-
الرحمن الرحيم
الرحمن الرحيم ..
بحث قصير بِقَلَم : ماهر الرَّمحي
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد آخر الأنبياءِ والمرسلين ومن تبعه بإحسانٍ إلى يوم الدِّين وبعد
جولة فكرية في التبصُّرِ في دلالات معنى إسميِّ الله سبحانهُ وتعالى الرحمن الرحيم ومعنى أرحم الرَّاحمين وكيفية فقهِ أفعالِ الله المرتبطة بهذين الإسمين ,
الحمد لله الذي بعث للخلقِ رسولاً من أنفسهم عرباً وعَجَماً فجعلهُ الأزكى مُحتَدى ومَنمى والأرجحَ عَقلاً وأكثَرَ حِلماً وأوفَرَ عِلماً وأقوى يقيناً وعَزماً وأشَدَّ رَحمَةً ورأفَةً , زكَّى روحَهُ وآتاهُ حُكماً وحِكمَةً وفَتَحَ بِهِ أَعيُناً عُمياً وقلوباً غُلفاً وآذاناً صُمَّاً فآمَنَ بِهِ ونَصَرَهُ من جعلَ اللهُ لَهُ في قَلبِهِ من السَّعادَةِ نَصيباً وكّذَّبَهُ مَن جَعَلَ الشَّقاءَ عليهِ حَتماً .
الرَّحمةُ في اللغَةِ الرِّقَّةُ والعَطف وهي غَريزَة فَطَرها الله عز وجل في كثير من خلقِهِ ومنهم الإنسانُ وهي بِهذا المعنى اللُّغوي تَصِحُّ بِحَقِّ المخلوقِ المُحتاج ولا تَجوزُ بِحَقِّ الخالِقِ الغَنيِّ المُستَغني ,والسُّؤال مُنذُ عَهدِ مُحَمَّدٍ صلى اللهُ عليِ وسَلَّم وحتَّى يومنا هذا كيف تُدرَكُ معانِ الصَّفاتِ للهِ والمخلوقات تشتَرِكُ معهُ بِنفسِ الصِّفاتِ فقد سأَلَ عن هذا الأَمر صحابَةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وما زال يسأَلُ كثيرون عنه فعَجَّت كُتُبُ العَقيدَةِ بآلافِ الصَّفحاتِ تُحاوِلُ فَهمَ هذا الأمر مما دعى العلماءِ إلى إحداثِ عِلمٍ يُسَمَّى عِلمَ الكلامِ كي يَضبِطَ معاني ودلالات الألفاظِ والكلمات بحيث يضع العقلُ لَها تَصَوُّرا واضِحاً جَليَّاً دونَ أي لُبسٍ , فيُصبِحَ المعنى مُتَّفِقاً مع إدراكِ أَنَّ ما يُوصَفُ بهِ اللهُ سُبحانَهُ وتعالى لا ينبغي للعَقلِ أن يدرِكَ معانيهِ حيثُ أَنَّهُ سبحانه وتعالى ما وراءَ العَقلِ ذاتاً وصِفاتاً , سبحانَهُ يُدرِكُ الأبصارَ ولا تُدرِكُهُ الأبصارُ ولا تَبلُغُهُ الأفهام ليس كمثلِهِ شَيءٌ لا تعتليه الأحوالُ ولاالظُروفُ ولا يَقَعُ عليهِ زمان ولا يَحِلُّ في مكان ليسَ قبلَهُ قَبلٌ ولا بَعدَهُ بَعدٌ ، لايُكيَّفُ فَيوصَفُ فهو الذي كَيَّفَ الكَيفَ ولا يُؤَيَّنُ فيُقالُ لَهُ أين فهو ما سوى المكان والزَّمان فلا كان لَهُ ابتداءٌ سَبَقَهُ عَدَم ولاانتهاءُ أولٍ فهو أولٌ بلا آخر وآخِرٌ بلا إنتهاء وظاهِرٌ لا ظهوراً من بعدِ خفاء ولا ظُهورَ تَخيُّلٍ ولا وَهمٍ وهو باطِنٌ باطِنَ تَقَدُّسٍ عن أَيِّ نَقصٍ ولا باطِنَ تَخَيُّلٍ مَن وراءِهِ حَدٌّ أو كُنهٍ لِشَيءٍ ,فهو الرَّحمنُ لا رحمَةَ رِقَّةٍ ولا عَطفٍ بل رَحمَةَ مُستَغنٍ بِذاتِهِ عن سائِرِ خَلقِهِ فَهم مفَتقرونَ إليه بالضَّرورَةِ وبطبيعَةِ الخِلقَةِ , فلا تُفَهمُ رَحمَتُهُ هُنا رَحمَةَ لُطفٍ وحنانٍ بل رَحمَةَ قُدرَةٍ وقُوَّةٍ وسُلطانٍ وعدلٍ ,رَحمَةَ مُستَغنٍ عن جميعِ خلَقِهِ لا مُحتاجٍ ناقِصٍ ضَّعيفٍ رقيقٍ ,بل هي رَحمَةُ خالِقٍ قويٍّ مُتعالٍ ذي جلالٍ وإكرامٍ قُدُّوسٍ تنَزَّهَ عن كلِّ معنى من معاني النَّقصِ والضَّعفِ فهو المؤمِنُ بِذاتِهِ الذي يؤمِنُ أَنَّهُ هو وحدَهُ الخالِقُ بِخَلقٍ وبِدونِ خَلقٍ فهوالرَّحمنُ الذي لا يموتُ وهو الخبيرُ بالعِبادِ ولا يخفى عليهِ شَيءٌ ولا يليقُ بِأَحَدٍ سِواهُ الكبرياءُ فلا يَصِحُّ لأَحَدٍ سِواهُ الحَمدُ والتَّسبيحُ والثَّناءُ والعِبادَّة وهوَ غَنيٌّ عنها جميعاً إن سَبَّحَهُ وعَبَدَهُ كُلُّ خَلقِهِ أو لَم يُسَبِّحونَهُ ,فلا يُصِيبُهُ فَخرٌ ولا تعتليهُ الخلَجاتُ النَّفسيَّةُ ولا نشواتُها .فلا تزيدُ عبادَةِ خلقِهِ لَهُ ولا تُنقِصُ عِندَهُ شَيئاً, وهو الرَّحيمُ الذي يَرَحَمُ في ميزانِ عَدلِهِ رَحمَةَ عَدلٍ وقِسطٍ ورَحمَةَ مُستَغنٍ لارَحمَةَ مخلوقٍ تَملَؤُها الرِقَّةُ والعَطفٍ والنَقصُ والإحتياجٍ، هي رَحمَةُ قائِمٍ بالقِسطِ شاكرٍ كريمٍ يرضى لِعبادِهِ الشُّكرِ ولا يرضى لَهُمُ الكُفر , فإن ارتضَوْ لأَنفسِهِمُ الكُفرَ فلا يأبَهُ بهُم ويُعَذِّبُهُم ولا يَنالونَ رَحمَتَهُ التي وسِعَت كُلَّ شيءٍ والتي لَن تَسِعَهُم لأَنَّهُم كَفروا وسينالُها مَن يَستَحِقُّها مِن عبادِه ( وسَنكتُبُها للمُتَّقين) ,فَهوَ يُعّذِّبُ وهُوَ رحمن رحيم وعَذابُهُ شَّديدٌ فلا تَتَعَطَّلُ عِندَهُ صِفَةٌ ولا تَطغى صِفَةٌ على أُخرى, جميعُ أَسمائِهِ أسماءُ صِفاتِ ذاتٍ وأفعالٍ في اللازمانِ واللا مكانِ يَظهرُ أثَرُها على المخلوقات التي تَحِلُّ في الأماكِنِ ويجري عليها الزَّمانُ, فلا تُوصَّفُ ولا تُكيَّفُ ولا يَقَعُ في الأذهانِ لَها أَيُّ معنىً ,صِّفاتٌ لَها معانٍ في أَذهانِ البَشَرِ واضِحَةٌ مُحَدَّدَةٌ إذا نُسِبَتْ لَهُم وواسِعَةُ المعاني مُطلَقَةُ القُدسِيَّةِ المُنَزَّهَةِ عَن أيِّ معنى مِن معاني النَّقصِ و بِغيرِ تحديدٍ وتوصيفٍ في إطارِ لَيسِ كمِثلِهِ شَيءٌ إذا نُسِبَت لِلخالِقِ ,وما ذَكَرَها اللهُ ونَسَبَها لِنَفسِهِ إلاَّ لِلتّدَّبُّرِ في أَثَرِها على الخَلقِ لا تَدَبُّرَ كُنهِها الذي هو خارجِ حُدودِ أفهامِ الخَلقِ , وكَلِمَةُ صِفَة وجمعها صِفات هي الشَيءُ الَّذي لَهُ تَصَوُّرٌ ومعنىً في الذِّهنِ وحينَ يُقالُ أنَّ للهِ صِّفاتٌ فلا ينبَغي أن يُقصَدَ بِذلِكَ أَنَّ للهِ تَصَوُّرٌ في الذِّهنِ لا تَصَوُّرَ ذاتٍ ولا تَصَوُّرَ أفعالٍ , فذاتُهُ وصِفاتُهُ وأفعالُهُ في اللاَّ زمانِ واللاَّ مكانِ لا تَصَوُّرَ لَها في الأَذهانِ بِواقِعها التي هيَ عليهِ وإنَّما على سبيلِ الإستدلال بما هو معلوم ومفهوم لدى الخلق ، فالمقصودُ هُوَ أَثَرُ صِفاتِهِ , فيُقالُ لَهُ صِفاتٌ وأفعالٌ يُدرَكُ أَثَرُها على المَخلوقِ ولا يُدرَكُ كُنهِها، فكنه ذات صفاته لا يعلمه إلا هو , وهو أرحمُ الرَّاحمين أي هو ذو القوَّةِ والسُّلطانِ والقُدرةِ المُطلَقَةِ على من هُم دونَهُ من الرَّاحمين الضُّعفاءَ الرقيقينَ المُحتاجين وليسَ أرحَمَ الرَّاحمين الأَكثَرَ رِقَّةً وضَعفاً وعَطفاً وحُنُوّاً مِن خَلقِهِ الذينَ تَظهَرُ عليهِم وقَدْ فُطِروا عليها لِعِلَّةٍ لا يَعلَمُها إلا سِواهُ سُبحانَهُ وتعالى وتأكيداً لِنَقصِهِ واحتياجِهِ لله سُبحانَهُ وتعالى عَمَّا يَصِفونهُ مِن صِفاتِ المُحتاجينِ وهو الرَّحيمُ على عِبادِهِ المؤمنين المُتَّقين ولا ينالُ رَّحمَتَهُ الظالِمونَ الفاسِقون الكافِرون المجرِمون المُشرِكون أوالشياطينَ ولا يَذوقونَ رَحمَتَهُ بل هُم في النَّارِ خالِدونَ ( وما هُم بِخارجينَ مِنَ النَّارِ) فَليسَ هُناكَ مِن خَبَرٍ أو عِلمٍ عِندَ أَحَدٍ بَعد خُلودِهم والذي هُو المُكثُ الطَّويلُ ( لابِثينَ فيها أَحقابا) . لَابِثونَ في جَهَنَّمَ ولايدخلونَ الجَّنَّةِ ولا يَذوقونَ رَحمَةَ اللهِ أَبَداً إلى ماشاءَ اللهُ ولا يعلَمُ حالَهُم بَعدَ الخُلودِ أَحدٌ من عِبادِهِ أَهُوَ دخولٌ في الجَنَّةِ أَم إلى فَناءٍ مَصيرُهُم أَم إلى شيءٍ آخَر فهُوَ العَليمُ الخبيرُ بِهِم قَبلَ دُخولِهِمُ النَّارَّ ومِن ثَمَّ خُلودِهم فيها وما يَتلو خُلودَهُمْ ولا يَفتَري على الله كّذِباً أَحَدٌ فيُخبِرُ عَن حالِهِم تأويلاً وتحريفاً للكَلِمِ عَن مواضِعِه ..انتهى
-
[QUOTE=المهندس ماهر;297514]الرحمن الرحيم ..
بحث قصير بِقَلَم : ماهر الرَّمحي
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد آخر الأنبياءِ والمرسلين ومن تبعه بإحسانٍ إلى يوم الدِّين وبعد
جولة فكرية في التبصُّرِ في دلالات معنى إسميِّ الله سبحانهُ وتعالى الرحمن الرحيم ومعنى أرحم الرَّاحمين وكيفية فقهِ أفعالِ الله المرتبطة بهذين الإسمين ,
الحمد لله الذي بعث للخلقِ رسولاً من أنفسهم عرباً وعَجَماً فجعلهُ الأزكى مُحتَدى ومَنمى والأرجحَ عَقلاً وأكثَرَ حِلماً وأوفَرَ عِلماً وأقوى يقيناً وعَزماً وأشَدَّ رَحمَةً ورأفَةً , زكَّى روحَهُ وآتاهُ حُكماً وحِكمَةً وفَتَحَ بِهِ أَعيُناً عُمياً وقلوباً غُلفاً وآذاناً صُمَّاً فآمَنَ بِهِ ونَصَرَهُ من جعلَ اللهُ لَهُ في قَلبِهِ من السَّعادَةِ نَصيباً وكّذَّبَهُ مَن جَعَلَ الشَّقاءَ عليهِ حَتماً .
الرَّحمةُ في اللغَةِ الرِّقَّةُ والعَطف وهي غَريزَة فَطَرها الله عز وجل في كثير من خلقِهِ ومنهم الإنسانُ وهي بِهذا المعنى اللُّغوي تَصِحُّ بِحَقِّ المخلوقِ المُحتاج ولا تَجوزُ بِحَقِّ الخالِقِ الغَنيِّ المُستَغني ,والسُّؤال مُنذُ عَهدِ مُحَمَّدٍ صلى اللهُ عليِ وسَلَّم وحتَّى يومنا هذا كيف تُدرَكُ معانِ الصَّفاتِ للهِ والمخلوقات تشتَرِكُ معهُ بِنفسِ الصِّفاتِ فقد سأَلَ عن هذا الأَمر صحابَةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وما زال يسأَلُ كثيرون عنه فعَجَّت كُتُبُ العَقيدَةِ بآلافِ الصَّفحاتِ تُحاوِلُ فَهمَ هذا الأمر مما دعى العلماءِ إلى إحداثِ عِلمٍ يُسَمَّى عِلمَ الكلامِ كي يَضبِطَ معاني ودلالات الألفاظِ والكلمات بحيث يضع العقلُ لَها تَصَوُّرا واضِحاً جَليَّاً دونَ أي لُبسٍ , فيُصبِحَ المعنى مُتَّفِقاً مع إدراكِ أَنَّ ما يُوصَفُ بهِ اللهُ سُبحانَهُ وتعالى لا ينبغي للعَقلِ أن يدرِكَ معانيهِ حيثُ أَنَّهُ سبحانه وتعالى ما وراءَ العَقلِ ذاتاً وصِفاتاً , سبحانَهُ يُدرِكُ الأبصارَ ولا تُدرِكُهُ الأبصارُ ولا تَبلُغُهُ الأفهام ليس كمثلِهِ شَيءٌ لا تعتليه الأحوالُ ولاالظُروفُ ولا يَقَعُ عليهِ زمان ولا يَحِلُّ في مكان ليسَ قبلَهُ قَبلٌ ولا بَعدَهُ بَعدٌ ، لايُكيَّفُ فَيوصَفُ فهو الذي كَيَّفَ الكَيفَ ولا يُؤَيَّنُ فيُقالُ لَهُ أين فهو ما سوى المكان والزَّمان فلا كان لَهُ ابتداءٌ سَبَقَهُ عَدَم ولاانتهاءُ أولٍ فهو أولٌ بلا آخر وآخِرٌ بلا إنتهاء وظاهِرٌ لا ظهوراً من بعدِ خفاء ولا ظُهورَ تَخيُّلٍ ولا وَهمٍ وهو باطِنٌ باطِنَ تَقَدُّسٍ عن أَيِّ نَقصٍ ولا باطِنَ تَخَيُّلٍ مَن وراءِهِ حَدٌّ أو كُنهٍ لِشَيءٍ ,فهو الرَّحمنُ لا رحمَةَ رِقَّةٍ ولا عَطفٍ بل رَحمَةَ مُستَغنٍ بِذاتِهِ عن سائِرِ خَلقِهِ فَهم مفَتقرونَ إليه بالضَّرورَةِ وبطبيعَةِ الخِلقَةِ , فلا تُفَهمُ رَحمَتُهُ هُنا رَحمَةَ لُطفٍ وحنانٍ بل رَحمَةَ قُدرَةٍ وقُوَّةٍ وسُلطانٍ وعدلٍ ,رَحمَةَ مُستَغنٍ عن جميعِ خلَقِهِ لا مُحتاجٍ ناقِصٍ ضَّعيفٍ رقيقٍ ,بل هي رَحمَةُ خالِقٍ قويٍّ مُتعالٍ ذي جلالٍ وإكرامٍ قُدُّوسٍ تنَزَّهَ عن كلِّ معنى من معاني النَّقصِ والضَّعفِ فهو المؤمِنُ بِذاتِهِ الذي يؤمِنُ أَنَّهُ هو وحدَهُ الخالِقُ بِخَلقٍ وبِدونِ خَلقٍ فهوالرَّحمنُ الذي لا يموتُ وهو الخبيرُ بالعِبادِ ولا يخفى عليهِ شَيءٌ ولا يليقُ بِأَحَدٍ سِواهُ الكبرياءُ فلا يَصِحُّ لأَحَدٍ سِواهُ الحَمدُ والتَّسبيحُ والثَّناءُ والعِبادَّة وهوَ غَنيٌّ عنها جميعاً إن سَبَّحَهُ وعَبَدَهُ كُلُّ خَلقِهِ أو لَم يُسَبِّحونَهُ ,فلا يُصِيبُهُ فَخرٌ ولا تعتليهُ الخلَجاتُ النَّفسيَّةُ ولا نشواتُها .فلا تزيدُ عبادَةِ خلقِهِ لَهُ ولا تُنقِصُ عِندَهُ شَيئاً, وهو الرَّحيمُ الذي يَرَحَمُ في ميزانِ عَدلِهِ رَحمَةَ عَدلٍ وقِسطٍ ورَحمَةَ مُستَغنٍ لارَحمَةَ مخلوقٍ تَملَؤُها الرِقَّةُ والعَطفٍ والنَقصُ والإحتياجٍ، هي رَحمَةُ قائِمٍ بالقِسطِ شاكرٍ كريمٍ يرضى لِعبادِهِ الشُّكرِ ولا يرضى لَهُمُ الكُفر , فإن ارتضَوْ لأَنفسِهِمُ الكُفرَ فلا يأبَهُ بهُم ويُعَذِّبُهُم ولا يَنالونَ رَحمَتَهُ التي وسِعَت كُلَّ شيءٍ والتي لَن تَسِعَهُم لأَنَّهُم كَفروا وسينالُها مَن يَستَحِقُّها مِن عبادِه ( وسَنكتُبُها للمُتَّقين) ,فَهوَ يُعّذِّبُ وهُوَ رحمن رحيم وعَذابُهُ شَّديدٌ فلا تَتَعَطَّلُ عِندَهُ صِفَةٌ ولا تَطغى صِفَةٌ على أُخرى, جميعُ أَسمائِهِ أسماءُ صِفاتِ ذاتٍ وأفعالٍ في اللازمانِ واللا مكانِ يَظهرُ أثَرُها على المخلوقات التي تَحِلُّ في الأماكِنِ ويجري عليها الزَّمانُ, فلا تُوصَّفُ ولا تُكيَّفُ ولا يَقَعُ في الأذهانِ لَها أَيُّ معنىً ,صِّفاتٌ لَها معانٍ في أَذهانِ البَشَرِ واضِحَةٌ مُحَدَّدَةٌ إذا نُسِبَتْ لَهُم وواسِعَةُ المعاني مُطلَقَةُ القُدسِيَّةِ المُنَزَّهَةِ عَن أيِّ معنى مِن معاني النَّقصِ و بِغيرِ تحديدٍ وتوصيفٍ في إطارِ لَيسِ كمِثلِهِ شَيءٌ إذا نُسِبَت لِلخالِقِ ,وما ذَكَرَها اللهُ ونَسَبَها لِنَفسِهِ إلاَّ لِلتّدَّبُّرِ في أَثَرِها على الخَلقِ لا تَدَبُّرَ كُنهِها الذي هو خارجِ حُدودِ أفهامِ الخَلقِ , وكَلِمَةُ صِفَة وجمعها صِفات هي الشَيءُ الَّذي لَهُ تَصَوُّرٌ ومعنىً في الذِّهنِ وحينَ يُقالُ أنَّ للهِ صِّفاتٌ فلا ينبَغي أن يُقصَدَ بِذلِكَ أَنَّ للهِ تَصَوُّرٌ في الذِّهنِ لا تَصَوُّرَ ذاتٍ ولا تَصَوُّرَ أفعالٍ , فذاتُهُ وصِفاتُهُ وأفعالُهُ في اللاَّ زمانِ واللاَّ مكانِ لا تَصَوُّرَ لَها في الأَذهانِ بِواقِعها التي هيَ عليهِ وإنَّما على سبيلِ الإستدلال بما هو معلوم ومفهوم لدى الخلق ، فالمقصودُ هُوَ أَثَرُ صِفاتِهِ , فيُقالُ لَهُ صِفاتٌ وأفعالٌ يُدرَكُ أَثَرُها على المَخلوقِ ولا يُدرَكُ كُنهِها، فكنه ذات صفاته لا يعلمه إلا هو , وهو أرحمُ الرَّاحمين أي هو ذو القوَّةِ والسُّلطانِ والقُدرةِ المُطلَقَةِ على من هُم دونَهُ من الرَّاحمين الضُّعفاءَ الرقيقينَ المُحتاجين وليسَ أرحَمَ الرَّاحمين الأَكثَرَ رِقَّةً وضَعفاً وعَطفاً وحُنُوّاً مِن خَلقِهِ الذينَ تَظهَرُ عليهِم وقَدْ فُطِروا عليها لِعِلَّةٍ لا يَعلَمُها إلا سِواهُ سُبحانَهُ وتعالى وتأكيداً لِنَقصِهِ واحتياجِهِ لله سُبحانَهُ وتعالى عَمَّا يَصِفونهُ مِن صِفاتِ المُحتاجينِ وهو الرَّحيمُ على عِبادِهِ المؤمنين المُتَّقين ولا ينالُ رَّحمَتَهُ الظالِمونَ الفاسِقون الكافِرون المجرِمون المُشرِكون أوالشياطينَ ولا يَذوقونَ رَحمَتَهُ بل هُم في النَّارِ خالِدونَ ( وما هُم بِخارجينَ مِنَ النَّارِ) فَليسَ هُناكَ مِن خَبَرٍ أو عِلمٍ عِندَ أَحَدٍ بَعد خُلودِهم والذي هُو المُكثُ الطَّويلُ ( لابِثينَ فيها أَحقابا) . لَابِثونَ في جَهَنَّمَ ولايدخلونَ الجَّنَّةِ ولا يَذوقونَ رَحمَةَ اللهِ أَبَداً إلى ماشاءَ اللهُ ولا يعلَمُ حالَهُم بَعدَ الخُلودِ أَحدٌ من عِبادِهِ أَهُوَ دخولٌ في الجَنَّةِ أَم إلى فَناءٍ مَصيرُهُم أَم إلى شيءٍ آخَر فهُوَ العَليمُ الخبيرُ بِهِم قَبلَ دُخولِهِمُ النَّارَّ ومِن ثَمَّ خُلودِهم فيها وما يَتلو خُلودَهُمْ ولا يَفتَري على الله كّذِباً أَحَدٌ فيُخبِرُ عَن حالِهِم تأويلاً وتحريفاً للكَلِمِ عَن مواضِعِه ..انتهى[/QUOTE]
خير لك ان تطلب تغيير صفة الرحمة التي وضعت تحت اسمك حتى يتسنى لي مواجهة الباطل الدي تفتريه ان كنت رجلا حرا تتحلى بالشجاعة
-
بسم الله النعيم الأعظم حبيبي ومعبودي
ونعيمي وبعد
الأخ/ المهندس ماهر
أرى تحت إسمك صفة الأنصار السابقين الأخيار
ورأيت منك كلاما رائعا في وصف الله في مواضع وكلام ووصف بالظن في مواضع أخرى مثل وصفك لإسم (الرحمن) بأنه دال على الرحمة فهذا قول بالظن فإسم الرحمن لا يوصف بصفة واحدة لأنه إسم ذات كإسم الله فهو لا يعلل ولا يوصف بصفة واحدة وإنما تدخل عليه كل الصفات الإلهية هذا بالنسبة للوصف الإلاهي
ثم انتقلت إلى أهل النار وأحوالهم وهنا يكمن خلافي معك لأنك استدللت بآيتين واحدة لك وواحدة عليك
فإن كان هناك عليك لبس بحال أهل النار أو أنك تمر بفتنة الشك فاسأل تجب من بيانات الإمام
وإن كان لا فسأسئلك سؤال
قال الله ربي وربك ورب الخلق أجمعين
قال
(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)
صدق الله العظيم
السؤال يقول
هل الخلق أجمعين يعبدون الله حاليا ؟!!!
إن كان قولك نعم
فسأقول كلامك غير صحيح
وإن كان لا
فسأقول لك متى ستحقق هذه الآية؟!!!
وسأردف بسؤال
هل كلام الله يفيد التحقيق؟
هذا لأني وجدتك من أصحاب اللغة فأهلا ومرحبا بأهل اللغة
أتمنى منك الرد على ما سبق ذكره...
أخو عباد النعيم الأعظم
-
أتمنى من جميع الأنصار عدم التسرع وأن يعامل معاملة الأنصار مادام يحمل هذه الصفة
وأن تتذكرو قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
أتريدون أن يقال محمد يقتل أصحابه.
فلنتعامل بحكمة حفظكم الله ورعاكم وحقق الله لنا نعيمنا برحمته فهو أرحم الراحمين.
-
[SIZE=5]هناك صفات ذاتية وصفات نفسية، صفات الله الذاتية هي التي لا تدركها العقول كاسم الله الرحمن القدوس أما الصفات النفسية فيمكن وصف حتى المخلوقات بها كمثل الرحمة والكرم ولكن الله هو أكرم الأكرمين وهو أرحم الراحمين
[/SIZE][CENTER][COLOR=#000000][FONT=&]
[/FONT][/COLOR][QUOTE][SIZE=5][COLOR=#0000CD][FONT=&]ويا رجل، ألم يقل الله أنه [/FONT][/COLOR][COLOR=#ff0000][FONT=&][U]أرحم الراحمين[/U][/FONT][/COLOR][COLOR=#0000CD][FONT=&]؟ بمعنى أنّها نفس الصفة التي يشعر بها الرحماء من عباده ولكنّها في نفس الله أكبر والفرق يكمن في أنّ الرحمة في نفس الله أكبر برغم أنها نفس الشعور النفسيّ لدى الرحماء ولكنه أرحم الراحمين، أي أشدّ رحمةً من كافة عبيده الرحماء، سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً![/FONT][/COLOR][/SIZE][/QUOTE]
[COLOR=#000000][FONT=&]
[213607]25395-ردّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى العضو أمير النور الذي يجادلنا في صفات الله النفسيّة ..[/213607]
[SHOWPOST]213607[/SHOWPOST]
[/FONT][/COLOR][QUOTE][SIZE=5][COLOR=#0000CD][FONT=&]وأما بالنسبة لهذا الرجل المسمّى (أحمد عدلي) فهو من الجاهلين كغيره مع احترامي له، ولكنّه ينكر أنّ الله يغضب ويرضى ويفرح ويحزن وهذه الصفات من صفات الله النفسيّة ويتشارك معه في هذه الصفات عباده. وأما صفات الله الذاتيّة فليس كمثله شيء في صفاته الذاتيّة، ولكنّكم خلطتم بين صفات الله الذاتية وصفاته النفسيّة! ويارجل ألم يصف الله نفسه بأرحم الراحمين؟ وهذا يعنى أنّ صفة الرحمة صفة نفسيّة يشاركه فيها الرحماء من عباده ولكنّه أرحم الراحمين، وكذلك الكرم صفة نفسيّة لله ويشاركة فيها الكُرماء من عباده ولكن الله أكرم الأكرمين.[/FONT][/COLOR]
[COLOR=#0000CD][FONT=&]وعلى كل حال إذا كنت (يا أحمد عدلي) كفواً لحوار الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فعليك أن تعلم بأنّنا حاورنا كثيرين في نفس المواضيع التي أنكرتَها علينا وأقمنا الحجّة عليهم بكل المقاييس، ومنهم الدكتور أحمد عمرو، ويهدي الله من يشاء من عباده الهدى ويضلّ الذين أزاغت قلوبهم عن الحقّ. وعلى كل حال فخذ ردودنا عليهم على نفس الموضوع الذي أنكرته علينا ومن ثمّ تقوم بالردّ بالحقّ إن كان الحقّ معك، فهات ما لديك بسلطان العلم المقنع.[/FONT][/COLOR]
[COLOR=#0000CD][FONT=&]ويارجل، سبقت الفتوى بالحقّ أنّ الحسرة في نفس الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم لا تأتي حتى تحدث الحسرة في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربهم، فتدبّر (يا أحمد) البيانات المركزة في هذا الموضوع فمن ثمّ تقرع الحجّة بالحجّة، فوالله ثم والله إنّك من الذين ما قدَروا ربَّهم حقَّ قدره وما عرفتَ ربك حقّ معرفته، ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين.[/FONT][/COLOR]
[COLOR=#0000CD][FONT=&]وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..[/FONT][/COLOR]
[COLOR=#0000CD][FONT=&]أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.[/FONT][/COLOR][/SIZE][/QUOTE][COLOR=#000000][FONT=&]
[/FONT][/COLOR][/CENTER]
[URL="http://www.mahdialumma.com/showthread.php?p=205434"][SIZE=5][CENTER][COLOR=#000000][FONT=&]http://www.mahdialumma.com/showthread.php?p=205434[/FONT][/COLOR][/CENTER]
[/SIZE][/URL]
-
[COLOR=#0000ff][SIZE=5]بسم الله الرحمن الرحيم , ياسبحان الله كلما كنت أتحدث مع الإمام االكريم , يحدثني عن الصبر والعفو , كلللل مرة لساعات وساعت , الصبر والعفو, الصبر والعفو ,, فأقول في نفسي : هما مافيش غيرهم يعني في التنافس حتى تحدثنني بها كل مرة لساعات وساعات....؟ وبعدها أصبحت أقلب كلامه فداه نفسي في رأسي حتى علمت : بأن الصبر والعفو هما من أعلى درجات التنافس على الإطلاق والطريقة المثلى لبلوغ الحب والقرب إلى ذي العرش , وبأن الإمام الكريم حقا وصدقا [/SIZE][/COLOR][COLOR=#0000ff][SIZE=5]إنما [/SIZE][/COLOR][COLOR=#0000ff][SIZE=5]يريد لي الخير والمراتب العلا ولايريدني أن أكون من المتأخرين , فصرت أجااهد نفسي بعدها جهادا عظيما عليهم وبدأت فعلا بأول الطريق و بدأت بالصبر أولا فلا أشارك أو أتحدث وأنا غاضب فأسكت إلى حين يزول الغضب , وأنا والله أدعوا الجميع الآن ليتخذوا نفس المسار ويجاهدوا أنفسهم على الصبر والعفوا سواء عند المقدرة أو غير ذلك ليفوزا بأعلى الدرجات بحب الله تعالى وقربه ورضوان نفسه , ألا هل بلغت اللهم فاشهد .[/SIZE][/COLOR][COLOR=#0000ff][SIZE=5] أما والله طريق مشيناه وعهد قطعناه وليس لنا إلا الصراط المستقيم , وأقسم بالله العلي العظيم النعيم الأعظم بأني لن أرضى بشيء حتى يرضى ربي الرحمن الرحيم العفو الودود في نفسه سبحانه وتعالى عم يصفون وأنا على ذلكم من الشاهدين . [/SIZE][/COLOR][COLOR=#0000ff][SIZE=5]وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .[/SIZE][/COLOR]
-
[158636]19522-بيان الإمام المهدي للموقع المطلق لذات الله سبحانه الأكبر من ملكوته أجمعين، ورداً على السائلين في العالمين..[/158636]
[SHOWPOST]158636[/SHOWPOST]
[86814]11330-ردّ المهدي المنتظر إلى الدكتور أحمد عمرو الذي ينكر أن رضوان الله النّعيم الأكبر..[/86814]
[SHOWPOST]86814[/SHOWPOST]
-
[87403]11330-ردّ المهدي المنتظر إلى الدكتور أحمد عمرو الذي ينكر أن رضوان الله النّعيم الأكبر..[/87403]
[SHOWPOST]87403[/SHOWPOST]
-
[88109]11330-ردّ المهدي المنتظر إلى الدكتور أحمد عمرو الذي ينكر أن رضوان الله النّعيم الأكبر..[/88109]
[SHOWPOST]88109[/SHOWPOST]