيراً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴿٥٢} صدق الله العظيم [الفرقان].

    ويا قوم ليس المنطق أن يبعث الله خليفته الإمام المهديّ ليحاجّ علماء المسلمين والنصارى واليهود بكتاب البخاري ومسلم أو بحار الأنوار، فلن تجيروني من الله لو يتبع الإمام المهديّ أهواءكم، وما ينبغي للإمام المهديّ الحقّ من ربّكم أن يبعثه الله مُتّبعاً لأهوائكم؛ بل متّبعاً لكتاب الله وسنة رسوله الحقّ التي لا تخالف لمحكم القرآن، ولو حاورتكم الدهر كله لما تزحزحتُ عن كتاب الله وسنة رسوله الحقّ قيد شعرة إنْ شاء الله ربّ العالمين وإنا لصادقون.

    وأمّا الذين يحاجون الإمام المهديّ بغير علمٍ من ربّهم ويشتمون الإمام المهديّ ويصفونه بالدجال وبالمنافق والضال هو وأنصاره وغير ذلك من البهتان و كان عند الله عظيماً، فنقول لهم:
    {لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} [القصص:55].

    ويا معشر علماء أمّة الإسلام ليس المنطق أن نضع الحوار لكم ليتمّ التحاور فيه بيني وبينكم فإذا الجاهلون منكم يصرون على إخراجنا من موضوع الحوار المختار ونحن نعلم ما هو السبب لديهم، وهو أنهم عاجزون عن إقامة الحجّة على الإمام المهديّ في ذلك الموضوع ومن ثم يبحثون في مواضيع أخرى علّهم يجدون مدخلاً فيحاجون به الإمام ناصر محمد اليماني حتى يُرجعوا أنصاره عن اتِّباعه، أولئك لا يهدي الله قلوبهم أبداً ما داموا لا يبحثون عن الحقّ شيئاً وإنما يبحثون عن مدخل ولو خرم إبرة علهم يقيمون الحجّة على الإمام ناصر محمد اليماني، أولئك من الذين أضلّتهم الشياطين عن الصراط المستقيم ويصدّونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون، وأما كيف تعلمون أنهم لا يبحثون عن الحقّ شيئاً فسوف تجدونهم حين يقيم عليهم الإمام المهديّ الحجّة الداحضة في مسألةٍ فسوف تأخذهم العزّة بالإثم ولا ولن يعترفوا بالحقّ من ربّهم مهما كان بَيّنٌ في محكم كتاب الله، فلن يتّبعوه حتى ولو تبيّن لهم أنّه الحقّ من ربّهم لا شكّ ولا ريب، فلن تجدوهم يتّبعون محكم آيات الله ولن يعترفوا بنقطةٍ واحدةٍ أنّ الحقّ مع الإمام ناصر محمد اليماني أولئك هم المستكبرون عن اتّباع آيات الله وسوف يصرف الله قلوبهم عن اتّباع الحقّ من ربهم من الذين قال الله عنهم في محكم كتابه:
    {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ﴿١٤٦} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فانظروا عن سبب صرف قلوبهم عن اتباع الحقّ من ربّهم. وقال الله تعالى:
    {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} صدق الله العظيم، فلا تكونوا منهم أحبتي في الله السوداني وأسد السُّنة والذين يعلنون الحرب على الإمام المهديّ بكِّل حيلةٍ ووسيلةٍ، فمن يجركم من عذاب الله؟ ألا والله إني لقادر على إلجامكم بالحقّ في جميع ما كنتم فيه تمترون وحصرياً من كتاب الله القرآن العظيم وإنا لصادقون عن عدد أصحاب الكهف والرقيم وعن مجيء كوكب العذاب، ولكن يا قوم لقد نُهيت عن تحديد مجيء كوكب العذاب كونكم سوف تُنظرون الإيمان بالحقّ من ربّكم حتى تروا كوكب العذاب الأليم مهما بيّنت لكم من الحقّ في كتاب الله فلن تتّبعوه؛ بل سوف تنتظرون موعد كوكب العذاب ومن ثم تنظرون فهل يعذبكم الله كما قال الإمام ناصر محمد اليماني؟ ألا والله الذي لا إله غيره لو فصّلت كتاب الله تفصيلاً من الغلاف إلى الغلاف للذين لا يعقلون من المسلمين وفقهوه جميعاً عن ظهر قلبٍ محكمه ومتشابهه ومن ثمّ بيّنت لهم موعد كوكب العذاب لأرجأوا اليقين بالحقّ من ربّهم واتباعه حتى يأتي اليوم الذي حدده الإمام ناصر محمد اليماني لينظروا هل يرون العذاب الأليم؟ ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى: {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنتُم بِهِ ۚ آلْآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴿٥١} صدق الله العظيم [يونس].

    أرأيتم لو أنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أخبرهم أنّ كوكب العذاب بقي له أكثر من ألف وأربعمائة سنة، إذاً لتولّى عنه الذين صدقوه فكم كان يستعجل به قومه في ذلك الزمن. وقال الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠} [الأنبياء].

    وقال الله تعالى:
    {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ﴿٦٩﴾ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ ﴿٧٠﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٧١﴾ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ ﴿٧٢﴾ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ ﴿٧٣﴾} [النمل].

    وقال الله تعالى:
    {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٢٨﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٩﴾ قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لَّا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ ﴿٣٠﴾ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَـٰذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ ربّهم يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ ﴿٣١﴾} [سبأ].

    وقال الله تعالى:
    {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّـهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّـهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٤٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٨﴾ مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ ﴿٤٩﴾ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ﴿٥٠﴾} [يس].

    وقال الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٥﴾ قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّـهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٢٦﴾} [الملك].

    وقال الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّـهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ﴿٢٠﴾ وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللَّـهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ ﴿٢١﴾} [يونس].

    وقال الله تعالى:
    {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظنّ لَا يُغْنِي مِنَ الحقّ شيئاً إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿٣٦﴾ وَمَا كَانَ هَـٰذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن ربّ العالمين ﴿٣٧﴾ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ﴿٣٩﴾ وَمِنْهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُم مَّن لَّا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ ﴿٤٠﴾ وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُم بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٤١﴾ وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٢﴾ وَمِنْهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ ﴿٤٣﴾ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شيئاً وَلَـٰكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿٤٤﴾} [يونس].

    وقال الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٨﴾ قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴿٤٩﴾ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ ﴿٥٠﴾ أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنتُم بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴿٥١﴾} [يونس].

    وقال الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٨﴾ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٢٩﴾ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ ﴿٣٠﴾} [السجدة].

    وقال الله تعالى:
    {قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ ۖ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿٤٦} صدق الله العظيم [النمل].

    فلِمَ تستعجلون بالعذاب يا أولي الألباب؟ ألا والله إنّي أدعو ربي ليؤخره عنكم وسوف نصبر عليكم حتى تصدقوا يا معشر المسلمين، ولكني أخشى أنّ ربي لم يجب دعائي بتأخيره عنكم ولم نؤكده لكم كوننا نريد لكم النجاة وليس الهلاك ولذلك قلنا لكم في ذلك البيان بما يلي بالضبط ونقتبس منه ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    إذاً متى يتوقعها المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني؟ ومن ثمّ أردّ عليه بالحقّ وأقول: بقي لها ساعة قدرية واحدة من لحظة ميلاد هلال ذي القعدة لعام 1428 للهجرة، والساعة القدرية هي ألف ساعة قمرية بحساب يوم القمر والألف الساعة القمرية هي تعدل ثلاثون ألف ساعة أرضية من ساعاتكم التي بأيدكم حتى إذا مضت وانقضت فلا تستقدمون ساعة ولا تستأخرون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٩﴾ قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لَّا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

    وكلّ يوم هو في شأن بسبب الدعاء، فإن يشاء يؤخره أكثر من ذلك فكل يوم هو في شأن. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ۖ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا ﴿٧٧} صدق الله العظيم [الفرقان].
    فإذا كذبتم فسوف يكون لزاماً في ساعته المعلومة، وإلى الله ترجع الأمور، وأريد لكم النجاة وليس الهلاك، فلا تُنظروا التصديق بالبيان الحقّ للذكر حتى تروا أحجار العذاب الأليم
    انتهى الاقتباس
    انتهى الاقتباس من البيان الذي بعنوان:
    ( Nibiru Planet X كوكب سقر، بيان المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني )

    ألا والله العظيم الذي يحيي العظام وهي رميم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أني تلقيت الأمر من ربّي أن أحذركم من كوكب العذاب، وأراني الله أنّه النار وأراني الله أنّه يأتي للأرض من أطرافها، وأراني الله أنّ الشمس سوف تطلع من مغربها ليلة مروره، وأراني الله أنه يمطر بحجارةٍ من نار، وإنه لنبأ عظيم أنتم عنه معرضون، فما هو الحل لإنقاذكم أحبتي في الله علماء المسلمين وأمّتهم فقد صار الإمام المهديّ يخشى عليكم عذاب كوكب العذاب؟ ألم نُفصِّله لكم من محكم الكتاب وأنّه كوكب النار فما ظنكم بقول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾} [الأنبياء].

    وقال الله تعالى:
    {كَلَّا وَالْقَمَرِ ﴿٣٢﴾ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿٣٣﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿٣٤﴾ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ﴿٣٥﴾ نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ ﴿٣٦﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [المدثر]، فما هو الحل لإنقاذكم أحبتي في الله؟ رجوت من ربي متوسلاً إليه بحقّ رحمته التي كتب على نفسه أن لا يعذبكم وأقول: اللهم اغفر لإخواني علماء المسلمين وأمّتهم فإنهم لا يعلمون أنّي الإمام المهديّ الحقّ من ربّهم إنك أنت الغفور الرحيم.

    وأمّا الذي يجادلني في عدد أصحاب الكهف فأقول له: إنك تحاجني في شيء تجدونه على الواقع الحقيقي في اليمن في محافظة ذمار في قرية الأقمر، ونحمّل مسؤولية ذلك بين يدي الله للحكومة اليمنية، ولسنا مكلفين إلا أن ندلّ الناس عليهم ليعثروا عليهم ليعلموا أي الحزبين أحصى عددهم ولما لبثوا أمداً، ولكن أكثركم يجهلون.

    ويا أحبتي في الله إني أعدكم وعداً غير مكذوب أن أحاوركم في النقاط وأبيّن لكم ما لم تكونوا تعلمون بإذن الرحمن معلم الإنسان البيان الحقّ للقرآن ولكن الوقت أصبح ضيقاً جداً لدينا وجئنا إلى هذا الموقع لطلب حوار علماء الأمّة في حدود وعقائد أساسية في الدين يجب معرفتها وتفصيلها للمؤمنين من محكم كتاب الله وأنتم تذهبون بنا إلى مواضيع أخرى فتخرجوننا عن موضوع الحوار المختار في أساسيات في الدين، ألا ترون أنكم أجبرتموني على الخروج عن موضوع نفي حدّ الرجم من محكم الكتاب، فهل ترونه موضوعاً سهلاً في نظركم؟ أم أنه خطير جداً ويجب الفصل فيه بمحكم القرآن العظيم؟ وكذلك المواضيع التي سوف نختارها لكم للحوار فكم هي ذات أهمية كبرى ولكني أرى عدة أشخاص وكأنهم شخص يصدّ عن اتباع آيات الكتاب صدوداً كبيراً حتى إذا أعجزناه بالحقّ من ربه ومن ثم يحاول إجبار الإمام ناصر محمد اليماني على الخروج من الموضوع الذي عجز أن يقيم على الإمام ناصر محمد اليماني فيه الحجة، فسألتكم بالله العظيم يا معشر الباحثين عن الحقّ فهل هذا الشخص يريد الحق؟ كلا وربّ العالمين؛ بل إنه ليصد عن الحقّ صدوداً شديداً بكِّل حيلةٍ ووسيلةٍ كما ترون، وصبر جميل، فهل يكون من اليهود أم من الذين استحوذت عليهم الشياطين فيصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون؟

    وما أريد قوله في خلاصة هذا البيان، ألم أفتِكم بالحقّ أنكم لا تستطيعون أن تأتوا ببيان لكلمة المحصنة من القرآن غير بيان المحصنة لفرجها أو بيان المحصنة بالزواج؟ فها أنتم لم تستطيعوا شيئاً فكم أضحكني صاحب (حصون خيبر) وما علاقتها بكلمة المحصنة في موضوع الحوار لنفي حدّ الرجم؟ ويا قوم أفلا تعلمون أنكم إذا عجزتم أن تأتوا ببيان لكلمة المحصنة من الكتاب غير بيان المحصنة المتزوجة وغير بيان المحصنة لفرجها فهذا يعني أن المقصود من قول الله تعالى:
    {فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [النساء:25]، فهذا يعني أنّه يقصد أنّ على الزانية الأمَة المحصنة بالزواج نصف ما على الزانية المحصنة بالزواج الحرة، وإن قلتم بل يقصد المحصنات المؤمنات اللاتي جاء ذكرهن في أول الآيات في هذا الموضوع في قول الله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ۚ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُم ۚ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۚ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ۚ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [النساء:25].

    ثم يقول: فانظر يا ناصر محمد اليماني إلى قول الله تعالى:
    {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ} صدق الله العظيم، ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: ولكنه يقصد الله تعالى بقوله: {الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ} أي المُحصنات لفروجهن المؤمنات وليس أن أحدكم إذا أُغرم بزانية متبرجة وأراد الزواج بها فيتزوجها! بل توصّاكم الله بالزواج بالمحصنات لفروجهن المؤمنات، فكيف يا قوم يكون على المحصنة لفرجها المؤمنة حدّ الزنى في كتاب الله حتى تقولوا أنّ على الأمَة الزانية المحصنة نصف ما على المحصنات لفروجهن من العذاب؟ أفلا تتقون؟ فلم يكن المقصودات في قول الله تعالى: {فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم؛ بل ذكر لكم حدّ الزنى للأَمَة المحصنة والحرّة المحصنة أنّ على الأمَة الزانية المحصنة نصف ما على المحصنة الزانية من العذاب أي المتزوجة الحرة، فلِمَ تُحرِّفون كلام الله عن مواضعه المقصودة بسبب قولكم على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً؟ ويا سبحان الله العظيم! فهل ترون الأمر هيِّناً حتى تغامرون بقول الظنّ في كلمة المحصنة؟ أفلا تعلمون أنّ قولكم على الله بالظنّ في كلمة المحصنة فتأتون لها بمعنى ثالث من عند أنفسكم أنه سوف يترتب على ذلك قتل أنفس لم يأمركم الله بقتلهم أفلا تخشون الله؟ أفلا تعلمون أنّ من قتل نفساً بغير الحقّ فكأنما قتل الناس جميعاً إثم ذلك في الكتاب، ما لكم كيف تحكمون! أفلا تتفكرون؟

    ويا سبحان الله العظيم! فأنتم تتصورون أنفسكم أنكم تذودون عن حياض الدين وعدم إضلال المسلمين، ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ وأقول: يا سبحان الله العظيم فأيّنا يا ترى يذود حقاً عن حياض الدين؟ فهل هو الذي يجادل الناس بكلام الله من محكم آيات الكتاب ويجاهدهم به جهاداً كبيراً، أم الذي يجادل بالباطل ليدحض به كلام الله؟ إذاً يا قوم أحدنا يذود بكلام الله والآخر يذود بكلام الشيطان ليدحض به كلام الله ويدرك ذلك كافة الباحثين عن الحقّ من أولي الألباب أيُّنا ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ.

    ولا يزال الحوار في نقطتين اثنتين ثم زدنا النقطة الثالثة وهي نفي شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود، فأصبح الحوار في ثلاثة مواضيع ذات أهمية وهي:
    تأكيد العذاب من بعد الموت ونفيه أن يكون في حفرة السوءة وتفصيل العذاب من بعد الموت في النار حصرياً من كتاب الله القرآن العظيم، وكذلك نفي الرجم وتفصيل حدّ الزنى من محكم كتاب الله القرآن العظيم، وكذلك نفي الشفاعة وتفصيلها من كتاب الله أنها لله وحده من دون عباده وفصّلنا لكم كيفية تحقيق الشفاعة، وما يرجوه منكم الإمام المهديّ هو عدم الخروج من هذه المواضيع الثلاثة حتى إذا أقمنا عليكم الحجّة البالغة بالحقّ ومن ثم ننتقل إلى موضوع آخر مهم في الدين ومن ثم الذي يليه ثم الذي يليه حتى نستكمل الحوار في دين الله.

    ويا قوم إني لا أنكر شيئاً في الدين بحجّة عدم وجوده في الكتاب كلا وربي؛ بل لأنه مخالف لما أنزل الله في مُحكم الكتاب، فلا تكونوا من الجاهلين فتظنوا أنّ الإمام ناصر محمد اليماني ينكر السُّنة النبويّة الحقّ، كلا وربي إني لا أنكر إلا سُنة الشيطان الرجيم من عند غير الله ورسوله، ولا يزال لدينا المزيد من البراهين عن المواضيع التي تمّ تنزيلها للحوار ومنتظرين علماء المسلمين للحوار.

    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ..
    أخو المسلمين خليفة الله الذليل على المؤمنين عبد النعيم الأعظم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ______________


  4. البيان الحقّ للآية الكريمة {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً}..

    - 24 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    14 - 02 - 1432 هـ
    19 - 01 - 2011 مـ
    12:45 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــ



    البيان الحقّ للآية الكريمة {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً} ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله وسلم على حبيب قلبي جدّي محمد رسول الله خاتم الأنبياء والمُرسلين إلى الناس كافة وعلى آله الأطهار، وجميع الأنصار للحقّ إلى يوم الدين..

    سلامُ الله عليكم أحبتي في الله علماء المُسلمين وأمّتهم، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

    ويا فضيلة الشيخ أبا فراس الزهراني، أفلا تكن من الشاكرين أنْ جعلك الله في أمّة الإمام المهديّ ليهديك بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد؟ ويا أخي الكريم بارك الله فيك، وأراك تُحاجّ الإمام ناصر محمد اليماني بقول الله تعالى:
    {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿٤٦} صدق الله العظيم [غافر].

    ومن ثم يقول فضيلة الشيخ الزهراني أنّ ذلك برهانٌ مبينٌ ودليلٌ ناصعٌ يلمع بالحقّ كما تلمع الشمس في كبد السماء وقت الظهيرة أنّ العذاب البرزخيّ من بعد الموت هو في حفرة القبر كونه ذكر الغدو والعشي في قول الله تعالى:
    {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} صدق الله العظيم. ومن ثمّ يزعم فضيلة الشيخ أبو فراس الزهراني أنّ ذلك دليلٌ فاضحٌ ضدّ ما يعتقده الإمام ناصر محمد اليماني بأنّ العذاب في النار في ذات النار؛ بل هو في حفرة القبر في هذه الأرض، والدليل قول الله تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿٤٦}
    صدق الله العظيم [غافر]، ونقتبس من بيان فضيلة الشيخ الزهراني ما يلي باللون الأحمر:
    اقتباس المشاركة :
    (يقول لماذا لاتعقب على الآيه) (النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب) فهل يا ناصر تعلم ماذا يأخرني عن الردّ عليك هو انت من يحتاج الى ان يظهر عقيدته، وقلتها لك ان عقيدتنا واضحه (ولا تحتاج الى برهان) ولك كامل الحريه في قرأتها..التي باللون الاحمر (الزميل اليماني) هي راس العلم او الجهل...فهل في الجنة او النار (غدو وعشي) وهذه تكفي لهذا الوقت
    انتهى الاقتباس
    انتهى برهان الزهراني، وقد فرح بهذا البرهان من محكم القرآن فضيلة الشيخ من زهران فرحاً كبيراً، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا فضيلة الشيخ أبا فراس الزهراني، فهل يا ترى لو أنّ ناصر محمد اليماني جاءك بالبيان الحقّ لهذه الآية وتبيَّن لكم أنها حقاً تُؤكد عقيدة الإمام ناصر محمد اليماني أنّ العذاب البرزخيّ في النار في ذات النار لا شكّ ولا ريب، فهل يا ترى سوف تعترف لنا حتى في هذه النقطة أنّ الحقّ هو حقاً فيها مع الإمام ناصر محمد اليماني برغم أنك تحفظ القرآن ولكن لم تُحِط ببيانه الحقّ.

    ويا أخي الكريم إليك نصيحة الإمام المهديّ الحقّ من ربّك فليس بيان القرآن أن تأتي بآيةٍ ومن ثم تأتي ببيانها من عند نفسك بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً كمثل بيانك لقول الله تعالى:
    {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم، ومن ثم تُبينها ببيانٍ من عند نفسك فتقول:" فإن ذلك برهانٌ مبينٌ أنّ العذاب البرزخيّ هو في حفرة السوءة في القبر في هذه الأرض كونه ذكر {غُدُوًّا وَعَشِيًّا}"! وجعلت هذه الآية دليلاً واضحاً على العذاب في القبر، ولكن بيانك لهذه الآية هو من عند نفسك بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، وهذا هو الفرق بين بيانكم للقرآن العظيم وبيان ناصر محمد اليماني هو أنّكم تأتون بالآية فتكتفون وتفسّرونها على هواكم من عند أنفسكم حسب رأيكم، ولكن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يأتي بالآية فيحاجّكم بها ولم يكتفِ بها فيفصّل لكم بيانها من محكم كتاب الله تفصيلاً حتى لا تستطيعون الطعن في بيان الإمام المهديّ شيئاً، فأمّا الذين يريدون الحقّ فيتبيّن لهم الحقّ أنّه مع الإمام ناصر محمد اليماني، وأمّا الذين إن يروا سبيل الرشد فلا يتخذونه سبيلاً فسوف يعرضون عن بيان ناصر محمد اليماني لتلك الآية فيخوضون في موضوعٍ غير ذلك الموضوع الذي أقام عليهم فيه الحجّة الإمام ناصر محمد اليماني لكونهم لا يستطيعون الطعن في بيان ناصر محمد اليماني شيئاً إلا أن يكفروا بالقرآن وإمّا أن يأتوا ببيانٍ أهدى من بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، فهذا لن يحدث لو اجتمع علماء الجنّ والإنس ولوكان بعضهم لبعضٍ ظهيراً، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ بيان الإمام ناصر محمد اليماني ليس مجرد تفسيرٍ ظني يَحتمل الصح ويَحتمل الخطأ بل بيان الإمام ناصر محمد هو قرآنٌ يأتيكم به من ذات القرآن.

    وإلى بيان قول الله تعالى:
    {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿٤٥النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿٤٦} صدق الله العظيم، ونستنبط من هذه الآية المحكمة قول الله تعالى: {يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} صدق الله العظيم، فهذا برهانٌ مبينٌ أنّ الكفار المعرضين عن الحقّ من ربّهم بعد أن أهلكهم الله أدخلهم النار فور موتهم في نفس اليوم الذي أهلكهم الله فيه فلا يزالون في النار يعذبون هذه الأيام فهم يعرضون عليها للتعذيب غدواً وعشياً، ولا يقصد أنّ في النار غدواً وعشياً كون النار سراجاً وهاجاً كمثل الشمس؛ بل بحساب أيام الأرض التي فيها غدوٌّ وعشيٌّ ويلبثون فيها غدواً وعشياً إلى يوم البعث، وكذلك الذين أدخلهم الله جنته من بعد الموت فهم يلبثون فيها غدواً وعشياً على مدار 24 ساعة حسب أيام الأرض، وليس في الجنة غدوٌّ ولا عشيٌّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۖ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا ﴿١٣} صدق الله العظيم [الإنسان]، وإنما ذكر الغدوّ والعشيّ بحسب أيام الأرض بمعنى أنّهم فيها منذ اليوم الذي يموتون فيه يدخلهم جنته وحتى اليوم وهذه الساعة وهم فيها يرزقون فيها بكرةً وعشياً بمعنى أنّهم الآن يرزقون فيها بكرةً وعشياً. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴿٥٩﴾ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شيئاً ﴿٦٠﴾ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَـٰنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا ﴿٦١﴾ لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ﴿٦٢﴾ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا ﴿٦٣﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    وهذا يعني أنّ أهل النار في النار في ذات النار يعذبون فيها بكرةً وعشياً حتى هذه الساعة لصدور هذا البيان، وكذلك أهل الجنة في الجنة يرزقون فيها بُكرةً وعشياً حتى هذه الساعة وهم في جنات النعيم والدليل على أنّ الذين ماتوا من أهل الجنة هم في الجنة الآن حسب أيام الأرض.
    تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شيئاً ﴿٦٠﴾ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَـٰنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا ﴿٦١﴾ لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ﴿٦٢﴾ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا ﴿٦٣﴾} صدق الله العظيم، والدليل على أنّ أهل النار منذ موتهم في النار في ذات النار وحسب أيام الأرض حتى يومنا هذا تجدوه في قول الله تعالى: {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿٤٥﴾ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أشدّ الْعَذَابِ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    وذلك. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ﴿١٠٦﴾ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ﴿١٠٧﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [هود].

    فاعترف بالحقّ يا فضيلة الشيخ الزهراني للإمام ناصر محمد اليماني بالحقّ ولو في هذه النقطة، فتذكر أنك قد حكمت مسبقاً أن بيانها يكفي لتبيان من الذي الحقّ معه وحُكمك هو بما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    [هي راس العلم او الجهل... فهل في الجنة او النار (غدو وعشي) وهذه تكفي]
    انتهى الاقتباس
    انتهى حكم أبي فراس مسبقاً أنه يكتفي ببيان هذه الآية لو يلجمه بها الإمام ناصر محمد اليماني أنها تكفي فجعل بيانها هو الفيصل لرأس العلم أو الجهل وليس معنى اعترافك لناصر محمد اليماني في هذه النقطة أنه أصبح المهديّ المنتظَر لا شكّ ولا ريب كلا وربي؛ إن الإمام ناصر محمد اليماني إذا كان هو حقاً المهديّ المنتظَر فلا ينبغي لكافة علماء الجنّ والإنس أن يلجموه في نقطةٍ واحدةٍ بالحقّ ما دام يتعلق الحوار بالقرآن العظيم كون الإمام ناصر محمد اليماني سوف يأخذ دليلهم من القرآن الذي يحاجونه به فيفصِّله من ذات القرآن بالحقّ تفصيلاً حتى يذرهم من غير سلاحٍ شيئاً، كون الإمام ناصر محمد اليماني يجاهد علماء الأمّة بالقرآن العظيم جهاداً كبيراً وسلاحه هو القرآن فمن ذا الذي يجاهدني بسلاحي إلا هيْمنتُ عليه بالحقّ حتى يُسلم تسليماً إن كان يريد الحقّ أو يعرض عن كتاب الله فيحكم الله بيني وبينه بالحقّ وهو خير الفاصلين. ولسوف نستعجل بإرسال هذا البيان الآن تثبيتاً للأنصار لنذهب عنهم طائف الشيطان فإذا هم مبصرون، وسوف يليه بإذن الله الليلة بيانٌ آخر لمن شاء أن ينتظر.

    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    _________________


  5. - 25 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    13 - 02 - 1432 هـ
    19 - 01 - 2011 مـ
    02:22 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    حــــدُّ فاحشة الزِّنى ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار، والتابعين للذِّكر الحقّ من ربهم إلى يوم الدين..
    سلام الله عليكم أحبتي في الله، وهذا ردّ كذلك عاجل إلى حبيبي في الله (ضياء الدين) بارك الله فيك أيها المُستبصر بالبيان الحقّ للذكر، ولكن اسمح لي أن أقول لك: أن تنتبه، فلا تقُل بياناً لأي شيء في القرآن من عند نفسك حبيبي في الله، كون كلمة المحصنة لفرجها يشمل المتزوجة والعزباء، فلا تحصر المحصنات لفروجهن أنّهن اللاتي لم يتزوجن بعد؛ بل المحصنة لفرجها هي التي أحصنته من الزنى فمن اتّهمها بالفاحشة وهي من المحصنات لفروجهن من الزنى فقد قذفها بالبهتان، ويلزمه أن يأتي بأربعة شهداء أو يجلد ثمانون جلدة حتى لا يكون الطعن في أعراض الناس إلا بالحقّ. وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [النور].

    وما يقصد بقوله الغافلات؟ ويقصد أنه لم يتكلم بذلك أمامها حتى تدافع عن نفسها فتبرئ نفسها بل تكلم في عرضها عند الناس وتفاجأت بالكلام في عرضها أنه صار منتشراً في أفواه الناس وهي بريئة من ذلك، وأولئك لعنهم الله. وقال الله عنهم: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.

    وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٤} صدق الله العظيم [النور].

    وكلمة المحصنة ستعلمون أيّ معنى المقصود بها من خلال الموضوع التي تأتي فيه، فستعلمون فهل هو يقصد المحصنة لفرجها أو يقصد المتزوجة؟ وبما أن حوارنا كان في بيان حدّ الزنى للمحصنة الأَمَة وللمحصنة الحرّة في قول الله تعالى: {فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [النساء:25]، وهنا حدّ الأمَة المحصنة التي ارتكبت فاحشة الزنى، فعليها نصف ما على المحصنات الزانيات من العذاب أي الزانية المحصنة بالزواج كونه في هذا الموضع بيّن لكم أن حدّ المائة جلدة يشمل المتزوجات أي أنه خُفف عن الأمَة المحصنة بقدر خمسين جلدة عن الزانية المحصنة الحرة، ولا ينبغي أن يقصد الله تعالى أنّ على الأمَة الزانية المحصنة نصف ما على المحصنات لفروجهن فهذا لا يقبله العقل أو المنطق كون الله تعالى ذكر حدّ الزنى على المحصنة الأمَة والمحصنة الحرّة. ولذلك قال الله تعالى: {فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم، فانظروا لقول الله تعالى: {فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ}، والسؤال الذي يطرح نفسه فهل ينبغي أن يكون على المحصنات لفروجهن حداً في كتاب الله حتى يقول الله تعالى: {فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ}؟ إذاً فهو لا شكّ ولا ريب يقصد الزانية الحرّة المحصنة بالزواج أن على الزانية الأمَة {نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ}.

    وإنما ذلك تفصيلٌ من ربّ العالمين لحد المائة جلدة أنه للذين يقربون الزنى سواءً يكونون عزاباً أم متزوجين فحدهم سواء مائة جلدة سواء يكونوا ذكوراً أم إناثاً فحدهم سواء مائة جلدة إلا العبد والأمَة فعليهم نصف ما على الزناة الأحرار من العذاب.

    ويا إخواني لو كنتم تتفكرون بعقولكم لأبصرتم الحقّ من ربّكم كونه ليس من العقل والمنطق أن تُرجم الزانية الحرّة رجماً بالحجارة حتى الموت بينما لا تجدون لنظيرتها الزانية الأَمَة حدّ الزنى الكامل بل خمسون جلدة فقط، إذاً حدّ المحصنة الحرّة هو مائة جلدة لا شكّ ولا ريب أفلا تتقون؟ ومن قتل نفساً بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا، فكيف تقولون في الحدّ بقول الظنّ من عند أنفسكم يا معشر علماء الأمّة؟ فاتقوا الله واتبعون أهديكم صرطاً سوياً. ولا يزال لدينا بيان آخر سيصدر الليلة بإذن الله، وإنما كتبنا هذا البيان على عجل.

    ويا أحبتي الأنصار التزموا بما جاء في بيان الإمام المهديّ حتى لا تجعلوا للناس حجّة على الإمام ناصر محمد اليماني، أَحبَّكم اللهُ وقربكم ورضي عنكم وأرضاكم.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ______________

  6. أيها الأنصار أوصيكم بأدب الحوار والأخلاق العالية إن كنتم من عباد الرحمن المخلصين ..

    - 26 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    14 - 02 - 1432 هـ
    19 - 01 - 2011 مـ
    05:05 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ


    أيها الأنصار أوصيكم بأدب الحوار والأخلاق العالية إن كنتم من عباد الرحمن المخلصين ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين النبيّ الأمي الأمين جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله الأطهار وسلم تسليماً، والصلاة والسلام على فضيلة الشيخ الكريم أبو فراس الزهراني وجميع علماء الأمّة، والصلاة والسلام على جميع المسلمين، ونصلي عليكم عسى أن يخرجكم الله من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيماً، وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴿٤٣} صدق الله العظيم [الأحزاب]، وكذلك يصلي الله وملائكته على النبي. وقال الله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    ويا فضيلة الشيخ الزهراني أبا فراس كُن من خيار الناس حبيبي في الله، وكن من الذين لا تأخذهم العزّة بالإثم إن تبيَّن لهم الحقّ في القرآن العظيم، فالحقّ أحقّ أن يُتَّبع، وتلزمك الإنابة إلى الله والتضرع بين يديه فتقول:
    "اللهم إنْ كان الإمام ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر خليفة الله في الأرض اللهم فإني أعوذ بك أن أكذب خليفة الله المهديّ المنتظَر، سبحانك ربي لا علم لنا إلا ما علمتنا إنّك أنت العليم الحكيم، اللهم لا تجعل بعث الإمام المهديّ المنتظَر حسرة على أبي فراس، اللهم إنْ كان الإمام ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر اللهم فعبدك في ذمتك برحمتك أن تجعلني من الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور بالفتح الأكبر في محكم الذِّكر؛ ليلة ظهور المهديّ المنتظَر خليفة الله على كافة البشر في ليلة وهم صاغرون؛ المعرضون عن الذكر".

    ويا أبا فراس إنّك والله جزءٌ من هدف الإمام لا اُفرط فيك شيئاً إن كنت من الذين لو تبيّن لهم الحقّ لاتبعوه فرجوت من ربي أن لا يؤاخذك بما تفعل وتؤذينا، وأن يغفر لك حبيبي في الله إن ربي غفورٌ رحيمٌ فكن من الشاكرين.

    ويا أخي الكريم، أقسمُ بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم إنّ كوكب العذاب حقيقةٌ في الكتاب كما فصلناه لكم، وإنّي الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، وإنَّ الله ربي وربكم هو من أفتاني في شأني ولم أفترِ على الله كذباً، ويا سبحان الله العظيم فهل من العقل والمنطق أن ينهاكم الإمام ناصر محمد اليماني عن القول على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً ومن ثم أقول إنّي المهديّ المنتظَر خليفة الله في الأرض ما لم أعلم أنّي لم أفترِ على ربي شخصيّة الإمام المهديّ المنتظَر وأنّي المهديّ المنتظَر الحقّ لا شكّ وريب؟

    ويا أخي الكريم، لا تظنّ لو إنَّ الله يعذبّك فإنّ ناصر محمد اليماني سيكون سعيداً! كلا وربي، إنَّ حزني عليك لعظيم. رجوتُ من ربيّ أن لا يُعذِّبك بما تصنع فينا، إن ربي غفور رحيم. وما أريد أن أنصحك به هو أن تخلو بالله فتناجيه صادقاً من قلبك إن كان ناصر محمد اليماني هو حقاً خليفة الله الإمام المهديّ أن لا يجعل بعثه على أبي فراس حسرةً كما جعل بعث محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حسرة على بعض قومه من قريش، فكن من الشاكرين حبيبي في الله أنْ قَدَّر وجودك في عصر بعث الإمام المهديّ ليهديك بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد. فساعدوني أحبتي في الله على إنقاذ أنفسكم، وساعدوني على إنقاذ أمّتكم أحبتي في الله، وساعدوني على جمع صفِّكم وتوحيد شملكم لتقوى شوكتُكم وانبذوا التفرّق في دين الإسلام وادعوا الناس إلى الإسلام وليس إلى الشيعة والسُّنة وغيرهم من الفرق الإسلاميّة، وتذكّروا قول الله تعالى:
    {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٣٣﴾ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴿٣٤﴾ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    فاصبروا يا معشر الدعاة إلى الله من الأنصار السابقين الأخيار على أذى الناس، واقتدوا بالإمام ناصر محمد اليماني وادفعوا بالتي هي أحسن، ولم نعلِّمكم الأخلاق البذيئة ولم نلقِ إليكم دروساً في السبِّ والشّتم بل نستوصيكم بالصبر من أجل هدى الناس، فقد صار الحقّ غريباً على المسلمين كما كان غريباً على الكافرين بادئ الأمر واعتادوا على عقائد مخالفة لمحكم الكتاب وهم لا يعلمون أنّهم خالفوا لمحكم ما تنزّل عليهم من ربّهم، فكيف لا تغفروا لإخوانكم المسلمين وتصبروا عليهم؟ ولن تجدوا الإمام المهديّ يغضب لنفسه بل حين ترونّني أحياناً أغضب إنّما سبب غضبي ليس أنّهم سبّوني وشتموني فصبرٌ جميلٌ؛ بل سبب غضبي حين أراهم يتعدّون حدود الله فذلك لا صبر لي عليه شيئاً على المسلمين كونهم مؤمنين بكتاب الله القرآن العظيم، فكيف أنّي أحاجهم به وأبيّنه لهم بالحقّ كما كان يبيّنه محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:44].

    وأنا الإنسان الذي يعلمه الله البيان بالحقّ حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ وليس بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، ولن تجدونني أنكر بيان محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ بل ما كان حقاً فلن يعارض محكم كتاب الله ويقبله العقل والمنطق، وإنما ننُكر ما جاء مخالفاً لمحكم كتاب الله القرآن العظيم، وعلى سبيل المثال ليس إنكار المهديّ المنتظَر لعذاب القبر بسبب أنّه ليس موجود في محكم الذكر بل لأنه مخالف لعذاب الله من بعد الموت في محكم الذكر كون الله يفتي أنّ العذاب البرزخيّ هو في النار في ذات النار وليس في القبور، وكذلك ليس إنكار المهديّ المنتظَر لحد الرجم للزاني المحصن بسبب أنه ليس موجود في محكم الذكر بل لأنه مخالف لحد الزنى في محكم كتاب الله.

    وأرى بعض الباحثين يقول: "كيف تجعل يا ناصر محمد اليماني حدّ العزباء كحدِّ المتزوجة؛ فهذا ظلم؟"، ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: بل الظلم هو ما أنتم عليه، فكيف أنّكم تجدون حدّ الأمَة المتزوجة ليس عليها إلا خمسين جلدة برغم أنّها متزوِّجة فكيف تجعلون لنظيرتها رجماً بالحجارة حتى الموت أفلا تتفكرون! فيقول أحدكم: "يا رجل؛ يا من يصول ويجول ويقول، كيف تساوي حدّ العزباء بحدِّ المتزوجة؟ بل بالعقل والمنطق يا ناصر محمد، فما دامت الحرّة العزباء لا زوج لها فأتت فاحشة الزنى ولكن الحرّة المتزوجة لا حجّة لها حتى تزني، فكيف تساوي بينهن في حدّ الزنى؟"، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا حبيبي في الله أفلا تعلم أنَّ حدّ الأمَة المتزوجة في محكم كتاب الله خمسون جلدة مع أنها متزوجة؟ ثم تجد حدّ الزانية الحرّة العزباء التي لا زوج لها مائة جلدة في محكم كتاب الله، أفلا ترى أنك لمن الخاطئين في نظريتك؟
    فلا عذر لأحد أن يعتدي على أعراض الناس أخي الكريم بحجّة أنه ليس متزوج! فلا تكن من الجاهلين وتقول على الله من عند نفسك! فالله يعلم وأنتم لا تعلمون بل جعل الله حدّ الزنى هو مائة جلدة، فلماذا تجعلون الزنى نوعين اثنين الزاني المتزوج والزاني الأعزب؟ ولكن الزنى هو أن يزني بامرأة ليست حليلة له سواء يكون متزوج أم أعزب، فذلك هو تعريف الزنى في محكم كتاب الله، وحُرّم على المؤمنين جميعاً، ومن اقترفه فحده مائة جلدة سواء يكون متزوجاً أم أعزب، وجعل الله حدّ الزنى لمن أشدّ آيات الكتاب وضوحاً وأفصحها بياناً يفقهه العالم والجاهل في آيات بيّنات للجميع في قول الله تعالى: {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١﴾ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [النور].

    أم إنّكم لا تعلمون المقصود من قول الله تعالى:
    {وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١﴾ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾}؟ فهو يقصد أنّها آيات بيّنات بمعنى أنها آياتٌ بيناتّ للعالِم والجاهل.

    ويا علماء الأمّة، إنه لا يزال لدينا كثير من المواضيع نريد الحوار فيها، ولكني أرى أحد إخواني علماء الأمّة يقول: "فماذا أبقيتّ من السُنَّة إلا ونسفته؟"، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: إنما ننسف افتراء شياطين البشر في السُّنة النبويّة، ولن تجدنا نُنكر إلا ما جاء مخالفاً لمحكم كتاب الله القرآن العظيم أمّا الحقّ من السنة فأنتم بأنفسكم سوف تجدونه موافِقاً لبيان الإمام ناصر محمد اليماني، ألا والله لا أعلمُ بكثير من الأحاديث والروايات كوني لا أقرأ ماذا في كُتيِّباتِكم إلا قليلاً مِمّا وجدتُه بالصدفة أقوم بعرضه على القرآن فما خفي كان أعظم كونه توجد آلاف الأحاديث ومنها الحقّ وأكثرها باطل مفترى تجدونه مخالفاً لمحكم ما تنزل إليكم من ربّكم في القرآن العظيم.

    ويا قوم إنّما أتجنّب جدالكم من أحاديث السنة كون الفتوى لي من ربي:
    [وما جادلك عالِم من القرآن إلا غلبته]، فوجب عليَّ أنْ أُقيمَ عليكم الحجّة من القرآن العظيم، فليس من المنطق أنْ أدعو علماء المسلمين والنصارى واليهود إلى الاحتكام إلى كتاب البخاري ومسلم الذي هو لدى أهل السُّنة والجماعة، وليس من المنطق أن أدعو علماء المسلمين والنصارى واليهود إلى الاحتكام إلى بحار الأنوار الذي هو لدى الشيعة! بل أدعو علماء المسلمين والنصارى واليهود إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، فنهيمن عليهم جميعاً بسلطان العلم من القرآن العظيم، فنهديهم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد. وإنما الإمام المهديّ يُبَيِّنُ للناس ما تنزل إليهم في القرآن العظيم كما كان يبيّنه للناس محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولذلك تجدون ما تبقى من بيان محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - للقرآن في أحاديث السُّنة النبويّة يأتي متطابقاً مع بيان الإمام المهديّ للقرآن بالقرآن، وأما المخالف الباطل المُفترى على الله ورسوله فهو يأتي مخالفاً للقرآن وسنة بيانه لو كنتم تعلمون.

    وما نريد أن نُنَوِّهَ على الأنصار في هذا البيان أنْ يلتزموا بأدبِ الحوار والأخلاق العالية إنْ كانوا من عباد الرحمن المخلصين فقد علمتم بصفاتهم في محكم كتاب الله في قول الله تعالى:

    {وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴿٦٣﴾ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ﴿٦٤﴾ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ﴿٦٥﴾ إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ﴿٦٦﴾ وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا ﴿٦٧﴾ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحقّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ﴿٦٨﴾ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ﴿٦٩﴾ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿٧٠﴾ وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ﴿٧١﴾ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴿٧٢﴾ وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا ﴿٧٣﴾ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴿٧٤﴾ أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ﴿٧٥﴾ خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ﴿٧٦﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ________________


  7. بالعقل والمنطق سوف نجد بين كلام الله وكلام الشيطان اختلافاً كثيراً..

    - 27 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    18 - 02 - 1432 هـ
    24 - 01 - 2011 مـ
    05:13 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    بالعقل والمنطق سوف نجد بين كلام الله وكلام الشيطان اختلافاً كثيراً ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار والسابقين الأنصار وجميع المسلمين الذين لو تبين لهم الحقّ لاتَّبعوه إلى يوم الدين..
    سلامُ الله عليكم أحبتي في الله علماء الأمّة ممن أظهرهم الله على دعوة الإمام ناصر محمد اليماني للحوار في عصر الحوار من قبل الظهور، وسلامُ الله على الباحثين عن الحقّ من العالمين..

    أحبتي في الله حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ، ولربّما يودّ أحد الباحثين عن الحقّ أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني، أفلا تدلني كيف نعلم علم اليقين أنك لا تقول على الله إلا الحقّ لا شكّ ولا ريب؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: عليك أن تنظر إلى الحجّة التي يُحاجّ بها الإمام ناصر محمد اليماني فتُركّز على سلطان علمه هو مِنْ قول مَنْ؟ فهل هو قولٌ من عند نفسه أم ينطق بقول الله في مُحكم كتابه؟ ومن ثم تدبر القول الذي يحاج به الإمام ناصر محمد اليماني هل هو قول مُقنع لعقلك أنت؟ فلا تعتمد على عقول الناس كون حجّة الله عليك ليست عقول الناس بل حجّة الله عليك في ذاتك أنت أيها الباحث عن الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴿١٤وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ ﴿١٥} صدق الله العظيم [القيامة].

    فلا تتبع ما ليس لك به علم أنّه الحقّ من الله يقبله العقل والمنطق كون عقلك هو حجّة الله عليك وعنه سوف تُسأل. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وعليك أن تعلم علم اليقين أنّ العقل لا يضل عن الحقّ إذا تمّ استخدامه بالتفكّر في القول. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ ۖ أَن تَقُومُوا لِلَّـهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا} صدق الله العظيم [سبأ:46].

    وبما أنّني الإمام المهديّ المنتظَر الذي يهديكم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد أتحدّى كل إنسان عاقل أنّه إذا تفكّر وتفكر وتدبّر في سلطان العلم الذي يحاج به الإمام ناصر محمد اليماني في الحوار يجد عقله يُسلِّم للحقّ تسليماً، ولكن العقل ليس له على الإنسان سلطان وإنما جعله الله شاهداً عليه من نفسه يوم لقاء الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ} صدق الله العظيم [فصلت:22].

    كون السمع والبصر كانا عنه أول شاهد بالحقّ على الإنسان كونها لا تعمى الأبصار عن معرفة الحقّ إذا تمّ استخدام العقل والمنطق. ولذلك قال الله تعالى:
    {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فاتقوا الله أحبتي في الله، والجأوا إلى عقولكم التي ميَّز الله بها الإنسان عن الحيوان الذي لا يتفكّر، ألا والله الذي لا إله غيره أنكم لو تتفكرون في بيان الإمام المهديّ فإنّ عقولكم سوف تكون إلى جانب الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فتقول لكم إنّه ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ، وهذا التحدي بالحقّ يعلم به كلّ إنسانٍ عاقلٍ تابعَ واطَّلع على سلطان العلم الذي في بيان الإمام المهديّ للمُمترين أبي حمزة ومن كان على شاكلته، ألا وإنّ (أبو حمزة) الذي هو ذاته (أبو فراس الزهراني) من الذين أفتاكم الله عنهم أنهم يُلبِسون الحقّ بالباطل، وأما كيف يلبس الحقّ بالباطل وهو أن يجعل الفتوى الحقّ وكأنّها باطل لا شكّ ولا ريب كمثل فتواه أنّ الإمام ناصر محمد اليماني يتّهم نساء الأنبياء بأنهن زانيات! فتعالوا لننظر الحكمة الخبيثة لدى (أبو حمزة - أبو فراس الزهراني) من هذه التهمة الموجهة لناصر محمد اليماني، وذلك حتى يظنّ الإخوان السُّنة أنه من الذين يشتمون عائشة بغير الحقّ، وهُنا يتبيّن لكم كيف أنّ أبا فراس من الذين يلبسون الحقّ بالباطل وهو أنه يقول بأنّ الإمام ناصر محمد اليماني يتهم نساء الأنبياء بالزنى وذلك حتى يصدّ عن الإمام ناصر محمد اليماني صدوداً كبيراً، ألا والله لو كان أبو فراس ليس من الذين يلبسون الحقّ بالباطل لقال أنّ ناصر محمد اليماني يتهم امرأة نبيّ الله نوح وامرأة نبيّ الله لوط بالزنى كونه يعلم أن الإمام ناصر محمد اليماني لم يُفتِ إلا عن إحدى نساء نوح عليه الصلاة والسلام، وكذلك امرأة لوط عليه الصلاة والسلام، ولم يذكر غيرهن أحداً من نساء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

    ولكنّ أبا فراس الذي هو ذاته محمود المصري علم أنّ الإمام ناصر محمد اليماني أفحمه بالحقّ كون الإمام ناصر محمد اليماني ليس هو من أفتى بخيانة امرأة نبيّ الله نوح ونبي الله لوط! بل الله ربّ العالمين علّام الغيوب هو من أفتى بذلك في قوله تعالى:
    {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} صدق الله العظيم [التحريم:10].

    فتعالوا لنعلم علم اليقين عن خيانة امرأة نبيّ الله نوح في محكم كتاب الله، فتجدونه في مناجاة نوح لربه ورد ربه عليه بالحقّ في قول الله تعالى:
    {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿٤٥﴾ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [هود]، فانظر لرد ربّ العالمين إلى نبيّه نوح عليه الصلاة والسلام قال: {قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِك}، وتدبّروا مرة أخرى فتوى الله لنبيّه بالحقّ {قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ}.. هذه فتوى الله لنبيّه يقول: {{{ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ }}}.. بل تفكروا في الردّ جيداً {{{{ قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ }}}}.

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل يقصد الله أنّ ابن نوح ليس من ذريته؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ﴿٧٥وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴿٧٦﴾ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    أفلا ترون أحبتي في الله أنّ المسمّى أبو فراس الذي هو ذاته أبو حمزة المصري من الذين يلبسون الحقّ بالباطل ليصدون عن الحقّ صدوداً كبيراً؟ ألا والله أنه ليستحق لعنة الله وملائكته والناس أجمعين ولكن صبر جميل، وعلى كلّ حالٍ لقد علمتم هذا الشخص الذي يحارب الإمام المهديّ المنتظَر الليل والنهار ويسعى ليطفئ نور الله بكِّل حيلةٍ ووسيلةٍ ويأمن مكر الله ولا يا من مكر الله إلا القوم الكافرين، ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كره المجرمون ظهوره.

    وأما أنت يا فضيلة الشيخ السوداني وصاحبك فوالله لئن استمرَرْتم في الصدِّ عن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فإنّ الله سوف يُقَيّض لكل منكم شيطاناً مريداً ليصدوكم عن السبيل وتحسبون أنكم مهتدون، ولكنه لن يحدث التقييض حتى إذا علم الله أنّكم علمتم أنّ الإمام ناصر محمد اليماني نطق بالحقّ في المسألة الفلانية ثم تعرضون عن الحقّ في تلك المسألة وتنكرون الحقّ فيها وأنتم تعلمون، فهنا يحدث التقييض حتى يجعلكم الله من أصحاب الجحيم لئن استيقنت أنفسكم الحقّ ثم لا تعترفوا بالحقّ، ويا سبحان الله! لبئس ما تدعوني إليه يا فضيلة الشيخ السوداني ولبئس التوبة التي تدعوني إليها وهو أنك تريد أن أرفض أن يكون الله حكماً؛ بل تريد الطاغوت الشيطان الرجيم يكون الحكم كوني أفتي بحكم الله من محكم كتابه وأدعوكم إلى اتّباع كتاب الله القرآن العظيم، ولكن فضيلة الشيخ السوداني يدعونني للتوبة عن الدعوة إلى ذلك! فلبئس العالِم أنت والله العظيم ولبئس النصيحة نصيحتك ولبئس التوبة التي تدعوني إليها أن أتوب من الدعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله واتّباعه! فهل هذه هي التوبة الحقّ في نظرك؟ فما أشبه نصيحتك بنصيحة الرجل الذي قال لقرينه:
    {أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ ﴿٥٢﴾ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ ﴿٥٣﴾ قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ ﴿٥٤﴾ فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ ﴿٥٥﴾ قَالَ تَاللَّـهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ ﴿٥٦﴾ وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    وكذلك الإمام ناصر محمد اليماني يقول لفضيلة الشيخ السوداني: لولا نعمة ربي لكنت من المحضرين لو أَستجيبُ لدعوتك للتوبة عن الاحتكام إلى الله والتوبة عن اتّباع كتابه، وأعوذُ بالله ربي وربك يا فضيلة الشيخ السوادني أن أستجيب لنصيحتك ما دامت السماوات والأرض، فبئس النصيحة نصيحتك وبئس العلم علمك ومن كان على شاكلتك.

    وأما محمود المصري وَليّ الشيطان الرجيم الذي هو ذاته أبو فراس الزهراني ليس إلا من ضمن شياطين البشر وقد هبت الشياطين لحرب الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الذي لا يخاف في الله لومة لائم كون الإمام ناصر محمد اليماني يدعو المسلمين والنصارى واليهود إلى اتباع كتاب الله القرآن العظيم، ويفتي أنّ ما كان مخالفاً لمحكم كتاب الله القرآن العظيم في التوراة والإنجيل والسُّنة النبويّة فإنه من عند غير الله أي من عند الطاغوت أي من عند الشيطان الرجيم تمّ تنزيله على لسان أوليائه ليكون ضد مُحكم كتاب الله القرآن العظيم حتى يجادل به أولياء الطاغوت من يدعو للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم. وقال الله تعالى:
    {
    وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:121]، كون الافتراء الذي يقولونه شياطين البشر إنما هو افتراء ليس من عند أنفسهم هم بل من عند الشيطان الأكبر إبليس يعلِّم به أولياءه من شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر ليصدوا عن الذكر صدوداً كبيراً، إذاً يا قوم بالعقل والمنطق سوف نجد بين كلام الله وكلام الشيطان اختلافاً كثيراً لا شكّ ولا ريب كون كلام الشيطان لا بد له أن يناقض كلام الله في مُحكم كتابه تماًماً، ولذلك علّمكم الله بكشف الأحاديث المدسوسة في السُّنة النبويّة أنّه إذا كان الحديث من عند غير الله فإنكم سوف تجدون بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً. وقال الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافاً كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وقد علّمكم الله بفريقٍ من أولياء الطاغوت الذين يظهرون الإيمان ويبطنون المكر ليصدوا عن الذكر المحفوظ من التحريف صدوداً كبيراً. وقال الله تعالى:
    {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    ومن ثم علَّمكم الله عن الحكمة الخبيثة لماذا اتخذوا إيمانهم جُنَّة وإنما متسترين بذلك لكي تظنونهم من صحابة محمد - رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - فيكونون من رواة الأحاديث للناس. وقال الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافاً كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وبناء على قول الله عن الناموس لكشف الحديث المفترى أن يتمّ عرضه على كتاب الله القرآن المحفوظ من التحريف فإذا كان هذا الحديث لم ينطق به محمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فعلّمكم الله أنه لا شكّ ولا ريب سوف يأتي مخالفاً لحكم الله في محكم كتابه لا شكّ ولا ريب، ولكن فضيلة الشيخ السوادني يدعو الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى التوبة عن هذه الدعوة الحق! ويا سبحان الله العظيم فهل التوبة في نظرك أن أدعو إلى اتباع ما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم في السُّنة النبويّة ؟ هيهات هيهات... وربّ الأرض والسماوات ما كان يتوب الإمام المهديّ من الحقّ إلى الباطل ما دُمت حياً فبئس التوبة أن يتوب العبد عن اتباع الحقّ فيتبع الباطل، وأعوذُ بالله أن أتّبعك أو أستمع لنصيحتك ما دمتُ حياً، وأرجو من ربي التثبيت حتى لا تفتنوني عما أنزل الله في محكم كتابه القرآن العظيم، وقد هيمن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني عليكم بمحكم كتاب الله القرآن العظيم ولسوف يجد الباحثون ذلك، ولِنقِم على الممترين بالباطل الحجّة بالحقّ وننسف افتراء الطاغوت في السُّنة النبويّة نسفاً حتى أطَّهِّر سُنّة جدّي محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من الأحاديث المُفتراة تطهيراً، وأما الأحاديث الحقّ منها فأعوذ بالله أن أكذب بها؛ بل والله العظيم أنّ يقيني بالأحاديث النبويّة الحقّ كدرجة يقيني بالقرآن العظيم كوني لو أنكر أحاديث حقٍّ عن النبيّ إذاً لأنكرت آياتٍ في القرآن العظيم، وأضرب لكم على ذلك مثلاً عن الأحاديث الحقّ عن النبيّ عليه الصلاة والسلام لا شكّ ولا ريب بما يلي:

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    [من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار].

    قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [إنكم ستختلفون من بعدي، فما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فمني وما خالفه فليس مني].

    وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين].

    وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [ما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله فإن وافقه فأنا قلته وإن لم يوافقه فلم أقله].
    صدق عليه الصلاة والسلام..

    إذاً، يا فضيلة الشيخ السوداني أنتم لستم بمعتصمين بكتاب الله ولا سنة رسوله الحقّ ما دمتم أبيتم الاستجابة للاحتكام إلى مُحكم كتاب الله القرآن العظيم، وإذا فسّرتم القرآن فأراكم تفسّروه برأيكم من عند أنفسكم، ولكن محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال:
    [من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار]. صدق عليه الصلاة والسلام.

    ولكنك تجد الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يفسر القرآن بالقرآن بآيات في قلب وذات الموضوع ونفصل لكم البيان الحقّ تفصيلاً، وبما إنّي الإمام المهديّ أعلمُ أني لا أقول على الله إلا الحقّ، ولذلك تجدونني أعلن لكم نتيجة الحوار من قبل الحوار كما أعلناها في الصفحات الأولى في هذا الحوار، وها هو قد تبيّن لكم الحقّ أنه مع الإمام ناصر محمد اليماني إلا من أبى أن يطيع عقله كون العقل لا شكّ ولاريب يكون إلى جانب الإمام ناصر محمد اليماني ويشهد على صاحبه أن ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ وليس أبو حمزة المصري الزهراني ولا السوادني ويشهدُ بهذا آلاف من الذين تابعوا هذا الحوار هنا أو بموقعي، ولسوف نستمر بنسف عقائد الطاغوت نسفاً بمحكم القرآن العظيم، وحتماً لا شكّ ولا ريب سوف يجد أولو الألباب أنّ سلطان العلم الحقّ هو مع الإمام ناصر محمد اليماني، وأرجو من الإدارة الإشراف على هذا الحوار المبارك بكل أمانة وعدل ويستمروا في حيادهم حتى يتمّ نسف عقائد الباطل جميعاً بآيات الكتاب المحكمات.

    وكذلك أقول يا معشر الأنصار والله إنّي أعلمُ عظيم مقتكم على الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان آتاهم من الله تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۖ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴿٣٥} صدق الله العظيم [غافر]، وأعلم عظيم مقت قلوبكم للجبارين المستكبرين الذين يجادلون في البيان الحقّ لآيات الله بغير سلطان أتاهم من ربهم، ولكن يا أحبتي الأنصار الصبر الصبر فما دام الإمام المهديّ المنتظَر قد حضر فإذا حضر الطهور بطل العفور فذروا الحوار للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وإني أعدكم بإذن الله وعداً غير مكذوب أني لن أخزيكم ولن أفشّلكم وأنكم سوف تجدون الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني هو المهيمن بالحقّ، ولا يزال أبو حمزة ومن كان على شاكلته يحاربون الحقّ حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا كونه من الذين قال الله عنهم في محكم كتابه: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:217].

    أفلا ترون أنّ أبا حمزة ومن كان على شاكلته يصف الإمام ناصر وزمرته أنّهم هم المُبطلون كون أبو فراس محمود المصري من الذين قال الله عنهم في محكم كتابه:
    {
    وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَّيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ ﴿٥٨} صدق الله العظيم [الروم].

    وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين ..
    خليفة الله الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    _______________


  8. ما كان الامام المهدي متحيّزاً إلى فئة بل حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين ..

    - 28 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    18 - 02 - 1432 هـ
    24 - 01 - 2011 مـ
    06:25 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ



    ما كان الامام المهدي متحيّزاً إلى فئة بل حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار والسابقين الأنصار وجميع المسلمين الذين لو تبين لهم الحقّ لاتبعوه إلى يوم الدين..

    قال الله تعالى:
    {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّـهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّـهِ آلِهَةً أُخْرَىٰ قُل لَّا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿١٩﴾ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ ۘ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٢٠﴾ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴿٢١﴾ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿٢٢﴾ ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا وَاللَّـهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ﴿٢٣﴾ انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٢٤﴾ وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿٢٥﴾ وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿٢٦﴾ وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢٧﴾ بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُوا يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٢٨﴾ وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ﴿٢٩﴾ وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَـٰذَا بالحقّ قَالُوا بَلَىٰ وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ﴿٣٠﴾ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّـهِ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴿٣١﴾ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٣٢﴾ قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّـهِ يَجْحَدُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    أحبتي في الله فلا يزال لدينا في جعبتنا من سلطان العلم الكثير فيما تمّ تنزيله لندحض به الباطل، ولا نزال منتظرين لأحد علماء الأمّة المشهورين لحوار الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني في هذا الموقع المحايد، ولكن إذا تأخروا سوف نضطر إلى تنزيل مواضيع جديدة، وما أريد قوله: أحبتي في الله الباحثين عن الحقّ فلا تظنوا الإمام المهديّ ابتعثه الله متعصِّباً إلى أي طائفة من طوائف الدين ولا لكي يؤسس له طائفةً جديدةً، فاتقِ الله أخي الكريم الذي يريد أن يُسمي زُمرة الإمام المهديّ - الطائفة اليمانية - ونعوذ بالله أن نكون من الجاهلين.

    ولم يبتعث الله الإمام المهديّ ليزيدكم فرقةً جديدةً إلى فرقتكم؛ بل لكي يلمّ شملكم ويوحّد الأمّة جميعاً على الصراط المستقيم فيتحقق السلام العالميّ بين شعوب البشر، ولذلك أنهى كافة أنصاري أن يخترعوا للإمام المهديّ ومن اتبعه اسم طائفةٍ جديدةٍ كون التسمية للطوائف كانت سبب اختلاف المسلمين وتفرقهم حتى ضعفت شوكتهم وذهبت ريحهم كما هو حالهم اليوم، فنحن لسنا من الشيعة ولا من السنة كون الشيعة والسُّنة جميعهم سنة فهم لا يتبعون القرآن العظيم، وإنما يتبعون الروايات والأحاديث بين أيديهم وحسبهم ذلك حسب فتواهم أنّ القرآن لا يعلم بتأويله إلا الله، وأولئك اتبعوا السُّنة وتركوا اتباع القرآن فضلّوا. وكذلك لسنا من القرآنيين الذين يتبعون القرآن ويذرون سنة البيان النبويّة ونعوذُ بالله أن نكون من الجاهلين؛ بل أنا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أدعو العالمين إلى اتباع كتاب الله القرآن العظيم والسُّنة النبويّة الحقّ التي لا تخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم فلسنا سنيين ولسنا قرآنيين؛ بل ندعو إلى كتاب الله وسُنة رسوله الحقّ التي لا تخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وإلى الله ترجع الأمور، وحين يتبيّن لكم أني أصدق أقواماً في عقائدَ فلا تظنوا الإمام ناصر محمد اليماني منهم فما ينبغي له أحبتي في الله أن يتحيّز إلى طائفة من الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً وكل حزبٍ بما لديهم فرحون، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين بل حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين.

    وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ____________


  9. نفي الشفاعة في قول الله تعالى: {فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} ..

    - 29 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    21 - 02 - 1432 هـ
    27 - 01 - 2011 مـ
    01:45 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــ


    البيان الحقّ ونفي الشفاعة في قول الله تعالى:
    {ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} صدق الله العظيم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع الأنصار الأبرار في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين..
    قال الله تعالى:
    {
    ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴿١٠} صدق الله العظيم [التحريم]، ولكن الذين لا يعلمون يُحرفون الكَلِمَ عن مواضعهِ المقصودة، وإلى البيان الحقّ:

    حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ عن المثل المقصود به في هذه الآية، فهو نفي الشفاعة إلى الذين يزعمون بشفاعة الأنبياء بين يدي الله، ولذلك ضرب الله مثلاً امرأة نبيّ الله نوح وامرأة نبيّ الله لوط. وقال الله تعالى:
    {
    كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} صدق الله العظيم، فانظروا لقول الله تعالى {فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} فبرغم أنّهما أنبياء ولكنّهم لم يُغنيا عنهما من الله شيئاً فيشفعان لهما من النار، ولذلك قال الله تعالى: {فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} صدق الله العظيم، إذاً المثل هو لنفي الشفاعة يا معشر الذين يعتقدون بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود وهو أرحم الراحمين، فكيف يشفع من هو أدنى رحمةً من الله بين يدي الله أرحم الراحمين؟ فهذا يتنافى مع صفات الربّ ولكن أكثركم تجهلون.

    وأمّا حجتكم بقول الله تعالى:
    {
    الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ۖ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ۚ أُولَـٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ۖ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴿٢٦} صدق الله العظيم [النور]، ويحتج أبو حمزة الزهراني بقول الله تعالى: {وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ۚ أُولَـٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ۖ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴿٢٦}، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: كما قال أبو حنيفة رحمة الله آنَ للإمام المهديّ أن يمد رجليه، فيا عجبي الشديد من هذا القول! فهل امرأة نبيّ الله نوح وامرأة نبيّ الله لوط عليهما الصلاة والسلام اللتان خانتاهما ليستا من الخبيثين أصحاب النار؟ الجواب تجدونه في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {لِيَمِيزَ اللَّـهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٣٧} صدق الله العظيم [الأنفال].

    وأما بالنسبة لخيانة امرأة نوح وامرأة لوط عليهما الصلاة والسلام فسوف نستنبطها من محكم الكتاب، أفلا تعلم أنه لو كان الابن من أهل نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام إذاً لذكره الله أنه من أهله ولو كان من المُغرقين كما ذكر الله امرأة لوط عليه الصلاة والسلام أنها من أهله؟ فانظر لقول الله تعالى:
    {وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿١٣٣﴾ إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ﴿١٣٤﴾ إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ﴿١٣٥﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    فتجدون أن امرأة لوط من أهله كونها زوجته فهي من أهله، ولذلك قال الله تعالى:
    {إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ﴿١٣٤﴾ إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ﴿١٣٥﴾}، ولم تحمل من خيانة الزنى شيء كونها عجوزٌ عقيمٌ وارتكبت الفاحشة وهي من القواعد من الحيض. ولذلك قال الله تعالى: {إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ﴿١٣٤﴾ إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ﴿١٣٥﴾} صدق الله العظيم.

    وبما أنّ امرأة نوح عليه الصلاة والسلام إما أنه طلقها كونه اكتشف أنها امرأة غير صالحة فطلقها ولم تعد في عصمته أو أنها ماتت من قبل الغرق. المهم أنّي لم أجدها باقية في عصمته حين الغرق ولذلك لم يستثنِها كما استثنى امرأة لوط في قول الله تعالى:
    {إذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ﴿١٣٤﴾ إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ﴿١٣٥﴾} صدق الله العظيم.

    وبما أن امرأة نوح عليه الصلاة والسلام حملت من غيره بسبب خيانتها وبقي الولد الذي ولدته له بسبب فاحشة الزنى ولم يكن من أهله، ولذلك لم تجد أنّ الله استثناه فيقول: إلا ابنه كان من المغرقين بل لم يستثنِه أنّه من أهله كونه ليس ولده، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ﴿٧٥﴾ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴿٧٦﴾ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ﴿٧٨﴾ سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ﴿٧٩﴾ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٠﴾ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨١﴾ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    ولو كان من أهله لاستثناه أنّه من أهله حتى ولو كان من المغرقين كما استثنى امرأة لوط عليه الصلاة والسلام في قول الله تعالى:
    {وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿١٣٣﴾ إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ﴿١٣٤﴾ إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ﴿١٣٥﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    وأما بالنسبة لقول الله تعالى:
    {وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم [هود:42]، فذلك حسب ظنّ نوح عليه الصلاة والسلام أنه ابنه ولم يفتِه الله بعد أنه ليس ابنه؛ بل لم يعلم أنه ليس ابنه إلا بعد فتوى الله إليه حين سأل الله له النجاة. وقال الله تعالى: {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿٤٥﴾ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [هود].

    وكذلك فتوى الله الأخرى أنّه نجَّى أهل نبيّ الله نوح ونجَّى ذريته جميعاً ولم يستثنِ منهم أحداً بالغرق. ولذلك قال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ﴿٧٥﴾ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴿٧٦﴾ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم.

    فما خطبكم تتركون فتوى الله إليكم في آيات الكتاب المحكمات في قلب وذات الموضوع وتذهبون إلى آيات أُخَرْ ليست في ذات الموضوع لكي تفسِّروها على أهوائكم أفلا تتقون؟ ويا عجبي ممن أظهرهم الله على هذا الحوار وأراهُم كُثُر ولم يُدْلوا بشهادتهم للحقّ من ربهم! أم إنّهم من أمثال أبو حمزة الزهراني ومن كان على شاكلته قد جعل الله آيات الكتاب البيّنات عليهم عمىً، وذلك مصير الذين تأخذهم العزّة بالإثم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٥٧} صدق الله العظيم [الكهف].

    فلماذا هذا الجدل العقيم أفلا تتقون؟ أفلا ترون أني أُجادلكم بآيات الكتاب البيّنات لعالِمكم وجاهلكم في قلب وذات الموضوع لا يعرض عنها إلا الفاسقين؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩} صدق الله العظيم [البقرة].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: ألم يجادلكم الإمام ناصر محمد اليماني بآياتٍ بيناتٍ في قلب وذات الموضوع؟ وإني سائلكم بالله العظيم يا معشر الباحثين عن الحقّ، أليست هذه من الآيات البيّنات في قول الله تعالى:
    {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿٤٥﴾ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} صدق الله العظيم، أي لا تحزن فإنه ليس من ذريتك، ولذلك قال الله تعالى: {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ﴿٧٥﴾وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴿٧٦﴾ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    إذاً يا قوم فلا شكّ ولا ريب أنّ امرأة نوح عليه الصلاة والسلام خانت زوجها حتى أنجبت له ولداً ليس من ذريته ولذلك ذكر الله خيانتها وامرأة لوط في آيةٍ محكمةٍ في قول الله تعالى:
    {ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴿١٠} صدق الله العظيم [التحريم].

    وأما المثل الذي تضربونه فقد بيّناه بالحقّ أنه برهان للإمام ناصر محمد اليماني على نفي الشفاعة من العبيد بين يدي الربّ المعبود فبرغم أنّ امرأة نوح ولوط عليهم الصلاة والسلام كانتا من أصحاب النار، فلم تجدوا أنهم أغنوا عنهن من الله شيئاً، وذلك هو المثل المقصود للذين كفروا أن أقرباءهم لن يغنوا عنهم من الله شيئاً، ولذلك قال الله تعالى:
    {فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} صدق الله العظيم، فما خطبكم تحرفون كلام الله عن مواضعه المقصودة وماذا دهاكم أفلا تتقون؟

    وأما بالنسبة لليماني فلم أفتِ بأني سوف أشفع للعبيد بين يدي الربّ المعبود وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين؛ بل علَّمناكم عن سرّ الشفاعة أنها ليست كما تزعمون أنّه يتقدم العبد بين يدي الربّ المعبود طالباً منه الشفاعة لأحد! سبحان الله العظيم! بل العبد الذي سوف يحقق الشفاعة إنما يحاجّ ربه بالقول الصواب في تحقيق النعيم الأعظم من جنة النعيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢} صدق الله العظيم [التوبة].

    كونه اتخذ رضوان الله غايةً وليس وسيلةً لتحقيق النعيم الأصغر بمعنى أنه يريد أن يرضى الله في نفسه وكيف يتحقق ذلك؟ حتى يدخل عباده في رحمته، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦} صدق الله العظيم [النجم].

    إذاً العبد الذي أَذِنَ الله له بالخطاب لم يسأل ربه الشفاعة، وإنما الشفاعة لله وحده تشفع لهم رحمته من عذابه كونه أرحم الراحمين يا من لم يقدروا الله حق قدره، وإنما العبد يخاطب ربه في تحقيق النعيم الأعظم من جنته فيرضى في نفسه، فإذا رضي في نفسه تحققت الشفاعة للعبيد من الربّ المعبود، وبما أنّ العبد الذي أذن الله له بالخطاب بالقول الصواب خاطب ربه سائلاً إياه أن يحقق النعيم الأعظم من جنته فيرضى، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦} صدق الله العظيم، فانظروا لقول الله تعالى: {وَيَرْضَى}، إذاً سرّ الشفاعة في تحقيق اسم الله الأعظم وليس لله اسم أعظم من اسم سبحانه! بل يوصف اسم الله بالأعظم كونه النعيم الأعظم من نعيم جنة النعيم، ولذلك قال الله تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢} صدق الله العظيم [التوبة].

    ونعود لقول الله تعالى:
    {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦}، فتذكروا قول الله تعالى {وَيَرْضَى} أي ويرضى في نفسه، فهنا تأتي الشفاعة من الله وحده. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [سبأ].


    إذاً يا قوم إنّ الشفاعة لله وحده لا شريك له. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    بمعنى أنّ رحمته تشفع لهم من عذابه، وإنما العبد الذي أذن الله له بالخطاب يحاجّ الله في تحقيق النعيم الأعظم؛ ذلكم الهدف الذي خلق الله الخلق من أجله وهو: "أن يعبدوا رضوانه على عبيده ولذلك خلقهم ليعبدوا رضوان الله على عباده". تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56].

    ولذلك تجدون الإمام المهديّ يناضل من أجل تحقيق هذا الهدف ليجعل الله الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ لتحقيق النعيم الأعظم، ولا تزال الأمم مختلفين في عصر بعث الأنبياء جميعاً ولم يجعل الله الناس أُمّةً واحدةً ولكنكم تعلمون أنّ ذلك الهدف سوف يتحقق في عصر بعث المهديّ المنتظَر الذي تجهلون قدره ولا تحيطون بسره وإنما سوف يهدي الله الناس جميعاً فيجعلهم أُمّةً واحدةً رحمةً بعبده الذي اتخذ رضوان الله غايةً وليس وسيلةً لتحقيق جنة النعيم والحور العين، وكيف يرضى الله إلا بتحقيق هدي الأُمة جميعاً وذلك جزء من تحقيق الهدف أن يهدي الله الأمّة كلها فيهديهم بالإمام المهديّ إلى صراط العزيز الحميد جميعاً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أمّة واحدة وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨﴾ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١١٩﴾} صدق الله العظيم [هود].

    وإلى البيان الحقّ حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ. فأما البيان لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً}، فسوف تجدون البيان في قول الله تعالى: {
    وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٩٣} صدق الله العظيم [النحل].

    أي لو يشاء الله أن يهدي الأمّة جميعاً بقدرته فلا يعجزه ذلك شيئاً. وقال الله تعالى:
    {
    وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وجعل الله لطلب الهدى من الربّ هو أنّه على العبد أن ينيب إلى ربّه ليهدي قلبه إلى الحقّ. وقال الله تعالى:
    {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:13].

    ولكنّ الله يهدي من يشاء الهدى من عباده، ويضلّ من يشاء الضلالة، وإنما سوف يهدي الله الأمّة في عصر بعث المهديّ المنتظَر بآية الدخان المبين من السماء مما يسمونه الكوكب العاشر فتظل أعناقهم من هولها لخليفة الله خاضعين، فيؤمن الناس جميعاً تصديقاً لوعد الله لخليفته بالحقّ:
    {
    إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ﴿٤} صدق الله العظيم [الشعراء].

    فما هي هذه الآية التي وعد الله بها من السماء تجعلهم مؤمنين بالحقّ من ربهم ولخليفته خاضعين؟ فسوف تجدونها في قول الله تعالى:
    {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الدخان]، فهنا تحقق هدي الناس بآية العذاب الأليم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    ولكنهم لا يزالون مختلفين في عصر بعث الأنبياء جميعاً، فلم يجعل الله الناس أمّةً واحدةً؛ بل فريقاً هدى الله وفريقاً حقت عليه الضلالة تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ۗ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّـهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٠} [الأعراف].

    وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {
    وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨} [هود]، فذلك في عصر بعث الأنبياء فهم لا يزالون مختلفين فريقاً هدى الله وفريقاً حقت عليه الضلالة. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّـهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴿٣٦} صدق الله العظيم [النحل].

    وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨} صدق الله العظيم؛ أي فريقاً هدى الله وفريقاً حقت عليه الضلالة، ولكن الله استثنى بعث الإمام المهديّ الذي يناضل لتحقيق الهدف من خلقهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أمّة واحدة وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨﴾ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم [هود:118-119].

    بمعنى أنّه في عصره سيهدي الله به الأمّة جميعاً فيهديهم رحمةً بعبده كونه يعبد رضوان الله غاية {وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم، فذلك سرّ الإمام المهديّ المنتظَر الذي تجهلون قدره ولا تحيطون بسره.

    ويا عجبي الشديد من أمّةٍ يؤمنون أنّ الله جعل الإمام المهديّ المنتظَر إماماً لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليهم الصلاة والسلام ومن ثم يُحقِّرون من شأن الإمام المهديّ المنتظَر ويحرِّمون عليه حتى أن يُعرَّفهم على شأنه فيهم! ولم يحرّم عليكم الإمام المهديّ أن تنافسوه في حب الله وقربه سبحان الله العظيم فهو ربّي وربّكم وما أنا إلا عبدٌ من عبيد الله الصالحين أنافس العبيد إلى الربّ المعبود في حبه وقربه كمثل الذين هدى الله من عباده يتنافسون إلى ربّهم أيهم أحبّ وأقرب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    ألا والله الذي لا إله غيره لن يرضى من أشرك بالله من المسلمين أن ينافس أنبياء الله في حبه وقربه أبداً؛ بل سوف يقول النصارى: "وكيف ننافس ابن الله المسيح عيسى ابن مريم؟". ويقول المسلمون: "كيف ننافس محمد رسول الله في حب الله وقربه؟ بل هو الأولى بالله منا أن يكون هو أحب وأقرب! ألا ترى أننا نسأل الله له الوسيلة عند كل صلاة! ولم نسألها لأنفسنا؟". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: ولكن الله أمركم أنتم أن تبتغوا إليه الوسيلة لتنافسوا عبيده جميعاً في حبه وقربه ولم يجعلها حصرياً للأنبياء من دونكم سبحانه وتعالى علواً كبيراً. وقال الله تعالى:
    {
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].

    وعلَّمكم الله بهدي الأنبياء ومن تبعهم بالحقّ. وقال الله تعالى:
    {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57]، فإذا كنتم تحبون الله فلماذا لم تتبعوا محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتنافسوه في حبه وقربه بل تركتم له الوسيلة إلى الله من دونكم؟ فمن يجيركم من عذاب الله يا معشر المشركين بالله. وقال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦} صدق الله العظيم [يوسف]، ولم يأمرهم أنبياء الله أن يحصروا لهم الوسيلة إلى الله من دونهم؛ إذاً فأنتم تعبدون أنبياءكم من دون الله وتزعمون أنهم شفعاؤكم من دون الله، وخاطب الله أنبياءه يوم القيامة وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨﴾ فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    ولم يأمركم المهديّ المنتظَر بتعظيمه إن هو إلا عبدٌ من عبيد الله أمثالكم
    ولم يتخذ الله صاحبةً ولا ولداً
    حتى يكونَ اللهُ أحقَّ به منكم، أفلا تتقون؟ وقال الله تعالى: {وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ﴿٥٢} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    فهل تحبون الأنبياء أكثر من الله؟ فلماذا لا تنافسوهم في حبّ الله وقربه إن كنتم تحبون الله؟ فلمَ تعظمونهم بغير الحقّ ولم يأمرهم الله أن يأمروكم بتعظيمهم إلى الله فتجعلونهم خطاً أحمرَ، أفلا تتقون؟ بل أمرهم أن يكونوا من ضمن المسلمين أمثالكم فلكم من الحقّ في ذات الله ما لأنبيائه ورسله، أفلا ترون ما أمر به الله نبيّه أن يكون من ضمن المسلمين ولم يأمركم بتعظيمه إلى الله فتجعلون له الوسيلة من دونكم، وقال الله تعالى:
    {
    فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّـهِ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٧٢} صدق الله العظيم [يونس]؟

    وكذلك الإمام المهديّ لم يأمركم بتعظيمه من دون الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً فلستُ ولد الله بل عبد من عبيد الله، وليس لي من الحقّ في ذات الله إلا ما لكم كونه ربي وربكم فاعبدوه هذا صراطٌ مستقيم، أفلا تتقون؟ وما كان للإمام المهديّ ولا لجميع أنبياء الله ورسله أن نأمركم بحصر الوسيلة لأحدٍ من عبيد الله جميعاً؛ بل نأمركم أن تكونوا ربانيين فتكونوا من ضمن العبيد المتنافسين إلى الربّ المعبود فلا يجتمع النور والظلمات، فلم يبعثنا الله لنبلغكم أن تعظموننا من دون الله ونعوذ بالله جميعاً أن نكون من المشركين. وقال الله تعالى:
    {
    مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّـهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ﴿٧٩} صدق الله العظيم [آل عمران].

    فكيف السبيل لهداكم يا قوم؟ فاتبعوني أهدكم صراطاً سوياً وما دعوة الإمام المهديّ إلا كمثل دعوة الأنبياء والمرسلين أن اعبدوا الله ربي وربكم فنتنافس جميعاً في حب الله وقربه من غير تفضيلٍ لأحدٍ من عبيد الله جميعاً فتجعلونه خطاً أحمرَ بينكم وبين الله، أفلا تؤمنون؟ أليس الله هو الأولى بحبكم الأعظم إن كنتم به مؤمنين؟ وإنما أَحِبُّوا أنبياءَه والمهديّ المنتظَر من أجل الله وليس معنى ذلك أنكم تحبوننا أكثر من الله فتتركون الله لنا فلا تنافسونا في حبه وقربه، ألا والله لم يجرؤ أحدٌ من جميع الأنبياء والمهديّ المنتظَر أن يحرّم عليكم أن تنافسوه في حب الله وقربه، أفلا تعلمون أن صحابة محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كانوا ينافسونه في حب الله وقربه، ولذلك أمر الله نبيّه أن يصبر نفسه معهم؟ وقال الله تعالى:
    {
    وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴿٢٨} صدق الله العظيم [الكهف].

    واعلم أن بياني هذا سوف يغضب الذين قال الله عنهم في محكم كتابه:
    {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦} صدق الله العظيم [يوسف]، ولكني نطقت بالحقّ فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر كما أمر الله به جدّي من قبل. وقال الله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴿٢٨﴾ وَقُلِ الحقّ من ربّكم فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [الكهف]. اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.

    ويا أيها الذي يفتي أن الإمام المهديّ ( قرآني ) إنك لَغَوِيٌّ مبين، ولم يجعلني الله من القرآنيّين الذين يفسّرون القرآن كمثلكم على أهوائهم من عند أنفسهم؛ بل ومن كفر بسنة محمد رسول الله الحقّ فقد كفر بالقرآن العظيم كون السُّنة إنما تأتي لتزيد آيات في الكتاب بياناً وتوضيحاً، وهل نهيتكم إلا عمّا وجدتموه مخالفاً لمحكم كتاب الله في السُّنة النبويّة؟ فاعلموا أنّ ما خالف لمحكم كتاب الله في أحاديث السُّنة النبويّة فاعلموا أنّ ذلك الحديث مفترى على الله ورسوله، أفلا تعقلون؟ وإنما أدعوكم للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم كون القرآن العظيم هو المحفوظ من التحريف والتزييف ولذلك جعله الله المهيمن على التوراة والإنجيل والسُّنة النبويّة ولذلك أدعو علماء المسلمين والنصارى واليهود إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فما خالف لمحكمه في التوراة والإنجيل والسُّنة النبويّة فهو مفترى من عند غير الله إن كنتم تعقلون، أفلا تنظرون أن القرآن العظيم هو الوحيد المحفوظ من التحريف والتزييف على مرّ البشر والعصور نسخةً واحدةً موحدةً في العالمين؟ فهل تنتظرون المهديّ المنتظَر يدعو البشر للاحتكام إلى كتاب البخاري ومسلم الذي لدى السُّنة والجماعة أو كتاب بحار الأنوار لدى الشيعة؟ فما أشدّ كفركم بهذا القرآن رسالة الله للعالمين لمن شاء منهم أن يستقيم.

    ألا والله لن أتبع أهواءكم ما دمت حياً فكونوا على ذلك من الشاهدين على أنفسكم، وإنما أنا الإمام المهديّ جعلني الله الحكم بالحقّ بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فإن وجدتم أني أصدق القرآنيين في نفي الرجم ولكني أخالفهم في مواضيع أخرى، وكذلك إن صدقت الشيعة في عدم رؤية الله جهرة ولكني أخالفهم في مواضيع أخرى، وكذلك إن صدقت أهل السُّنة والجماعة في مواضيع ولكني أخالفهم في أمور أخرى وبرغم أن أهل السُّنة والجماعة الافتراء لديهم أكثر من الشيعة، ولكني أعتبرهم أقل شركاً من الشيعة ممن يدعون الأئمة من دون الله، ولا أبرئ من الشرك أحداً من المسلمين إلا الذين يتقون ربهم ليس لهم من دونه وليٌّ ولا شفيع. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ولكنكم تنتظرون ولياً وشفيعاً من دونه فكيف لا أصفكم بالمشركين؟ ولو كنتم لا تزالون على الهدى لما جاء قدر المهديّ المنتظَر المقدور في الكتاب المسطور، وها أنا أحاوركم في هذا الموقع المحايد فلنحتكم إلى كتاب الله القرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين، ولئن أقمتم على الإمام المهديّ الحجّة منه ولو في نقطةٍ واحدةٍ فعلى جميع أنصاري في مختلف دول الأقطار التراجع عن اتباع المهديّ المنتظَر، وهيهات هيهات... فوالله الذي لا إله غيره لا تستطيعون أن تغلبوا الإمام المهديّ من القرآن العظيم ولو كان بعضكم لبعض ظهيراً، فليس تحدي الغرور ولسوف تعلمون.

    وللأسف فكلما أنذركم الله بشيء من العذاب ثم تجأرون إليه فيكشف ما بكم لعلكم تشكرون فتتبعون الحقّ من ربّكم فإذا أنتم في طغيانكم تعمهون وتقولون إنما هي كوارث طبيعية، قاتلكم الله أنى تؤفكون! وقال الله تعالى:
    {وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿٧٥﴾ وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ ﴿٧٦﴾ حَتَّىٰ إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين ..
    خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    _______________

  10. البيان الحق في إثبات خيانة إمرأة نوح ولوط عليهم الصلاة والسلام، ويليه نفي رؤية الله جهرة حين تكليم عباده في الدنيا والأخرة ..

    - 30 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    22 - 02 - 1432 هـ
    28 - 01 - 2011 مـ
    04:49 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ



    البيان الحق في إثبات خيانة إمرأة نوح ولوط عليهم الصلاة والسلام
    ويليه فتوى نفي رؤية الله جهرة حين تكليم عباده في الدنيا والأخرة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأطهار وجميع الأنصار وجميع المسلمين الأبرار الذين لا تأخذهم العزّة بالإثم إن تبيّن لهم الحقّ من ربِّهم استغفروا ربّهم وأنابوا وتابوا؛ أذلةً على المؤمنين أعزةً على الكافرين الذين يحاربونهم في دينهم.

    ويا فضيلة الشيخ عبد القادر، لا تجبر المهديّ المنتظَر على المباهلة فتكون من أصحاب النار! فاتقِ الله الواحد القهار ولا تصدّ عن اتباع الذِّكر الذي يحاجُّكم به المهديّ المنتظَر ويُحذّر البشر من بأس الله بما يسمّونه الكوكب العاشر ذلكم كوكب النار سقر، وستعلمون البيان الحقّ ليلة يسبق الليل النهار، ورجوت من ربي أن يريكم الحقّ حقاً ويرزقكم اتباعه والباطل باطلاً ويرزقكم اجتنابه.

    وبالنسبة للمباهلة، فسوف يجعلها الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني عليه وحده إن كان من الظالمين وإن لم يكن المهديّ المنتظَر فإنّ عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وإنْ كان الإمام المهديّ المنتظَر هو حقاً الإمام ناصر محمد اليماني فرجوت من ربي وأتوسّل إليه أن يغفر لفضيلة الشيخ عبد القادر إدريس وجميع علماء المسلمين وأمّتهم وأقول: اللهم اغفر لهم فإنهم لا يعلمون أنّي الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّهم. فأنت يا أخي الكريم جزء من هدف الإمام المهدي، فإن فرّطتُ فيك فهذا يعني أنّي عجزتُ عن تحقيق هدفي في تحقيق النعيم الأعظم أن يكون الله راضياً في نفسه، وأسعى إلى هدي الأمّة كلها كون ذلك جزء من تحقيق رضوان الله في نفسه ليجعلهم أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيم، ولذلك لن أفرط في مسلمٍ ولا كافرٍ ولن أفرط فيك أبداً كوني لا أراك من شياطين البشر؛ بل من الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدنيا ويحسبون أنّهم على كتاب الله وسنة رسوله الحقّ وهم ليسوا على شيءٍ حتى يقيموا ما أنزل الله إليهم في محكم القرآن العظيم.

    ومثل الشيعة والسُّنة كمثل اليهود والنصارى. وقال الله تعالى:
    {
    وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ} صدق الله العظيم [البقرة:113].

    ولكنّهم في الحقيقة ليسوا على شيء - النصارى واليهود - بسبب عدم اتّباع ما أنزل الله إليهم في محكم التوراة والإنجيل والقرآن العظيم، ولذلك قال الله تعالى:
    {
    قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۖ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿٦٨} صدق الله العظيم [المائدة].

    وكذلك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يقول: يا معشر الشيعة والسُّنة وجميع الفرق الإسلاميّة لستم على شيءٍ حتى تقيموا ما أنزل الله إليكم في محكم كتابه القرآن العظيم فتعتصموا بحبل الله القرآن العظيم المحفوظ من التحريف وتكفروا بما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم سواء يكون في التوراة أو الإنجيل أو في السُّنة النبويّة وأُشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أنّ ما وجدتموه مخالفاً لمحكم كتاب الله القرآن العظيم في التوراة أو الإنجيل أو السُّنة النبويّة إنّه جاءكم من عند غير الله أي من عند الشيطان الرجيم إبليس على لسان أوليائه ليجادلوا الحقّ به. وقال الله تعالى:
    {
    وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:121].

    ويا علماء أمّة الإسلام وأمّتهم، إنّه لنبأ عظيم أنتم عنه معرضون فلا يصدّكم عن اتّباع الحقّ من ربّكم الذين يقولون على الله ما لا يعلمون.

    ويا محمود أبو حمزة، إنّ امرأة النبيّ إذا خانت زوجها فإنّهن لسن كأحد من نساء المسلمين كون ولدها سوف يكون ابناً لنبيٍّ ظاهر الأمر فيُضِلُ الأُمّة من بعد أبيه إذا كان من ذريات الشياطين ولذلك لَسْنَ نساء الأنبياء كأحد من نساء المسلمين، فمن تخون زوجها في فراشه فإن مصيرها النار وبئس القرار، وقال الله تعالى: {يَا نِسَاءَ النبيّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا ﴿٣٠﴾ وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّـهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا ﴿٣١﴾ يَا نِسَاءَ النبيّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا ﴿٣٢﴾ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ} صدق الله العظيم [الأحزاب:30 إلى 33].

    ولربما محمود المصري يقول: "أفلا ترون أنّ الإمام ناصر محمد اليماني يقذف نساء محمد رسول الله بالزنا؟"، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: ألا لعنة الله على الذين يلبسون الحقّ بالباطل وهم يعلمون أنه الحقّ من ربهم، وإنما أردنا أن نُبيِّن لك الناموس لنساء الأنبياء في الكتاب أنّهن لسن كأحدٍ من النساء، فإذا أنجبت إحداهن ولداً ليس من ذرية زوجها النبيّ المرسل فإن في ذلك خطرٌ عظيمٌ على أتباعه إن كان من ذريات الشياطين الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر من الذين لا يلدون إلا فاجراً كفاراً فسوف يضلّ الأمّة ضلالاً بعيداً، ولذلك كان سبب خيانة امرأة نوحٍ وامرأة لوطٍ أنْ أزاغ الله قلبيهما لتكونا من أصحاب الجحيم بسبب خيانتهما لزوجيهما، ولم يذكر الإمام ناصر محمد اليماني جميع نساء الأنبياء إلا بخيرٍ وأصلي عليهن وأسلمُ تسليماً، إلا امرأة نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام وامرأة نبيّ الله لوط عليه الصلاة والسلام أفتي في شأنهما حسب فتوى الله في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    {ضَرَبَ
    اللَّـهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴿١٠‏}صدق الله العظيم [التحريم].

    وهنا يتوقف المتدبِّر لذكر الله فيتفكّر بما يقصده الله بالضّبط فما هي نوع هذه الخيانة؟ فلا يجوز الاستغناء بهذه الآية التي تبين خيانتهما في موضوعٍ معينٍ وكان ذلك سبباً أن صرف الله قلبيهما عن اتباع الحقّ من ربهما، ولكن ما نوع تلك الخيانة بالضبط فهل هي خيانة زوجيّة؟ فبالعقل والمنطق إذا كان الله يقصد خيانة زوجيّة فلا بدّ أن تحمل إحداهن حتى يبيّن الله في الكتاب عن نوع خيانتهن ولذلك تجدون الجواب في قول الله تعالى:
    {وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿٤٥﴾ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [هود].

    فهذا يعني أنه ليس من أهله وليس من ذُريَّته ومن ثم بيَّن الله لكم أنّه حقاً ليس من أهله وليس من ذريَّته. ولذلك قال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ﴿٧٥﴾ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴿٧٦﴾ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    أفلا تعلم أنّ الذين أهلكهم الله بالغرق جميعهم من ذريات الشياطين فلا يلدوا إلا فاجراً كفاراً؟ ولذلك قال نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام:
    {
    إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ﴿٢٧} صدق الله العظيم [نوح].

    ومن ثمّ وعد الله نبيّه بالإجابة بشرط أن لا يخاطبه في الذين كفروا أو في أحدهم. وقال الله تعالى:
    {وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿٣٦﴾ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [هود].

    ولكن نبيّ الله نوح حين جاء الغرق فَتَنَتْهُ رحمتُه بابنِهِ فخالف أمَر ربِه:
    {وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الّذِينَ ظَلَمُوَاْ إِنّهُمْ مّغْرَقُونَ}، ولكنه حين جاء الغرق لابنه قال: {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿٤٥﴾ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [هود].

    ولكن هنا نتفكّر لماذا حاج نبيّ الله نوح ربّه بقوله:
    {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ}؟ والجواب عن سبب هذا الاحتجاج من نوح إلى ربّه وذلك لأنَّ الله وعده أن ينجِّيه في السَّفينة هو وأهله والذين آمنوا معه، وقال الله تعالى: {حَتّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إلاّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إلاّ قَليل} صدق الله العظيم [هود:40].

    ولذلك ظنَّ نبيّ الله نوح أنّ الله سوف يهدي ابنه فيركب معهم كونه من أهله، فقد وعده الله أن ينجيه وأهله ومن آمن معه، ولكنّ نبيّ الله نوح حاول مع ابنه أن يركب معهم كونه من أهله فقد وعده الله أن ينجيه وأهله ولكن ابنه أبى، ولذلك حاج نبيّ الله ربه بوعده له من قبل وقال:
    {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿٤٥﴾ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [هود].

    فانظروا لقول نبيّ الله نوح:
    {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ}، فما الذي يقصده بقوله: {وَعْدَكَ الْحَقُّ}؟ وذلك لأنه وعده الله بنجاة أهله في قول الله تعالى: {احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ}، ولذلك خاطب نوح عليه الصلاة والسلام ربه وقال: {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿٤٥﴾ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم، وبرغم أن نبيّ الله نوح هو من أهل ذلك الولد كونه من رباه فهو أبوه من التبني، ولكن الله يعلم إنّه ليس ابنه من دمه بسبب أنه ثمرة عملٍ غير صالح من زوجته. ولذلك قال الله تعالى: {قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم. فإلى متى تظلّ تحاجّنا في خيانة امرأة نوح ولوط عليهم الصلاة والسلام يا أبا حمزة لتضيع وقتنا حتى لا نبيِّن للمسلمين ما سوف ينفعهم وينقذهم من فتنة المسيح الكذاب؟ ولسوف نبيِّن في هذا البيان نفي رؤية الله جهرة حين تكليم عباده في الدنيا والآخرة وإنا لصادقون.

    ويا قوم لا بد لكم أن تعلموا كيفية طريقة الإمام المهديّ في تفصيل كتاب الله القرآن العظيم، فلن تجدونه مجرد تفسير كمثل تفاسيركم الظنيّة التي يناقض بعضها بعضاً؛ بل بيان الإمام المهديّ للقرآن العظيم هو تفصيل الكتاب لا ريب فيه كونه يفصّل لكم القرآن بالقرآن في قلب وذات الموضوع فحين تجدونني أفتيكم بعدم رؤية الله جهرة فليس ذلك لأني اعتمدت على آيةٍ واحدةٍ فأحاجّكم بها، كلا وربي بل نأتيكم بالبيان بالتفصيل من محكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب، وعلى سبيل المثال نفي الإمام المهديّ لرؤية الله جهرة سبحانه وذلك لأني أجد عدم رؤية الله جهرةً من صفات الله الأزليّة في محكم كتابه كما جاء ذلك من ضمن التعريف عن صفات الربّ الأزلية. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وبما أنّ هذا التعريف لصفات الربّ الأزليّة ولذلك قال الله تعالى:
    {ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم، بمعنى لا تحيط برؤيته الأبصار ولا يكلم أحداً من عباده إلا من وراء حجاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {
    وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّـهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴿٥١} صدق الله العظيم [الشورى]، بمعنى ما كان لبشر أن يكلمه الله جهرةً وهو يراه سبحانه.

    وكما أسلفنا بيان طرق الوحي الثلاثة من الرب، إمّا وحي التّفهيم المباشر من الربّ إلى القلب كما أوحى الله إلى قلب يوسف عليه الصلاة والسلام:
    {
    وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـٰذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:15].

    فقد أوحى الله بوحي التّفهيم إلى قلب يوسف أنّ هذا المكر الذي يمكرُ به إخوته سوف يكون سببَ عزِّه، وسوف يجدونه يوماً ما في عزٍّ وهم في ذلٍّ، ثم ينبئهم بأمرهم هذا الذي صنعوه به وهم لا يشعرون أنه أخاهم يوسف كونه صار في مكانٍ عزيزٍ، وهذا ما حدث بالضبط فقد جاء إخوته يتسوّلون من يوسف أنْ يتصدّق عليهم فكانوا بوضع ذليلٍ وهو في مكانٍ عزيزٍ، ولذلك لم يشعروا أنّه هو أخاهم يوسف، ولذلك نبَّأَّهم بما صنعوه به ومن ثم علموا أنّه أخاهم يوسف. وقال تعالى:
    {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّـهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ ﴿٨٨﴾ قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ ﴿٨٩﴾ قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ} صدق الله العظيم [يوسف:88 إلى 90].

    وذلك هو التفصيل لوحي التّفهيم من الربّ إلى قلب يوسف عليه الصلاة والسلام من قبل أن يبعثه الله رسولاً إلى آل فرعون ولا يزال صغيراً في السن. وقال الله تعالى:
    {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} صدق الله العظيم ؛ أي سوف تذكرهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون أنك أخوهم يوسف كون الله سوف يعزّك بسبب مكرهم ويذلّهم بسبب مكرهم بك بغير الحقّ، ثم جاء تصديق وحي التّفهيم بالحقّ على الواقع الحقيقي. وقال الله تعالى: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّـهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ ﴿٨٨﴾ قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ ﴿٨٩﴾ قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَـٰذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّـهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٩٠﴾ قَالُوا تَاللَّـهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّـهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ ﴿٩١﴾ قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّـهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴿٩٢﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    وكذلك من برهان وحي التّفهيم من الربّ إلى القلب قول الله تعالى:
    {
    فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿٣٧} صدق الله العظيم [البقرة].

    وإنما تلقّى آدم وزوجته إلى قلبيهما كلمات الدعاء المرفوع إلى ربهم. وقال الله تعالى:
    {
    قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ولكن الله لا يُكلِّم الكافرين يوم القيامة بوحي التّفهيم عن الدعاء إلى ربهم ليرحمهم. وقال الله تعالى:
    {
    وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:77].

    ولا يقصد الله أنه لا يكلمهم بوحي التكليم من وراء الحجاب بل ستجدونه يكلمهم تكليماً. وقال الله تعالى:
    {
    يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿١٣٠} [الأنعام].

    وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿١٠٥﴾ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ﴿١٠٦﴾ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ﴿١٠٧﴾ قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    إذاً يا قوم فما يقصد الله تعالى بقوله:
    {
    وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}؟ إذاً فهو يقصد أنه لا يكلمهم بوحي التّفهيم إلى قلوبهم ليسألوه رحمته، وكذلك لا ينظر إليهم من ذات نفسه، وهم لم يسألوه رحمته وإنما سألوه أن يرجعهم للحياة الدنيا ليعملوا غير الذي كانوا يعملون.

    فقد تبيّن لكم طريقة وحي التّفهيم من الربّ إلى القلب مباشرةً، وذلك الوحي هو من أخطر أنواع الوحي على الذين لا يعلمون كونه قد يوسوس له شيطانٌ في صدره فيزعم أنه وحي التفهيم، إذاً فلا بدّ لوحي التّفهيم من سلطان العلم من الكتاب، وأما حدثني قلبي ومن غير سلطان يأتي به مما علّمه الله فلا قبول له لدينا كون الحجّة هي سلطان العلم، فإن كان الإمام المهديّ يفتيكم أنّه يتلقّى البيان الحقّ للقرآن بوحي التّفهيم من الربّ إلى القلب مباشرةً فإنّكم تجدونني آتيكم بسلطان العلم الذي ألهمني به ربي في محكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب، كون الإمام المهديّ لا يحفظ القرآن عن ظهر قلبٍ، وعلى كلّ حالٍ نعود لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّـهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴿٥١} صدق الله العظيم [الشورى]، فأما الطريقة الأولى لوحي التّفهيم في قول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّـهُ إِلَّا وَحْيًا} فقد بيّنّاها لكم بالحقّ فذلك هو وحي التفهيم، وأما الطريقة الثانية فهي وحي التكليم من وراء الحجاب في قول الله تعالى: {أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ}، وأما الطريقة الثالثة فهي إرسال جبريل عليه الصلاة والسلام تصديقاً لقول الله تعالى: {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم.

    ألا والله الذي لا إله غيره إنّ الله أراني المسيح الكذاب في المنام،
    [ وقال المسيح الكذاب: "أنا الله وعندي جنة وعندي نار"، ومن ثم نظر إلى الإمام ناصر محمد اليماني نظرة حقدٍ شديدةٍ وقال: "وأنا الذي أنزلت القرآن"، ومن ثم رددتُ عليه وقلت له: أنت الذي أنزل القرآن؟ قال: "نعم"، ومن ثم حاججته بقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم، ومن ثم تقدمتُ إليه حتى صار أنفي على مقربة من أنفه و قلت له: فكيف تكلِّمنى مواجهةً ونحن نراك؟ فغلبتُه بالحقّ وكنت أسمع صرير أسنانه من الغيظ، ومن ثم قال: "حرام وطلاق إني الله"]
    انتهت رؤياي للمسيح الكذاب وأقمت عليه الحجّة من محكم الكتاب، فحاجّوه بذلك إن كنتم تؤمنون بكتاب الله القرآن العظيم.

    ويا قوم اتقوا الله واتبعوا الحقّ من ربّكم فلم يحتجب الربّ عن الأبصار حتى تؤمنوا به عن ظهر الغيب؛ بل لأنه لا يستحمل رؤية عظمة ذات الله إلا شيء مثله يساويه في العظمة الذاتية ولكنه قال تعالى:
    {
    لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} صدق الله العظيم [الشورى:11]، وقد ضرب الله لكم المثل على الواقع الحقيقي لماذا لا يتجلى لأبصار خلقه أجمعين، كون أبصار خلقه أجمعين لا تتحمل رؤية عظمة ذات الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً، وضرب الله المثل على ذلك الجبل العظيم. وقال الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٤٣} صدق الله العظيم [الأعراف].

    إذاً يا قوم إن من صفات الربّ أن يكلم عباده من وراء الحجاب سواء في الدنيا أو الآخرة. وقال الله تعالى:
    {
    وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا ﴿٢٥} صدق الله العظيم [الفرقان].

    فما هو ذلك الغمام؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب أنّه حجاب الربّ سبحانه بين العبيد والرب المعبود. وقال الله تعالى:
    {
    هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّـهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ۚ وَإِلَى اللَّـهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴿٢١٠} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولكن الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ من ربهم سوف يتركون جميع هذه الآيات المحكمات البيّنات للعالم والجاهل وكأنهم لم يسمعوا ويذهبون إلى الآيات المتشابهات ليحاجّوا الإمام المهديّ برؤية الله جهرة فيقولون: "قال الله تعالى:
    {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [القيامة]".

    فوقعوا في المتشابه، ألا وإنَّ التشابه هو في قوله تعالى:
    {نَّاظرَةٌ}، فظنوا أنه يقصد الناظر بالنظر وهو يقصد الانتظار، كمثل قول ملكة سبأ {
    فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} [النمل:35] أي منتظرة، وكذلك قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿٢٣﴾}، فهو يقصد الوجوه الباطنة التي يتعامل الله معها وهي القلوب. وقال الله تعالى: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    فذلك هو الوجه المقصود وقد بيّنه الله لكم في ذات الموضوع أنّ وجوهاً تنتظر الرحمة من الله ووجوهاً تنتظر أن يفعل بها فاقرة. ولذلك قال الله تعالى:
    {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿٢٣﴾ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ ﴿٢٤﴾ تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [القيامة]، إذاً هو يتكلم عن المنتظرين لرحمته والمنتظرين لعذابه كلٌّ حسب ظنه في ربه؛ {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿٢٣﴾ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ ﴿٢٤﴾ تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ ﴿٢٥﴾}.

    ويا قوم لم يأمركم الله أن تتّبعوا ظاهر المتشابه كونكم إذا اتبعتم المتشابه من القرآن الذي لا يزال بحاجة للتأويل وتركتم الآيات المحكمات البيّنات هنَّ أمّ الكتاب في قلب وذات الموضوع فإذا تركتموها واتبعتم الآيات التي لها تأويل غير ظاهرها ففي قلوبكم زيغٌ عن الحقّ في آيات الكتاب المحكمات البيّنات لعالِمكم وجاهلكم هنّ أمّ الكتاب، وبذلك تعلمون الذين في قلوبهم زيغ عن الحقّ المحكم في آيات أمّ الكتاب ولذلك قال الله تعالى:
    {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أمّ الكتاب وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴿٨﴾ رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران]، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

    وإن كان الحقّ مع الشيعة في هذه العقيدة بعدم رؤية الله جهرةً فإنّهم على ضلالٍ مبينٍ في عقائد أخرى كمثل عقيدتهم في عصمة الأنبياء والأئمة من الخطيئة عصمة مطلقة، وتجدونهم يحاجّون الناس بقول الله تعالى:
    {
    وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴿١٢٤} صدق الله العظيم [البقرة].

    فوقعوا في المتشابه كون التشابه بالضبط هو قوله تعالى:
    {
    قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}، فظنَّ الشيعة أنّهُ يقصد ظلم الخطيئة بقوله تعالى: {لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}، ولكنه يقصد ظلم الشرك بالله، فكيف يُخرج الناس من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صراط العزيز الحميد من كان في قلبه ظلمٌ الشرك بالله؟ ولكن يا معشر الشيعة لو أنكم تركتم هذه الآية التي لا تزال بحاجة للتأويل واتبعتم العقيدة الحقّ في محكم كتاب الله عن عدم عصمة المرسلين من الخطيئة ومن تاب فإن ربي غفورٌ رحيم. وقال الله تعالى: {يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ﴿١٠﴾ إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [النمل].


    وتجدون رسول الله موسى حين ظلم نفسه بارتكاب الخطيئة فقتل نفساً بغير الحقّ فتاب إلى ربّه وتاب الله عليه. وقال الله تعالى:
    {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿١٤﴾ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَـٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَـٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    فانظروا لقول الله تعالى:
    {فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿١٦﴾}.

    إذاً يا معشر الشيعة الاثني عشر إنّ في بيانكم للقرآن تناقضاً كبيراً وكان سبباً لشرك كثيرٍ منكم بالمبالغة في الأئمة المصطفين هو اتّباعكم للمتشابه في قول الله تعالى:
    {وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}، فظننتم أنه يقصد ظلم الخطيئة وهو يقصد ظلم الشرك، فكيف لإمام أن يخرج الناس من الظلمات إلى النور فيهديهم إلى صراط العزيز الحميد وقلبه ليس سليماً من ظلم الشرك بالله؟ ولذلك قال الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم.

    ويا معشر الشيعة والسُّنة وجميع الذين فرّقوا دينهم شيعاً وكل حزبٍ بما لديهم من العلم فرحون، إنّما جعل الله الإمام المهديّ حكماً بينكم بالحقّ فيما كنتم فيه تختلفون، ولا ينبغي للحقّ أن يتّبع أهواءكم بل أُصَدِّقُ ما كان من الحقّ لديكم وأخالفكم إلى الحقّ فيما كنتم عليه من عقائد الباطل، وما ينبغي للحقّ أن يتبع أهواءكم.

    ويا معشر الباحثين عن الحقّ إذا تبيّن لكم الحقّ فلا تنصتوا وقولوا أضعف الإيمان إنّ الحقّ هو مع الإمام ناصر محمد اليماني في المسألة الفلانية ولكن لا يعني هذا أنّه المهديّ المنتظَر حتى يصدقه الله الرؤيا بالحقّ فنجده قد هيمن بالحقّ في جميع مواضيع الحوار في دين الله ويهيمن علينا في جميع ما كنا فيه نختلف فلا يجامل هذا ولا ذاك على حساب الدين وما ينبغي له إن كان الإمام المهديّ الحقّ فلا يخاف في الله لومة لائم وسوف يظهره الله شِئنا أم أبينا بعذابٍ شديدٍ لئن أعرضنا عن اتّباع الحقّ من الله العزيز الحكيم.

    وأما الذي يسأل عن قول الله تعالى:
    {
    وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١١٥} صدق الله العظيم [التوبة]. وتجد الجواب في قول الله تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّـهُ قُلُوبَهُمْ ۚ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} صدق الله العظيم [الصف:5]، أي فلما زاغوا عن اتباع الحقّ من ربهم: {أَزَاغَ اللَّـهُ قُلُوبَهُمْ ۚ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}.

    ولكني أراك تريد أن تقول: "إنما الحجّة هم الأنبياء والمرسلون على الناس، وبما أنّ ناصر محمد اليماني ليس بنبيٍّ ولا رسولٍ فإذاً لا ولن يعذبنا الله أبداً لو لم نتبعه كونه ليس من الأنبياء والمرسلين!"، ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إنّك أنت الحكيم الرشيد ولم يجعل الله الحجّة على عباده في ذات الأنبياء بل جعل الله الحجّة على عباده هو في الكتاب الذي يحاجّون به أنبياءه والمهديّ المنتظَر. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٥٥﴾ أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ من ربّكم وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    إذاً الحجّة على العباد ليست في ذات الأنبياء ولا المهديّ المنتظَر بل الحجّة لله عليهم حتى عذبهم هو كفرهم بآيات الكتاب التي تتلى عليهم. وقال الله تعالى:
    {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿١٣٠} [الأنعام].

    وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿١٠٥﴾ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ﴿١٠٦﴾ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ﴿١٠٧﴾ قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    إذاً لِمَ يعذب الله عباده الذين كذبوا بأنبياء الله، أبسبب أنهم كذبوا بأنبياء الله؟ بل بسبب أنّهم كذبوا بآيات الكتاب التي يتلوها عليهم أنبياء الله، ومن كذب بأنبياء الله الحقّ فهو لم يكذب بأنبياء الله أصلاً بل هو كذب بآيات الله التي يتلوها عليهم أنبياء الله. ولذلك قال الله تعالى:
    {
    فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّـهِ يَجْحَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:33].

    وكذلك الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، فمن كذّب بدعوته إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فإنه لم يكذب ناصر محمد اليماني بل كذب بكتاب الله القرآن العظيم، ولن يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً. وقال الله تعالى:
    {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم من ربّكم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    فانظر لحجّة الله على عباده يوم القيامة:
    {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ}، ولكنك أخي الكريم إنك كنت تريد أن تستنبط من الكتاب أنه لن يعذب الله البشر بسبب تكذيبهم بالمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني كون المهديّ المنتظَر لم يجعله الله نبياً ولا رسولاً، ولكن المهديّ المنتظَر يردّ عليك بالقول المختصر وأقول: فلن يعذب الله البشر بسبب تكذيبهم بالمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني بل بسبب اعراضهم عن اتباع الذِّكر الذي يدعوهم إليه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني. وقال الله تعالى: {
    تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦} [الجاثية:6].

    وقال الله تعالى:
    {
    وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩} صدق الله العظيم [البقرة].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين ..
    خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    _____________


صفحة 3 من 6 الأولىالأولى 12345 ... الأخيرةالأخيرة
المواضيع المتشابهه
  1. [ فيديو ] ( سلسلة حوارات بين الإمام المهديّ والمدعو طريد حول الإمامة وفتوى وحي التفهيم )
    بواسطة أميرة الإنصارية في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 07-08-2018, 04:18 PM
  2. سلسله گفتگوهای امام در پایگاه أشراف أونلاين..
    بواسطة فاطمه في المنتدى فارسي
    مشاركات: 55
    آخر مشاركة: 09-09-2016, 08:44 PM
  3. حوارات الإمام مع محمود المصري المُكنى أبو حمزة في منتديات البشرى الإسلامية.
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 13-05-2014, 01:16 AM
  4. ردٌّ جديد في أشراف أونلاين
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 18-01-2011, 11:53 PM
  5. سلسلة حوارات بين الإمام المهديّ والمدعو طريد حول الإمامة وفتوى وحي التفهيم ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 16-03-2010, 03:13 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •