الموضوع: الهجرة المسماة بالغير الشرعية

النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. افتراضي الهجرة المسماة بالغير الشرعية

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، ما هي فتوى الإمام في ما يخص الهجرة من بلد إلي بلد آخر بطريقة غير قانونية سوى كانت عن طريق البحر أو البر .
    ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) النحل
    (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)

    [اللهم لا تجعلني من القوم الضالين أو المنافقين، اللهم اجعلني من القوم الذين هديتهم إلى صراطك المستقيم، اللهم إجعلني عندك من القوم الذبن تحبهم ويحبونك اللهم آمبن،الحمد لله الذي هدانا لهذا ولولاه لما إهتدبنا لولا أن هدانا الله ]

  2. افتراضي


    اقتباس المشاركة 4166 من موضوع الهجرة تكون إلى نبيٍّ أو إلى إمامٍ للأمّة لنُصرة دين الله بأموالهم وأنفسهم ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    02 - ربيع الثاني - 1431 هـ
    18 - 03 - 2010 مـ
    01:31 صباحًا
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ____________


    الهجرة تكون إلى نبيٍّ أو إلى إمامٍ للأمّة لنُصرة دين الله بأموالهم وأنفسهم ..


    بسمِ اللهِ الرَحمنِ الرحِيم، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرسَلين وَالْحَمدُ لِله رَبِ العالَمين..
    أخي السائل، إنّما الهجرة تكون إلى نبيٍّ أو إلى إمامٍ للأمّة لنُصرة دين الله بأموالهم وأنفسهم، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَـٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُم مِّن وَلَايَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا} صدق الله العظيم [الأنفال:72].

    ولم يتمّ إغلاق الهجرة إلى الله ورسوله من بعد فتح مكّة بل استمرّ بابها مفتوحًا للجهاد في سبيل الله، وإنّما الهجرة إلى الله لنُصرة رسوله وإعلاء كلمة الله، فإذا دعا محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى الجهاد في سبيل الله فوجب على المؤمنين بالله القادرين أن يُهاجروا إلى محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أينما يكون للانضمام إلى جيش نبيّه صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولقد دعا محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - المؤمنين إلى الهجرة إليه لقتال قومٍ أولي بأسٍ شديدٍ من بعد فتح مكة، تصديقًا لقول الله تعالى: {قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَىٰ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ ۖ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّـهُ أَجْرًا حَسَنًا ۖ وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الفتح].

    وهذه الدعوة جاءت من بعد فتح مكة لهجرة المؤمنين بالله إلى رسوله لنُصرته على قومٍ قد أغضبهم فتح مكّة ونصر المسلمين ومنهم هوازن وغطفان الّذين قرّروا التّجهيز لقتال المسلمين قبل أن يستفحل أمرهم أكثر فأكثر من بعد فتح مكة، وعلم محمدٌ رسول الله بمكر أعداء الله ورسوله من الأعراب من قبائل هوازنٍ وغطفان ومن تَبعهم من قبائل الأعراب لقتال المسلمين وقرّروا غزو المسلمين من قبل أن يغزوهم المسلمون ولو لم يفعلوا لَما غزاهم المسلمون ولكنّ محمدًا رسولَ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - قرّر أن يلاقيهم من قبل أن يأتوا لغزو المسلمين إلى ديارهم تنفيذًا لأمر الله في مُحكَم كتابه:
    {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴿٥٨وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا ۚ إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ ﴿٥٩وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّـهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّـهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴿٦٠ وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٦١} صدق الله العظيم [الأنفال].

    ولا بد أن نُبيِّن قول الله تعالى:
    {تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ} صدق الله العظيم، وذلك لأنّه لا إكراه في الدّين فما يقصد الله بقوله الحق: {تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ}؟ وذلك لأنّ الله أمَر المسلمين إذا جنحوا للسّلم فاجنح لها ونهاهم الله عن قتالهم لأنّه قد يُنزل الله في قلوبهم الرّعبَ فيسلمون خشيةً من لقاء المسلمين وهم بدأوهم، ولكن حين التّرائِي يُلقي الله في قلوب الّذين كفروا الرّعبَ لعلّهم يسلمون، ولذلك قال الله تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴿٥٨وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا ۚ إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ ﴿٥٩وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّـهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّـهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴿٦٠ وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٦١}صدق الله العظيم.

    وذلك هو البيان لقول الله تعالى:
    {تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ} صدق الله العظيم، بمعنى: {وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٦١}صدق الله العظيم [الأنفال].

    ونهاهم الله أن يقول المؤمنون للكافرين الذين جنحوا للسّلم إنّما تظاهروا بالإسلام خوفًا من بطشنا ولذلك أمرهم الله أن لا يقولوا ذلك، وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّـهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّـهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴿٩٤} صدق الله العظيم [النساء].

    وما نريد أن نتوصّل إليه هو بيان الدعوة إلى الهجرة إلى الله ورسوله للقتال في سبيله ضدّ الذين يريدون قتال المسلمين، ولم يأمر الله نبيّه بقتال الكفار الذين لم يريدوا قتال المؤمنين، وقال الله تعالى:
    {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴿١٩٠وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚوَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ۖ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ۗ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ﴿١٩١فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿١٩٢وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّـهِ ۖ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿١٩٣} صدق الله العظيم [البقرة].

    إذًا لم يأمر الله المسلمين إلا بقتال الذين يريدون قتالهم وفتنتهم عن دينهم الحق، ألا وإنّ فتنة المؤمن عن دينه لَهي أشدُّ إثمًا عند الله من القتل، وقبائل هوازنٍ وغطفان كانوا يريدون قتال المؤمنين وفتنتهم عن دينهم وكسر شوكة المؤمنين من قبل أن تستفحِل وأعدّوا لقتال المؤمنين كُلَّ ما يملكون وأخرجوا معهم أموالهم وأنعامهم ونسائهم وأولادهم لأنّهم يريدون إنهاء الدعوة المحمديّة وهزيمة المسلمين ولكنّ محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - دعا المسلمين من الأعراب جميعًا الذين آمنوا من قبل الفتح ومن بعد الفتح إلى الهجرة إلى محمدٍ رسول الله ومَن معه من المؤمنين السابقين للقاء هوازنٍ وغطفان والذي وصف الله شجاعتهم وقال:
    {قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ}.

    وقال الله تعالى:
    {قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَىٰ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ ۖ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّـهُ أَجْرًا حَسَنًا ۖ وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الفتح].

    والمُخلّفين هم الذين تخَلّّفوا عن فتح مكة ومِن قبل في غزوة تبوك، ثمّ أرسل محمدٌ رسول الله برُسلٍ إلى قراهم للهجرة إليه في سبيل الله لقتال هوازنٍ وغطفان، وقال الله تعالى:
    {قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَىٰ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ ۖ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّـهُ أَجْرًا حَسَنًا ۖ وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الفتح].

    وقد أجاب الدعوةَ جميعُ المسلمين الذين آمنوا من قبل الفتح ومن بعده وهاجروا إلى مكّة للانضمام إلى جيش المسلمين للقاء هوازن وثقيف في وادي حُنين وقال مَن قال مِن المسلمين: "لن نُهزَم اليوم عن قلّة فنحن مُنتصرون عليهم لا شكَّ ولا ريبَ نظرًا لكثرة المسلمين"، ولكنّ الله قد وصف شجاعة هوازنٍ وثقيف من قبل وقال في وصفهم:
    {قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} صدق الله العظيم، برغم أنّ المسلمين كانوا ضعف عدد هوازن وغطفان، وكان الله ينصر المسلمين على الكافرين رغم أنّ الكافرين ضعف المسلمين، وأراد الله أن يؤدِّب المسلمين فيعلمون إنّما النّصر من عند الله العزيز الحكيم، وقال الله تعالى: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّـهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ﴿٢٥} صدق الله العظيم [التوبة].

    وقد أخبرهم الله من قبل عن بأس الأعراب من هوازنٍ وغطفان، وقال الله تعالى:
    {سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} صدق الله العظيم، وفعلًا وجد المسلمون بأسًا شديدًا من قوم هوازنٍ ومَن والاهم؛ {وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأرض بِمَا رَحُبَتْ ثمّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} صدق الله العظيم، حتى إذا علَّم الله المسلمين درسًا على الواقع الحقيقي في عقيدة النّصر ليعلموا أنّما النّصر من عند الله العزيز الحكيم وإن كان الكافرون أولي بأسٍ شديدٍ فإنّ الله يلقي في قلوب الكافرين الرُّعب حين اللقاء وذلك لأنّ الرعب إذا نزل بالقلب ارتجف العدو فينتصر المؤمنون على عدوّهم ولكنّ الله ترك قلوب هوازن وغطفان ومَن والاهم كما وصف قلوبهم: {قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} صدق الله العظيم، وذلك لكي يُعلِّم المسلمين درسًا في العقيدة؛ إنّما النّصر من عند الله الذي ينصرهم على عدوّهم وهم قلّةٌ والكافرون أضعافٌ، ولكن قد انهزم المسلمون بادئ الأمر فولَّوا مُدبرين إلّا قليلًا، ثمّ أنزل الله في قلوب القوم أولي البأس الشديد الرُّعب وأنزل على نبيِّه وجنوده السَكينة وأيَّد نبيَّه بجندِه ونَصَرَه كما وعده، وقال الله تعالى: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّـهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ﴿٢٥ثُمَّ أَنزَلَ اللَّـهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ﴿٢٦} صدق الله العظيم [التوبة].

    إذًا الدعوة للهجرة إلى الله ورسوله ماضيةٌ إلى يوم القيامة لنُصرة الله ورسوله ولنُصرة الناصرين التَّابعين من الخلفاء الراشدين إلى يوم الدين، تصديقًا لحديث رسوله في السُنّة الحقّ، قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لا تنقطع الهجرة ما دام العدوّ يقاتل].

    وكذلك تصديقًا لحديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [إن الهجرة خصلتان: إحداهما تهجر السيئات، والأخرى تهاجر إلى الله ورسوله، ولا تنقطع ما تُقبّلت التوبة] صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    وإنّما الهجرة إلى الله ورسوله ومَن تبعه بالحقّ للقتال في سبيل الله على أساس ردع الذين يفتنون المؤمنين عن دينهم، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {ثُمَّ إِنَّ ربّك لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثمّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ ربّك مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم [النحل:110].

    وكذلك توجد في الكتاب هجرةٌ أخرى للمؤمن الذي يفرّ بدينه خشية الفتنة من الكافرين في بداية الدعوة للأنبياء ولا يزال الأنبياء بين أقوامهم ومن ثمّ يَفتِن الكافرون مَن تَبِع الرُّسل، فأمَر الله أتباعهم بالفرار بدينهم في أرض الله حتى يأتي الفتح من عند ربّهم، وقال الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّـهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴿٩٧إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا ﴿٩٨فَأُولَـٰئِكَ عَسَى اللَّـهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَفُوًّا غَفُورًا ﴿٩٩} صدق الله العظيم [النساء].

    وتصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّـهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ۖ وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿٤١الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿٤٢﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    ومن ثمّ نأتي لبيان حديث محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الحق:
    [لا هجرة بعد الفتح ولكنْ جهادٌ ونيَّةٌ وإذا استُنفِرتُم فانفِروا] صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. ويقصد أنْ لا هجرة للمؤمنين الذين كانوا يفرّون بدينهم في أرض الله الواسعة من المستضعفين المؤمنين في مكّة كالذين فرّوا بدينهم إلى الحبشة من إيذاء كفار قريش وتعذيبهم لمن آمن بالحقّ من المستضعفين، ولكن من بعد فتح مكة فلا هجرة للمؤمنين الفارَّين بدينهم، فعليهم العودة إلى موطنهم مكّة المُكرّمة من بعد الفتح المبين، ولم يكونوا يستطيعون أن يهاجروا إلى رسوله نظرًا للاتفاقيّة في صُلح الحديبية.

    فلا تلوموني إخواني الأنصار وكافّة الزوّار الباحثين عن الحقّ من طول التفصيل، فإنّ المهديّ المنتظر لا ينبغي له الاختصار في حُكمِه بالحقّ بل وجب علينا أن نُفصِّلَه تفصيلًا مِن كتاب الله ومن سُنَّة رسوله الحقّ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ربّ العالمين..

    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  3. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم , السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ورضوان , أما والله بأن الهجرة لطلب الرزق لاتنفع في أي بقعة من بقاع الأرض إن لم تكن لأجل الله ولا تنفع من دون الدعاء والإنابة والإستغفار إسأل مجرب ولا تسأل حكيم , الدعاء والإنابة والإستغفار , وقال الله تعالى : فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ( ) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا ( ) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا . صدق الله الحبيب الأعظم . وكان حالي حين هاجرت إلى دول الغرب وقبلها هاجرت في دول الشرق كحال الشاعر القائل :
    قضى الدهرُ من عمري ثلاثين حجةً .. طويت بها الأصقاع أسعى وأدأبُ
    أُغربُ خلف الرزقِ وهو مٌشرقٌ ... وأقسمٌ لو شرقتُ راح يغربٌ
    بقيت شحاد طوال حياتي لا أقدر على شيء أركض ماألحق وأسعى لا أجد مايغنيني , حتى أكرمني الله تعالى بنصرة الإمام المهدي المنتظر الحق من رب العالمين وأخذت عهدا لأنصرنه ببأس شديد في السراء والضراء فصبرت وأصررت, فرزقني ربي بعدها رزقا حسنا أنفق منه كيف أشاء سرا وعلانية بكل راحة وهناء وأنا أصفر تصفيرا , فالحمد لله ثم الحمد لله وكان فضل الله عليا عظيييييييييييمااا . وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
    بسم الله الرحمن الرحيم : قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىٰ ۗ آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ . صدق الله الحبيب الأعظم

  4. افتراضي

    حتى أنه سبحان ربي يجادلني بعض أهلي أن أزيد عليهم النفقة فذكرتهم بأني أعطيتهم مبالغ كبيرة من قبل , فقالوا : أتمن علينا بذلك ...؟ فقلت : نعم أمن عليكم بذلك . فقالوا : إذا لاتريد أجرها على الله ....؟ فقلت : نعم لا أريد أجرها , فقد كفاني الله تعالى بنصرة خليفته شرفا وقدرا وتعظيما , فخذوا ماأعطيكم واقنعوا ولا تذمروا ولا تكلمون . وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
    بسم الله الرحمن الرحيم : قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىٰ ۗ آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ . صدق الله الحبيب الأعظم

  5. افتراضي

    اقتباس المشاركة : عبد النعيمـ الاعظمــ
    ههههههههه فرصه ليقرء بعض الناس هذا الرد ليزيدهم رجسا الى رجسهم حينها حتما الشيخ الحالمى سيقول التصفير حرام شرعا و خاصه بالليل هههههه
    انتهى الاقتباس من عبد النعيمـ الاعظمــ
    هاههههههه والله سيرى الناس من عبيد النعيم الأعظم العجب العجاب في الدنيا والآخرة
    ذلك بأنهم قوم لا يؤمنون إلا قليلا ولا يعقلون
    بسم الله الرحمن الرحيم : قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىٰ ۗ آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ . صدق الله الحبيب الأعظم

  6. افتراضي

    وبما أن الشيء بالشيء يذكر فنتساير ونضحك قليلا , فإن إخوتي قوم بأسهم شديد نسائهم قبل رجالهم لا تقدر عليهم بالحجة والكلام كلامهم وردهم جاهز على راس لسانهم بفهم وقدرة فلاتنتهي من الأخذ والعطى مع أحدهم في أي أمر إلا وقد أخرجوك عن دينك ههههههه فلا ينفع بعد ذلك إلا الضرب , وكنت أسمي أخوتي ببني إسرائيل مع أننا عشائر بدو وقبائل حتى علمت بفتوى الإمام الكريم برؤية قصصتها عليه فداه نفسي فأفتاني بأني من ذرية عمر ابن الخطاب فهلل فداه نفسي وكبر وقال : خير كثيييير وكبيييير ياعويصم . انتهى , فعلمت بعدها كم أن هذا الرجل عمر ابن الخطاب شديد المحال وصعب المنال ولا تعجزه حيلة وذو بأس شديد بالحق والباطل يعني رجل لسان حاله من الآخر : لاتستطيع ان توقفني حتى تقتلني . ولولا فضل الله عليه ورحمته ودعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم له لهلك مع خاله أبو جهل ولخسر خسران مبينا فاجتباه ربه وجعله من الصالحين . وذلك مما خبرته عن إخوتي , وكنت أتضارب مع الجميع صغيرهم وكبيرهم وهذا كان السبب بأن طردتني أمي رحمها الله تعالى من منزل العائلة مع أني كنت على الحق في كل مرة وهي تعلم ولذلك أوصتني بأخوتي جميعا قبل وفاتها رحمها الله تعالى , وكنت أٌحسن لأخوتي البنات خاصة منهم وأغدق عليهم بالعطاء , فتسألني إحداهن : أنت كنت أشد أخوتنا علينا بل وكنت تضربنا ضربا مبرحا وما كنا نحسب أن يأتينا منك هذا الخير , فقلت وكل هذا الخير أغدقه عليكم ثمن الضرب الذي كنت أضربكم فهل رضيتي ....؟ فقالت : روووح الله يسعدك ويسلم إيديك وياليتك ضربتني ضربا أشد فكسرت لي ضلعا هاههههههههه , وليس إخوتي بالقوم الجلفين أبدا بل يألفنا الناس من كل مكان ومن كل الأعراق والأديان بالود والمحبة ولا يكاد بيتنا يخلوا يوما من الضيوف والمحبين , بالله عليكم هاؤلاء القوم كيف تفعل معهم .....؟ وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
    بسم الله الرحمن الرحيم : قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىٰ ۗ آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ . صدق الله الحبيب الأعظم

المواضيع المتشابهه
  1. [ فيديو ] الهجرة تكون إلى نبيٍّ أو إلى إمامٍ للأمّة لنُصرة دين الله بأموالهم وأنفسهم ..
    بواسطة وفاء عبد الله في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27-09-2018, 06:30 PM
  2. الهجرة تكون إلى نبي أو إلى إمام للأمة لنُصرة دين الله بأموالهم وأنفسهم
    بواسطة ابو محمد الكعبي في المنتدى قسم الجهاد في سبيل الله
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-04-2013, 10:24 AM
  3. الهجرة تكون إلى نبيٍّ أو إلى إمامٍ للأمّة لنُصرة دين الله بأموالهم وأنفسهم ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18-03-2010, 02:31 AM
  4. الهجرة تكون إلى نبيٍّ أو إلى إمامٍ للأمّة لنُصرة دين الله بأموالهم وأنفسهم ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى قسم الإستقبال والترحيب والحوار مع عامة الزوار المسلمين الكرام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-03-2010, 07:46 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •