الموضوع: هذه فتوى الامام ناصر محمد اليمانى المهدى المنتظر وعقيدته

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12
  1. افتراضي هذه فتوى الامام ناصر محمد اليمانى المهدى المنتظر وعقيدته


  2. افتراضي أنا المهدي المنتظر ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر


    اقتباس المشاركة 10276 من موضوع أنا المهديّ المنتظر فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ..


    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ

    09 - ذو القعدة - 1428 هـ
    19 - 11 - 2007 مـ
    11:12 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=246

    ــــــــــــــــــــــــ



    أنا المهديّ المنتظر فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ..



    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمُرسَلين ومن تبِعهم بإحسانٍ وكل شاهدٍ بالحقّ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الأولين وفي الآخرين ولا يُفرّق بين أحدٍ من رُسله ودعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين، أمّا بعد..

    يا معشر علماء الأمّة، إني أنا المهديّ المنتظر خليفة الله على البشر من أهل البيت المُطهّر الإمام ناصر محمد اليماني، أشهدُ أن لا إله إلا الله وأنّ نوحاً رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنّ إلياسَ رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنّ هوداً رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنّ صالحاً رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنّ إبراهيمَ رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنّ يونسَ رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنّ شُعيباً رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنّ يوسفَ رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنّ موسى رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنّ داوودَ رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنّ المسيح عيسى ابن مريم رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله وخاتم النبيين إلى النّاس كافة، ولا أفرّق بين أحدٍ من رسُل الله وأنا من المسلمين.

    ويا معشر علماء أمّة الإسلام من الذين قالوا إنّ الله فضّل محمداً رسول الله بقولهم فأضاف اسمَه إلى اسمِه بقولهم أنّه لا ينطق أحدٌ بكلمة التوحيد "لا إله إلا الله" إلا ونطق باسم رسول الله فيقول: "وأنّ محمداً رسولَ الله"، أفلا ترون بأنّكم قد فرّقتم بين رسُل الله فحذفتم الشهادة لهم بالرسالة فلا تُضاف الشهادة إلى شهادة كلمة التوحيد إلا الشهادة لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليهم وسلّم أجمعين؟ فإذاً جعلتم هذه الشهادة حصرياً لاسم محمدٍ رسول الله بقولكم أنه لا يُذكر اسم الله بكلمة التوحيد إلا وأضيف اسم محمد رسول الله ((لا إله إلا الله محمد رسول الله))، فإذا كان حسب زعمكم أنّ ذلك ليس إلا لمحمدٍ رسول الله إذاً كفرتم بالشهادة بالحقّ لجميع رُسل الله وفرّقتم بين رُسله وأنتم لا تعلمون أنكم أخطأتم خطأً كبيراً، فوقعتم في الكُفر برُسل الله بسبب المُبالغة والتعظيم لمحمدٍ رسول الله، وقد نهاكم أن تعظّموه بغير الحقّ؛ بل وأشركتم بالله كونكم ترجون من محمدٍ رسول الله الشفاعة لكم بين يدي الله، فهل ترون محمداً رسول الله أرحم بكم من الله أرحم الراحمين؟ فضللتم عن صراط العزيز الحميد كما ضلّ النّصارى من قبلكم وبالغوا في المسيح عيسى وأمّه بغير الحقّ.

    ويا معشر المسلمين، إنّه لا يؤمن أكثرُكم بالله إلا وهم مشركون بربّهم عبادَه المُقربين، فتعبدونهم ليقرّبوكم إلى الله زُلفى فيشفعوا لكم بين يديه إلا من رحم ربّي منكم، وأصبح مثلكم كمثل الذين يعبدون الأصنام فيدعونها من دون الله، وهل تعلمون ما هو سرّ عبادة الأصنام؟ إنّها أساس بادئ الرأي تماثيلٌ لعباد الله المُقربين فيضلّ سرّ عبادتها بين الأجيال فيقولون إنّا وجدنا آباءنا كذلك يفعلون، فيردّون علم ذلك لآبائهم الأولين وأنهم الأدرى بسرّ عبادة هذه الأصنام، وقد أفتاكم الله في القرآن أنها تماثيل لعباد الله المقرّبين والمُكرّمين في أجيال الأمم، وقال الله تعالى:
    {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧} صدق الله العظيم [الإسراء].

    بمعنى أنّها تماثيل صوّروها لعباده المكرمين من بعد موتهم وكُلٌّ منهم لا يعلم بأنّهم قد صنعوا له تمثالاً من بعد موته ويدعونه من دون الله وإلا لنهوهم عن ذلك، ولكن المبالغة بغير الحقّ في أحد عباده المكرّمين تكون من بعد موتهم وهم لا يعلمون، وقال الله تعالى:
    {
    وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩} صدق الله العظيم [يونس].

    ولكن الذين كانوا يعبدون عباد الله المقربين ليقربوهم إلى الله زلفى كذلك يوم القيامة يرجون منهم الشفاعة، وقال الله تعالى:
    {
    هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ ۚ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٥٣} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ولكنهم لا يرونهم بينهم لأنهم ليسوا مثلهم كافرين ولا مشركين بل عباداً مكرّمين، وقال الله تعالى:
    {
    وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ ۚ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿٩٤} [الأنعام].

    ومن ثم يزيّل الله بينهم فيريهم شركاءهم لكي يسمعوا ردّهم فإذا هم يكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدّاً، وقال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩}صدق الله العظيم [يونس].

    ويا معشر البشر إني أنا المهديّ المنتظر خليفة الله على البشر أدعوكم أن تعبدوا الله ربّي وربّكم وحده لا شريك له فلا تشركوا به شيئاً، واعلموا بأنّ الله لا يغفر أن يُشرك به، واعلموا أنّه لا يؤمن أكثركم إلا وهم مشركون بربهم عباده المقربين، فقد بيّنا لكم ذلك وفصّلناه تفصيلاً من الكتاب لأولي الألباب، وهل يتذكّر غير أولي الألباب أهل العقول المفكرة والمستنيرة؟

    وإني أحذّركم يا معشر اليهود والمسلمين والنّصارى والنّاس أجمعين أن تشركوا بالله شيئاً، وأنذركم ببأسٍ شديدٍ من لدُنه ولا أدري ما يصنع الله بكم بعد ألف ساعةٍ قمريّةٍ من ليلة السبت ليلة ميلاد هلال شوال 1428 فيهلك من يشاء منكم أو يؤخّره إلى أجلٍ مُسمّى إن شاء.

    وسوف أقول لكم شيئاً يا معشر المسلمين، لماذا تنكرون أمري فلا كذّبتم ولا صدّقتم ولا تزالون في ريبكم تتردّدون؟ فيخشى أحدُكم أن يشهد بأنّي المهديّ المنتظَر ومن ثم لا يتبيّن للناس أنّي المهديّ المنتظر فيخزى! بل الخزي عليّ وحدي وليس عليه من الخزي شيئاً وإن كنت كاذباً فعليّ كذبي، ولكن إذا كنتُ صادقاً فأين المفرّ يا من تكذّبون بشأن المهديّ المنتظر خليفة الله على البشر من أهل البيت المُطهّر؟ أدعوكم أن تعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبَد، فمنكم من يلعن المهديّ المنتظَر ومنكم من يصفني بالجنون، وأي صاحب منتدى يترك في منتداه ردَّ من يلعن المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني فهو ملعون لأنّ الراضي كالفاعل إلا إذا لم يكن يعلم بأنّ أحداً لعنني أو شتمني فلا ذنب على الذي لو علم بذلك لحذفه من منتداه، وأعلم أنّ بعض من أصحاب المنتديات يترك الذين يلعنون المهديّ المنتظر ناصر محمد اليماني لأنه يخشى غير الله ويقول في نفسه: "سوف أترك من يشتمه ليكون ذلك حجّة لي ليعلموا بأنّي لست مُقتنعاً به كوني تركت خطابه في منتداي، وأن لو كنت مقتنعاً بأنّه المهديّ المنتظَر لما تركت ردّ الذين يلعنونه ويشتمونه، وإن تبيّن أنّه المهديّ المنتظر فسوف يكون لي فخر أن أكون من الذين شاركوا بنشر الخبر من قبل الظهور". فأقول له: اسمع يا هذا وتالله ما تركت خطابي إلا لأنك تخشى أن أكون المهديّ المنتظَر، وما دمت تركت ردود الذين يلعنوني ويشتموني فليس لك من الأجر شيئاً، والراضي كالفاعل ولا حاجة لنا بأمثالك، فلو كنتَ لا تخاف في الله لومة لائمٍ لنشرت الخبر والبشرى بالظهور، ولا تترك من يلعن أو يشتم ناصر محمد اليماني، وأعلم بأنّ أكثركم في حيرةٍ من أمري ويخشون أن أكون المهديّ المنتظَر وهم عن أمري معرضون حتى الشيعة الذين أكثر اللاعنين منهم يخشون بأن أكون المهديّ المنتظَر ويتمنون أن لا أكون المهديّ المنتظَر، فهل تدرون لماذا؟ لأنّ عقيدتهم بدأت تتزعزع في شأن الإمام محمد الحسن العسكري من الذين اطّلعوا على أمري، فأقول لهم: وتالله لا يهدي الله للحقّ الذين لا يريدون أن يكون ناصر اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر ويبغونها عوجاً حسب ما يشاءون هم وليس حسب ما يشاء الله ويختار، وهم يعلمون بأنّ الخلافة ليست بالشورى بل اصطفاء من الله، فيزيد من اصطفاه بسطةً في العلم فلم يغني عنهم علمهم شيئاً، فهاهم خالفوا أمر الله فاصطفوا طفلاً حسب زعمهم بغير علمٍ ولا هدًى ولا سلطانٍ منيرٍ بل لم ينزّل الله به من سلطانٍ، فهل يظنون بأنه لا بدّ أن يلد الإمام الأول الإمام الذي يليه؟ فهل الأمر وراثةٌ ولا بُدّ للولد أن يرث الأب؟ فأقول: إن كان الولد أهلاً لذلك كمثل سليمان فهو كذلك، أو يؤخّر الله ذلك إلى أجل مُسمى، وكان أمر الله قدراً مقدوراً في الكتاب المسطور.

    فاتّقوا الله يا معشر الشيعة الاثني عشر، وإني لأتحدّاكم أجمعين بعلم وهُدًى وكتابٍ منيرٍ بحديث الله في القرآن العظيم فإن ألجمتكم فقد تبيّن لكم الحقّ إن كنتم تريدون الحقّ، وإن ألجمتموني من القرآن العظيم فقد أثبتُّم أنّ المدعو ناصر محمد اليماني ما نزّل الله به من سلطان إن كنتم صادقين، وإن ألجمتكم بالحقّ وأخرست ألسنتكم بالحقّ فقد علمتم أني المهديّ المنتظر خليفة الله على البشر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المُطهّر، فإن أخذتكم العزّة بالإثم من بعد أن يتبيّن لكم أنه الحقّ فأخشى أن يمسخ الله من يشاء منكم إلى ما يشاء كما قد يمسخ من يشاء من اليهود إلى خنازير، فاحذروا الله واعلموا بأنّ من تبيّن له الحقّ وأعرض عنه لأنه قد خالف هواه فقد باء بغضبٍ على غضب.

    وأحذركم يا معشر الشيعة الذين يدعون المهديّ المنتظر وأهل بيته من دون الله فقد أشركتم بالله ولن يغني عنكم المهديّ المنتظر ولا أهل بيته من الله شيئاً فيعذّبكم الله عذاباً نكراً، ولا يغفر الله أن يشرك به إني لكم منه نذيرٌ مُبينٌ، ولا تفسّروا القرآن حسب هواكم فتقولون على الله ما لا تعلمون إنّي لكم منه نذيرٌ مُبينٌ.

    ويا معشر أهل السُّنة يا من اتّبعتم كثيراً من الأحاديث اليهوديّة وهي مخالفة للقرآن جملةً وتفصيلاً، ألم يُعلمكم الله بأنّ القرآن العظيم هو المرجع لأحاديث رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وأنّ ما كان منها من عند غير الله فسوف تجدون بينه وبين القرآن اختلافاً كثيراً؟ أم إنكم يا معشر السُّنة ترون أني قد فسّرت هذه الآية بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً؟ فإن استطعتم أن تأتوا بتفسيرٍ لها خيراً من تفسيري وأحسن تأويلاً فقد استطعتم أن تلجموا ناصر اليماني إلجاماً وأنّ القرآن لم يجعله الله مرجعاً لأحاديث السُّنة، فإن استطعتم فقد أذهبتم سلاح المدعو ناصر محمد اليماني وذلك لأنّ سلاحه الوحيد هو أن يكون القرآن مرجعاً لصحة الأحاديث المُفتراة حتى يُدافع عن سنّة رسول الله الحقّ الذي لا ينطق عن الهوى، ولسوف أكتب بيان هذه الآية مرةً أخرى، وأُشهد الله وابن عمر وفارس الصحراء وابن حمير والهتار وجميع الذين صدّقوني والله أعلم بصدقهم، وكذلك أُشهد جميع الأمّة الإسلاميّة لئن ألجمني أهل السُّنة أو الشيعة أو جميع علماء المذاهب الإسلاميّة فأتَوا بتأويلٍ لهذه الآية خيراً من تأويلي وأحسن تفسيراً فقد أثبتوا للأمّة الإسلاميّة أنّي لست المهديّ المنتظر، ولسوف أجعل هذه الآية حصرياً لمن أراد أن يلجمني، فهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّه إذا استطعتُ أن ألجمكم بها فأخرس ألسنتكم فقد أثبتنا أنّ القرآن حفظه الله من التحريف ليكون مرجعاً للأمّة الإسلاميّة فيما اختلفوا فيه من أحاديث السُّنة حتى إذا اقتنعوا بأنّ القرآن حقاً هو المرجع لعلماء الحديث فعندها يستطيع ناصر اليماني أن يُغربل الأحاديث والروايات الواردة فيحقّ الحقّ ويبطل الباطل فيحكم بين علماء المسلمين فيما كانوا فيه يختلفون، فتعالوا لنجعل جميع المسلمين المثقفين شُهداءً بيننا بالحقّ، فإن رأيتم علماء الأمّة لم يستطيعوا أن ينكروا البيان الحقّ فقد علمتم يا معشر الباحثين أنّي أنا المهديّ المنتظَر لمن أراد أن يتّبع الحقّ، وإن ألجموني فقد كفوا المسلمين أن أضلّهم بغير علمٍ.

    وإليكم الآية البرهان بأنّ القرآن قد جعله الله المرجع لما اختلفوا فيه من أحاديث السُّنة، وقال الله تعالى:
    {
    وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ويا معشر علماء الأمّة إنّي لا أفسّر القرآن بالرأي فأقول على الله ما لا أعلم، فتعالوا لنستنبط لكم تأويل هذه الآية؛ حديث الله من نفس حديث الله، فبأي حديثٍ بعده يؤمنون؟! فإنّهم هؤلاء الذين إذا خرجوا بعد انتهاء محاضرة النبي - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ومن ثم يُبيّتون أحاديث غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام وآله، وإنّهم طائفةٌ من اليهود جاءوا إلى محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وقالوا بين يديه: "نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمداً رسول الله"؛ كَذِباً ليكونوا من صحابة رسول الله ظاهر الأمر وليكونوا من رواة الحديث فهم لا يستطيعون أن يخدعوا المسلمين إلا أن يُسْلِموا ولو لم يُسْلِموا لما أخذ المسلمون منهم شيئاً لذلك اتّخذوا أيمانهم جنّة (ستاراً) ليمكروا ضدّ رسول الله في الوقت المناسب بأحاديث تخالف لكتاب الله وسنّة رسوله جُملة وتفصيلاً، وقال الله تعالى:
    {
    إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴿٣ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّـهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿٤} صدق الله العظيم [المنافقون].

    إذاً يا قوم لقد تمّ اختيار شخصيّاتٍ مرموقةٍ من قِبَل اليهود؛ بل من علمائهم الذين يحرّفون كلام الله من بعد ما عقلوه، فهم يعرفون محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كما يعرفون أبناءهم، وإن يروا سبيل الحقّ لا يتّخذونه سبيلاً لأنّهم يعلمون أنّه الحقّ من ربهم، وإن يروا سبيل الغيّ يتخذونه سبيلاً لأنّهم يعلمون أنّه سبيل الضلال، فجاء فريقٌ منهم إلى محمدٍ رسول الله فأعلنوا إسلامهم ولكنّ الله أخبر رسوله إنهم لكاذبون وإنما اتّخذوا أيمانهم جُنَّة ليصدّوا عن سبيل الله، ولكن اللهَ نهى محمداً عبده ورسوله أن يطرد هؤلاء اليهود وإنما لِيَحْذَرْهُمْ فلا يفتنونه عمّا أوحى إليه، والدليل على أنّ الله لم يأمر رسوله بطردهم هو قوله تعالى:
    {
    فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١}
    صدق الله العظيم [النساء].

    فهل تدرون لماذا لم يأمر الله رسوله بطردهم؟ وذلك لينظر من يستمسك بما قاله الله في القرآن العظيم ورسوله بأحاديث البيان الحقّ التي لا تزيد هذا القرآن إلا توضيحاً، أمّا ما اختلف من الأحاديث في السُّنة عن حديث الله في القرآن العظيم ووجدنا بين حديث الله وهذا الحديث الذي قيل عن رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فحتماً سوف نجده كما أخبرنا الله أنّنا سوف نجد بين الحديث المُفترى وبين حديث الله في القرآن اختلافاً كثيراً، وتلك قاعدةٌ لغربلة الأحاديث المُفتراة لو كنتم تعلمون! فقد أضلّوكم عن الصراط المستقيم.

    {
    وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ} فإذا جاءكم أمر من الأمن وذلك من عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فمن أطاع الرسول وقد أطاع الله وله الأمن في الحياة الدنيا ويأتي يوم القيامة آمناً.
    وأما قوله:
    {أَوِ الْخَوْفِ} وذلك من عند الذين يقولون أحاديث عن رسول الله غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام، ومن ثم يذيع الخلاف بين علماء الأمّة فمنهم من يقول إنّهُ عن رسول الله ومنهم من يطعن فيه ويأتي بحديث آخر مُتناقضٍ مع هذا الحديث المُفترى، ولو ردّوه إلى الرسول وذلك إن لم يزَل فيهم وإن قد مات فيرجعوا إلى أولي الأمر منهم وهم أئمتهم من بعد رسول الله فيورثهم الله التأويل الحقّ للقرآن، لَعَلِمَهُ الذين يستنبطونه منهم؛ أي أنهم سوف يقومون بالحكم بين المختلفين فيحكمون بينهم في شأن الحديث المفترى فيستنبطون آياتٍ من القرآن من حديث الله تختلف مع هذا الحديث الباطل اختلافاً كثيراً، ودائماً بين الحقّ والباطل اختلاف كثير بل هما طريقان متعاكسان تماماً.

    وقد أخرجوكم عن الصراط المستقيم ولولا فضل الله عليكم يا معشر المسلمين ورحمته لكم بالمهديّ المنتظَر لاتّبعتم الشيطان المسيح الدجال إلا قليلاً، ولكن الله ابتعثني لإنقاذكم والنّاس أجمعين ما عدا أولياءه الذين يعلمون أنّه ليس المسيح عيسى ابن مريم وأنّه كذاب وأنه الشيطان الرجيم بذاته فيتّبعون الشيطان وهم يعلمون، فغضب الله عليهم ولعنهم وجعل منهم القردة في أولهم والخنازير في آخرهم وأعدّ لهم عذاباً عظيماً إلا من تاب منهم فسوف يجد الله غفوراً رحيماً وجاء معترفاً بما نقوله من الحقّ إذاً لآتاه الله من لدنه أجراً عظيماً ولهداه صراطاً مستقيماً.

    ولسوف يحذّركم المسيح عيسى ابن مريم من اتّباع المسيح الكذّاب الشيطان الرجيم والذي يريد أن يقول أنّه المسيح عيسى ابن مريم وأنّه الله؛ بل هو كذّاب لذلك يُسمّى المسيح الكذاب، ويقول لكم المسيح الحقّ: "اتّبعوا المهديّ المنتظر هذا صراطٌ مُستقيمٌ"، ويكون من التابعين. فكيف لكم أن تنتخبوا من جعله الله إماماً للمسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام؟ يا معشر المسلمين فهل جعلتموها ديمقراطية بوش الأصغر حتى في شأن المهديّ المنتظر فحرّمتم عليه أن يُعرِّفكم بنفسه فيقول بأنّ الله اصطفاه عليكم خليفة وإماماً، فتقولون نحن من نُقرِّر ذلك ونقول حين نشاء لمن نشاء إنّك أنت المهديّ المنتظر؟ فكم تدخّلتم في شؤون الله وكأنّكم من يُقسّم رحمة الله! قاتلكم الله أنّى تؤفكون يا من تزعمون ذلك فألجموني من القرآن إن كنتم صادقين.

    ربِّ اغفر وارحم واحكم بيننا بالحقّ وأنت أسرع الحاسبين، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو ربّ العرش العظيم، اللهم إن كنتَ تعلم أنّي أنا المهديّ المنتظر الحقّ فاجعلْ لي السلطان عليهم بالبيان الحقّ للقرآن، وإن كنتَ تعلم بأنّي لستُ المهديّ المنتظر فاجعلْ لهم السلطان عليّ بالبيان الحقّ من القُرآن، واحكم بيننا بالحقّ وأنت خير الحاكمين، ومن أحسن من الله حُكماً لقوم يؤمنون؟ وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    إمام الأمّة وكاشف الغُمَّة بإذن الله المهديّ المنتظَر الناصر لمحمدٍ رسول الله؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
    ________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  3. افتراضي رد الإمام المهدي إلى المهتدي لكُل دعوى بُرهان فلنحتكم إلى القُرآن


    اقتباس المشاركة 6426 من موضوع ردّ الإمام المهدي إلى المهتدي؛ لكل دعوى برهان فلنحتكم إلى القرآن ..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    25 - 11 - 1429 هـ
    23 - 11 - 2008 مـ
    12:43 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــ



    ردّ الإمام المهدي إلى المهتدي؛ لكل دعوى برهان فلنحتكم إلى القرآن ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي النّبيّ الأميّ خاتم الأنبياء والمرسَلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله الأطهار الهُداة إلى الحقّ والتابعين للحقّ في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، وبعد..

    يا أيّها المُهتدي، إن كنت تريد الهُدى فاتّبِع الإمام المهديّ إلى الحقّ الذي اصطفاه الله فزاده بسطةً في العلم على جميع علماء الأمّة ليجعل ذلك هو برهان الاصطفاء لخليفة الله في الأرض، واصطفى الله آدم وزاده بسطةً في العلم على الملائكة ليجعله المُعلم لهم لأنّه زاده بسطةً في العلم عليهم، ومن ثم أراد الله أن يُعلّم الملائكة وجميع الصالحين من الجنّ والإنس أنّ برهان الخليفة عليهم هو الذي يزيده الله بسطةً في العلم عليهم، ومن ثم أراد الله أن يُبيّن للملائكة أنّ برهان القيادة هي البسطة في العلم فوجّه إلى الملائكة سؤالاً حتى يقيم عليهم الحجّة أنّ اصطفاء خليفة الله في الأرض أمرٌ يخصّ الرحمن وليس للعبيد من الملائكة والجنّ والإنس من الأمر شيئاً، وكذلك ليُعلّمهم كيف يعلَمون الذي اصطفاه خليفةً له عليهم بالحقّ بأنّه سيزيده بسطةً في العلم حتى يجعله مُعلّماً لهم، وأراد الله أن يقيم الحجّة مع البرهان على الواقع الحقيقي بأنّ برهان الخلافة هو بسطةُ العلم لمن اصطفاه الله خليفةً له، وكذلك ليعلموا بأنّ ذلك أمرٌ يختصّ بمالك المُلك الذي يؤتي مُلكه من يشاء وليس لهم من الأمر شيئاً غير الطاعة لخليفة الله عليهم وأنّهم قد تجاوزوا حدودهم بالمعارضة في شأن الخلافة وقالوا أنّهم أولى أن يكون خليفة الله الشامل منهم؛ فهم يُسبّحون بحمد ربّهم ويُقدسون له، ومن ثم أقام الله الحجّة عليهم، وقال لهم: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:31].

    ومن ثم عجزوا عن الجواب الحقّ على سؤال ربّهم الموجّه إليهم، وكذلك علموا من خلال لهجة السؤال من ربِّهم {إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} بأنّ في نفس ربّهم شيئاً عليهم وأنّهم قد تجاوزوا حدودهم بغير الحقّ في شأن اصطفاء الخليفة، ولذلك ردّوا بالتسبيح لربّهم والاعتراف بالجهل وأنّه لا علم لهم إلا ما علّمهم وقالوا: {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وذلك حتى يتبيّن لهم البرهان الحقّ لخليفة الله وأنّه من كان أعلمهم، ومن ثم عجز الملائكة عن الجواب الحقّ على سؤال ربّهم. وقال: {قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ} صدق الله العظيم [البقرة:33].

    وهنا علّم الله الملائكة درساً في برهان القيادة بأنّهُ يزيده بسطةً في العلم عليهم أجمعين، وإنّ هذا هو البرهان والدستور للخلافة في كلّ زمانٍ ومكانٍ لا تبديل لكلمات الله، وشأن الاصطفاء لا شأن للملائكة ولا للأنبياء؛ بل يختصّ به الله وحده لا شريك له الذي يؤتي ملكه من يشاء، وكذلك أراد الله أن لا يختصّ به البشر حتى الرُّسل والأنبياء لا ينبغي لهم التّدخل في شأن اصطفاء الخليفة؛ بل يختصّ به الله وحده، وأراد الله أن يُبيّن لكم ذلك بأنّ شأن الخليفة لا يجوز أن يتدخّل فيه حتى الأنبياء كما لا يجوز لملائكة الرحمن لتعلموا أنّ شأن خليفة الله في الأرض أمر ينفرد به الله مالك الملك وحده فيصطفي مَن يشاء مِن عباده سواء كان الخليفة من المُرسَلين أو من الصالحين فشأن الاصطفاء يختصّ به الله وحده، وقال الله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّـهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا} صدق الله العظيم [البقرة:247].

    ولكنّ بني إسرائيل كان ردّهم كردّ الملائكة من قبل بأنّهم أحقّ أن يكون خليفة الله منهم فهم يُسبّحون بحمد ربّهم ويقدّسون له وكذلك كان ردّ بني إسرائيل. وقال الله تعالى: {قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ} صدق الله العظيم [البقرة:247].

    ثم ردّ عليهم نبيّهم وأفتاهم بأنّه ليس من اصطفاه عليهم وأنّ هذا أمرٌ يختصّ به الرحمن مالك الملك يؤتي ملكه من يشاء. وقال الله تعالى: {قَالَ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:247].

    وبناءً على ناموس الخلافة في الكتاب بأنّ شأن اصطفاء خليفة الله يختصّ به الله وحده ولا ينبغي للملائكة والجنّ والإنس التّدخل في هذا الشأن وليس لهم الخيرة؛ بل أمرهم أن يطيعوا أمر خليفة ربّهم سجوداً لأمر الله، ومن لم يفعل فقد عصى أمر الله وظلم نفسه فيُصليه ناراً ولن يجدوا لهم من دون الله أنصاراً، وكذلك شأن المهديّ المنتظَر الناصر الخاتم لما جاء به خاتم الأنبياء والمرسَلين شأن اختياره يختصّ به الله وحده فيصطفيه ويؤتيه علم الكتاب القرآن العظيم ليجعله المهيمن على جميع علماء المسلمين والنّصارى واليهود فلا يجادله أحدهم من القرآن إلا غلبه بالحقّ حتى يسلّم تسليماً أو يكفر بما أنزل الله على محمد - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - القرآن العظيم ثم يُعذّبه الله عذاباً نُكراً، وذلك لأنّه لا ولن يأتي ببيانٍ للقرآن خيرٌ من الذي آتاه الله علم الكتاب وأحسن تفسيراً ولو تعمّر ترليون سنة لما استطاع شيئاً، فهل بعد الحقّ إلا الضلال؟

    ومن خلال هذا البيان الحقّ في شأن دستور الخلافة يتبيّن لكافة علماء المسلمين بأنّ الذي يؤتيه الله علم الكتاب من بعد رسوله مُكتفٍ بشهادته بالحقّ وشهادة من علّمه البيان الحقّ للقرآن. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

    وبما أنّني أعلم بأنّي الإمام المهديّ الحقّ المبعوث من الله إليكم تصديقاً لوعد الله بالحقّ في كتاب الله وسُنَّة رسوله الحقّ تصديقاً لحديث محمد رسول الله الحقّ. قال: [لا تذهب الدنيا حتى يبعث الله تعالى رجلاً من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي] صدق عليه الصلاة والسلام.

    ويا عجبي من علماء أمّةٍ يؤمنون بالحقّ ومن ثم يذروه وراء ظهورهم! فيُحاجّون بالباطل الذي يتناقض مع الحقّ الذي هم به مؤمنون، وذلك لأنّي أراهم يحاجّوني برواية تُنكر أنّ المهدي يبعثه الله وتفتي بالباطل بأنّ النّاس من يصطفونه فيعرِفونه فيُعرِّفونه على شأنه بأنّه المهدي، ويا سبحان الله! فإذا كان لا يحقّ لملائكة الرحمن التّدخل في شأن اصطفاء خليفة ربّهم وكذلك لا يحقّ لكافة الأنبياء والمُرسَلين التّدخل في شأن اصطفاء خليفة ربّهم فما بالكم بمن هم دونهم!

    وقد أثبتنا من محكم القرآن العظيم من أُمّ الكتاب من الآيات التي لا يزيغ عنهنّ إلا هالكٌ ظالمٌ لنفسه فيذرُهم وراء ظهره فيعمد إلى ما خالفهم من أحاديثَ ورواياتِ الفتنة برغم أنّ الله قد أفتاهم في مُحكم القرآن العظيم بأنّ السُّنة من عند الله كما القرآن من عند الله، ثم أفتاهم بأنَّ القرآن محفوظٌ من التحريف، ولذلك جعل مُحكمه هو المرجع لِما اختلف فيه علماء الحديث في السُّنة النَّبويَّة التي أفتاهم الله أنّها ليست محفوظةً من التحريف، ولذلك جعل محكم القرآن العظيم هو المرجِع لأحاديث السُّنة النَّبويَّة التي هي من عند الله، وأفتاهم الله في محكم القرآن العظيم بأنّهم إذا اختلفوا في أيّ حديثٍ من الأحاديث الواردة عن النّبيّ - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - بأنّ يرجعوا إلى القرآن العظيم للتدبّر بما جاء في مُحكمه من الآيات البيّنات من أُمّ الكتاب التي لا يزيغ عنهنّ إلا هالكٌ، فإذا وجدوا الحديث النّبوي جاء مخالفاً لأحد أحكام القرآن العظيم فمن ثم سيعلمون بأنّ هذا الحديث النّبوي في السُّنة جاء من عند غير الله؛ من مكر شياطين الإنس بتخطيطٍ من شياطين الجنّ ليصدّوا المسلمين عن طريق السُّنة المحمديّة التي لم يَعِدِ الله بحفظها من التحريف، ولذلك اتّخذوا أيمانهم جُنّة فصدّوا عن سبيل الله بأحاديثَ تخالف لمحكم القرآن العظيم كما حذّركم الله وعلّمكم بهذا المكر الخبيث بأنّه توجد طائفةٌ بين المسلمين من الذين يشهدون أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله اتّخذوا أيمانهم جُنّة ليكونوا من رواة الحديث فصدّوا عن سبيل الله بغير الحقّ افتراءً على الله ورسوله عن طريق السُّنّة النّبويّة، وقال الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    ثم بيّن الله لعلماء الأمّة بأنّ صدَّهم ليس بالسيف؛ بل بالافتراء على الله ورسوله بغير الحقّ، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    بمعنى أنّ السُنّة النَّبويَّة الحقّ من عند الله وأنّ الحديث السُنّي الذي يأتي مُخالفاً لمُحكم القرآن حديث مُفترى على الله ورسوله في السُنّة النَّبويَّة التي لم يعِدْكم الله بحفظها من التحريف، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} صدق الله العظيم، ومن ثم جعل الله القرآن العظيم هو المرجع للحُكم بينكم في شأن هذا الحديث الذي اختلفتم فيه فأمركم أن ترجعوا إلى القرآن فتتدبّروا ما جاء في مُحكمهِ فإذا وجدتم بأنّ هذا الحديث السُّنيّ عن رسول الله جاء مخالفاً لمحكم ما أنزل الله في القرآن العظيم فإنّ ذلك حديثٌ مُفترى على الله ورسوله، وكذلك أمركم محمدٌ رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - بأن تجعلوا محكم القرآن هو المرجع وما اختلف معه فهو مُفترى وليس منه عليه الصلاة والسلام، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: [ما تشابه مع القرآن فهو مني] صدق عليه الصلاة والسلام.

    بمعنى أنّه ما جاء مُخالفاً لمُحكم القرآن العظيم فهو ليس منه عليه الصلاة والسلام، ومن ثمّ وجدنا أمر رسول الله لعلماء الأمّة بأنّ مُحكم القرآن هو الحكم للأحاديث النَّبويَّة مطابقاً لأمر الله في محكم القرآن العظيم وبأنّ القرآن هو المرجع لما اختلف فيه عُلماء الحديث، وذلك لأنّ محمد رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - قد أفتاكم بأنّ السُّنة من عند الله كما القرآن من عند الله. وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: [ألا أني أوتيت القرآن ومثله معه].

    ثم أفتاكم - عليه الصلاة والسلام - بأنّ القرآن هو المرجِع لما اختلفتم فيه من الأحاديث النَّبويَّة وما خالف محكمه فهو ليس منه عليه الصلاة والسلام، ومن ثم تجدون نفس الفتوى لكم عن طريق القرآن العظيم بأنّ السُّنة النَّبويَّة غير محفوظة من التحريف وأنّ القرآن؛ مُحكم القرآن هو الحكم في الحديث النّبوي الذي اختلفتم فيه وأنّ تحتكموا لأولي الأمر منكم إذا لم يعد موجوداً فيكم رسوله وسوف يستنبطون لكم الحُكم الحقّ من مُحكم القرآن العظيم. وجميع هذه الفتاوى الحقّ جاءت في موضعٍ واحدٍ في كتاب الله في قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ويجد جميع علماء المسلمين بأنّ الخطاب في هذا الموضع موجّه لعلماء المسلمين من البداية إلى النهاية، ومن ثم ينبذون ذلك وراء ظهورهم ويتّبعون قول الذين لا يعلمون ويقولون بأنّه موجّه للكافرين بالقرآن العظيم؛ أفلا يتدبّرون القرآن فإنّه لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً! فيظنّ الجاهل أنّ هذا تأويلٌ واضحٌ وجليٌّ وهو قد حرّف المقصود من كلام الله جملةً وتفصيلاً، فإنّه لا يقصد الكافرين لأنّه لم يخاطبهم في هذا الموضع بل يخاطب المسلمين، ولذلك قال الله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُـــــهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا}، فكيف تتّبعون تفاسير تُحرِّف المقصود من كلام الله تحريفاً واضحاً ومفضوحاً؟ فإنّ الله لا يُخاطب الكفار من البداية إلى النهاية، فتدبّروا إن كنتم تعقلون حتى يتبيّن لكم الحقّ إن كنتم تريدون الحقّ، فتدبّروا كتاب الله تنفيذاً لأمر الله في مُحكم كتابه: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [ص].

    فتدبّروا وحتماً سوف يتبيّن لأولي الألباب منكم بأنّ التأويل الباطل بالاجتهاد قد أضلّكم حتى عن محكم القرآن العظيم فلم تكونوا تعلموا بأنّ القرآن هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث، وبسبب تأويلكم للقرآن برأيكم ضلَلْتم حتى عن مُحكم القرآن العظيم واتّخذتموه مهجوراً وجعلتم جُلّ اهتمامكم في الغُنَّة والقلقلة والمدِّ والتجويد، ولا بأس بذلك، ولكنّه ألهاكم عن تدبّر المعنى المقصود من كلام الله الذي هو الأساس من تنزيل القرآن العظيم، أفلا تعقلون؟ فتدبّروا هداكم الله لعلكم تعقلون فترجعوا للمرجعيّة الحقّ مُحكم القرآن العظيم فيما كنتم فيه تختلفون، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ومن بعد التدبّر سوف تستخرجون أحكاماً أساسيّة في الدّين الإسلامي الحنيف لِما كنتم فيه تختلفون وهي:

    1 - الحُكم الأول وهي الفتوى بالحقّ بأنّ السُّنة ليست محفوظة من التحريف تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ}.

    2 - وكذلك يفتيكم الله بأنّه قد كتب افتراءهم عن طريق ملائكتهم.

    3 - وكذلك يعلّمكم الله بأنّه أمر محمداً رسول الله أن لا يطردهم لينظر من يعتصم بمحكم القرآن العظيم ممّن يذَره وراء ظهره فيحاجّ بالباطل المُفترى الذي هو ضدّ مُحكم القرآن العظيم، ولذلك لم يأمر نبيّه بطرد المفترين ولذلك استمر مكرهم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    4 - والحُكم الرابع وهو معرفة أولي الأمر فيكم إن وجدوا، وهم الذين يزيدهم الله بسطةً في العلم عليكم، وجعلهم أولي الأمر منكم فإذا احتكمتم إليهم فسوف يستنبطون لكم من مُحكم القرآن بُرهاناً يلجمكم إلجاماً ثم تسلّموا لحكم الله تسليماً إن كنتم مؤمنين، كأمثال الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

    وأشهد لله شهادة الحقّ اليقين أنّه لا ولن يُجادلني عالِم من القرآن إلا أخرستُ لسانه بالحقّ فيُسلّم تسليماً إن كان يُريد الحقّ أو يعرض عنه بغير الحقّ فيتّبع لما خالفه وذلك لأنّه لن يستطيع أن يأتي بتفسيرٍ خيراً من تفسير الحقّ وأحسن تأويلاً أبداً، ثم لا تجدونه يطعن في تأويل ناصر محمد اليماني فيقول: "كلا يا ناصر محمد اليماني يا من تزعم أنّك المهديّ المنتظَر؛ بل أنت كذابٌ أشِر تُحرّف كلام الله عن مواضعه بالتأويل الباطل الذي ما أنزل الله به من سلطان" ثم يقوم بفضح ناصر محمد اليماني فيأتيكم بتأويل القرآن الذي يُخرس به لسان ناصر محمد اليماني وأنصاره أجمعين إن كان ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مبينٍ، ولكنّي أُقسم بربّ الكتاب مجري السحاب وهازم الأحزاب أنّه لا يستطيع أن يغلب ناصر محمد اليماني جميعُ علماء الأمم الأوّلين منهم والآخرين، فلو اجتمعوا على صعيدٍ واحدٍ لأخرسنّ ألسنتهم بالحقّ إن كانوا يؤمنون بالقرآن العظيم حتى لا يجدوا في صدورهم حرجاً ممّا قضيتُ بينهم بالحقّ فيُسلِّموا تسليماً.

    وليس ذلك غروراً منّي وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، ولكنّي أعلم من هو مُعلِّمي الذي يُلهمني الحقّ والباطل؛ الذي علّمني أنّ الشمس أدركت القمر فيولد الهلال في أوّل اليوم والشمس إلى الشرق منه وهلال الشهر الجديد يتلوها من بعد ميلاده والشمس إلى الشرق منه أو يغيب في آخر اليوم من بعد ميلاده والشمس إلى الشرق منه تصديقاً لقول الله تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بِسْمِ اللَّـهِ الرَّ‌حْمَـٰنِ الرَّ‌حِيمِ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴿١﴾ وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ﴿٢﴾ وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا ﴿٣﴾ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ﴿٤﴾ وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا ﴿٥﴾ وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا ﴿٦﴾ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴿٧﴾ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴿٨﴾ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ﴿٩﴾ وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ﴿١٠﴾ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا ﴿١١﴾ إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا ﴿١٢﴾ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّـهِ نَاقَةَ اللَّـهِ وَسُقْيَاهَا ﴿١٣﴾ فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا ﴿١٤﴾ وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [الشمس].

    فأما قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴿١﴾ وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ﴿٢﴾ وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا ﴿٣﴾ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ﴿٤﴾}، وهنا يُبيّن الله لكم شرطاً من شروط الساعة الكُبرى وهو أن تدرك الشمس القمر فيتلوها من بعد ميلاده في عُمره الأول سواءً عند ضحى الشمس في أول اليوم فيتلوها والشمس إلى الشرق منه أو عند غروب الشمس فتغرب الشمس وهو يتلوها والشمس إلى الشرق منه، ولذلك يجد علماء الفلك بأنّ الهلال سوف يغرب والشمس إلى الشرق منه برغم أنّهم يعلمون أنّه قد ولد.

    وأقسم بالله لا يستطيع علماء الفلك أن يأتوا بتفسيرٍ علميٍّ كيف يولد الهلال فيغيب قبل غروب الشمس ولم يستطيعوا أن يتوصلوا لتفسير علميّ لذلك، ولكنّهم اكتفوا بقولهم أنّه اختلّ شرط من شروط رؤية الهلال ومن شروطه أن يغرب بعد الشمس! ثكلتكم أمّهاتكم بل اختلّ شرطٌ من شروط النظام الفلكيّ الذي أنتم به موقنون لتصديق شرط من شروط الساعة الكبرى؛ فتدرك الشمس القمر فيتلوها من بعد ميلاده، وحسبي الله على علماء الفلك الذين يعلمون أنّه بحساب توقيت مكة المكرمة سوف يغيب قبل غروب الشمس برغم أنّه قد وُلد، وأقول لهم قاتلكم الله إن لم تعترفوا بالحقّ ومِن متى يغيب الهلال قبل غروب الشمس من بعد ميلاده؟ وأنتم تعلمون بأنّ الهلال منذ أن خلق الله السماوات والأرض يجتمع بالشمس وهو محاق مظلم من الضياء وجه القمر كُليّاً ومن ثم فور ميله عن الشمس يبدأ الثانية الأولى من عُمر الهلال الفلكي مُنفصلاً عن الشمس شرقاً فيتقدّمها ولا ينبغي لها أن تتقدّمه منذ أن خلق الله السماوات والأرض، {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴿٤٠﴾} [يس]، وذلك حتى تعلموا إذا جاءت أشراط الساعة الكبرى نذيراً للبشر فتُدرك الشمس القمر بالفجر فيولد والشمس إلى الشرق منه أو يغرب من بعد ميلاده والشمس إلى الشرق منه؛ بمعنى أنّ حساباتهم تخبرهم بأنّه سوف يغيب قبل غروب الشمس برغم أنّه قد وُلِد، فكيف يكون ذلك يا عُلماء الفلك؟ كيف يولد الهلال ومن ثم يغيب قبل غروب الشمس وأنتم تعلمون أنّه ينفصل عن الشمس شرقاً وليس غرباً! أفلا تعقلون؟

    ويا معشر هيئة كبار عُلماء المملكة العربيّة السعودية، إنّكم تعلمون بأنّ كافة عُلماء الفلك مُتّفقون بأنّ هلال شهر ذي الحجّة لعام 1429 سوف يغيب قبل غروب الشمس وقبل الاقتران وحتى قبل الميلاد، ولذلك يرون أنّه من المستحيل رؤية هلال شهر ذي الحجّة لعام 1429 بعد غروب شمس الخميس، ولذلك لن يراقبوا هلالاً رؤيته مستحيلة، فعليكم يا معشر هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعودية أن تقولوا: "يا معشر كافة عُلماء الفلَك في المملكة العربيّة السعودية، إنّكم تُجادلوننا في كُل مرةٍ من إعلان هلال المُستحيل حسب علمكم الفلكيّ الفيزيائيّ الدقيق، فتنازلوا عن كبركم واحضروا لمجلس القضاء الأعلى لكي تتم مُراقبة هلال المُستحيل سويّاً جنباً إلى جنبٍ؛ عُلماء الفلك وعُلماء الشريعة، حتى تعلموا أنّ مجلس القضاء الأعلى لا يُعلن للناس عن يوم عرفة الذي هو أساس الحجّ إلا بعد التأكّد والتّحرّي الدقيق عن رؤية هلال شهر ذي الحجّة، وذلك حتى تعلموا المقصود والمراد من بيان المدعو ناصر محمد اليماني (أدركت الشمس القمر يا معشر البشر أحد شروط الساعة الكبر وآية التصديق للمهديّ المنتظَر)، لأنّكم أخبرُ بهذا من عُلماء الشريعة، وإنّما يراقبون الهلال ويقولون: "فإن رأيناه أعلنّا غرّة شهر ذي الحجّة، وإن لم نرَه أتممنا، وما يدرينا بما يقوله اليماني في هذا الشأن لأنّه يختصّ بعلمه علماء الفلك لعله يتبيّن لنا سويّا شأن هذا الرجل هل هو المهديّ المنتظَر حتى لا نعرض عن الحقّ من ربّ العالمين".

    والحمدُ لله الذي علّمني ما لم تكونوا تعلمون فيجعل الحجّة لعبده عليكم في هلال ذي الحجّة لعام 1429، وسوف تُعلن المملكة العربيّة السعودية حتماً بلا شكٍّ أو ريبٍ عن ثبوت رؤية هلال ذي الحجّة لعام 1429 بعد غروب شمس يوم الخميس 29 من ذي القعدة ليلة الجمعة المباركة القادمة غُرّة ذي الحجّة الشرعيّة، والحكم لله وهو خير الحاكمين، اللهم قد بلّغت اللهم فاشهد.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد للهِ ربِّ العالمين ..
    كتب الردّ شخصيّاً الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. smiling face

    سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير
    السلام على الامام وعلى الانصار السابقين الاخيار السلام
    واشهد انك ياامامنا ناصر محمد اليمانى المهدى الحاضر فى عصر الحوار المنتظر لعصر الظهور القريب باذنه تعالى
    وعلى الثغور الباسمات بشائر
    وعلى الوجوه المشرقات امانى
    اسماعيل مفتاح معيقل احمد من الانصار السابقين الاخيار الذين لا يخشون فى الله ذا الجلال والاكرام لومة لائم ولا اختفى باسم مستعار ولا اخشى الا الرحمن الرحيم شاء من شاء وابى من ابى النصر لنا النصر لنا النصر لنا

  5. افتراضي

    اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير واشهد ان كل رسل الله ربى رسله وعبيده عليهم الصلاة والسلام والتسليم

  6. rose

    زادك ربنا بسطة بالعلم امامنا ناصر محمد اليمانى ورادنا ربنا انصارك السابقين الاخيار بسطة من العلم الالهى علمه الذى فهمك ففهمناك له الحمد ربنا الكريم لا شريك له

  7. افتراضي

    نصرك الله قريبا

  8. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والسلام على من إتبع الهدى..
    صدقت وبالحق نطقت يا إمامي خليفة الله المهدي ناصر محمد اليماني عليك و آلك افضل الصلاة والسلام يا خير البريه ووفقك الله وإيانا للتنافس على حب الله وقربه ونعيم رضوان نفسه .
    ندعو الله أن يهدي الناس أجمعين إلى ما هدانا إليه.
    اللهم مغفرتك اوسع من ذنوبي ورحمتك ارجى عندي من عملي ورضوانك في نفسك نعيمي يارب العالمين.
    اللهم إنا نعوذ بك أن نرضى حتى ترضى.
    وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين..

  9. افتراضي

    لماذا لاتصلي على اصحاب رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام وعلى اله واصحابه

  10. افتراضي

    اقتباس المشاركة : رمضان فرج
    لماذا لاتصلي على اصحاب رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام وعلى اله واصحابه
    انتهى الاقتباس من رمضان فرج


    اقتباس المشاركة 5105 من موضوع رُدودُ الإمامِ عَلى (أبي فراس الزهراني ) العِلمُ مِن الله هُو الحُجّة والبُرهانُ المُبِيــنُ ..

    - 5 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    16 - ربيعٍ الآخر - 1431 هـ
    01 - 04 - 2010 مـ
    12:20 صباحًا
    (بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)
    _________



    { وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦ } صدق الله العظيم [سورة النجم ]..


    بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين ولا اُفرّق بين أحدٍ من رسله وأنا من المسلمين..

    السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ويا أيّها السائل إني الإمام المهديّ أُصلّي وأسلّم على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وصحابته الأخيار الذين معه قلبًا وقالبًا وأسلّمُ عليهم تسليمًا، وقد أفتاكم الله في صحابته الأخيار وهم الذين آمنوا ونصروا محمدًا رسول الله من قبل الفتح وأشدّوا أزره في زمن العُسرة من قبل التمكين بفتح مكة المبين؛ أولئك أُثني عليهم جميعًا كما أَثنى الله عليهم في محكم كتابه في قول الله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [سورة الفتح].

    ومنهم أبو بكر الصدِّيق بالحقّ من الأنصار السَّابقين الأخيار ومن صحابة محمدٍ رسولِ الله قلبًا وقالبًا، وذكر الله صُحبته في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّـهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّـهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّـهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّـهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّـهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [سورة التوبة].

    ولذلك فإني الإمام المهديّ أُصلّي على أبي بكرٍ وعمرَ وأسلِّم عليهم من ربّهم وأقول فيهم قولًا كريمًا أنهم من الأنصار السَّابقين الأخيار في عصر العُسر من قبل التمكين بالفتح المبين؛ أولئك رضي الله عنهم ورضوا عنه، تصديقًا لقول الله تعالى: {لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [سورة الفتح].

    أليس أبو بكر وعمر قد رضي الله عنهم كونهم من المؤمنين الذين بايعوا الله بالبيعة لرسوله تحت الشّجرة؟ ولذلك فإنهم من المؤمنين المُبشّرين بنعيم رضوان الله عليهم، تصديقًا لقول الله تعالى: {لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} صدق الله العظيم.

    وأما معاوية ابن أبي سفيان وابنه يزيد فقد سبق فيهم الحكم الحقّ في الحديث الحقّ أنهم هُم الفئة الباغية على المُتّقين، ولن تجدني ألعن أحدًا من المسلمين حتى ولو علمتُ أنهم كانوا خاطئين إلّا المنافقين الذين يُظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، وأمّا غير ذلك فالحكم لله الذي يعلم بما في أنفسهم فألتزمُ بقول الله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٤١﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    ويا أيّها النابغة؛ إن كُنت نابغةً حقاً فلْتَسعَ مع الإمام المهديّ لجمع المسلمين ودواء جراحهم وتطهير قلوبهم لوحدة صفّهم حتى تقوى شوكتهم فنجعلهم بإذن الله خير أُمّةٍ أخرجت للناس لا يُفرِّقون دينهم شيعًا وأحزابًا فهذا مُحرّمٌ في كتاب الله في قول الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    فهل تعلم بالبيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ}؟ وهُنّ الآيات المحكمات البيّنات لعالِمكم وجاهلكم، تصديقًا لقول الله تعالى: {إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [سورة النساء]، ألا وإن من الكبائر اختلافكم في الدين الذي يسبِّب تفرُّق المسلمين شيعًا وأحزابًا فيفشلوا فتذهب ريحهم كما هو حالكم فذلك من كبائر ما تنهون عنه، عدم التفرّق في الدين وتدمير وحدة المسلمين، ولذلك وعدكم الله لئن خالفتم أمره بعذابٍ عظيمٍ، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران]، وسبب العذاب أنّهم أعرضوا عن البيّنات من ربّهم في محكم كُتبه تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    ولذلك تجد الإمام المهديّ يدعو علماء المسلمين وأمّتهم إلى الاحتكام إلى آيات الكتاب البيّنات لعالِمكم وجاهلكم. والسؤال الذي يوجِّهه المهديّ المنتظَر إلى كافة علماء المسلمين هو: لماذا لا يجيبون داعي الاحتكام إلى آيات الكتاب البيّنات في محكم القرآن العظيم إن كانوا به مؤمنين، ولا يزالون يتّبعون ملّة فريقٍ من أهل الكتاب من الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم؟ وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران]، وذلك لأنه يوجد فيه الحُكم فيما كانوا فيه يختلفون في دينهم تصديقًا لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ} [سورة المائدة:48].

    {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦﴾} [سورة النمل] صدق الله العظيم.

    ولكنهم أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله، وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا تتبعون ملّتهم فتُعرضون عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله كما أعرضوا؟ فلماذا تنهجون نهجهم وتُعرضون عن آيات الكتاب البيّنات لعالِمكم وجاهلكم؟ فهل ترضون على أنفسكم أن تكونوا من الفاسقين المعرضين عن آيات الكتاب البيّنات لعالمكم وجاهلكم؟ فتذكَّروا قول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة]، وذلك لأنها من آيات أمّ الكتاب البيّنات هُنّ أمّ الكتاب تصديقًا لقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} صدق الله العظيم [سورة آل عمران:7]، ومن آيات الكتاب البيّنات لعالِمكم وجاهلكم قول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنعام]، وقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٥٤﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    ولكن للأسف ستجدون أنفسكم مُعرضين عن آيات الكتاب البيّنات هنّ أمّ الكتاب وتتبعون آياته المتشابهات في الشّفاعة، وليس بيانهنّ كما تزعمون، فكيف! فهنّ آياتٌ مُتشابهاتٌ لهنّ بيانٌ غير ظاهرهنّ المتشابه، ولم يأمركم الله بالاعتصام بظاهرهنّ لأنهنّ من أسرار الكتاب ولا يعلم تأويلهنّ إلّا الله ويُعلِّم بتأويلهنّ الرّاسخين في العلم من الأئمّة المُصطفين إن وُجِدوا فيكم، وإذا لم يوجدوا فلم يأمركم الله باتّباع ظاهرهنّ، بل أمركم باتّباع آيات الكتاب المحكمات البيّنات لعالِمكم وجاهلكم وكلّ ذي لسانٍ عربيٍّ مبينٍ ولكنكم تتبعون ظاهر المتشابه ابتغاء البرهان لأحاديث وروايات الفتنة الموضوعة التي منها ما يأتي يتطابق مع ظاهر المُتشابه ولذلك اتّبعتم ظاهر المُتشابه ابتغاء إثبات رواية الفتنة الموضوعة وأنتم لا تعلمون أنها موضوعة؛ بل تزعمون أن ذلك الحديث أو الرواية إنما هو تأويلٌ لهذه الآية، ولذلك قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    ولربّما يودّ أحد السائلين أن يقاطعني فيقول: "ويا ناصر محمد اليمانيّ، أليس البيان الحقّ يأتي متشابهًا لآيات القرآن تصديقًا لحديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ قال: [ما تشابه مع القرآن فهو مِنِّي]؟"، ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ وأقول: اللهم نعم بشرط أن لا يُخالف الحديثُ لإحدى آيات الكتاب المحكمات البيّنات فلا ينبغي أن يكون تناقضٌ في كلام الله سبحانه وتعالى علواً كبيرًا، وتعالوا لنزيدكم علماً فإنّ الآيات المُتشابهات لهنّ بيانٌ يختلف عن ظاهرهنّ جُملةً وتفصيلًا، ولذلك لا يعلم بتأويلهنّ إلّا الله، ولكن حديث الفتنة يأتي يتشابه مع ظاهرها تمامًا؛ إذًا لماذا يقول الله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ}؟ ويقصد المُتشابه، إذاً لو كان الحديث تأويلاً لتلك الآية لما تشابه مع ظاهرها تمامًا، ولكن يا قوم أفلا تعلمون أن ظاهر المُتشابه تجدونه يختلف مع آيات الكتاب البيّنات المحكمات هنّ أمّ الكتاب وذلك لأن الله وضع فيهنّ أسرارًا في الكتاب يعلمها الرّاسخون في العلم منكم الذين لا يقولون على الله ما لا يعلمون، ولم يجعل الله الحجّة عليكم في الآيات المُتشابهات التي لا يعلم بتأويلهنّ إلّا الله؛ بل أمركم فقط بالإيمان بأنّهنّ كذلك من عند الله وأمركم أن تتبعوا آيات الكتاب المحكمات البيّنات ولا يُعرض عنهنّ فيتّبع ظاهر المُتشابه إلّا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ المحكم والبيّن، ولذلك قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    إذًا الله أمركم باتّباع آيات الكتاب المُحكمات وأمركم بالإيمان بالآيات المُتشابهات التي لا يعلم بتأويلهنّ إلّا الله؛ أفلا تتقون؟ ولكني الإمام المهديّ آتاني الله علم الكتاب محكمه ومُتشابهه ليجعلني شاهداً عليكم بالحقّ إن أعرضتم عن الدعوة إلى محكم كتاب الله، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [سورة الرعد].

    وبما أن الله آتاني علم الكتاب فحتمًا أعلم بمُحكمه، وعلّمني ربّي بمتشابهه الذي لا يعلم بتأويله إلّا الله، ولكن أكثركم يجهلون برغم أني أدعوكم إلى الاحتكام إلى آيات الكتاب المُحكمات هنّ أمّ الكتاب لا يزيغ عمّا جاء فيهنّ إلّا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقِّ، فمن ذا الذي لا يعلم بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٥٤﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    والسؤال للإمام المهديّ: أليس قول الله بمحكمٍ بيِّنٍ ينفي شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود ولذلك قال الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنعام]؟فانظروا لقول الله تعالى: {لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ} صدق الله العظيم، ولكن الذين لا يؤمنون بالله إلّا وهم مشركون سيقولون: "مهلًا مهلًا يا ناصر محمد اليمانيّ؛ إنما نفَى الشّفاعة للكُفّار؛ أمّا المؤمنين فلهم الشفاعة بين يدي ربّهم ولذلك يشفع لهم محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم"، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين ممّن يقولون على الله ما لا يعلمون، وسوف نجد الحُكم بيننا من الله في محكم كتابه في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ} صدق الله العظيم [سورة البقرة:254]، وتجد الخطاب موجَّهًا للمؤمنين وينفي الله الشّفاعة لهم بين يدي ربّهم تصديقًا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ} صدق الله العظيم.

    والسؤال الذي يطرح نفسه: أليست كلمة (لا) هي نافية في قاموس اللغة العربيّة؟ ولذا تقولون (لا إله إلّا الله) وكذلك جاء النفي في قول الله تعالى: {وَلَا شَفَاعَةٌ}، أيْ: ولا شفاعة لوليٍّ أو نبيٍّ بين يدي ربّه يشفع للمؤمنين. وكذلك كلمة (ليسَ) أفلا تعلمون أنها من كلمات النفي المُطلق، ولذلك قال الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} صدق الله العظيم [سورة الشورى:11]، ولذلك قال الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنعام].

    أفلا ترون أن الإمام المهديّ يحاجّكم بآيات الكتاب البيّنات لعالِمكم وجاهلكم هنّ أمّ الكتاب لتصحيح العقيدة الحقّ، فلماذا لا تتبعوا آيات الكتاب البيّنات لعالِمكم وجاهلكم، فهل أنتم فاسقون؟! وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} [سورة البقرة].

    {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٥٧﴾} [سورة الكهف].

    {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} صدق الله العظيم [سورة آل عمران:7].

    وقال الله تعالى: {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴿٤﴾} [سورة السجدة].

    وقال الله تعالى: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّـهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَّا يُؤْخَذْ مِنْهَا ۗ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا ۖ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ﴿٧٠﴾} [سورة الأنعام].

    وقال الله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّـهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿١٨﴾} [سورة يونس].

    وقال الله تعالى: {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴿١٨﴾}
    صدق الله العظيم[سورة غافر].

    ولكن الذي في قلبه زيغٌ عن الحقّ لن يستطيع أن يُنكر محكم ما جاء فيهنّ بل سيعرض عنهنّ وكأنه لا يعلم بهنّ ويجادلني بآيات الكتاب المتشابهات في ذكر الشّفاعة كمثال قول الله تعالى: {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [سورة البقرة:255].

    وقوله تعالى: {مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِن بَعْدِ إِذْنِهِ} [سورة يونس:3].

    وقال الله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَـٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ﴿٢٦﴾ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴿٢٧﴾ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ﴿٢٨﴾} [سورة الأنبياء].

    وقال الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا ﴿١٠٥﴾ فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا ﴿١٠٦﴾ لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا ﴿١٠٧﴾ يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ ۖ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا ﴿١٠٨﴾ يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴿١٠٩﴾} [سورة طه].

    وقال الله تعالى: {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٨٦﴾} [سورة الزخرف].

    وقال الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾}
    صدق الله العظيم [سورة النجم].

    ويا علماء المسلمين وأمّتهم، إنما نتهرَّب من تأويل آيات الكتاب المتشابهات في سرّ الشّفاعة حتى لا يزيدكم الحقّ فتنةً إلى فتنتكم لأن من الناس من لا يزيدهم الحقّ إلّا رجسًا إلى رجسهم، ولكني أعظكم بواحدةٍ لعلّكم تتفكّرون في الاستثناء، وهو قول الله تعالى: {إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ} صدق الله العظيم [سورة النجم:26]، فانظروا لقول الله تعالى: {وَيَرْضَىٰ} صدق الله العظيم، إذًا الشّفاعة ليس كما تزعمون! وإنما يوجد عبدٌ من بين العبيد أذِنَ الله له أن يُخاطب ربّه في هذا الشأن من بين المُتّقين جميعصا، ولن يسأل الله الشّفاعة سبحانه وتعالى علواً كبيرًا؛ بل خاطب ربّه أنه يرفض جنّة النّعيم ويريد تحقيق النّعيم الأكبر منها وهو أن يكون الله راضيصا في نفسه، ولكن الله لن يرضى في نفسه حتى يُدخِل عبادَه في رحمته، ولذلك قال الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [سورة النجم].

    إذًا إن تحقيق الشّفاعة هو أن يرضى الله في نفسه، وكيف يكون راضيًا في نفسه؟ حتى يُدخِل عبادَه في رحمته ومن ثُمّ تأتي الشّفاعة من الله وحده لا شريك له وهُنا المُفاجأة الكُبرى لدى أهل النار، تصديقًا لقول الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سورة سبأ:23].

    قال الله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿٢٣﴾} [سبأ]، فأما البيان لقول الله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} صدق الله العظيم، فلا يَقصد الله أنه أَذِن له أن يشفع لعباده، بل أَذِن له أن يُخاطب ربّه في هذه المسألة لأنه سوف يقول صوابًا، وذلك لأن الله هو أرحم بعباده من عبده فكيف يشفع لهم بين يدي ربّهم؟! ولذلك أَذِن الله له من بين المُتّقين لأنه سوف يقول صوابًا، ولن يتجرّأ للشّفاعة بين يدي ربّه سبحانه وتعالى علوًا كبيرًا، ولذلك لن تجدوا لجميع المُتّقين من الجنّ والإنس وملائكة الرَّحمن المُقرّبين لن تجدوهم يملكون من الله الخطاب في هذه المسألة نظرًا لأنهم جميعًا لا يعلمون باسم الله الأعظم الذي جعله سرًّا في نفسه، ولذلك قال الله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ﴿٣١﴾ حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ﴿٣٢﴾ وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ﴿٣٣﴾ وَكَأْسًا دِهَاقًا ﴿٣٤﴾ لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴿٣٥﴾ جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ﴿٣٦﴾ رَّبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَـٰنِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [سورة النبأ]، فانظروا يا عباد الله إلى محكم كتاب الله الذي يُفتيكم أن المُتّقين من الإنس والجنّ لا يملكون من الرَّحمن خطابًا في مسألة الشّفاعة، وكذلك الملك جبريل وكافة ملائكة الرَّحمن المُقرّبين، تصديقًا لقول الله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ} صدق الله العظيم [سورة النبأ:38]، ومن ثُمّ استثنى عبدًا من عبيد الله، وقال الله تعالى: {إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابًا} صدق الله العظيم [سورة النبأ:38].

    وذلك هو العبد الوحيد الذي يحقّ له أن يخاطب ربّه في هذه المسألة لأن الله يعلم أن عبده سوف يُحاجّ ربّه بالقول الصواب ولن يشفع وما ينبغي له أن يشفع بين يدي من هو أرحم بعباده من عبده سبحانه وتعالى علوًا كبيرًا؛ بل يخاطب ربّه في تحقيق النّعيم الأعظم من نعيم جنّته ويريدُ من ربّه أن يرضى.

    ((((((((((((((( وَيَرْضَىٰ )))))))))))))))

    إذًا الشّفاعة هو أن يرضى الله في نفسه، ولذلك عبده سوف يُخاطب ربّه في تحقيق النّعيم الأعظم من جنّته..
    ((((((((((((((((((((((((( وَيَرْضَىٰ )))))))))))))))))))))))))

    وقال الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [سورة النجم]، وكيف يكون الله راضيًا في نفسه؟ حتى يُدخِل عبادَه الذين أخذوا نصيبهم من العذاب جنّته، فيقول الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم.

    إذًا الشّفاعة هي لله وحده لا شريك له ولن تتحقّق حتى يرضى، فإذا رضي في نفسه تحقّقت لعباده برحمته فتشفع لهم رحمته من غضبه تصديقًا لقول الله تعالى: {قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴿٤٥﴾ قُلِ اللَّـهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الزمر].

    فمن ذا الذي هو أرحم بكم من الله أرحم الراحمين؟ ويا قوم أفلا تعلمون أنه يتحسّر على عباده الذين ظلموا أنفسهم برغم أنه لم يظلمهم شيئًا ولا نزال نُذكِّركم بتحسّر الله على عباده، فيقول الله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} [سورة يس:30]، وأمّا الذين ظلموا أنفسهم فيقول كلٌّ منهم: {يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} صدق الله العظيم [سورة الزمر:56].

    فهل تجتمع الحسرة والغضب؟ بمعنى: فهل يمكن أن يغضب الله على قومٍ وفي نفس الوقت يتحسّر عليهم؟ والجواب: كلّا إنما الحسرة تحدث في نفس الربّ من بعد أن يتحسّر عبادُه على أنفسهم فيقول الظالم لنفسه: {يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} صدق الله العظيم، وإنما الحسرة تحدث في نفس الربّ من بعد أن يُهلكهم الله بسبب دُعاء أنبيائهم عليهم فيصدقهم الله ما وعدهم فيدمّر عدوهم تدميرًا ولكن عباده لم يَهِنوا عليه ولو لم يظلمهم شيئًا، وذلك بسبب صفته التي جعلها في نفسه وهي (الرَّحمة) وليس كرحمة الأمّ بولدها العاصي لو نظرتْ إليه يصرخ في نار جهنّم بل أشدّ وأعظم تكون حسرته على عباده الذين ظلموا أنفسهم وذلك لأن الله هو أرحم الراحمين، فبعد أن يُدمِّر عباده المُكذِّبين برسل ربّهم ورفضوا أن يجيبوا دعوة الله ليغفر لهم. وقال الله تعالى: {وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴿٩﴾ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّـهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ} صدق الله العظيم [سورة إبراهيم:9-10]، حتى إذا اعتقد المرسلون أن قومهم قد كذَّبوهم فاستيئسوا من هداهم ومن ثُمّ يقولون: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} صدق الله العظيم [سورة الأعراف:89]، ومن ثمّ يأتيهم نصر الله ولن يخلف الله وعده رسله وأولياءه فينصرهم على عدوّهم فيصبحوا ظاهرين فيورثهم الأرض من بعدهم. وقال الله تعالى: {وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ﴿١٠٥﴾ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾ أَفَأَمِنُوا أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّـهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿١٠٧﴾ قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ ۗ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٠٩﴾ حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴿١١٠﴾ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿١١١﴾} صدق الله العظيم [سورة يوسف]، وقال الله تعالى: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [سورة الكهف:49]. {وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} صدق الله العظيم [سورة الأعراف:160].

    ولكن يا أحباب الله؛ يا معشر الآباء والأمهات؛ فتصوَّروا لو أنّ أحد أبنائِكم عصاكم طيلة حياته لم يُطِع لكم أمرًا ومن بعد موته اطّلعتم عليه فإذا هو يصرخ من شدّة عذاب الحريق في نار جهنّم، فتصوَّروا الآن كم سوف تكون عظيم حسرتكم على أولادكم، فما بالكم بحسرة ربّهم الذي هو الله أرحم الراحمين؟ أم إنكم لم تجدوا في محكم كتابه أنه يتحسّر على عباده؟ وقال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [سورة يس]، وأما الظالمون لأنفسهم فيقول كل منهم: {يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} صدق الله العظيم [سورة الزمر:56]، وأما آخرون: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ} صدق الله العظيم [سورة آل عمران:170].

    وأما القوم الذين قال الله عنهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} صدق الله العظيم [المائدة:54]، فكيف يرضون بجنّة النعيم وقد علّمهم إمامهم أن من يُحبّونه يَتحسّر في نفسه على عباده الذين ظلموا أنفسهم! ولذلك فهم يريدون تحقيق النّعيم الأعظم من جنّته وكل عباد الله الصالحين يُحبّون ربّهم لأنه أحسن إليهم فأنقذهم من ناره وأدخلهم جنّته، ولكن القوم الذي وعد الله بهم في محكم كتابه تنزَّه حُبُّهم لربّهم عن المادة، ولذلك لم تجدوا الله ذكر ناره أو ذكر جنّته؛ بل قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [سورة المائدة].

    وهنا يستوقف أولو الألباب التفكير فيقول: "إذا كنتُ حقًّا أحبُّ الله بالحبّ الأعظم من النّعيم والحور العين فما الفائدة من الاستمتاع بنعيم الجنّة وحورها وقد علَّمنا الإمامُ المهديّ أن حبيبنا الأعظم مُتحسّرٌ وحزينٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟"، أولئك لن يُرضيَهم الله بالنّعيم والحور العين بل ينضمُّوا إلى جانب الإمام المهديّ فيناضلوا في تحقيق النّعيم الأعظم حتى يذهب التحسُّر من نفسه على عباده
    ((((((((((((((( وَيَرْضَىٰ )))))))))))))))

    فذلك هو أملُهم ومنتهى غايتهم وكُلّ أمنيتهم وجميع هدفهم، فهل تدرون لماذا؟ لأنهم قوم
    {{{{ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ }}}}

    فمن كان منهم فوالله لا يجد إلّا أن يتّبع الإمام المهديّ فيُحرِّم على نفسه جنّة ربّه ويقول: وكيف أرضى بجنّة النّعيم وحورها وقصورها وأحبّ شيءٍ إلى نفسي يقول:
    {{{{ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ }}}}؟

    فلا نزال نذكركم بتحسُّر الله في نفسه حتى لا تدْعوا على عباده فتصبروا على عباده حتى يهديهم، وأقصد الصبر على الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدُنيا ويحسبون أنهم مهتدون، وذلك لأنهم لم يُبصروا بعدُ ما أبصرتموه يا معشر الأنصار فصبرٌ جميلٌ عسى الله أن يهديهم برحمته التي كتب على نفسه وسِع ربنا كلَّ شيءٍ رحمةً وعلمًا.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
    _________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..




    اقتباس المشاركة 47796 من موضوع ردّ الإمام على ضياء في بيان "الوسيلة" وبيان معنى التنافس على حبّ الله ..


    - 3 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    28 - 10 - 1432 هــ
    27 - 09 - 2011 مــ
    06:46 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركــــــــة الأصليّة للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=20797
    ــــــــــــــــــ



    الإمام المهديّ المنتظَر ينفي عقيدة شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمدٍ رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله الواحد القهار إلى اليوم الآخر، أمّا بعد..

    يا أيها الضيف المدعو ضياء، إني أراك تفتي بشفاعة العبد للعبيد بين يدي الربّ المعبود! ولكن الله سبحانه يقول إنه لا يعلم بشفاعة عبد للعبيد في أهل السموات والأرض ولسوف نردّ عليك وعلى الذين يعتقدون بشفاعة العبيد من الله مباشرةً:
    {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَضُرُّ‌هُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّـهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْ‌ضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِ‌كُونَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وسبق من الإمام المهديّ بيانٌ أثبتنا النفي المطلق لشفاعة العبيد للعبيد بين يدي الربّ المعبود نقوم بنسخه لضياء والذين أشركوا بسبب عقيدة الشفاعة للعبيد بين يدي الربّ المعبود ، وإليك مزيداً من البرهان لتأكيد نفي شفاعة العبيد للعبيد بين يدي الربّ المعبود ومن المفروض أن يكفيكم الرد من الله على أصحاب عقيدة الشفاعة للعبيد بين يدي الربّ المعبود بقول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّـهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْ‌ضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِ‌كُونَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [يونس].


    ولكن نزيدكم بهذا البيان تفصيلاً كتبناه من قبل كما يلي:



    الإمام ناصر محمد اليماني
    16 - 04 - 1431 هـ
    01 - 04 - 2010 مـ
    12:20 صباحاً
    _________



    { وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾ } صدق الله العظيم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين ولا اُفرّق بين أحدٍ من رسله وأنا من المسلمين..
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ ويا أيّها السائل إني الإمام المهديّ أُصلّي وأسلّم على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وصحابته الأخيار الذين معه قلباً وقالباً وأسلّمُ عليهم تسليماً، وقد أفتاكم الله في صحابته الأخيار وهم الذين آمنوا ونصروا محمداً رسول الله من قبل الفتح وأشدّوا أزره في زمن العُسرة من قبل التمكين بفتح مكة المبين؛ أولئك أُثني عليهم جميعاً كما أَثنى الله عليهم في محكم كتابه في قول الله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [الفتح].

    ومنهم أبو بكر الصدِّيق بالحقّ من الأنصار السابقين الأخيار ومن صحابة محمدٍ رسولِ الله قلباً وقالباً، وذكر الله صُحبته في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّـهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّـهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّـهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّـهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّـهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    ولذلك فإني الإمام المهديّ أُصلّي على أبي بكرٍ وعمرَ وأسلِّم عليهم من ربّهم وأقول فيهم قولاً كريماً أنهم من الأنصار السابقين الأخيار في عصر العسر من قبل التمكين بالفتح المبين؛ أولئك رضي الله عنهم ورضوا عنه، تصديقاً لقول الله تعالى: {لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الفتح].

    أليس أبو بكر وعمر قد رضي الله عنهم كونهم من المؤمنين الذين بايعوا الله بالبيعة لرسوله تحت الشّجرة؟ ولذلك فإنهم من المؤمنين المُبشّرين بنعيم رضوان الله عليهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} صدق الله العظيم.

    وأما معاوية ابن أبي سفيان وابنه يزيد فقد سبق فيهم الحكم الحقّ في الحديث الحقّ أنهم هُم الفئة الباغية على المُتّقين، ولن تجدني ألعن أحداً من المسلمين حتى ولو علمتُ أنهم كانوا خاطئين إلّا المنافقين الذين يُظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، وأمّا غير ذلك فالحكم لله الذي يعلم بما في أنفسهم فألتزمُ بقول الله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٤١﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ويا أيّها النابغة؛ إن كُنت نابغةً حقاً فلْتَسعَ مع الإمام المهديّ لجمع المسلمين ودواء جراحهم وتطهير قلوبهم لوحدة صفّهم حتى تقوى شوكتهم فنجعلهم بإذن الله خير أُمّةٍ أخرجت للناس لا يُفرِّقون دينهم شيعاً وأحزاباً فهذا مُحرّمٌ في كتاب الله في قول الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    فهل تعلم بالبيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ}؟ وهُنّ الآيات المحكمات البيّنات لعالِمكم وجاهلكم، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ألا وإن من الكبائر اختلافكم في الدين الذي يسبِّب تفرُّق المسلمين شيعاً وأحزاباً فيفشلوا فتذهب ريحهم كما هو حالكم فذلك من كبائر ما تنهون عنه، عدم التفرّق في الدين وتدمير وحدة المسلمين، ولذلك وعدكم الله لئن خالفتم أمره بعذابٍ عظيمٍ، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وسبب العذاب أنّهم أعرضوا عن البيّنات من ربّهم في محكم كُتبه تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولذلك تجد الإمام المهديّ يدعو علماء المسلمين وأمّتهم إلى الاحتكام إلى آيات الكتاب البيّنات لعالِمكم وجاهلكم، والسؤال الذي يوجِّهه المهديّ المنتظَر إلى كافة علماء المسلمين هو: لماذا لا يجيبون داعي الاحتكام إلى آيات الكتاب البيّنات في محكم القرآن العظيم إن كانوا به مؤمنين، ولا يزالون يتّبعون ملّة فريقٍ من أهل الكتاب من الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم؟ وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وذلك لأنه يوجد فيه الحُكم فيما كانوا فيه يختلفون في دينهم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ} [المائدة:48].

    {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦﴾} [النمل] صدق الله العظيم.

    ولكنهم أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا تتبعون ملّتهم فتُعرضون عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله كما أعرضوا؟ فلماذا تنهجون نهجهم وتُعرضون عن آيات الكتاب البيّنات لعالِمكم وجاهلكم؟ فهل ترضون على أنفسكم أن تكونوا من الفاسقين المعرضين عن آيات الكتاب البيّنات لعالمكم وجاهلكم؟ فتذكَّروا قول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وذلك لأنها من آيات أمّ الكتاب البيّنات هُنّ أمّ الكتاب تصديقاً لقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

    ومن آيات الكتاب البيّنات لعالِمكم وجاهلكم قول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٥٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولكن للأسف ستجدون أنفسكم معرضين عن آيات الكتاب البيّنات هنّ أمّ الكتاب وتتبعون آياته المتشابهات في الشّفاعة، وليس بيانهنّ كما تزعمون، فكيف! فهنّ آياتٌ مُتشابهاتٌ لهنّ بيانٌ غير ظاهرهنّ المتشابه، ولم يأمركم الله بالاعتصام بظاهرهنّ لأنهنّ من أسرار الكتاب ولا يعلم تأويلهنّ إلّا الله ويُعلِّم بتأويلهنّ الرّاسخين في العلم من الأئمّة المُصطفين إن وُجِدوا فيكم، وإذا لم يوجدوا فلم يأمركم الله باتّباع ظاهرهنّ، بل أمركم باتّباع آيات الكتاب المحكمات البيّنات لعالِمكم وجاهلكم وكلّ ذي لسانٍ عربيٍّ مبينٍ ولكنكم تتبعون ظاهر المتشابه ابتغاء البرهان لأحاديث وروايات الفتنة الموضوعة التي منها ما يأتي يتطابق مع ظاهر المُتشابه ولذلك اتّبعتم ظاهر المُتشابه ابتغاء إثبات رواية الفتنة الموضوعة وأنتم لا تعلمون أنها موضوعة؛ بل تزعمون أن ذلك الحديث أو الرواية إنما هو تأويلٌ لهذه الآية، ولذلك قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولربّما يودّ أحد السائلين أن يقاطعني فيقول: "ويا ناصر محمد اليمانيّ، أليس البيان الحقّ يأتي متشابهاً لآيات القرآن تصديقاً لحديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ قال: [ما تشابه مع القرآن فهو مِنِّي]؟"، ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ وأقول: اللهم نعم بشرط أن لا يُخالف الحديثُ لإحدى آيات الكتاب المحكمات البيّنات فلا ينبغي أن يكون تناقضٌ في كلام الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً، وتعالوا لنزيدكم علماً فإنّ الآيات المُتشابهات لهنّ بيانٌ يختلف عن ظاهرهنّ جُملةً وتفصيلاً، ولذلك لا يعلم بتأويلهنّ إلّا الله، ولكن حديث الفتنة يأتي يتشابه مع ظاهرها تماماً؛ إذاً لماذا يقول الله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ}؟ ويقصد المُتشابه، إذاً لو كان الحديث تأويلاً لتلك الآية لما تشابه مع ظاهرها تماماً، ولكن يا قوم أفلا تعلمون أن ظاهر المُتشابه تجدونه يختلف مع آيات الكتاب البيّنات المحكمات هنّ أمّ الكتاب وذلك لأن الله وضع فيهنّ أسراراً في الكتاب يعلمها الرّاسخون في العلم منكم الذين لا يقولون على الله ما لا يعلمون، ولم يجعل الله الحجّة عليكم في الآيات المُتشابهات التي لا يعلم بتأويلهنّ إلّا الله؛ بل أمركم فقط بالإيمان بأنّهنّ كذلك من عند الله وأمركم أن تتبعوا آيات الكتاب المحكمات البيّنات ولا يُعرض عنهنّ فيتّبع ظاهر المُتشابه إلّا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ المحكم والبيّن، ولذلك قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
    إذاً الله أمركم باتّباع آيات الكتاب المحكمات وأمركم بالإيمان بالآيات المُتشابهات التي لا يعلم بتأويلهنّ إلّا الله؛ أفلا تتقون؟ ولكني الإمام المهديّ آتاني الله علم الكتاب محكمه ومُتشابهه ليجعلني شاهداً عليكم بالحقّ إن أعرضتم عن الدعوة إلى محكم كتاب الله، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

    وبما أن الله آتاني علم الكتاب فحتماً أعلم بمحكمه، وعلّمني ربّي بمتشابهه الذي لا يعلم بتأويله إلّا الله، ولكن أكثركم يجهلون برغم أني أدعوكم إلى الاحتكام إلى آيات الكتاب المحكمات هنّ أمّ الكتاب لا يزيغ عمّا جاء فيهنّ إلّا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقِّ، فمن ذا الذي لا يعلم بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٥٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    والسؤال للإمام المهديّ: أليس قول الله بمحكمٍ بيِّنٍ ينفي شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود ولذلك قال الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]؟

    فانظروا لقول الله تعالى: {لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ} صدق الله العظيم، ولكن الذين لا يؤمنون بالله إلّا وهم مشركون سيقولون: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليمانيّ؛ إنما نفَى الشّفاعة للكُفّار؛ أمّا المؤمنين فلهم الشفاعة بين يدي ربّهم ولذلك يشفع لهم محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم"، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين ممّن يقولون على الله ما لا يعلمون، وسوف نجد الحُكم بيننا من الله في محكم كتابه في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ} صدق الله العظيم [البقرة:254].

    وتجد الخطاب موجَّهاً للمؤمنين وينفي الله الشّفاعة لهم بين يدي ربّهم تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ} صدق الله العظيم.

    والسؤال الذي يطرح نفسه: أليست كلمة (لا) هي نافية في قاموس اللغة العربيّة؟ ولذا تقولون (لا إله إلّا الله) وكذلك جاء النفي في قول الله تعالى: {وَلَا شَفَاعَةٌ}، أيْ: ولا شفاعة لوليٍّ أو نبيٍّ بين يدي ربّه يشفع للمؤمنين. وكذلك كلمة (ليسَ) أفلا تعلمون أنها من كلمات النفي المُطلق، ولذلك قال الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} صدق الله العظيم [الشورى:11].

    ولذلك قال الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    أفلا ترون أن الإمام المهديّ يحاجّكم بآيات الكتاب البيّنات لعالِمكم وجاهلكم هنّ أمّ الكتاب لتصحيح العقيدة الحقّ، فلماذا لا تتبعوا آيات الكتاب البيّنات لعالِمكم وجاهلكم، فهل أنتم فاسقون؟ وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} [البقرة].

    {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٥٧﴾} [الكهف].

    {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

    وقال الله تعالى: {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴿٤﴾} [السجدة].

    وقال الله تعالى: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّـهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَّا يُؤْخَذْ مِنْهَا ۗ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا ۖ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ﴿٧٠﴾} [الأنعام].

    وقال الله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّـهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿١٨﴾} [يونس].

    وقال الله تعالى: {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴿١٨﴾} [غافر].
    صدق الله العظيم

    ولكن الذي في قلبه زيغٌ عن الحقّ لن يستطيع أن يُنكر محكم ما جاء فيهنّ بل سيعرض عنهنّ وكأنه لا يعلم بهنّ ويجادلني بآيات الكتاب المتشابهات في ذكر الشّفاعة كمثال قول الله تعالى: {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة:255].

    وقوله تعالى: {مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِن بَعْدِ إِذْنِهِ} [يونس:3].

    وقال الله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَـٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ﴿٢٦﴾ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴿٢٧﴾ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ﴿٢٨﴾} [الأنبياء].

    وقال الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا ﴿١٠٥﴾ فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا ﴿١٠٦﴾ لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا ﴿١٠٧﴾ يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ ۖ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا ﴿١٠٨﴾ يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴿١٠٩﴾} [طه].

    وقال الله تعالى: {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٨٦﴾} [الزخرف].

    وقال الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾} [النجم].
    صدق الله العظيم

    ويا علماء المسلمين وأمّتهم، إنما نتهرَّب من تأويل آيات الكتاب المتشابهات في سرّ الشّفاعة حتى لا يزيدكم الحقّ فتنةً إلى فتنتكم لأن من الناس من لا يزيدهم الحقّ إلّا رجساً إلى رجسهم، ولكني أعظكم بواحدةٍ لعلّكم تتفكّرون في الاستثناء، وهو قول الله تعالى: {إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ} صدق الله العظيم [النجم:26].

    فانظروا لقول الله تعالى: {وَيَرْضَىٰ} صدق الله العظيم، إذاً الشّفاعة ليس كما تزعمون! وإنما يوجد عبدٌ من بين العبيد أذِنَ الله له أن يُخاطب ربّه في هذا الشأن من بين المُتّقين جميعاً، ولن يسأل الله الشّفاعة سبحانه وتعالى علواً كبيراً؛ بل خاطب ربّه أنه يرفض جنّة النّعيم ويريد تحقيق النّعيم الأكبر منها وهو أن يكون الله راضياً في نفسه، ولكن الله لن يرضى في نفسه حتى يُدخِل عبادَه في رحمته، ولذلك قال الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    إذاً إن تحقيق الشّفاعة هو أن يرضى الله في نفسه، وكيف يكون راضياً في نفسه؟ حتى يُدخِل عبادَه في رحمته ومن ثُمّ تأتي الشّفاعة من الله وحده لا شريك له وهُنا المُفاجأة الكُبرى لدى أهل النار تصديقاً لقول الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سبأ:23].

    قال الله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿٢٣﴾} [سبأ].

    فأما البيان لقول الله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} صدق الله العظيم، فلا يَقصد الله أنه أَذِن له أن يشفع لعباده، بل أَذِن له أن يُخاطب ربّه في هذه المسألة لأنه سوف يقول صواباً، وذلك لأن الله هو أرحم بعباده من عبده فكيف يشفع لهم بين يدي ربّهم؟! ولذلك أَذِن الله له من بين المُتّقين لأنه سوف يقول صواباً، ولن يتجرّأ للشّفاعة بين يدي ربّه سبحانه وتعالى علواً كبيراً، ولذلك لن تجدوا لجميع المُتّقين من الجنّ والإنس وملائكة الرحمن المُقرّبين لن تجدوهم يملكون من الله الخطاب في هذه المسألة نظراً لأنهم جميعاً لا يعلمون باسم الله الأعظم الذي جعله سرّاً في نفسه. ولذلك قال الله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ﴿٣١﴾ حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ﴿٣٢﴾ وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ﴿٣٣﴾ وَكَأْسًا دِهَاقًا ﴿٣٤﴾ لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴿٣٥﴾ جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ﴿٣٦﴾ رَّبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَـٰنِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [النبأ].

    فانظروا يا عباد الله إلى محكم كتاب الله الذي يُفتيكم أن المُتّقين من الإنس والجنّ لا يملكون من الرحمن خطاباً في مسألة الشّفاعة، وكذلك الملك جبريل وكافة ملائكة الرحمن المُقرّبين. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ} صدق الله العظيم [النبأ:38].

    ومن ثُمّ استثنى عبداً من عبيد الله، وقال الله تعالى: {إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابًا} صدق الله العظيم [النبأ:38].

    وذلك هو العبد الوحيد الذي يحقّ له أن يخاطب ربّه في هذه المسألة لأن الله يعلم أن عبده سوف يُحاجّ ربّه بالقول الصواب ولن يشفع وما ينبغي له أن يشفع بين يدي من هو أرحم بعباده من عبده سبحانه وتعالى علواً كبيراً؛ بل يخاطب ربّه في تحقيق النّعيم الأعظم من نعيم جنّته ويريدُ من ربّه أن يرضى.

    ((((((((((((((( وَيَرْضَىٰ )))))))))))))))

    إذاً الشّفاعة هو أن يرضى الله في نفسه، ولذلك عبده سوف يُخاطب ربّه في تحقيق النّعيم الأعظم من جنّته..
    ((((((((((((((((((((((((( وَيَرْضَىٰ )))))))))))))))))))))))))

    وقال الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    وكيف يكون الله راضياً في نفسه؟ حتى يُدخِل عبادَه الذين أخذوا نصيبهم من العذاب جنّته، فيقول الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم.

    إذاً الشّفاعة هي لله وحده لا شريك له ولن تتحقّق حتى يرضى، فإذا رضي في نفسه تحقّقت لعباده برحمته فتشفع لهم رحمته من غضبه تصديقاً لقول الله تعالى: {قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴿٤٥﴾ قُلِ اللَّـهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    فمن ذا الذي هو أرحم بكم من الله أرحم الراحمين؟ ويا قوم أفلا تعلمون أنه يتحسّر على عباده الذين ظلموا أنفسهم برغم أنه لم يظلمهم شيئاً ولا نزال نُذكِّركم بتحسّر الله على عباده، فيقول الله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} [يس:30].

    وأمّا الذين ظلموا أنفسهم فيقول كلٌّ منهم: {يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} صدق الله العظيم [الزمر:56].

    فهل تجتمع الحسرة والغضب؟ بمعنى: فهل يمكن أن يغضب الله على قومٍ وفي نفس الوقت يتحسّر عليهم؟ والجواب: كلّا إنما الحسرة تحدث في نفس الربّ من بعد أن يتحسّر عبادُه على أنفسهم فيقول الظالم لنفسه: {يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} صدق الله العظيم.

    وإنما الحسرة تحدث في نفس الربّ من بعد أن يُهلكهم الله بسبب دُعاء أنبيائهم عليهم فيصدقهم الله ما وعدهم فيدمّر عدوهم تدميراً ولكن عباده لم يَهِنوا عليه ولو لم يظلمهم شيئاً، وذلك بسبب صفته التي جعلها في نفسه وهي (الرحمة) وليس كرحمة الأمّ بولدها العاصي لو نظرتْ إليه يصرخ في نار جهنّم بل أشدّ وأعظم تكون حسرته على عباده الذين ظلموا أنفسهم وذلك لأن الله هو أرحم الراحمين، فبعد أن يُدمِّر عباده المُكذِّبين برسل ربّهم ورفضوا أن يجيبوا دعوة الله ليغفر لهم. وقال الله تعالى: {وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴿٩﴾ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّـهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ} صدق الله العظيم [إبراهيم:9-10].

    حتى إذا اعتقد المرسلون أن قومهم قد كذَّبوهم فاستيئسوا من هداهم ومن ثُمّ يقولون: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:89].

    ومن ثمّ يأتيهم نصر الله ولن يخلف الله وعده رسله وأولياءه فينصرهم على عدوّهم فيصبحوا ظاهرين فيورثهم الأرض من بعدهم. وقال الله تعالى: {وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ﴿١٠٥﴾ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾ أَفَأَمِنُوا أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّـهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿١٠٧﴾ قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ ۗ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٠٩﴾ حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴿١١٠﴾ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿١١١﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    وقال الله تعالى: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف:49].

    {وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:160].

    ولكن يا أحباب الله؛ يا معشر الآباء والأمهات؛ فتصوَّروا لو أنّ أحد أبنائِكم عصاكم طيلة حياته لم يُطِع لكم أمراً ومن بعد موته اطّلعتم عليه فإذا هو يصرخ من شدّة عذاب الحريق في نار جهنّم، فتصوَّروا الآن كم سوف تكون عظيم حسرتكم على أولادكم، فما بالكم بحسرة ربّهم الذي هو الله أرحم الراحمين؟ أم إنكم لم تجدوا في محكم كتابه أنه يتحسّر على عباده؟ وقال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يس].

    وأما الظالمون لأنفسهم فيقول كل منهم: {يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} صدق الله العظيم [الزمر:56].

    وأما آخرون: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ} صدق الله العظيم [آل عمران:170].

    وأما القوم الذين قال الله عنهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} صدق الله العظيم [المائدة:54].

    فكيف يرضون بجنّة النعيم وقد علّمهم إمامهم أن من يُحبّونه يَتحسّر في نفسه على عباده الذين ظلموا أنفسهم! ولذلك فهم يريدون تحقيق النّعيم الأعظم من جنّته وكل عباد الله الصالحين يُحبّون ربّهم لأنه أحسن إليهم فأنقذهم من ناره وأدخلهم جنّته، ولكن القوم الذي وعد الله بهم في محكم كتابه تنزَّه حُبُّهم لربّهم عن المادة، ولذلك لم تجدوا الله ذكر ناره أو ذكر جنّته؛ بل قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    وهنا يستوقف أولو الألباب التفكير فيقول: "إذا كنتُ حقاً أحبُّ الله بالحبّ الأعظم من النّعيم والحور العين فما الفائدة من الاستمتاع بنعيم الجنّة وحورها وقد علَّمنا الإمامُ المهديّ أن حبيبنا الأعظم مُتحسّرٌ وحزينٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟"، أولئك لن يُرضيَهم الله بالنّعيم والحور العين بل ينضمُّوا إلى جانب الإمام المهديّ فيناضلوا في تحقيق النّعيم الأعظم حتى يذهب التحسُّر من نفسه على عباده
    ((((((((((((((( وَيَرْضَىٰ )))))))))))))))

    فذلك هو أملُهم ومنتهى غايتهم وكُلّ أمنيتهم وجميع هدفهم، فهل تدرون لماذا؟ لأنهم قوم
    {{{{ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ }}}}

    فمن كان منهم فوالله لا يجد إلّا أن يتّبع الإمام المهديّ فيُحرِّم على نفسه جنّة ربّه ويقول: وكيف أرضى بجنّة النّعيم وحورها وقصورها وأحبّ شيءٍ إلى نفسي يقول:
    {{{{ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ }}}}؟

    فلا نزال نذكركم بتحسُّر الله في نفسه حتى لا تدْعوا على عباده فتصبروا على عباده حتى يهديهم، وأقصد الصبر على الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدُنيا ويحسبون أنهم مهتدون، وذلك لأنهم لم يُبصروا بعدُ ما أبصرتموه يا معشر الأنصار فصبرٌ جميلٌ عسى الله أن يهديهم برحمته التي كتب على نفسه وسِع ربنا كلَّ شيءٍ رحمةً وعلماً.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
المواضيع المتشابهه
  1. هذه فتوى الامام ناصر محمد اليمانى المهدى المنتظر وعقيدته
    بواسطة بيان في المنتدى بيان المهدي الخبير بالرحمن إلى كافة الإنس والجان
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-11-2012, 03:00 PM
  2. بداية الخلافة للامام المهدى ناصر محمد اليمانى حفظة الله
    بواسطة عبد النعيم الاعظم2 في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 12-03-2011, 11:09 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •