الموضوع: ما هو سر وتفسير الأحرف المقطعة في اوائل سور القرآن الكريم؟

النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. افتراضي ما هو سر وتفسير الأحرف المقطعة في اوائل سور القرآن الكريم؟


    English فارسى Español Deutsh Italiano Melayu Türk Français

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    22 - 05 -1431 هـ
    06 - 05 - 2010 مـ
    08:32 مساء
    ــــــــــــــــــــ



    ردُّ الإمام الى أسد بني هاشم المحترم:
    الله أقسم لنبيّه بحرفٍ من حروف اسم الإنسان الذي سوف يعلّمه البيان الحقّ للقرآن ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلامُ على جدّي محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله الطيبين وسلم تسليماً، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمُرسلين وآلهم الطاهرين ولا أُفرق بين أحدٍ من رُسله، وأنا من المُسلمين لا أشركُ بالله شيئاً وأدعو إلى صراط العزيز الحميد على بصيرةٍ من ربي آيات مُحكمات من القرآن المجيد..

    ويا حبيبي في الله أسد بني هاشم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعلى كافة الأنصار السابقين الأخيار وأصلي عليكم وأسلمُ تسليماً، فكُن من الشاكرين أن بعث الله الإمام المهديّ في جيل أسد بني هاشم، وكُن من الأنصار السابقين الأخيار واتبع الإمام المهديّ وعقلك من أنصار الإمام المهديّ وشاهداً عليك بالحقّ، فنحنُ ندعوك إلى الحقّ ولا تتّبع ما يُخالف لعقلك، ولا ولن يتبع الإمام المهديّ وكافة الأنبياء والمُرسلين في جميع الأمم الأولى إلا أولو الألباب الذين يعقلون، ومن كان يستخدم عقله فقد بشَّره الله بالهُدى. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَبَشِّرْ‌ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    وأما الذين لا يعقلون فاتَّبَعوا الذين من قبلهم الاتّباع الأعمى ولم يستخدموا عقولهم ومن ثم أدركوا في الآخرة أنّ سبب ضلالهم ودخولهم النار هو اتّباع الذين من قبلهم اتّباعاً أعمى من غير أن يستخدموا عقولهم، ولذلك أفتوكم بالحقّ بناءً على تجربتهم:
    {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [الملك:10]. إذاً تبيّن لكم الحقّ أن أصحاب جهنم من الجنّ والإنس هم الذين لا يستخدمون عقولهم شيئاً. ولذلك قال الله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:179].

    فلا تكونوا من الذين لا يستخدمون عقولهم فيتدبرون القول من ربهم الحق؛ بل أنا الإمام المهديّ أدعوكم إلى ما يدعوكم إليه الله ورُسله أجمعين أن تستخدموا عقولكم. وقال الله تعالى:
    {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴿٢١﴾ إِنَّ شَرَّ‌ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].

    ويا أخي الكريم أسد بني هاشم، إنّما الإمام المهديّ مُجردُ عالمٍ من المُسلمين إلا أنّ الله يزيده بسطةً في العلم عليهم بسُلطان علم البيان الحقّ للقُرآن العظيم حتى يستنبط لكم حُكم الله الحقّ من محكم كتابه القرآن العظيم فيما كنتم فيه تختلفون، ولا ينبغي للإمام الحقّ من ربكم أن يتّبع أهواءكم حتى تصدّقوه فتتبعوه، وأعوُذ بالله أن أكون من الجاهلين، ولو يتبع الإمام المهديّ أهواءكم فلن أجد لي من دون الله ولياً ولا نصيراً، وإنما أدعو الناس إلى ما دعاهم إليه جدي محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يتبعوا القُرآن العظيم فنُحاجّهم بمُحكم القُرآن العظيم، فمن اهتدى فلنفسه ومن ضلّ فعليها. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا} صدق الله العظيم [الزمر:41]. وقال الله تعالى: {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ} صدق الله العظيم [النمل:92].

    وبالنسبة لحكم الفتوى عن رؤية الله جهرةً فقد جعل الله الفتوى الحقّ في آياتٍ بيّناتِ مُحكماتٍ هُنّ أمّ الكتاب في قلب وذات الموضوع بيّنات لعالمكم وجاهلكم لكُل ذي لسان عربي منكم إن كنتم تعقلون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿٢﴾ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْ‌آنًا عَرَ‌بِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [الزخرف]، وجعل حكمه في رؤية الله جهرة في آيات بيّنات لعالمكم وجاهلكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].

    ومن الآيات البيّنات في قلب وذات الموضوع عن الفتوى في رؤية الله جهرةً فقد طلب من الله نبيُّه موسى - عليه الصلاة والسلام - أن يراه جهرةً، ومن ثم أفتاه الله أنّه لن يرى ربه، ومن ثم أفتى الله نبيّه عن سبب عدم رؤية الله جهرة وذلك لأنه لا يتحمّل رؤية عظمة الله شيءٌ من خلقه أجمعين مهما كان عظيماً، فلا ولن يتحمل رؤية عظمة ذات الله العلي العظيم شيءٌ، وأراد الله أن يبيّن لنبيّه موسى عليه الصلاة والسلام بالبيان الحقّ على الواقع الحقيقي ليعلم نبيّ الله موسى أنه لا يتحمل رؤية عظمة ذات الله شيءٌ من خلق الله أجمعين حتى الجبل العظيم، ولذلك جعل الله البيان ليس لفظياً فحسب بل بياناً عملياً على الواقع الحقيقي، ولذلك قال الله لنبيه موسى:
    {انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي} صدق الله العظيم [الأعراف:143]

    فأصبحت الفتوى عن رؤية الله جهرة متوقفة على استقرار الجبل مكانه إن تحمّل رؤية عظمة ذات الله سُبحانه، فانظروا إلى النتيجة:
    {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:143]، فتبيَّن لنبي الله موسى الحقُّ على الواقع الحقيقي أنّه حقاً لا يستقر أمام رؤية عظمة ذات الله شيء من خلقه أجمعين لأنّ الله هو الأعظم من كل شيء في خلقه أجمعين ولن يستقر أمام رؤيته شيءٌ من خلقه إلا شيءٌ مثله، وليس كمثله شيء وهو اللطيف الخبير. ولما أدرك نبيّ الله موسى الفتوى الحقّ عن سبب عدم رؤية الله جهرة {قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف:143]. وقال الله تعالى: {ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].


    ويا أسد بني هاشم، وما بعد الحقّ إلا الضلال؟ وقال الله تعالى:
    {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} صدق الله العظيم [يونس:32]. ألا والله العظيم لو تعتصموا بهذه الفتوى الحقّ لما استطاع المسيح الكذاب أن يفتنكم عن ربكم الحقّ شيئاً كونه يُكلمكم جهرةً وأنتم ترونه، أفلا تتقون؟ وما كان للحقّ أن يتبع أهواءكم وإنما أتُّبِعُ البيان الحقّ للقرآن العظيم، فمن اهتدى فلنفسه ومن ضلّ فعليها، ألا وإن البيان للإمام المهديّ ليس مُجرد تفسيرٍ مثل تفاسيركم للقرآن العظيم بل بيان الإمام المهديّ هو تفصيل الكتاب يأتيكم به من الآيات البيّنات المُحكمات هُنّ أمّ الكتاب لا يزيغ عمّا جاء فيهم فيتبع ظاهر الآيات المُتشابهات إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ البيّن والمُفصّل في آيات الكتاب المُحكمات هُنّ أم الكتاب التي أمركم الله أن تتبعوهن. وأما المُتشابه من القرآن فأمركم فقط بالإيمان به أنه من عند الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

    ويا حبيبي في الله أسد بني هاشم، فهل ترى هذه الفتوى من الله في هذه الآية من المُتشابه؟ وقال الله تعالى:
    {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:143].

    {ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ويا أسد بني هاشم، أُشهِدُ الله أني أنا الإمام المهديّ وكفى بالله شهيداً الذي اصطفاني خليفتهُ عليكم وما كان لكم الخيرة من الأمر فتصطفون خليفة الله من دونه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [القصص:68].

    أم إنكم لا تعلمون لماذا قال الله تعالى لملائكته:
    {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة:31]؟ وذلك تصديقٌ لقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [القصص:68]، وليست الملائكة أعلم من ربِّهم، وما كان لهم الخيرة في اصطفاء خليفة الله آدم؛ بل قال الله تعالى: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} صدق الله العظيم [الحجر:29].

    وكذلك الإمام المهديّ خليفة الله المصطفى. أفلا تخافون من لعنة الله لو لم تطيعوا خليفته الذي اصطفاه عليكم؟ أفلا تعلمون عن سبب لعنة الله لعبده إبليس؟ وذلك لأنه أبى أن يسجد لأمر الله فيطيع خليفة الله المُصطفى عليهم. وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْ‌ضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَ‌ضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ‌ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٣٤﴾ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَ‌غَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَ‌بَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَ‌ةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٣٥﴾ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَ‌جَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ مُسْتَقَرٌّ‌ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٣٦﴾ فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّ‌بِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّ‌حِيمُ ﴿٣٧﴾ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٣٨﴾ وَالَّذِينَ كَفَرُ‌وا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ‌ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٣٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ويا أسد بني هاشم، إنّي أنا الإمام المهديّ آمركم أن تقتدوا بهُدى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏} صدق الله العظيم [آل عمران:31].

    ألا وإنّما الاتّباع هو أن تفعلوا ما يفعله فتُنافسوا محمداً رسول الله والمهديّ المنتظَر وكافة الأنبياء والمُرسلين في حُب الله وقربه، وإن أبيتم وقلتم: "فكيف نُنافس محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في حُبّ الله وقربه بل هو أولى بالله من جميع المُسلمين أن يكون هو العبد الأحبّ والأقرب إلى الله؟" ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهدي: فاشهدوا بالحق أنكم لم تقتدوا بهدي محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وقد أمر الله عبده ورسوله محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يقتدي بهدي كافة الأنبياء والمُرسلين وأولياء الله الصالحين من قبله أجمعين. وقال الله تعالى:
    {وَكَذَٰلِكَ نُرِ‌ي إِبْرَ‌اهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿٧٥﴾ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَ‌أَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَـٰذَا رَ‌بِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَ‌أَى الْقَمَرَ‌ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَ‌بِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَ‌بِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَ‌أَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَ‌بِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ‌ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِ‌يءٌ مِّمَّا تُشْرِ‌كُونَ ﴿٧٨﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ‌ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِ‌كِينَ ﴿٧٩﴾ وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّـهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِ‌كُونَ بِهِ إِلَّا أَن يَشَاءَ رَ‌بِّي شَيْئًا وَسِعَ رَ‌بِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُ‌ونَ ﴿٨٠﴾ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَ‌كْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَ‌كْتُم بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِ‌يقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٨١﴾الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٨٢﴾ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَ‌اهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ نَرْ‌فَعُ دَرَ‌جَاتٍ مَّن نَّشَاءُ إِنَّ رَ‌بَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿٨٣﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّ‌يَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُ‌ونَ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٤﴾ وَزَكَرِ‌يَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿٨٥﴾ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦﴾ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّ‌يَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَ‌ىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فانظروا لقول الله تعالى:
    {وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّ‌يَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَ‌ىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾} صدق الله العظيم، والسؤال الذي يطرح نفسه فهل أمر الله إلى رسوله {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} فهل الاقتداء بهم هو التعظيم فيجعل التنافس إلى الله حصرياً لهم من دونه؟ إذاً لأشرك بالله بسبب تعظيم عباده من دونه بغير الحقّ لو كان الاقتداء حسب عقيدة عُلماء المُسلمين والنصارى الذين يعظِّمون أنبياء الله من دونه فيجعلون الله حصرياً لهم ويتخذونهم شُفعاءهم عند الله، ولن يجدوا لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً. بل الاقتداء بأنبياء الله ورُسله هو أن تحذوا حَذْوَهم فتفعلوا فعلهم، فإذا وجدتموهم يتنافسون إلى الله أيّهم أقرب فافعلوا مثلهم وانضمّوا إلى ركب العبيد المُتنافسين إلى الله الربّ المعبود. لا إله إلا هو إن كنتم إياه تعبدون. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورً‌ا ﴿٥٥﴾ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ‌ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَ‌بِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَ‌بُ وَيَرْ‌جُونَ رَ‌حْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَ‌بِّكَ كَانَ مَحْذُورً‌ا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء]، فقد علّمكم الله كيف يعبده أنبياؤه ورُسله: {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    فتذكروا قول الله تعالى:
    {وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّ‌يَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَ‌ىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾} صدق الله العظيم.

    فتذكروا قول الله تعالى:
    {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} صدق الله العظيم. فَلِمَ تأبوَن أن تقتدوا بهدى عباد الله الذين هداهم إلى الحقّ فتجدونهم في الكتاب يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ولن تجدوا الذين هدى الله من ذُرياتهم يفضلون آباءهم إلى الله بل يفضلون الله فيتنافسون إلى ربِّهم أيّهم أقرب لأنّه أحبَّ إليهم من آبائهم، فكيف يكون حبّ آبائهم أعظم من حبّهم لله فيذرون الله لآبائهم لو اعتقدوا أنه لا ينبغي لهم أن ينافسوا آباءهم في حبّ الله وقربه إذاً لأشركوا بالله وأحبط عملهم بسبب التعظيم لآبائهم وأولياء الله من دونه؛ بل تجدونهم جميعاً مُتنافسين إلى الله ويبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب، ولذلك أمر الله عبده محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يقتدي بهداهم. وقال الله تعالى: {وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّ‌يَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَ‌ىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقد عرّف الله لكم كيفية عبادتهم لربّهم وقال وأفتاكم عن عبادتهم الحقّ:
    {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    وكذلك الإمام المهديّ الذي بعثه الله ليعيدكم إلى عبادة الله ويأمركم أن تقتدوا بُهدى أنبياء الله ورُسله ويأمركم بما أمركم به الله ورسوله أن تعبدوا الله وحده لا شريك له فتبتغون إليه الوسيلة فتتنافسون في حُبّ الله وقربه إن كنتم تحبون الله ولا تعبدون إلا إياه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏} صدق الله العظيم [آل عمران:31]. فابتغوا إليه الوسيلة أيّكم أقرب. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].

    وكذلك قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [سلوا الله الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو] صدق عليه الصلاة والسلام.

    ولم يجعل الله الوسيلة حصريّاً لأنبياء الله من دونكم فقد أشركتم بالله يا من حصرتم الوسيلة لأنبياء الله ورُسله من دونكم، فقد أشركتم بالله بسبب تعظيم أنبياء الله بتعظيم المُبالغة بغير الحقّ، وإنّما هم عباد لله أمثالكم ولكم من الحقّ في الله ما لهم فلا فرق بينهم وبينكم إنما نحنُ بشر مثلكم منّ الله علينا وهدانا إلى الصراط المُستقيم ثم جعلنا من المُكرّمين، فإن فعلتم مثل الأنبياء والمرسلين وخليفة الله الإمام المهديّ واقتديتم بهدينا كرّمكم الله كما كرّمنا، وإن أبيتم فلن تهتدوا إلى الصراط المُستقيم ولن يغنوا عنكم من الله شيئاً، اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد. وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخو عبيد الله المُتنافسين إلى صراط العزيز الحميد الداعي بالقرآن المجيد
    عبد الله وخليفته؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــ



    - 2 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    09 - 06 - 1431 هـ
    23 - 05 - 2010 مـ
    07:35 مساءً
    ــــــــــــــــــ



    وتبيَّن لكم أنّ الوحي من الله بثلاث طرق..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    ويا أسد بني هاشم الذي يُجادلني بالقرآن، إليك سؤال المهديّ المنتظَر، وبما أنّك تريدُ أن تجعل ذكر الإنسان في القرآن هو بشكل عام فهل يمكن أن يكون الله يقصد رسولَه في قول الله تعالى:
    {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} صدق الله العظيمم [النحل:4].

    ونعلم جوابك أنّه يقصد فقط الكُفار بالحقّ. ونستنتج من ذلك: إنّ ذكر الإنسان يقصد به التخصيص وليس العموم، لأننا لو نطبقه على العموم لشمل هذا القول جميع الأنبياء والمُرسلين في قول الله تعالى:
    {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} صدقق الله العظيم، إذاً يقصد الكافر فقط المنكر للحقّ من ربه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} صدق الله العظيم [يس:78].

    وكذلك قول الله تعالى:
    {خَلَقَ الْإِنسَانَ ﴿٣﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [الرحمن]، فهو لا يقصد أنّه علم النّاس أجمعين البيان؛ بل يقصد إنساناً واحداً علّمه البيان الشامل للقرآن العظيم فيُعلمكم بالقلم ما لم تكونوا تعلمون، وذلك لأنه يخاطبكم بالقلم الصامت بالبيان الحقّ للقرآن في عصر الحوار من قبل الظهور إلى أجل مسمى. تصديقاً لقول الله تعالى: {اقْرَ‌أْ بِاسْمِ رَ‌بِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿١﴾ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢﴾ اقْرَ‌أْ وَرَ‌بُّكَ الْأَكْرَ‌مُ ﴿٣﴾ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤﴾ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿٥﴾} صدق الله العظيمم [العلق].

    فإذا أردت أن تطبق هذه الآية على الرسول عليه الصلاة والسلام؛ ولكنه أمّي ولم يعلّمه الله بالقلم؛ بل علّمه جبريل عليه الصلاة والسلام! إذاً فمن هو الإنسان المقصود بالضبط؟ وتجد رمز الجواب في قول الله تعالى:
    {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُ‌ونَ ﴿١﴾} صدق الله العظيم [القلم].

    وهنا تجد أنّ الله أقسم لنبيِّه بحرفٍ من حروف اسم الإنسان الذي سوف يعلّمه البيان الحقّ للقرآن حتى يتبيّن للناس أجمعين أنّ محمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ليس بمجنونٍ؛ بل جاء بالحقّ من ربّ العالمين، فيتمّ الله بالإنسان الذي علمه البيان الشامل للقرآن نوره ولو كره المُجرمون ظهوره.

    ويا رجل أفلا تعلم أن لكُلّ دعوى بُرهان والكذب حباله قصيرة؟ فإذا لم يكن ناصر محمد اليماني هو الإنسان المقصود الذي علمه الله البيان فلن يستطيع أن يهيمن عليكم بالبيان الحقّ للقرآن، أفلا تتقون؟ فلا تصدّ عن البيان الحقّ للقرآن الذي نُفصّله للناس تفصيلاً، ونُعلمهم ما لم يكونوا يعلمون، فإذا لم يكن ناصر محمد اليماني هو الإمام المهديّ الإنسان الذي علمه الله البيان الحقّ للقرآن فلن تجده يهيمن بالبيان الحقّ للقرآن على من يحاجه بالقرآن، وإذا كان ناصر محمد اليماني هو الإنسان الذي علّمه الله البيان الحقّ للقرآن فلن تجد أحداً يجادلني من القرآن إلا هيمنتُ عليه بالبيان من ذات القرآن بخيرٍ من بيانه وأحسن تأويلاً، فلكلّ دعوى بُرهانٌ وسوف أضرب لك على ذلك مثلاً في بيان قول الله تعالى.
    اقتباس المشاركة :
    وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في التوبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ‏ {‏فتلقى آدم من ربه كلمات‏} قال‏:‏ أي رب ألم تخلقني بيدك‏؟‏ قال‏:‏ بلى‏.‏ قال‏:‏ أي رب ألم تنفخ في من روحك‏؟‏ قال‏:‏ بلى‏.‏ قال أي رب ألم تسبق إلي رحمتك قبل غضبك‏؟‏ قال‏:‏ بلى‏.‏ قال‏:‏ أي رب أرأيت إن تبت وأصلحت أراجعي أنت إلى الجنة‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏
    انتهى الاقتباس
    انتهى تفسير القُرآن لأحد المفسرين.

    ولكنّي لا أعلم أنّ آدم تمَّ إرجاعه إلى الجنّة التي كان فيها؛ بل تاب الله عليه من النار، وإنّما يفسرون القرآن بروايةٍ مُفتراةٍ عن ابن عباس، وأُبْرِّئُ ابن عباس من رواية ذلك التفسير؛ بل هو مفترًى باسمه، وذلك لأنّ شياطين البشر يحاولون تحريف القرآن عن طريق رواياتٍ تخصُّ التّفسير حسب زعمهم، ولكني سوف آتيك بتأويل قول الله تعالى:
    {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم [البقرة:37].

    وسوف تجد الكلمات المقصودة بالضبط هي في قول الله تعالى:
    {قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23].

    وأما كيف تلقّى هذه الكلمات؟ وسوف نفتيك بالحقّ أنه تلقاها بوحي التّفهيم إلى القلب ليقولا ذلك. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء} صدق الله العظيم [الشورى:51].

    فأما البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا} أي ما كان للإنسان أن يكلمه الرحمن جهرةً إلا وحياً، ويقصد وحي التّفهيم إلى القلب بالإلهام. مثال قول الله تعالى: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:79]، وأما قول الله تعالى: {أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ} ويقصد بوحي التكليم من وراء حجاب، مثال قول الله تعالى: {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:164].

    وأما البيان لقول الله تعالى:
    {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء} ويقصد جبريل المُرسل من ربّ العالمين إلى من يصطفي ويختار. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21)} صدق الله العظيم [التكوير].

    وتبيّن لكم أن الوحي من الله بثلاث طرق وهي :

    1- وحي التفهيم مباشرة من الربّ إلى القلب.
    2- وحي التكليم من وراء حجاب.
    3- إرسال جبريل عليه الصلاة والسلام.

    تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء} صدق الله العظيم.

    ويا أسد بني هاشم، لقد كان ظني فيك خيراً بادئ الأمر ولكن! وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
    أخو المؤمنين؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ




    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  2. Lightbulb ما هو سر وتفسير الأحرف المقطعة في اوائل سور القرآن الكريم؟


    بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني عن سر الأحرف المقطعة في أوائل سور القرآن الكريم:



    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    10 - 06 - 1428 هـ
    25 - 06 - 2007 مـ
    12:36 صباحاً
    ــــــــــــــــــ


    المهدي المُنتظر يُبيّن للمُسلمين سرّ الأحرف في القُرآن العظيم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم - من المهديّ المُنتظر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المُطهّر وخاتم خُلفاء الله أجمعين الإمام ناصر مُحمد اليماني إلى جميع المُسلمين المؤمنين بهذا القُرآن العظيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأولين وفي الآخرين، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمُرسلين من أوّلهم إلى مسك ختامهم النبيّ الأُمّي رسول الله إلى الناس أجمعين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والسلام على من اتّبع الهادي إلى الصراط المُستقيم، ثم أمّا بعد..

    يا معشر عُلماء الأمّة، قد جعل الله القُرآن العظيم حُجّتي عليكم في بُرهان الإمامة أو حُجّتكم عليّ إذا لم أستطِع أن أقدّم لكم من القرآن بُرهان العلم والسُلطان لقوم يعلمون، ولن يدرك حقيقةَ البيان المُستهزئون ولا المُتكبّرون؛ بل الذين يتدبّرون البيان بالعقل والمنطق بتركيزٍ تامٍ بالفكر وبالبصيرة، فسوف يدركون هل ينطق اليماني بالحقّ أم كان من اللاعبين أو من الذين يقولون على الله بالظنّ ما لا يعلمون، والظنّ لا يغني من الحق شيئاً. فلا أكلمكم بالتأويل عن اجتهادٍ مني ثم أقول والله أعلم مُحتملاً الصح والخطأ، ولا بالقياس بل في نفس وقلب الموضوع، وتعلمون في القُرآن العظيم خمسةً وعشرين نبياً ورسولاً، ويعلم المهديّ المُنتظر ثمانية وعشرين نبياً ورسولاً. وقد يودّ أحد منكم أن يُقاطعني قائلاً: "من أين جئت لنا بثلاثة ونحن نعلم بأنّهم ليسوا إلا خمسة وعشرين نبياً ورسولاً؟". فأجيبه على الفور إنّهم رُسل الله الثلاثة في القصة المجهولة في القُرآن العظيم والذين أرسلهم الله إلى إحدى القُرى فجعل الله في قصتهم غموضاً فلم يُبيّن لكم في نفس القصة ما أسماء الرُسل أصحاب القرية ومن هم قومهم؛ بل جعلها الله قصةً مجهولةً كما تعلمون. وقال الله تعالى:
    {إِذْ أَرْ‌سَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْ‌سَلُونَ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [يس].

    وقد بيَّنا في خطاب سبق هذا بأنّهم هم أنفسهم أصحاب القصة المجهولة في سورة الكهف، وأذكِّرُكُم بهذا الخطاب السابق ومن ثم نزيده تفصيلاً وأكثر علماً.
    ___________


    بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى جميع المُسلمين في العالمين والصلاة والسلام على جميع أنبياء الله ورُسله إلى العالمين من أولهم إلى خاتم مسكهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ أمّا بعد.. وتالله لا أريدكم أن تكونوا ساذجين فتتّبعوني بغير علمٍ ولا هُدًى ولا كتابٍ مُنيرٍ، وبيني وبينكم والناس أجمعين هو القُرآن العظيم، فمن أيّده الله بسُلطانه فهو الغالب بالحقّ في القضايا التي بدأتكم في الحوار فيها، فأمّا أصحاب الكهف فعددهم ثلاثة ورابعهم كلبهم.

    ويا معشر المُسلمين ألم تجدوا قصةً في القُرآن جعل الله أصحاب هذه القصة مجهولين برغم أنّ القُرآن إذا تلى القصص يُفصّلها تفصيلاً ومن ثم يذكُر اسم النبي المُرسل إليهم وقريتهم؟ ولكنّنا نجد في القُرآن قصةً لقريةٍ مجهولة الموقع والاسم وقومها الساكنين فيها؛ بل قال أصحاب القرية إذ جاءها المُرسلون والتي أرسل الله إليها اثنين فكذبوهما فعزّزنا بثالث، وقال الله تعالى:
    {وَاضْرِ‌بْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْ‌يَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٣إِذْ أَرْ‌سَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْ‌سَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ‌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّ‌حْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَ‌بُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْ‌نَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْ‌جُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُ‌كُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْ‌تُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِ‌فُونَ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [يس].

    وهُنا يبتدئ المُتدبِّر للقُرآن لماذا هذه القصة جعلها الله غامضةً بالنسبة لأصحاب هذه القرية؟ فمن هم قومها؟ وما أسماء المُرسلين الذين أرسلوا إليها؟ فلا بُدّ أن يكون في هذه القصة سرٌ غير عادي من أسرار القُرآن العظيم والتي لا تزال غامضةً على عُلماء الدين والمُسلمين، وأنتم تعلمون بأنّ هُناك قصةً لأصحاب الكهف غامضةٌ فلا بُدّ أن تكون لها علاقة بهذه القصة لأصحاب القرية التي قصّها القُرآن علينا بدون ذكر قومٍ من أصحاب هذه القرية وما أسماء هؤلاء الرُسل الثلاثة الذين أُرسلوا إليها، فلماذا هذا الغموض برغم أنّها قصةٌ والقصص واضحةٌ في القرآن كمثل أحسن القصص قصة يوسف والتي كانت قصةً من البداية إلى النهاية، وكذلك جميع قصص القرآن إلا هذه القرية والتي ابتعث الله إليها اثنين فكذّبوهما فعززنا بثالث.

    ومن ثم تقومون بالمُقارنة أولاً في نوع التهديد والوعيد الذي خوّف أصحاب هذه القرية رُسلهم إن لم ينتهوا عن دعوتهم ويعودوا في ملتهم بأنهم سوف يرجمونهم ويمسّكم منّا عذابٌ عظيمٌ أو يعودوا في ملتهم تاركين دعوتهم:
    {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْ‌نَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْ‌جُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُ‌كُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْ‌تُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِ‌فُونَ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم.

    ومن ثم تنتقلون إلى قصة أصحاب الكهف تجدون بأنّهم تلقوا نفس هذا التهديد والوعيد:
    {إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا} [الكهف:20]. ومن بعد ذلك تقومون بمقارنة بين العدد الرقمي للرّسُل إلى هذه القرية والذي جعله الله واضحاً وجليّاً، وقال الله تعالى: {إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ} [يس:14].

    ومن ثم تنتقلون إلى العدد الرقمي لأصحاب الكهف والذي جعله الله أيضاً واضحاً وجليّاً لأهل التدبر والفكر بأنهم ثلاثة ورابعهم كلبهم. وقال الله تعالى:
    {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ} صدق الله العظيم [الكهف:22].

    فأمّا القول الحقّ هو القول الأول الذي سيقوله اليماني المُنتظر وأنصاره مما علمه ربّه ولم يكُن رجماً بالغيب.. لذلك قال الله تعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ}، ولم يَصِفْ الله هذا القول بأنّه رَجمٌ بالغيب؛ بل الأقوال التي قد قيلت من خمسةٍ إلى سبعةٍ وثامنهم كلبهم فهذه الأقوال رَجمٌ بالغيب من غير علمٍ ولا سُلطانٍ؛ بل بالظنّ والظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً، ولذلك قال تعالى: {وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ}، فهذه أقوال قد قيلت لذلك قال تعالى: {وَيَقُولُونَ} بمعنى أنّه قد قيل، إذاً هذه الأقوال قد قيلت فأصبحت فعل ماضٍ يا أصحاب اللُغة العربيّة، أما القول الحقّ هو القول الأول والذي لم يقله أحد ولا يزال في علم الغيب حتى يقوله المهديّ المنتظَر وأولياؤه لذلك لم يقل الله: يقولون ثلاثة رابعهم كلبهم؛ بل قال: {سَيَقُولُونَ} بمعنى أنّ هذا القول لم يُقَل بعد لذلك قال الله تعالى: {سَيَقُولُونَ} بمعنى أنّ هذاا القول لا يزال في علم الغيب ولم يُقَل بعد، وها هو قد جاء القول الحقّ وقيل، فهل أنتم مؤمنون؟

    ولو تدّبرتم قوله تعالى:
    {مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ} بمعنى أنّ القول الحقّ هو أقلّ الأرقام ؛ثلاثة ورابعهم كلبهم، ولا ينبغي أن يكون الرقم أقل من ذلك وذلك لأنّكم إذا نظرتُم في قول المخاطِب من أصحاب الكهف في التّخاطب فيما بينهم تجدونه لا يُخاطب واحداً بل اثنين، لذالك قال:: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِ‌قِكُمْ هَـٰذِهِ} [الكهف:19]. فهل تبيّن لكم بأنّي حقّاً أعلم الناس بعددهم والمُفتي في أمرهم؟ فهل أنتم مُصدقون؟ وكانن الإنسان أكثر شيء جدلاً!

    وهم نفس الثلاثة الرُّسُل إلى القرية المجهولة في القصة المجهولة الأخرى، وقد يُقاطعني أحدكم فيقول: "إنهم فتية آمنوا بربهم ولم يذكر بأنّهم رُسل". ومن ثم نقول له: لا بُدّ للفتية من داعٍ إلى الحقّ حتى اتّبعوه وذلك هو الرسول الأوّل فصدّقه أخواه الفتية اللذَيْن كان قد تكفل برعايتهما ذو الكُفل من بعد موت أبيهم وربّاهم تربيةً حسنةً ولذلك يُكنّى ذا الكُفل وليس ذلك اسمه، ومثلهم ومثل ذي الكفل كمثل موسى وهارون إلا إنّ هارون أكبر من موسى وقد تنزلت الرسالة على موسى وجعل الله معه أخاه هارون وزيراً فأرسلهم إلى فرعون، وقال الله تعالى:
    {فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَ‌سُولَا رَ‌بِّكَ} صدق الله العظيم [طه:47].

    وأما الرسالة فتنزّلت على موسى عليه الصلاة والسلام، وكذلك الفتية تنزَّلت الرسالة على أخيهم الأكبر فآمن الفتية بأمره، ومن ثم زادهم الله هُدًى فجعلهم أنبياء مع أخيهم إلى قريتهم، ألا إنّهم هم الأسباط ولم يكونوا هوداً أو نصارى بل أسباط ياسين عليه السلام، ألا إنّهم هم الثلاثة المُرسلون ومنهم إلياس بن ياسين، وأرجو من الله المغفرة بأنّي قُلت في خطاب سابق قولاً بالظنّ في اسم الرسول الذي آمن به أصحاب الكهف فقلت أنّه إدريس وهو لم يكن اسمه إدريس بل اسمه إلياس بن ياسين وإدريس واليسع إخوته وجميعهم على أبٍ يُدعى ياسين، فلا تجعلوا ذلك حُجّةً على ناصر اليماني كيف أنّه يقول في خطابٍ سابقٍ أنّ الرسالة نزلت على إدريس والآن يقول بل نزلت على إلياس فأجيبه فوراً فأقول: إن ذلك كان بسبب استعجالي بتأويل اسم الرسول لأصحاب الكهف فقلتُه بالظنّ وهذا هو القول الوحيد الذي قلته بالظنّ دون أن أعلم علم اليقين بأنّه حقاً إدريس من تلَّقى الرسالة، وكان من المفروض أن أنتظر لوحي التّفهيم من ربّي حتى يزيدني علماً بالبيان ما اسم الرسول الذي تلَّقى الرسالة هل هو إدريس أم إلياس. وقال الله تعالى:
    {وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْ‌آنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّ‌بِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴿١١٤﴾} صدق الله العظيم [طه]. وذلك لم يكن عتاباً لمحمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الذي أنزل الله عليه القُرآن بل عتاباً للذي آتاه الله البيان ناصر محمد اليماني فقد استعجلتُ في التأويل في ذلك قبل أن يعلّمني ربي بذلك بالسلطان والبرهان من القرآن، ولن أقول بالظنّ من بعد ذلك أبداً، ولم يكن خطأي كبيراً وإنّما جعلت أكبر الفتية إدريس ولم يكن أكبرهم بل أكبرهم إلياس بن ياسين عليهما الصلاة والسلام، وهو من تلقّى الرسالة، وأما أخوه إدريس فهو صدِّيقٌ نبيٌّ لأنّه صدّق أخاه إلياس بالرسالة، فقد زادني الله علماً في أسماء أصحاب الكهف وأيٍّ الرسول منهم الذي تلَّقى الرسالة من ربه، وذلك لأنّه لا يُمكن أن يأتوا بثلاثة كُتبٍ بل جاءوا بكتابٍ واحدٍ وهو الكتاب الذي نزل على رسول الله إلياس، ولذلك قال الله تعالى: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿١٢٣﴾ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ ﴿١٢٤﴾ أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُ‌ونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ ﴿١٢٥﴾ اللَّـهَ رَ‌بَّكُمْ وَرَ‌بَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿١٢٦﴾ فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُ‌ونَ ﴿١٢٧﴾ إِلَّا عِبَادَ اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ ﴿١٢٨﴾ وَتَرَ‌كْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِ‌ينَ ﴿١٢٩﴾ سَلَامٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ ﴿١٣٠﴾ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿١٣١﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    ألا أنهم هم الثلاثة الرسل الأسباط أي أسباط ياسين، وجميعهم أرسلهم الله إلى قريةٍ واحدةٍ وهي قريتهم ولم يؤتِهم الله إلا كتاباً واحداً وهو الكتاب المُنزّل علي رسول الله إلياس، والثلاثة الرُسل يدعون إلى ما جاء في كتاب رسول الله إلياس. ولذالك قال الله تعالى:
    {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَ‌اهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّ‌بِّهِمْ لَا نُفَرِّ‌قُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿١٣٦﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ألا أنّهم هم أسباط ياسين ولم يكونوا أسباط يعقوب ولم يكن من ذرية يعقوب غير رسول الله يوسف، ولكن الله قال الأسباط جمعاً وليس مفرده السبط يوسف عليه الصلاة والسلام، ثم بيّن الله في آية أخرى بأنّ الأسباط لم يكونوا هوداً أو نصارى. وقال تعالى:
    {أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ} صدق الله العظيم [البقرة:140].

    ونعلم بأنّ بني إسرائيل ينقسمون إلى اثني عشر قبيلة من ذرية الأسباط الاثني عشر، ولم يكن نبيّ الله يعقوب منهم؛ بل هو قبلهم وهم من ذُريته، ويعقوب من ذريّة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، واليهود والنصارى من ذرية الاثني عشر الأسباط. إذاً يعقوب لم يكن يهودياً ولا نصرانياً، وكذلك خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وكذلك الأسباط الثلاثة الأخوة الرُسل لم يكونوا من اليهود أو النصارى بل هم من ذرية ياسين أبا الثلاثة الأسباط، ولم يكن لهم علمٌ بهم ولا بإبراهيم، بل كان لهم علمٌ بمحمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل فهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، ولذلك قال الله تعالى:
    {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَ‌اهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَ‌اةُ وَالْإِنجِيلُ إِلَّا مِن بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٦٥﴾ هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَاا تَعْلَمُونَ ﴿٦٦﴾ مَا كَانَ إِبْرَ‌اهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَ‌انِيًّا وَلَـٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِ‌كِينَ ﴿٦٧﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ويا معشر عُلماء الأمة، تيقَّظوا لبيان الأحرف التي جاءت في أوائل تسع وعشرين سورة في القُرآن العظيم، فما ظنّكم بأن تكون تلك الأحرف وإنّها ليست كلماتٍ؛ بل أحرفاً على حِدَة؛ رموزاً لأسماء المُقسم بهم وهم ثمانية وعشرون نبيّاً ورسولاً والإمام
    (ن) هو التاسع والعشرون؟ ولكن الرمز لم يكن شرطاً أن يكون أول حرفٍ من الاسم المُقسَم به بل أيّ حرفٍ من اسمه سواءً الحرف الأول من الاسم المُقسم به أو ما بعدد الحرف الأول من حروف الاسم الأخرى، ولكنّها لا تتجاوز عن الاسم الأول.

    فانظروا إلى الأحرف التي جاءت في أول سورة مريم فذلكم أنبياء آل عمران بالترتيب الأول فالأول
    { كهيعص ﴿١﴾ }:
    فأمّا الرمز
    ( ك ) فأنّه يرمز لاسم نبيّ الله زكـريا عليه السلام.
    وأمّا الرمز
    ( ه ) فإنّه يرمز لاسم نبيّ الله هـارون أخو مريم عليه السلام.
    وأمّا الرمز
    ( ي ) فإنّهُ يرمز لاسم يـحيى عليه الصلاة والسلام.
    وأما الرمز
    ( ع ) فإنّه يرمز لاسم عـيسى عليه الصلاة والسلام.
    وأما الرمز
    ( ص ) فذلك رمز مُستنبط من اسم الصفة ( الصدّيقة ) مريم عليها السلام، ولم يؤخذ الرمز من اسمها لأنّها ليست نبيّة بلل صِدّيقة صدّقت بكلمات ربّها. تصديقاً لقوله تعالى: {مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْ‌يَمَ إِلَّا رَ‌سُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّ‌سُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ} صدق الله العظيمم [المائدة:75].

    وأما الرمز الأخير في القُرآن العظيم في سورة القلم
    ( ن ) إنّهُ ( ن ) نـاصر محمد اليماني لو كنتم تعلمون، ولم يجعلني الله نبيّاً ولا رسولاً بل الإمام الشامل لكم ولأنبيائكم إلا من كفر بأنّ الله جعلني إماماً لابن مريم عليه الصلاة والسلام وقال: "لا ينبغي لك أن تكون إماماً لنبيٍّ ورسولٍ وأنت لست إلا رجلٌ صالح، وهذا إن كنت صالحاً". فسوف أردّ عليه بقوله تعالى الذي أقسم بأول حرف من اسم الناصر لنبيّه والذي سوف يُظهر أمره على العالمين على يده ويكفيه ذلك جواباً. وقال الله تعالى:
    { ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُ‌ونَ ﴿١﴾ مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَ‌بِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴿٢﴾ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرً‌ا غَيْرَ‌ مَمْنُونٍ ﴿٣﴾ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿٤﴾ فَسَتُبْصِرُ‌ وَيُبْصِرُ‌ونَ ﴿٥﴾ بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ ﴿٦﴾ } صدق الله العظيم [القلم]. وسلامُ الله على أهل الُلبِّ والبصيرة الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه.

    وعليكم أن تعلموا يا معشر المُسلمين بأنّ الفرق بين تأويلي وكثير من المُفسِّرين كالفرق بين الحقّ والباطل، فبالله عليكم انظروا إلى هذا التفسير والذي فسّر به الحرف ن والقلم:
    اقتباس المشاركة :
    قال: حدثني عبدالسلام بن مالك معنعنا: عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله [ تعالى.ر ]: (ن): السمكة التي على ظهرها الأرضين وتحت الحوت الثور وتحت الثور الصخرة وتحت الصخرة الثرى وما يعلم تحت الثرى إلا الله [تعالى.ب ] واسم السمكة ليواقن واسم الثور يهموث.
    انتهى الاقتباس

    فبالله عليكم هل هذا تأويل تقبله عقولكم وتطمئن له قلوبكم؟ فهل أصبحتم يا معشر عُلماء الأمّة ساذجين إلى هذا الحدّ إلا من رحم ربي فتأخذون الروايات دونما تفكّرٍ فيها بالعقل ونور البصيرة هل هذا حقّ أم باطل؟ فإن اتّقيتُم الله فلا تريدوا أن تقولوا بالروايات عليه غير الحقّ فلسوف يجعل لكم فُرقاناً وذلك نورٌ وبصرُ حديدٍ في القلب فتعرفون به الحقّ والباطل، ثم انظروا إلى اسم السمكة (ليواقن) واسم الثور (يهموث) وأرى ذلك من أسماء المَردة الشياطين، فهل ترون هذا التأويل أحقّ من تأويل المهديّ المُنتظَر؟ فسوف يعلمون نبأه بعد قليل وأي مُنقلبٍ ينقلبون، وأنّ لعنة الله على الكاذبين.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    حبيب المُصدّقين المؤمنين الأولياء الصالحين؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
    _____________




    - 2 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    11 - 06 - 1428 هـ
    26 - 06 - 2007 مـ
    03:00 صباحاً
    ـــــــــــــــــــ

    { فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا }

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين، ثمّ أمّا بعد..
    قال الله تعالى:
    {فَلَا تُمَارِ‌ فِيهِمْ إِلَّا مِرَ‌اءً ظَاهِرً‌ا}
    صدق الله العظيم [الكهف:22]، وعليكم أن تكتفوا بما قد وضّحت لكم عن شأنهم وأثبتنا بأنّهمم الرُسل الثلاثة وسوف يعرّفونكم بأسمائهم، فقد جعلهم الله وزرائي وأعلم بأنّ ذا الكفل هو نفسه رسول الله إلياس وإنّما يُسمّى ذا الكفل لأنهه تكفّل بأخويه إدريس واليسع بعد موت أبيهم، ولا أريد أن أدخل الآن في حوار تفصيلي عن الأنبياء والرسل وأُبيّن أسرار لم يحِن وقتها، ولكن من كان يرى بأنّ أصحاب الكهف ليسوا ثلاثةً الرسل المذكورين إلى القرية المجهولة فليتقدّم للحوار مشكوراً.

    وأما أسماء أصحاب الكهف فإنّها مذكورةٌ في القرآن بالاسم يا ابن عمر المُكرّم، وأعلم بثمانيةٍ وعشرين نبيّاً ورسولاً مذكورين في القرآن بالاسم يا ابن عمر الوليّ الحميم، وأعلمُ ما لا تعلمون في القرآن العظيم.
    الإمام ناصر محمد اليماني.
    ______________



    - 3 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    17 - 08 - 1429 هـ
    18 - 08 - 2008 مـ
    07:34 مساءً
    ــــــــــــــــــــ


    فنِعْمَ السبيلُ سبيل حبّ الله وقربه ورضوان نفسه ..
    سلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
    أخي طلال، إني أراك تُسمي نفسك (عبد النعيم الأعظم) بمعنى إنّك اتّخذت إلى ربك سبيل حُبِّه وقُربه ورضوان نفسه ولم تتّخذ سبيل رضوانه النعيم الأعظم كوسيلةٍ للفوز بالنعيم الأصغر وهو نعيم الجنة، فنعم السبيل سبيلك.. ولذلك خلقنا الله لكي نبتغي إليه الوسيلة أيّنا أحبّ وأقرب إلى نفسه فنتنافس على حُبّ الله وقُربه ورضوان نفسه، ونافسوا المهديّ المُنتظر وجميع الرسل والأنبياء من البشر.

    وعليكم أن تعلموا بأنّكم لا تؤمنون حتى يكون محمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- هو أحب إليكم ّمن آبائكم وأمهاتكم وأبنائكم وأنفسكم فتفضلونه على أنفسكم في كُلّ شيء إلا في شيءٍ واحدٍ وهو أن تُنافسوه في حُبّ الله وقربه، وذلك لأنّ حُبّكم لله هو أعظم من حُبكم لنبيِّه، وإنّما حبكم لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- نظراً لأنّ الله يُحبه، أما الذين يحبّون الأنبياء أكثر ممّن أرسلهم فقد دخلوا بالإشراك أن يكون حبّهم للعبد أكثر من حُبّهم للمعبود.

    واعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد يا معشر عباد الرحمن، وتنافسوا على حُبِّهِ وقربه ورضوان نفسه، ولا تتّخذوا سبيل رضوانه كوسيلةٍ للفوز بنعيم جنته، وذلك لأنّ الله خلق الجنة والحور العين من أجلكم وخلقكم من أجله.
    تصديقاً لقول الله تعالى:{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾ } صدق الله العظيم [الذاريات].


    المُفتي بالسبيل الحقّ الداعي إلى الحقّ؛ الإمام عبد النعيم الأعظم المهديّ المُنتظَر ناصر محمد اليماني..
    ___________



    - 4 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    01 - 04 - 1430 هـ
    28 - 03 - 2009 مـ
    09:51 مساءً
    ـــــــــــــــــــــ

    إلى نسيم، إنّي أُحذّرك من الصدِّ عن الصراط المُستقيم ..

    بسم الله الرّحمن الرّحيم، والصّلاة والسّلام على النّبيّ الأُمّيِّ وآله الطيّبين والتّابعين للحقِّ إلى يوم الدين..
    ويا نسيم الذي يزعم أنّه العابد لله وحده لا شريك له ومن ثمّ يصدّ عن البيان الحقّ لآياته، فبئس ما يأمرك به إيمانك ولا دخل لك بأنصاريّ والعنترة عليهم بغير الحقّ فهم لا ينطقون إلا بما أُفتيهم بالحقّ كما أرجو ذلك منهم، وحاورني أنا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بعلمٍ وسُلطانٍ حتى يتبيّن لك الحقّ وتُسلم تسليماً أو تنكر بيان ناصر محمد اليماني وتأتي بعلمٍ أهدى مما أتاني الله وأصدقُ قيلاً، فإن لم تفعل ولن تفعل فاتّقِ الله ولا تُصدّ عن الحقّ صدوداً، وأقسمُ بالله إنّي أرى أنه يسوءك مَنْ صدّقني، وأمّا من كذّبني فأراك تتخذه خليلاً كمثل (ماريا) التي كذّبت بحقائق آيات ربِّها واستكبرت عن الحقّ استكباراً ومن ثم أعجبك قولها بالتكذيب والإعراض عن الحقّ، وأفتيت يا عابد الله نسيم بن عبد الهادي أنّ ماريا على هُدًى من ربها، وياعابد وهذه فتواك في شأن ماريا:
    اقتباس المشاركة :
    ثم يا ماريا أنا معك في كل شيء ولا تظن أننا جاهلون أو أبادي الرئي بل أتحدى من له علم فسلطه في هلكة الدين فصبرا جميل ولا تفري نحتاجك هنا لسماع ما يلفظه قولنا فانت ممن هداهم الله
    انتهى الاقتباس
    انتهى الاقتباس من بيانك وعلمنا ما تقصدُ بقولك لها: فلا تظنّي أنا جاهلون أي:
    لا تظني أننا صدقنا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بل نحن معك في كُل شيء، بمعنى أنّك مكذب كما هي! فبئس المرأة بين نساء العالمين وبئس من كانوا أمثالها، وقد كرّمناها بردٍ مُفصّلٍ وكنا نريدهُ خيراً لها ولكنها ظلمت نفسها ظُلماً عظيماً وصار بيان الإمام المهديّ حُجّة الله عليها فيعذبها الله عذاباً نُكراً إلا أن تتوب إلى الله متاباً فإنّ ربي غفورٌ رحيمٌ. وما أشبه حديثك لها كحديث هؤلاء في القرآن العظيم:
    {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ‌ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ ﴿٨﴾ يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُ‌ونَ ﴿٩﴾ فِي قُلُوبِهِم مَّرَ‌ضٌ فَزَادَهُمُ اللَّـهُ مَرَ‌ضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴿١٠﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْ‌ضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴿١١﴾ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لَّا يَشْعُرُ‌ونَ ﴿١٢﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَـٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ ﴿١٣﴾ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴿١٤﴾ اللَّـهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿١٥﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَ‌وُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَ‌بِحَت تِّجَارَ‌تُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ويا عابد الله لا تكن مُنافقاً، فإما أن تكون من أنصاري أو تحاورني بعلمٍ أهدى مما أتاني الله إن كنت من الصادقين، وبالنسبة للحرف
    (ن) والقلم وما يسطرون من آيات القرآن العظيم فسبقت فتوانا بالحقّ أنّ الله أقسم لمُحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُ‌ونَ ﴿١﴾ مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَ‌بِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [القلم].

    فأما البيان الحقّ:
    {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} فأقسم الله بحرف من اسم المهديّ المنتظر (ن)، وأما قوله: {وَمَا يَسْطُرُ‌ونَ} فذلك ما يسطره كتبة الوحي من آيات القرآن العظيم المُنزّل على محمدٍ النبيّ الأُميّ صلى الله عليه وآله وسلم، بمعنى أنّ الله أقسم بحرفٍ من اسم الإمامم المهديّ والقرآن العظيم وجواب القسم: {مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ}؛ أي ما أنت يا مُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بنعمة ربكك بمجنون إلى قول الله تعالى: {فَسَتُبْصِرُ‌ وَيُبْصِرُ‌ونَ ﴿٥﴾ بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ ﴿٦﴾} [القلم].

    ومن ثمّ أقسم الله بحرفٍ آخر من اسم الإمام المهديّ ناصر ورمز له بالحرف
    (ص) والقرآن ذي الذكر أنّه سوف يظهره الله ببأسٍ شديدٍ من لدنه في زمنٍ يكون فيه الذين كفروا في عزّةٍ وشقاق والمُسلمون مُستضعفون كما هو حالهم في عصر دعوة المهديّ المنتظر للحوار من قبلل الظهور، وقال الله تعالى: {ص وَالْقُرْ‌آنِ ذِي الذِّكْرِ‌ ﴿١﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ﴿٢﴾ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْ‌نٍ فَنَادَوا وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ ﴿٣﴾ وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ‌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُ‌ونَ هَـٰذَا سَاحِرٌ‌ كَذَّابٌ ﴿٤﴾ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴿٥﴾ وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُ‌وا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ يُرَ‌ادُ ﴿٦﴾ مَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَ‌ةِ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ﴿٧﴾ أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ‌ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِ‌ي بَل لَّمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ﴿٨﴾ أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَ‌حْمَةِ رَ‌بِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ ﴿٩﴾ أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْ‌تَقُوا فِي الْأَسْبَابِ ﴿١٠﴾ جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ ﴿١١﴾ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْ‌عَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ ﴿١٢﴾ وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَـٰئِكَ الْأَحْزَابُ ﴿١٣﴾ إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّ‌سُلَ فَحَقَّ عِقَابِ ﴿١٤﴾ وَمَا يَنظُرُ‌ هَـٰؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [ص].

    ويا من يقول أنّه عابد الله والباحثون عن الحق، إنّما الحرف حرف وليس كلمة فيتبيّن لك معناها، وإنّما الحرف رمز لاسم أحد خُلفاء الله من الأسماء التي علّمها الله لخليفته آدم في الكتاب. ولربّما يود عابد الله نسيم أن يُقاطعني فيقول: "وما يُدريك أنّ
    (ن) أحد رموز الاسم ناصرر وما يُدريك أن (ص) أحد رموز الاسم ناصر؟ فإذا كانت الأحرف ترمز لأسماء خلفاء الله من الأنبياء والأئمة كما تقول فنستطيع أن نُجادلك ونقول يجوز أن يكون الحرف (ن) رمزاً لاسم نبي الله نوح ويجوز أن يكون الحرف (ص) رمزاً لنبي صالح، وما يدريك أن المقصود بالرمز (ن) يرمز للاسم ناصر وما يدريك أن الرمز (ص) كذلك يرمز للاسم ناصر؟" ومن ثم يُردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقولل له: إنّ الله لم يعد عبده ورسوله أنّه سوف يعزّ دينه ببعث الخليفة نبيّ الله نوحٍ أو ببعث الخليفة نبيّ الله صالح بل ببعث خليفة الله (ن) ولذلكك قال الله تعالى: {فَسَتُبْصِرُ‌ وَيُبْصِرُ‌ونَ ﴿٥﴾}، وكذلك سوف تعلم أن القسم المعطوف على (ن) بقول الله تعالى: {وَمَا يَسْطُرُونَ} أي الكتاب المسطور وهو القرآن العظيم وبيّن الله ذلك في قسم آخر بأحد حروف اسم خليفة الله ناصر وهو الحرف (ص) في قول الله تعالى: {ص وَالْقُرْ‌آنِ ذِي الذِّكْرِ‌ ﴿١﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [ص].

    بل حتى جعل الله اسم السورة
    (ص) وهو رمز الاسم ناصر، ومثلها كما سورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أو سورة لقمان، على كُل حالٍ فتدبّر الحقّ من ربك: {ص وَالْقُرْ‌آنِ ذِي الذِّكْرِ‌ ﴿١﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم. وهنا وعدٌ من الله ليعزّ الله (ص) والقرآن ذي الذِّكر فيظهرهُ ودعوته بالبيان الحقّ للقرآن ذي الذكر على الذين كفروا في زمن هم فيه في عزّة وشقاقٍ لدين الله باسم الإرهاب، ومن ثم يبعث الله خليفته (ص) الذي يُحاجّ الناس بالقرآن ذي الذكر للعالمين حتى إذا أعرضوا عنه أظهره الله ببأسٍ شديدٍ من لدنهه ويتبيّن لك كيفية ظهوره من خلال قول الله تعالى: {ص وَالْقُرْ‌آنِ ذِي الذِّكْرِ‌ ﴿١﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ﴿٢﴾ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْ‌نٍ فَنَادَوا وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [ص].

    بمعنى أنّه سوف يهلك المُكذبين فيتمّ الله بعبده نوره على العالمين ولو كره المجرمون ظهوره، ولذلك أمر الله
    (ص) أن ينتظر لآية التصديق بعذابٍ يشمل الناس جميعاً إلا من رحم ربي، ومن ثم يؤمنون بالحقّ من ربهم ويتضرع المُسلمون والناس أجمعون إلى ربّهم أن يكشفف عنهم العذاب ومن ثم يكشف الله عنهم العذاب بسبب الدُعاء، ويعود العائدون إلى الكفر مرةً أخرى بالساعة وهي البطشة الكُبرى كما وقد وعد الله (حم) وهما حرفين من الاسم (محمد) {حَم(1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ(2)} [الدخان]، وهو القرآن العظيم وجواب القسمُ: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَ‌كَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِ‌ينَ ﴿٣﴾ فِيهَا يُفْرَ‌قُ كُلُّ أَمْرٍ‌ حَكِيمٍ ﴿٤﴾ أَمْرً‌ا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْ‌سِلِينَ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

    ومن ثم بيّن آية العذاب الأليم في الليلة القدريّة التي فيها يُفرق كُل أمرٍ حكيمٍ وأحداث عُظمى. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {حم ﴿١﴾ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿٢﴾ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَ‌كَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِ‌ينَ ﴿٣﴾ فِيهَا يُفْرَ‌قُ كُلُّ أَمْرٍ‌ حَكِيمٍ ﴿٤﴾ أَمْرً‌ا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْ‌سِلِينَ ﴿٥﴾ رَ‌حْمَةً مِّن رَّ‌بِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٦﴾ رَ‌بِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ ﴿٧﴾ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَ‌بُّكُمْ وَرَ‌بُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٨﴾ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ ﴿٩﴾ فَارْ‌تَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّ‌بَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَ‌ىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَ‌سُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَ‌ىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

    وكذلك رأيت ضيفاً جديداً لدينا يفتي في شأن الأحرف بأوّل بعض السور وسبق وأن فصَّلنا ذلك تفصيلاً، وأفتينا أنّها رموزٌ لأنبياء وصدّيقين وخلفاء وضربنا على ذلك مثل في الأحرف في أول سورة مريم،
    {كهيعص ﴿١﴾} :
    فأما الرمز
    ( ك ) فأنه يرمز لاسم نبي الله زكـريا عليه السلام.
    وأما الرمز
    ( ه ) فإنه يرمز لاسم نبي الله هـارون أخو مريم عليه السلام.
    وأما الرمز
    ( ي ) فإنهُ يرمز لاسم يـحيى بن زكريا عليه الصلاة والسلام.
    وأما الرمز
    ( ع ) فإنه يرمز لاسم عـيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام.

    وأما الحرف
    (ص) فهو يختصّ بالصدّيقة مريم وأُخذ الرمز لها من اسم الصدّيقة كما سماها الله في قوله تعالى: {وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ} [المائدة:75]، والحكمة أنه لم يأخذ لها الرمز من الاسم مريم ؛ بل من حرف اسم الصفة وذلك لأنها ليست نبيّة ولا خليفة، وكذلك بينا أنّ الرموز للأسماء تؤخذ من أي حرف للاسم الأول سواء من أوله أو من وسطه أهم شيء أنّ الرمز لا ينبغي له أن يتجاوز إلى اسم الأب بل أي حرف من أحرف الاسم الأول.

    ويا نسيم لقد أقام الله عليك الحُجّة ببعث الإمام المهديّ الذي يُحاجّك بالقرآن ذي الذكر، فمن يصرف عنك عذاب الله إن كنت من الصادقين؟ وأعلم أنّك تريد أن تُقاطعني فتقول: "يا ناصر محمد اليماني إنّ نسيم عبد الهادي لا يصُدّ عن البيان الحقّ لآيات الله وإنّي أعبدُ الله، أفلا ترى أن مُعظم بياني دُعاء لربي؟" ومن ثم أردّ عليك يا نسيم عبد الهادي وأقول لك: أقسمُ برب العالمين لا يهديك الله إلى الحقّ ما لم تُرِد الحقّ، وإنّي أراك تزداد سروراً فترضى على الذين يكذّبون ناصر محمد اليماني فتتّخذه خليلاً وتحقد وتنقمُ ممن صدّقوا بالإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ولو يظهرك الله على أنصاري فلن ترقب فيهم إلاًّ ولا ذمة، ولو استطعت أن تطحنهم فتجعلهم كمثل تونة الأسماك في العلب لفعلت ولما خفت الله شيئاً، أفلا تخَف الله وليّهم ومولاهم الذي يحول بينكم وبينهم ويدافع عن الصادقين منهم بالحقّ من ربهم كما يُدافع عن الإمام المهديّ المنتظر؟ ومن يتوكلُ على الله فهو حسبه وكافيه.

    وأقسم ُ برب العالمين إنّك لا تعبد الله وحده لا شريك له، ولربّما تودّ أن تُقاطعني فتقول: "وما يدريك يا ناصر محمد اليماني أنّي لا أعبدُ الله؟ ألم أسمِّ نفسي عابد الله أم إنّك شققت صدري واطّلعت على ما في قلبي؟". ومن ثم أردّ عليك بالحقّ وأقول أنّي لا أحتاج لشقّ صدرك ولو شققتُه لما وجدتُ إلا قطعةً خبيثةً إذا فسدت فسد الجسد كُلّه بل أنّي أرى ما في قلبك من خلال بيانك، وأقسمُ بالله الواحد القهار الذي يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار أنّه يسرّك من كذّب ناصر محمد اليماني وتنقم ممن صدّقوه، أليس هذا دليلاً كافياً لما في قلبك؟ وسوف آتيك به من خلال بياناتك فانظر لفتواك في ماريا:

    اقتباس المشاركة :
    ثم يا ماريا أنا معك في كل شيئ ولا تضن أننا جاهلون أو أبادي الرئي بل أتحدي من له علم فسلطه في هلكة الدين فصبرا جميل ولا تفري نحتاجك هنا لسماع ما يلفضه قولنا فانت ممن هداهم الله
    انتهى الاقتباس

    والله أعلم.. أفلا ترى فتواك أنّ ماريا من الذين هداهم الله؟! ومن خلال ذلك يتبيّن للجاهل (فما بالك بالمهديّ المنتظَر؟) إنّك شيطان أشِر تصدّ عن البيان الحقّ للذِّكر، وأقسمُ بالله الواحد القهار إن لم تكف عن الصدّ للبيان الحقّ للذِّكر لتهلكنّ بكوكب سقر ليلة يسبق الليل النهار فلن تجد لك من دون الله وليَّاً ولا ناصراً لك من دون الله الواحد القهار أو يمسخك قبل ذلك إلى خنزير فيجعلك عبرةً لمن يعتبر، وأنا الإمام المهديّ أحذّرك تحذيراً كبيراً، فتنازل عن الكبر ولا تصدّ عن المهديّ المنتظر الذي يحاجج الناس بالذِّكر حجّة الله على البشر فلا تنقم ممن صدّقوا بشأني، فانظر لفتواك وتخويفك لمحمد العربي بغير الحقّ ظُلماً وزوراً وتقول:

    اقتباس المشاركة :
    يا أخي محمد العربي اتقِ الله في ما تقول واتقِ يوما يخر عليك السقف من فوق رأسك أو أن يخسف الله بك الأرض من تحت رجلك وأنت لا تعلم ولا تشعر أو أن يرسل عليك صاعقة من السماء فتصبح خاوياً وجثة هامدة كالصريم وعبرة لمن لمن كان يخاف يوم العقيم ولا تتجاوز الحدود
    انتهى الاقتباس
    أفلا ترى أنك تنقمُ على من صدقني وترضى على من كذبني وتتخذه خليلاً؟
    وأقسمُ بالله العظيم البرّ الرحيم أنّ محمداً العربي لمن الآمنين، وإنّك أنت لمن المُعذَّبين فتصير جُثةً هالكةً محروقةً سوداء كعصفٍ مأكولٍ من العذاب الأليم إلا أن تتوب قبل ذلك فإنّ ربي غفورٌ رحيمٌ، وأحذّرك ذكر أنصاري بسوء وقد حاورتني كثيراً بأسماءٍ مُختلفةٍ وأرى أنّ البيان الحقّ للذِّكر لن يزيدك إلا رجساً إلى رجسك، وبما أنّي أعلمُ علم اليقين أنّي الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين ومن تبِعنى على صراطٍ مُستقيمٍ فإنّي أدعوك للمُباهلة وأعلمُ أنّك لن تفعل ولن تتجرَّأ لأنّك تخشى أن يكون ناصر محمد اليماني هو الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين، وبرغم أنّك تخشى ذلك فلم تتّقِ الله بعدم الصدّ عن المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، فأين تقواك يا من تدّعي أنّك تعبد الله وحده لا شريك له؟ ألم ترَ بأنّ الإمام ناصر محمد اليماني يدعو الناس لعبادة الله وحده لا شريك له وأنه يُحذّر الناس أن لا يدعوا مع الله أحداً وأن يستمسكوا بكتاب الله وسُّنة رسوله الحقّ وأن يكفروا بما خالف لآيات أمّ الكتاب من أحاديث السُّنة؟ لأنّ ما خالف لمحكم القرآن من الأحاديث السُنّية جاء من عند غير الله أي من عند شياطين الجنّ والإنس، وتجد الإمام ناصر محمد اليماني يدافع عن كتاب الله وسنّة ورسوله الحقّ ولا يفرّق بين الله ورسوله فيفرّق بين كتاب الله وسُّنة رسوله الحقّ فيُكذب بما خالف لكتاب الله وسُّنة رسوله الحقّ، فكيف لا ينصرني الله نصراً عزيزاً مُقتدراً وأنا أعلمُ أنيّ لا أخادع الله والذين آمنوا وأدَّعي الإيمان وأبطن الكفر والمكر؛ بل حنيفاً مُسلماً قلباً وقالباً وما أنا من المُشركين، فإن كنت تراني على الباطل وأنت على الحقّ فتقدم للمُباهلة إن كنت من الصادقين، وإنّي والله لا أدعو للمُباهلة إلا من شككتُ في جنسيتهم وأنت منهم يا نسيم بن عبد الهادي أو أنّ فيك مسّ شيطانٍ رجيمٍ جعل الله له عليك سُلطاناً فيَؤُزّك أزّاً لتصُدّ عن الحقّ صدوداً كبيراً فترضى عمَّن كذَّبني وتسخط عمَّن اتَّبعني، ومن ثم تُغالطنا بالقول الحسن والدُعاء ربنا وربنا وربنا وتقول بلسانك ما ليس في قلبك ثم تضع السموم بين اللحم فتتبيّن لنا كلمات الكفر والصدّ عن الحقّ في بيانك المعسل والمحفوف بالسموم، وأقسمُ بالله العظيم لا يستجيب الله دعاءك شيئاً ما دُمت ترضى عمَّن كذَّبني وأعرض عن دعوتي ولم يتّبعني وتنقم ممن آمن بالحقّ وصدق به كأمثال طلال المُكرم ومحمد العربي جميعهم من المُكرّمين بدرجاتٍ متفاوتةٍ ولكُلٍ درجاتٍ ممّا عملوا وتنقم منهم ومن ثمّ تزعم أنّك عابد الله، فإن كنت حقاً تعبد الله فلماذا تصدّ عن دعوة ناصر محمد اليماني الذي يدعو الناس أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئاً؟ لماذا يا نسيم بن عبد الهادي لماذا؟ وعليك أن تعلم علم اليقين أنّ غيرة الإمام المهديّ على أنصاره أعظمُ من غيرة آبائهم وأمهاتهم عليهم ولذلك فاحذرْ مكري بدعوة عليك لا تُردّ، ولم أدعُ عليك بعدُ لعلك تتذكّر أو تخشى.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    العدو الدود لليهود الذين يصدّون عن الحق؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ___________



    - 5 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    13 - 06 - 1428 هـ
    28 - 06 - 2007 مـ
    02:34 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ

    بيان عدد الأنبياء والرُّسل الذين ورد ذكرهم في القرآن ..
    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمُرسلين، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأولين وفي الأخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، ثمّ أمّا بعد.. يا معشر عُلماء الأمّة، لقد أمركم الله بالإيمان بجميع الأنبياء والمُرسلين من أوّلهم آدم عليه الصلاة والسلام إلى مسك خاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد ذكر الله لكم في مُحكم آيات القُرآن العظيم ثمانية وعشرين منهم بالاسم بعدد الأحرف التي يتكون منها القُرآن العظيم ثمانية وعشرين نبيّاً ورسولاً وهم:


    1_ نبيّ الله آدم عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٣٣﴾ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ} صدق الله العظيم [آل عمران:33-34].

    2 _ نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام
    3 _ نبيّ الله إلياس عليه الصلاة والسلام
    4 _ نبيّ الله إدريس عليه الصلاة والسلام
    5 _ نبيّ الله اليسع عليه الصلاة والسلام
    6 _ نبيّ الله هود عليه الصلاة والسلام
    7 _ نبيّ الله صالح عليه الصلاة والسلام
    8 _ نبيّ الله أيوب عليه الصلاة والسلام
    9 _ نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام
    10 _ نبيّ الله لوط عليه الصلاة والسلام
    11 _ نبيّ الله اسماعيل عليه الصلاة والسلام
    12 _ نبيّ الله إسحاق عليه الصلاة والسلام
    13 _ نبيّ الله شُعيب عليه الصلاة والسلام
    14 _ نبيّ الله يونس عليه الصلاة والسلام
    15 _ نبيّ الله يعقوب عليه الصلاة والسلام
    16 _ نبيّ الله يوسف عليه الصلاة والسلام
    17 _ نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام
    18 _ نبيّ الله هارون عليه الصلاة والسلام
    19 _ نبيّ الله لُقمان عليه الصلاة والسلام
    20 _ نبيّ الله عُزير عليه الصلاة والسلام
    21 _ نبيّ الله ذو القرنين عليه الصلاة والسلام
    22 _ نبيّ الله داوود عليه الصلاة والسلام
    23 _ نبيّ الله سُليمان عليه الصلاة والسلام
    24 _ نبيّ الله هارون بن عمران أخو مريم عليه الصلاة والسلام
    25 _ نبيّ الله زكريا عليه الصلاة والسلام
    26 _ نبيّ الله يحيى عليه الصلاة والسلام
    27 _ نبي الله المسيح عيسى ابن مريم عليه وعلى أمّه الصلاة والسلام
    28 _ خاتم الأنبياء والمُرسلين رسول الله إلى الإنس والجنّ أجمعين مُحمد رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلم

    ـــــــــــــــــــــــ

    ولا ينبغي أن يكون عدد الرُسل والأنبياء المذكورين في القرآن العظيم بالاسم أن يتجاوز عددهم لعدد الأحرف المُكوّن منها جميع هذا القرآن العظيم، ويتكوّن القرآن العظيم من ثمانيةٍ وعشرين حرفاً وذلك لأنّه قرآنٌ عربيٌّ مُبينٌ، واللغة العربية تتكون من ثمانيةٍ وعشرين حرفاً ينطق بها اللسان العربي المُبين.

    وإليكم السور ذات الأحرف التي أقسم الله بها من باب التكريم وليس تكريماً للحرف؛ بل قَسَم بحرفٍ ينتمي لاسم نبيٍّ أو رسولٍ، ولذلك يرمز له الله في القسم بأحد حروف اسم النبيّ المُقسم باسمه، ولم يكن هناك شرط بأن يكون الحرف الأول من الاسم؛ بل بأحد حروف الاسم الأول، ولكنه لا يتجاوز الاسم الأول إلى الأب؛ بل أحد حروف الاسم الأول للنبيّ المُقسَم به على سبيل المثال:
    { كهيعص ﴿١﴾ } [مريم]:

    فأما الحرف
    ( ك ) فنجده رمزاً لاسم نبيّ الله زكريا.
    وأما
    ( ه ) فنجده رمزاً لنبيّ الله هارون بن عمران أخو مريم.
    وأما الحرف
    ( ي ) فنجده رمزاً لاسم يحيى.
    وأما
    ( ع ) فرمزٌ لاسم عيسى ابن مريم.
    وأما الحرف
    ( ص ) فرمز الصدّيقة مريم، ولم يأخذ رمزها من الاسم لأنها ليست نبيّة بل صدّيقة لذلك أخذ الرمز من اسم الصفة. وقال الله تعالى: {مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ} صدق الله العظيم [المائدة].

    وهذه السور ذات الأحرف التي يكمن فيها أسرار الأسماء التي علّمها الله لآدم عليه السلام، ومن ثم علّم آدم بها الملائكة، ومن ثم عَلِمَتْ ملائكة الرحمن بجميع أسماء خلفاء الله أجمعين، ولذلك قالو لزكريا إن الله يُبشرك بغلام اسمه يحيى، وكذلك قولهم لمريم:
    {يَا مَرْ‌يَمُ إِنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُ‌كِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْ‌يَمَ} صدق الله العظيم [آل عمران:45].



    وجميع هذه الرموز لأسماء خلفاء الله من الأنبياء والرسل والصالحين :


    1) الم ــ البقرة
    2) الم ــ آل عمران
    3) المص ــ الأعراف
    4) الرــ يونس
    5)
    الر ــ هود
    6) الرــ يوسف
    7) المر ــ الرعد
    8) الر ــ إبراهيم
    9) الر ــ الحجر
    10) كهيعص ــ مريم
    11) طه ــ طه
    12) طسم ــ الشعراء
    13) طس ــ النمل
    14) طسم ــ القصص
    15) الم ــ العنكبوت
    16) الم ــ الروم
    17) الم ــ لقمان
    18) الم ــ السجدة
    19) يس ــ يس
    20) ص ــ ص
    21) حم ــ غافر
    22) حم ــ فصلت
    23) حم عسق ــ الشورى
    24) حم ــ الزخرف
    25) حم ــ الدخان
    26) حم ــ الجاثية
    27) حم ــ الأحقاف
    28) ق ــ ق
    29) ن ــ ن

    ـــــــــــــــــــــ


    فأمّا الثماني والعشرون سورةً فهي تخصّ أحرفها جميع الأنبياء والمرسلين والذين ذكرهم القرآن بالاسم بلفظ القرآن العظيم، وجميعهم أعطاهم الله علماً من الكتاب، ولا أظنّكم يا معشر المُسلمين تنتظرون نبيّاً ولا رسولاً فقد علمتم بثمانيةٍ وعشرين نبيّاً ورسولاً قد مضوا وكان خاتمهم محمد صلّى الله عليه وآله وسلم، ولكنْ بقيت سورةٌ واحدةٌ ولا غير؛ بل هي آخر سورةٍ وُضِعت في القرآن من اللاتي يحملن الأحرف السريّة أولهم ( الم ) في سورة البقرة وآخرهم ( ن )، ويا معشر المُسلمين ما ظنّكم بهذا الحرف الزائد على الثمانية والعشرين نبيّاً ورسولاً والذي ذكر الله أسماءهم بنصّ القرآن الصريح؟

    ومنهم من يوجد له اسمان مذكوران في القرآن، فعلى سبيل المثال
    محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وكذلك أحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكذلك رسول الله إلياس -صلى الله عليه وآله وسلم- ثم تجدون له اسماً آخر في القرآن وهو ذو الكفل، ولماذا يُسمّى ذو الكُفل؟ وذلك لأنه تكفّل بتربية أخويه إدريس واليسع بعد أن صارا يتيمي الأبوين؛ وكذلك هما أبوي إلياس، وأولئك هم الأسباط الثلاثة المذكورين في القرآن ولم يكونوا هوداً أو نصارى، والله يعلم وأنتم لا تعلمون ولا علم لي إلا ما علّمني ربي بوحي التفهيم وليس بالتكليم، وإذا لم يكن لوحي التفهيم سلطانٌ بيّنٌ في القرآن العظيم فأحذّركم من ذلك فليس وحياً من الرحمن بل وسوسة شيطانٍ رجيمٍ الذي يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون. تصديقاً لقوله تعالى: {إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولأنّه من أمر الشيطان الرجيم قولُ العالِمِ بما لا يعلم علم اليقين فمن أجل ذلك حُرِّم على المسلمين. تصديقا لقول الله تعالى:
    {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:33].

    فكيف تُأَوِّلون القرآن بالظنّ يا معشر المُسلمين وأنتم تعلمون بأنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً؟ وأنّ قول المُفتي بما لا يعلم من أمر الشيطان وليس من أمر الرحمن، فهل تزعمون بأنّ الاجتهاد هو أن تقول على الله ما لا تعلم؟
    فتعالوا لأعلمكم ما هو الاجتهاد؟ وهو أن تتمنى اتّباع الحقّ ثم تكون باحثاً عن الحقيقة، وهنا يأتي علم الله وهُداه. تصديقاً لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} صدق الله العظيم [العنكبوت:69].

    فهل تعلمون بأنّ جميع الأنبياء والمُرسلين جميعهم كانوا باحثين عن الحقيقة الحقّ فهداهم الله إليه فاصطفاهم وعلمهم؟ فانظروا إلى خليل الله إبراهيم بحث عن الحقيقة بعد عدم اقتناعه بعبادة الأصنام، فنظر إلى ملكوت السماء بنظرة الـتأمل فاختار كوكباً وقال: "هذا ربي فهو أسمى وأرفع من هذه الأصنام التي يصنعها البشر بأيديهم"، فلما أفل قال: "لا أحب الأفلين". ومن ثم رأى القمر بازغاً قال: "هذا ربي". ومن ثم تراجع لأنّه لم يقتنع في ذاته، ومن ثم رأى الشمس بنظرة التأمل وهو يراها يومياً وإنّما بنظرة التدّبر والتأمل فقال: "هذا ربي؛ هذا أكبر". ومن ثم لم يقتنع وصار عنده ألمٌ نفسيٌّ يريد أن يعبد الحقّ وقال: "إنّي سقيم". أي متألمٌ نفسياً لأنّه يخاف أن يعبد شيئاً لا يستحق العبادة وهو باطل. وقال الله تعالى:
    {وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿٧٥﴾ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٧٨﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وهُنا قرر إبراهيم بأن لا يسجد للشمس ولا للقمر بل يسجد لله الذي خلقهم وهو على ذلك من الشاهدين، ومن ثم اصطفاه الله واستخلصه لنفسه وجعله نبيّاً ورسولاً ولكن بعد أن تحقّقت أمنية إبراهيم في وصوله إلى الحقيقة ألقى الشيطان في أمنيته شكاً. وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة:260].

    ومن ثم حكّم الله آياته لإبراهيم فضرب له مثلاً لقدرته وأمره أن يذبح أربعاً من الطيور فيجعل على كُلّ جبلٍ منهن جزءاً، وأمر الله إبراهيم أن يُناديهن فإذا هنّ يأتينه سعياً بإذن الله، ويبدو بأنها من الطيور التي لا تطير كأمثال الدجاج وغيرها من الطيور التي يستطيع الإنسان الإمساك بها لأنّها تدأب على الأرض ولا تطير بالسماء لذلك قال يأتينك سعياً.

    وكذلك نجد رسول الله موسى بعد أن كان مُجتهداً باحثاً عن الحقيقة في أحد المذاهب التابعة للبيّنات التي أنزلها الله على يوسف وكان ينتمي لأحد المذاهب فلما استنجد بموسى واحدٌ من أحد عُلماء مذهبه وكان يتعارك مع عالِمٍ آخر في طائفةٍ أخرى فقتله؛ فوكزه موسى بعصاه فقتله، ومن ثم في اليوم الآخر وإذا بالرجل الذي استصرخه يستنجد به على عالِمٍ آخر ولكن هذا العالِم وعظ موسى وقال له قولاً بليغاً:
    {أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ ۖ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    وهُنا استيقظ موسى من غفلته، وقال: "تالله إنّك لغوي مبين"، وعلم أنّ المقتول ينتمي لآل فرعون وقد يقتلوه وخرج إلى ربّه مهاجراً ليهديه وقال:
    {فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٢١﴾} [الشعراء]، فانظروا إلى موسى بعد أن تحقّقت أمنيته وهداه الله إلى سبيل الحقّ فجعله نبيّاً ورسولاً ومن ثم ألقى الشيطان في أمنيته شكاً وذلك عندما ألقى السحرة عصيهم وحبالهم وخُيّل إلى موسى والناس الحاضرين بأنّها ثعابين تسعى، فأوجس في نفسه خيفة موسى، ومن ثم أوحى الله إليه بوحي التفهيم واليقين بما أوتي وإنّما جاءوا بالباطل، ومن ثم قال: {فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّـهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [يونس]. ومن ثم ألقى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون، وهُنا حكّم الله لموسى آياته وبيّن له الحقّ من الباطل بعد أن ألقى الشيطان في أمنيّته الشك.

    وكذلك محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كان باحثاً عن الحقيقة، لذلك كان يخلو بنفسه في الغار في الجبل ويتدبر ويتفكّر في خلق السموات والأرض ولم يكن مُقتنعاً بعبادة الأوثان ولا يدري هل يتبع قومه أو النصارى أو اليهود؛ وأيّ الأديان حقٌّ ليتبعه، لذلك قال الله تعالى:
    {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ ﴿٧﴾} [الضحى]. والضال هو الذي لا يعرف أيّ الطُرق تؤدي به إلى برّ الأمان، ومن ثم هداه الله إليه واصطفاه واستخلصه لنفسه وجعله خاتم الأنبياء والمرسلين، ولكنّهُ حين قال له قومه: "بل اعتراك أحد آلهتنا بسوءٍ". أي مسّه شيطان وأنّه هو الذي يكلّمه بهذا الكلام وليس ملاكاً، ومن ثم ردّ الله عليهم: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ﴿٢١٠﴾ وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ ﴿٢١١﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    ولكن محمداً رسول الله كاد أن يدخل في عقله ما يقوله قومه؛ بل شكّ في قلبه وأوجس في نفسه خيفةً بأنّه قد يكون ما يقول قومه حقاً، ومن ثم جاء قوله تعالى:
    {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينََ ﴿٩٤﴾ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٩٥﴾ إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٩٦﴾ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴿٩٧﴾} صدق الله العظيم [يونس]. ولكنّ الله لم يُلجِئ نبيّه ليسأل اليهود أو النصارى هل ما أنزل عليه حقٌّ من عند الله؟ بل حكّم الله آياته لنبيّه بدعوة من الثرى إلى سدرة المُنتهى ورأى من آيات ربه الكُبرى فأصبح من الموقنين.

    إذاً يا معشر المُسلمين، إنّ جميع الأنبياء كانوا مُجتهدين باحثين عن الحقيقة مُتمنّين اتّباعها حتى إذا تحقّقت أمنيّتهم ألقى الشيطان في أنفسهم الشك في أمرهم، ومن ثم يُحكِم الله آياته لهم فيوضّحها لهم ليكونوا من الموقنين، ولقد شكّ جميع الأنبياء والرُسل في أمرهم ثم يُحْكِمُ الله لهم آياته فيوضحها لهم حتى تطمئن قلوبهم أنّهم على الحقّ. وقال الله تعالى:
    {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٢﴾ لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴿٥٣﴾ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّـهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [الحج].

    إذاً يا معشر المُسلمين هذا هو الاجتهاد أن تكون باحثاً عن الحقيقة حتى تجدها بعلمٍ وسُلطانٍ مُبينٍ ومن ثم تدعو الناس على علمٍ وبصيرةٍ، ولكنّي يا معشر عُلماء الأمّة أراكم تفتون الناس بتأويل القرآن وأنتم لا تزالون مُجتهدين وتقولون: "لكلّ مُجتهدٍ نصيبٌ فإن أخطأ فله أجر وإن أصاب فلهُ أجران:، وذلك من الروايات اليهودية التي ما أنزل الله بها من سُلطان، وليس الحديث الحقّ أن تفتي ثم تقول: "والله أعلم قد يكون هذا صح وقد يكون خطأ فأنا مُجتهد"! بل الحديث:
    [ من قال لا أعلم فقد أفتى ] بمعنى أنّه حصل على أجر المُفتي إذا كان يهمه الأجر، أما إذا كان يريد أن يقول الناس له أنّه عالِم لا يُسأل عن مسألة إلا وأفتى بها، فهنا سوف يكون أول من يُلقى في النار من المُسلمين واحتملل وزره ووزر الذين أضلّهم بغير علمٍ ولا بصيرةٍ.

    وها أنا ذا اليماني المُنتظَر والذي هو نفسه المهديّ المُنتظَر أُعلن التحدّي من موقع البشرى وأشهد جميع الصالحين من عالِمٍ من نار أو عالِم من نورٍ أو عالِم من صلصالٍ كالفخار وكُلّ ما يَدِبُّ أو يطير من البعوضة وما فوقها بأنّي أتحدّى جميع عُلماء الديانات السماويّة من اليهوديّة والنصرانيّة والإسلاميّة تحدّياً عظيماً وليس تحدّي الغرور بل الثقة من التأويل الحقّ لهذا القرآن العظيم الذي يشمل جميع الرسالات السماويّة التي أنزلها الله على جميع الأنبياء المُرسلين. تصديقاً لقوله تعالى:
    {هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي} صدق الله العظيم [الأنبياء:24].

    فإن غلبتموني يا معشر علماء الأمّة بعلمٍ وسُلطانٍ فقد كفيّتم الناس شرّي حتى لا أُضلّهم عن الحقّ، وإن غلبتكم بالعلم والسُلطان بالتأويل الحقّ من القرآن فقد كفيت المسلمين شرّ الذين يقولون على الله ما لا يعلمون بظنّ الاجتهاد أو القياس، وحُرّم ذلك على عُلماء المُسلمين تأويل كلام الله بظنّ الاجتهاد والقياس الذي ما أنزل الله به من سُلطان إلا في حالةٍ واحدةٍ إذا أردت أن تعرف المعنى اللغوي لكلمةٍ في القُرآن فتنظرها في موضعٍ آخر واضحة وبينة ومن ثم تعلم المعنى اللغوي لهذه الكلمة كقوله:
    {أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا ﴿٦﴾} [البلد].

    وحتى تعرف معناها اللغوي تعود لقوله تعالى:
    {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} [الجن:19].

    فهنا تفهم بأن معنى لبداً أي جميعاً، وذلك لأنّ المشركين كادوا أن ينقضّوا على محمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حين قام يدعو ربه عند المشعر الحرام فكادوا أن يكونوا عليه لبداً أي جميعاً، إذا المعنى لقوله
    {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً} أي أهلك ماله جميعاً لتجهيز جيشش قريش ضدّ محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. لذلك قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:36].

    ويُسمح بالقياس للفهم اللغوي وليس الحُكم في مسألةٍ ما فهذا موضوعٌ وذلك موضوع آخر، فكيف تستنبط منه حُكماً وكُلّ آيةٍ في موضوع آخر؟ فهذا غير صحيح ألا تروني أستنبط لكم آيات قرآنية في نفس وقلب الموضوع فأفسّر القرآن بالقرآن فلا أنطق بحرفٍ من رأسي بل بالتأويل الحقّ لهذا القرآن العظيم يدركه أولو الألباب الذين لم يكونوا إمّعات إن أحسن الناس أحسنوا بعدهم وإن أساء الناس أساءوا بعدهم، بل سيدركه أهل اللبّ والفكر والعقل والمنطق لا يقتنعون إلا بما اقتنعت به عقولهم وليس بما اقتنعت به عقول الناس؛ بل يستمعون القول بتدبّرٍ وتمعنٍ وتفكّرٍ ومن ثم يتخذون القرار الحقّ بالعقل والمنطق فيتبعون أحسنه.

    فما بالكم يا معشر عُلماء الأمّة تقولون بأنّ معنى قوله:
    {يَا أُخْتَ هَارُونَ} [مريم:28]، بأنّه يقصد هارون أخو موسى؟ فأين مريم من موسى وبينهما مئات السنين حتى جعلتم للذين يُجادلون بالباطل ليدحضوا به الحقّ جعلتم لهم عليكم سُلطاناً، فانظروا إلى ما يقولون: "كيف يخطأ القرآن بنسب مريم عليها السلام لهارون وبينهما مئات السنين؟". ومن ثم نرد عليهم ونثبت بأنّهُ نبيٌّ وقد مات من قبل ميلاد مريم ابنة عمران فأصبحت يتيمة الأبوين والأخ وكفلها زكريا بن يعقوب أخو عمران بن يعقوب، فما خطبكم يا معشر الذين لا يعلمون لا تجدون اسماً في القرآن إلا وزعمتم أنّه يقصد به اسم نبيّه هارون وبين ذلك الاسم و مريم مئات السنين إن لم تكن آلاف؟ وكذلك ظنّكم في قوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَاسماعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً} [النساء:163].

    فكيف تظنون بأنّهُ يقصد هارون أخو موسى فإذا ذكر موسى فهو يذكر هارون لأنّ رسالتهم واحدة فقد أنزلت على موسى. وقال الله تعالى:
    { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ } صدق الله العظيم [الأنبياء:48].

    وهنا تعلمون بأنّه يقصد هارون أخو موسى، وأمّا في هذه الآية التالية في قوله تعالى:
    { إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَاسماعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً } صدق الله العظيم [النساء:163].

    فإنه يقصد هارون ابن عمران أخو مريم، وقبل تحريف الكُتب المُقدسة لم يكن على هارون غبار وأنّه نبيّ كريم ولا يحتاج إلى تعريف لذلك اكتفوا بذكر
    {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴿٢٨﴾} [مريم]، فقد بيّنا لكم كذلك إثبات نبوّة هارون حتى فيي الأحرف السرية في أوائل سورة مريم { كهيعص ﴿١﴾ }، ولا تزال لدينا أدلّة وبراهين على إثبات نبوّة هارون بن عمران بن يعقوب للمُمترين من الذين يُجادلون بغير علمٍ ولا هُدًى ولا كتابٍ مُنيرٍ؛ بل العجيب كُل العجب بأنّ بعض العُلماء يقول: "موسى بن عمران" ظناً منهُ حين قال يا أخت هارون وبما أنّ هارون أخو موسى إذا موسى بن عمران، وهم من الذين يُجادلون بما لا يعلمون.

    وكذلك لدينا البراهين الكافية على نبوّة عزير، وكذلك عُزيرٌ حدث له ما حدث لجميع الأنبياء وهو أنّ الشيطان ألقى في أمنيته شك حين مرَّ على القرية الخاوية على عروشها فقال في نفسه ما جاء في قوله تعالى:
    {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ اعلم أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} صدق الله العظيم [البقرة:259].

    وهُنا بين الله لعُزير آياته وحكمها بعد أن ألقى الشيطان في أمنيّته شك، وهذا يحدث لجميع الأنبياء والرسل ومن ثم بعث الله إليه جبريل ليسأله: "كم لبثت؟". ومن ثم علّمه كم لبث وبيّن له قُدرة الله، إذاً عُزيرٌ كان نبيّاً ولكنه ليس ولد الله كما يزعم اليهود وهم يعلمون بأنّه ليس ولد الله بل يريد أن يعاندوهم النصارى فيقولون بل المسيح ابن الله، وذلك قولهم بأفواههم قاتلهم الله أنّى يؤفكون.
    ولا تزال لدينا البراهين على إثبات نبوّة الثمانية والعشرين، فهل من مُمترٍ مُجادلٍ فليتفضّل للحوار مشكوراً؟
    أخو المُسلمين في الله؛ المهدي المنتظر الإمام ( ن ) ناصر محمد اليماني.
    _____________



    - 6 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    15 - 12 - 1430 هـ
    02 - 12 - 2009 مـ
    08:49 مساءً
    ــــــــــــــــــــ

    { قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي } صــــدق الله العظيــــم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم والصّلاة والسّلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيّبين السلام عليكم ورحمة الله، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..

    قال الله تعالى:
    {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:108]. ومن خلال هذه الآية المُحكمة نفتي بالحقّ أنّ لكُلّ دعوى بُرهانٌ والبُرهان هو البصيرة من الرحمن، فهل عندك يا صاحبي بصيرةً من الرحمن فأتنا به، ما لم؛ فاعلم أنّك تقول على الله ما لم تعلم، والقول على الله بما لم تعلم من أمر الشيطان. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:169].

    ومن خلال هذه الآية المُحكمة نفتي بالتحريم على كُلّ مؤمنٍ أن يقول على الله ما لم يعلم، وذلك لأنّ الله حرّم ما يأمركم به الشيطان. وقال الله تعالى:
    {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:33].

    وبما أنّي الإمام المهديّ أفتيتُكم بسرّ الأحرف في أوائل بعض سور القرآن من أولهم
    { الم } سورة البقرة إلى خاتمهم { ن } خاتم خُلفاء الله أجمعين، وقد أتينا بالبرهان من ذات القرآن أنّ الله يرمز لاسم أيٍّ من الخلفاء بحرفٍ شرط أن يكون الرمز أحد أحرف الاسم الأول ولا يتجاوز الرمز إلى اسم الأب؛ بل من الاسم الأول وبأيّ حرفٍ منه من أوله أو من وسطه، فانظر لقول الله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:87].

    ومن خلال هذه الآية نعلم بأنّ الله رمزَ لنبيّ الله يونس عليه الصلاة والسلام بحرف النون، وبما أنّه جاء في وسط كلام الله لذلك نطق بحرف
    ن بلفظه (النون) من أحد حروف اسمه الأول وهو الحرف نون فذلك رمز نبيٍّ لاسم نبيّ الله يونس بما أننا نعلم أنّ اسمه يونس من قصةٍ أخرى.

    ومن ثم نأتي لسورة مريم الصدّيقة. وقال الله تعالى:
    {كهيعص ﴿1﴾ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ﴿2﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    ( كهيعص ) وتلك رموز لأنبياء آل عمران وحسب ترتيب السن.
    ( ك ) وجعله الله رمزاً لاسم زكريا عليه السلام.
    ( هـ ) جعله الله رمز نبيّ الله هارون أخو مريم، ولذلك قالوا يا أخت هارون.
    ( ي ) جعله الله رمزاً لاسم نبيّ الله يحيى الذي آتاه الله الحُكم صبياً.
    ( ع ) جعله الله رمزاً لاسم نبيّ الله عيسى ابن مريم عليه السلام.
    ) جعله الله رمزاً لاسم الصدّيقة مريم، وبما أنها ليست من الأنبياء، لذلك أخذ الله رمزها من اسم الصفة لمريم كما سماها الله الصدّيقة في قول الله تعالى: {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ} صدق الله العظيم [المائده:75].


    إذاً وبما أنّ السور ذات الأحرف المُرتبة في القرآن العظيم بأمرٍ من الله عددها تسعة وعشرين سورة وتمّ ترتيبها بأمر من الرحمن، وبما أنّ عدد الأنبياء المذكورين في القرآن العظيم بالاسم هم ثمانية وعشرون نبيّاً ورسولاً وجميعهم خُلفاء لله، وأما الخليفة التاسع والعشرون فتجده في آخر سورةٍ وُضعت حسب ترتيب السور ذات الأحرف وهي:

    سورة ( ن ) فذلك رمزٌ لاسم خاتم خُلفاء الله أجمعين ناصر مُحمد اليماني، وذلك هو الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين، وقد أقسم الله بحرفٍ من اسمه لنبيّه والقرآنِ العظيم لينصرالله به دعوة محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ
    ﴿1﴾ مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴿2﴾ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ﴿3﴾ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿4﴾ فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ ﴿5﴾ بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ ﴿6﴾}
    صدق الله العظيم [القلم].


    وكُلّ نبيٍّ خليفةً وليس كُلّ نبيٍّ رسولاً، وكُلّ إمامٍ خليفة وليس كُلّ إمامٍ نبيّاً، فأمّا البرهان أنّ الأنبياءَ أئمةٌ هو قول الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} صدق الله العظيم [البقرة:124]. وأما البرهان أنّ كُلَّ نبيٍ خليفةٌ هو قول الله تعالى: {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ} صدق الله العظيم [ص:26].

    إذاً كُلُّ إمامٍ خليفةٌ وليس كُلُّ إمامٍ نبياً، وخاتم خلفاء الله من الأئمة هو (( ن )) ناصر مُحمد اليماني، والمقصود الحقّ من قوله تعالى:
    {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴿1﴾مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴿2﴾ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ﴿3﴾ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿4﴾ فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ ﴿5﴾ بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ ﴿6﴾}صدق الله العظيم [القلم].

    وهذا وعدٌ من الله لنبيّه محمد صلى الله عليه وآله وسلم لينصرنّه وكتابه المسطور القرآن العظيم بهذا الإمام الذي وضع الله رمز اسمه (ن) فيبعثه الله في الأمّة المعدودة التي أحاطهم الله بالعلم المنطقي فيريهم آيات القرآن العلميّة بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي فيعرفونها بما أحاطهم الله من العلم على الواقع الحقيقي. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [ النمل:93].

    والأمّة المعدودة منهم القوم الذين أحاطهم الله بما شاء من علمه المنطقي على الواقع الحقيقي. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}حتى يتبيّن للناس أجمعين أنَّ مُحمداً رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس بمجنونٍ وأن هذا القرآن تلقّاه من لدن حكيمٍ عليمٍ لأنه تبيّن لهم أنه الحقّ من ربِّهم على الوقع بآيات التصديق بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي. تصديقاً لقول الله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} صدق الله العظيم [النمل:93].

    فابتعث الله المهديّ المُنتظَر تصديقاً للوعد الحقّ ليُحاجِج الناس بحقائق آيات القرآن العظيم العلميّة بادئاً بآياتٍ في الآفاق بالفضاء الكونيّ من حول الأرض، فبيَّنّا لهم حقيقة الأراضين السبع المذكورة في القرآن العظيم وأنهنّ يوجدنَ جميعاً من بعد أرضنا التي نعيش عليها وأتينا بآيات بيّناتٍ واضحاتٍ لأولي الألباب ليعلموا أنّ الأراضين السبع جميعاً يوجدنَ من بعد أرضنا بالفضاء الكوني. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} صدق الله العظيم [لقمان:27].

    وهُنا أوجّه سؤالاً لأهل العلم والمنطق وأولي الألباب جميعاً فأسألهم: كم يُغطي البحر من سطح الأرض؟ والجواب معروف لديهم وسوف يقولون: "يغطي ثلاثة أرباع سطح الأرض". ومن ثم نقول لهم: وهل بقي مُتسعٌ لسبعة أبحرٍ مثله؟ والجواب بالعقل والمنطق: "كلا إلا أن يُضاعفه بعضه فوق بعض إلى سبعة أبحرٍ". ومن ثم نرد عليهم ونقول: بل المدّ يكون من بعده. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ}.

    ومن ثم يأتي الجواب بالعقل والمنطق: "فبما أنه لم يبقَ مُتسعٌ ليمدّ سبعة أبحرٍ مثل بحر هذه الأرض فبالعقل والمنطق لا بُدّ أنه توجد الأراضين السبع من بعد أرضنا إذا كان القرآن حقاً تلقّاه مُحمدٌ رسول الله من لدُن حكيم عليم، وكذلك لا بُدّ أن أرضنا التي نعيش عليها تخرج عن الرقم سبعة، فهل لديك آيةٌ تؤكد ما يقوله العقل والمنطق شرط أن تذكر الآيةُ بأنّ العدد الرقمي للأرضين السبع مُساوٍ للعدد الرقمي للسماوات السبع؟ وبما أنّ الكون مليء بالكواكب والنجوم فنضيف شرطاً أن تذكر الآيةُ أنّ الأراضين السبع يوجدنَ جميعاً من بعد أرضنا كما بيّنت لنا بهذه الآية، وكذلك شرطٌ آخر أن تخرج هذه الآية أرضنا عن الرقم سبعة للأراضين السبع لأنك أخرجتها بالبيان في الآية الأولى وقلت إنّ الأراضين السبع من بعد أرضنا. بدليل قوله تعالى:
    {وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ }".

    ومن ثم نُرد عليه ونقول: قال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنْ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍعِلْماً} صدق الله العظيم [الطلاق:12].

    فأمّا الأمر فهو القرآن العظيم
    {
    فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} [الحجر:94]؛ يتنزّل على مُحمدٍ رسول الله بينهن. وما معنى {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍعِلْماً} [الطلاق:12]؟ بمعنى وما يدري الذي تنزّل عليه القرآن بأنّ الأراضين السبع يوجدن من بعد أرضنا؟ فيعلمون أنه حقاً ليس بمفترٍ ولا ساحرٍ ولا كاهنٍ ولا مجنونٍ؛ بل تلقّاه من الذي أحاط بكُلّ شيءٍ علماً الذي يعلم بأنه جعل الأراضين السبع طباقاً من بعد أرضنا، فيعلمون أنّ الله على كُلّ شيءٍ قدير وأنه أحاط بكُل شيءٍ علماً، فيؤمِن المُلحدون ويُصدِّق المؤمنون بحقيقة هذا القرآن العظيم المُنزّل على مُحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من لدُن حكيم عليم، ومن ثم يتم التصديق للبيان الحقّ بالتطبيق على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق ليتبيّن للناس أجمعين أنه الحقّ من ربهم إن كانوا يعقلون، وهل يتذكر الحقّ في الكتاب إلا أولو الألباب؟ وإلى تطبيق البيان بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي.

    فهل بعد الحقّ إلا الضلال يا صاحبي؟ فانظر إلى البيان الحقّ من الرحمن، فعندما يكون الوحي من الرحمن فإنه يكون بعلمٍ وسُلطانٍ، أمّا البيان الذي من وحي الشيطان فهو ليس إلا بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، وسلطان العلم والبرهان للوحي الذي من أمر الشيطان تجده صفراً.
    ويا صاحبي اتّبعني ولا تتّبع خطوات الشيطان فإنّه يأمرك أن تقول على الله ما لا تعلم، ولكنّ الله حرم عليك أن تقول على الله ما لا تعلم، واعلم أنّ الإمام المهديّ يأتي ناصراً لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيدعو إلى دعوته وينهج على نهجه ويقتفي أثره بالحقّ فيدعو الناس على بصيرةٍ من ربه وهي ذاتها بصيرة مُحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الكتاب والسُّنة الحقّ وما بعد الحقّ إلا الضلال، فلا تكن يا صاحبي للحقّ عنيداً، واتّبعني أهدِك صراط العزيز الحميد بسُلطان العلم من القرآن المجيد وبصيرة مُحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هي بالقرآن والسُّنة الحقّ، وكذلك التّابع له والناصر له (ناصر محمد اليماني) يدعو بنفس وذات البصيرة من ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:8].
    الإمام المهديّ ناصر مُحمد اليماني.
    ___________





    - 7 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    15 - 06 - 1428 هـ
    30 - 06 - 2007 مـ
    12:27 صباحاً
    ـــــــــــــــــــ


    سؤالٌ منطقيٌّ، ولك علينا الجواب من الكتاب بإذن الله يا ابن عُمر المُكرّم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، ثُمّ أمّا بعد..
    يا معشر عُلماء المُسلمين، إنّ من آتاه الله علم الكتاب لم يجد في القُرآن العظيم نبيّاً يُدعى يوشع بن نون، ولم يُنزّل الله به من سُلطانٍ في القُرآن العظيم، فهلّموا يا معشر عُلماء الأُمّة لأعلّمكم من هو النبيّ الذي كان في بني إسرائيل من بعد موسى عليه الصلاة والسلام في قول الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿٢٤٦﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وأُحيط ابن عُمر المُكرّم والصدّيق وولياً حميماً بأنّ ذلك النبيّ الذي كان في بني إسرائيل من بعد موسى أنّهُ نبيّ الله هارون أخو موسى عليه الصلاة والسلام، وقد تعمّر هارون من بعد موسى أربعين عاماً ومن ثُمّ اكتمل زمن تحريم الله على بني إسرائيل دخول القرية التي كتب الله لهم وجاء قدر دخولهم من بعد انقضاء الأربعين عاماً وقد كُتِب عليهم القتال في زمن موسى. وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ ﴿٢٠﴾ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ ﴿٢١﴾ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ﴿٢٢﴾ قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٢٣﴾ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴿٢٤﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴿٢٥﴾ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    فهل تساءلتم يا معشر عُلماء الأُمّة لماذا هذا النبي لم يقُد بني إسرائيل هو؟ وكذلك لماذا بني إسرائيل لم يطلبوا من هذا النبيّ أن يقودهم برغم اعترافهم بأنّه نبيٌّ لهم؟ فلماذا لم يطلبوا من نبيّهم أن يقودهم؟ بل قالوا: "ابعث لنا ملكاً نُقاتل في سبيل الله" فلماذا لم يقولوا لنبيّهم أن يقودهم ليقاتلوا في سبيل الله؟ إذاً هذا النبيّ قد صار شيخاً كبيراً ووصل إلى أرذل العُمر من بعد قوةٍ ضُعفٌ وشيبةٌ، فهو لا يستطيع أن يقودهم نظراً لأنه أصبح شيبةً عاجزاً، وكذلك بنو إسرائيل يعلمون بأنه لم يعد يستطيع لأنهم يرونه شيبةً عاجزاً ولذلك لم يطلبوا منهُ أن يقودهم؛ بل قالوا اختَر لنا منا من بني إسرائيل من يقودنا لنقاتل في سبيل الله.

    فهل تعلمون يا معشر عُلماء الأُمّة من ذلك النبيّ عليه الصلاة والسلام؟
    إنّه نبيّ الله هارون أخو موسى، وانقضت سنين التّحريم على بني إسرائيل دخولهم المسجد الأقصى في الكتاب وجاء الزمن المُقدّر لدخول بني إسرائيل الأرض المُقدّسة التي بها بيت المقدس ولم يعد رسول الله موسى موجوداً فقد توفّاه الله خلال الأربعين سنة، ولكنّ أخاه هارون لا يزال موجوداً ولكنّه قد أصبح شيخاً كبيراً لا يستطيع حمل السلاح ولا القتال نظراً لأنّه قد أصبح من بعد قوةٍ ضعفاً وشيبةً قد وهن العظم منهُ، ولكنهُ قال: "إنّ الله اصطفى عليكم طالوت ملكاً"، ولكن طالوت لم يكن من بني إسرائيل ولذلك قالوا: "أيكون له الملك علينا ونحن أحقّ بالمُلك منه؟".

    فتعالوا لأُعلّمكم من هو طالوت الرجُل الصالح والذي زاده الله بسطةً في العلم، ولسوف نعود إلى قصة موسى وعبد من عباد الله الصالحين ولم يكُن نبيّاً ولا رسولاً، وكان يعلم بأنّ هناك رجُلٌ وامرأةٌ صالحون وقد تبنّوا لهم غُلاماً لم يكُن من ذُريّتهم وإنّما لأنّهم لم يأتِهم أطفالٌ، ولكنّ هذا الغُلام من ذُريّة شيطانٍ من البشر ولا خير فيه وإنّما تبنّاه هذان الأبوان الصالحان لوجه الله واتخذوه ولداً لهم ولا يعلمون من أبويه وأراد الله أن يُبدلهم خيراً منه زكاةً وأقرب رُحماً.

    ومعنى قوله:
    {وَأَقْرَبَ رُحْمًا} أي من ذُريّتهم، والآية واضحةٌ وجليّةٌ بأنّ هذا الغُلام ليس ابنهم من ظهورهم وإنّما تبنّوه لوجه الله. وقال تعالى: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴿٨٠﴾ فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    ولذلك قتل الرجل الصالح ذلك الغلام وأبدلهم الله خيراً منه زكاةً وأقرب رُحماً، وذلك العوض من الله خيراً منه زكاةً وأقرب رُحماً الذي أعطاه الله للأبوين الصالحين
    إنّهُ طالوت عليه السلام الرجُل الصالح الذي آتاهُ الله المُلك وزادهُ بسطةً في العلم، وبلغ أربعين سنةً يوم استلام القيادة من بعد نبيّ الله هارون الذي بلغ من الكِبَر عتيّاً، ومن ثم قُتل طالوت في المعركة واستلم القيادة من بعده نبيّ الله داوود عليه السلام.

    ثُمّ انظروا يا عُلماء الأُمّة ماذا قال لهم نبيّهم هارون حين طلبوا منه القيادة فذكّرهم بأنّه قد كُتب عليهم القتال من قبل في عهد أخيه موسى فلم يقاتلوا! وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿٢٤٦﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    إذاً يا معشر عُلماء الأُمّة لم نجد نبيّاً غير هارون عليه السلام، وأعلمُ بأنّ هارون أكبر من موسى ولكن موسى توفّاه الله قبل هارون، ولذلك قال تعالى:
    {مِن بَعْدِ مُوسَىٰ} وهل يخلف موسى غير هارون؟ ولكنّه قد أصبح كبيراً في السن بعد أن انتهت الأربعين السنة التي حرّم الله عليهم الدخول إلى الأرض المُقدسة قبل أن تنقضي يتيهون في الأرض كالبدو الرُحّل يتتبّعون الماء والمرعى ولا يدخلون الأرض المُباركة التي كتب الله لهم لو أعدّوا جيوش الأرض كُلّها ما كان لهم أن ينتصروا حتى تنقضي الأربعون سنة، حتى إذا جاء القدر لدخولهم المسجد الأقصى قاد الجيش طالوت عليه السلام وقُتل واستلم القيادة منهُ نبيّ الله داوود، وقَتل داوودُ جالوتَ وآتاهُ الله المُلك من بعد طالوت.

    وأما الرُجل الذي تسمونه
    الخضر إنّهُ عبد من عباد الله الصالحين كما أخبركم الله بذلك في القُرآن في قوله تعالى: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا ﴿٦٥﴾ قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ﴿٦٦﴾ قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٦٧﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    والحكمة من ذلك حتى يعلم موسى وجميع المُسلمين بأنّهم لا ينبغي لهم أن يُقسّمون رحمة ربهم فيحصرون العلم على الأنبياء والمُرسلين، ويُريدُ الله أن يعلّم موسى وجميع المُسلمين بأنّهُ يوجد هُناك من عباد الله الصالحين من هو أعلم من الذي كلمهُ الله تكليماً، وكان يظنّ موسى بأنهُ أعلم الناس نظراً لأنّ الله كرّمه وكلّمهُ تكليماً، وأراد موسى أن يتلقّى المزيد من العلم من هذا الرجُل الصالح. وقال الله تعالى: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا ﴿٦٥﴾ قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ﴿٦٦﴾ قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٦٧﴾ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ﴿٦٨﴾ قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴿٦٩﴾} صدقق الله العظيم [الكهف].

    وقال الرجُل الصالح لكليم الله موسى:
    {
    إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا}، فقد حكم على موسى قبل بدْءِ الرحلة أنه لن يستطيع معهُ صبراً، ولكن موسى قال: {قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴿٦٩﴾}، فهل وجدتم موسى صبر حتى في واحدة؟ بل تحقّق ما حكم به الرجل الصالح: {قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٦٧﴾}. ولذلك لم نجد موسى صبر حتى على واحدةٍ من الأمور التي شاهدها! فذلك الجواب الحقّ على سؤالك يا ابن عُمر المُكرّم، ولسوف أزيدك علماً عن الرجُلين من أتباع موسى من الذين أنعم الله عليهما والذي جاء ذكرهم في قوله تعالى: {قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    وذلك الرجُلان
    إنّهما نبيّ الله هارون و مؤمن آلِ فرعون الذي قال الله عنهُ: {وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [غافر]. وقد علمنا بأنّ الله وقاه سيئات ما مكروا به آل فرعون وأبقاه مع موسى وحاق بآل فرعون سوءء العذاب، وقُضي الأمر الذي فيه تستفتي يا من صدّقني وكان عند الله صدّيقاً وجزاك الله عنّي بخير الجزاء بخير ما جزى به عباده المُكرمون.

    والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
    أخوكم؛ الإمام ناصر مُحمد اليماني.
    __________



    - 8 -
    الإمام ناصر مُحمد اليماني
    09 - 08 - 1429 هـ
    10 - 08 - 2008 مـ
    07:55 مساءً
    ـــــــــــــــــــ


    سبق وأن بيّنّا أسرار الأحرف في أوائل 29 سورة في القُرآن العظيم
    بيان عدد الأنبياء والرُسل الذين ورد ذكرهم في القُرآن ..



    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمُرسلين، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأولين وفي الأخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، ثمّ أمّا بعد..
    يا معشر عُلماء الأمّة، لقد أمركم الله بالإيمان بجميع الأنبياء والمُرسلين من أوّلهم آدم عليه الصلاة والسلام إلى مسك خاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد ذكر الله لكم في مُحكم آيات القُرآن العظيم ثمانية وعشرين منهم بالاسم بعدد الأحرف التي يتكون منها القُرآن العظيم ثمانية وعشرين نبيّاً ورسولاً وهم:


    1_ نبيّ الله آدم عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٣٣﴾ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ} صدق الله العظيم [آل عمران:33-34].

    2 _ نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام
    3 _ نبيّ الله إلياس عليه الصلاة والسلام
    4 _ نبيّ الله إدريس عليه الصلاة والسلام
    5 _ نبيّ الله اليسع عليه الصلاة والسلام
    6 _ نبيّ الله هود عليه الصلاة والسلام
    7 _ نبيّ الله صالح عليه الصلاة والسلام
    8 _ نبيّ الله أيوب عليه الصلاة والسلام
    9 _ نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام
    10 _ نبيّ الله لوط عليه الصلاة والسلام
    11 _ نبيّ الله اسماعيل عليه الصلاة والسلام
    12 _ نبيّ الله إسحاق عليه الصلاة والسلام
    13 _ نبيّ الله شُعيب عليه الصلاة والسلام
    14 _ نبيّ الله يونس عليه الصلاة والسلام
    15 _ نبيّ الله يعقوب عليه الصلاة والسلام
    16 _ نبيّ الله يوسف عليه الصلاة والسلام
    17 _ نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام
    18 _ نبيّ الله هارون عليه الصلاة والسلام
    19 _ نبيّ الله لُقمان عليه الصلاة والسلام
    20 _ نبيّ الله عُزير عليه الصلاة والسلام
    21 _ نبيّ الله ذو القرنين عليه الصلاة والسلام
    22 _ نبيّ الله داوود عليه الصلاة والسلام
    23 _ نبيّ الله سُليمان عليه الصلاة والسلام
    24 _ نبيّ الله هارون بن عمران أخو مريم عليه الصلاة والسلام
    25 _ نبيّ الله زكريا عليه الصلاة والسلام
    26 _ نبيّ الله يحيى عليه الصلاة والسلام
    27 _ نبي الله المسيح عيسى ابن مريم عليه وعلى أمّه الصلاة والسلام
    28 _ خاتم الأنبياء والمُرسلين رسول الله إلى الإنس والجنّ أجمعين مُحمد رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلم

    ـــــــــــــــــــــــ

    ولا ينبغي أن يكون عدد الرُسل والأنبياء المذكورين في القرآن العظيم بالاسم أن يتجاوز عددهم لعدد الأحرف المُكوّن منها جميع هذا القرآن العظيم، ويتكوّن القرآن العظيم من ثمانيةٍ وعشرين حرفاً وذلك لأنّه قرآنٌ عربيٌّ مُبينٌ، واللغة العربية تتكون من ثمانيةٍ وعشرين حرفاً ينطق بها اللسان العربي المُبين.

    وإليكم السور ذات الأحرف التي أقسم الله بها من باب التكريم وليس تكريماً للحرف؛ بل قَسَم بحرفٍ ينتمي لاسم نبيٍّ أو رسولٍ، ولذلك يرمز له الله في القسم بأحد حروف اسم النبيّ المُقسم باسمه، ولم يكن هناك شرط بأن يكون الحرف الأول من الاسم؛ بل بأحد حروف الاسم الأول، ولكنه لا يتجاوز الاسم الأول إلى الأب؛ بل أحد حروف الاسم الأول للنبيّ المُقسَم به على سبيل المثال:
    { كهيعص ﴿١﴾ } [مريم]:

    فأما الحرف
    ( ك ) فنجده رمزاً لاسم نبيّ الله زكريا.
    وأما
    ( ه ) فنجده رمزاً لنبيّ الله هارون بن عمران أخو مريم.
    وأما الحرف
    ( ي ) فنجده رمزاً لاسم يحيى.
    وأما
    ( ع ) فرمزٌ لاسم عيسى ابن مريم.
    وأما الحرف
    ( ص ) فرمز الصدّيقة مريم، ولم يأخذ رمزها من الاسم لأنها ليست نبيّة بل صدّيقة لذلك أخذ الرمز من اسم الصفة. وقال الله تعالى: {مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ} صدق الله العظيم [المائدة].

    وهذه السور ذات الأحرف التي يكمن فيها أسرار الأسماء التي علّمها الله لآدم عليه السلام، ومن ثم علّم آدم بها الملائكة، ومن ثم عَلِمَتْ ملائكة الرحمن بجميع أسماء خلفاء الله أجمعين، ولذلك قالو لزكريا إن الله يُبشرك بغلام اسمه يحيى، وكذلك قولهم لمريم:
    {يَا مَرْ‌يَمُ إِنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُ‌كِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْ‌يَمَ} صدق الله العظيم [آل عمران:45].



    وجميع هذه الرموز لأسماء خلفاء الله من الأنبياء والرسل والصالحين :


    1) الم ــ البقرة
    2) الم ــ آل عمران
    3) المص ــ الأعراف
    4) الرــ يونس
    5)
    الر ــ هود
    6) الرــ يوسف
    7) المر ــ الرعد
    8) الر ــ إبراهيم
    9) الر ــ الحجر
    10) كهيعص ــ مريم
    11) طه ــ طه
    12) طسم ــ الشعراء
    13) طس ــ النمل
    14) طسم ــ القصص
    15) الم ــ العنكبوت
    16) الم ــ الروم
    17) الم ــ لقمان
    18) الم ــ السجدة
    19) يس ــ يس
    20) ص ــ ص
    21) حم ــ غافر
    22) حم ــ فصلت
    23) حم عسق ــ الشورى
    24) حم ــ الزخرف
    25) حم ــ الدخان
    26) حم ــ الجاثية
    27) حم ــ الأحقاف
    28) ق ــ ق
    29) ن ــ ن

    ـــــــــــــــــــــ



    فأمّا السورة رقم تسعة وعشرون من السّور ذات الأحرف في القُرآن العظيم وآخر سورة في القُرآن من ذات الأحرف هي ذات الحرف (ن)وذلك رمز لاسم خاتم خُلفاء الله أجمعين (ناصر مُحمد اليماني)، ولم يجعلني الله نبيّاً ولا رسولاً؛ بل ناصراً لما جاء به مُحمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    __________



    - 9 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    20 - 06 - 1432 هـ
    23 - 05 - 2011 مـ
    02:22 صباحاً
    ــــــــــــــــــ


    أسرار الكتاب في الأحرف في أوائل السور ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي وحبيب قلبي خاتم الأنبياء والمُرسلين مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وجميع المُسلمين وأسلّمُ تسليماً.. أحبتي الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، لا بُدّ أن يكون البيان الحقّ للكتاب كالبناء المُحكم يشدُّ بعضه بعضاً من غير خللٍ ولا زللٍ ومن غير زيادةٍ أو نقصانٍ أو تناقضٍ في البيان، وكما علّمناكم من قبل عن شيءٍ من أسرار الكتاب في الأحرف في أوائل السور وأثبتنا منها أحد الأسرار أنها تقصد أسماء الخُلفاء الذي علّمهم الله لآدم وكذلك من أسماء المُكرمين في الكتاب، وسبق أن بيّنا لكمم أنما الأحرف ترمز لأسماءٍ من عبيد الله؛ بل وكذلك تجدون أنه حتى في لفظ الاسم قد يرمز الله بحرفٍ من اسمه بلفظ أحد حروف اسمه كمثلل حرف "النون". وقال الله تعالى:
    {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ‌ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    فمن هو
    {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا}؟ وجميع عُلماء المُسلمين ليعلمون أنه رسول الله يونس عليه الصلاة والسلام، ونستنبط من ذلك عِلماً وهو أنّ الله قد يرمز لاسم أحد عباده بذكر أحد حروف اسمه سواء يذكره بلفظ الحرف كمثل قول الله تعالى: {وَذَا النُّونِ}، فتجدون أنّه رمز لاسم رسول الله يونس عليه الصلاة والسلام بحرف النون ولكن بلفظ حرف النون. وكذلك تجدون أنه ليس شرط أن يكون رمز الاسم من أوّل أحرف الاسم بل قد يكون من وسطه أو من أوله أو من آخره المهم أنه لن يتجاوز الرمز عن أحرف الاسم الأول إلى اسم الأب. وكذلك من أسرار الأحرف في الأوائل من سُور القُرآن العظيم (29) سورة كما سبق بيانه من قبل وبيّنا لكم التأويل الحقّ لأحرف أول سورة مريم عليه الصلاة والسلام. وقال تعالى: {كهيعص ﴿١﴾ ذِكْرُ‌ رَ‌حْمَتِ رَ‌بِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِ‌يَّا ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    وإلى البيـــان الحــقّ :

    ( ك ) ويقصد الله به رمزاً لاسم نبيّ الله زكريا عليه السلام.
    ( هـ ) ويقصد به نبيّ الله هارون أخو مريم عليه الصلاة والسلام.
    ( ي ) ويقصد به نبيّ الله يحيى بن زكريا عليه الصلاة والسلام.
    ( ع ) ويقصد به رسول الله عيسى ابن مريم عليه السلام.

    (ص) ويقصد به أُمّه الصدّيقة، ونجد أنّ الله أخذ رمز اسمها من اسم الصفة وليس من الاسم كونها ليست من الأنبياء ولا من الخُلفاء؛ بل من المُكرّمين الصالحين وقال الله تعالى: {مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْ‌يَمَ إِلَّا رَ‌سُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّ‌سُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ} صدق الله العظيمم [المائدة:75].

    ولذلك نجد حرف
    "الصاد" يتبع الصدّيقة مريم عليها الصلاة والسلام، وكذلك نفهم سرٌّ آخر أنّه كذلك يوجد في لفظ الحروف سراً كونكم تجدون أنّ الله رمز لاسم نبيّ الله يونس فأشار له بلفظ حرف (النون). تصديقاً لقول الله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا} [الأنبياء:87]. ولذلك سوف نستنبط من أحرف لفظ الحروف أسرار أُخرى تخصّ الحساب، وكذلك سرّ آخر في عدد أحرف اللفظ، وإثبات في نفس الوقتت لعدد أحرف اللغة العربيّة، وكذلك عدد السور ذات الأحرف السرّية.

    كذلك في عدد السور سر آخر حتى نحكم بين المُختلفين بالحقّ فيما كانوا فيه يختلفون، كوني أجدهم مُختلفين في عدد أحرف اللغة العربيّة، فبعضهم يقول أنّ عدد أحرف اللغة العربية
    (28) وآخرين يقولون بل هي (29)! ولذلك وجب علينا أن نستنبط لهم من القُرآن العظيم الحُكم الحقّ بينهم فيما كانوا فيه يختلفون، ولم أكن أعلم من قبل أنهم مُختلفون في عدد أحرف اللغة العربيّة واتّبعت فتواهم من قبل أنها (28) حرفاً حتى إذا زادني الله في عِلم البيان الحقّ للقُرآن تبيّن لي أن أحرف اللغة العربية لا بدّ أن يكونوا (29) لا شكّ ولا ريب.

    وكذلك يهمُّنا إثبات عدد أحرف اللغة العربيّة كونها أحرف كلمات القُرآن العظيم وأسرار كُبرى ونحكمُ بينهم بالحقّ أنّي أجد عدد أحرف اللغة العربيّة في أسرار الكتاب هي بالضبط
    (29) لا شكّ ولا ريب والبرهان على ذلك كونكم تجدون أنّ عدد السور ذات الأحرف في أولها هيي (29) سورة لا شكّ ولا ريب؛ بمعنى أنّ عدد أحرف اللغة العربيّة هي بالضبط (29) حرفاً تساوي عدد السور ذات الأحرف السرّية برغم أنّهاا أحرفٌ متكرّرة "الم، حم، الر" إلى آخره، ولكن كذلك في عددها بُرهان آخر أنّ عدد أحرف اللغة العربية هي (29) حرفاً لا شك ولا ريبب كوني أجد عددها هي (78)، وكذلك عدد أحرف لفظ الحروف العربيّة هي كذلك (78).

    وكذلك سرّ آخر من عدد سور القُرآن ذات الأحرف وهو عدد أنبياء الإنس المذكورين بلفظ القُرآن إضافةً إلى إمامهم الإمام المهديّ الذي جعله الله إمام المسيح وإلياس وإدريس واليسع صلى الله عليهم وسلم تسليماً.
    وأولاً نأتي لتطبيق عدد الأنبياء الذي ذكر الله أسماءهم بلفظ الاسم وإمامهم معهم وهم:

    1_ نبيّ الله آدم عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٣٣﴾ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ} صدق الله العظيم [آل عمران:33-34].

    2 _ نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام
    3 _ نبيّ الله إلياس عليه الصلاة والسلام
    4 _ نبيّ الله إدريس عليه الصلاة والسلام
    5 _ نبيّ الله اليسع عليه الصلاة والسلام
    6 _ نبيّ الله هود عليه الصلاة والسلام
    7 _ نبيّ الله صالح عليه الصلاة والسلام
    8 _ نبيّ الله أيوب عليه الصلاة والسلام
    9 _ نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام
    10 _ نبيّ الله لوط عليه الصلاة والسلام
    11 _ نبيّ الله اسماعيل عليه الصلاة والسلام
    12 _ نبيّ الله إسحاق عليه الصلاة والسلام
    13 _ نبيّ الله شُعيب عليه الصلاة والسلام
    14 _ نبيّ الله يونس عليه الصلاة والسلام
    15 _ نبيّ الله يعقوب عليه الصلاة والسلام
    16 _ نبيّ الله يوسف عليه الصلاة والسلام
    17 _ نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام
    18 _ نبيّ الله هارون عليه الصلاة والسلام
    19 _ نبيّ الله لُقمان عليه الصلاة والسلام
    20 _ نبيّ الله عُزير عليه الصلاة والسلام
    21 _ نبيّ الله ذو القرنين عليه الصلاة والسلام
    22 _ نبيّ الله داوود عليه الصلاة والسلام
    23 _ نبيّ الله سُليمان عليه الصلاة والسلام
    24 _ نبيّ الله هارون بن عمران أخو مريم عليه الصلاة والسلام
    25 _ نبيّ الله زكريا عليه الصلاة والسلام
    26 _ نبيّ الله يحيى عليه الصلاة والسلام
    27 _ نبي الله المسيح عيسى ابن مريم عليه وعلى أمّه الصلاة والسلام
    28 _ خاتم الأنبياء والمُرسلين رسول الله إلى الإنس والجنّ أجمعين مُحمد رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلم



    29 _ {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُ‌ونَ ﴿١﴾ مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَ‌بِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴿٢﴾ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرً‌ا غَيْرَ‌ مَمْنُونٍ ﴿٣﴾ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿٤﴾ } صدق الله العظيم [القلم]. ومن ثُمّ نأتي لعدد السور ذات الأحرف وكذلك تجدوهن (29) وهم:

    1) الم ــ البقرة
    2) الم ــ آل عمران
    3) المص ــ الأعراف
    4) الرــ يونس
    5)
    الر ــ هود
    6) الرــ يوسف
    7) المر ــ الرعد
    8) الر ــ إبراهيم
    9) الر ــ الحجر
    10) كهيعص ــ مريم
    11) طه ــ طه
    12) طسم ــ الشعراء
    13) طس ــ النمل
    14) طسم ــ القصص
    15) الم ــ العنكبوت
    16) الم ــ الروم
    17) الم ــ لقمان
    18) الم ــ السجدة
    19) يس ــ يس
    20) ص ــ ص
    21) حم ــ غافر
    22) حم ــ فصلت
    23) حم عسق ــ الشورى
    24) حم ــ الزخرف
    25) حم ــ الدخان
    26) حم ــ الجاثية
    27) حم ــ الأحقاف
    28) ق ــ ق
    29) ن ــ ن

    ـــــــــــــــــــــ


    فإذا كان هذا الرمز
    { ن } يقصد به الله خليفته ناصر مُحمد إمام الأنبياء وخاتم خُلفاء الله أجمعين فلا بُدّ أن نجد عدد الأنبياء المذكورين بلفظ الاسم في القُرآن هم (28) نبي حتى يتبيّن لنا أن آخر رمز هو حقاً يخصّ الإمام المهديّ ناصر مُحمد اليماني وإليكم عدد الأنبياء:

    1_ نبيّ الله آدم عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٣٣﴾ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ} صدق الله العظيم [آل عمران:33-34].

    2 _ نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام
    3 _ نبيّ الله إلياس عليه الصلاة والسلام
    4 _ نبيّ الله إدريس عليه الصلاة والسلام
    5 _ نبيّ الله اليسع عليه الصلاة والسلام
    6 _ نبيّ الله هود عليه الصلاة والسلام
    7 _ نبيّ الله صالح عليه الصلاة والسلام
    8 _ نبيّ الله أيوب عليه الصلاة والسلام
    9 _ نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام
    10 _ نبيّ الله لوط عليه الصلاة والسلام
    11 _ نبيّ الله اسماعيل عليه الصلاة والسلام
    12 _ نبيّ الله إسحاق عليه الصلاة والسلام
    13 _ نبيّ الله شُعيب عليه الصلاة والسلام
    14 _ نبيّ الله يونس عليه الصلاة والسلام
    15 _ نبيّ الله يعقوب عليه الصلاة والسلام
    16 _ نبيّ الله يوسف عليه الصلاة والسلام
    17 _ نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام
    18 _ نبيّ الله هارون عليه الصلاة والسلام
    19 _ نبيّ الله لُقمان عليه الصلاة والسلام
    20 _ نبيّ الله عُزير عليه الصلاة والسلام
    21 _ نبيّ الله ذو القرنين عليه الصلاة والسلام
    22 _ نبيّ الله داوود عليه الصلاة والسلام
    23 _ نبيّ الله سُليمان عليه الصلاة والسلام
    24 _ نبيّ الله هارون بن عمران أخو مريم عليه الصلاة والسلام
    25 _ نبيّ الله زكريا عليه الصلاة والسلام
    26 _ نبيّ الله يحيى عليه الصلاة والسلام
    27 _ نبي الله المسيح عيسى ابن مريم عليه وعلى أمّه الصلاة والسلام
    28 _ خاتم الأنبياء والمُرسلين رسول الله إلى الإنس والجنّ أجمعين مُحمد رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلم.


    29 _ {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُ‌ونَ ﴿١﴾ مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَ‌بِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴿٢﴾ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرً‌ا غَيْرَ‌ مَمْنُونٍ ﴿٣﴾ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [القلم].


    ومن ثُمّ نأتي لعدد أحرف اللغة العربية وكذلك تجدونها (29) حرف كما يلي:

    1 - ( ا )
    2 - ( ب )
    3 - ( ت )
    4 - ( ث )
    5 - ( ج )
    6 - ( ح )
    7 - ( خ )
    8 - ( د )
    9 - ( ذ )
    10 - ( ر )
    11 - ( ز )
    12 - ( س )
    13 - ( ش )
    14 - ( ص )
    15 - ( ض )
    16 - ( ط )
    17 - ( ظ )
    18 - ( ع )
    19 - ( غ )
    20 - ( ف )
    21 - ( ق )
    22 - ( ك )
    23 - ( ل )
    24 - ( م )
    25 - ( ن )
    26 - ( هـ )
    27 - ( و )
    28 - ( ء )
    29 - ( ي )



    كون ما وُجد مُنفصلاً فوق السطر فهو حرفٌ لا شكّ ولا ريب وليس من التشكيل. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {ءَاللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [النمل:59].

    ومن ثُمّ نأتي لبُرهان آخر على البيان الحقّ لأسرار أحرف الكتاب في أوائل السور، فإذا حسبتم كم عددها بالضبط وهي الأحرف "الم، المر، حم" إلى آخره، تجدون أن عددها هو
    (78) فعدّوهنّ عدّاً تجدونهن (78) لا شكّ ولا ريب. وبما أنّ لها كذلك علاقة بعدد أحرف اللغة العربيّةة فكذلك سوف نجد عدد أحرف لفظ الأحرف العربية هو كذلك (78) عدداً، فعدّوهنّ عداً وهُنّ كما يلي:

    [ألف - با - تا - ثا - جيم - حا - خا - دال - ذال - را - زاي - سين - شين - صاد - ضاد - طا - ظا - عين - غين - فا - قاف - كاف - لام - ميم - نون - ها - واو - همزه - يا].

    فعدّوا حروف لفظهنّ عدّاً تجدوهُنّ بالضبط
    (78) في العدد، ولا تنسوا أن لفظ الحرف (ألف) يتكون من أربعة أحرف (ء ا ل ف)، ولربّما لا يأخذ كثيراً منكم بَالَهم من الهمزة التي على لفظ الحرف (ألف)، فإنّه يتكوّن من أربعة أحرفٍ ولذلك قمنا مُؤخّراً بتكبير لفظ الحرف (ألف).

    ومن ثُمّ نأتي لتطبيق سرّ العدد لأسماء الله الحسنى، فبما أنّكم قد علمتم أنّ عدد أحرف اللغة العربيّة هي
    (29) حرف، وكذلك عدد السور ذات الأحرف السرية هي كذلك (29) سورة، وكذلك علمتم أنّ عدد أحرف لفظ الأحرف العربيّة هو (78)، وكذلك عدد الأحرف السرّية في أوائل السور ذات أحرف الأسرار أن عددهم (78) في العدد، وكذلك تجدون أنّ عدد أحرف لفظ الحروف العربيّة هو بالضبط (78) حرفاً، ومن ثُمّّ نأتي لبيان عدد أسماء الله الحُسنى، وبقي لديكم نقاط أحرف اللغة العربية وأنتم تعلمون أنّها توجد (22) نُقطة ثُمّ يتم إضافتها إلى العدد (78) = 100 وذلك عدد أسماء الله الحُسنى ومن ثُمّ يتم تحويل هذا العدد (100) إلى خانات الحساب مائة خانة لنحصل على سرٍّ آخر وهو عددد العبيد والربّ المعبود كما يلي:
    10000000000000000000000000000000000000000000000000
    00000000000000000000000000000000000000000000000000


    ومن ثُمّ نقوم بتقسيم العبيد إلى أثلاث وذلك بتقسيم خانات الحساب:
    33 صفر + 33 صفر + 33 صفر = 99 صفر. وبقي خانة الرب المعبود لم تستطيعوا أن تضيفوه إلى أرقام العبيد وهو الرقم واحد:
    {قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ﴿١﴾} [الإخلاص].

    ويوصف الله رقمه بالعدد
    {أَحَدٌ} كونه لا يوجد شيء قبله فهو الأول ليس قبله شيء، وهو من أوجد ما في الوجود، وقيمة هذا الرقم كُبرى في الحساب، فبرغم عظمة هذا الرقم الحسابي لتعداد العبيد ولكن إذا زال الرقم واحد أصبح لا قيمة لهم ولا وجود لهم فيكون تعداد العبيدد أصفاراً، كونهم لا وجود لهم بدون الواحد الأحد، كونه من فعلهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ‌ شَيْءٍ} [الطور:35]، كون لكلل فعلٍ فاعلٌ، ألا وإنّ الشيء الذي أوجدهم هو صاحب الرقم الأول وهو صاحب الرقم واحد الذي لا قيمة لهم إلّا بوجوده وبدونه لم يكن لهم أيي قيمةٍ ولا وجودٍ. والرقم (1) أمامه 99 صفر يُسمّى (نليون)، كما سوف نُبيّن البُرهان على تسمية خانات الحساب من الكتاب إلى مائة خانةة في الوقت المُناسب.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    العبد العليم الدَّاعي إلى الصراط المُستقيم بالبيان الحق للقُرآن العظيم؛
    عبد النعيم وخليفته الإمام المهدي (ناصر مُحمد اليماني).
    ____________




    - 10 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    05 - 06 - 1429 هـ
    10 - 06 - 2008 م
    12:10 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ


    (ن) الذي أقسم الله به في القُرآن العظيم لنبيه بأنه سوف ينصره به:
    { فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ ﴿٥﴾ بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ ﴿٦﴾ } صدق الله العظيم [القلم]


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، ثمّ الصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وجميع المؤمنين التّابعين للحقّ في كُلّ زمانٍ ومكانٍ، ولا أفرق بين أحدٍ من رسله وأنا من المسلمين، وبعد..

    أخي الكريم؛ إنّي أعلم علم اليقين بأنّه لو كان مكتوباً في القرآن العظيم بأنّ اسم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني لما جعل الله ذلك حُجّتي عليكم، وذلك لأن الله لم يجعل الحجّة في الاسم؛ بل في العلم، وحتى يعلم جميع عُلماء النّصارى وجميع عُلماء المُسلمين بأنّ الله لم يجعل الحجّة في الاسم بل في العلم، ولذلك قال الله تعالى على لسان المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام قال:
    { وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسمه أَحْمَدُ } صدق الله العظيم [الصف:6]

    فلم يجعل الله اختلاف الاسم حجّة للنصارى على محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم. وقال محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- لعُلماء النّصارى:
    [ أنا رسول الله محمد وأنا أحمد في الكتاب ]، وحاجّهم بالعلم فألجم من يريد الحقّ من عُلماء النّصارى ببرهان العلم، ولم يجعل الله اختلاف الاسم حجّة للنصارى، ولذلك نجد محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- بأنّه ألجم علماء النّصارى بالعلم مع أنه أمْيٌّ لا يقرأ ولا يكتب، فتبيّن للنصارى بأنّه رسول الله أحمد في الكتاب هو نفسه رسول الله محمد صلّى الله عليه وآله وسلم، ومن ثمّ علموا بأنّ الله لم يجعل الحجّة في الاسم بل جعلها في العلم، فكيف يستطيع أن يلجمهم بالعلم رجُلٌ أمْيٌّ لا يقرأ ولا يكتب مالم يتلقى القرآن من لدُن حكيمٍ عليمٍ؟ ولذلك ومن ثمّ علم أولو الألباب من عُلماء النّصارى بأن الله لم يجعل الحجّة في الاسم وأن محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- هو نفسه أحمد رسول الله الذي بشّر به المسيح عيسى ابن مريم أنّه يأتي من بعده: { وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسمه أَحْمَدُ } صدق الله العظيم [الصف:6]

    ومن ثمّ صدّق بمحمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أولو الألباب من عُلماء النّصارى. وقال الله تعالى:
    { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾ وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّ‌بِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴿٥٣﴾ } صدق الله العظيم [القصص]

    ومن خلال ذلك يعلم أولو الألباب من عُلماء المسلمين بأنّ الله لم يجعل الحجّة في الاسم؛ بل جعلها في العلم وتلك حُجّتي عليكم، فلو أنّ اسم المهديّ المنتظَر جاء في كتاب الله وسنة رسوله بأنّ اسمه (محمد بن عبدالله) أو (محمد بن الحسن العسكري) أو (أحمد بن عبد الله) برغم أن هذه الأسماء للمهدي المنتظر افتراءً على الله ورسوله ولم يُنزّل الله بها من سُلطانٍ، ولم يقل محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: اسم المهديّ المنتظر كاسمي (محمد بن عبد الله) ولا (محمد الحسن العسكري) ولا (أحمد بن عبد الله)؛ بل قال عليه الصلاة والسلام:
    [ يواطئ اسمه اسمي ] وقال: [ من سمّاه فقد كفر ]

    بمعنى أن محمداً رسول الله لم يُسمِّ المهديّ المنتظر لا محمداً ولا أحمدَ ولا غير ذلك ولم يُسمِّه بغير اسم الصفة الحقّ (المهديّ المنتظر)، ولكن محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- قال:
    [ يواطئ اسمه اسمي ] صدق عليه الصلاة والسلام

    ولم يقل هذا الحديث عبثاً؛ بل وحيٌ من ربّ العالمين لأنّ في التواطؤ حكمةٌ بالغةٌ لو كنتم تعلمون، بمعنى أنّ المهديّ المُنتظر لم يجعله الله نبياً ولا رسولاً؛ بل الإمام الناصر لما جاء به محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وحتى يحمل الاسم الخبر، وبما أن التواطؤ هو التوافق فلا بد أن يوافق أن يأتي التوافق في اسم المهديّ لاسم محمد -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فيكون اسمه (ناصر محمد)، فترون الحكمة في التواطؤ واضحةً وجليةً لأولي الألباب من المسلمين. ولكن التواطؤ لا ينبغي له أن يكون في الاسم الأوّل للمهدي؛ بل في الاسم الثاني، ومن ذا الذي يستطيع أن يُنكر بأن الاسم محمد لم يوافق في الاسم (ناصر محمد)؟ والتوافق حدث في اسم الأب وذلك حتى يحمل الاسم الخبر وراية الأمر يا مُتبعي الذكر، فهل من مُدّكرٍ ذي عقلٍ مُفكرٍ؟ فهل يتذكر إلا أولو الألباب؟ ومهما سمّيتم من جميع الأسماء للمهدي المنتظر سواء محمد بن عبد الله أو أحمد بن عبد الله، أو محمد بن الحسن العسكري فلن يحمل الاسم الخبر حتى يكون اسم المهديّ المنتظر (ناصر محمد)، أفلا تعقلون؟

    وكلا ولا ولن يقول محمد رسول الله أن اسمي (محمد) يا معشر السنّة والشيعة، إذاً لما قال آخرون بأن اسمه (أحمد)، ومن خلال ذلك تعلمون بأن محمداً رسول الله لم يقل اسمه محمد؛ بل قال:
    [ يواطئ اسمه اسمي ]

    فظنوا بأنّ اسم المهديّ المنتظر (محمد)، وآخرين قالوا (أحمد)، وذلك لأنهم لا يعلمون بأنّ في هذا الحديث حكمةٌ بالغةٌ في التواطؤ، فلا ينبغي أن يكون اسم المهديّ المنتظر (محمد بن عبد الله) ولا (أحمد بن عبد الله) ولا (محمد بن الحسن العسكري) لأنّه لن يحمل الاسم الخبر حتى يكون اسم المهديّ المنتظر
    (ناصر محمد)، وذلك لأن المهديّ المنتظر (ن) الذي أقسم الله به في القرآن العظيم لنبيّه بأنّه سوف ينصرهه به: { فَسَتُبْصِرُ‌ وَيُبْصِرُ‌ونَ ﴿٥﴾ بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ ﴿٦﴾ } صدق الله العظيم [القلم] ولكن أكثركم يجهلون.

    وكما بيّنا لكم من قبل بأنّ الله لم يجعل الحجّة في الاسم؛ بل في العلم وآتيناكم بالسلطان من القرآن العظيم لعلكم تتقون وتحاجّوني بالعلم وليس بالاسم لعلكم تهتدون للحقّ، وهذا هو الجواب للسؤال الأوّل بالحقّ لمن أراد الحقّ والحقّ أحقّ أن يتّبع.

    . وأما بالنسبة لجواب سؤالك الثاني عن نَسَبي، فأنا من آل بيت محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- من ذُرية الإمام الحُسين بن علي عليه الصلاة والسلام وعلى آل بيت رسول الله الطيبين الطاهرين وعلى التّابعين للحقّ إلى يوم الدين.

    وأما بالنسبة لجواب سؤالك الثالث الذي تقول فيه:
    اقتباس المشاركة :
    كما هو معلوم من الحديث الصحيح الصريح أن المهديّ يخرج في دمشق، وهي عاصمة بلاد الشام قديماً و سوريا حديثاً
    انتهى الاقتباس

    فسوف يجيبك عليه الحديث الحقّ لمحمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- في قوله عليه الصلاة والسلام:
    [ إني أرى نَفَس الله يأتي من اليمن ]

    والنَفَس هو فرج الله على المُسلمين والمظلومين في العالمين
    ، وهو المهديّ المنتظر يأتي إلى الركن اليماني من اليمن ولا يذهب إلى سوريا أو يخرج من سوريا؛ بل هو يماني ويأتي من اليمن، وذلك بعد ثورة اليماني المُمهد للظهور لدولة المهديّ فيقوم بثورة الوحدة اليمنية حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على شاته، ولكن هذا اليماني المُمهِّد ليس بعالمٍ ولا يعلم بأنّه المُمهد وذلك هو الرئيس علي عبد الله صالح اليماني، وأما الحوثي فهو الخُراساني، وكلا ولن ولا ينبغي أن يُسلّم الراية اليمانية علي عبد الله صالح اليماني إلى الحوثي الخراساني، ويسمى الخراساني نسبة لأوليائه خراسان إيران؛ بل سوف يُسلّم الراية اليمانية علي عبد الله صالح اليماني إلى ناصر محمد اليماني فيقول: (سلمتك القيادة) والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ.

    ولكنّ المهديّ المنتظر ناصر محمد اليماني ليس راضياً الآن على الرئيس علي عبد الله صالح اليماني وذلك لأنّه صدّق العرّافين المشعوذين؛ كُلِّ أفّاك أثيم من الذين تتنزل عليهم الشياطين فيُلقون إليهم السمع وأكثرهم كاذبون، فيحذّرون علي عبد الله صالح من أسرة عريقة في اليمن بأن لا يؤتِهم حقوقهم شيئاً، ويحارب مصالحهم حتى لا يسْتَقْوُون، وإن لم يفعل فإنهم سوف يُزيحونه من مكانه من على العرش اليماني، وللأسف الشديد فإنّ الرئيس اليماني علي عبد الله صالح صدّقهم فحرّم هذه الأسرة العريقة اليمانية من جميع حقوقها الماديّة حتى لا يزيحونه من على عرشه كما خوّفه بذلك العرّافون كمثل (محمد العوبلي) بمدينة رداع وأمثاله من الأفّاكين أولياء الشياطين.

    ولكنّي المهديّ المنتظر الحقّ الرجُل الصالح ناصر محمد اليماني أفتي الرئيس علي عبد الله صالح فأقول: يا فخامة الرئيس علي عبد الله صالح اليماني، إنّما العرّافون الأفّاكون يحذّرونك من الصالحين، ألم يحذّروا فرعون من موسى وهو رجُلٌ صالح؟ ولا تجدنّهم يحذّرون من الكافرين وذلك لأنهم أولياؤهم وقد جربت، فها هم لم يحذِّرونك مما أنت فيه الآن من حركة الحوثي الخراساني، ويُسمّى الخراساني نسبة لأوليائه خراسان إيران، والحوثي على ضلال مُبين ويسفك دماء المسلمين اليمانيين بغير الحقّ، ولن يرث الجنّة هو وأولياؤه بسفك دماء المسلمين، حاشا لله ربّ العالمين ولم يعدكم بأنّ من سفك دماء مسلمٍ أنه في الجنّة، فكيف تقتلون العسكر اليمانيين الضعفاء المساكين الذين أجبرتهم قسوة الحياة المعيشية والبطالة على العسكرة بالراتب الزهيد؟ ومن ثمّ تقتلونهم يا معشر آل الحوثي وأولياءهم! وأقسم بالله العليّ العظيم إنّكم لعلى ضلالٍ مُبينٍ، والراية اليمانية أقسم بالله العلي العظيم أنها لن ولن ولن يُسلمها اليماني علي عبد الله صالح إليكم أبداً حتى ولو استمرت حركة فسادكم في البلاد وسفك دماء العباد مائة عام لما سلّم إليكم الرئيس علي عبدالله صالح اليماني راية القيادة أبداً، وإنّه لن ولن ولن يُسلمها إلا للمهدي المنتظر الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ، والأيام بيننا ولسوف تذكرون بأني لا أنطق إلا بالحقّ، ولسوف يذكر العرّافون بأن مكرهم كان ضدهم وما مكروا إلا بأنفسهم ويمكرون وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون، وذلك لأن الرئيس اليماني علي عبد الله صالح سوف يتبيّن له الحقّ إنّكم لا تحذرون إلا من الصالحين، ألم تحذّروا فرعون من موسى وهو رجُل صالح؟ وكذلك يتبيّن له إنّكم لا تحذّرون من الكافرين والمُضلين لأنّكم أولياؤهم، وسوف يتبيّن لعلي عبد الله صالح بأن ما يقوله ناصر محمد اليماني في شأن العرّافين هو الحقّ بأنّهم لا يحذرون إلا من الصالحين، فيتذكر بأنّهم حذروا فرعون من موسى وهو رجل صالح، وكذلك يتذكر بأنّه لم يجدّهم قط حذَّروه من الكافرين ولا الضالين المضلين لأنهم أولياؤهم، فيهديه الله إلى الصراط المُستقيم إن شاء الله ربّ العالمين، فلا يزيده التّصديق لأمر المهديّ المنتظر إلا عزاً إلى عزه وملكاً أكبر، وإن أبى واستكبر فسوف يظهرني الله عليه وعلى قادة العالمين أجمعين بالكوكب العاشر في ليلةٍ واحدةٍ وهم من الصاغرين، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    وأرجو من الله أن تكون يا علي عبد الله صالح من السابقين فتشفع لك عند ربّك صفة العفو والحُلم إن ربّي غفور رحيم.

    . وأما بالنسبة لسؤالك الرابع أيها السائل بقولك:
    اقتباس المشاركة :
    إن المهديّ سيلتقي مع عيسى عليه الصلاة والسلام. أيلتقيان في دمشق؟ فهل نفهم من هذا أن الامام أول مايظهر بصنعاء اليمن، ثمّ ينتقل الى دمشق للقاء عيسى عليه السلام؟
    انتهى الاقتباس

    ومن ثمّ نردّ عليك فأقول: أنا والمسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام الآن في اليمن، وإن يشأ علي عبد الله صالح أن يتبيّن له الحقّ من الباطل فإن المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام قد رفعته الملائكة بتابوت السكينة فوضعوه بجانب أصحاب الكهف في اليمن في محافظة ذمار في قرية الأقمر في الكهف الذي بجانب بيت رجل يُدعى محمد سعد في الكهف الذي كانوا يسكنون فيه من قبل، فقد بيّنا لكم بالكيلو والباع والذراع وبالمتر وبالشبر لتعلموا إنّي المهديّ المنتظر الحقّ الحقّيق لا أقول غير الحقّ، وإذا لم يأتِكم الخبر عن شأن آيات التّصديق للمهدي المنتظر في شأن أصحاب الكهف والرقيم المضاف المسيح عيسى ابن مريم فلا صدّق اليمانيون ولا كذّبوا، فإذا هم لم يبحثوا عن الحقّيقة في قرية الأقمر، ولذلك لم يكذبوا ولم يصدقوا! وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

    وجميع الأجوبة على أسئلتك قد كتبنا في شأنها بياناتٍ من قبل لو تدبّرت البيانات، ولكنك أجبرتني على أن أكتب لك بياناً جديداً، وإذا أردت المزيد فابحث في البيانات في الموقع تجد كثيراً من المزيد والتفصيل، وقد أجبناك بالحقّ والحقّ أحقّ أن يتّبع إن كنت تريد الحقّ، وأرجو من الله أن يُريك الحقّ حقاً ويرزقك اتّباعه ويريك الباطل باطلاً ويرزقك اجتنابه، هو أرحم بك من أمّك وأبيك ومن المهديّ المنتظر ومن النّاس أجمعين، ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين.

    ويا معشر المشرفين على المنتديات، إنّي آمركم بالأمر أن لا تحجبوا أحداً عن الإشتراك والردّ في موقعي الرئيسي هذا طاولة الحوار العالميّة ما لم يسبنا أو يشتمنا فنحن لا نحذف أي بيان لأنّه خالف ما نحن عليه؛ بل نردّ عليه بعلمٍ وسلطانٍ منيرٍ، فقد رأيت هذا الرجل السائل يشكو بأنّه تمّ حجبه وهو لم يسِئ إلى المهديّ المنتظر فتحمّل عتابي يا حبيبي ابن عمر وكن من الصابرين، ونعلم غيرتك علينا بالحقّ بأنّها شديدةٌ، ولكن الصبر قد أوصانا فيه خير الصابرين على عباده اصبروا وصابروا والله مع الصابرين .

    وكذلك يا معشر السائلين؛ ماخطبكم تسألون وتريدون إجابةً فوريّةً! وكأني أحاور عالم الإنترنت في موقع واحد فقط؛ بل في كثير من المواقع الإسلاميّة والمُنتديات العالميّة فابحثوا تجدوا أن ناصر اليماني متفوق عليهم أجمعين بسلطان العلم ومهيمن على عُلماء الأمّة بسلطان العلم من القرآن العظيم، وبعض الجاهلين من السائلين إذا مرّ على ردّه 24 ساعة ولم أردّ عليه فإذا هو فَرِحٌ فخورٌ بعدم ردّنا عليه ويفكر أنّه هيمن علينا وأعجزنا بجهله! وربّما لأنّي لا علم لي بردّه نظراً لأنني مشغول بالردّ في كثير من المنتديات العالميّة.

    وكذلك بعض المنتديات يقومون بعملٍ جبانٍ وحقيرٍ فيحجبون عضويتي حتى لا أردّ، ويطلقون عضويّة المُمترين السُفهاء كمثل شبكة منتديات أشرِّ أمّة ويزعمون أنّهم خير أمّةِ! فأين الخير وهم لم يبصروا الخير ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإنا لله وإنا إليه لراجعون..
    أخوك؛ المهديّ المنتظر الإمام ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــ




    - 11 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    22 - 05 -1431 هـ
    06 - 05 - 2010 مـ
    08:32 مساء
    ــــــــــــــــــــ



    ردُّ الإمام الى أسد بني هاشم المحترم:
    الله أقسم لنبيّه بحرفٍ من حروف اسم الإنسان الذي سوف يعلّمه البيان الحقّ للقرآن ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلامُ على جدّي محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله الطيبين وسلم تسليماً، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمُرسلين وآلهم الطاهرين ولا أُفرق بين أحدٍ من رُسله، وأنا من المُسلمين لا أشركُ بالله شيئاً وأدعو إلى صراط العزيز الحميد على بصيرةٍ من ربي آيات مُحكمات من القرآن المجيد..

    ويا حبيبي في الله أسد بني هاشم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعلى كافة الأنصار السابقين الأخيار وأصلي عليكم وأسلمُ تسليماً، فكُن من الشاكرين أن بعث الله الإمام المهديّ في جيل أسد بني هاشم، وكُن من الأنصار السابقين الأخيار واتبع الإمام المهديّ وعقلك من أنصار الإمام المهديّ وشاهداً عليك بالحقّ، فنحنُ ندعوك إلى الحقّ ولا تتّبع ما يُخالف لعقلك، ولا ولن يتبع الإمام المهديّ وكافة الأنبياء والمُرسلين في جميع الأمم الأولى إلا أولو الألباب الذين يعقلون، ومن كان يستخدم عقله فقد بشَّره الله بالهُدى. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَبَشِّرْ‌ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    وأما الذين لا يعقلون فاتَّبَعوا الذين من قبلهم الاتّباع الأعمى ولم يستخدموا عقولهم ومن ثم أدركوا في الآخرة أنّ سبب ضلالهم ودخولهم النار هو اتّباع الذين من قبلهم اتّباعاً أعمى من غير أن يستخدموا عقولهم، ولذلك أفتوكم بالحقّ بناءً على تجربتهم:
    {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَاا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [الملك:10]. إذاً تبيّن لكم الحقّ أن أصحاب جهنم من الجنّ والإنس هم الذين لا يستخدمون عقولهم شيئاً. ولذلك قال الله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:179].

    فلا تكونوا من الذين لا يستخدمون عقولهم فيتدبرون القول من ربهم الحق؛ بل أنا الإمام المهديّ أدعوكم إلى ما يدعوكم إليه الله ورُسله أجمعين أن تستخدموا عقولكم. وقال الله تعالى:
    {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴿٢١﴾ إِنَّ شَرَّ‌ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].

    ويا أخي الكريم أسد بني هاشم، إنّما الإمام المهديّ مُجردُ عالمٍ من المُسلمين إلا أنّ الله يزيده بسطةً في العلم عليهم بسُلطان علم البيان الحقّ للقُرآن العظيم حتى يستنبط لكم حُكم الله الحقّ من محكم كتابه القرآن العظيم فيما كنتم فيه تختلفون، ولا ينبغي للإمام الحقّ من ربكم أن يتّبع أهواءكم حتى تصدّقوه فتتبعوه، وأعوُذ بالله أن أكون من الجاهلين، ولو يتبع الإمام المهديّ أهواءكم فلن أجد لي من دون الله ولياً ولا نصيراً، وإنما أدعو الناس إلى ما دعاهم إليه جدي محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يتبعوا القُرآن العظيم فنُحاجّهم بمُحكم القُرآن العظيم، فمن اهتدى فلنفسه ومن ضلّ فعليها. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا} صدق الله العظيم [الزمر:41]. وقال الله تعالى: {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ} صدق الله العظيم [النمل:92].

    وبالنسبة لحكم الفتوى عن رؤية الله جهرةً فقد جعل الله الفتوى الحقّ في آياتٍ بيّناتِ مُحكماتٍ هُنّ أمّ الكتاب في قلب وذات الموضوع بيّنات لعالمكم وجاهلكم لكُل ذي لسان عربي منكم إن كنتم تعقلون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿٢﴾ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْ‌آنًا عَرَ‌بِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [الزخرف]، وجعل حكمه في رؤية الله جهرة في آيات بيّنات لعالمكم وجاهلكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].

    ومن الآيات البيّنات في قلب وذات الموضوع عن الفتوى في رؤية الله جهرةً فقد طلب من الله نبيُّه موسى - عليه الصلاة والسلام - أن يراه جهرةً، ومن ثم أفتاه الله أنّه لن يرى ربه، ومن ثم أفتى الله نبيّه عن سبب عدم رؤية الله جهرة وذلك لأنه لا يتحمّل رؤية عظمة الله شيءٌ من خلقه أجمعين مهما كان عظيماً، فلا ولن يتحمل رؤية عظمة ذات الله العلي العظيم شيءٌ، وأراد الله أن يبيّن لنبيّه موسى عليه الصلاة والسلام بالبيان الحقّ على الواقع الحقيقي ليعلم نبيّ الله موسى أنه لا يتحمل رؤية عظمة ذات الله شيءٌ من خلق الله أجمعين حتى الجبل العظيم، ولذلك جعل الله البيان ليس لفظياً فحسب بل بياناً عملياً على الواقع الحقيقي، ولذلك قال الله لنبيه موسى:
    {انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي} صدق الله العظيم [الأعراف:143]

    فأصبحت الفتوى عن رؤية الله جهرة متوقفة على استقرار الجبل مكانه إن تحمّل رؤية عظمة ذات الله سُبحانه، فانظروا إلى النتيجة:
    {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:143]، فتبيَّن لنبي الله موسى الحقُّ على الواقع الحقيقي أنّه حقاً لا يستقر أمام رؤية عظمة ذات الله شيء من خلقه أجمعين لأنّ الله هو الأعظم من كل شيء في خلقه أجمعين ولن يستقر أمام رؤيته شيءٌ من خلقه إلا شيءٌ مثله، وليس كمثله شيء وهو اللطيف الخبير. ولما أدرك نبيّ الله موسى الفتوى الحقّ عن سبب عدم رؤية الله جهرة {قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف:143]. وقال الله تعالى: {ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].


    ويا أسد بني هاشم، وما بعد الحقّ إلا الضلال؟ وقال الله تعالى:
    {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} صدق الله العظيم [يونس:32]. ألا والله العظيم لو تعتصموا بهذه الفتوى الحقّ لما استطاع المسيح الكذاب أن يفتنكم عن ربكم الحقّ شيئاً كونه يُكلمكم جهرةً وأنتم ترونه، أفلا تتقون؟ وما كان للحقّ أن يتبع أهواءكم وإنما أتُّبِعُ البيان الحقّ للقرآن العظيم، فمن اهتدى فلنفسه ومن ضلّ فعليها، ألا وإن البيان للإمام المهديّ ليس مُجرد تفسيرٍ مثل تفاسيركم للقرآن العظيم بل بيان الإمام المهديّ هو تفصيل الكتاب يأتيكم به من الآيات البيّنات المُحكمات هُنّ أمّ الكتاب لا يزيغ عمّا جاء فيهم فيتبع ظاهر الآيات المُتشابهات إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ البيّن والمُفصّل في آيات الكتاب المُحكمات هُنّ أم الكتاب التي أمركم الله أن تتبعوهن. وأما المُتشابه من القرآن فأمركم فقط بالإيمان به أنه من عند الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيمم [آل عمران:7].

    ويا حبيبي في الله أسد بني هاشم، فهل ترى هذه الفتوى من الله في هذه الآية من المُتشابه؟ وقال الله تعالى:
    {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَىى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:143].

    {ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ويا أسد بني هاشم، أُشهِدُ الله أني أنا الإمام المهديّ وكفى بالله شهيداً الذي اصطفاني خليفتهُ عليكم وما كان لكم الخيرة من الأمر فتصطفون خليفة الله من دونه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [القصص:68].

    أم إنكم لا تعلمون لماذا قال الله تعالى لملائكته:
    {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة:31]؟ وذلك تصديقٌ لقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [القصص:68]، وليست الملائكة أعلم من ربِّهم، وما كان لهم الخيرة في اصطفاء خليفة الله آدم؛ بل قال الله تعالى: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} صدق الله العظيم [الحجر:29].

    وكذلك الإمام المهديّ خليفة الله المصطفى. أفلا تخافون من لعنة الله لو لم تطيعوا خليفته الذي اصطفاه عليكم؟ أفلا تعلمون عن سبب لعنة الله لعبده إبليس؟ وذلك لأنه أبى أن يسجد لأمر الله فيطيع خليفة الله المُصطفى عليهم. وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْ‌ضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَ‌ضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ‌ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٣٤﴾ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَ‌غَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَ‌بَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَ‌ةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٣٥﴾ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَ‌جَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ مُسْتَقَرٌّ‌ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٣٦﴾ فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّ‌بِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّ‌حِيمُ ﴿٣٧﴾ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٣٨﴾ وَالَّذِينَ كَفَرُ‌وا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ‌ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٣٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ويا أسد بني هاشم، إنّي أنا الإمام المهديّ آمركم أن تقتدوا بهُدى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏} صدق الله العظيم [آل عمران:31].

    ألا وإنّما الاتّباع هو أن تفعلوا ما يفعله فتُنافسوا محمداً رسول الله والمهديّ المنتظَر وكافة الأنبياء والمُرسلين في حُب الله وقربه، وإن أبيتم وقلتم: "فكيف نُنافس محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في حُبّ الله وقربه بل هو أولى بالله من جميع المُسلمين أن يكون هو العبد الأحبّ والأقرب إلى الله؟" ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهدي: فاشهدوا بالحق أنكم لم تقتدوا بهدي محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وقد أمر الله عبده ورسوله محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يقتدي بهدي كافة الأنبياء والمُرسلين وأولياء الله الصالحين من قبله أجمعين. وقال الله تعالى:
    {وَكَذَٰلِكَ نُرِ‌ي إِبْرَ‌اهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿٧٥﴾ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَ‌أَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَـٰذَا رَ‌بِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَ‌أَى الْقَمَرَ‌ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَ‌بِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَ‌بِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَ‌أَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَ‌بِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ‌ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِ‌يءٌ مِّمَّا تُشْرِ‌كُونَ ﴿٧٨﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ‌ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِ‌كِينَ ﴿٧٩﴾ وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّـهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِ‌كُونَ بِهِ إِلَّا أَن يَشَاءَ رَ‌بِّي شَيْئًا وَسِعَ رَ‌بِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُ‌ونَ ﴿٨٠﴾ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَ‌كْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَ‌كْتُم بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِ‌يقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٨١﴾الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٨٢﴾ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَ‌اهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ نَرْ‌فَعُ دَرَ‌جَاتٍ مَّن نَّشَاءُ إِنَّ رَ‌بَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿٨٣﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّ‌يَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُ‌ونَ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٤﴾ وَزَكَرِ‌يَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿٨٥﴾ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦﴾ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّ‌يَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَ‌ىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فانظروا لقول الله تعالى:
    {وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّ‌يَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَ‌ىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾} صدق الله العظيم، والسؤال الذي يطرح نفسه فهل أمر الله إلى رسوله {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} فهل الاقتداء بهم هو التعظيم فيجعل التنافس إلى الله حصرياً لهم من دونه؟ إذاً لأشرك بالله بسبب تعظيم عباده من دونه بغير الحقّ لو كان الاقتداء حسب عقيدة عُلماء المُسلمين والنصارى الذين يعظِّمون أنبياء الله من دونه فيجعلون الله حصرياً لهم ويتخذونهم شُفعاءهم عند الله، ولن يجدوا لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً. بل الاقتداء بأنبياء الله ورُسله هو أن تحذوا حَذْوَهم فتفعلوا فعلهم، فإذا وجدتموهم يتنافسون إلى الله أيّهم أقرب فافعلوا مثلهم وانضمّوا إلى ركب العبيد المُتنافسين إلى الله الربّ المعبود. لا إله إلا هو إن كنتم إياه تعبدون. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورً‌ا ﴿٥٥﴾ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ‌ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَ‌بِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَ‌بُ وَيَرْ‌جُونَ رَ‌حْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَ‌بِّكَ كَانَ مَحْذُورً‌ا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء]، فقد علّمكم الله كيف يعبده أنبياؤه ورُسله: {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    فتذكروا قول الله تعالى:
    {وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّ‌يَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَ‌ىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾} صدق الله العظيم.

    فتذكروا قول الله تعالى:
    {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} صدق الله العظيم. فَلِمَ تأبوَن أن تقتدوا بهدى عباد الله الذين هداهم إلى الحقّ فتجدونهم في الكتاب يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ولن تجدوا الذين هدى الله من ذُرياتهمم يفضلون آباءهم إلى الله بل يفضلون الله فيتنافسون إلى ربِّهم أيّهم أقرب لأنّه أحبَّ إليهم من آبائهم، فكيف يكون حبّ آبائهم أعظم من حبّهم لله فيذرون الله لآبائهم لو اعتقدوا أنه لا ينبغي لهم أن ينافسوا آباءهم في حبّ الله وقربه إذاً لأشركوا بالله وأحبط عملهم بسبب التعظيم لآبائهم وأولياء الله من دونه؛ بل تجدونهم جميعاً مُتنافسين إلى الله ويبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب، ولذلك أمر الله عبده محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يقتدي بهداهم. وقال الله تعالى: {وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّ‌يَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَ‌ىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقد عرّف الله لكم كيفية عبادتهم لربّهم وقال وأفتاكم عن عبادتهم الحقّ:
    {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    وكذلك الإمام المهديّ الذي بعثه الله ليعيدكم إلى عبادة الله ويأمركم أن تقتدوا بُهدى أنبياء الله ورُسله ويأمركم بما أمركم به الله ورسوله أن تعبدوا الله وحده لا شريك له فتبتغون إليه الوسيلة فتتنافسون في حُبّ الله وقربه إن كنتم تحبون الله ولا تعبدون إلا إياه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏} صدق الله العظيم [آل عمران:31]. فابتغوا إليه الوسيلة أيّكم أقرب. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].

    وكذلك قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [سلوا الله الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو] صدق عليه الصلاة والسلام.

    ولم يجعل الله الوسيلة حصريّاً لأنبياء الله من دونكم فقد أشركتم بالله يا من حصرتم الوسيلة لأنبياء الله ورُسله من دونكم، فقد أشركتم بالله بسبب تعظيم أنبياء الله بتعظيم المُبالغة بغير الحقّ، وإنّما هم عباد لله أمثالكم ولكم من الحقّ في الله ما لهم فلا فرق بينهم وبينكم إنما نحنُ بشر مثلكم منّ الله علينا وهدانا إلى الصراط المُستقيم ثم جعلنا من المُكرّمين، فإن فعلتم مثل الأنبياء والمرسلين وخليفة الله الإمام المهديّ واقتديتم بهدينا كرّمكم الله كما كرّمنا، وإن أبيتم فلن تهتدوا إلى الصراط المُستقيم ولن يغنوا عنكم من الله شيئاً، اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد. وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخو عبيد الله المُتنافسين إلى صراط العزيز الحميد الداعي بالقرآن المجيد
    عبد الله وخليفته؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــ



    - 12 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    09 - 06 - 1431 هـ
    23 - 05 - 2010 مـ
    07:35 مساءً
    ــــــــــــــــــ



    وتبيَّن لكم أنّ الوحي من الله بثلاث طرق..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.. ويا أسد بني هاشم الذي يُجادلني بالقرآن، إليك سؤال المهديّ المنتظَر، وبما أنّك تريدُ أن تجعل ذكر الإنسان في القرآن هو بشكل عام فهل يمكن أن يكون الله يقصد رسولَه في قول الله تعالى:
    {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} صدق الله العظيمم [النحل:4].

    ونعلم جوابك أنّه يقصد فقط الكُفار بالحقّ. ونستنتج من ذلك: إنّ ذكر الإنسان يقصد به التخصيص وليس العموم، لأننا لو نطبقه على العموم لشمل هذا القول جميع الأنبياء والمُرسلين في قول الله تعالى:
    {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} صدقق الله العظيم، إذاً يقصد الكافرر فقط المنكر للحقّ من ربه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} صدق الله العظيم [يس:78].

    وكذلك قول الله تعالى:
    {خَلَقَ الْإِنسَانَ ﴿٣﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [الرحمن]، فهو لا يقصد أنّه علم النّاس أجمعين البيان؛ بل يقصد إنساناً واحداً علّمه البيان الشامل للقرآن العظيم فيُعلمكم بالقلم ما لم تكونوا تعلمون، وذلك لأنه يخاطبكم بالقلم الصامت بالبيان الحقّ للقرآن في عصر الحوار من قبل الظهور إلى أجل مسمى. تصديقاً لقول الله تعالى: {اقْرَ‌أْ بِاسْمِ رَ‌بِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿١﴾ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢﴾ اقْرَ‌أْ وَرَ‌بُّكَ الْأَكْرَ‌مُ ﴿٣﴾ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤﴾ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿٥﴾} صدق الله العظيمم [العلق].

    فإذا أردت أن تطبق هذه الآية على الرسول عليه الصلاة والسلام؛ ولكنه أمّي ولم يعلّمه الله بالقلم؛ بل علّمه جبريل عليه الصلاة والسلام! إذاً فمن هو الإنسان المقصود بالضبط؟ وتجد رمز الجواب في قول الله تعالى:
    {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُ‌ونَ ﴿١﴾} صدق الله العظيم [القلم].

    وهنا تجد أنّ الله أقسم لنبيِّه بحرفٍ من حروف اسم الإنسان الذي سوف يعلّمه البيان الحقّ للقرآن حتى يتبيّن للناس أجمعين أنّ محمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ليس بمجنونٍ؛ بل جاء بالحقّ من ربّ العالمين، فيتمّ الله بالإنسان الذي علمه البيان الشامل للقرآن نوره ولو كره المُجرمون ظهوره.

    ويا رجل أفلا تعلم أن لكُلّ دعوى بُرهان والكذب حباله قصيرة؟ فإذا لم يكن ناصر محمد اليماني هو الإنسان المقصود الذي علمه الله البيان فلن يستطيع أن يهيمن عليكم بالبيان الحقّ للقرآن، أفلا تتقون؟ فلا تصدّ عن البيان الحقّ للقرآن الذي نُفصّله للناس تفصيلاً، ونُعلمهم ما لم يكونوا يعلمون، فإذا لم يكن ناصر محمد اليماني هو الإمام المهديّ الإنسان الذي علمه الله البيان الحقّ للقرآن فلن تجده يهيمن بالبيان الحقّ للقرآن على من يحاجه بالقرآن، وإذا كان ناصر محمد اليماني هو الإنسان الذي علّمه الله البيان الحقّ للقرآن فلن تجد أحداً يجادلني من القرآن إلا هيمنتُ عليه بالبيان من ذات القرآن بخيرٍ من بيانه وأحسن تأويلاً، فلكلّ دعوى بُرهانٌ وسوف أضرب لك على ذلك مثلاً في بيان قول الله تعالى.
    اقتباس المشاركة :
    وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في التوبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ‏ {‏فتلقى آدم من ربه كلمات‏} قال‏:‏ أي رب ألم تخلقني بيدك‏؟‏ قال‏:‏ بلى‏.‏ قال‏:‏ أي رب ألم تنفخ في من روحك‏؟‏ قال‏:‏ بلى‏.‏ قال أي رب ألم تسبق إلي رحمتك قبل غضبك‏؟‏ قال‏:‏ بلى‏.‏ قال‏:‏ أي رب أرأيت إن تبت وأصلحت أراجعي أنت إلى الجنة‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏
    انتهى الاقتباس
    انتهى تفسير القُرآن لأحد المفسرين.

    ولكنّي لا أعلم أنّ آدم تمَّ إرجاعه إلى الجنّة التي كان فيها؛ بل تاب الله عليه من النار، وإنّما يفسرون القرآن بروايةٍ مُفتراةٍ عن ابن عباس، وأُبْرِئُ ابن عباس من رواية ذلك التفسير؛ بل هو مفترًى باسمه، وذلك لأنّ شياطين البشر يحاولون تحريف القرآن عن طريق رواياتٍ تخصُّ التّفسير حسب زعمهم، ولكني سوف آتيك بتأويل قول الله تعالى:
    {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم [البقرة:37].

    وسوف تجد الكلمات المقصودة بالضبط هي في قول الله تعالى:
    {قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23].

    وأما كيف تلقّى هذه الكلمات؟ وسوف نفتيك بالحقّ أنه تلقاها بوحي التّفهيم إلى القلب ليقولا ذلك. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء} صدق الله العظيم [الشورى:51].

    فأما البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا} أي ما كان للإنسان أن يكلمه الرحمن جهرةً إلا وحياً، ويقصد وحي التّفهيم إلى القلب بالإلهام. مثال قول الله تعالى: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:79]، وأما قول الله تعالى: {أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ} ويقصد بوحي التكليم من وراء حجاب، مثال قول الله تعالى: {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:164].

    وأما البيان لقول الله تعالى:
    {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء} ويقصد جبريل المُرسل من ربّ العالمين إلى من يصطفي ويختار. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21)} صدق الله العظيم [التكوير].

    وتبيّن لكم أن الوحي من الله بثلاث طرق وهي :

    1- وحي التفهيم مباشرة من الربّ إلى القلب.
    2- وحي التكليم من وراء حجاب.
    3- إرسال جبريل عليه الصلاة والسلام.

    تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء} صدق الله العظيم. ويا أسد بني هاشم، لقد كان ظني فيك خيراً بادئ الأمر ولكن! وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
    أخو المؤمنين؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ
    المصغرات المرفقة المصغرات المرفقة اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	10169229_1022484247780058_9132467223467426287_n.jpg‏ 
مشاهدات:	9184 
الحجم:	53.0 كيلوبايت 
الهوية:	3038  

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:


المواضيع المتشابهه
  1. أفتنا يا إمامنا الكريم: حبل من الله وحبل من الناس فهل هما القرآن الكريم وآل البيت الأطهار؟؟؟
    بواسطة آمنت بنعيم رضوان الله في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 26-03-2021, 10:28 PM
  2. كتاب علم الساعة توضيح وبيان وتفسير مالم يفسر من القرآن
    بواسطة عبدالرحمن المعلوي في المنتدى مواضيع وعلامات لها علاقة بالمهدي المنتظر
    مشاركات: 52
    آخر مشاركة: 09-02-2020, 04:08 AM
  3. المهدي المُنتظر يُبيّن للمُسلمين سرّ الأحرف في القُرآن العظيم..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 31-12-2016, 04:31 PM
  4. هل ذكر المهدي في القرآن الكريم
    بواسطة الوصابي في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 22-09-2016, 09:31 PM
  5. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 13-04-2014, 01:02 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •