الموضوع: فوری از امام مهدی به تمام عالمیان که از طریق آدم و حوا برادر خونی او هستند و به تمام امت‌ها چه آنان که در زمین راه می‌روند [جنبندگان] و چه آنان که با بال‌هایشان پرواز می‌کنند؛ به همه‌

النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. افتراضي فوری از امام مهدی به تمام عالمیان که از طریق آدم و حوا برادر خونی او هستند و به تمام امت‌ها چه آنان که در زمین راه می‌روند [جنبندگان] و چه آنان که با بال‌هایشان پرواز می‌کنند؛ به همه‌

    - 1 -
    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــــــة الأصليّة للبيــــــــــــــان ]
    الإمام ناصر محمد اليماني
    25 - 01 - 1438 هـ
    26 - 10 - 2016 مـ
    ۵- آبان ـ ۱۳۹۵ه.ش.
    08:00 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ــــــــــــــــــــ


    فوری از امام مهدی به تمام عالمیان که از طریق آدم و حوا برادر خونی او هستند و به تمام امت‌ها چه آنان که در زمین راه می‌روند [جنبندگان] و چه آنان که با بال‌هایشان پرواز می‌کنند؛ به همه‌ امت‌ها ..

    بسم الله الرحمن الرحيم و سلام و صلوات بر تمام انبیا و رسولان خدا که به‌سوی تمام امت‌ها از جن و انس و سایر
    امت‌ها [از هر جنس] فرستاده شدند و هر کس که به خدا و رسولانش ایمان آورده باشد و همه آنها از نماز و تسبیح خود باخبراند؛ صلوات پروردگارم به تمام سپاهیان مؤمنش در تمام ملکوت؛ چه آنها که راه می‌روند [جنبندگان] و چه آنها که پرواز می‌کنند... دعوت کسی که بندگان را به عبادت خداوند یکتا و بی‌شریک فرا مي‌خواند استجابت کنید و از رضوان خداوندی پیروی نمایید که شما را به حق برای این آفریده تا او را به یگانگی و بدون شریک عبادت نمایید؛ خداوند شما را بیهوده نیافریده است و بدانید که همگی در پیشگاه او جمع خواهید شد. تصدیق فرموده خداوند تعالی در آیات محکم قرآن عظیم و فتوای خالق به تمام مخلوقاتش که می‌فرماید:
    {وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ﴿۲۹﴾ وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ قَالَ أَلَيْسَ هَـٰذَا بِالْحَقِّ ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَرَبِّنَا ۚ قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ﴿۳۰﴾ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّـهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ ۚ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴿۳۱﴾ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿۳۲﴾ قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّـهِ يَجْحَدُونَ ﴿۳۳﴾ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ۚ وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّـهِ ۚ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ ﴿۳۴﴾ وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ ۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿۳۵﴾ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ۘ وَالْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ اللَّـهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴿۳۶﴾ وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۚ قُلْ إِنَّ اللَّـهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿۳۷﴾ وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴿۳۸﴾ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ ۗ مَن يَشَإِ اللَّـهُ يُضْلِلْـهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿۳۹﴾ قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّـهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّـهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿۴۰﴾ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ ﴿۴۱﴾ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ﴿۴۲﴾ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَـٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿۴۳﴾ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ ﴿۴۴﴾ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿۴۵﴾ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّـهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَىٰ قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ اللَّـهِ يَأْتِيكُم بِهِ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ ﴿۴۶﴾ قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّـهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ ﴿۴۷﴾ وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ۖ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿۴۸﴾ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴿۴۹﴾ قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّـهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ ﴿۵۰﴾ وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿۵۱﴾ } صدق الله العظيم [الأنعام].
    هرچقدر هم که گناهکارید، از رحمت خدا مأیوس نشوید و بدانید خداوند همه‌ی گناهان را می‌آمرزد؛ همانا که او غفور و رحیم است. به دعوت خداوند رحمن که در آیات محکم کتابش آمده پاسخ دهید، خداوند فرموده گناهان تمام بندگان گناهکار خود در تمام ملکوت را آمرزیده و آنان را مشمول غفران و رحمت خود می‌نماید؛ فرمان خداوند در آیات محکم قرآن عظیم را اطاعت کنید که می‌فرماید:
    { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿۵۳﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿۵۴﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿۵۵﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿۵۶﴾أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿۵۷﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿۵۸﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿۵۹﴾ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّـهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ﴿۶۰﴾ وَيُنَجِّي اللَّـهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿۶۱﴾ اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿۶۲﴾ لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿۶۳﴾ قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّـهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ ﴿۶۴﴾ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿۶۵﴾ بَلِ اللَّـهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ ﴿۶۶﴾ وَمَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿۶۷﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
    ای بندگان خدا؛ به خدا قسم که هدایت به دست خداست و او بین شما و قلبتان حایل می‌شود. تصدیق فرموده خداوند تعالی:
    {ذَٰلِكُمْ وَأَنَّ اللَّـهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ ﴿۱۸﴾ إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ۖ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّـهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿۱۹﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ ﴿۲۰﴾ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴿۲۱﴾ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿۲۲﴾ وَلَوْ عَلِمَ اللَّـهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ ﴿۲۳﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّـهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿۲۴﴾ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿۲۵﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].
    شاید یکی از بندگان پروردگار در ملکوت بخواهد بگوید: «حال که هدایت تنها به دست خداوند یکتا و بی‌شریک است، چون او بین همگی بندگان و قلب‌هایشان حایل می‌شود؛ آیا این به مثابه ظلم به بندگانی نیست که خدا قلبشان را به سوی کسی که خلایق را به سوی خالق‌شان دعوت می‌کند؛ هدایت نمی‌کند تا هدف خلقت‌شان را محقق کرده و تنها خداوند یکتا و بی‌شریک را عبادت کنند؟» مهدی منتظر از آیات محکم ذکر پاسخ می‌دهد و می‌گوید که خداوند تعالی فرموده است:
    {مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴿۴۶﴾} صدق الله العظيم [فصلت].
    شما باید به درگاه پروردگارتان انابه کرده و از پروردگاری که بین شما و قلبتان حایل می‌شود، بخواهید تا قلب‌هایتان را به سوی راه خداوند عزیز و حمید هدایت نماید؛ تصدیق فرموده خداوند تعالی:

    {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ﴿۱۳﴾ وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ ﴿۱۴﴾ فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ ۖ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ۖ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ ۖ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ۖ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ۖ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴿۱۵﴾}
    صدق الله العظيم [الشورى].

    فرموده خداوند تعالی را به یاد داشته باشید:

    {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ﴿۱۳﴾} صدق الله العظيم،
    پس کسی که به درگاه پروردگارش توبه و انابه کند تا قلبش را هدایت فرماید؛ خداوند برای قلبش نوری قرار داده و نسبت به حق آمده از نزد پروردگارش بصیر می‌شود و کسی که خداوند نوری برایش قرار ندهد؛ نوری نخواهد داشت و نسبت به دعوت حق پروردگارِ حقش بصیرت پیدا نمی‌کند چون مانند فرد نابینایی است که در شبی تاریک زیر آسمانی پوشیده از ابرهای سیاه در تاریکی دریا گرفتار شده است. در سه تاریکی قرار دارد، تاریکی شب و تاریکی ابر و تاریکی دریا؛ آیا می‌تواند کف دستش را ببیند ولو این که آن را جلوی صورتش بگیرد؟ تصدیق فرموده خداوند تعالی:

    {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿۳۹﴾ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ ﴿۴۰﴾ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ ۖ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿۴۱﴾ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴿۴۲﴾ } صدق الله العظيم [النور].
    ای بندگان خدا! از خدا بترسید. قسم به خدایی که جزاو خداوندی نیست تا زمانی که مانند آن پرنده [که خدا هدایتش کرده بود] از عقلتان استفاده نکنید؛ قادر نخواهید بود نورحق بیان قرآن را ببینید. تصدیق فرموده خداوند تعالی:
    {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ ﴿۱۱﴾ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ﴿۱۲﴾ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿۱۳﴾ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي ﴿۱۴﴾ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ ۗ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴿۱۵﴾ لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ۚ ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ ۚ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ﴿۱۶﴾ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿۱۷﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿۱۸﴾ } صدق الله العظيم [الزمر].
    وبدانید خداوند، ملکه‌ی یمانیِ سبای بزرگ را با حکمت این پرنده هدایت نمود، این پرنده هدهد است که رسول و فرستاده نبی الله سليمان عليه الصلاة والسلام به سوی ملکه سبا یمنی بود و بدانید خداوند با حکمت خود که استفاده ازعقل یک زن بود؛ قوم سبا را که بسیار قدرتمند و مقتدر بودند، هدایت کرد. او با عقل و حکمت خود همه‌ی مردمش را هدایت کرد و باعث شد تنها با یک نامه، همگان مسلمان شوند و برای همین تا همگی مسلمان نشده و نسبت به پرستش خورشید کافر نشده و تسلیم خداوند و پروردگار عالمیان نگردیده بودند، به سوی نبی الله سلیمان سفر نکرد. تا این که هدهد بازگشت و خبر داد که یمنی‌ها و ملکه‌شان اسلام آورده و همگی تسلیم خداوند و پروردگار یکتا و بی‌شریک شده‌اند. نبی الله سلیمان علیه الصلاة و السلام خواست حقیقت خبری را که هدهد آورده، مبنی بر این که آنها همراه ملکه‌‌شان به پروردگار عالمیان ایمان آورده‌اند را بیازماید. لذا بعد از آنکه هدهد با آن خبر آمد، نبی الله سلیمان می‌خواست تسلیم شدن آنان به پروردگارشان را بیازماید؛ لذا مجلس شورای خود از انس و جن و پرندگان را احضار کرد... تصدیق فرموده خداوند تعالی:
    {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا ۖ وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿۱۵﴾ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ﴿۱۶﴾ وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ﴿۱۷﴾ حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿۱۸﴾ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴿۱۹﴾ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ﴿۲۰﴾ لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴿۲۱﴾ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ﴿۲۲﴾ إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ﴿۲۳﴾ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّـهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴿۲۴﴾ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴿۲۵﴾ اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ ﴿۲۶﴾ قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿۲۷﴾ اذْهَب بِّكِتَابِي هَـٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ ﴿۲۸﴾ قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ﴿۲۹﴾ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿۳۰﴾ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿۳۱﴾ قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ ﴿۳۲﴾ قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ﴿۳۳﴾ قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ ﴿۳۴﴾ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ﴿۳۵﴾ فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّـهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ﴿۳۶﴾ ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴿۳۷﴾ قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿۳۸﴾ قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ﴿۳۹﴾ قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَـٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴿۴۰﴾ قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ ﴿۴۱﴾ فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَـٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ﴿۴۲﴾} صدق الله العظيم [النمل].
    همانا که در آیات محکم قرآن عظیم؛ برهان تسلیم ملت سبای یمنی در پیشگاه پروردگارعالمیان، قبل از آن که نبی الله سلیمان و سپاهش را ببینند وجود دارد. این برهان آشکار را در این فرموده خداوند تعالی می‌یابید:

    {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿۳۸﴾}
    صدق الله العظيم.

    این برهان آشکاری است که نشان می‌دهد آنها به حق قبل از دیدن سلیمان و سپاهش؛ به پروردگار عالم ایمان آورده و تسلیم او شده بودند. چون هدهد پرنده برای نبی الله سلیمان خبرآورده بود که ملکه یمن و مردمش همگی در برابر پروردگار عالمیان تسلیم شده‌اند. برای همین نبی الله سلیمان می‌گوید:
    {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿۳۸﴾} صدق الله العظيم
    حکمت هدهد پرنده؛ ملکه سبا یمنی را وادار کرد از عقلش استفاده کند و خداوند با نوری از نزد خود او را هدایت کرد. این نور بصیرت، بعد از استفاده ملکه سبا از عقلش به او عنایت شد، تا دریابد این خالق آسمان‌ها و زمین و خورشید و ماه و انسان است که به حق شایسته عبادت است. ملکه سبا بصیر شد و دریافت با عبادت خورشید به جای خدا؛ به خود و ملتش ظلم کرده است. برای همین هم زمانی که عرش عظیم خود را نزد سلیمان دید، عرشی که از زیورهای بسیار گران‌بها و الماس ساخته شده و حین ترک یمن در قصر پادشاهی یمن در دیوان مجلس شورا قرار داشت و به شدت تحت مراقبت و نگهبانی بود؛ با پلک زدنی به نبی الله سلیمان اشاره کرد تا قومش را بعد از ایمان آوردن به پروردگار عالمیان به فتنه نیندازد؛ برای همین سلیمان نبی اعتراف و اقرار کرد که اوبه حق زنی داناست. ترس ملکه سبا از این فتنه بود که همراهانش بگویند: «چطور این عرش نزد سلیمان است در حالی که آنها آن را دریمن باقی گذاشته بودند! چطور عرش ملکه‌شان پیش از آنها به سلیمان رسیده است»؟ و سپس به ملکه‌شان که آنها را از قبل قانع کرده بود اسلام بیاورند و از نبی الله سلیمان پیروی کنند، چیزی بگویند. ملکه سبا ترسید آنها به فتنه بیفتند، چون از درهای قصر و اطراف آن به شدت مراقبت و حراست می‌شد. برای همین ملکه‌ی علیم و دانای آنها ترسید به خاطر آورده شدن عرش گرفتار فتنه شوند؛ چون مطمئن بودند عرش را در پشت درب‌های قصر پادشاهی گذاشته و آمده‌اند و سپس بگویند:«این ساحری داناست که باعث شده خیال کنیم این عرش ملکه‌ی ماست؛ چون ما آن را پشت درهای قصر که به شدت تحت محافظت است گذاشته و آمده‌ایم؛ چطور عرشی که پشت سرمان گذاشته بودیم؛ زودتر از ما به سلیمان رسیده است!»
    اما ملکه یمن همراهان خود را درآخر کار هم از فتنه نجات داد، همان طور که در ابتدای امر با حکمت و ذکاوتش آنها را، قبل از دیدن نبی الله سلیمان و سپاه و ملک عظیمش هدایت کرده بود. وقتی دید عرشش در نزد نبی الله سلیمان است، درحالی‌که او آن را در کشورش باقی گذاشته بود و بعد از این که دید عرش بر او پیشی گرفته؛ این باعث شد بیش از پیش بر ایمان و ثبات قدم و علمش افزوده شود. او یقین داشت که این همان عرشی است که در دیوان پادشاهی در کشور سبا یمن روی آن می‌نشست. ولی نمی‌خواست با گفتن این که این همان [عرش] است، مردمش را به فتنه بیندازد؛ برای همین با چشمش به سؤال کننده [سلیمان] اشاره کرد که مردمش را به فتنه نیندازد. سپس دستش را روی عرش گذاشت و گفت: «انگار که همان است» . اینجا بود که سوال کننده، یعنی نبی الله سلیمان پیش خود اعتراف کرد که این زن داناست و گفت: «قبل از او [ملکه سبا] این دانش به ما عطا شده بود و ما تسلیم خداوند و مسلمان بودیم» و خداوند تعالی می‌فرماید:
    {قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ ﴿۴۱﴾ فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ﴿۴۲﴾}
    صدق الله العظيم [النمل].

    اینجاست که متوجه زیرکی هردو طرف شده و می‌بینید آنان از نظر علم هدایت، دانا هستند؛ نبی الله هم مصرانه می‌خواست آنها [ملکه سباء و قومش] را به فتنه نیندازد و اگر او به عرش خود دست نمی‌زد، می‌گفت: «این سحری آشکار است»! لذا سلیمان نبی، دستور داد نگین الماس آن را درآورند؛ چون می‌ترسید [اگر تخت درست مثل تخت ملکه سبا باشد] ، ملکه از ترس این که سحری آشکار درکار باشد، جرأت نکند به عرش دست بزند؛ مردمش هم همین طور. چون تمام کسانی که نسبت به نشانه‌ها و معجزات پروردگار کافر می‌شدند، همگی یک حجت باطل داشتند و حرف همهی‌ آنها جز این نبود که به نشانه‌ی حقی که در عالم حقایق و واقعیات از سوی پروردگارشان آمده بود؛ بگویند: «این سحری آشکار است» و هدایت نمی‌شدند؛ چون آن معجزه را با دست خود لمس نمی‌کردند [تا از واقعی و حقیقی بودن آن مطمئن شوند]. این گونه افراد و اقوام هدایت نمی‌شوند، چون قادر به تشخیص سحر از معجزه نبودند. اگر آن را با دستشان لمس می‌کردند، واقعی و حق بودن نشانه‌های پروردگار برایشان روشن می‌شد؛ ولی آنها تصور می‌کردند، این معجزات، سحر آشکار است. درحالی‌که اگر با دستتان آن را لمس کنید، درمی‌یابید آن چه که می‌بینید واقعی و حقیقی است یا تنها سحر تخیلی است که در نظرتان آمده است [ودر عالم واقعیات، قابل لمس نیست] برای همین خداوند تعالی می‌فرماید:

    {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴿۷﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
    برای همین هم نبی الله سلیمان دستور داد تا یکی از نگین‌های چشم‌گیر و زیبا و درخشان آن را که جلوی دید باشد، بردارند تا شکل عرش تغییر کند. و این هم حکمت نبی الله سلیمان بود تا ملکه سبا جرأت کند به عرش خود نزدیک شده و با دستش آن را لمس کند.
    ملکه سبا با چشم چپش به سائل [سلیمان که درمورد عرش از او سؤال کرد] اشاره کرد تا به او بفهماند نمی‌خواهد مردمش به فتنه بیفتند و سپس روی عرش نشست؛ چون اگر قبل از نشستن روی عرش اقرارمی‌کرد که عرش اوست مردم می‌گفتند: «ما قومی هستیم که سحرمان کرده‌اند» و بعد از ایمان آوردن؛ به عقیده قبلیشان برمی‌گشتند. چرا که علت هدایت نشدن کافرانی که نسبت به آیات پروردگارشان کافربودند، این است که در برابر نشانه‌ها و معجزات خداوند، تنها این جواب را می‌دادند: «این تنها سحری آشکار است» . این اقوام هدایت نمی‌شوند و از کسانی هستند که با عقل خود تفکر و اندیشه نمی‌کنند.

    برای همین نبی الله سلیمان گفت:

    {قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ ﴿۴۱﴾}
    صدق الله العظيم

    ولی آن زن از هدایت شدگان بود. لذا عرش خود را انکار نکرد؛ بلکه با اشاره چشم به سؤال کننده فهماند که می‌داند این عرشش است. سپس به سمت مردمش چرخید و با لبخند شادمانه‌ای روی عرشش نشست و گفت: «انگار خودش است» ! با این که به یقین می‌دانست این عرش خودش است، ولی نمی‌خواست مردمش به فتنه بیفتند؛ تا بعد از بازگشت به یمن، ببینند عرش در قصر پادشاهی و دیوان مجلس شورا نیست و بعد از برگشتن از سفری که برای بیعت کردن عام به سوی سلیمان داشتند؛ یقین بیاورند و ایمان و ثابت قدمیشان بیشتر شود...او با ایمان آوردن به خداوند رحمن و پیروی از نبی الله سلیمان [که صلوات و سلام بر او و بر آن زن و تمام کسانی که با آن زن ایمان آوردند باد] ملت خود را نجات داد؛ یمنی‌هایی که از عقل خود استفاده کردند و خداوند تنها با یک نامه آنها را هدایت فرمود...

    شاید یکی از انصار پیشگام برگزیده در عصرگفتگو قبل از ظهور بخواهد بگوید: «آه، آه، ای امام
    من! چه قدر علم و حکمت را از ما پنهان نگاه می‌داری؛ آیا برای ما توضیح نمی‌دهی که چطورهدهد پرنده توانست ملکه سبا را وادار کند که از عقلش استفاده و فکر کند»؟ امام مهدی ناصر محمد یمانی در پاسخ به کسانی که به حق این پرسش را مطرح کردند، می‌گوید: معبد ملکه سبا، چندین دریچه رو به شرق و غرب داشت. فرستاده‌ی [رسول] نبی الله سلیمان یعنی هدهد، در زمان سپیده‌دم و قبل طلوع آفتاب به معبد رسید؛ پیش از آن که ملکه سبا برای سجده در برابر خورشید به معبد برسد و در برابر دریچه شرقی معبد قرار بگیرد. علت اینکه هدهد علیه الصلاة و السلام زود به آن مکان آمد این بود که ملکه نامه‌ای را که با خود آورده نبیند و فکر نکند هدهد مانند کبوتران دیگر نامه‌رسان است. بلکه هدهد پرنده‌ای مؤمن بود و می‌خواست ملکه را وادار کند از عقلش استفاده کند، چون اگر با ملکه سخن می‌گفت و نصیحتش می‌کرد در برابر خورشید و ماه سجده نکند بلکه خالق آنها را عبادت نماید، ملکه زبانش را نمی‌فهمید. ببینید هدهد چگونه با تحقیر در مورد کافرانی که خداوند واحد قهار را عبادت نمی‌کنند، سخن می‌گوید. به انتقاد هدهد که در آیات محکم قرآن عظیم آمده است فکر کنید. او می‌گوید:

    {إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ﴿۲۳﴾ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّـهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴿۲۴﴾ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴿۲۵﴾ اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ ﴿۲۶﴾ قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿۲۷﴾ اذْهَب بِّكِتَابِي هَـٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ ﴿۲۸﴾}
    صدق الله العظيم [النمل].

    برای همین هدهد پرنده درحالی‌که خشمگین بود، به هنگام سپیده‌دم و وقت بلند شدن سرو صدای گنجشک‌ها و قبل از این که ملکه برای سجده در برابر آفتاب [بعد از طلوع آن-] در معبد حاضر شود؛ به معبد رفت. ملکه دید هدهد در معبد در انتظار اوست و در دریچه‌ای گرد، ایستاد که خورشید، آن روز به صورت کامل در برابر آن طلوع می‌کرد. نامه را هم از منقار به زمین گذاشت و با انگشت پایش آن را در مشت گرفت و چون دریچه‌های معبد بلند بود؛ کسی نمی‌توانست نامه را زیر پایش ببیند. ملکه سبا خواست در برابر دریچه‌ای که خورشید به صورت کامل در برابر آن طلوع می‌کرد، سجده کند؛ ولی دید هدهد در آن دریچه ایستاده است. با دستش او را راند تا پرواز کند، اما پرنده از او نترسید و مانند کوه استوار ماند و ملکه از کار این پرنده که از او نترسید، دهشت کرد. پس از جلوی آن دریچه‌ای که هدهد در آن نشسته و بین ملکه و خورشید قرار گرفته بود، کنار رفت و خواست دربرابر دریچه کناریِ هدهد سجده کند. اما هدهد جایش را عوض کرد و جلوی آن دریچه رفت و بین ملکه و خورشید قرار گرفت. ملکه از این کار او هم دهشت کرد. خواست برود و جلوی دریچه بعدی سجده کند، با این که این دریچه کمی مایل بود ولی ملکه می‌توانست خورشید را ببیند. اما هدهد باز بین او و سجده در برابر خورشید حایل شد. ملکه دیگر بسیار دهشت کرد که چرا این پرنده مانع آن می‌شود که او در برابر خورشید سجده کند؟ درنگ نموده و فکر کرد: «این پرنده نباید این کارها را بکند و بین من و سجده خورشید حایل گردد؛ مگر این که من و قومم را در گمراهی آشکار ببیند». ملکه دید که او و مردمش کورکورانه از گذشتگان خود پیروی کرده‌اند؛ بدون این که عقل و منطق خود را به کار گیرند [تا دریابند] خالق خورشید و ماه، آفریننده‌ آنان هم هست و دانست این خداوند است که سزاوار عبادت است و پاک و منزه، او بالاتر از شرکایی است که برای او قایل می‌شوند.
    تا این که هدهدِ پرنده دید، به خاطر خشوع در برابر وحدانیت پروردگارش؛ اشک از چشمان ملکه جاری و بر چهره‌اش سرازیر شده؛ آن گاه نامه نبی الله سلیمان را به سوی او افکند. با این که نامه مختصر بود، ولی آن زن یقین پیدا کرد، چون به خاطر استفاده از عقل و انابه به پروردگار برای هدایت قلبش؛ نور حق را دید و نسبت به آن بصیرت یافت. اما فکر کرد اگر به مردمش بگوید تسلیم پروردگار عالمیان شده است و از عبادت خورشید دوری می‌کند؛ این مانند صاعقه‌ای خواهد بود و حتماً بر علیه او شورش می‌کنند. پس بر طبق عادتش؛ مجلس شورا را احضار کرد و دید با قدرت تمام آماده جنگ با سلیمان و لشکرش هستند. پس به آنها گفت: «وقتی پادشاهان وارد سرزمینی می‌شوند؛ آن را خراب کرده و فساد به پا می‌کنند و اهالی با عزت آن را به ذلت می‌کشند؛ انسان نباید به قدرت خود مغرور شود، ممکن است قدرت دشمن را نداند و شاید توسط دشمن شکست داده شود. فرض کنیم ریسک کرده و با ملک سلیمان درگیر نبرد سنگینی شویم؛ ممکن است شکستمان دهد و بزرگان کشور سباء را ذلیل کند و قربانیان آن من و شما اعضای مجلس شورای پادشاهی خواهیم بود». چون آنها گفتند: «فرمان با توست؛ ما منتظر امر تو هستیم» . پس ادامه داد: «فرض کنیم ما به جنگ رفتیم و بر ملک سلیمان پیروز شدیم؛ ولی در این جنگ سپاهیان و ارواح زیادی که به ما وفادارند را از دست می‌دهیم. فکر ‌کنم هدیه‌ای بسیار گران‌بها برای آنها بفرستیم، قافله‌ای حامل هزاران کیلو شمش‌های طلا که برپشت قافله‌ها سوار شده است و منتظر بمانیم تا فرستادگان ما برگردند. به این شرط که همین الآن توافق کنیم که اگر این هدیه بسیار گران‌بها را قبول نکرد؛ می‌فهمیم او واقعاً نبی پروردگار عالمیان است و اگر قبول کرد می‌فهمیم یکی از پادشاهان طماع است که به دنبال ملک و مال می‌گردد. در این صورت با او دوست می‌شویم و بر ضد دشمنانمان مانند یدی واحده عمل می‌کنیم و با او هم پیمان می‌گردیم. دادن این مال، به نفع من و شماست، چون اگر جنگ با سلیمان درگیرد؛ خسارت و کشته خواهیم داد وممکن است در مقایسه با این هدیه گران‌بها؛ بیشتر خسارت ببینیم. اما شرط مهم ما این است که اگر او این هدیه را نپذیرد؛ می‌فهمیم به حق نبی است و با کوهی از طلا هم نمی‌توانیم او را به فتنه بیندازیم».
    بعد از این که بر سر این موضوع با مردمش به توافق رسید؛ قافله‌ا
    ی از شتران بسیار مهیا کردند که حامل شمش‌های طلا بود که اگر جمع می‌شد به هزار کیلو می‌رسید! قافله‌ی هدایا به‌سوی سلیمان حرکت کرد تا این که رییس قافله و سربازان محافظ آن به حضور سلیمان رسیدند. رییس قافله، سلیمان را مورد خطاب قرار داد و از هدیه‌ی بزرگ ملکه سبا باخبرش کرد. سلیمان پاسخی داد که جز ملکه سبا کسی از مردمش انتظار شنیدن آن را نداشت. نبی الله سلیمان گفت:

    {فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ﴿۳۶﴾} صدق الله العظيم [النمل]
    تا اینکه قافله با هدایا برگشت و ملکه سبا به آنها گفت که آن پرنده چه کاری کرده و اینکه او قبل از فرستادن هدیه؛ ایمان آورده است. اما برای آن که قلبش مطمئن شود، آن شرط را بین خودم و شما کردم که اگر هدایای گران‌بها را نپذیرد؛ برایمان روشن می‌شود مانند دیگر پادشاهان در طلب مال و قدرت نیست؛ بلکه نبی خداوند رحمن است. سپس همگی آنها ایمان آوردند و در برابر خداوند و پروردگار عالمیان تسلیم شدند و پرنده‌ای که عامل هدایت آنها و روگرداندنشان از عبادت خورشید شده بود، شاهد ایمان آوردن آنها بود. سپس ملکه تصمیم گرفت به دیدن نبی الله سلیمان رفته و با او بیعت کند. هدهد پرنده به سوی سرزمین شام رفت تا این خبر خوش را به نبی الله سلیمان بدهد که ملکه سبا و قومش به پروردگار عالمیان ایمان آورده و به سوی او در حرکتند. برای همین نبی الله سلیمان جلسه فوری تشکیل داد و گفت:
    {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿۳۸﴾} صدق الله العظيم.
    چون هدهد پرنده علیه الصلاة و السلام به نبی الله سلیمان علیه الصلاة و السلام خبر داده بود که ملکه سبا و تمام مردمش تسلیم شده و اسلام آورده‌اند و هم چنین هدهد خبر داده بود که ملکه قبل از فرستادن هدایا تسلیم [خداوند] شده است.
    ای جماعت یمنی‌های امروز!‍ آیا تعقل نمی‌کنید؟ چرا از خلیفه‌ خدا و عبدش امام مهدی ناصر محمد یمانی که از نزد خدا آمده و شما را به سوی حق دعوت می‌کند؛ رومی‌گردانید؟ به دعوت به حکمیت براساس کتاب خداوند پاسخ دهید؛ ای جماعت أحزاب! این قرآن عظیم است اگر به آن ایمان دارید... اگر یک کلمه از من شنیدید که در کتاب خدا قرآن عظیم پیدا نشد؛ از من نپذیرید. وحی جدیدی که در کار نیست؛ بلکه ما با بیان حق قرآن مجید برای‌تان حجت می‌آوریم تا شما را به راه خداوند عزیز و حمید هدایت کنیم. از خدا بترسید و پیرو من شوید؛ شما و همسایگانتان و تمام مردم جهان.. که اگر چنین نکنید من مهدی منتظر تمام احزاب مختلف را به چالش می‌کشم تا بدانند قضیه یمن راه حل دیگری ندارد؛ مگر این که امام مهدی ناصر محمد یمانی در دعوای میان شما حکمیت کند و هیچ کس به خاطر قضاوت او در سینه‌اش احساس ناراحتی نکند و همه تسلیم حکم او شوید.... خدایا شاهد باش که ابلاغ کردم...
    ای جماعت انصار پیشگام برگزیده در «عصر گفتگو قبل از ظهور» ! این بیان مرا تبلیغ کنید، شاید پند و تذکری باشد و شاید مسلمانان این امت در میان عالمیان؛ شاکر شوند، چرا که خداوند از روی فضل بسیار بزرگ خود، مقدر کرد تا امام مهدی در این دوران برانگیخته شود و تمام امت‌های این دوران شکرگزار خدا شوند و اگر روگردانند؛ به آنها بشارت عذابی بسیار سنگین را می‌دهم. خداوند در یک شب خلیفه خود را بر تمام امت‌ها سیطره خواهد داد تا هرکس که قرار است هلاک شود بعد از دیدن بینه هلاک شود و هرکس زنده می‌ماند با دیدن بینه زنده بماند و حکم با خداوند اسرع الحاسبین است...
    زعیم علی عبدالله صالح! مگر این تو نبودی که سال ۲۰۱۱ قرآن را روی دست گرفتی و احزاب را به حکمیت بر اساس کتاب خدا قرآن عظیم دعوت کردی؟ چرا امروز آنها را به حکمیت بر اساس کتاب خدا قرآن عظیم دعوت نمی‌کنی؟ روزگار مردم یمن به نهایت خرابی رسیده است از خراب‌کاری احزاب در داخل یمن و نابودی کشور توسط کشورهای همسایه! چقدر انسان‌ها کشته شدند؛ چقدر کودکان یتیم شده‌اند؛ چقدر زنان بیوه شده‌اند. چقدر از چشم‌های زنان و کودکان اشک ریخته است! آیا از خدا نمی‌ترسید؟ از خدا بترسید و اطاعت کنید؛ شاید مورد رحمت قرار گیرید.
    عالی جناب ملک سلمان و محمدبن‌سلمان و آل نهیان وآل مکتوم و دیگرانی که با آنها هستند! از خداوند رحمن بترسید و به دعوت به حکمیت بر اساس قرآن پاسخ دهید.
    ای کسانی که از سال ۲۰۱۱[بر اساس حساب شما] انقلابات عربی خراب را به راه انداخته‌اید! آیا وضع کشورها ازقبل بهتر شده، یا بدتر و بدتر از بد شده است و بدتر هم خواهد شد مگر در برابر حق تسلیم شوید و در غیر این صورت خداوند واحد قهار؛ در یک شب مهدی منتظر ناصر محمد یمانی را بر همگان چیره خواهد کرد. بدانید نمی‌توانید خداوندی که خلیفه خود را برگزیده و مهدی منتظر ناصر محمد یمانی را از میان مردم انتخاب کرده، عاجز کنید؛ یا فکر می‌کنید شما به جای خدا خلیفه‌ی او را برمی‌گزینید؟ متذکر فرموده خداوند تعالی در آیات محکم ذکر شوید. خداوند تعالی می‌فرماید:
    {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿۶۸﴾ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴿۶۹﴾ وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَىٰ وَالْآخِرَةِ ۖ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿۷۰﴾} صدق الله العظيم [القصص]
    ای جماعت احزابی که تلاش می‌کنید امام ناصر محمد یمانی را بخرید! شما فهمیده‌اید با کوهی بزرگ از طلا هم نمی‌توانید امام مهدی ناصر محمد یمانی را به فتنه بیندازید. من هرگز به هیچ یک از احزاب شما نپیوسته و ملحق نمی‌شوم و به هیچ وجه و هرگز در ریختن خون مسلمانان مشارکت نمی‌کنم. بلکه امام مهدی ناصر محمد یمانی خلیفه خدا در زمین است تا در سراسر عالم صلح برپا کند وعدالت میان مسلمانان و کافران برقرار نماید. در قبول دین اکراه و اجباری در کار نیست، ولی باید برای پایان دادن ظلم انسان به برادر انسانش؛ در برابر احکام خدا تسلیم باشید. اما درمورد ایمان به خداوند رحمن؛ هرکس می‌خواهد ایمان بیاورد و هرکس می‌خواهد کافر شود. کار ما این است که حق آمده ازنزد پروردگارتان را به شما ابلاغ کنیم و حساب شما با خداوند است. خداوند بهشت را برای شکرگزاران و آتش را برای کافران قرار داده است. از خداوندی بترسید که در پیشگاه او جمع خواهید شد، ای امت‌های جن و انس و از هر جنسی!... و فرموده خداوند تعالی را به یاد داشته باشید:
    {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۚ قُلْ إِنَّ اللَّـهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿۳۷﴾ وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴿۳۸﴾ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ ۗ مَن يَشَإِ اللَّـهُ يُضْلِلْـهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿۳۹﴾ قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّـهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّـهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿۴۰﴾ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ ﴿۴۱﴾ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ﴿۴۲﴾ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَـٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿۴۳﴾ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ ﴿۴۴﴾ } صدق الله العظيم [الأنعام].
    و خداوند تعالی می‌فرماید:
    {
    حم ﴿۱﴾ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿۲﴾ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ﴿۳﴾ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴿۴﴾ أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا ۚ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴿۵﴾ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿۶﴾ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ ﴿۷﴾ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿۸﴾ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ ﴿۹﴾ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿۱۰﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿۱۱﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿۱۲﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ﴿۱۳﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿۱۴﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿۱۵﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿۱۶﴾ } صدق الله العظيم [الدخان].
    [موعد نزول ] عذاب خدا از بالای سر و زیرپایتان نزدیک شده است؛ چه کسی جز خداوند ارحم الراحمین قادر به بازگرداندن و رفع کردن آن است؟ آیا از مکر خداوند واحد قهار خود را در امان می‌دانید؟ ای مردمانی که نسبت به دعوت برای پیروی از ذکر [قرآن عظیم] کافرید! کتابی که رساله خداوند برای تمام بشریت است. شاید یکی از کافران بخواهد بگوید: «ناصر محمد! کشورهای مسلمان با این که به قرآن عظیم ایمان دارند به دعوت برای حکمیت براساس قرآن پاسخ نمی‌دهند؛ پس چرا کسانی که به قرآن کافرند را ملامت می‌کنی؟» امام مهدی ناصر محمد یمانی در پاسخ به همه‌ی پرسشگران می‌گوید: ای مردم! از ذکر [قرآن] تنها خط آن باقی است و از اسلام تنها نامش؛ پس بین شما و دولت‌های مسلمان و رهبران آن که از حکمیت بر اساس قرآن عظیم سرباز می‌زنند؛ فرقی وجود ندارد. آنها هم مثل شما هستند؛ قومی مجرم...مگرکسی که توبه کرده و با انابه به درگاه پروردگارش رو کند و دعوت به حکمیت براساس کتاب را استجابت نماید که او از خردمندان است و از بهترین موجودات. و اما بدترین موجودات کسانی هستند که از دعوت به حکمیت براساس کتاب خدا قرآن عظیم رومی‌گردانند. ای جماعت مسلمانان و کافران که از اعتصام به حبل الهی قرآن عظیم [عروة الوثقای بدون گسست] روگردانید! از عذاب شدید خدا به کجا می‌گریزید؟ اما کسانی که به چیزی جز قرآن تمسک جویند؛ مانند کسانی هستند که به تاری از لانه عنکبوت آویخته باشند و خانه عنکبوت سست‌ترین خانه‌هاست اگر که بدانند...
    ای عالَم! آن چه که امام مهدی ناصر محمد یمانی می‌نویسد، تنها رئوس برخی از مطالب و دانش علمی اوست
    . من شما را فریب نمی دهم [و در شما توهم ایجاد نمی‌کنم] که [گمان کنید] به اذن خدا از شما داناترم؛ بلکه با برهان علمی ملجم از قرآن عظیم محفوظ از تحریف، شما را به چالش می‌کشم؛ کتابی که ذکر شما و پدران گذشته شما در آن است و خبر شما و کسانی که قبل از شما بودند و بعد از شما خواهند بود در آن آمده است. برای همین ما حوادثی را برایتان تشریح می‌کنیم که هنوز رخ نداده‌اند و این به خاطر آگاهی ما از سنت الهی درمورد کسانی است که در هر زمان و مکانی از دعوت حق پروردگارشان روگردانده‌اند. در سنت خدا تبدیلی نیست و این سنت‌ها درمورد اقوام پیشین جاری شده است.
    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    عبد الله وخليفته المنتظَر المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني
    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 240697 من موضوع قِصَة هُدَى مَلِكَة سَبَأ وقَومَها وإسلامَهم مَع نَبي الله سُلَيمان بِسَبَب حِكمَة طائر الهُدهُد ..

    - 2 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    25 - محرم - 1438 هـ
    26 - 10 - 2016 مـ
    08:00 صباحاً
    (بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى)

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=240686

    ــــــــــــــــــــ



    عاجل من الإمام المهديّ إلى كافة إخوته في الدم من حواء وآدم في العالم وإلى كافة الأمم ما يَدِبّ أو يطير بجناحيه من الأمم
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين في الأمم من الإنس والجنّ ومن كل جنسٍ؛ كُلٌّ قد علم صلاته وتسبيحه ممن آمن بالله ورسله، صلوات ربي على كافة المؤمنين من جنوده في ملكوته أجمعين ما يدبُّ منهم أو يطير، فاستجيبوا للدّاعي إلى عبادة الله وحده لا شريك له باتِّباع رضوان الله الذي خلقكم بالحقّ لتعبدوه وحده لا شريك له، وما خلقكم الله عبثاً، واعلموا أنكم إليه تُحشرون. تصديقاً لقول الله تعالى في محكم القرآن العظيم عن فتوى الخالق إلى خلقه أجمعين في قول الله تعالى:
    {وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (29) وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ قَالَ أَلَيْسَ هَٰذَا بالحقّ ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَرَبِّنَا ۚ قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (30) قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ ۚ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (31) وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (32) قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ۚ وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34) وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ ۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ۘ وَالْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36) وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۚ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37) وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ ۗ مَن يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (39) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44)فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَىٰ قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِهِ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ۖ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (48) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (49) قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50) وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فلا تبْلَسوا من رحمة الله مهما كانت ذنوبكم واعلموا أنّ الله يغفر الذنوب جميعاً، إنهُ هو الغفور الرحيم. واستجيبوا لدعوة الله الرحمن في محكم القرآن إلى الرحمة والغُفران لذنوب عبيده المذنبين في الملكوت أجمعين تنفيذاً لأمر الله إليكم في محكم القرآن العظيم في قول الله تعالى:
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59) وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ (60) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (61) اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (63) قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ (66) وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)} صدق الله العظيم [الزمر].

    أيا عباد الله في الملكوت، تاالله إنّ الهدى هدى الله كونه يحول بينكم وبين قلوبكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {ذَٰلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ (18) إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ۖ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21) ۞ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ (23) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)} صدق الله العظيم [الأنفال].

    وربّما يودّ أحد العبيد في ملكوت الربّ أن يقول: "ما دام الله بيده الهدى وحده لا شريك له كونه يحول بين العبيد وقلوبهم أجمعين أليس ذلك ظُلماً لمن لم يهدِ الله قلوبهم لداعي الخلائق إلى الخالق لتحقيق الهدف من خلقهم ليعبدوا الله وحده لا شريك له؟". فمن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر من محكم الذّكر وأقول قال الله تعالى:
    {مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (46)} صدق الله العظيم [فصلت].

    فمنكم الإنابة إلى ربكم طالبين من ربّكم الذي يحول بين المرء وقلبه أن يهدي قلوبكم إلى صراط العزيز الحميد، فمنكم الإنابة ومن الله الهدى. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ (13) وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ (14) فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ ۖ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ۖ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ ۖ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ۖ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ۖ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15)} صدق الله العظيم [الشورى].

    فتذكروا قول الله تعالى:
    {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ (13)} صدق الله العظيم، فمن تاب وأناب إلى الربّ هادي القلب جعل الله في قلبه نوراً فإذا هو مبصرٌ الحقّ من ربّه، ومن لم يجعل الله لهُ نوراً فما له من نورٍ، فلا ولن يبصر دعوة الحقّ من ربه الحقّ كونه كالأعمى كمثل من يقف ليلاً تحت سماءٍ ذات سحابٍ أسود في ظُلماتٍ في بحرٍ لُجيٍّ في ظلماتٍ ثلاث ظُلمة الليل وظُلمة السحاب وظلمة البحر، فهل ترونه يكاد أن يبصر كفّ يده شيئاً لو جعلها أمام وجهه؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ (40) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ ۖ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (42)} صدق الله العظيم [النور].

    فاتّقوا الله يا عباد الله، ألا والله الذي لا إله غيره لا ولن تبصروا نور البيان الحقّ للقرآن حتى تستخدموا عقولكم كما يستخدم الطير الذي هداه الله عقله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ ۗ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ۚ ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ ۚ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16) وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)} صدق الله العظيم [الزمر].

    واعلموا أنّ الله هدى ملكة سبأ العُظمى اليمانيّة بحكمة عقلِ طيرٍ؛ ذلكم طائر الهدهد الحكيم رسول نبيّ الله سليمان عليه الصلاة والسلام إلى مملكة سبأ اليمانيّة، واعلموا أنّ الله هدى الشعب اليماني السبأيّ ذي القوة والبأس الشديد بحكمة استخدام عقل امرأةٍ؛ ملكة سبأ الحكيمة، فهدت قومها أجمعين بالعقل والحكمة فجعلتهم يُسلمون أجمعين برسالةٍ فقط، ولذلك لم يسافروا إلى نبيّ الله سليمان إلا وقد آمنوا أجمعون وكفروا بعبادتهم للشمس وأسلموا لله ربّ العالمين، حتى إذا عاد طائر الهدهد بالخبر أنّ اليمانيّين وملكتهم أسلموا جميعاً لله ربّ العالمين وحده لا شريك له. ولذلك أراد نبيّ الله سليمان عليه الصلاة والسلام أن يختبر حقيقة ما رجع به من الخبر طائرُ الهدهد أنهم وملكتهم أسلموا جميعاً لله ربّ العالمين، ولذلك أراد نبيّ الله سليمان أن يختبر إسلامهم لربهم ولذلك بعد أن جاءه طائر الهدهد بالخبر فمن ثم نادى نبيّ الله سليمان إلى اجتماع مجلس الشورى من الإنس والجنّ والطير. وقال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا ۖ وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ (26) ۞ قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) اذْهَب بِّكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ (32) قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33) قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ (34) وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35)فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37) قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41) فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42)} صدق الله العظيم [النمل].

    ألا وإنّ البُرهان المبين في محكم القرآن العظيم أنّ الشعب اليمانيّ السّبأيّ حقاً أنّهم أسلموا لله ربّ العالمين أجمعون من قبل أن يروا نبيّ الله سليمان وجنوده فتجدون البُرهان المبين في قول الله تعالى:
    {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38)} صدق الله العظيم.

    فذلك بُرهانٌ مبينٌ أنهم حقاً أسلموا لله ربّ العالمين من قبل أن يروا سليمان وجنوده كون طائر الهدهد ردّ على نبيّ الله سليمان الخبر بأنّ ملكة اليمن والشعب اليماني قد أسلموا جميعاً لله ربّ العالمين، ولذلك قال نبيّ الله سليمان:
    {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38)} صدق الله العظيم. بسبب حكمة طائر الهدهد الذي أجبر ملكة سبأ اليمانيّة أن تستخدم عقلها فهداها الله بنورٍ من عنده وهو نور البصيرة من بعد استخدام العقل فأبصرت أنّ الذي خلق السماوات والأرض والشمس والقمر والبشر هو الأحقّ بالعبادة وأبصرت أنّها ظلمت نفسها وقومها بعبادة الشمس من دون الله، ولذلك أَقرَّ واعترف نبيّ الله سليمان بعلمها بالحقّ حين رمشت بعينها لنبيّ الله سليمان أن لا يفتن قومها من بعد إيمانهم بالله ربّ العالمين بسبب إحضار عرشها العظيم المصنوع من أغلى الحُليّ والمرصّع بالألماس الذي تركته وراءها في اليمن في مملكة اليمن بالقصر الملكي بديوان مجلس الشورى، ومن حول القصر الملكي حرسٌ شديدٌ. فهنا الفتنة إذ خشِيتْ على قومها الفتنة أن يقولوا: "كيف تمّ إحضار العرش إلى سليمان وهم تركوه وراءهم! فكيف سبقهم عرش ملكتهم إلى سليمان؟". ثم يقولوا لملكتهم التي أقنعتهم بالإسلام من قبل لاتّباع نبيّ الله سليمان ثم خشيت عليهم من الفتنة كون على أبواب القصر وأسواره حرساً شديداً، ولذلك خشيت عليهم ملكتهم العليمة أن يُفتنوا بسبب إحضار العرش وهم متأكدون أنّهم تركوه وراءهم خلف أبواب القصر الملكي، فمن ثم يقولون: "إن هذا لساحرٌ عليمٌ يُخيّل إلينا أنّ هذا عرش ملكتنا ونحن تركناه وراء الأبواب وعلى الأبواب حرسٌ شديدٌ، فكيف يسبقنا العرش إلى سليمان ونحن تركناه وراءنا!".

    ولكن ملكة اليمن أنقذت الوفد الذين معها من الفتنة في النهاية كما هدتهم في البداية حين آمنوا وأسلموا لله ربّ العالمين أجمعون بسبب حكمتها ودهائها من قبل أن يروا نبيّ الله سليمان وجنوده وملكه العظيم، فحين رأت عرشها قد تمّ إحضاره إلى نبيّ الله سليمان برغم أنها تركته وراءها فحين رأت عرشها سبقها ما زادها ذلك إلا إيماناً وتثبيتاً وعلماً وعلمت علم اليقين أنهُ هو عرشها الذي تجلس عليه بالديوان الملكي في مملكة سبأ اليمن العظمى لا شكّ ولا ريب، ولكنها لا تريد فتنة قومها فتقول أنهُ هو ولذلك رمشت بعينها للسائل أن لا يفتن قومها فوضعت يدها على العرش وقالت: "كأنهُ هو"، فهنا أقرّ السائل بعلمها من ربها، واتّقوا الله ويُعلّمكم الله، ولذلك أقرّ السائل معترفاً بعلمها في نفسه فقال: "وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين". وقال الله تعالى:
    {قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41) فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42)} صدق الله العظيم [النمل].

    فهنا تجدون الدهاء بين الطرفين وعلمهم في علم الهدى، فكذلك نبيّ الله حريصٌ على عدم فتنتهم؛ ملكة سبأ وقومها، وأن لا تلمس عرشها بيديها فتقول: "إنّ هذا لسحرٌ مبينٌ!" لو لم يأمر بإزالة فصوص الألماس منه إذ خشي أن لا تجرؤ أن تلمسه بيديها فتظنّهُ سحراً مبيناً هي وقومها، كون جميع الذين كفروا بآيات المعجزات من ربّهم ما كانت حجّتهم الباطلة إلا أن يقولوا عن الحقّ من ربّهم على الواقع الحقيقي إن هذا إلا سحر مبين ثم لا يهتدون كونهم لم يتأكدوا بالملمس على الواقع الحقيقي، وأولئك قومٌ لا يهتدون كونهم لم يميّزوا بين السحر والمعجزة يلمسونها بأيديهم حتى يتبيّن لهم حقائق آيات ربهم على الواقع الحقيقي، كونهم يظنونها سحراً مبيناً، كون سحر التخييل تستطيعون أن تكشفوا حقيقته بلمسه بأيديكم لتعلموا أحقٌّ هو على الواقع الحقيقي أم مجرد سحر التخييل في أعينكم. ولذلك قال الله تعالى:
    {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ (7)} صدق الله العظيم [الأنعام]. ولذلك أمر نبيّ الله سليمان بتنكير عرشها قليلاً بإزالة شيءٍ من فصوصه الأماميّة ذات الرونق واللمعانٍ والجمالٍ. وتلك حكمة من نبيّ الله سليمان حتى تتجرّأ فتقترب من عرشها فتلمسه بيديها.

    فمن ثم جلست عليه بعد إذ رمشت للسائل بعينها اليسرى كي يفهم أنّها لا تريد فتنة قومها بالإقرار أنّه هو حتى لا يقولوا: "بل نحن قومٌ مسحورون" فينقلبوا على أعقابهم خاسرين من بعد إيمانهم، كون الذين لا يهتدون من الذين كفروا بآيات ربّهم ما كان ردهم على آيات المعجزات الحقّ من ربهم إلا أن قالوا: "إن هذا إلا سحرٌ مبينٌ". وأولئك قومٌ لا يهتدون وهم الذين لا يتفكّرون بعقولهم. ولذلك قال نبيّ الله سليمان:
    {قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41)} صدق الله العظيم. ولكنها من المهتدين، ولذلك لم تُنكر أنهُ هو فرمشت بعينها للسائل أنهُ هو، فمن ثم استدارت نحو قومها وجلست على عرشها متبسمةً ضاحكةً مستبشرةً وقالت: "كأنّهُ هو!". برغم أنها علمت علم اليقين أنه هو ولكنها لا تريد فتنة قومها حتى إذا عادوا إلى اليمن ثم لا يجدوا العرش في القصر الملكي بديوان مجلس الشورى فمن ثم يعلموا علم اليقين أنّه هو من بعد رجوعهم من رحلة البيعة العامة، فيعلموا أن ذلك من آيات الله عجباً فيزدادوا إيماناً وتثبيتاً. وأنقذت شعبها بالإيمان بالرحمن واتّباع نبيّ الله سليمان صلّى الله عليه وعليها وعلى الذين آمنوا معها أجمعين وأسلّم تسليماً من اليمانيين الذين كانوا يستخدمون العقل فيهديهم الله برسالةٍ.

    ولربّما يودّ أحد الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور أن يقول: "آه آه يا إمامي لكم تُخبئ علينا من العلم والحكمة، ألا تفصّل لنا كيف استطاع طائر الهدهد أن يجبر ملكة سبأ على أن تتفكر بعقلها؟". فمن ثمّ نردّ على السائلين بالحقّ الإمامَ المهديّ ناصر محمد اليماني ونقول: كان معبد ملكة سبأ عديد الفتحات المستديرات شرقيّةٍ وأخرى غربيّةٍ، وجاء رسول نبيّ الله سليمان طائر الهدهد وحضر إلى المعبد في ميقات الظلّ قُبيل شروق الشمس قبل أن تحضر ملكة سبأ إلى معبدها للسجود للشمس المشرقة أمام فتحات المعبد، وكان سبب حضور الهدهد في ميقات الظلّ باكراً عليه الصلاة والسلام حتى لا ترى الملكة الرسالة أنّه جاء حاملها معه فتظنّ أنّ مثل طائر الهدهد كمثل الحمام الزاجل الذي يحمل الرسالات، ولكنّ طائر الهدهد المؤمن أراد أن يُجبر الملكة أن تستخدم عقلها كونها لن تفهم منطِقه لو ينطق لها فينصحها أن لا تسجد للشمس ولا القمر؛ بل وتعبد الله الذي خلقهم. فانظروا الى قول الهدهد واحتقاره لكافة الكفار الذين لا يعبدون الله الواحد القهار، فتدّبروا انتقاد طائر الهدهد في محكم القرآن العظيم. قال:
    {إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ (26) ۞ قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) اذْهَب بِّكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28)} صدق الله العظيم [النمل].

    ولذلك حضر طائر الهدهد الغاضب باكراً في ميقات الظلّ حين أزيز العصافير قبل أن تحضر الملكة إلى المعبد للسجود للشمس من بعد شروقها فوجدت الهدهد في انتظارها واقفاً في النافذة الدائريّة التي تشرق الشمس من مقابلها تماماً في ذلك اليوم وحطّ الرسالة من منقاره فجعلها في رجليه فكمش عليها بأصابع رجليه كون فتحات المعبد مرتفعة فهي لا تشاهد الرسالة تحت رجليه، وأرادت السجود للشمس قُصاد الفتحة التي أشرقت الشمس بمقابلها تماماً في ذلك اليوم ولكنها وجدت طائر الهدهد واقفاً بتلك الفتحة، وأرادت أن تنشّ بيدها على طائر الهدهد ليطير فرسخ رسوخ الجبال ولم يخف منها فيطير، فأدهشها أمر هذا الطائر الذي لم يخف منها، فمن ثم تركت النافذة التي يقف بينها وبين الشمس المشرقة فأرادت أن تسجد من أمام الفتحة التي بجانب فتحة الهدهد، فإذا هو يغيّر موقعه فيلتوي للفتحة الأخرى فيقف بين الملكة والشمس، ثم أدهشها كذلك أمر هذا الطائر، فمن ثم حاولت أن تسجد من الفتحة التي تليها برغم أنها بشكلٍ مائلٍ قليلاً ولكنها تستطيع رؤية الشمس، ولكن طائر الهدهد كان يحول بينها وبين السجود للشمس! ثم أرادت أن تسجد من الفتحة التي تليها ثم فإذا بالهدهد يطير فيلتوي في كافة الفتحات الشرقيّة فيحول بينها وبين السجود للشمس. فمن ثمّ أدهشها الأمر كثيراً من حركات هذا الطائر فلماذا يمنعها من السجود للشمس؟ فمن ثم مكثت تتفكّر بعقلها فقالت في نفسها: "إنّ هذا الطائر لا ينبغي له أن يفعل هذه الحركات فيحول بيني وبين السجود للشمس إلا وهو يرى أنّني وقومي على ضلالٍ مبينٍ". ورأت أنّها وقومها اتّبعوا أسلافهم الاتّباع الأعمى دون أن يستخدموا العقل والمنطق أنّ الذي خلقهم خلق الشمس والقمر، فعلمت أنه هو الأحقّ بالعبادة سبحانه عمّا يشركون وتعالى علواً كبيراً.

    حتى إذا شاهد طائر الهدهد الدموع تسيل على خدّها من الخشوع لربّها بالوحدانيّة فمن ثم ألقى إليها بالرسالة من نبيّ الله سليمان، فبرغم اختصارها بكلماتٍ قليلةٍ ولكنها قد أصبحت من الموقنين كونها أبصرت الحقّ بنور من ربها بسبب استخدام العقل والإنابة إلى ربها ليهدي قلبها، ولكنها فكرت أنها لو تخبر قومها بأنّها أسلمت لله ربّ العالمين فاجتنبت عبادة الشمس فحتماً سوف يكون ذلك على قومها كالصاعقة فينقلبون عليها ثائرين، فمن ثم طبّقت مجلس الشورى كعادتها فوجدتهم مستعدين لقتال الملك سليمان وجنوده بكلّ قوةٍ وبأسٍ شديدٍ. فقالت لهم: "إنّ الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزّة أهلها أذلةً، فلا يغتر الإنسان بقوته وهو يجهل قوة عدوّه فربما يهزمه عدوّه، فلنفرض أننا خضنا حرباً شرسةً مع الملك سليمان فلربما يهزمنا فمن ثم يكون الأعزّاء في مملكة سبأ أذلةً، فالضحية أنا وأنتم يا معشر مجلس الشورى الملكيّ". وبما أنهم قالوا :"فالأمر إليك فانظري ماذا تأمرين"، فمن ثم أردفت قائلةً: "فلنفترض أننا خضنا حرباً فانتصرنا على الملك سليمان لو غزانا فلا بدّ من تضحياتٍ بمالٍ كثير وأرواح جنودٍ مخلصين لنا في القتال، فأرى أن أفتديهم بهديةٍ مغرية جداً؛ قافلةً محمّلةً بسبائك الذهب أطناناً موزعةً على ظهور القافلة، فناظرةٌ بما يرجع المرسلون. بشرط أن نتفق من الآن إذا لم يقبل هذه الهدية المغريّة جداً فقد علمنا أنه حقاً نبيٌّ من ربّ العالمين وإن قبلها فقد علمنا أنّه ملكٌ من ملوك الأرض الطمّاعين في الملك والمال فنتخذه صديقاً لنا فنكون نحن وهو يداً واحدةً على خصمنا وحلفاً بيننا وبينه، فالمال يفديني ويفديكم فلا بدّ من الخسارة والتضحيات لو خضنا حرباً مع الملك سليمان فربما نخسر أضعاف هذه الهدية المغرية، والمهم هذا شرطٌ بيننا نتفق عليه من الآن أنّه إذا لم يقبل الهدية فقد علمنا أنّه حقاً نبيّ ولن نستطيع فتنته بجبلٍ من ذهبٍ.

    حتى إذا اتّفقت مع قومها على ذلك فمن ثم جهزت قافلةً كثيرة الجِمال تحمل سبائك الذهب أطناناً لو اجتمعت! فانطلقوا بهديتهم نحو سليمان حتى إذا وصل قائد القافلة مع حشدٍ من فرسانه لحراسة القافلة حتى وصولها فخاطب نبيّ الله سليمان فأخبره بالهدية العظمى من ملكة سبأ فوجدوا رداً لم يكونوا يحتسبه قومها إلا الملكة. وقال نبيّ الله سليمان:
    {فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36)} صدق الله العظيم [النمل].

    حتى إذا رجعوا بالهدية أخبرتهم بما فعل ذلك الطائر وأنها قد آمنت من قبل إرسال الهدية وإنما تريد أن يطمئن قلبها وسبق الشرط بيني وبينكم أنه إذا لم يقبل الهدية المغرية فقد تبيّن لنا أنه ليس من ملوك الدنيا طالبين المال والسلطان؛ بل نبيّ من الرحمن. ثم آمنوا كلهم أجمعون وأسلموا جميعا لله ربّ العالمين حتى إذا شاهدهم طائر الهدهد أعرضوا عن عبادتهم للشمس وأسلموا لله ربّ العالمين ومن ثم أيضاً قررت الملكة زيارة نبيّ الله سليمان وتقديم البيعة فانطلق طائر الهدهد إلى أرض الشام ليخبر نبيّ الله سليمان بالخبر السّار أنّ ملكة سبأ وقومها قادمون مسلمون لله ربّ العالمين. ولذلك أعلن نبيّ الله سليمان اجتماعاً طارئاً وقال:
    {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38)} صدق الله العظيم. كون طائر الهدهد عليه الصلاة والسلام قد أخبر نبيّ الله عليه الصلاة والسلام أنّ ملكة سبأ وقومها قد أسلموا جميعاً وأخبره الهدهد أنّ الملكة قد أسلمت من قبل أن تبعث إليه بالهدية.

    أفلا تعقلون يا معشر اليمانيّون اليوم؟ فلماذا تعرضون عن داعي الحقّ من ربكم خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني؟ فاستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى الكتاب يا معشر الأحزاب ذلكم القرآن العظيم إن كنتم به مؤمنون، ولا تقبلوا مني كلمةً واحدةً لم تجدوها في كتاب الله القرآن العظيم، فلا وحيٌّ جديدٌ؛ بل نقيم الحجّة عليكم بالبيان الحقّ للقرآن المجيد لنهديكم به إلى صراط العزيز الحميد، فاتقوا الله وأطيعوني وجيرانكم وكافة الناس أجمعين، ما لم فإنّي الإمام المهديّ أعلن التحدي لكافة الأحزاب المختلفون أن لن يجدوا حلاً لقضية اليمن وغيرها حتى يحكّموا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلّموا تسليماً... اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

    فكذلك بلّغوا بياني هذا يا معشر الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور لعلّه يحدث لهم ذكراً فيكونوا من الشاكرين مسلمو هذه الأمّة في العالمين، كون الله بعث الإمام المهديّ في قدر عصرهم ذلك فضلٌ من الله عليهم عظيم، فليكونوا من الشاكرين جميع أمم هذا العصر، وإن أبوا فأبشّرهم بعذابٍ نُكرٍ ليلة يُظهر الله خليفته على كافة الأمم بعد إذ يَهلك من هَلكَ عن بيّنةٍ ويحيى من حيَّ عن بيّنةٍ، والحكم لله وهو أسرع الحاسبين.

    ويا أيها الزعيم علي عبد الله صالح، ألم ترفع القرآن العظيم عام 2011 بيمينك داعياً الأحزاب إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم؟ فلماذا لا تدعوهم اليوم إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم وقد صار الشعب اليماني إلى ما صار إليه من الخراب؟ من خراب الأحزاب بداخل اليمن ودمارٍ من قِبَلِ دول الجوار! فكم هلكت أنفسٌ وكم تيتّم من أطفالٍ وكم ترمّلت من نساءٍ وكم أبكيتم أعين كثيرٍ من النساء والأطفال! أفلا تتقون؟ فاتقوا الله وأطيعوني لعلكم تُرحمون.

    و يا صاحب السمو الملكي سلمان ومحمد بن سلمان وآل نهيان وآل مكتوم ومن معهم، اتّقوا الله الرحمن واستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى القرآن.

    ويا معشر أصحاب ثورات الخراب العربي منذ عام 2011 حسب تاريخكم، فهل رأيتم أن وضع البلاد تحسّن من أسوأ إلى أحسن أم من أسوأ إلى أسوأ إلى أسوأ، ثم إلى الأسوأ حتى تسلّموا للحقّ تسليماً أو يظهر الله الواحد القهار المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني في ليلةٍ. واعلموا أنكم لا تعجزون الله الواحد القهار الذي اصطفى خليفته واختار المهديّ المنتظَر ناصر محمد من بين البشر أم تزعمون أنكم من يختار خليفة الله من دونه؟ فتذكروا قول الله الواحد القهار في محكم الذكر. قال الله تعالى:
    {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69) وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَىٰ وَالْآخِرَةِ ۖ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70)} صدق الله العظيم [القصص].

    ويا معشر الأحزاب الذين يحاولون أن يشروا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، لقد علمتم أنكم لا تستطيعون أن تفتنوا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بجبلٍ شامخٍ من ذهبٍ فلا ولن أنضمّ إلى أحزابكم ولا ولن أشارك في سفك دماء المسلمين؛ بل الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني خليفة الله في الأرض لتحقيق السلام في العالم كافةً ولإقامة العدل بين المسلمين والكافرين فلا إكراه في الدين، ولكن كونوا مسلمين لحدود الله التي ترفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان، وأما الإيمان بالرحمن فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، فعلينا بلاغكم بالحقّ من ربّكم وعلى الله حسابكم، وجعل الجنة لمن شكر والنار لمن كفر، فاتقوا الله الذي إليه تحشرون يا معشر الأمم من الإنس والجنّ ومن كلّ جنسٍ وتذكروا قول الله تعالى:
    {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۚ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37) وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ ۗ مَن يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (39) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقال الله تعالى:
    {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا ۚ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ (7) لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16)} صدق الله العظيم [الدخان].

    واقترب عذاب الله من فوقكم ومن تحت أرجلكم، فمن يصرفه عنكم غير الله أرحم الراحمين؟ فهل تأمنوا مكر الله الواحد القهار يا معشر البشر الكفار بدعوة الاتباع إلى الذكر القرآنَ العظيم رسالةَ الله إلى الناس كافة؟ وربّما يودّ أحد الكافرين بالقرآن العظيم أن يقول: "يا ناصر محمد، إنه لم يستجب لدعوة الاحتكام إلى القرآن دول المسلمين بالقرآن برغم أنهم به مؤمنون كما يزعمون، فلمَ تلومن علينا نحن الكافرون بالقرآن؟". فمن ثمّ يردّ على كافة السائلين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا معشر البشر لم يبقَ من الذكر إلا رسمه، والإسلام إلا اسمه، فلا فرق إذاً بينكم وبين المعرضين عن دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم من دول المسلمين وقاداتهم، مثلهم مثلكم؛ قومٌ مجرمون إلا من تاب إلى ربه وأناب واستجاب لدعوة الاحتكام إلى الكتاب وكان من أولي الألباب وأولئك هم خير الدواب وأمّا شر الدواب هم المعرضون عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم. فأين تذهبون من بأس الله يا معشر المسلمين والكافرين المعرضين عن دعوة الاعتصام بحبل الله القرآن العظيم ذلكم العروة الوثقى لا انفصام لها؟ وأما من اعتصم بما دون ذلك فمثلهم كمثل الذين اعتصموا بخيطٍ من بيوت العنكبوت، وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون.

    ويا عالَم، إنّ الإمام المهديّ ناصر محمد لا يكتب لكم إلا كلامَ رؤوسِ أقلامٍ من سلطان العلم، ولا نوهمكم بأنّي أعلمكم بإذن الله؛ بل أتحداكم بسلطان العلم الملجم ولكن من محكم القرآن العظيم المحفوظ من التحريف والتزييف ذكركم وذكر آبائكم الأولين فيه خبركم وخبر من كان قبلكم ونبأ ما بعدكم، ولذلك نفصّل لكم الأحداث تفصيلاً من قبل الحدث كوني أعلم عن سنة الله على المعرضين عن دعوة الحقّ من ربهم في كلّ زمانٍ ومكانٍ، ولن تجدوا لسنة الله تبديلاً، وقد مضت سنن الأولين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

    عبد الله وخليفته المنتظَر المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
    ________________


    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



  2. افتراضي ارایه دانش بیشتر در پاسخ به یکی از انصار پیشگام برگزیده عزیزم جناب «عوض احمد یعقوب» مکرم و محترم


المواضيع المتشابهه
  1. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-12-2023, 02:00 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-08-2020, 06:45 AM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-04-2019, 11:48 AM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-09-2016, 07:42 PM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 29-10-2015, 06:22 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •